تربية الأولاد - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تربية الأولاد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-10-10, 17:57   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

ترسيخ محبة النبي في نفس الطفل

السؤال

كيف ننمي محبة النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أطفالنا ، عندي طفلة صغيرة ماذا أفعل معها في هذا الشأن ؟.

الجواب


الحمد لله

لتنمية محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب أطفالنا عدة طرق منها :

- أن يقص عليها الوالدان ما ورد من قصص أطفال الصحابة في عهده صلى الله عليه وسلم ، وقتالهم لمن يؤذيه ، وسرعة استجابتهم لندائه

وتنفيذ أوامره ، وحبهم لما يحبه صلى الله عليه وسلم ، وحفظهم للأحاديث النبوية .

- أن يحاولا أن يحفّظاها ما تيسر من الأحاديث ، ويكافئاها على حفظها ، ومما ورد في ذلك قول الزبيري : كانت لمالك بن أنس ابنة تحفظ علمه – يعني الموطأ – وكانت تقف خلف الباب

فإذا غلط القارئ نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه ، وعن النضر بن الحارث قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : قال لي أبي : يا بُني اطلب الحديث ، فكلما سمعتَ حديثاً وحفظتَه فلك درهم فطلبتُ الحديث على هذا .

- أن يشرحا لها ما يناسب إدراكها من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومغازيه ، وسير الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم

حتى تنشأ على حب هؤلاء الصفوة ، وتتأثر بسلوكهم ، وتتحمس للعمل والإخلاص في سبيل تقويم نفسها ونصر دينها .

ولقد حرص الصحابة والسلف على دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتلقينها لأطفالهم ، حتى إنهم لَيُقرئونها مع تعليم القرآن ، لأنها الترجمان لمعاني القرآن مع ما فيها من إثارة العاطفة

ومشاهدة الواقع الإسلامي ، ولما لها من تأثير عجيب في النفس ، ولما تحمل في طياتها من معاني الحب والجهاد في إنقاذ البشرية من الضلال إلى الهدى ، ومن الباطل إلى الحق ، ومن ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام .

ولابد أن ينتقي الأب أو الأم وهما يقصان على الطفلة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم ما يثير وجدانها مثل : طفولته صلى الله عليه وسلم

وبعض حياته عند حليمة السعدية ، وكيف أغدق الله تعالى الخير والنعم على حليمة وأسرتها بسببه صلى الله عليه وسلم ، وليلة الهجرة كيف أغشى الله أبصار المشركين

وغير ذلك من الجوانب التي تظهر العناية الربانية به ، فتملأ قلب الطفلة بحب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حُب نبيكم ، وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه ) أورده السيوطي في الجامع الصغير ص 25

وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير ص 36 رقم 251 ، وحبذا لو خصص الوالدان لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتاً مناسباً من درس الأسرة اليومي

يقوم فيه الأطفال بالقراءة من الكتب المبسطة ، أو ينتقي منها الأب أو الأم ما يلائم سن الأطفال .

من كتاب تنشة الفتاة المسلمة لـ حنان الطوري ص 171


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-10-13, 15:28   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



الأذكار والطفل المسلم

السؤال


كيف نعلم أطفالنا أذكار اليوم والليلة ؟.

الجواب

الحمد لله

يلقن الطفل في الثالثة والرابعة أذكار الصباح والمساء والنوم والطعام والشراب ، وسماع الطفل للأذكار ، وحفظه لها وممارستها ، ربط وثيق لروحه بالله عز وجل ، فتنمو روحه وتسلم فطرته من الانحراف .

ذهبت إحدى الأسر للتنزه في البر ، وعندما نزلت الأسرة ذهب الطفل مسرعاً يجري في البر فرحاً مسروراً وإذا به يعود مسرعاً سائلاً والدته : ما هو الذكر الذي يقال في هذا المكان ؟

وكما هو معلوم فإن الذكر المقصود ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم : قالت خولة بنت حكيم رضي الله عنها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" من نزل منزلاً ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " رواه مسلم .

إن هذا الطفل أحس أن المسلم له أذكار معينة بعضها خاص بالزمان وبعضها خاص بالمكان وهكذا ، وقد أدرك هذا الطفل حقيقة العلاقة بربه وأنها دائمة مستمرة مما تعوده من والديه

وإذا تربى الطفل على ذلك كان صالحاً بإذن الله ، وكان له أثر على أقرانه ومن لهم به صلة ,

ومن القصص حول نشأة الطفل على الذكر والصلة بالله : أنه في أحد الأيام جاء الطفل الصغير البالغ من العمر أربع سنوات إلى أمه بلباس جديد

وقد ألبسته إياه أخته البالغة من العمر ثلاثة عشر سنة فقالت له أمه دعني أقول لك دعاء لبس الجديد فقال الطفل لقد قلته ، فتعجبت الأم لأنها تعلم أن الطفل لا يحفظ هذا الدعاء

قال الطفل لأمه قالت أختي الدعاء ورددته معها ، فلننظر إلى أن صلاح هذه الفتاة كان له أثر حتى على إخوتها الصغار .

من كتاب أمهات قرب أبنائهن ص 25.









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-13, 15:31   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التعريف بالخالق بشكل سهل

السؤال

كيف نساعد الطفل في التعرف على ربه ؟.


الجواب


الحمد لله


يُعرّف الطفل بالله بطريقة مناسبة ، مع إدراكه ومستواه

فيُعلم بأن الله واحد لا شريك له ويعلم بأنه الخالق لكل شيء فهو خالق الأرض والسماء والناس والحيوانات والأشجار والأنهار وغيرها ، ويمكن أن يستغل المربي بعض المواقف فيسأل الطفل في نزهة في بستان

أو في البرية عن خالق الماء والأنهار وما حوله من مظاهر الطبيعية ليلفت نظره إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى فقد يكون الأب أو الأم أو المربي بصفة عامة مع طفل أو مجموعة من الأطفال

في سيارة في سفر أو رحلة وقت غروب الشمس ، وهي تتوارى عن الأنظار تدريجياً فما على المربي حينئذٍ إلا أن يلفت نظر من معه إلى قدرة الله عز وجل في ذلك .

كما يوجه الطفل لإدراك فضل الله عليه وما أسبغه عليه من نعمة الصحة والعافية فيقال له مثلاً من الذي أعطاك السمع والبصر والعقل ؟

من الذي أعطاك القوة والقدرة على الحركة

وهكذا . ويُحث أيضاً على محبة الله وشكره على هذه النعم وهذا الفضل ، إن تحبيب الطفل إلى الله وما يحبه الله أمر جيد وله مردوده التربوي عاجلاً أو آجلاً بإذنه تعالى .

فتحت الأم الشباك من غرفة منزلهم في الدور الثاني للتهوية وإذا بطفلها يأتي مسرعاً ويقفل الشباك ، وعندما سألته أمه لماذا هذا التصرف قال

: إني رأيت الدش في أحد سطوح المنازل المجاورة لنا ، وأردف قائلاً ، إني لا أريد أن انظر إلى شيء لا يحبه ربي ...

قد يسأل الطفل عن ربه ، هل يأكل هل ينام ؟

وعند ذلك لابد من إجابته بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم ، وأن الله ليس مثلنا بحاجة إلى النوم والطعام والشراب .

إن تسهيل هذه المعاني للطفل وتوضيحها له بشكل مناسب لسنه ، وتعظيم الله في قلبه مما يساعد على مراقبته لربه في السر والعلانية .

من كتاب أمهات قرب أبنائهن ص 26









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-13, 15:42   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التربية بالقصة

السؤال

من خلال النظر إلى الواقع المؤلم يتبين لنا مدى أهمية التربية كعامل أساسيٍّ في تنشئة جيل يعمل لخدمة الأمة ويدفعها نحو العزة والرفعة ويسمو بها نحو القمة وعندما نتأمل الواقع جيدا

وننظر بشفافية أكثر يتضح لنا أن البذور إذا عُني بها خرج الزرع طيبا فكذلك الطفولة إذا عُني بها خرج لنا جيلاً صالحاً .

وهنا وعند تأمل القرآن الكريم والسنة المطهرة يتبادر لنا سؤال مهم وهو هل من الممكن أن يتربى هؤلاء الأطفال من خلال القرآن والسنة وهل يمكن استثمار قصص القرآن أو السنة في هذا المشروع الضخم ؟.


الجواب


الحمد لله

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن اهتدى بهداه

أما بعد....في ظل البيئة السيئة التي ولدّها التأثر بالغرب وسيطرت وسائله الإعلامية المختلفة على بيوت المسلمين وانهماك الوالدين في الأعمال المختلفة كاضطرار بعض الأسر لخروج الأم للعمل وقد يعمل الأب عملاً

إضافياً أصبح الآباء بعيدون عن تربية أبنائهم وإذا جلسوا معهم إما أن يكونوا معكري المزاج فلا يجد الأولاد سوى الصراخ والعويل دون كلمة حانية أو بسمة رفيقة أو مداعبة رقيقة

ويظن الأب أو الأم أن التوبيخ والنهر هو الطريقة المثلى للتربية بل قد يكون أصلاً لا يعرف سوى هذه الطريقة

أضرب ولدك يصبح مؤدباً

[ أشخط .. أزعق .. زعّق .. كشر .. برطم .. ] ستكون النتيجة ولداً مهذباً صالحاً وهذا خطأ كبير في التربية

فالتأديب بتعليق العصا ليراه أهل البيت من السنة ولكن أن يكون الوحيد فهذا أمر مرفوض ويجب أن تكون أساليب التربية مستفادة من الوحي العظيم الكتاب والسنة فهذه الشريعة

جاءت بكل ما يصلح به البشر شؤونهم ، ومن تلك الأساليب المستقاة منها التربية الأبناء بل المجتمع بالقصة وهكذا فإن التربية بالقصة وتوصيل المعنى بالإحساس

وتحقيق الهدف بالمثال من أفضل الأساليب وأكثرها نجاحاً وأنجعها نتيجة إن شاء الله.

وهكذا فإننا نجد بأن الموعظة بالقصة تكون مؤثرة وبليغة في نفس الطفل وكلما كان القاصْ ذا أسلوب متميز جذاب استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه

لما للقصة من أثر في نفس قارئها أو سامعها، ولما تتميز به النفس البشرية من ميل إلى تتبع المواقف والأحداث رغبة في معرفة النهاية التي تختم بها أي قصة ، وذلك في شوق ولهفة .

فممّا لا شكّ فيه أنّ القصة المحكمة الدقيقة تطرق السامع بشغف، وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة ويسر... ولذا كان الأسلوب القصصي أجدى نفعاً وأكثر فائدة

فالقصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس والمعهود حتى في حياة الطفولة أن يميلَ الطفل إلى سماع الحكاية، ويصغي إلى رواية القصة...

هذه الظاهرة الفطرية ينبغي للمربّين أن يفيدوا مِنها في مجالات التعليم خاصة وأن إعلامنا أجرم عندما جعل من العاهرة بطلة ومن العاهر بطلا، وإعلامنا أجرم كثيرا في حق أبنائنا فلم يترك عاهرة إلا وصورها وعقد معها لقاء

لذلك لابد أن يربط الولد بأنبياء الله عز وجل: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 ، وبرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) الأحزاب/21

وتربيتهم على ما كان عليه صحابة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا إن التشبه بالكرام فلاح

والقصة خير وسيلة للوصول إلى ذلك ولهذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيراً ما يقص على أصحابه قصص السابقين للعظة والاعتبار وقد كان ما يحكيه مقدَّماً بقوله :

" كان فيمن قبلكم " ثم يقص صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مسامعهم القصة وما انتهت إليه.

لقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمثل منهجاً ربانياً ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الأعراف/176 وأن تلك القصص كانت قصصاً تتميز بالواقعية والصدق، لأنها تهدف إلى تربية النفوس وتهذيبها

وليس لمجرد التسلية والإمتاع حيث كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يأخذون من كل قصة العظة والعبرة ، كما يخرجون منها بدرس تربوي سلوكي مستفاد ينفعه وينفع من بعدهم في الدارين: في دار الدنيا والآخرة.

