لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 163 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-31, 14:45   رقم المشاركة : 2431
معلومات العضو
مسعود حمر العين
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جماعة ابحث عن رقم هاتف او عنوان او فيس بوك المشرف السابق لهدا القسم /قسم العقيدة : ليتيم الشافعي من ولاية باتنة ..لامر عاجل

وجزاكم الله خيرااا









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-02-05, 04:14   رقم المشاركة : 2432
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسعود حمر العين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جماعة ابحث عن رقم هاتف او عنوان او فيس بوك المشرف السابق لهدا القسم /قسم العقيدة : ليتيم الشافعي من ولاية باتنة ..لامر عاجل

وجزاكم الله خيرااا
السلام عليكم اخي وجدت هذا العنوان ولست متاكدة ان كان من تبحث عنه ام لا

مدير تجاري : ليتيم شافعي
العنوان : : 01 فرع زهور باتنة - 02 لافردور باتنة - باتنة
الأنشطة : بيع بالجملة للمنتوجات الشبه صيدلية المستهاكة و المعدات الطبية و الجراحية- وكيل معتمد سوكوتيد
الهاتف : 033.85.71.80
الفاكس : 033.85.71.80
https://www.vitaminedz.org/Annuaire-e...79995_5_1.html









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-05, 22:31   رقم المشاركة : 2433
معلومات العضو
simone
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ممكن عن ماهية الارطوفونيا










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 15:43   رقم المشاركة : 2434
معلومات العضو
djiddi
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 17:15   رقم المشاركة : 2435
معلومات العضو
houda boudaoud
عضو جديد
 
الصورة الرمزية houda boudaoud
 

 

 
إحصائية العضو










B11 الخطابة

ارجوووووووووووووووووووووووو المساعدة في بحث الخطابة رجااااااااااااااااااااااااء مع المراجع










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-08, 11:58   رقم المشاركة : 2436
معلومات العضو
achiou41
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 12:42   رقم المشاركة : 2437
معلومات العضو
smartahmed
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 19:55   رقم المشاركة : 2438
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم


المقدمة:

التوسع الهائل في النتاج الفكر الإنساني و ما تمخض عنه من كتب و نشرات و دوريات و أبحاث و غيرهما من النتاج الفكري الإنساني الذي فاق الملاين لا بل المليارات من المعلومات،
أصبح هناك حاجة ماسة لترتيب هذا النتاج الهائل من الفكر، و عندما بحث المختصين بجزئية هذا الترتيب وصلوا لقناعة بان ترتيب و تصنيف هذا النتاج لا بد منه و عندما توغلوا بهذا الترتيب
اكتشفوا بأن عليهم الغوص و التعمق بجزئيات لم يتطرق لها احد من قبل، لذلك أوجدوا ما يعرف ألان باسم التوثيق الذي يقوم به متخصصون لكي يوفروا لنا ما نريده من معلومات قد يتطلب
البحث عنها فترات طويلة و قد نجدها بين ثنايا الكتب و المجلدات و البحوث المتخصصة أو لا نجدها وفق العرف البحثي التقليدي، و أيضا فرضت الحاجة على العلماء بأن يقوموا بما عرف لاحقا
بالتحليل، أي تحليل هذه البيانات لكي يستنبطوا منها ما يساعدهم على استرجاع هذا الكم الهائل من المعلومات و البيانات، و في أثناء هذه المرحلة من التاريخ أيضا اضطر العلماء و
الباحثين إلى استخدام بعض الآليات التي تعينهم على الرجوع إلى المعلومة المطلوبة من خلال استخدام ما عرف باسم الفهرسة و التكشيف التي قادتهم لعمل قوائم برؤوس الموضوعات
واستنباط الكلمات الدالة عن موضوعات البحث مما شكل دافعا قويا ليكون هناك كنز عظيم من الكلمات و مرادفتها لكي ييسر عملية البحث و التقصي عن جزئية لا يمكن الوصول لها دون
استخدامه، وهذا الكنز العظيم من الكلمات أطلق عليه اسم المكنز خصوصا عندما دخلت التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على استخدام الأدوات العصرية من حاسبات آلية و نظم تطبيقية و
مصغرات فيلمية و وسائط حفظ مختلفة ساعدت الباحثين و العلماء على الوصول إلى تلك المعلومة بأقل جهد و أسرع وقت و اقل تكلفة و هذا ما يهدف له علم التوثيق بنهاية المطاف.

