يُحْكَى أَنَّ فَلاَّحَاً كان يَمْلِكُ حِمَارَيْن :
قَرَّرَ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى أَحَدِهِمَا مِلْحَاً وَعَلَى الآخَرِ إِسْفِنْجَاً
فَانْطَلَقَ الْحِمَارَانِ بِحُمُولَتِهِمَا ...
وَفِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ شَعَرَ الْحِمَارُ حَامِلُ الْمِلْحِ بِالتَّعَب ؛
وَالإِرْهَاقِ وَالْعَرَق ؛ حَيْثُ أَنَّ كِمِّيَّةَ الْمِلْحِ كَانَتْ ثَقِيلَة !!!
وَبَيْنَمَا هُوَ يَسِير : إِذْ مَرَّ بِغَدِير : [أَيْ بِرْكَة] ؛
فَقَرَّرَ الْحِمَارُ حَامِلُ الْمِلْحِ أَنْ يَنغَمِسَ فِيهِ لِيُرَطِّبَ عَنْ نَفْسِهِ ؛
فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبِرْكَةِ شَعَرَ كَأَنَّهُ بُعِثَ مِنْ جَدِيد ؛
حَيْثُ قَدْ ذَابَ الْمِلْحُ فِي الْمَاء !!!
وَخَرَجَ مِنَ الْغَدِيرِ نَشِيطَاً وَكَأَنْ لَمْ يَمْسَسْهُ تَعَبٌ وَلاَ نَصَب وَلاَ إِرْهَاق !!!
فَلَمَّا رَأَى الْحِمَارُ حَامِلُ الإِسْفِنْجِ مَا حَلَّ عَلَى صَاحِبِهِ مِنَ النَّشَاطِ وَالسُّرُورِ حَسَدَهُ ؛
فَقَرَّرَ أَنْ يَصْنَعَ مِثْلَهُ فَقَفَزَ فِي الْغَدِيرِ لِيَحْصُلَ لَهَ مَا حَصَلَ لِصَاحِبِهِ مِنَ الرَّاحَةِ وَالسُّرُور !!!
فَشَرِبَ الإِسْفِنْجُ الْمَاءَ فَثَقُلَ حِمْلُهُ كَثِيرَاً فَلَمْ يَسْتَطِعْ حِمَارُ السَّوْءِ الْخُرُوجَ مِنَ الْغَدِير !!!
الدَّرْسُ الْمُسْتَفَادُ مِنَ الْقِصَّة :
مَا يُفِيدُ غَيْرَكَ قَدْ لاَ يُفِيدُك بَلْ قَدْ يَضُرُّك ؛ فَعَلَيْكَ بِالتَّفْكِير : قَبْلَ أَنْ تُقَلِّدَ الْغير