ولكن هل الإعلام الموجه للطفل عموماً استفاد من هذا الأسلوب " التربية بالقصة " لتحصيل أسباب تربوية أم أنه إعلام هدّام أو سلبي على أقل وصف ؟

للأسف كثيرٌ منه سلبي فالقصص التي تعرض في أفلام الكرتون فيها محاذير ومنكرات عديدة منها :

1- قصص تثير الفزع والرعب والرهبة

القصص التي يغلب عليها طيف الفزع والرهبة، تترك في الذائقة اشتياقاً ممزوجاً بالجزع، وفي النفس جبناً وعقداً، وأمثال ذلك : قصص ( أمناً الغولة ، وقصص المردة

والعفاريت ) هذه القصص تهدم الشخصية ، وتقتل الحس الفكري لدى الطفل ، ولا تؤسس الطفل الشجاع ، ولكنها تؤسس الطفل الجبان المتخاذل ، الذي يتملك الخوف من فرائسه.

فالطفل يظل معايش الفكرة حتى بعد الانصراف ، من لحظة المعايشة الفكرية للقصة ، يتخيل بالفعل أن هناك عفاريت تحاصره بالظلام، وأن هناك (أمنا الغولة عند البئر) إلخ...

ولو نظر كل منا لنفسه ، لوجد أنه لا يزال يعيش بوجدانه قصصاً قرأها في صباه ، فيجب أن نؤسس الطفل على الشجاعة، لكي نبني أمة شجاعة ، لا أن نؤسس الطفل على الجبن فنبني أمة ضعيفة .

2- القصص الشعبية التي تحتوي على مواقف منافاة الأخلاق :

وأمثلة ذلك : قصص (طرزان- وسوبر مان- والجاسوسية)، التي لا تحتوي على قيم إنسانية أو أخلاقية ، بقدر ما تمجد العنف كوسيلة لحل المشاكل ، وتجعل القوة البدنية، هي العامل الأقوى في حسم المواقف.

مثال: طرح شخصية (طرزان)، الذي تربى بين الحيوانات، ولا يعرف وسيلة لحل مشاكله إلا بالقوة البدنية، هذه الفكرة تسقط سلوك الطفل العقلاني

إلى السلوك العدواني، دون استخدام العقل، فيجب طرح قصص تدرب الناشئة على حل المشاكل بإحلال العقل محل القوة.

3- قصص تثير العطف على قوى الشر أو تمجيدها :

القصص، التي تثير العطف على قوى الشر ، وتمجده مثل انتصار الشر على الخير،.. الظالم على المظلوم...الشرير على الشرطي ويطرحونها بحجة أنهم يكشفون السلوك الخاطئ للطفل

كمن يكذب على أولاده ثم يقول هذا كذب أبيض وفي الحقيقة الولد يتربى على الكذب فليس هناك كذب أبيض ولا أسود

أما عن إثارة العطف على قوى الشر والانتصار له في النهاية قد تجعل الولد يسلك السلوك الخاطئ ، ليبقى ضمن طائفة الأقوياء المنتصرين.

مثال ذلك : (قصص الرجل الخارق، وسوبر مان، الرجل الحديدي ، جلاندايزر )

4- قصص التي تعيب الآخرين وتسخر منهم :

القصص القائمة على السخرية من الآخرين وتدبير المقالب لهم وإيقاع الأذى بهم، منها السخرية من علة المعاق أو عيب خلقي في نطق البعض وتدبير المقالب للكبير مثلاً وإيقاع الأذى بالأعمى، بإيقاعه في فخ

ما أو غيرها، دون تعظيم الأثر الواقع على المخطئ أو مدبر المقلب، ومن الأمثلة الشهيرة لهذا الفكر الخاطئ تربوياً: الأفلام المتحركة في قصة " توم وجيري "

وهذه القصة رغم ما بلغته من شهرة جماهيرية لدى الأجيال إلا أنها فاسدة تربوياً، ترسِّب هذه الأفلام في وعي الطفل نمطاً سلوكياً خاطئاً، يقلده الطفل ويتمثل به ليحقق ذات المتعة والشقاوة الفكرية على من حوله

ويحس بالتفوق على الآخرين، وكذلك تلك الأفلام التي تسخر من الأسود وتؤدي إلى نبذ الجنس الآخر الأسود فهذا يرسب الضغينة والحقد في نفوس الأطفال، ويؤسس التفرقة والتشرذم لا الوحدة والتآلف.

فهذه مقتطفات من واقع القصص المقدمة للأطفال والتي كان يفترض أن تكون تربوية .

ربما يقول البعض إن القصص المناسب طرحها للأطفال قليلة وغير مفيدة بينما نجد في الكتاب والسنة الكثير من ذلك ؟

من القصص المناسبة للأطفال والتي ستناول بعضها :

1. قصة يونس في بطن الحوت

2. قصة أبي هريرة مع الشيطان

3. قصة خشبة المقترض

4. قصة الثلاثة أصحاب الغار

5. قصة أصحاب الأخدود

6. قصة أنس مع سر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

7. قصة عبد الله بن عمر مع الراعي .. " قل له أكلها الذئب "

8. قصة أم موسى

9. قصة عمر واللبن

10. قصة يوسف

11. قصة معاذ ومعوذ

12. قصة القُبّرة

13. قصة الجمل

14. قصة صاحبة الوشاح " ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا "

15. قصة ابن عمر والنخل.

كيف نطبق تلك القصص على الواقع ؟

كيف نربي أبنائنا على بر الوالدين وطاعتهم بالاستفادة من القصص النبوي الصحيح ؟









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-13, 15:43   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


روى البخاري في صحيحه عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ انْطَلَقَ ثَلاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ

مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَكُنْتُ لا أَغْبِقُ - شُرْب الْعَشِيّ -

قَبْلَهُمَا أَهْلا وَلا مَالا فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلا أَوْ مَالا فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا ُ [َ

فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ - الصِّيَاح بِبُكَاء بسبب الجوع - عِنْدَ رِجْلَيَّ فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ] حَتَّى بَرَقَ الْفَجْر فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا

غَبُوقَهُمَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوج .

َ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الآخَرُ اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ [ كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ ]

فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ فَجَاءَتْنِي [ فَقَالَتْ لا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا ] فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ

عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفَعَلَتْ حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ لا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلا بِحَقِّهِ [قَالَتْ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلا بِحَقِّهِ ] فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا [

فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا] وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ [فَفَرَجَ عَنْهُمْ الثُّلُثَيْنِ ]

غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الثَّالِثُ اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ ( أَيْ : ثَمَنه) غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الأَمْوَالُ فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ

فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي فَقُلْتُ لَهُ كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنْ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ لا تَسْتَهْزِئُ بِي

فَقُلْتُ إِنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ .

الفوائد من هذه القصة :

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ، قال قتادة : تقربوا إليه بطاعته ، والعمل بما يرضيه .

1- الأعمال الصالحة وقت الرخاء يستفيد منها الإنسان وقت الشدة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، تعرف إلى الله في الرخاء ، يعرفك في الشدة) .

2- يجب على المسلم أن يلجأ إلى الله وحده دائماً بالدعاء وخاصة حين نزول الشدائد ، ومن الشرك الأكبر دعاء الأموات الغائبين ، قال الله تعالى : (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ) - الظالمين : المشركين .

3- مشروعية التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة ، وهي نافعة ومفيدة ، ولا سيما عند الشدة ، وعدم مشروعية التوسل بالذوات والجاه .

4- حب الله مقدم على حب ما تهوى النفوس من الشهوات .

5- من ترك الزنى والفجور خوفاً من المولى نجاه الله من البلوى .

6- من حفظ حقوق العمال حفظه الله وقت الشدة ، ونجاه من المحنة .

7- الدعاء إلى الله مع التوسل بالعمل الصالح يفتت الصخور .

8- بر الوالدين وإكرامهما على الزوجة والأولاد .

9- حق الأجير يحفظ له ، ولا يجوز تأخيره ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ) .

10- استحباب تنمية مال الأجير الذي ترك حقه ، وهو عمل جليل ، وهو من حق الأجير .

11- شرع من قبلنا هو شرع لنا إذا أخبر به الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم على طريق المدح ، ولم يثبت نسخه ، وهذه القصة قصها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدح هؤلاء النفر الثلاثة لنقتدي بهم في عملهم .

12- طلب الإخلاص في العمل حيث قال كل واحد ( اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه ) .

13- إثبات الوجه لله سبحانه من غير تشبيه ، قال الله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) .

وهذه قصة خشبة المقترض الأمين فلننظر كيف يمكن أن نربي أبنائنا على الأمانة ورد الأمانة من خلال سرد القصص ؟

روى البخاري رحمه الله في صحيحه : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ [في رِوَايَة أَبِي سَلَمَة " أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل كَانَ يُسْلِف النَّاس إِذَا أَتَاهُ الرَّجُل بِكَفِيلٍ " وفي رواية بها مجهول أنه النجاشي ]

فَقَالَ ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ فَقَالَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا قَالَ فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ قَالَ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلا قَالَ صَدَقْتَ [ فَقَالَ " سُبْحَان اللَّه نَعَمْ " ] . رضي بكفالة الله, مما يدل على إيمان صاحب الدين , وثقته بالله عز وجل .

فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ [ أَيْ الأَلْف دِينَار ] إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى .

فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ [ وفِي رِوَايَة : فَرَكِبَ الرَّجُل الْبَحْر بِالْمَالِ يَتَّجِر فِيهِ فَقَدَّرَ اللَّه أَنْ حَلَّ الأَجَل وَارْتَجَّ الْبَحْر بَيْنهمَا ]

ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا [ زَادَ فِي رِوَايَة أَبِي سَلَمَة " وَغَدَا رَبّ الْمَال إِلَى السَّاحِل يَسْأَل عَنْهُ وَيَقُول : اللَّهُمَّ اُخْلُفْنِي وَإِنَّمَا أَعْطَيْت لَك " ]

فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا [ أَيْ حَفَرَهَا , وَفِي رِوَايَة " فَنَجَرَ خَشَبَة " ] . فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ [ وجاء في حديث آخر " فَعَمِلَ تَابُوتًا وَجَعَلَ فِيهِ الأَلْف ]

ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا [ قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَيْ سَوَّى مَوْضِع النَّقْر وَأَصْلَحَهُ , وَهُوَ مِنْ تَزْجِيج الْحَوَاجِب وَهُوَ حَذْف زَوَائِد الشَّعْر , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَأْخُوذًا مِنْ الزُّجّ وَهُوَ النَّصْل كَأَنْ يَكُون النَّقْر

فِي طَرَف الْخَشَبَة فَشَدَّ عَلَيْهِ زُجًّا لِيُمْسِكهُ وَيَحْفَظ مَا فِيهِ , وَقَالَ عِيَاض : مَعْنَاهُ سَمَّرَهَا بِمَسَامِير كَالزُّجِّ , أَوْ حَشَى شُقُوق لِصَاقهَا بِشَيْءٍ وَرَقَعَهُ بِالزُّجِّ , وَقَالَ اِبْن التِّين : مَعْنَاهُ أَصْلَحَ مَوْضِع النَّقْر ]

ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى الْبَحْرِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلانًا [يعني كما جاء في رواية أخرى " اسْتَسْلَفْت مِنْ فُلَان " ] أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلا فَرَضِيَ بِكَ [وفي رواية " فَرَضِيَ بِهِ " ]

وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ وَأَنِّي جَهَدْتُ

أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا [ وَزَادَ فِي حَدِيث " فَقَالَ اللَّهُمَّ أَدِّ حَمَالَتك "]

فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ [أَيْ دَخَلَتْ فِي الْبَحْر ]

رماها وهو واثق بالله , متوكل عليه , مطمئن أنه استودعها من لا تضيع عنده الودائع .

ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ فَأَخَذَهَا لأَهْلِهِ حَطَبًا فَلَمَّا نَشَرَهَا [قَطَعَهَا بِالْمِنْشَارِ ]

وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ ( وَجَدَ الْمَال ) فِي رِوَايَة النَّسَائِيِّ " فَلَمَّا كَسَرَهَا " وَفِي رِوَايَة أَبِي سَلَمَة " وَغَدَا رَبّ الْمَال يَسْأَل عَنْ صَاحِبه كَمَا كَانَ يَسْأَل فَيَجِد الْخَشَبَة فَيَحْمِلهَا إِلَى أَهْله

فَقَالَ : أَوْقِدُوا هَذِهِ , فَكَسَرُوهَا فَانْتَثَرَتْ الدَّنَانِير مِنْهَا وَالصَّحِيفَة , فَقَرَأَهَا وَعَرَفَ " .

قال صلى الله عليه وسلم : ثُمَّ قَدِمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالأَلْفِ دِينَارٍ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لآتِيَكَ بِمَالِكَ فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ قَالَ هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ

قَالَ أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جِئْتُ فِيهِ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا .

قَوْله : ( وَانْصَرَفَ بِالأَلْفِ الدِّينَار رَاشِدًا ) وفي حديث آخر " قَدْ أَدَّى اللَّه عَنْك , وَقَدْ بَلَغَنَا الأَلْف فِي التَّابُوت , فَأَمْسِكْ عَلَيْك أَلْفك "

يعني لما تيسرت للمدين العودة إلى بلده ,جاء بسرعة إلى صاحب الدين , ومعه ألف دينار أخرى , خوفا منه أن تكون الألف الأولى لم تصل إليه , فبدأ يبين عذره وأسباب تأخره عن الموعد ,

فأخبره الدائن بأن الله عز وجل الذي جعله الرجل شاهده وكفيله , قد أدى عنه دينه في موعده المحدد .

قَالَ أَبُو هُرَيْرَة وَلَقَدْ رَأَيْتنَا عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْثُر مِرَاؤُنَا وَلَغَطنَا , أَيّهمَا آمَن " ؟

وَفِي الحديث فَضْل التَّوَكُّل عَلَى اللَّه وَأَنَّ مَنْ صَحَّ تَوَكُّله تَكَفَّلَ اللَّه بِنَصْرِهِ وَعَوْنه .

فما أحوج الإنسان في زمن طغت فيه المادة , وتعلق الناس فيه بالأسباب إلا من رحم الله , إلى أن يجدد في نفسه قضية الثقة بالله , والاعتماد عليه في قضاء الحوائج , وتفريج الكروب ,

فقد يتعلق العبد بالأسباب , ويركن إليها , وينسى مسبب الأسباب الذي بيده مقاليد الأمور , وخزائن السماوات والأرض , ولذلك نجد أن الله عز وجل يبين في كثير من المواضع في كتابه هذه القضية , كما في

قوله تعالى : ( وكفى بالله شهيدا ) الفتح/28 , وقوله : ( وكفى بالله وكيلا ) الأحزاب/3

, وقوله : ( أليس الله بكاف عبده ) الزمر/36 , كل ذلك

من أجل ترسيخ هذا المعنى في النفوس , وعدم نسيانه في زحمة الحياة , وجاءتنا السنة بقصة هذين الرجلين من الأمم السابقة , اللذين ضربا أروع الأمثلة لهذا المعنى .

إن هذه القصة تدل على عظيم لطف الله وحفظه , وكفايته لعبده إذا توكل عليه وفوض الأمر إليه , وأثر التوكل على الله في قضاء الحاجات

, فالذي يجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه على الدوام , وفي جميع الأحوال , والله عز وجل عند ظن العبد به , فإن ظن به الخير كان الله له بكل خير أسرع , وإن ظن به غير ذلك فقد ظن بربه ظن السوء .

إذا بلغ العبد الغاية من الزهد ، أخرجه ذلك إلى التوكل

فإذا اتكلت فكن بربك واثقاً لا ما تحصل عندك الموثوق

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا .

(...وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/3 وكذلك من القصص التي تربي على الأمانة









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-13, 15:46   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة جرة الذهب

كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : اشترى رجل من رجل عقاراً له (أرضاً) فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب !!

المشتري (للبائع) : خذ ذهبك مني ، إنما اشتريت منك الأرض ، ولم أشتر منك الذهب !!

البائع (ممتنعاً) : إنما بعتك الأرض وما فيها . – يحتكمان إلى رجل - .

الحكم : ألكما ولد ؟

أحدهما : لي غلام .

الآخر : لي جارية .

الحكم : أنحكوا (زوجوا) الغلام للجارية وأنفقوا عن أنفسكما منه ، وتصدقا .

من فوائد القصة

1- أداء الأمانة مطلوب لقول الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) .

2- القناعة كنز لا يفنى تعود بالخير والبركة على صاحبها .

3- مشروعية الاحتكام إلى عالم بالكتاب والسنة ، دون الذهاب إلى المحاكم المدنية التي تضيع الأموال والأوقات عملاً بقول الله تعالى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )

4- من رضي بما أعطاه الله كان من أغنى الناس لقوله صلى الله عليه وسلم :-

أ- (وأرضَ بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس) .

ب- ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس .

5- الرزق مقسوم ، لا بد أن يصل إليك في وقته ومقداره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت) قال الشيخ الألباني رحمه الله :

رواه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن.

6- على المسلم أن يقنع بالحلال ، ويترك الحرام والطمع فيما ليس له ، ويأخذ بالأسباب المشروعة للرزق ، وأن العمل الصالح يكفل له السعادة في الدنيا والآخرة

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الله وأحملوا في الطلب) .

7- الحكم العادل يرضي المحتكمين .

8- عدم الطمع فيما ليس للإنسان .

كيف نربي أبنائنا على مراقبة الله وأن الله معنا ويراقبنا ؟

قصة ابن عمر والراعي :

ذكر هذه القصة ابن الجوزي رحمه الله في صفة الصفوة ( 2 / 188 )

قال نافع : خرجت مع ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له فوضعوا سفرة فمر بهم راع

فقال له عبد الله : هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة.

فقال : إني صائم

فقال له عبد الله : في مثل هذا اليوم الشديد حره وأنت في هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وبين الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم

فقال الراعي : أبادر أيامي الخالية فعجب ابن عمر

وقال : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها ونطعمك من لحمها ما تقطر عليه وتعطيك ثمنها

قال : إنها ليست لي إنها لمولاي

قال : فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب ...؟ !

فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول فأين الله ؟؟؟

قال : فلم يزل ابن عمر يقول : قال : الراعي فأين الله

فما عدا أن قدم المدينة فبعث إلى سيده فاشترى منه الراعي والغنم فأعتق الراعي ووهب له الغنم رحمه الله

صفة الصفوة ( 2 / 188)

فهذه القصة احتوت على كثير من الفوائد والعبر منها :

الحث على الكرم فعبد الله بن عمر لم يستأثر بالسفرة مع أصحابه دون الراعي وقد مر بهم بل دعاه ليأكل معهم وهكذا فإن الولد الكريم إذا أحضر طعاماً إلى المدرسة أو الرحلة فإنه يضيّف أصحابه ويعرض عليهم مشاركته فيه

وكذلك الصيام وأن الراعي على الرغم من أنه يعمل عملاً شاقاً وفي يوم حار لكنه يحتسب ذلك ليوم الحساب والجزاء

وكيف أن ابن عمر رضي الله عنهما أحب أن يختبر أمانة الراعي فأعجبه جوابه وقيل أنه بكى لقول الراعي وهو رافع إصبعيه إلى السماء فأين الله

وهنا درس عظيم الآخر وهو تنمية الصلة بالله وخشيته في الغيب والشهادة وغرس روح المراقبة في النفوس كالشاعر الذي قال :

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليَّ رقيب

ولا تحسبن الله يغفل سـاعـةً ولا أن ما تُخفي عليه يغيب

ونفس الغرض الذي أراده ابن السّماك:

يا مدمن الذنب أما تستحي واللهُ في الخلـوة ثانيكـا

غـرك من ربـك إمهالـه وستره طول مساويكا

وفي القصة العاقبة الحميدة لمن نال هذه الصفات فالراعي الذي سمعنا عنه في هذه القصة كان عاملاً يأكل من تعب يده برعي الغنم وكان مع ذلك عابداً يصوم في النهار حتى في الأيام الحارة وكان أميناً في عمله

يراقب الله عز وجل في نفسه وأن مطلع عليه فصلته بالله قوية ولذلك رفض المكسب الحرام مع أنه قادر عليه ومتمكن منه ولم يستغل عمله وأمانته ولم يسرق منها فأعقبه الله الحسنى

فعندما رأى عبد الله بن عمر تلك الصفات أعتقه واشترى له الغنم ووهبه له

فمن عبد يرعى غنم صاحبه إلى حر يملك حلالاً كثيراً

وإنه سنة عظمية يجب تربية الأبناء عليها (( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ))

إنها قاعدة لو شربها أطفالنا منذ الصغر لجنبتهم الكثير من الحرام والمنكرات في الكبر

تربية الأبناء على تجنب الغش وتحريمه ؟

لما نهى عمر رضي الله عنه في خلافته عن خلط اللبن بالماء وخرج ذات ليلة في حواشي المدينة وأسند ظهره إلى جدار ليرتاح فإذا بامرأة تقول لابنتها إلا تمذقين اللبن بالماء فقالت الجارية

كيف أمذق وقد نهى أمير المؤمنين عن المذق فقالت الأم فما يدري أمير المؤمنين , فقالت الجارية إن كان عمر لا يعلمه فإله عمر يعلم ما كنت لأفعله وقد نهى عنه.

فوقعت مقالتها من عمر فما أصبح دعا عاصماً ابنه فوصفها له ومكانها وقال اذهب يا بني فتزوجها فتزوجها عاصم بن عمر فولدت له بنتاً فتزوجها عبد العزيز بن مروان بن الحكم فأتت بعمر بن عبد العزيز.

ومن فوائد تلك القصة :

1- أن ما أثبته القرآن والسنة من الكتب السابقة نثبته أما خلافه فلا نصدقه ولا نكذبه إذا لم عرض النصوص .

2- اجتهاد السلف في تربية أبنائهم .

3- استشعار مراقبة الله في السر والعلن .

4- عدم التحرج من تقديم النصيحة للوالدين .

5- اختيار الزوج والزوجة الصالحة للبنت والابن .

كيف نربي الأطفال على تجنب الظلم ؟

روى البخاري - رحمه الله تعالى- عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: [أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب ، وكان لها حفش في المسجد ، قالت : فكانت تأتينا فتحدث عندنا ، فإذا فرغت من حديثها قالت :

ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا

ألا إنَّه من بلدة الكفر نجاني

فلما أكثرت قالت لها عائشة: وما يوم الوشاح؟! قالت: خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من أدم، فسقط منها، فانحطت عليه الحديَّا وهي تحسبه لحماً، فأخذته. فاتهموني به

- أي بسرقة الوشاح- فعذبوني حتى بلغ من أمري أنهم طلبوا في قبلي، وبينما هم حولي وأنا في كربي إذ أقبلت الحديَّا حتى وازت برؤوسنا ، ثم ألقته فأخذوه ، فقلت لهم : هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه بريئة.

أخرجه البخاري - الفتح - رقم (3835).

معنى وازت : أي قابلت .

الحفش : هو البيت الصغير الضيق

انظر فتح الباري (7/186) ط: دار الريان للتراث. والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (1/407) ط: دار الفكر.

ما يؤخذ من القصة :

وَفِي الحديث من الفوائد الْخُرُوج مِنْ الْبَلَد الَّذِي يَحْصُل لِلْمَرْءِ فِيهِ الْمِحْنَة , وَلَعَلَّهُ يَتَحَوَّلُ إِلَى مَا هُوَ خَيْر لَهُ كَمَا وَقَعَ لِهَذِهِ الْمَرْأَة . وَفِيهِ إِجَابَة دَعْوَة الْمَظْلُوم وَلَوْ كَانَ كَافِرًا ; لأَنَّ فِي السِّيَاق أَنَّ إِسْلَامهَا كَانَ بَعْد قُدُومهَا الْمَدِينَة .

1. استجابة دعوة المظلوم ولو كان كافراً؛ لأن المرأة ما أسلمت إلا بعد قدومها إلى المدينة.

2. الخروج من البلد الذي يحصل للمرء فيه المحنة ؛ فلعله يتحول إلى ما هو خير منه؛ كما وقع لهذه المرأة وكما أخبر الله : ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ) النساء/100 . إرغاماً لأنوف الذين اضطهدوه ، وسعة له في الرزق .

3. الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام .

إباحة المبيت والقيلولة في المسجد لمن لا مسكن له من المسلمين رجلاً كان أو امرأة بشرط أمن الفتنة، وإباحة الاستظلال في المسجد بخيمة ونحوها .

كيف نعلم أولادنا التوقي من الشيطان والتعود على الأذكار ؟

قصة أبي هريرة مع الشيطان

قال البخاري رحمه الله ( باب الوكالة ) :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ وَاللَّهِ لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ قَالَ فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالا

فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لأَرْفَعَنَّكَ

إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ لا أَعُودُ فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهَذَا آخِرُ ثَلاثِ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ لا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ

قَالَ دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ

فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ مَا هِيَ قُلْتُ قَالَ لِي إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ

آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَقَالَ لِي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ لا قَالَ ذَاكَ شَيْطَانٌ .

وفي رواية انه كان على تمر الصدقة أبو هريرة فوجد أثر كف كأنه أخذ منه وقوله من الطعام المراد منه البر ونحوه مما يزكى به.

قوله: ( لأرفعنك ) أي لأذهبن بك أشكوك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليقطع يدك لأنك سارق.

وقوله: (أني محتاج ولي عيال) يعني فقير في نفسي ولي عيال أظهر حاجة أخرى ثم قال مؤكداً حاجته ولي حاجة شديدة يعني زائدة صعبة كدين أو جوع مهلك ونحو ذلك هذا تأكيد بعد تأكيد.

وقوله : (لا يزال عليك من الله حافظ ) يعني لا يزال من عند الله أو أمر الله حافظ من قدرته سبحانه أو من الملائكة لا يقربك شيطان لا إنسي ولا جني لا يقربك شيطان

في أمر ديني ولا دنيوي ودليله صلى الله عليه وسلم عندما قال له صدقك أي في تعليمه لك وهو كذوب أي في سائر أقواله لأن هذه عادة الشيطان .

وهكذا وجدنا أيها الأخوة والأخوات حلقة من حلقات الصراع بين المسلم والشيطان وقد حصل لعدد من الصحابة مواقف مثل موقف أبي هريرة رضي الله عنه وهذه الوقائع والقصص لها مدلولات كثيرة منها:

1- أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن.

2- أن الحكمة قد يعلمها الفاجر لكنه لا ينتفع بها لأنه لا يعمل بها لكن تؤخذ عنه.

3- أن الشخص قد يعلم شيئا ولا ينتفع به (يعلم بالشيء ولا يعمل به )

4- أن الشيطان قد يَصدق وقد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن ومع ذلك لا يكون مؤمنا.

5- أن الكذاب قد يصدق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب )

6- أن عادة الشيطان الكذب الغالب على الشيطان الكذب وأنه نادرا ما يصدق وكذوب صيغه مبالغه

7- للشيطان قد يتصور في صورة يمكن للإنسي أن يراه لان الله يقول في كتابه ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ..) الأعراف/27 ، فالشيطان ومن هم من شاكلته من الشياطين يمكنهم

أن يرونكم وانتم لا ترونهم فقال الله من حيث لا ترونهم فكيف رآهم أبو هريرة والصحابة؟؟ لما تصور بصورة أخرى غير الصورة التي خلق عليها فيمكننا رؤيته فإذا كان بشكله الحقيقي لا يمكن أن نراه

8- والشخص الذي يقام بحفظ الأشياء يسمى وكيلا يوكل بحفظ الصدقة وعليه الاهتمام بها وصيانتها.

9- أن الجن يأكلون من طعام الإنس وقول الله تعالى ( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ ..) الاسراء/64 فيدخل الطعام في الأموال فإذا أردت أن لا يشارككم الشيطان في الطعام فسم بالله عند الطعام وغط الإناء

و قل بسم الله لان الشيطان يأكل من الإناء المفتوح ويشرب من الإناء المفتوح فالفائدة من تغطيته والتسمية هو منع الشيطان منه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ولو أن تعرض عليه

عودا وتسم بالله ) فلو وضعت عودا بدلا من الغطاء وقلت بسم الله لا يستطيع الشيطان أن يأكل أو يشرب منه وكذلك أيضا يفيد في منع نزول الداء من السماء فإن في السنة ليلة ينزل بها الداء

كما أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فهذا شي غيبي فإذا غطيت الإناء لم ينزل الداء إذا الفائدة من تغطية الإناء :

• منع نزول الداء

• منع الشيطان أن يشركك في مطعومك ومشروبك

10- فاسم الله أيضا يمنع الشيطان من النظر إليك فإذا أراد الإنسان أن يخلع ثيابه أو أن يأتي الرجل أهله فما هو الحل أفنبقى نحن نهباً لأعين الجن يرون عوراتنا ؟؟

لا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الرجل إذا أراد أن يخلع ثيابه فسم الله فان الشيطان لا يستطيع أن ينظر إلى عورته.وكذلك بسم الله تمنع الشيطان من مشاركه في الأولاد فانه ورد في تفسير قوله

( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ ..) أن الشيطان يشارك الإنسان في وطئ زوجته فإذا قلت بسم الله قبل الجماع منعت الشيطان من المشاركة .

11- أن الجن يسرقون ويتكلمون بكلام الأنس كلام تسمعه وباللغة التي عليها الرجل حدثوا أن أبا علقم النحوي وكان رجلا متقعرا في الكلام أنه كان مرة يمشي في الطريق فأصابه شي فسقط فتجمع

عليه أهل السوق واحد يعصر إبهامه وواحد يقرأ في أذنه وواحد يؤذن في الأذن الأخرى فقال : ما لكم تكأكأتم علي كتكأكؤكم على ذو جنة افرنقعوا عني فقالوا: شيطانه يتكلم بالفارسية

أو الهندية فقوله تكأكأتم علي كتكأكؤكم أي تجمعتم علي كتجمعكم على ذو جنة أي كمن دخل عليه جني وافرنقعوا عني أي انفضوا من حولي .

12- أن الجن يسرقون ويخدعون كما في قوله لا أعود فعاد

13- فضل آية الكرسي ومن الروايات الأخرى يؤخذ فضل آخر سورة البقرة

14- أن السارق لا يقطع في المجاعة

15- قبول العذر والستر على من يظن به الصدق

16- إطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على المغيبات

17- جواز جمع زكاة الفطر قبل ليلة الفطر لتفريقها بعد ذلك

18- أن زكاة الفطر تخرج طعاما

19- يقين الصحابة بكلام النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقهم به

20- قراءة آية الكرسي قبل النوم

21- أن التشريع على كلام الشيطان أتى من الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال :صدقك وليس التشريع من كلام الشيطان .

22- أن آية الكرسي تمنع شياطين الجن والإنس سواء أكان في الأمور الدينية أو الدنيوية ( لا يقربنك شيطان حتى تصبح ) والشيطان هنا نكرة

23- كرامة الله لأبي هريرة عندما استطاع أن يلقي القبض على الشيطان أي لم يستطع الشيطان أن يفلت منه ففيه إن المؤمن قوي الإيمان يستطيع أن يمسك الشيطان ولا يمكنه من الهروب

وذكر ابن القيم في فوائد الذكر انه ربما من كثرة ذكر المؤمن لله عز وجل ربما أن يقرب منه الشيطان ليمسه بسوء فيصرع الشيطان فتجتمع عليه الشياطين فيقولون ما به فيقولون صرعه الإنسي.

24- أن ذكر الله تعالى هو الذي يحمي المؤمن من الشيطان وعلى رأس الذكر القرآن وأفضل آية في القران هي آية الكرسي

25- أن الإنسان إذا كان صاحب حاجة يجب أن يبين حاجته حتى يعرف عذره ولا يرتاب في أمره

26- رفع الشأن المهم إلى العلماء ( وكانوا أبو هريرة رضي الله عنه لأرفعنك إلى رسول الله عليه وسلم

27- حرص أبي هريرة على العلم ( وكانوا احرص شي إلى العلم ) فأطلق سراحه لأجل الفائدة فهم يحرصون على العلم

28- يمكن أن يثور اعتراض وهو كيف استطاع أبو هريرة أن يمسك الشيطان لان الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع عن إمساكه لدعوة سلمان ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ..) صّ/35

( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ) صّ/36 ، ( وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ) صّ/37 فكيف امسك أبو هريرة بالشيطان الذي رآه وأراد حمله للنبي عليه السلام ؟؟

أجاب الحافظ بن حجر على هذا الإشكال بأن النبي صلى الله عليه وسلم هم أن يمسك بالشيطان الأكبر رأس الشياطين فعند ذلك يكون فيه مضاهاه لما حدث لسليمان أما الشيطان الذي في حديث الباب إما أن يكون الشيطان

الذي مع الصحابي (لكل إنسان شيطان ) أو أن يكون شيطان من الشياطين وليس رأس الشياطين.فإن قال قائل ما هي الميزة التي موجودة في آية الكرسي حتى تمنع الشياطين من إيذائنا ؟؟

آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي وأن هذه الآية إذا قرأها المؤمن في دبر كل صلاة لم يمنعه من الدخول إلى الجنة إلا أن يموت

كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيح الذي رواه النسائي رحمه الله وغيره فآية الكرسي تقرأ قبل النوم وفي أدبار الصلوات من أسباب فضلها :

• اشتمالها على الاسم الأعظم (الله لا اله إلا هو الحي القيوم ) في البقرة وال عمران وطه وعلت في وجوه الحي القيوم على بعض الأقوال على احتمال أنها الاسم الأعظم

هذه الآية هي عشر جمل مستقلة ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ ) متفرد الألوهية ( الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) الحي في نفسه لا يموت أبدا القيوم : القيم لغيره ومن آياته أن تقوم السماء بأمره كل الموجودات لا قوام لها بدون الله عز وجل

ولا غنى لها من الله وكل الموجودات مفتقرة إلى الله ( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْم ) لا يعتريه سبحانه لا غفلة ولا ذهون ولا نعاس ولا استيقاظ من النوم ولا فقدان الوعي (ٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض )

الجميع عبيده وتحت قهره وفي ملكه (ِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ ) لا يتجافى احد أن يشفع احد لأحد عند الله إلا إذا أذن الله لذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم لكي يشفع لابد له من أن يستأذن

وإذا أراد أن يستأذن يوم القيامة يأتي تحت العرش فيخر ساجدا ما شاء الله له أن يسجد فيعلمه من المحامد ما يفتح عليه من الثناء بعد ذلك يقول الله : يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فسيد

القوم لا يشفع حتى يؤذن له ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ) احاطته سبحانه وتعالى بجميع المخلوقات ( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ ) لا يطلع على علم الله احد إلا أحد أطلعه الله

( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ) والكرسي موضع قدمي الرب سبحانه وتعالى والعرش لا يقدر قدره إلا الله والكرسي عظيم جدا في غاية الاتساع فالسماوات والأرض ليست إلا كحلقة في صحراء

فهذا هو الكرسي فكيف العرش وما الكرسي في العرش إلا كحلقة في صحراء والله أكبر من الكرسي ومن السماوات والأرض فاستوى على العرش استواء يليق بعظمته وجلاله ( وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا )

لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السماوات والأرض وما فيها من الجن والإنس والملائكة وهو يسير على الله سبحانه وتعالى ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة/255 ، كقوله تعالى وهو الكبير المتعال وتبين آية الكرسي عظم الله تعالى .

ما هي الوسائل التي نحذر بها من الشيطان ؟؟

- الحذر والحيطة واخذ التأهب

- الاعتصام والالتزام بالكتاب والسنة

- الالتجاء والاحتماء بالله تعالى ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ) المؤمنون

- الإستعاذه بالله

- الاشتغال بذكر الله تعالى

- أن يلتزم الإنسان بالصحبة الصالحة

- مخالفة الشيطان في كل الأمور

- الاستغفار

الله الموفق .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-13, 15:50   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

التربية الإيمانية للطفل

السؤال

لدي طفل صغير في الثالثة ، وأريد أن ينغرس الإيمان في نفسه فماذا أفعل ؟.


الجواب


الحمد لله


ينبغي لطفل الثالثة من العمر أن يرى أمه وأباه وهما يصليان ، وينبغي أن يسمعهما يتلوان القرآن ، فإن استماع الطفل للقرآن والأذكار اليومية من والديه وإخوانه ، وتكرار هذا السماع

يغذي روحه ويحيي قلبه كما يحيي الأرض المجدبة ، لأن لسماع الطفل والديه وهما يذكران الله تعالى ، ومشاهدته لهما في عبادتهما لذلك أثر في أفعاله وأقواله .

ومن الأمثلة على ذلك قصة هذه الطفلة :

انتهت الأم من الوضوء ، وإذا بطفلتها البالغة من العمر ثلاث سنوات تغسل وجهها ويديها مقلدة أمها ، وترفع إصبعها السبابة قائلة : لا إله إلا الله

فهذا يدل على أن الطفلة لاحظت والديها أن هناك ذكر مخصصاً يقال بعد الوضوء .

وقصة أخرى : أدت إحدى الأمهات سنة الوضوء في أحد الأيام وقامت لإكمال عملها في المنزل ، وقد اعتادت طفلتها أن ترى والدتها بعد الصلاة تجلس في مصلاها حتى تنهي أذكار ما بعد الصلاة

ولكن الطفلة لاحظت على والدتها النهوض من المصلى بعد أداء السنة مباشرة ، فقالت لها : لماذا قمت من مصلاك قبل أن تقولي : استغفر الله . وهذا الموقف يدل على شدة مراقبة الأطفال لوالديهم .

الإنسان معرض للأسقام والأمراض وقد يمرض أحد الأبناء ، ولذا ينبغي أن يكون مرضه فرصة لتقوية صلته بالله تعالى ، وذلك بتذكيره بفضل الصحة والعافية ، وأنها من نعم الله تعالى

وأنه يجب شكره عليها ، وأن الإنسان ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بربه ، وعند أخذ الدواء أو الذهاب به إلى المستشفى ، نوحي إليه أن الشفاء من الله لكن هذه أسباب أمرنا الله بها

ثم لنربطهم بالرقى الشرعية والعمل بها ، ولنضرب له الأمثلة بالأنبياء وأخذهم بالأسباب واتكالهم على الله تعالى ، كقصة أيوب عليه السلام ومرضه وقصة يعقوب عليه السلام حين أمر أبناءه بالدخول

من أبواب متفرقة وأنه لا يغني ذلك عنهم من الله شيئاً وتفويضه الأمر إلى الله تعالى ، قال سبحانه على لسان يعقوب : ( لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء ) يوسف/67

ومن أهم الأمور تذكير الأبناء احتساب الأجر ، والصبر على المرض ، وعلى الدواء ، فهذه طفلة تذكر والدتها أن الله سبحانه وتعالى أراد لها أن تصاب بمرض كما يسمونها طبياً مرض مزمن وذلك حسب تقدير الطب البشري -

ولكن الشفاء بيد الله تعالى - تذكر الأم أن هذه الطفلة اضطرت لأخذ الدواء مرتين يومياً ، وكانت أمها تذكرها دائماً بالأجر ، فما كان من هذه الطفلة إلا أن قالت لأمها يوماً من الأيام : أنا احصل على الأجر لأنني أخذ هذا الدواء .

تقول ذلك وكأنها تفتخر وتتميز بهذا الأجر والثواب على أهلها وأخواتها .

من كتاب أمهات قرب أبنائهن ص 21.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-15, 18:13   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




ابنته ترفض الحجاب وتهدد بإيذاء نفسها


السؤال

عمر ابنتي ١٤ سنة وكانت قد ارتدت الحجاب منذ سنتين والآن قامت بخلعه وهي تهددنا بإيذاء نفسها في حال أرغمناها على ارتدائه مع العلم أنني ملتزمة وأبوها كذلك وقد سلكت معها أسلوب الحوار والإقناع دون جدوى

الجواب

الحمد لله

أولا :

نسأل الله تعالى أن يهدي ابنتك ، ويصلح حالها ، ويعيذها من شر نفسها ومن نزغات الشيطان ، ولا شك أن ما ذكرت من خلعها الحجاب ورفضها له

من البلاء الكبير الذي يبتلى به المؤمن في ولده وفي أحب الناس إليه ؛ وهو بلاء يحتاج إلى صبر ، وحسن معالجة ، نسأل الله أن يعينكما على ذلك .

ثانيا :

يجب على الأب أن يأمر ابنته بالحجاب ، وأن يلزمها به في حال بلوغها ، وأن يمنعها من الخروج من البيت بدونه

لأنه مسئول عن رعيته ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )
التحريم/6

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ .... وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ) رواه البخاري (893) ومسلم (1829).

وعلى الأب أن يشدد في ذلك ، وأن لا يتهاون فيه ، لأنه أمر بواجب ، ومنع من معصية تتكرر بتكرر الخروج .
هذا هو الأصل الذي يجب العمل به

لكن إذا كانت البنت تهدد بإيذاء نفسها في حال إرغامها على الحجاب ، أو منعها من الخروج بدونه ، وكان هذا التهديد حقيقيا ، بحيث يغلب على الظن أنها ستؤذي نفسها أذى بالغا

أو تفكر في الهرب من البيت وترك الأسرة ، فحينئذ يكتفي الأبوان بالأمر والتوجيه والنصح ، مع إحسان المعاملة ، والترغيب في الصالحات

وتقوية الإيمان ، وغرس محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم في قلب الفتاة ، فلعل هذا يكون دافعا لها لارتداء الحجاب .

وينبغي إحاطة الفتاة ببعض الصديقات الصالحات ، فإن أثر الصداقة قد يكون أقوى من تأثير الوالدين ، كما ينبغي الاستعانة بمن يسدي لها النصح

من قريب أو عالم أو داعية ، فقد تكون لديها شبهة ، أو غفلة عن خطورة التبرج وإثمه ، والحال أنها ستجمع بين منكرين عظيمين : عقوق الوالدين ، وترك الحجاب .

ثم إننا نوصيكم بالدعاء لها ، واختيار أوقات الإجابة ، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-15, 18:18   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اختلاف الوالدين في طريقة التربية

السؤال

إذا اختلف الأبوان فى طريقة تربية الأبناء ، بحيث إن كلا منهما يرى ما لا يراه الآخر ، فهل تجب على الزوجة أن تطيع زوجها فيما تراه يؤدى إلى فتنة الابن - حيث إن أباه يريد أن يحاسبه على كل كبيرة وصغيرة - ؟

أم إنها تظهر الطاعة أمامه ، ثم تفعل ما تراه مناسبا بعد ذلك مع ابنها - من باب قول الله تعالى ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) ومن باب ( كلكم راع ) - ؟

أم إن هذا الخطاب موجه للولي فقط ، وهو الأب ؟

أم إن هذا يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم ( لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ) ؟

أفيدونا أفادكم الله .


الجواب

الحمد لله

تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الوالدين ، فقد ولاهما الله سبحانه وتعالى حفظ هذه الأمانة ، كل بحسب موقعه وقدرته ، ولا ينبغي حصر هذه المسؤولية العظيمة في واحد منهما دون الآخر .

عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ

وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ) .

رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .

فتأملي كيف نص الحديث على مسؤولية كل واحد من الأبوين ليؤكد استقلال كل واحد بهذا التكليف ، وفي حديث الفطرة يظهر أيضا كيف أن التوجه الديني للأبناء مبني على توجه أبويهم معا وليس واحداً منهما فقط .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ ) .

رواه البخاري ( 1292 ) ومسلم ( 2658 ) .

وفي أداء المسؤوليات المشتركة جاءت الشريعة بالأمر بوسيلة تؤدي في الغالب إلى أكمل النتائج وأحسنها ، وذلك من خلال " الحوار والمشاورة "

ولعل هذه القيمة أعظم سبب لسعادة الأسرة ونجاح التربية ، وقد جاء الأمر بالشورى في المسؤوليات المشتركة في قوله تعالى : ( فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ) البقرة/233 .

قال الإمام ابن كثير – رحمه الله - :

أي : فإن اتفق والدا الطفل على فطامه قبل الحولين ، ورأيا في ذلك مصلحة له ، وتشاورا في ذلك ، وأجمعا عليه : فلا جناح عليهما في ذلك ، فيؤخذ منه أن انفراد أحدهما بذلك دون الاخر لا يكفي

ولا يجوز لواحد منهما أن يستبد بذلك من غير مشاورة الآخر ، قاله الثوري وغيره ، وهذا فيه احتياط للطفل ، وإلزام للنظر في أمره

وهو من رحمة الله بعباده حيث حجر على الوالدين في تربية طفلهما وأرشدهما إلى ما يصلحهما ويصلحه .

" تفسير القرآن العظيم " ( 1 / 380 ) .

وتشير بعض الدراسات إلى أن كثيراً من المشاكل الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق سببها غياب هذا النمط من المعايشة " نمط الشورى " من حياة الأسرة

أو الخطأ في ممارسته ، فإن الحوار والشورى فن وعلم يحتاج دربة وممارسة وتفهما .

ومن الطبيعي أن تتعارض آراء الزوجين في بعض المسؤوليات المشتركة كتربية الأبناء ؛ وذلك بسبب اختلاف ثقافة الزوجين

أو تدخّل بعض الأقارب في ذلك ، وغير ذلك من الأسباب ، ولكن ذلك لا يستلزم الوصول إلى حالة الأزمة الحقيقية إلا إذا لم يتوصل الزوجان إلى طريقة مناسبة لاحتواء هذا التعارض .

ثمة حل وعلاج يمكن اقتراحه لفك التعارض القائم بين أسلوبي الوالدين في التربية ، وهو استشارة المختص ، أو من تتيسر استشارته في المشاكل التي تختلفون حولها

ممن كانت عنده الخبرة والأمانة الكافية في ذلك ؛ فالتربية علم وفن قائم بذاته ، تقام له الدراسات وتمنح فيه الشهادات

بل هو من أخطر التخصصات وأدقها ، ولن يعدم الزوجان بعض المستشارين التربويين الأمناء ، فيلجؤوا إليهم لأخذ رأيهم في محل الخلاف خاصة .

ولعل إدراك الوالدين لخطورة انعكاسات تعارض أساليب التربية على شخصية الابن يحثهما على ضرورة تجاوز هذه المشكلة .

فالرسالة التربوية التي يحرص الأب على إيصالها ستضيع ويتلاشى أثرها إن قامت الأم بتوجيه رسالة مغايرة لها ، ويؤدي ذلك إلى اختيار الابن الرسالة التي تناسبه هو

بل كثيرا ما يبتدع حلاًّ ثالثاً تبعاً لهواه هو ، وذلك يعني صعوبة في تمييز الابن بين الصواب والخطأ ، والحلال والحرام ، وهو أخطر ما يواجه التربية الصحيحة .

وتعارض أساليب التربية قد يؤدي إلى كراهة الطفل أحد الوالدين وضعف الميل نحوه ، وقد تبدو المشكلة أكبر فأكبر في مراحل متقدمة من تعمق الخلاف بين الأب والأم حول تربية الأبناء .

إذًا فمن الواجب أن يكون هناك اتفاق مبدئي بين الأب والأم على عدم قيام أي طرف منهما بتوجيه رسالة تربوية مخالفة للرسالة التي وجهها أحدهما إلى الأبناء ، خاصة أمامهم

وإن كان ثمة ملاحظات أو اعتراضات على تلك الرسالة فيؤخر أمرها إلى حين المشاورة والمحاورة بعيدا عن أعين الأبناء .

كما أن من المهم جدّاً أن يتعامل الوالدان بينهما بالصدق والصراحة ، فلا ينبغي لا شرعا ولا خلقا وتربية وأدبا لأحد الوالدين أن يظهر للآخر موافقة على أسلوب تربوي معين

ولكنه في حقيقة الأمر يخالفه ويناقضه ولا يقوم به ، وسريعا ما يكتشف الطرف الآخر خداعه له ، فتفقد الثقة بين الأبوين في مسألة التربية ، ولا تؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة

في حين أن سلوك الصراحة والمشاورة والمراضاة بين الأبوين يؤدي إلى تجاوز الخلاف ، كما أنه يتجاوز بالأبوين كل خلاف آخر ، وذلك حين يعتادان على الشورى والتفاهم .

ويجب مراقبة الله عز وجل في تربية الأبناء ، والتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله في أصول التربية عند الاختلاف ، فإن كان الاختلاف في الوسائل فطريقه المشاورة والمحاورة بين الأبوين

ثم بعد ذلك يكون الحَكَم بينهما هو الناصح الأمين ، من أهل الاختصاص أو الخبرة ، وإذا صدق الوالدان في نيتهما صَلاح الأبناء خلقا ودينا فإن الله سبحانه وتعالى سيجعل لهما من خلافهما مخرجا .

مع التنبيه – أخيراً – إلى أن الله تعالى جعل في المرأة ما لم يجعل في الرجل ، فالعاطفة والحنان عند المرأة أكثر منه عند الرجل

ورجاحة العقل وقوة الإرادة والإدارة عند الرجل أكثر منه عند المرأة ، فيراعى هذا الجانب في الخلاف بين الزوجين ، ولعلَّ الأمر لو أوكل للزوج أن يكون فيه نفع بالغ ، إن كان الزوج متصفاً بالدين والعقل .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-15, 18:24   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكلة بين الأب والأم بسبب تأخر مستوى الأولاد التعليمي

السؤال

لدينا ابن ليس جيِّداً في مستواه الدراسي ، وقد أساء والده في تربيته ، وعند بلوغه الصف السادس تعلم كلمة نابية وأطلقها على أخيه ، وعندما هممت بعقابه منعني والده عنه ، وهذه ليست المرة الأولى ، ولكن لأول مرة آخذ موقفاً

فتخليت عن تدريسه ، وبعد فترة تدنَّى فيها مستواه ، وطلب مني والده تدريسه فشرطت عليه أن لا يحول بيني وبين تأديبه ، وألا يحرمني من الذهاب إلى دور التحفيظ مهما حصل

حيث إنه كان يوافق تارة ويمنعني تارة أخرى ليس لشيء إلا لفرض السيطرة ، وافق ، فتعهدته بالتدريس ، وذهبت إلى التحفيظ - المستوى الأول -

وبعد أن وفقنا الله ونجحنا جميعنا في الدراسة وبدأت السنة الدراسية الجديدة : منعني زوجي أن أكمل دراستي في الدار بدون إبداء سبب مقنع ، فتدنت همتي ولم أجتهد في تدريس ابني

وكانت النتيجة رسوبه في النصف الأول من العام الدراسي الجديد ، وعند اقتراب الامتحانات النهائية طلب زوجي أن أدرس هذا الابن ، فسألته قائلة : هل أدرسه وتوافق على ذهابي إلى التحفيظ في السنة القادمة إن شاء الله ؟

فثار ، وقال : أنتِ السبب إذن في رسوبهم ، وكل طلباتك مرفوضة ، وما فيك خير ، والله لا يشكر فضلك ، ومنذ ذلك اليوم حرمني من الخروج

ودائما يسبني من ورائي أمام أبنائه ، لدرجة أن قال لهم " أمكم أخليها في البيت مثل الشيطانة ، لا أخرجها ولا أوديها " ، وينوي حرماني حتى من زيارة أهلي .

فهل تدريس الأبناء واجب شرعي أستحق على تركه العقاب ؟

وما حكم إصراري على الذهاب إلى التحفيظ حيث إني أنشغل به عن الوقوع في المعاصي التي غرقت فيها هذه السنة التي أجبرت فيها على ترك الدراسة ؟.


الجواب

الحمد لله

أولاً :

تربية الأولاد مسئولية مشتركة بين الوالديْن ، وإذا حصل التعارض والتناقض في تربيتهم أثمر ذلك ثماراً فاسدة على الأولاد ، فساءت أخلاقهم ، وتشتت شملهم

لذا يجب على الوالدين أن يحسنا تربية أولادهم ، وأن لا يقع بينهما تناقض أو تعارض ، وبخاصة إذا كان هذا أمام أولادهم ، ويجب أن يتفقا على الوسائل الشرعية التربوية في معالجة أخطاء أولادهم

فلا يرى أحد المعاقبة على الخطأ وينكر عليه الآخر ويرى مسامحته إلا أن يكون ذلك باتفاق بينهما وتشاور ، حتى يعلم الولد أنهما اتفقا على المسامحة شفاعة من الآخر لإعطائه فرصة أخرى لإصلاح نفسه

أما أن يعترض طرف على الطرف الآخر أمام ولدهم المخطئ ، ويعنف في الكلام ويسيء في الأدب : فإن هذا خطأ ؛ ينعكس على تصرف الأولاد .

ومما يدل على المسئولية المشتركة بين الأب والأم في تربية أولادهم :

1. قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/6 .

2. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ

وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ) . رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .

وانظري جواب سؤال سابق بعنوان

كيف يربي أبناءه على الصلاح

ثانياً :

مسئولية الوالد في تربية ولده ينبغي أن تكون من أولى اهتماماته ، فالرجل يملك الحكمة والتجربة والقوة ويستطيع بالمخالطة بغيره أن يتوصل لأنجع الوسائل والطرق في تربية ولده

وقد اشتد حرص السلف على مباشرة مهمة تربية أولادهم ، كما ذكر أن الخليفة العباسي المنصور بعث إلى مَنْ في السجن من بني أمية يقول لهم : ما أشد ما مر بكم في هذا السجن ؟ قالوا: ما فقدنا من تربية أولادنا .

ويظن بعض الآباء أن تربية الأبناء والقيام على هذه الأمانة يقتصرعلى توفير الطعام والشراب واللباس والسكن لهم ، وهو تصورخاطئ .

قال الشيخ ابن باز - رحمه الله - :

الإحسان إلى البنات - ونحوهن - يكون بتربيتهن التربية الإسلامية ، وتعليمهن ، وتنشئتهن على الحق ، والحرص على عِفَّتهن ، وبُعدهن عما حرم الله من التبرج وغيره ، وهكذا تربية الأخوات والأولاد الذكور

إلى غير ذلك من وجوه الإحسان ، حتى يتربى الجميع على طاعة الله ورسوله ، والبعد عما حرم الله ، والقيام بحق الله سبحانه وتعالى

وبذلك يعلم أنه ليس المقصود مجرد الإحسان بالأكل والشرب والكسوة فقط ، بل المراد ما هو أعم من ذلك من الإحسان إليهن في عمل الدين والدنيا .

" مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز " ( 4 / 377 ) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-15, 18:24   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



ثالثاً:

مسئولية التعليم والتوجيه مسئولية مشتركة بين الوالدين ، كلٌّ حسب طاقته وقدرته ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، ولا يجوز للأب أن يلقي عبء دراسة الولد على أمه ويقف موقف المتفرج

ويغفل هو عنه أو يتغافل ، كما لا يجوز للأم أن تفعل الشيء نفسه ، فهي مسئولية مشتركة في العناية والتربية والتعليم

فإذا كان الأب من العاملين الكادِّين والأم متفرغة فيكون حملها أثقل ، والعكس بالعكس ، وينبغي التشاور والتفاهم حتى تؤدَّى الرسالة على أكمل وجه ، والأصل في التوجيه والمسئولية الأب لا الأم .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

البنون والبنات لهم راعٍ يرعاهم ، إذا كانوا صغاراً : فإن الذي يرعاهم ويدير شئونهم هو أبوهم أو أخوهم الأكبر ، ( الرجل راعٍ في أهل بيته ومسئول عن رعيته )

فيجب على أولياء الأمور ورعاة البيوت أن يحملوا أهليهم على عبادة الله عز وجل ، وعلى الحرص في طلب العلم ، وأن يشجعوا الأولاد ، يقول : تعال يا بني ! ماذا حفظت اليوم ؟

اقرأ عليَّ ما حفظت ؛ حتى يتشجع ويعلم أن وراءه من يتابعه ، وكذلك يقال في البنات ، شجِّعهم ، احملهم على العلم ، احملهم على العمل به

ألِّف قلبك إلى قلوبهم ، لا تكن كبعض الآباء يكون في بيته كالخشبة المسندة لا يحرك ساكناً ، فإن الإنسان مسئول عن أسرته ورعيته .

" اللقاء الشهري " ( 67 ) .

رابعاً :

وصيتنا لأختنا السائلة أن لا تخرج من بيتها من غير إذن زوجها ورضاه ، ولو لتعلم القرآن أو تعليمه ؛ فإن طاعة الزوج واجبة ، وخروج المرأة من غير إذن زوجها محرَّم ، والضغط عليه لإجباره على خروجها أيضاً لا يجوز

ولا تفتحي على نفسكِ باباً من الشر بالخروج بهذه الطريقة ، ويمكنك تقسيم الوقت بين تعليم ولدك وتعلمك ، ومن ثم إقناع زوجك بهذا التقسيم ، وظننا به أن يقدِّر هذا الأمر منكِ ويكون سبيلاً للتفاهم على كلا الأمرين .

ولتعلمي أن زوجك ليس آثماً بمنعك من الخروج لحلقات تحفيظ القرآن

والإثم فقط في حال منعك من الصلاة في المسجد أو تعلم علم واجب لا يمكنك تعلمه في البيت ، وقد يسَّر الله تعالى للناس سبل العلم ، فتستطيع المرأة أن تقرأ الكتب وتسمع الأشرطة في كل فنون العلم

ولا يقف بينها وبين الاستفادة من الطرق الحديثة في التعلم شيء ، ولن ترى في خروجها أكثر مما تراه في بيتها لو أنها أرادت ، كما يمكنك عقد حلقة من أخوات مستقيمات للحفظ والعلم في بيتك دون الحاجة للخروج منه .

وبكل حال : قدِّمي ما تستطيعين من عناية ورعاية وتعليم لابنك ، وعاشري زوجك بالمعروف ، وقومي بما أوجبه الله تعالى عليك تجاهه ، وسترين ثمار ذلك في نفسك وزوجك وأولادك إن شاء الله تعالى .

خامساً :

ووصيتنا للزوج أيضاً أن يحسن العشرة مع زوجته ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِه ) رواه الترمذي (3895) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (385) .

فإذا رأى أن خروجها إلى دار التحفيظ فيه فائدة لها ، وتعود تلك الفائدة على أولادها بل على البيت بأكمله ، فلماذا يمنعها من ذلك الخير ؟ ثم تسوء العلاقة بينه وبينها

لأنها تراه منعها من أمر كان نافعاً لها ، فالذي ينبغي أن تكون الحياة بينكما قائمة على التفاهم والمشاركة في المسئولية ، وحرص كل طرف على ما ينفع الآخر .

وليعلم الزوج أن إرضاء زوجته وإسعادها في غير معصية الله سيعود بالنفع عليه وعلى أولاده .

سادساً :

وهذه كلمات لبعض المتخصصين في بيان الدور المشترك بين الأب والأم في تربية الأولاد وتعليمهم :

تساءلت أم مستنكرة : لماذا يتهم الزوج زوجته بالتقصير والإهمال إذا لم يحصل الابن على درجات عالية ويتناسى واجبه الذي لا غنى عنه نحوهم في هذا الأمر؟

وأجاب الدكتور محمود أبو دف أستاذ التربية بالجامعة الإسلامية بغزة :

"على كل من الأب والأم أن يتعاونا في هذه المسألة، فيقوم الأب بسد النقص الذي قد لا تتمكن من فعله الأم لانشغالها أو لعدم إلمامها بالمادة العلمية بصورة كافية .

وشدد الدكتور "أبو دف" على ضرورة أن يكون للآباء دور فاعل ومؤثر في عملية متابعة النشاط الدراسي للأبناء حيث يُشعرهم ذلك بمدى الالتزام .

