فتاة تركية تحقق حلمها بدخول غزة بحثا عن العلم
لم تكن الفتاة التركية رقية دينز ذات السادس والعشرين ربيعا، تصدق أن حلمها بالوصول إلى فلسطين بات حقيقة بعد سنوات طويلة من المحاولات الجادة ليتحقق هذا الحلم منذ صغرها بأن تطأ قدماها هذه البقعة الجغرافية المحتلة.
فالفتاة التي وصلت من ديار بكر جنوب شرق تركيا، إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري قبل ما يزيد على 3 أشهر باتت تشعر بأنها أصبحت جزءًا من الحياة والعادات والتقاليد الفلسطينية، وتعاني كما نحو 2 مليون من سكان القطاع من أزمات متعددة منها الكهرباء ونقص الغاز وغيره إلا أنها كما تقول باتت معتادة على كل ذلك وأنها تعتبر نفسها فلسطينية.
وتضيف بلغة عربية ضعيفة تعلمتها قبل نحو عامين خلال دراستها في ماليزيا "أحب فلسطين وأحب غزة وأهلها، حين كنت طفلة وأنا أشاهد الأطفال الشهداء وحين كنت أشاهد الحروب كنت أحزن جدا، وأقول لأهلي أنني أريد أن أكون هنا في فلسطين وحتى يمكنني الموت هنا".
وبينت أنها حينما وصلت لغزة بعد رحلة صعبة مكثت فيها 4 أيام على معبر رفح في ظروف قاهرة قبل أن يسمح لها في اليوم الخامس بالدخول للقطاع، باتت تشعر بالأمان لدى دخولها القطاع وأنها تشعر مع مرور الوقت بالسلام الذي تعيشه غزة مع توقف العدوان الإسرائيلي بعد حرب 2014.
وذكرت أنها تشعر بسعادة كبيرة رغم أنها تعيش وحدها في شقة سكنية استأجرتها. مبينةً أن رحلتها بالأساس كان الهدف منها دراسة الماجستير في الصحة النفسية الاجتماعية بالجامعة الإسلامية وأنها بدأت فعليا بذلك وتقدم في هذه الفترة امتحانات بالجامعة.
وأشارت إلى أنها أسست علاقات جيدة مع فتيات بالجامعة أصبحن صديقات لها، كما أن جميع الجيران في الشقق السكنية المجاورة لها يقدمون لها ما تحتاجه من خدمات وأنها تشعر بالأمان والاطمئنان معهم.
وقالت أنها اختارت فلسطين كأفضل مكان يمكن أن يتم فيه الحصول على الماجستير بعد أن كانت درست في تركيا وماليزيا. مشيرةً إلى أمنياتها الكبيرة بزيارة باقي مدن فلسطين وخاصةً القدس.
وأضافت "أحببت غزة جدا، لا يوجد مكان آخر أروع منها، لم أشعر بالأمان وحب الناس في أي مكان مثل غزة .. شعرت روحي فيها". لافتةً إلى أنها تعرفت على ثقافة فلسطين بالقراءة عنها وأنها متعلقة جدا بالقدس.
وحول تدبر أوضاعها الحياتية، لفتت رقية إلى أنها في بعض الأحيان تعمل على إعداد الطبخ التركي لنفسها، لكنها تتناول كثيرا الطعام الفلسطيني الذي كثيرا ما يقدمه الجيران إليها. مشيرةً إلى أنها تحاول تخطي أزمات انقطاع الكهرباء وغيرها وتعيش كما باقي سكان القطاع.
وأشارت إلى أنها لم تتردد في المجيء إلى قطاع غزة رغم الحصار المفروض، مضيفةً "لم أهتم للحصار والحروب، كان هدفي تحقيق حلمي والدراسة في فلسطين".
وتابعت "في تركيا يحبون فلسطين والفلسطينيين كثيرا ويتمنون السلام دوما لكل فلسطين". مشيرةً إلى أن عددا كبيرا من الطلاب الفلسطينيين يدرسون في تركيا.
واعتاد العشرات من طلاب قطاع غزة السفر إلى تركيا، إلا أن رقية مثلت حالة فريدة من نوعها على اعتبار أنها أول تركية وربما أجنبية تصل فلسطين بهدف الدراسة، وردت على ذلك بالقول "من سيأتي لفلسطين وغزة ويدخلها ويعيش فيها سيتمنى البقاء فيها والدراسة هنا".