نبذه عن التوثيق:

منذ فجر التاريخ أحس الإنسان بحاجة ماسة إلى توثيق الأحداث التي مر بها أثباتاً لدورة في المشاركة و صنع تلك الإحداث و تأثيره عليها، ولولا عملية التوثيق التي قام بها الإنسان على
مر العصور لما استطعنا أن نتعرف على الحضارات المختلفة السابقة ولما وصلت إلينا أخبارهم، ونستطيع القول بأن بداية عملية التوثيق المعروفة حاليا كانت مع الحضارات الأولي حيث
استخدم الإنسان طرق وأساليب مختلفة باختلاف الأدوات والمقومات المتاحة في ذلك الوقت والتي تعتمد على الظروف البيئية المحيطة بكل فترة زمنية، و يتجلى ذلك بوضوح في الآثار و
العملات و المخطوطات القديمة التي عثر عليها و التي تضمنت معلومات تشير إلى الحقب الزمنية التي كان يعيش بها صانعي تلك الآثار و التي علمنا من خلالها تفاصيل حياتهم اليومية و
ثقافتهم و عاداتهم و تقاليدهم.
ورغم وجود التكنولوجيا الحديثة التي يسرت عمليات البحث والتحليل التي كانت مستحيلة في السابق يفاجئنا العلماء كل يوم باكتشاف جديد يساهم في التعرف على الحضارات
المختلفة وحل الألغاز المحيطة بها والتي ما زالت قيد البحث والدراسة في عصرنا الحاضر.
ونتيجة لذلك ظهرت في هذا المجال علوم ساهمت في قراءة التاريخ وفق تسلسلها الزمني، وأفرزت تلك العلوم عن ظهور مجموعة من العلماء والباحثين والأخصائيين اللذين حرصوا على
استخدام أساليب ووسائل مختلفة للتوصل من خلالها إلى استكشاف الأحداث التي ما زالت منطوية بين ثنايا التاريخ لتوثيقها، بالإضافة إلى توثيق كافة المستجدات في عصرنا الحالي.


التوثيـق فـي التاريــخ :

تعود بدايات التوثيق إلى عصور ما قبل التاريخ ، أي أن بدايات التوثيق سبقت التدوين الكتابي ، ذلك أن التوثيق بمفهومه الواسع ، أي حفظ الأحداث التاريخية و المعلومات العلمية و نقلها إلى الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة منها ، ينطبق أيضاً على التناقل الشفاهـي للمعلومات و المعـارف و المهارات ، و لا بد أن نتذكر أن الشعر الجاهلي أسهم في توثيق تاريخ العرب قبل الإسـلام ، وأن ملاحـم هوميروس الشاعر الإغريقي الأعمـى " وثقت " فترة تاريخية كانت غائرة في عمق الذاكرة الإغريقية ، و أن التناقل الشفاهي لملحمتي الأوذيـسة و الإلياذة كان من أول أشكال التوثيق الشفاهي و ذلك قبل تدوينهما بقرون عديدة . و عندما ننظر إلى التوثيق في تاريخ العالم القديم نستطيع أن نلمح أهم محطاته :
* وصلت الحضارتان السومرية و المصرية إلى مستوى عالٍ من
الكتابة التصويرية ، التي اسـتوعبت تدوين الشـعر و الطـب
و المعتقدات الدينية و العلوم .
* اكتشف المصريون نحو 2500 قبل الميلاد ورق البردي ، و بذلك
أصبح من الممكن تبادل الوثائق ، و نقل المعلومات المدونـة من
مكان إلى آخر.
* اكتشف السومريون نحو 1700 قبل الميلاد وسـيطاً آخر و هو
الكتابة على ألواح فخارية ( الرقـم ) و سـجلوا عليها بالكتابة
المسمارية تاريخهم وعلومهم و مبادلاتهم التجارية ، وذلك بعد أن
طوروا كتابتهم التصويرية القديمة إلى كتابة مسمارية .
* ظهرت أولى المكتبات المنظمة و المصنفة في العالم في مصر
و بلاد ما بين النهرين في الألف الثانية قبل الميلاد .
* في القرن الثامن قبل الميلاد ظهرت في سـورية أول أبجدية فتحت
الطريق أمام الانتشار الواسع للكتابة في العالم القديم ، و أثرت على
الأبجدية اليونانية و التي انطلقت منها فيما بعد الأبجدية اللاتينية .
* في الفترة ( 1450- 1456 ) م أخرجت مطبعة يوحنا غوتنبرغ
أول كتاب مطبوع يتكون من 42 سطراً من الإنجيل ، مما منح
البشرية إمكانية النشر الواسع للنصوص المكتوبة .
* في القرن التاسع عشر ظهر نظام تصنيف ديوي Melvil Dewey،
و هو أشهر و أهم نظم تصنيف المكتبات حتى اليوم .


2- تعـريــف عـلـم الـتـوثيــق :

اخذ علم التوثيق يتوسع بشكل عنكبوتي شمل العالم كله بشبكة مترابطة مع بعضها بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية وقد بدأ ذلك مع بداية البشرية، ففي أواخر القرن التاسع
عشر أصدر العالمان أو تليت ولافونتين ببليوجرافية بغرض تجميع الإنتاج الفكري المنشور، بعدما أحسوا بأن المكتبات التقليدية عاجزة عن تقديم خدماتها بشكل مرضي عنه.
وتعتبر الببليوجرافية التي قام به العالمان أول عمل موثق وأطلقوا على ذلك النشاط الذي قاما به توثيق، و تتالت بعد ذلك الدراسات والأبحاث المهتمة بعلم الببليوجرافية وتطورت إلى إن
وصلت ما هي عليه ألان حيث يُمكننا الحصول على المعلومة بأسرع وقت واقل كلفة وجهد، وهذه العملية بحد ذاتها تعتبر إنجاز للبشرية إن قورن بما كان يحدث قبل ذلك، فمع تطور العلم
ومخرجاته الحديثة أصبح التخصص في مثل هذه العلوم من المتطلبات الرئيسية والأساسية.
فإذ كان العالمان أو تليت و لافونتين ومن جاء من بعدهم من علماء قد قدما لنا خلاصة فكرهم منذ القرن التاسع عشر فإن القرن الحادي والعشرين يتطلب منا المزيد من الجهد والسعي
لتطوير هذا المجال، و في بحثنا هذا حاولنا البحث والخوض في علم التوثيق وهي جزئية تستحق البحث والدراسة علنا نثير اهتمام العلماء لها ونحفزهم للنقاش حولها، ومن هذا المنطلق
نعتقد جازمين إن التوثيق أصبح من ضروريات العصر الحديث.

وهناك الكثير من التعاريف التي أطلقها علماء أفاضل يعرفون بها التوثيق سوف نتطرق للبعض منها و إن اختلفت في صياغتها الغوية، إلا إنها تتفق في مضمونها و من هذه التعريفات ما يلي:-

1- تعريف موريتمر تاوبة
taube:
يعرف موريتمر التوثيق بأنه مجموعة العمليات التي يشتمل عليها توصيل المعلومات المتخصصة و التي تتضمن العمليات التي تكون العمل المكتبي المتخصص إلى جانب العمليات المبدئية
الخاصة بأعداد و نسخ المواد و ما يتبعها من عمليات التوزيع.

2- تعريف جيمس ماك jams mack و روبرت تابلور ROBART TAYLOR:
عرفا العالمان التوثيق بأنه مجموعة من العمليات الأزمة لتجميع و تنظيم و توصيل المعرفة المتخصصة وذلك لغرض توفير أقصى استخدام ممكن للمعلومات التي تشتمل عليها*.

3- تعريف براد فورد BRADFORD:
يرى براد فورد إن التوثيق هو عملية جمع و تصنيف جميع سجلات المعرفة و المعلومات الحديثة و تيسير استعمالها لمن يحتاجها من الباحثين و المخترعين*

4- تعريف قاموس وبستر WABASTR dctinary:
يعرف قاموس وبستر التوثيق بأنه تجميع للمعرفة المسجلة و ترميزها و بثها على إن تعامل هذه المعرفة بطريقة شاملة و بإجراءات متكاملة و مع الاستعانة بعلم المعاني و الوسائل الآلية
بأساليب التصوير المختلفة و ذلك حتى تنال المعلومة اكبر قدر من الإتاحة و الاستخدام.

5- تعريف شبراshera:
يرى شبرا إن التوثيق هو شكل أخر من العمل المكتبي يمتاز عن سابقة بكونه أكثر عمقا في التناول و التحليل الموضوعي و الاهتمام بالتغطية الشاملة في تجميع مصادر المعلومات بصفة
خاصة للمتخصصين في مجال تغطية مركز التوثيق.*

و من مطالعاتنا لهذه التعريفات نرى أنها قد أعطتنا صورة واضحة عن ما هية التوثيق بشكله الواسع منذ القرن التاسع عشر إلى ألان، إلا إننا نرى إن هذه التعريفات لم تتناول الجزئية التي
نطمح للوصول إليها والتي تعطينا المقدرة على التفريق بين التوثيق كعملية إجرائية تمارس على الوثيقة نفسها والتوثيق كعملية ميكانيكية لحفظ ذلك المستند، مما يعطي انطباعا وخلطاً ما
بين التوثيق و التحليل، لذا نرى إن عملية التوثيق هي العملية أو الإجراء الذي يتيح لنا تحليل الوثيقة نفسها و استخلاص المفاتيح الرئيسية التي تسهل عملية الرجوع لها دون الدخول في
ميكانيكية حفظها.
أذن التوثيق هو العملية الفنية التي تسهم في تحديد العناصر الأولية الموجودة في قلب الوثيقة و التي تتيح لنا الأستدل عليها من بين الملاين من الوثائق بكل سهولة ويسر.



