من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام فيما يخص الصيام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام فيما يخص الصيام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-09, 18:07   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


س: نحن نقترب من شهر رمضان المبارك،فهل لكم أن تذكروا لنا بعض أحكامه وبعضا من معانيه السامية حتى يستقبله الجزائريون على علم وبصيرة؟
ج: قال الله تعالى: " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"سورةالبقرة: 183، وقال سبحانه وتعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ"سورة البقرة: 185.
وفي هذه الآيات وجوب فرضية صوم رمضان شهر القرآن شهر الرّحمة والمغفرة والعتق من النيران، كما أنه ركن من أركان الإسلام، فقد صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان وحج البيت'' (1). وعن طلحة بن عبيد رضي الله عنه أنّ أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عليَّ؟ قال: ''الصّلوات الخمس إلاّ أن تتطوّع شيئًا''، فقال: أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصيام؟ فقال: ''شهر رمضان إلاّ أن تتطوّع شيئًا''(2).
والصوم الشرعي هو الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب والوقاع بنيّة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ثمّ يُباح ذلك كلّه طوال اللّيل، قال تعالى: "وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ"سورةالبقرة: 187. لمّا نزلت هذه الآية عمد أحد الصحابة وهو عدي بن حاتم إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلهما تحت وسادته فجعل ينظر في اللّيل فلا يتبيّن له، فغدَا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر ذلك كلّه فقال: ''إنّما ذلك سواد اللّيل وبياض النّهار'' (3). ولذلك يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الذي ترويه عائشة رضي الله عنها: ''إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النّهار من هاهنا، وغربت الشّمس فقد أفطر الصائم'' (4).
وقد ذكرنا أن الصوم عبارة عن الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنيّة،والنيّة هي القصد إلى فعل شيء تقربا إلى الله تعالى،وهي ضرورية لقبول الأعمال وصلاحها،فلو أمسك إنسان عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بقصد الاستشفاء أو اتباع عادة الآباء والأجداد،ولم يقصد بذلك التعبد لله،فلا يعتبر صائما شرعا وليس له أجر على إمساكه،فعلى الصائم أن ينوي بصيامه طاعة أمر الله تقربا إليه لنيل رضاه وخوفا من عقابه،قال صلى الله عليه وسلم:"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"(5)،وروى أيضا الحديث القدسي:"يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"(6).


كما أن تبييت النية في صيام الفرض لازم لقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن لم يُبيِّت الصيام فلا صيام له'' (7).
وتكون النية بعزم القلب ليلاً على الصوم غدًا أو بالتسحّر، وقد ذهب العلماء إلى أنّه تكفي نية واحدة من أجل صيام رمضان كلّه، إلاّ إذا قطع العبد صومه وأفطر بسبب الحيض أو السفر أو غير ذلك ممّا يبيح الفطر، فإنّه يلزمه تجديد النية متَى أراد الصوم.
وللصوم معانٍ عظيمة وكثيرة لا تنحصر في الامتناع عن المفطرات المادية وحسب، بل تتعدّاها إلى ما يُحقّق الاستقامة الروحية، قال: ''والصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنّي صائم مرّتين''(8) . فعلى الصائم أن يتّخذ صومه حِصنًا منيعًا من الشّيطان وخطواته، وجُنّة ووقاية تقيه الذنوب والمعاصي والسيئ من الكلام والأفعال، وأفضل دليل على هذا قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن لم يدَع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه'' (9).
إذن ما معنى التّقوى في آخر آية فرض الصيام إن لم يحرص الصّائم على ترويض نفسه وذاته على الخير والطاعة؟ قال سبحانه وتعالى: " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"البقرة: .183 ومن أفضل الأعمال في رمضان: كثرة تلاوة القرآن والصدقة، روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: ''كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كلّ ليلة في رمضان حتّى ينسلخ يعرض عليه النّبيّ القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المُرسلة'' (10).



(1):أخرجه البخاري(8) ومسلم (16).
(2):أخرجه البخاري (1891) ومسلم (11).
(3):أخرجه البخاري (1916) ومسلم (1090).
(4):أخرجه البخاري (1941) ومسلم (1100).
(5): أخرجه البخاري(35) ومسلم (760).
(6):أخرجه البخاري (7392).
(7): رواه الترمذي (730) و(2331) وغيرهما وهو صحيح أنظر "الإرواء"(914).
(8):أخرجه البخاري (1894) ومسلم (1151).
(9):أخرجه البخاري (193).
(10):أخرجه البخاري (1902) ومسلم (2308).



رمضان مبارك،تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال بمزيد من الأجر والمغفرة والثواب.









رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
السلام, الصيام, الشيخ, فتاوى, فيما


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc