|
نساء صالحات أقوال السّلف في المرأة.. صفات المرأة الصّالحة ونماذج لنِساء السّلف |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
حياءُ المُسلمة وصُور من حياء الصَّحابِيات رضي الله عنهن..
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2021-10-07, 00:13 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
حياءُ المُسلمة وصُور من حياء الصَّحابِيات رضي الله عنهن..
حياءُ المُسلمة وصُور من حياء الصَّحابِيات رضي الله عنهن.. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الحياءَ من أعظمِ شُعَبِ الإيمانِ حتى قال ﷺ : “إنّ لكلِ دينٍ خُلُقاً وخُلُقَ الإسلامِ الحياءُ” أي أَنّ مِن أَظهرِ سجايا أهلِ الإيمانِ من هذه الأمةِ هو الحياء، لأنّ النبيَّ ﷺ إنما بُعِثَ ليتمم مكارمَ الأخلاق، وما مِن خُلُقٍ يبعثُ على التحلي بمكارم الأخلاقِ وعلى اجتنابِ مساوئها مثلُ الحياء؛ لهذا قال النبي ﷺ : “إنما مما أدرك الناسُ من كلامِ النبوةِ الأولى إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئت” أي أنّ مَن نُزِعَ الحياءُ من قلبه أَقدمَ على فعلِ ما لا يَليق دون مراعاةٍ لأحكام الكتاب والسنة، ولا مراعاةٍ للآدابِ العامة. ودلّ هذا الحديث على أن الحياء مما دعت إليه الأنبياءُ من قبلُ، ولكنْ كان دينُنا أعظمَ اعتناءٍ به وحثٍ عليه، ودعوةٍ إليه. عبادَ الله: إنّ الحياءَ شُعْبةٌ من شُعَبِ الإيمان، وخَصْلةٌ يحبُّها الرحمن، وخُلُقٌ مباركٌ لا يأتي إلا بخير، قال ﷺ ” الحياءُ شعبةٌ من الإيمان” وقال ﷺ لِأَشجِّ عبدِ القيس “إنّ فيك لَخُلُقَينِ يُحبُّهما اللهُ: الحِلْمُ والحياءُ”، وقال ﷺ “إنَّ الحياءَ لا يأتي إلا بخير”، وإذا كان الحياءُ كذلك فلا عَجبَ أنْ يكونَ المستحيي من الله من أهل الجنة قال ﷺ ” الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الجَنّة” أي وأهلُ الإيمانِ والحياءِ الشرعيِّ في الجَنّة. إخوة الإيمان: إن الحياءَ حِصْنٌ حَصينُ، وسِياجٌ متينٌ، يعصمُ صاحبَه بإذن الله من المعاصي والفواحشِ وكلِّ ما لا يليق، ولذلك كان الحياءُ من أبرزِ صفاتِ المؤمنات، ومن أظهرِ محاسنِهن، ومُقوّماتِ الجمالِ فيهن، وإذا نظرنا في سِيَرِ أُمّهاتِ المؤمنين، وصحابياتِ سَيّدِ المرسلين، نَجِدْهُنَّ الغاية والقِمّةَ، في الحياءِ والعفة، وفي السِتْرِ والحِشمة، وهُنَّ أَكملُ نساءِ هذه الأمةِ إيماناً، وأَثقلُهنَّ منهنَّ عند اللهِ ميزاناً، فقد سَألتْ أُمُّ سلمةَ رضي الله عنها رسولَ اللهِ ﷺ عن المقدارِ الذي تُرخيهِ المرأةُ مِن ثوبِها أو جِلبابها فقال ﷺ يرخين شبراً، فلم تقنعْ بذلك وقالت: إِذنْ تنكشفُ أقدامُهنّ أي فَزِدْنا فقال ﷺ : “فَذراع” أي أنه زاد النساءَ شِبْراً آخر. فانظرْ كيف كان حرصها رضي الله عنها على السِّتر حتى خَشِيَتْ على نفسِها وعلى المؤمنات أن يَنكشفَ الثوبُ أو الجلبابُ مِن أَسْفَلَ فتظهرَ القَدمُ فيراهُ الرجالُ الأجانبُ عنها. ومن أمثلةِ حيائهن أَنّ فاطمةَ بنتَ محمدٍ ﷺ ورضي عنها شَقَّ عليها أنها إذا ماتت وُوضِعتْ على نَعشِها أن تكون أكفانُها ملاصقةً لجَسدِها فتصفَه لمن يَرى نعشَها؛ فاشتكتْ لأسماءَ بنتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها فأَخْبَرَتْها بما رَأَتْهُ في الحبشةِ مِنْ وَضعِ جِنازةِ المرأةِ في داخل نَعشٍ خاصٍّ كالصندوقِ فلا يراها الرجالُ فأَعجَبَها ذلك. ومن أمثلةِ حيائِهنَّ قولُ عائشةَ رضي الله عنها كنتُ أدخلُ بيتي الذي فيه قبرُ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقبرُ أبي وأضعُ ثوبي وأقولُ إنما هو زوجي وأبي، فلما دُفن عُمَرُ معهم فواللهِ ما