" عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَا قَلْبُ قَلْبَا
أَتَجْعَلُ مَنْ هَوَيْتَ عَلَيْكَ رَبَّا
تَحِنُّ صَبَابَةً فِي كُلِّ يَوْمٍ
إِلَى حُبِّي، وَقَدْ كَرِبْتُكَ كَرْبَا
وَتَهْتَجِرِ النِّسَاءَ إِلَى سِوَاهَا
كَأَنَّكَ ضَامِنٌ مِنْهَا نَحْبَا
أَمِنْ رَيْحَانَةٍ حَسُنَتْ وَطَابَتْ
تَبِيتُ مُرَوَّعاً، وَتَظَلُّ صَبَّا
كَأَنَّكَ لاَ تَرَى حَسَناً سِوَاهَا
وَلاَ تَلْقَى لَهَا فٍي النَّكْسِ ضَرْبَا
بَكَيْتَ مِنَ الْهَوَى، وَهَوَاكَ طِفْلٌ
فَوَيْلَكَ ثُمَّ وَيْلَكَ حِينَ شَبَّا
إِذَا أَصْبَحْتَ صَبَّحَكَ التَّصَابِي
وَأَطْرَابٌ تُصَبُّ عَلَيْكَ صَبَّا
وَتُمْسِي وَالْمَسَاءُ عَلَيْكَ مُرٌّ
يُقَلِّبُكَ الْهَوَى جَنْباً فَجَنْبَا
أَظُنُّكَ مِنْ حَذَارِ الْبَيْنِ يَوْماً
بِدَاءِ الْحُبِّ سَوْفَ تَمُوتُ رُعْبَا
أَتُظْهِرُ رَهْبَةً وَتُسِرُّ رَغْباً
لَقَدْ عَذَّبْتَنِي رَغْباً وَرَهْبَا
فَمَالَكَ فِي مَوَدَّتِهَا نَصِيبٌ
سِوَى عُدَّةٌ، فَخُذْ بِيَدَيْكَ تُرْبَا
إِذَا وُدٌّ جَفَا، وَأَرَبَّ وِدٌّ
فَجَانِبْ مَنْ جَفَاكَ لِمَنْ أَرَبَّا
لَقَدْ خَبَّتْ عَلَيْكَ وَأَنْتَ سَاهٍ
فَكُنْ خَبّاً إِذَا لاَقَيْتَ خَبَّا
أَلاَ يَا قَلْبُ هَلْ لَكَ فِي التَّعَزِي؟
لَقَدْ عَذَّبْتَنِي وَلَقِيتُ حَسْبَا ".