وعزا هروب الآباء إلى وجود نظرة سلبية ترسبت في أذهانهم، وهي أن الدور التعليمي من مهام الأم مثله مثل أي عمل داخل المنزل، واستطرد موضحا: "

وهذا خطأ فادح؛ فهذه المهمة بالدرجة الأولى تربوية وبحاجة إلى تكامل الأدوار بين الزوجين، ويجب أن يدرك الأب أن دوره لا يكون فقط خارج المنزل حيث توفير لقمة العيش ومستلزماتها بل هناك أدوار بالغة الأهمية

داخل المنزل ومنها تدريس الأبناء؛ فهي ليست مهمة عادية .

وطالب الآباء بضرورة زيادة وعيهم وإحساسهم تجاه هذه المسألة حتى لا تنعكس الخلافات حولها على الأسرة والأبناء.

وقال الأستاذ "أسامة المزيني" المحاضر بكلية التربية بالجامعة الإسلامية : على الأب أن يهتم بمتابعة النشاط الدراسي لأبنائه كجزء مهم من أولوياته.

وقال أيضاً : الزوجة شريكة حياتك ، وفي اهتمامك بدروس الأبناء ومذاكرتهم تكون قد أديت دورك في الشراكة ، وإلا فاسأل نفسك : أين دوري ؟

وتذكر أن هناك ما هو أهم من توفير الحياة المادية للأبناء ألا وهو الاهتمام بمستقبلهم العلمي .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-15, 18:28   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يضرب طفله ويقرصه وعمره سنة ثم يشعر بالندم

السؤال

الحمد لله على المال والذرية ، فقد وهبني الله طفلاً جميلاً ، وأنا ينتابني شعور غريب تجاه هذا الولد ، وهو : عندما يبكى أخرج عن شعورى فأضربه وأقرصه وغيرها من الأشياء

وبعدها أجد نفسي مهزوزاً جسديّاً ونفسيّاً ، مع العلم أنني أحبه بشدة ، وعندما يحمله الناس يضحك ويلعب معهم ، وعندما يراني أنا يبكي ويصرخ ، ابني لم يتعدَّ عمره السنة ، ماذا أفعل مع العلم أنني أصلي وأصوم ؟.


الجواب

الحمد لله

هذا التصرف تجاه ولدك في غاية العجب ، وهذه بعض الوقفات معك لعلَّ الله أن ينفعك بها :

1. يحتاج الطفل إلى طعام وشراب ونوم وهواء ، والعطف والحنان من أطيب الأطعمة التي يقدمها الوالدان لطفلهما ، فالحرص على الطعام المادي دون ذلك المعنوي تفريط في حاجة الطفل الفطرية لها جميعاً .

2. ولإعطاء الحنان للطفل نتائجه الإيجابية العالية ، ولذلك كانت الوصية بإرضاع الطفل رضاعاً طبيعيّاً حتى يجتمع له طيب الطعام والشراب مع طيب المقام وهو حضن أمه

لذا وُجد في الأبحاث الحديثة عظم تأثير الرضاع من حليب الأم في نمو جسم الطفل وعاطفته .

ووجد – كذلك – العكس ، وهو النتائج السلبية لحرمان الطفل من حليب أمه وحجرها ، والمجتمعات التي كثر فيها العنف ضد الأطفال أضحت مجتمعات فاسدة انتشرت فيها الجرائم والموبقات .

وقد ذكر بعض المختصين في علم الاجتماع أن ضرب الآباء لأبنائهم وتعنيفهم المستمر لهم يربي عقداً نفسية لدى الأبناء ، بل ويزيد من العنف الأسري

إلى أن يتفاقم ويمثل مشكلة من الصعب مواجهتها ، إذ تحول العنف من الأسرة إلى المجتمع ، ويصبح شكلاً من أشكال السلوكيات الشاذة ، وضحاياه مؤهلون نفسيا لممارسة الإرهاب النفسي على الأفراد مما يهدد أمن المجتمع .

3. والذي يقسو مع أطفاله فإنما يخالف الفطرة والشرع ، فقد فطر الله تعالى الناس على حب أولادهم لذا لم يوصِ الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم الآباء بأبنائهم فيما يتعلق بهذا الجانب

وعلى العكس فقد أوصى الأبناء بآبائهم وأمهاتهم ، وحذَّرهم من العقوق .

وأما مخالفة الشرع : فإن الضرب وعدم الحنان تجاه الأطفال يدل على نزع الرحمة من قلوب من يفعل ذلك ، وهو موجب لحرمانه من رحمة الله تعالى .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً فقال الأقرع

: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحداً ! فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَم ) .

رواه البخاري ( 5651 ) ومسلم ( 2318 ) .

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَان ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ) رواه البخاري ( 5652 ) .

وقد بلغت الرحمة من نبينا صلى الله عليه بالأطفال أن خفَّف الصلاة من أجل بكائهم رحمةً بهم وبأمهم .

عن أَنَس بْن مَالِكٍ حَدَّثَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنِّي لأَدْخُلُ فِي الصَّلاةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا ، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ ) . رواه البخاري ( 677 ) ومسلم ( 470 ) .

وجد : حزن .

4. واعلم أنك مفرِّط في تربية طفلك بفعلك هذا ، وأنك قد ترى مساوءه في الدنيا قبل الآخرة ،

إذ كيف لهذه المعاملة أن تثمر تربية صالحة وولداً سليماً بارّاً ؟!

5. واعلم أن بكاء الطفل لا يكون من فراغ ، بل لكل بكاء سبب ، فالواجب عليك أن تأخذك الرحمة تجاه هذا البكاء لتعلم سببه ، كأن يكون من مرضٍ أو من جوع

لا أن تبادر لضربه وقرصه والقسوة عليه ، فتضيف لبكائه سبباً آخر وهو البكاء من الألم !

يقول أحد المختصين في الطب النفسي : " ويرى علماء النفس أن البكاء شأنه شأن سلوكيات أخرى تستخدم للتنفيس الانفعالي أو تفريغ الشحنة الانفعالية الكامنة في الشخصية فالبكاء

والصياح والصوت الحاد المرتفع وتخريب الألعاب أو الممتلكات والتململ كلها وسائل تعبيرية عن حالة انفعالية مرتبطة بالغضب أو الحزن، ولما كان الإحباط الذي يتعرض له الطفل

يولد شحنة نفسية عدوانية فإن البكاء يعد بمثابة التعبير عن هذه الشحنة والتخلص منها، وكف البكاء أو عدم البكاء قد يكون مؤشراً لكبت هذه الشحنة الانفعالية في النفس

وقد تنتقل إلى اللاشعور حيث ينساها الطفل لكنها لا تختفي تماما وتبقى لتعبر عن نفسها في الكبر بأساليب رمزية أو مرضية كالقلق والعدوان المدمر الظاهر كلما أتيحت الفرصة للطفل " .

6. واعلم – أخيراً – أن هزَّ الطفل قد يسبِّب إعاقات عقلية أو جسديَّة فكيف سيكون الأمر لو أنه تعرَّض للضرب ؟

" فقد حذر باحثون أمريكيون مختصون من أن هزّ الأطفال قد يؤدي إلى وفاتهم أو إصابتهم بإعاقات عقلية شديدة ، وأوضح الباحثون أن تلف الدماغ الذي يميز الحالة التي تعرف طبيّاً بمتلازم هزّ الطفل

يحدث عندما يتم هزّ الأطفال بعنف , وقد يسبب وفاتهم أو إصابتهم باعتلالات عصبية وعاهات عقلية : كالتخلف العقلي والشلل الدماغي والعمى ونوبات تشنجية شديدة وعسر القراءة واضطراب الانتباه وغيرها من الإعاقات التعليمية .

وقالت إحدى المختصات : إن بكاء الأطفال مزعج وموتر ولكنها طريقتهم في التعبير عن حاجاتهم ، لذلك ينبغي أولا معرفة أسباب بكائهم والسعي لحلها بدلا من هزهم

منوهة إلى أن الأولاد أكثر عرضة للإصابة من البنات حيث يكون 57 % من الضحايا من الذكور.

وأشار الباحثون إلى أن هزّ الطفل بعنف عند بكائه أو رميه في الهواء وإمساكه أو هزه على الركبة بعنف أو الهرولة به كلها عوامل قد تؤدي إلى تلف دماغه نتيجة اندفاعه حول الجمجمة فيسبب تفجر الأوعية الدموية التي تغذيه ويحدث نزيف في المخ

ونوه الخبراء إلى أن الأطفال الرضع والحديثي الولادة يعتبرون أكثر الأطفال عرضة للإعاقات الناتجة عن الهز مقارنة بالأطفال الأكبر سنّاً " .

والخلاصة :

عليك بتقوى الله تعالى ، وأن لا تخالف الفطرة ، ولا تخالف شرع الله تعالى ، وأن تكون حنوناً على طفلك الجميل ، وأن لا تتسبب في خسارته أو إعاقته فتعيش عمرك كله بتلك الخطيئة

وانظر في حال النبي صلى الله عليه وأصحابه ليكونوا لك قدوة صالحة .

واحرص على الدعاء والرقية لك ولبيتك ولولدك خشية أن تكونوا مصابين بعينٍ أو سحر ، والرقية نافعة بكل حال .

راجين لك التوفيق والعفو والعافية ، ولطفلك السلامة من الشر ، ونسأله تعالى أن يعينك على تربيته تربية صالحة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-15, 18:31   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

كيف يخبر الصغير عن معنى الشيعة

السؤال

لي ابن أخت ويبلغ من العمر 8 سنوات وفاجأني مرة إذ سألني قائلاًًًَ من هم الشيعة ؟

لم أدر ما أقول له إلا أني قلت له ستعرف بعد أن تكبر! ولكنه لم يرض بهذه الإجابة , وبعد أن قال له ابن أخي الصغير-عمره 10 سنوات- أنا سنة ، بادله قائلا : وأنا شيعة . فما هي الإجابة التي تتماشى مع سنه ويقتنع بها ؟ .


الجواب

الحمد لله


إذا سأل الطفل عن الشيعة قيل له هؤلاء أناس غير جيدين ، يعملون المعاصي والمخالفات ، ويسبون أصحاب نبيّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وزوجاته

الذين هم أفضل الناس بعد الأنبياء ونحن لا نحبهم لأجل ذلك ، ولو فرض أنه رآهم في التلفاز يتمسحون بالقبور أو يحتفلون بعاشوراء ، قيل له : هذا الذي يعملونه لا يجوز

ونحن لا نعبد إلا الله تعالى ، ولا نسجد لقبر ولا لغيره من المخلوقات ، ولا نضرب أنفسنا ولا أبناءنا ، وهكذا يفهم الطفل أن هؤلاء القوم غير مرضيين

بل مخطئون منحرفون ، وعلى قدر انتباه الطفل وإدراكه تكون المعلومة الموجهة له .

ولتصحيح ما جرى ، يقال له : نحن سنّة ، أي نتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا نبتدع في ديننا ، ولا نفعل كما يفعل هؤلاء ، ولو أمكن أن يشاهد الطفل شيئا من مخالفات الشيعة

ليقترن التحذير منهم بالصورة الموضحة، كان حسنا، وبإمكانك الوقوف على شيء من ذلك من خلال المواقع الموثوقة التي تحذّر من الشيعة وتبيّن ضلالهم .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-16, 11:31   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



التعامل مع خوف الطفل

السؤال

لدي طفل يخاف من كل شيء حتى من ظله ولا أعرف هل طريقة تربيتي خاطئة وكيف أعلمه الشجاعة ؟.


الجواب


الحمد لله

يرى المختصون بعلم نفس الأطفال أن الطفل في السنة الأولى قد يبدي علامات الخوف عند حدوث ضجة مفاجئة ، أو سقوط شيء بشكل مفاجئ

أو ما شابه ذلك ، ويخاف الطفل من الأشخاص الغرباء اعتباراً من الشهر السادس تقريباً ، وأما الطفل في سنته الثالثة فإنه يخاف أشياء كثيرة مثل الحيوانات ، والسيارات ، والمنحدرات ، والمياه ، وما شابه هذا .

وبوجه عام فإن الإناث إظهاراً للخوف من الذكور ، كما تختلف شدته تبعاً لشدة تخيل الطفل ، فكلما كان أكثر تخيلاً كان أكثر تخوفاً .