دخلتُ إلا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي حياءً من عُمَرَ. فانظرْ أين وصلَ حياؤُهنَّ رضي الله عنهنَّ، تلك تخشى من انكشاف القدمِ دون قصد، وتلك تخشى أن يَرى الرجالُ جنازتَها والأكفانُ تصف حجمَ بعضِ جسدها، وتلك تستحي أن تتخفف من بعض ثيابها حياءً من ميت أجنبي عنها دُفن في بيتها. نعم لَعَمْرُ الله!! لقد بلغن في الحياء والحشمة والعفة مبلغاً عظيماً ولا عجب في ذلك فإنهن تربيةُ كتابِ الله جلّ وعلا، وتربيةُ سنةِ نبيه ﷺ. رَزَقنا اللهُ الحياءَ والإيمان، ورزق نساءنا الحياء والاحتشام. أقولُ هذا القول وأستغفرُ الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمدُ لله الذي جعل الحياءَ شعبةً من الإيمان، ومُوْصِلاً بفضله إلى درجات الجِنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، الملك الديان، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله كان أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدْرِها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي العِلْمِ والعِرفان، وسلم تسليما. أما بعد: فاتقوا الله عبادَ الله واعلموا أن الحياءَ كالشجرةِ، فإنها تنمو وتُثمر إذا وَجدَتِ التربةَ الطيبة، والماءَ والضياءَ، وتمرضُ وتذبُلُ وتموتُ، إذا أُهمِلتْ فَتُـرِكَتْ للعَطَش، وفي التُربة السيئة، وعُرْضةً لِلآفاتِ الـمُرْدِيَة. وكذلك الحياءُ ينمو ويَقْوى إذا وُجِدَتِ التربيةُ الصالحةُ، والتنشئةُ المستقيمةُ منذُ نعومةِ الأظفار، ويَقْوى كذلك بلزومِ الطاعاتِ، واجتنابِ المعاصي والسيئاتِ، وينمو ويَقْوى إذا كان الـمَرْءُ أو المرأةُ في بيئةٍ طيبةٍ طاهرةٍ يَحوطُها الحياءُ والإيمان، وبين قدوةٍ صالحةٍ في محيط الأسرة والقرابة، وعلى مستوى الأخلاء والأصدقاء، وفي محاضن التربيةِ والتعليم. أيها الإخوة: إن أكثرَ ما يفسد حياءَ الفتاة هو سوءُ التربية، فبعضُ الأمهاتِ تربّي بناتها على الألبسةِ الكاشفةِ عن عوراتِهنَّ التي أمرَ اللهُ بسَترها، فتنشأُ على ذلك، وبعض الآباءِ أو الإخوةِ يسيءُ إلى ابنته أو أخته بسوء تربيته لها، أو بِغَضِّهِ الطَّرْفَ عن تساهِلِها في لباسِها وحجابِها وعطرِها إذا خرجت من بيتها. ومما يفسدُ حياءَ الفتاةِ أن تتخذَ من بعضِ مشهوراتِ وسائلِ التواصلِ قدوةً لها، ورأسُ مالِ هذه المشهورةِ هو عرضُ جَسدِها وكشفُ عورتِها ورميُ جلبابِ الحياءِ عن مفاتِنها، وغيرُ ذلك مما لا يخفى على أَكثركِم، فَمَنْ جَعَلتْ هذا الصنفَ قُدوةً لها ستراها تحذو حذوَها وتمشي على سيرتِها قدرَ استطاعتِها، لأنّ هذا النموذجَ هو من يُربيها ويصوغُ أفكارَها وسلوكَها في الحقيقةِ وليس الأُمَّ ولا الأبَ، لأنها تقضي معها من الوقت أضعافَ أضعافَ ما تقضيهِ مع أُسرتِها. أيها الإخوة في الله: علينا جميعاً استشعارَ المسؤوليةِ أمامَ الله، وأخذَ أنفسِنا وأهلينا الذين ولّانا الله أمرهم بالاستقامةِ على ما شَرعَ اللهُ ورسولُه ﷺ من التقوى والإيمان، والحياءِ والعفاف، والبعدِ عن المعاصي ومواطنها. ولْنَسْتعِنْ على بلوغِ هذه الغاية بالدعاءِ الصادق، والعلمِ النافع، ومجاهدةِ أنفسنا الأمّارةِ بالسوءِ، وبالتناصحِ والتواصي فيما بينَنَا بالحق وبالصبر. {بسم الله الرحمن الرحيم (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم أمن حدودنا وانصر جنودنا، وأصلح أحوال المسلمين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. موقع د. علي بن يحيى الحدادي.
|
||||
2022-10-15, 22:06 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
اللهم آمين |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc