مصادر غربيّة وإسرائيليّة: روسيا رفضت اشتراط استئناف المفاوضات بين الدولة العبريّة

[المعزلدين الله]

مصادر غربيّة وإسرائيليّة: روسيا رفضت اشتراط استئناف المفاوضات بين الدولة العبريّة
زهير أندراوس:
2011-07-13




الناصرة ـ 'القدس العربي' على الرغم من أنّ الغموض ما زال يكتنف تفاصيل اجتماع الرباعيّة في واشنطن هذا الأسبوع، وعدم التوصل إلى صيغة بيان ختاميّ، كشفت أمس الأربعاء، صحيفة 'هآرتس' العبرية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسيين غربيين، قالت إنّهم مطلعون على تفاصيل اجتماع الرباعية الدولية في واشنطن، إنّ وزراء خارجية الرباعية لم يتمكنوا من التوصل إلى اتفاق بشأن المطلب الإسرائيليّ من الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة العبريّة كدولة يهوديّة، مشيرةً في الوقت ذاته، إلى أنّه كانت هناك محاولة عرض حدود 67 مع تبادل أراض مقابل الاعتراف بيهودية إسرائيل، الأمر الذي منع صدور بيان مشترك، بحسب المسؤولين الإسرائيليين والغربيين.
بالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة العبريّة في عنوانها الرئيسي عن دبلوماسي غربي قوله إن الخلافات بشأن تعريف إسرائيل كدولة يهودية أدت إلى فشل الاجتماع، وتابع قائلاً إنّ الهدف كان إعطاء كل طرف شيئا مهما بالنسبة له، حيث كان يفترض أن يحصل الفلسطينيون على حدود 67 مع تبادل أراض، في حين تحصل إسرائيل على الاعتراف بكونها وطن الشعب اليهودي، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.
علاوة على ذلك، نقلت 'هآرتس' عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عرض مواقف مؤيدة للفلسطينيين بشكل مطلق، ورفض التطرق في البيان الختامي، الذي كان يفترض أن يصدر، إلى قضية الدولة اليهودية. وبحسب المصدر نفسه فإنّ المشاورات التي أجراها الروس والأوروبيون مع الفلسطينيين، عارض الفلسطينيون بيان الرباعيّة.
بموازاة ذلك، قالت الصحيفة العبريّة إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو أكد أمام الإدارة الأمريكية أن الإمكانية الوحيدة لقبول إسرائيل صياغة تتضمن حدود 67 هو حصولها في المقابل على اعتراف بكونها دولة يهودية. وقال مسؤول إسرائيلي إنّ الدولة العبريّة سعت إلى الرد بالإيجاب على كل بيان يصدر عن الرباعية، ويتضمن تحفظاتها بشأن حدود 67، والتعبير عن جاهزيتها للعودة إلى المفاوضات فورا، ولكن بشرط أن يتضمن البيان أيضا الدولة اليهودية.
يذكر أن ممثلي الرباعية، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ونظيرها الروسي سيرغي لافروف، وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، والمبعوث الخاص للرباعية طوني بلير، قد اجتمعوا، يوم أمس الأول في وزارة الخارجية الأمريكية لإيجاد صيغة تعيد إٍسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات وتدفع باتجاه التخلي عن المسعى الفلسطيني للتوجه إلى الأمم المتحدة في أيلول، ولكن لم يتم تحقيق أي نجاح. وكانت قد قالت مصادر إسرائيلية مطلعة، مساء الثلاثاء، إن السلطة الفلسطينية أفشلت صدور إعلان اللجنة الرباعية الدولية بسبب تمسكها بمواقفها الرافضة للاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي وشطب إمكانية التوجه للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية ورفضها إعلان نهاية الصراع في حال التوصل لتسوية.
في نفس السياق، نقل موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت الأربعاء عن المصادر السياسية في تل أبيب قولها إنّ السلطة الفلسطينية رفضت بند التخلي عن التوجه إلى الأمم المتحدة في بيان الرباعية الذي لم يصدر، كما رفضت بنداً يدعوها لإجراء إصلاحات في جهاز التربية ووقف التحريض ضد إسرائيل، على حد قول المصادر عينها.
على صلة بما سلف، كشفت القناة الثانيّة في التلفزيون الإسرائيليّ، مساء أمس، النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، سمح لألفي عامل من رومانيا وبلغاريا، بالقدوم للعمل في الدولة العبريّة، وذلك خلال زيارته مطلع الأسبوع الحالي إلى هاتين الدولتين، وقال المراسل السياسيّ للتلفزيون، أودي سيغال، إنّ ما أسماها بالصفقة البلقانيّة، تسمح لدخول ألفي عامل بناء من رومانيا وبلغاريا، وبالمقابل، تعهد رئيسا وزراء الدولتين بالتصويت ضدّ الإعلان عن الدولة الفلسطينيّة في حدود ما قبل عدوان 1967، والذي من المزمع عرضه في أيلول (سبتمبر) القادم، وزاد المراسل أنّ استجلاب العمّال الأجانب مُنع في الدولة العبريّة، ولكنّ الناطق بلسان نتنياهو أكد صحة النبأ، لافتًا إلى أنّ رئيس الوزراء يعمل كل ما في وسعه من أجل مصلحة إسرائيل، على حد تعبيره.
من ناحية أخرى قال السفير الفلسطينيّ في الأمم المتحدة، رياض منصور، في حديث أدلى به لصحيفة 'هآرتس' العبريّة إنّ الأيام القادمة تحمل بشائر حسنة جدًا للفلسطينيين، مؤكدًا على أنّ العديد من الدول الأوروبيّة ستعترف بالدولة الفلسطينيّة قبل عرض القضية على مجلس الأمن والجمعية العموميّة، ومن بين هذه الدول السويد، ايرلندا وحتى أسبانيا.
وفي معرض ردّه على سؤال قال السفير منصور إنّه لا يستبعد البتة أن تندلع في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة انتفاضة سلميّة، على شاكلة الثورة المصريّة، بعد إعلان الاستقلال في الأمم المتحدّة، وشدد السفير الفلسطينيّ على أنّ الشعب لن يتحول من المقاومة السلميّة إلى المقاومة المسلحة، لأنّه بعد الإعلان سيشعر بأنّ الدولة هي ليست ملكًا للرئيس محمود عبّاس، بل له أيضا، مشيرا إلى أنّ الشعب المصري، وخلال 18 يوما، تمكن من الإطاحة بأكبر حليف لأمريكا، بالطرق السلميّة، وهذا ما سيفعله الشعب الفلسطينيّ من أجل الاستقلال. وقال السفير منصور أيضًا للصحيفة العبريّة إنّ التوجه الفلسطينيّ للأمم المتحدّة هدفه إنقاذ الحل القائم على إقامة دولتين لشعبين، ومنع إقامة دولة واحدة، مشددا على أنّ قرار الأمم المتحدّة هو المحاولة الأخيرة لمنع دفن مبدأ الدولتين للشعبين، على حد تعبيره.
وقال المراسل الإسرائيليّ، باراك رافيد، الذي أجرى اللقاء مع السفير في العاصمة الهنغاريّة، بودابست، إنّ منصور لم يعط إجابة واضحة حول موعد توجه السلطة الفلسطينيّة إلى الأمم المتحدّة، وقال عندما نكون جاهزين سنُقدم الطلب للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل قدّمت طلبًا للأمم المتحدّة للاعتراف بها قبل أسبوع من انعقاد الجلسة، وتمكنت من إقناع الدول بعدم أهميّة الموعد، مقابل الإعلان عن الدولة، على حد قوله.