ما هو التوثيق ؟
التوثيق هو العلمية المتعمقة في دراسة الوثيقة ويقوم بها أخصائي متخصص بدراسة الوثائق من خلال تحليلها، حيث يغوص الموثق بين ثنايا الكلمات ليكشف لنا ما لا يراه الآخرون وهو عمل
فني جديد متطور أملته طبيعة البحث العلمي الحديثة.


لماذا التوثيق ؟
سؤال تم تداوله بين المهتمين بالشأن التوثيقي لما يمثله من أهميه بالبالغة في العصر الحديث، فبعد اتساع رقعة المعرفة وزيادة الاتصال والتواصل بين مختلف الأدوات العلمية وتطورها لدرجة
أصبح هناك ما يعرف PAPERLESS SOCIETY أي مجتمع بلا ورق، و أصبحت الحاجة ماسة للتوثيق سواء كان ذلك توثيقا لأحداث أو توثيقا فنيا لوثائق الإحداث، و نظرا لتعقد الأمور و تطورها
بسرعة مذهلة و الاندفاع التكنولوجي غير المسبوق حتم علينا إن نتطور معه و نواكبه بعملية توثيق لكي تسهل علينا عملية استرجاع تلك الإحداث و وثائقه، وهنا انتقل التوثيق من
والحجري إلى ألورقي إلى فلمي و إلى ضوئي و من ثم توثيق آلي أو الكتروني مما خلق حاجة ماسة لاتساع رقعة التوثيق بشكل مكثف ومعمق، لكي نصل بالنهاية إلى ما نحتاجه من
معلومة معينة بين ملايين المعلومات التي يحتويها وعاء الحفظ، لذلك لا بد من التوثيق كمرحلة أولى وبعدها يتم حفظ الوثاق أو الوثيقة على أي من وسائط الحفظ المعروفة والمتداولة في
مراكز حفظ الوثائق.


مدخل إلى علم الوثائق:
علم الوثائق من العلوم الأساسية لدراسة التاريخ وقد اتفق العلماء والباحثون على تعريف الوثائق من خلال معنيان كالتالي:

1-المعنى العام للوثائق: اصطلح على أن الوثائق في معناها العام هي كل الأصول التي تحتوي على معلومات تاريخية.
2-المعني الدقيق للوثاق: اصطلح على أن الوثائق في معناها الدقيق هي الكتابات الرسمية أو شبه الرسمية مثل الأوامر والقرارات والمراسيم والبراءات والاتفاقيات والمراسلات السياسية،
والوثائق الشرعية، والكتابات التي تناول مسائل الاقتصاد أو التجارة أوعادات الشعوب أو نظمهم وتقاليدهم أو المشروعات أو المقترحات المتنوعة التي تصدر عن المسئولين في الدولة أو التي
تقدم إليهم أو المذكرات الشخصية أو اليوميات (المصدر - المدخل إلى دراسة الوثائق العربية د.محمد عباس حمودة).

ونشأت في عصرنا الحديث العديد من المجالات لخدمة علم التوثيق مثل:
- العمليات الفنية
- التصنيف
- التحليل
- الفهرسة
- التكشيف
- المكنز

وفيما يلي سوف نقوم بتعريف كل من المجالات السابقة ومدى أهمية كل منها:


في عملية التوثيق:

العمليات الفنية:
ينبغي على دارس علم الوثائق أن يكون على علم ودراية بالعمليات الفنية التي تمكنه من التحقق من جودة الوثيقة التي بين يديه كالتالي:
1- معرفة نوع المداد المستعمل في الكتابة و تركيبته والأقلام التي كتبت بها.
2- أنواع الورق المستعمل وخصائصه.
3- العلامات المائية والألياف التي تتضح عند تعرض الورق للضوء


أهمية العمليات الفنية في التوثيق:
من خلال معرفة العمليات الفنية السابقة يمكن للباحث التثبيت من صحة الوثائق التي تحت يده أو بطلانها وذلك باستخدام بعض الوسائل التي ساهمت في التحقق من الوثيقة مثل بعض
العدسات المكبرة الخاصة، وبواسطة المجهر والتحليل الكيميائي يمكن للدارس معرفة عمر الورق، وأحيانا يمكن الاستعانة ببعض أنواع الأشعة الحمراء والبنفسجية لإظهار الخطوط غير
الواضحة، أو المطموسة، أو المغيرة عمداً، ولا شك في أن هذه الوسائل قد أسهمت في مساعدة الباحث على التثبيت من صحة الوثائق أو بطلانها.


