النهضة الأوروبية :
أوضاع أوروبا قبل النهضة:
كانت أوضا أوروبا قبل النهضة جد متدهورة ويمكن تلخيصها كما يلي:
- انتشار الجهل والأمية والأمراض والأوبئة والخرافات والبدع
- سيطرة الإقطاعيون والملاك المستبدون على المجتمع
- السيطرة المطلقة للكنيسة وانحرافها عن سيطرتها حيث" كانت تمتلك"
- انتشار الحروب الاقطاعية وتدهور الأوضاع في جميع الميادين
مفهوم اتلنهضة الأوروبية: هي تلك الحركة التي قامت في أوروبا بإحياء مختلف العلوم بهدف تغيير أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية و السياسية
العوامل المساعدة على قيام النهضة:
- اتصال واحتكاك العرب والمسلمين بالأوروبيين في كل من الأندلس وصقلية وجنوب ايطاليا وكذلك المشرق والمغرب العربي
- الاختراعات الحديثة حيث استطاع الأوروبيون الاستفادة من عدة اختراعات مثل : صناعة الورق , الطباعة ,النسيج والبرود ...
- انتعاش التجارة وازدهار المدن التجارية خاصة على السواحل الاسبانية والإيطالية التي لعب فيها العرب دورا كبيرا في تنشيط الحياة الاقتصادية الأوروبية
- استعمال اللغات الوطنية كالفرنسية والانجليزية والألمانية والإسبانية
- سقوط القسطنطنية سنة 1953 على يد العثمانيين التي كانت عاصمة الرومان "بيزنطة".حيث هاجر علماء القسطنطنية إلى أوروبا من أجل التعاون مع طلاب الأندلس وصقلية وترجمت العلوم العربية إلى اللغات اللاتنية
نتائج النهضة:
- زوال النظام الإقطاعي هو تحرر للفلاح الأوروبي
- ظهور دول قوية متحدة "فرنسا , بريطانيا, اسبانيا"
- زيادة الإنتاج
- ظهور اللغات الحديثة الفرنسية والألمانية وبروز شخصية الفرد.يعتبر عصر النهضة سببا في رفع تطوير الإختراعات الأوروبية مما أدى إلى ظهور عبقريات شخصية بجميع الميادين خاصة في ميدان الفن حيث اشتهر الكثير من الفنانين مثل: ليوناردو ... إزدهرت الحياة الإقتصادية مما أدى إلى ظهور مؤسسات مالية وشركات ومصانع.
الكشوفات الجغرافية:
يقصد بالاكتشافات الجغرافية الحديثة تلك الرحلات الكبرى التي قام بها الأوروبيون خلال القرن الخامس عشر , والتي أدت إلى اكتشاف رأس الرجاء الصالح سنة 1487 م والقارة الأمريكية سنة 1492 م والطريق المؤدية إلى الهند من حول القارة الإفريقية, إذ أن العالم المعروف في أواخر القرن الخامس عشر يقتصر على أوروبا ومعظم أسيا و افريقيا, أما أمريكا واستراليا فلم تكونا معروفتين 1. ولم يكن الأوروبيون يجرءون على التفكير في خوض مياه المحيطات بسسب الخرافات التي راجت في العصور الوسطى , والتي مفادها أن مياه البحر الواسعة في غليان دائم عند خط الاستواء, وأن فوهة الجحيم موجودة وسط المحيط الأطلسي . إلا أن احتكاك الأوروبيين بالعرب وتعرفهم على الإبرة المغناطيسية(البوصلة) والاسطرلاب وكتب الجغرافيين اليونان التي ترجمة إلى العربية والتي تأكد كروية الأرض يأدلة ثابتة , كل ذلك شجع بعض البحار المغامرين على التوغل في عرض المحيط والقيام بالاكتشافات الجغرافية.
1 هناك نظرية تقول أن عرب افريقيا عرفوا أمريكا الشمالية قبل هذا الوقت بزمان طويل , ويستدلون بذلك على وجود قبيلة عربية بالمكسيك , وبوجود كلمات عربية في لغة هنود أمريكا.
أسبابها:
هناك عدة عوامل أدت إلى القيام بالكشوفات الجغرافية وأهمها:
العومل السياسية :
بعد أن ظل المسلمون عند قرون مهينين على العالم, حيث وصلت فتوحاتهم إلى قلب أوروبا , حاول الأوروبيون استعادة مجدهم ونفوذهم , فاستردوا اسبانيا بعد سقوط غرناطة سنة 1492م, وطردوا المسلمين منها , ونكلوا بمن بقي فيها, كما ظهرت دولتان رائدتان هما اسبانيا والبرتغال, فتوسعت البرتغال على حساب الأراضي المغربية ابتداءا من القرن الخاس عشر فاستولت على سبته سنة 1415, كما احتلت اسبانيا بعض المدن الساحلية المغربية بهدف الوصول إلى الهند ومحاصرة العرب من الخلف وبناء امبراطورية واسعة.
