في مرة من المرات إستقليت حافلة لم أكن أعلم وجهتها أو أين ستتوقف ..إستقليتها و كنت أعلم بصعوبة الطريق التي ستسلكها وجدت فيها اناسا كثيرين مختلفي المضاهر ..وجدت اطفالا صغارا كما وجدت شيوخا طاعني في السن ..لم أجد مكانا للجلوس فبقيت واقفا متشبثا بأحد أعمدة تلك الحافلة خائفا على نفسي ان أسقط في احدى منعرجات الطريق .. و في كل منعرج كنت أدعوا الله ان يعطيني القوة لأبقى متشبثا إلى حين.. كانت تلك الحافلة تارة تسير بسرعة البرق و تارة اخرى تبطـئ ..... بعد مرور فترة من الزمن تعبت من التشبث فقررت مخااطبة سائق الحافلة بأن يتوقف لي في إحدى المحطات لكي أنزل..!!..لكنه لم يتوقف بل زاد من سرعته ..فخاطبني شاب في تلك الحافلة قائلا لا تخف فعندما تحين محطة نزولك ستتوقف لك الحافلة طوعا !!.. و عرض علي ان اشاركه مقعده.. لم أستطع ان ارفض طلبه لأنني كنت متعبا جدا بالرغم من أنه لم يمر علي وقت كثير على ركوبي للحافلة فعرفت صعوبة إستقلالها منذ تلك اللحضة ..المهم جلست مع ذلك الشاب الذي قال لي أنه يدعى ناصر ..سألته كم مضى عليك من الوقت في هاذه الحافلة ..تنهد ..طأطأ رأسه.. سكت برهة ثم قال ..صعدت في المحطة التي قبل محطتك التي صعدت فيها ..فسألته مرة أخرى كيف وجدت طريق الحافلة بين المحطتين ؟؟ قال لي ..اتعرف شيئا ..إذا استقليت الحافلة و انت جالس فإنك لن تشعر بتعب الطريق كما و انت واقف ..فعندما كنت واقفا مثلك متشبثا تعلمت أشياءا كثيرة ..تعلمت الصبر في المحن ..سقطت مرات و لكني نهضت مجددا ..ساعدت أشخاصا كانوا على و شك النزول في محطة غير محطتهم مثلك انت ..وجدت اماكن مختلفة في تلك الحافلة و كل مكان أذهب اليه أتعرف على أناس جدد منهم الطيب و منهم السيئ ..أريت ذلك الشيخ الذي يجلس بجوار النافذة وحيدا قلت نعم..قال كان بجانبه شخص يضحك و يمرحه معه بالأمس ..و اليوم نزل ذلك الشخص الذي كان معه في إحدى محطات الحافلة ولم يترك في مكانه سوى الذكريات و الآن انا هنا معك في آخر مكان لي في الحافلة لأني تعبت من مشقة الطريق التي تسلكها ..سأنزل في المحطة الموالية التي تتوقف فيها الحافلة و سأترك لك مقعدي عسى أن تكون الطريق التي ستسلكها الحافلة بعد نزولي غير متعبة لك!!! ..بعد مدة تكلم سائق الحافلة مخاطبا قائلا ..لقد إقتربنا من المحطة الموالية فاليتحضر المسافرين الذين حان دورهم للنزول.. توقفت الحافلة في محطة من محطات الطريق تدافع الناس الذين حانت لحضة نزولهم..و كأنهم ملوا من ركوب تلك الحافلة . أردت ان أودع صديقي ناصر لكنه نزل دون أن افعل ذلك فتمنيت له التوفيق ..على أمل اللقاء به في إحدى محطات النزول الاخرى حين يحين دوري .!!!
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-10-26, 23:01
رحلة الحياة ...
العرض العادي