التصنيف:
يعتبر التصنيف هو العامود الفقري لعملية التوثيق، و تكمن أهمية التصنيف في عمليات التوثيق في وضع الموضوعات المتشابه و المتداخلة و المتشابكة في غالب يمكننا من تسهيل عملية
الرجوع إلى الوثيقة، لأنها تعتبر مثل إمساك طرف الخيط المعقد ببعضه، و تقوم عملية التصنيف على أساس وضع كل موضوع بمكانه المناسب و تجميع ما يتفق مضمونه مع بعضه البعض لكي
يسهل لنا عملية البحث عن ما هو مطلوب، لذلك تعتبر عملية التصنيف هي الخطوة الأولى في عملية التوثيق التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها.
و التصنيف يقوم على أساس الموضوع الرئيسي و يتفرع منه عدد من الأفرع ألا متناهية مما يتيح لنا المجال بتتبع الموضوعات وفق منطق الأصل و الفروع.



أهمية التصنيف في عمليات التوثيق:
تكمن أهمية التصنيف في عمليات التوثيق كون إنها من العمليات الأساسية في عمل التوثيق، حيث إننا نقوم بعملية التوثيق لحفظ المعلومات و المستندات الداعمة لها و عليه لا بد من
إتباع أنجع و الطرق و الوسائل التي تسهل لنا عملية استرجع تلك الوثائق و المعلومات و على ذلك لا بد و إن نفرز و نصنف تلك الوثائق و المعلومات وفق منطق لا يمكن لأي موثق إلا أن يتبعه
من خلال وضع ما هو متجانس و متلائم مع بعضه البعض.


التحليل ANALYSES:
يعتبر التحليل علم قائم بذاته وله العديد من الطرق والمفاهيم التي تدعمه، كما أن له أهمية كبيرة بين العلوم الحديثة التي تخدم عملية التوثيق، لذا تعتبر عملية تحليل الوثيقة خطوة
جوهرية في فهم وصياغة و حفظ الوثيقة بين ملايين الوثائق، و يمكننا تعريف التحليل بأنه العملية الذهنية التي يقوم بها الشخص المعني بالتوثيق، فإذ كانت عملية التصنيف هي إمساك
طرف الخيط المعقد مع بعضه، فإن عملية التحليل هي محاولة تفكيك ذلك التعقيد و ربط مختلف المصادر مع بعضها لكي نصل بالنهاية إلى استنتاج يخدم قضية البحث.


أهمية التحليل في عمليات التوثيق:
عندما نقوم بعملية التوثيق لابد وان يعقبها عملية تحليل بيانات الوثيقة بعد تصنيفها أي كان شكلها أو نوعها لنتمكن لاحقا من استرجاعها وفق أسس علمية ترتكز على أربع مبادئ لا
يمكن الاستغناء عنها وهي كتالي:-
تاريخ الوثيقة
مصدر الوثيقة
مستقبل الوثيقة
موضوع الوثيقة

وعندما يختل أي مبدأ من تلك المبادئ ويحيد عن الغرض المنشأ له أصلا تفقد عملية التحليل جوهرها وبالتالي تفقد قيمتها وقيمة الوثيقة التي قد تحمل من المعلومات والبيانات غاية في
الأهمية، فلو ضربنا مثال على ذلك سنجد أن المعلومات التي تحتويها الوثيقة أن لم تصل لمتخذ القرار في السرعة و الدقة و التكلفة المناسبة قد تقود إلى قرار خاطئ يكلف الكثير وعند
محاولة تعديل القرار المتخذ قد يكون له عواقب قانونية تحول دون إتمامه ناهيكم عن المشاكل الإدارية التي ستنشأ بعد ذلك، لذلك نجد أن هذه المبادئ الأربعة مرتبطة مع بعضها البعض برباط
متوالي لا يمكن المساس بأي بداء من تلك المبادئ دون الإخلال بالعناصر الأخرى فيه، ومن هنا تكمن أهمية المحافظة على التوازن بين تلك المبادئ.

لذا فإن عملية التحليل لا يمكن الاستغناء عنها بتاتا طالما نحن نتحدث عن التوثيق لأنها وسيلتنا الوحيدة التي تمكننا من استرجاع تلك الوثيقة، وتعتمد عملية التحليل على مقدرة المحلل
وفهمه للموضوع فهم واضح و صحيح، ويجب أن يكون المحلل لديه المقدرة على ربط المعلومات مع بعضها البعض ليستخلص بالنهاية ما هو مطلوب من تحليل الوثيقة، وتكمن أهمية
دورالمحلل على مقدرته بالربط بين الجزأيات المختلفة التي قد تتراءى للفرد العادي غير ذي أهمية ليستنتج منها ما هو مهم لاتخاذ قرار ما.

مما سبق نستطيع القول أن التصنيف والتحليل هما عمليتين تهدفإن إلى المساهمة في العمليات التوثيقية، وهنا نتساءل هل التصنيف هو مقدمة للتحليل ؟ فالحقيقة العملية المؤكدة
هي إن التصنيف جزء لا يتجزأ من عملية التحليل لآن التحليل يهدف إلى تفحص و دراسة الوثيقة ومحاولة نقلها من شكلها الأصلي إلى حزمة من البيانات القابلة للقراءة و الاستدلال عليها
من بين ملاين الوثائق، و من المسلم به أن الوثائق أي كان نوعها فهي ذات أشكال مختلفة تحمل في طياتها مواضيع متضاربة، الأمر الذي لا يسمح بحفظها دون معرفة جوهرها وتحديد
موضعها وفاقا لمعايير محددة على بطاقات تتوحد في أشكالها ومعلوماتها وأهدافها لغرض البحث العلمي أو للإعلام عامة، في ما تحفظ الوثائق في حافظات خاصة بها تدل على مكان وجودها
على وسائط حفظ العصرية الإلكترونية أو التصوير المصغر الميكروفيلم.

من المؤكد أن عملية التحليل هذه ليست بالسهولة التي يتصورها البعض إذ من المفروض أن التحليل يؤدي إلى مادة فرعية عن الوثيقة الأم بالنسبة لموضوعها، وهذه المادة فرعية بالنسبة
لجوهر المعلومات الأساسية المتوافرة في الوثيقة الأصلية وطبيعي أن المادة الفرعية تأتي متنوعة تبعا لدرجة إعدادها ودقتها ولطريقة التحليل المتبعة في حين أن عملية التحليل هذه تؤدي
إلى إنشاء الملخصات بمعنى أن من المحتم أن يلي التصنيف أيضا وضع الملخصات ليستطاع تحديد موضوعاتها في ضوء جوهر الوثائق فالملخصات وان كانت تحمل نتيجة تحليل للوثيقة
وعلى نحو مكثف فمن المفروض أن تسجل ما مع يتفق والمنهج الوثائقي القائم في المركز أو في الدائرة.

أذان التصنيف هو عملية تنظيم وترتيب الأشياء في مجموعات وفقا لتشابهها، وهذه العملية هي عملية ذهنية تتلخص في تجميع الأشياء المتجانسة وتنظيمها وفقا لتشابهها والتفريق فيما
بينها لدرجة الاختلاف.


الفهرسة:
عملية الفهرسة أيضا جزء لا يتجزأ من عملية التوثيق بمعناها الشامل، وهي عملية إنشاء أدلة الاسترجاع أي كان نوعها أو حجمها، حيث يعتمد الموثق في عملية الفهرسة على محتوى
مادة البحث والأدوات الفنية لمعالجة الوثاق.

وهناك العديد من الأدوات الفنية التي تجرى لفهرسة الوثائق وفق منظور علمي، ويمكن تحديدها على الشكل التالي:-
قوائم التصنيف
التصنيف العشري الكامل
التصنيف التوسعي
تصنيف مكتبة الكونجرس الأمريكية
التصنيف الموضوعي
التصنيف التوضيحي
التصنيف الببلوغرافي
قوائم رؤوس الموضوعات، وهي تعتمد على ثلاثة شعب قائمة على التفرع من ثلاثة أجزاء وهي كالتالي:-
- الموضوع الرئيسي وهو بمثابة الرأس.
- التفريع الأول وهو الفصل.
- التفريع الثاني وهو فرع.



التكشيف:
التكشيف هو احد العمليات التوثيقية التي يستقى منها الكلمات الدالة على الموضوع المراد توثيقه، وتعتبر ضرورية ومتممة لإعداد الفهارس، وعملية التكشيف هي جزء لا يتجزأ من عملية
التوثيق التي تساعدنا بعملية استرجاع المعلومات من خلال الكلمات الدالة و مرادفتها.