ولازدياد الخوف لدى الطفل عوامل وأسباب ، منها :

- تخويف الأم للطفل بالأشباح ، أو الغول ، أو العسكري ، أو الظلام ، أو العفريت ، أو المخلوقات الغريبة ... الخ .

- دلال الوالدين المفرط ، وقلقهما الزائد ، وتحسسهما الشديد .

- تربية الطفل على العزلة ، والإنطوائية ، والاحتماء بجدران المنزل .

- سرد القصص الخيالية التي تتصل بالجن ، والعفاريت .. إلى غير ذلك من الأسباب .

- وقد يبدي الطفل استعداداً قوياً لالتقاط مخاوف والديه عن طريق العلم بالمشاهدة ، وهذه المخاوف التي تكتسب عن هذا الطريق تمتاز بطول بقائها ، لذا كان للقدوة الحسنة دور كبير في تربية الطفل على عدم الخوف

والقدوة المطلوبة هنا هي القدوة الشجاعة في كل المواقف على اختلافها ، وعدم الخوف من الحيوانات التي لا تضر ، ومن الأفراد – وإن علت مكانتهم – في الحق بالطبع ، وعدم الخوف عموماً بدون داع .

ولعلاج ظاهرة الخوف عند الطفل كان على الوالدين مراعاة عدة أمور منها :

- تنشئته منذ نعومة أظفاره على الإيمان بالله ، وعبادته ، واللجوء إليه في كل ما ينوب ويروع .

- إعطاؤه حرية التصرف ، وتحمل المسؤولية ، وممارسة الأمور على قدر نموها .

- عدم تخويفه ولا سيما عند البكاء بالغول والضبع والحرامي والجني والعفريت .. إلى غير ذلك ، وذلك يدخل في عموم الخيرية : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) أخرجه مسلم رقم 2664

- تمكينه منذ أن يعقل من الخلطة العملية مع الآخرين ، وإتاحة المجال له للالتقاء بهم والتعرف عليهم ليشعر من قرارة نفسه ووجدانه أنه محل عطف ومحبة واحترام مع كل من يجتمع به ، ويتعرف عليه .

ومما ينصح به علماء النفس والتربية : أن تتاح الفرصة للطفل للتعرف على الشيء الذي يخيفه ، فإذا كان يخاف الظلام فلا بأس بأن يُداعب بإطفاء النور ثم إشعاله

وإن كان يخاف الماء فلا بأس بأن يسمح له بأن يلعب بقليل من الماء في إناء صغير ... وهكذا .

- تلقينه مواقف السلف البطولية ، وتأديبه على التخلق بأخلاق الصحابيات ، ليتطبع على الشجاعة ، والبطولة .

أما إذا كان الخوف عند الطفلة قلقاً ، فسببه يرجع إلى مجموعة من عوامل متداخلة ، عالجتها السنة النبوية بشيء من الروية ، ومن هذه العوامل :

- تكليف الطفل ما لا يستطيع أداءه ، في حين يقول صلى الله عليه وسلم : ( من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا ) أخرجه أبو داود رقم 4943 ، والترمذي رقم 1921 وفي صحيح الجامع للألباني 5444

- عدم إشباع حاجته للنجاح ، في حين ورد عن علي رضي الله عنه أنه قال : ( ما سمعت رسول الله يفدي أحداً غير سعد ، سمعته يقول : ( ارم فداك أبي وأمي ) أظنه يوم أحد ) أخرجه البخاري رقم 6184 ، ومسلم رقم 2411 .

وفي ذلك توجيه للآباء إلى تشجيع أولادهم على أي مستوى أداء يحققونه تحفيزاً لهم على مزيد من الاهتمام .

- الإسراف في العقاب البدني ، والقسوة في المعاملة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من يُحرم الرفق يُحرم الخير كله ) أخرجه مسلم ، رقم 2292 .

- الظروف المعيشية الصعبة التي تدفع الوالدين لصبِّ غضبهم على أولادهم . كعدم التوافق بين الزوجين ، أو عمل الأم ، أو عدم الرضا عن العمل في حين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

( ليس الشديد بالصُّرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) أخرجه البخاري برقم 6116 .

ونشير ختاماً أنه ليس معنى هذا ألا يخاف الطفل مطلقاً ، فالخوف لا بد منه في بعض الأمور ، لأنه يحفظ بقاء الطفل ، فعليه أن يخاف من الله ، وإيذاء الناس ، وارتكاب الجرائم ... الخ

وليكن خوفاً طبيعياً سوياً لا مبالغة فيه ولا تهاون .

من كتاب تنشئة الفتاة المسلمة ص 159 تأليف حنان عطية الطوري الجهني .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-16, 11:37   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يسافر كثيرا ويخشى على أولاده من الانحراف

السؤال


أنا كثير السفر ، أسافر بعيداً عن أولادي سنة أو سنتين ثم أعود لأجلس معه شهرا واحدا ، ثم أسافر مرة أخرى وهكذا . كل هذا من أجل اكتساب المال ، وتوفيره لأولادي

. وقد لاحظت في السنوات الأخيرة أن أخلاقهم بدأت تسوء ، وأخاف عليهم من الانحراف .

فماذا أفعل ؟

هل أبقى مسافراً لأجمع المال من أجلهم ، أو أقطع السفر وأرجع إليهم ؟.


الجواب


الحمد لله

لتعلم يا أخي أن كل أب قد حمله الله تعالى أمانة في عنقه ومسؤولية سيسأل عنها يوم القيامة .

قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ،

وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ) رواه البخاري (2409) ومسلم (1829) .

وأولى ما يجب على الأب الاهتمام به نحو أولاده هو الدين والخلق ، فبذلك تكون نجاتهم في الدنيا والآخرة .

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم /6 .

قال علي ابن أبي طالب : أي : علموهم وأدبوهم .

فقبل مسؤولية المال والنفقة هناك ما هو أعظم من ذلك وهو الحرص على نجاتهم في الآخرة من عذاب الله .

وهناك نماذج مشرفة لرجال حفظوا الأمانة وقاموا بما أوجب الله عليهم تجاه زوجاتهم وأولادهم

فهذا رجل في الثلث الأخير من الليل يوقظ أهله للصلاة ، وفي الفجر يوقظ أبناءه ويأخذهم للمسجد ويجلس معهم يذكرون الله ويقرأون القرآن حتى شروق الشمس .

وآخر اعتاد أن يصحب أبناءه معه للمسجد لتأدية الفروض الخمسة ، وحينما ينتهي من صلاة العصر يبقى معهم بالمسجد يتدارس وإياهم القرآن تعلماً وحفظاً وتجويداً ، وتفسيراً ثم يعودون سوياً للبيت .

وهناك - للأسف - الكثير من الآباء لا يقوم بما أمر الله عليه من مراعاة أهله في أمور دينهم ، ويكون كل همه مراعاتهم في أمور الدنيا !!

فمن الآباء من إذا مرض ولده وارتفعت درجة حرارته ارتفاعاً يسيراً هَبَّ مذعوراً ولم يقر له قرار ، يهيم على وجه بحثاً عن الطبيب والدواء . وهذا حسنٌ وجيد

ورحمة بالأولاد . ولكن العجب أنه لا يبالي ما ارتكب ولده من المحرمات ، ولا الكبائر الموبقات .

وكم حرارة جهنم ؟

فكيف خاف عليه من ارتفاع يسير في درجة حرارته ، ولا يخاف عليه من نار جهنم !!

ومن الآباء من إذا تأخر ولده في دراسته أو تخلف عن اللحاق بزملائه طار عقل الأب وذهب نومه وأتاه الأرق فلا يهدأ له بال ، ولا يقر له قرار ، حتى يأتي بمدرس ليدفع بابنه قدما نحو النجاح .

أما إذا تهاون الأولاد في صلاتهم ، أو تركوها ، أو أتوا محرماً ، وركبوا الكبائر ، فلا لوم عليهم إذن.

ومن الآباء من يغضب غضباً عارما إذا انتقص ابنه حقاً من حقوقه ، أو تهاون في أمر من أوامره .

ولا يبالي إذا انتقص الولد حقا من حقوق الله تعالى ، أو ضيع أمراً من أوامره .

فالأب الذي يهمل أولاده ولا يقودهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا ينشئهم على عقائد الإيمان وسلوكيات الإسلام لا شك في انحرافهم

وخروجهم للمجتمع بشخصيات ضعيفة منتقمة منحرفة شاذة . وأول من سيصيبه فسادهم وانحرافهم هو ذلك الأب وتلك الأم اللذين قصرا في تربية أولادهم .

ولذلك النصيحة لك –أخي السائل- إن رأيت أن سفرك وبعدك عن الأولاد سيكون سببا في ضعف تربيتهم أو في انحرافهم ، فعليك الرجوع إليهم ، والسعي في تربيتهم التربية الحسنة .

وماذا تستفيد أنت ؟ أو ماذا يستفيد الأولاد إن جمعت لهم الأموال ، ولكنهم خرجوا للمجتمع منحرفين؟

ولو قَلَّبت نظرك يميناً وشمالاً لرأيت أمثلة لرجال سافروا عن أولادهم وذاقوا مرارة الغربة والوحدة من أجل جمع المال لأولادهم

ثم رجعوا معهم المال ، ولكنهم خسروا ما هو أهم من المال ، خسروا أولادهم ، فقد انحرف الأولاد نتيجة لغياب الأب ، وضعف رقابة الأم .

وتنَكَّر الأولاد لما فعل الآباء من أجلهم ، فاستولوا على الأموال التي معهم ، وصاروا يسبونهم ويسيئون معاملتهم ، بل ويضربونهم أحياناً ، فندم الآباء على سفرهم وبُعدهم عن أولادهم أشدَّ الندم .

ولكن . . ماذا ينفع الندم بعد فوات الأوان ؟!

وَسُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

عَنْ سَفَرِ صَاحِبِ الْعِيَالِ . فَأَجَابَ :

"أَمَّا سَفَرُ صَاحِبِ الْعِيَالِ فَإِنْ كَانَ السَّفَرُ يَضُرُّ بِعِيَالِهِ لَمْ يُسَافِرْ ; فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( كَفَى بِالْمَرْءِ إثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ ) حسنه الألباني في صحيح أبي داود (1692) .

وَسَوَاءٌ كَانَ تَضَرُّرُهُمْ لِقِلَّةِ النَّفَقَةِ أَوْ لِضَعْفِهِمْ ، وَسَفَرُ مِثْلِ هَذَا حَرَامٌ . وَإِنْ كَانُوا لا يَتَضَرَّرُونَ بَلْ يَتَأَلَّمُونَ وَتَنْقُصُ أَحْوَالُهُمْ ؛ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي السَّفَرِ فَائِدَةٌ جَسِيمَةٌ تَرْبُو (أي تزيد)

عَلَى ثَوَابِ مُقَامِهِ عِنْدَهُمْ كَعَلَمٍ يَخَافُ فَوْتَهُ وَشَيْخٍ يَتَعَيَّنُ الاجْتِمَاعُ بِهِ ; وَإِلا فَمُقَامُهُ عِنْدَهُمْ أَفْضَلُ . وَأَمَّا إنْ كَانَ كَسَفَرِ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ إنَّمَا يُسَافِرُ قَلَقًا وَتَزْجِيَةً لِلْوَقْتِ (أي استنفاذاً للوقت)

فَهَذَا مُقَامُهُ يَعْبُدُ اللَّهَ فِي بَيْتِهِ خَيْرٌ لَهُ بِكُلِّ حَالٍ ، وَيَحْتَاجُ صَاحِبُ هَذِهِ الْحَالِ أَنْ يَسْتَشِيرَ فِي خَاصَّةِ نَفْسِهِ رَجُلا عَالِمًا بِحَالِهِ وَبِمَا يُصْلِحُهُ مَأْمُونًا عَلَى ذَلِكَ ;

فَإِنَّ أَحْوَالَ النَّاسِ تَخْتَلِفُ فِي مِثْلِ هَذَا اخْتِلَافًا مُتَبَايِنًا . وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ" اهـ

باختصار يسير من "مجموع الفتاوى" (28/28) .

نسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك ، ويوفقك لما فيه الخير لك ولأولادك .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc