قمة ليس بعدها قمة
ورد في السنن أنه عندما تنزل أمين السماء جبريل – عليه السلام - بمطلع سورة الأعلى "سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوّى" عندما تنزل من ربه الأعلى بهذا المطلع على أمين الأرض، محمد – صلى الله عليه وسلم - جمع الرسول أصحابه وقال لهم: "اجعلوها في سجودكم". أي قولوا في سجودكم: "سبحان ربي الأعلى".
فما السرّ في أن العبد عندما يضع جبهته وهي أعلى موضع في الإنسان وأكرمه وأشرفه، عندما يضعها تواضعا لربه على الأرض أن ينادي الله في السجود باسمه الأعلى بالذات وليس غيره.
إن أقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد عندما يضع جبهته على التراب ويتذكر علو ربه فيقول: "سبحان ربي الأعلى".
إن ذكر اسم الله الأعلى يشعر ذاكره بالعظمة والجلال والكمال والسمو والعلو، ويكسبه الشعور بفخر الانتساب لله الأعلى سبحانه وتعالى وجلّ في علاه، ومع أنه بائن عن خلقه في علوه لكن المؤمن الذاكر لربه الأعلى يشعر بمعية الحب والتعلق، فأقرب ما يكون العبد لله وهو ساجد عندما يضع جبهته على التراب ويتذكر علو ربه فيقول: "سبحان ربي الأعلى".
النبي صلى الله عليه وسلم هو خير من تمثّل معنى العلو الإلهي الرباني. وفي موقف آخر للنبي الذي ذاق طعم حلاوة السجود بين يدي العلي سبحانه وتعالى في الدنيا فكان أفضل الساجدين، وأما في الدار الآخرة فيخرّ عليه الصلاة والسلام ساجدا تحت العرش. ويلهمه الله من المحامد والتمجيد والتعظيم والتقديس لربه ما لم يقله عبد قبله أو بعده وذلك قبل أن يستأذن ربه بشفاعة في أمته فيقول الله ربه الأعلى تبارك وتعالى: "يا محمد ارفع رأسك، سل تُعط، واشفع تشفع" فسبحان الله الأعلى الذي يقترب من عباده أكثر رغم علوه عندما ينادونه ويسبحونه باسمه الأعلى!! والحمد لله الذي فتح علي نبيه وعلمه أن السجود مفتاح من مفاتيح الدخول على العلي الأعلى.