المكنز:
المكنز هو من الأدوات الرئيسية في عملية التكشيف، فأي تحليل موضوعي للوثيقة لا يمكن الاستغناء عن المكنز و كلماته الدالة و مرادفتها، بحيث يستخرج المُكشف الموضوعات الرئيسية
ويعبر عنها بواصفات المكنز وهذه الواصفات ستكون مفاتيح البحث داخل قواعد البيانات عن الموضوعات المشمولة بالوثيقة.
إذن المكنز هو الوعاء الذي تتجمع به الكلمات الدالة و مرادفتها و مشتقاتها التي تأتي نتيجة عملية التكشيف و التحليل الموضوعي للوثيقة بحيث يمكننا من البحث عن الكلمة و مشتقاتها و
مرادفتها فلو أخذنا مثالا كلمة برمجة الحاسوب كما جاء بمكنز جامعة الدول العربية يندرج تحتها العديد من المشتقات و المسميات، بحيث تصبح كالتالي:-
برمجة الحواسب الإلكترونية
البرمجة المصغرة
أنظمة البطاقات المثقبة
إدارة برمجة الحاسوب
برامج الحاسوب
البرمجة الرياضية
البرمجة الخطية
البرمجيات
تحليل النظم
تشخيص الأخطاء في علم الحاسوب
توثيق و معالجة البيانات
الحواسب
الخوارزمية
لغات البرمجة
معالجة البيانات


عناصر الوثيقة:
قبل أن تتوغل في رسم دور الوثائق وتتبع نتائجها وأثرها في الحياة المعاصر لابد من دراسة ماهية الوثيقة ومقوماتها العلمية كي يؤخذ بها ويعتمد عليها في التحقيق و التثبت و تعتمد
الوثيقة في الأصل كمستند علمي أو مالي على أربعة أسس هي:
- تاريخ الوثيقة
- مصدر الوثيقة
- مُستقبل الوثيقة
- موضوع الوثيقة
ويمكننا هنا أن نعطي مثلاً على ذلك من خلال عرضنا لقصة "الحجر المؤابي" حيث رويَ في التوراة المحرفة أن الصهاينة لهم انتصارات ساحقة على العرب وأنهم أصحاب حق
وهم من قاموا بإنشاء المدن وشق وحفر الآبار الطرق وبناء القلاع... إلى أخره.
إلى أن تم العثور في الأردن على حجر يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد يعرف اليوم "بالحجر المؤابي" ووجد مكتوب به الحقيقة المنافية لكل ادعاءات اليهود الصهاينة كما زعموا، واعتبر هذا
الحجر وثيقة في أثبات حق العرب وإبطال ادعاءات اليهود لأن العناصر الأساسية للوثيقة توفرت في هذا الحجر كالتالي:
- أن التاريخ مدون بالحجر وهو القرن التاسع قبل الميلاد.
- أن مصدر الوثيقة هي الأرض التي زعم اليهود بأنها ملك لهم.
- أن مُستقبل الوثيقة هم أحفاد من عصروا على هذا الحجر.
- أن موضوع الوثيقة يدحض الادعاء الكاذب من خلال ما تم كتابته على الحجر وتكذيب مزاعم اليهود.



الوثاق أو الموثق:
لم تأخذ الوثائق طرقها إلى العالم إلا بعد أن خضعت للدراسات النقدية وتفرغ لها الباحثون والدارسون، والمتخصصون الذين يدرسون الوثائق ليؤكدوا على الصالح منها للحفظ المستديم وذلك
في ناحيتن: مادية، وجوهرية.
والحقيقة التي لا يرقى إليها الشك فالوثاق هو الخبير الذي يهتم بالوثيقة فيدرس جوهرها ليقرر صلاحيتها للبحث العلمي، أو للحفظ لأن ليس كل ما كتب وثيقة، ومن هنا يأخذ بجمع الوثائق
ويؤمن من بعد ذلك حركتها ضمن خطة مرسومة هادفة أو وفاقا لما يعرف بالنمط الواحد فيصنفها، ويفهرسها و يكشفها ويبثها أن لم تكن بحاجة إلى ترميم، ويسترجعها كلما دعت الحاجة إلى
ذلك وبالتالي يردها إلى الحفظ.
ومن مهام الوثاق "الصيانة" وفاقا للأسس العلمية المقررة وفي الأماكن المناسبة في ظل درجة حرارة مقررة، والأماكن المناسبة تبني وفاقا لمخططات هندسية ملائمة لطبيعة الوثائق،
ومتفقة مع أهداف وغايات هذا العمل التقني، إذن الوثاق والموثوق هما لفظتان لمهمة واحدة.
فإلى جانب ما قدمنا في وظيفة الوثاق فإن مهمته الأساسية تكمن في الإجراءات الفنية التي تتخذ على الوثيقة و ييسير استعمال المعلومات الأصلية التي سجلت في الوثيقة الكتابية
بخاصة: الدوريات والنشرات، التقارير والمواصفات وبراءات الاختراع وما كان مماثلا لها في المدونات الخطية ومن هذا العمل بالذات عرف التوثيق بأنه عملية جمع وتصنيف جميع المدونات
والمعلومات الحديثة، وتيسير استعمالها لطالبيها، إن المعلومات مهما تكن قيمتها العلمية تفقد هذه القيمة أن لم تخضع لعملية التوثيق بمفهومها المتقدم لوظيفة الوثاق أو الموثوق.
وفي الحقيقة ومهما تضاربت الآراء حول التعريف بالمهمة التي يقوم بها الموثق أهي مرتبطة بعلم المكتبات، أم منفصلة عنه، فهي تؤكد على أن التوثيق ما هو إلا جانب من علم المكتبات،
إلا أن له خاصيته وطبيعته ودراساته الخاصة من ناحية في ما تنطبق عليه أكثر النظم المكتبية، وهذه الطبيعة يجب أن يدركها الوثاق ويعمل في ضوئها.



