بسم الله الرحمن الرحيم
تلقت رئاسة تحرير الجريدة الإلكترونية "الجلفة إنفو" رسالة من الأميرة "بديعة الحسني الجزائري" تندد فيها بعزم فرنسا نصب تمثال للأمير عبد القادر بإحدى شوارع فرنسا. وتأتي الرسالة كموقف ثاني من العائلة الموسّعة للأمير عبد القادر بعد موقف السيد "محمد بوطالب" وهو أحد أفراد العائلة.
ويأتي مشروع فرنسا لنصب تمثال الأمير كمحاولة لتجريف ذاكرة المقاومة الشعبية الجزائرية والمجازر التي ارتكبتها فرنسا منذ أن احتلت أرض الجزائر. كما تأتي المحاولة الفرنسية الخبيثة بعد أن استلم الرئيس الفرنسي تقرير مستشاره "بنيامين ستورا" الذي هوّن فيه من مآسي الجزائريين خلال فترة الإحتلال من 1830 إلى سنة 1962 ... بل وإلى غاية سنة 1966 بسبب اقتراف فرنسا لجرائم مستمرة في الزمان والمكان ألا وهي التجارب النووية حيث حلّت منذ يومين ذكرى التفجير النووي الأول في 13 فبراير من سنة 1960 وفيه قام المجرمون الفرنسيون بتثبيت جزائريين على أوتاد لقياس تأثير الإشعاعات على أجسادهم ...
ومن جهتها تندد مؤسسة "الجلفة إنفو" بهذه الخطوة الفرنسية، وتعتبرها محاولة يائسة لتزوير التاريخ والسطو على أمجاد بنصب التماثيل والقفز على الحقائق التي وثقتها الكتب والتقارير والمذكرات ... وتشهد عليها المقابر والألغام وتحكيها الأمهات والجدّات.
ولأن وقوف بلاد أولاد نايل بقبائلها وقصورها مع الأمير عبد القادر ثابت في بطون كتب التاريخ مثلما ثبتت المجازر التي اقترفها السفاحون العسكريون بهذه الربوع، فإن مؤسسة "الجلفة إنفو" ترفع نداء لجميع الجزائريين بإنجاح حملة التوقيعات الرافضة لنصب تمثال الأمير عبد القادر في دولة فرنسا التي يرفض الرسميون فيها الإعتراف بجرم أسلافهم مثلما يرفضون تسليم الأرشيف ...
رسالة احتجاج الأميرة بديعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الكاتبة والمؤرخة "بديعة الحسني الجزائري" من دمشق الفيحاء أقدّم احتجاجي واعتراضي وأضم ذلك إلى صوت ابن عمي "محمد بوطالب" حماه الله وتحية له لعائلته، أضم صوتي واعتراضي إلى صوته على ذلك المشروع الغبي السيئ وهو وضع تمثال للأمير عبد القادر في شوارع فرنسا، اذ لا يحق لأي فرنسي القيام بذلك للأسباب التي ذكرها ابن عمنا، لأن فرنسا قاتلت هذا المناضل رمز الكفاح العربي الجزائري سبعة عشر عاما، فلا يحق لها وضع تمثال له لأنها غدرت به وسجنته أيضا وأشاعت أنه استسلم لها زورا وبهتانا، إلى أن وصل نابليون الثالث وزاره معتذرا منه على الغدر به وسلّمه صك الإفراج عنه وعن عائلته .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بديعة الحسني الجزائري - 15/02/2021
اعتراض وعريضة الكترونية:
يذكر أن أفراد من عائلة الأمير عبد القادر الجزائري كانوا قد أعربوا مؤخرا عن رفضهم إقامة تمثال له في فرنسا وفقا لتوصية تقرير صدر شهر جانفي المنصرم للمؤرخ "بنيامين ستورا" بشأن الحقبة الاستعمارية في الجزائر.
وقال محمد بوطالب أحد أحفاد الأمير عبد القادر ورئيس مؤسسة الأمير عبد القادر، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية للأنباء "نرفض تشييد تمثال للأمير بفرنسا التي سُجن واحتجز فيها رهينة".
وتابع "أعددنا عريضة إلكترونية لجمع توقيعات لرفض المقترح الوارد في التقرير الفرنسي.. لأنه يصب في صالح فرنسا وليس الجزائر".
وأضاف أن "اسم الأمير الجزائري معروف عالميا ومكانته السياسية والنضالية لا تحتاج إلى تمثال في فرنسا التي احتلت بلاده 132 عاما".
وقبل أيام، أطلقت عتيقة بوطالب حفيدة الأمير عبد القادر عريضة إلكترونية لرفض إقامة تمثال للأمير بفرنسا تحت عنوان "لا لتدنيس الاسم ومكانة الأمير عبد القادر من قبل الدولة الفرنسية التي حنثت بالعهود".
من هي الأميرة بديعة الحسني الجزائري
الأميرة بديعة هي كريمة الأمير مصطفى الحسني الجزائري من أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري، عضو اتحاد المؤرخين الجزائريين، من مواليد ثلاثينات القرن الماضي بتطوان بالمملكة المغربية، شاركت في المقاومة الشعبية أثناء العدوان الثلاثي على مصر و كانت قائدة لوحدة فدائية. خريجة دار اللغات بدمشق، أسهمت في تأسيس الكثير من الجمعيات النسائية... ناشطة في مجالي الفكر والأدب في كل من سوريا وبلاد المغرب العربي...
للأميرة بديعة الجزائري العديد من الكتب و المؤلفات ولاسيما حول الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة منها: فكر الأمير عبد القادر الجزائري 1992، الجذور الخضراء 1994، الأسس الاقتصادية في الإسلام 1993، أصحاب الميمنة، ردود وتعليقات على حياة الأمير عبد القادر لتشرشل 2001، وما بدلوا تبديلاً -تفاصيل دقيقة عن جهاد الأمير 2003، المذكرات المزعومة – ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة 2010، براءة الأمير عبد القادر من كتاب المواقف و كتاب ذكرى العاقل 2014.
و نشرت الأميرة بديعة عددا من المواضيع في قسم الأمير عبد القادر بمنتديات الجلفة على الأنترنت من بينها مقال "كتاب المواقف والأمير عبد القادر" في 06/11/2008 تؤكد فيه عدم صحة نسبة كتاب (المواقف) للأمير عبد القادر، ومقال آخر بعنوان "عن أي دولتين يتحدثون ؟" في 13/01/2009، بالإضافة إلى سلسلة مقالات من 03 حلقات حول " ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة" فيفري- أفريل 2010.