لعنة المراتب الأخيرة تطارد الجلفة منذ سنوات

[hassen madrid]

هذا الموضوع منقول من جريدة الشروق

مدير التربية يعترف، النقابات تبرر وأولياء التلاميذ يطالبون بفتح نقاش

احتلت ولاية الجلفة ذيل الترتيب في نتائج شهادة البكالوريا لهذا الموسم بحصولها على نسبة 38.09 %، حيث لم تستطع الخروج من دائرة المراتب الأخيرة رغم كل الإجراءات المتخذة من طرف وزارة التربية، سواء تعلق الأمر بتشكيل لجان للمتابعة، أو من خلال الندوات الجهوية للمفتشين ومدراء المؤسسات التربوية.

وأوضح مدير التربية بالجلفة عبد الحميد بلعالية دومة في تصريح لـ "الشروق" أن النتيجة المسجلة حقيقية وواقعية، مشيرا إلى أن الولاية عرفت قفزة نوعية من حيث النتائج المحصل عليها، حيث لم تتعد نسبة النجاح في شهادة البكالوريا خلال الموسم الفارط 20.23 % .

وعن أسباب حصول الجلفة على المرتبة الأخيرة هذا العام، قال مدير التربية أن ذلك مرتبط بتراكمات السنوات الفارطة إلى جانب عوامل أخرى كإشكالية التقويم الدراسي وتضخيم العلامات، والإنتقال غير المدروس، وأضاف أن هذه الوضعية تتطلب استراتيجية على مدى سنوات قادمة، حيث تم التركيز خلال العام الدراسي الحالي على التحكم في وضعية التقويم والإنتقال، وأكد بلعالية أن العجز المسجل في اللغات منذ سنوات يعد سببا إضافيا حدّ بشكل واضح من الحصول على نتائج أحسن.

ومن جهته، ذكر عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية لعمال التربية قويدر يحياوي أن النتائج المسجلة واقعية، وتعكس المستوى الحقيقي للتلاميذ، كما أن تحقيق هذه النسبة يترجم حجم المجهودات المبذولة من طرف الأساتذة والطاقم التربوي، بفعل الزيادة المعتبرة في نسبة النجاح التي سجلتها الولاية هذه السنة، مضيفا أن النتيجة المحققة إيجابية مقارنة بعدم الاستقرار الذي عرفه قطاع التربية بسبب الإضرابات منذ الدخول الاجتماعي.

واعتبر المنسق الولائي للمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الميلود طيبي أن النتائج المسجلة بالولاية جد طبيعية، نتيجة الظروف التي يعرفها القطاع، كالاكتظاظ المسجل بعدد من المؤسسات التربوية، والعجز في اللغات الأجنبية، وكذا الحجم الساعي الزائد للأساتذة، حيث وصل إلى 27 ساعة ببعض الثانويات، مع التأكيد على وجود خلل في المصالح كالبرمجة والمتابعة والإمتحانات. وحسب المنسق الولائي الميلود طيبي فإن تحسين نتائج الولاية في شهادة البكالوريا يستدعي تحسين ظروف التمدرس على جميع المستويات.

وفي الإطار نفسه، أكد نائب رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ والمكلف بالجنوب ساعد بن الشريف لـ "الشروق" أن التساؤلات لا تزال مطروحة حول تسجيل ولاية الجلفة للمراتب الأخيرة منذ سنوات، وشدّد على أن النتيجة المحققة هذه السنة بحاجة للدراسة للوقوف على العوامل التي جعلت الولاية تحتل المرتبة الأخيرة.

وأشار بن الشريف إلى أن أولياء التلاميذ مدعوون للعب دور أكبر من أجل المساهمة في تحسين مستوى أبنائهم، داعيا إلى فتح الأبواب أمام ممثلي أولياء التلاميذ بالمؤسسات التربوية ومديريات التربية والأخذ باقتراحاتهم.

وحسب عدد من أولياء التلاميذ الذين التقتهم "الشروق" فالأهم أن تترجم النتيجة المسجلة حقيقة مستوى التلاميذ، مشددين على أنهم يطالبون بتشريح وضعية قطاع التربية بالجلفة دون اللجوء إلى حلول ظرفية، حيث عبّر هؤلاء على استنكارهم نتيجة العمل بقاعدة "الغاية تبرر الوسيلة" واللعب بمستقبل أولادهم، متسائلين عن كيفية حصول الولاية على المرتبة الثانية في شهادة البكالوريا خلال سنة 2007، مع أنها احتلت المراتب الأخيرة لسنوات فارطة.

وقد تمكنت ثلاث تلميذات من إحراز المراتب الأولى عبر الولاية بتقدير جيد جيدا، حيث تحصلت "أحلام زنيخري" على معدل 17.47، في حين حققت "نور الهدى حسيني" معدل 17.33، فيما حصلت "فاطنة بن مسعود" على معدل 17.07 .