العوامل الاقتصادية:
بعد أن استولى الأتراك العثمانيون على القسطنطنية سنة 1453 م, وأخذوا يهددون التجارة الأوروبية شرق البحر المتوسط اتجهت أقطار أوروبا إلى التفتيش عن طريق جديد إلى الهند بعيدا عن البحر الأبيض المتوسط لجلب التجارة الشرقية والحصول عليها من مواطنها الأولية في الصين والهند بأقل تكلفة , وكذلك للتخلص من التبعية للجمهوريات الإيطالية ووساطة العرب التي كانت تكلفها مبالغ باهضة.
العوامل الثقافية و العلمية:
وضع الرحالة ماركوبولو – وهو من أهالي وسكان البندقية- كتابا وصف فيه رحلة طويلة قام بها عبر آسيا في شواطئ الصين واليابان متحدثا عن بلاد اليابان ومدينة بيكين وجزر الهند الشرقية, وأسواق الأقاوية حيث البهار والجوز الطيب والقرنفل وغيرها من التوابل الثمينة, وقد أحدث هذا الكتاب ضجة في كامل أنحاء أوروبا . كما ازداد الناس اهتماما بالرحلات بعد ظهور كتاب خريطة ا Christophe colemd في بلجيكا عام 1482م حيث اعتمد كريستوف كولومبس Pierre dailly لعالم لمؤلفه الفرنسي
على محتوى هذا الكتاب في رحلته خاصة أنه أكد كروية الأرض وقال أنّ محيطا واحدا يحيط بأوروبا وإفريقيا وآسيا, ومن ثم فإن من السهل الوصول إلى الهند عن طريق الدروان حول افريقيا.
العوامل الدينية:
تتمثل في رغبة المسيحيين, وخاصة في الأواسط المتدينة في اسبانيا والبرتغال في نشر الديانة المسيحية خارج أوروبا, وخاصة في المناطق التي كانو يعتبرونها وثنية كالقبائل الإفريقية, هذا العامل سيكون من بين أهم عوامل هجرة الأوروبيين إلى القارة الأمريكية بعد اكتشافها خلال القرن السادس عشر الذي اشتدت فيه الحماسة الدينية حيث دعت جماعة تعرف بالبيوريتان إلى اصلاح المذهب الديني الرسمي في إنجلترا إصلاحا داخليا, وكان منهاج هؤلاء يرمي إلى استكمال المذهب البروتستاني في الكنيسة الوطنية وتبسيط طقوس الصلاة والعبادة, وحين لم يستجب لهم هاجرت جماعة منهم لمدينة ليدن بهولند حيث سمحت لهم السلطات بإقامة شعائرهم بالشكل الذي يرغبون , ثم قرر فريق منهم عرف بالحجاج الرحيل إلى الدنيا الجديدة حيث أسسوا عام 1620م مستعمرة بليموت.
نتائج الاكتشافات الجغرافية:
كانت لهذه الاكتشافات نتائج هامة منها:
1.أكدت بما لا يدع مجالا للشك كروية الأرض, وفندت مزاعم الأوروبيون التي كانت ترى أنها مسطحة, كما أغنت العلوم بحقائق جديدة , حيث اكتشفت مجموعة من النجوم لم يتمكن علم الفلك من قبل معرفتها لأنها لا ترى إلا في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
2.أدت إلى تحول طريق التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي , وبذلك فتحت الباب للعديد من الدول الأوروبية للمساهمة فيها بعد أن كانت التجارة بين أوروبا والهند مقتصرة على تجار جنوة والبندقية الذين كانو يتوافدون على شواطئ سوريا ومصر ليستبدلوا بضائعهم ببضائع الهند التي كان ينقل معضمها اليهم التجار العرب, أما برا من اليمين إلى شواطئ سوريا , أو بحرا خلال البحر الأحمر ثم بواسطة القوافل في منظقة السويس (لم تكن قناة السويس مفتوحة آنذاك إذ أنها فتحت سنة 1889م) , كما ينقل إليهم تجار آخرون عبر أواسط آسيا مارين بإيران والأناضول.
3.تأسيس إمبراطوريات استعمارية كبيرة كامبراطورية البرتغال واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا , ودعمت وجودها بامتلاك أساطيل حربية وجيوش, وبذلك فتح باب الاستعمار أمام الدول الأخرى.
4.تعمير القارة الجديدة, إذ أن أمريكا قبل اكتشافها لم يكن فيها إلا عدد قليل من الهنود الحمر , وقد تدفق المهاجرون إليها من البلدان الأوروبية في القرنيين السابع عشر والثامن عشر