لقد شعرتُ وأنا أصلّي .
.
**قال : .....لقد شعرتُ وأنا أصلّي كأنّي ابتعدُ عن ذاك الحريق الذي اسمه الدنيا ….وأنّي آخذ راحتي كما يأخذ العامل راحته فيذهب الى الماء يبترد به ويغسل كلّ هموم نفسه وحرائق جسمه
.
….وشعرتُ كأنّ الدنيا صارت خلفي وأنّي أعرج في الآفاق وأنا أخاطب حيّا في السماء ...وأتكلّم مع تلك القوّة التي تفعل كلّ شيء ……….
.
...وأنا هناك أتكلّم مع العِلم والقدرة ….أشعر بتفاهة كلّ شيء حولي وتفاهة همّي ...فأنا مع الذي خلَق من الغبار هذا العالم ...وأوجد عينين في وجهي ….أنا مع الملِك نفسه …. فكيف تثقلني مسألتي ….وكم تبدو لي حاجتي صغيرة وأنا معه …
.
.وصار عقلي لا ينتبه لهذا العالَم ….بل لخالقه ………...كما تدير عينك عن الكوكب إذا بزَغ القمر ……………!!
...الله ليس كشيء ممّا نرى ….ولكنّه حين يشغل نفسك ...يملؤها ولا يبقى فيها متّسع لشيء …………
.
….وبعد تلك الصلاة نزلتُ الى الشارع ...فإذا رجل أحمق يقول للناس …: " لقد خلَقَ هذا العالَم نفسه ...وأنّ الأشجار خلقتْ نفسها وأنّ قلبي الذي يضخّ دمائي طول هذه الحياة خلّقَ نفسه أيضا …!!...وأنّ الموت هو آخر الحياة …لأنّ هذه الحياة تحدث مرّة واحدة ..…….!
.
…….فقلتُ : فلماذا لا تحدث مرّة أخرى ..وهي قد حدثَتْ .....!!...كما ترى ...ما أعجب حياتنا ...إذا كثر فيها الحمقى ...ا يأكلون ولا يعرفون الزارع ...فكيف خلقتِ نفسك يا حبّة البرتقال .....!!...وقلم حبر لا يكون إلّا بخالق ........!!...
.
...يموتون والموت آخر منازلهم لا يعيشون بعده…..والمؤمنون يعيشون ولا ينتهون ,,,
.
,,,,لقد تعلّق مصيرنا بعقولنا ,,فكيف يقتلون انفسهم ..ولا يأخذون حظّهم من الحياة الخالدة ,,,,,
.
..لقد خلق الله ذاك العقل ..ليقودنا إلى الحق ...فإذا به ونحن نكذب ونعلّمه الكذب ...لا يقودنا إلّا الى باطل …
""فكنّا نرى الله ونكذب أننا رأيناه ...لأننا نريد شيئا غيره ….وعند الله كلّ حاجتنا وكلّ شيء …..فمن أحمق منّا
.
.
.
.
.
.
.
.
.عبدالحليم الطيطي