أنواع الوثائق وأشكالها:
عند عرضنا "للحجر المؤابي" كوثيقة يعتد بها لدحض ادعاءات الصهاينة، كان القصد منها تأكيد إن الوثيقة مهما كان شكلها مختلف إلا إنها تتفق بالمضمون الوثائقي الذي يغير من فكرة
معينة و وجهة نظر مترسخة.
و من هنا يمكننا إن نعدد أنواع الوثائق و إشكالها على إنها تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية وهي كالتالي:



أ - الوثيقة الكتابية:
لا شك في أن هذا النوع هو الذي يعتد به، ويعتمد عليه لأنه يقوم على واقع ثابت لا يحتاج إلى دراسات مطولة، أو اجتهادات، أو خبرات خاصة قائمة على الترجيح أو التخمين.
ويقصد بالوثيقة الكتابية كل ما دون كمخطوط أو مطبوعة، فالرسالة والدورية في علم التوثيق تعني كل نشرة تحتوي على عدة موضوعات لعدد من الكتاب، أو المحررين ولها اسم خاص هو
عنوانها الذي تعرف به، وتظهر بأجزاء متتابعة وفي مدد محددة، ولزمن معين، وتشتمل عادة:
- الصحف "الجرائد" والتي تهتم بملاحقة الأخبار المحلية أو الدولية ونشرها، وفي نطاق ذلك تظهر المجلات على تعدد موضوعاتها واهتمامها.
- المذكرات وهي ما يدونه المرء سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو عالما أو أديبا أو فنانا، يدونون فيها خواطرهم والأحداث التي عاشوا واقعها، ومحاوراتهم وذكرياتهم.
- التقارير وهي صورة لنتائج علمية، أو تحقيقات إدارية أو عرض لواقع صحي، وبعبارة أخرى كل ما يشتم منه صفة التقرير.
- البيانات وهي ما يعرض فيها وجهات نظر خاصة ومعينة تميط اللثام عن أمر غامض، يحاولون فيها نشر ما ينير أفكار الناس نحو موضوع واحد على الأغلب فيه التأكيد وجهة نظر معينة أو
نفيها، والبيانات وإن اخذ بها البعض كوثائق لاسيما بعد أن يتقادم عليها العهد وتصبح موضع للدراسات النقدية، لا تعتبر دورية حسب المفهوم الفني لأنها لا تصدر على شكل واحد، وفي زمن
محدد أسبوعي، أو شهري، أو فصلي، أو نصف سنوي، وحتى حولي.
إن السجل الثقافي الذي يدون عادة النشاطات الفكرية ويسجل الندوات العلمية، والمناظرات الأدبية، والمحاورات السياسية، وهو أيضا إحصائية تثبت تحقيقات عددية، كما هو تقرير رسمي
يتناول الحياة الفكرية على أوجهها جميعا وربما كان ولا ريب مجموعة محاضر لجلسات المؤتمرات والاجتماعات، وبعبارة أدق فإن الوثيقة الكتابية هي كل ما يعيين الكشف حول حقيقة تاريخية
أو علمية.
و مع التأكيد على إن الوثائق الكتابية مهمة مهما كانت قيمة ما تحتويه إلا إن هناك اختلاف بين الخبراء حول الكتاب والكتيب من حيث قيمتها التوثيقية، فيرى الغالبية منهم إن لا الكتاب
والكتيب لا يعتبر وثيقة إلا إذا كان نادرا ومفقودا ويؤكد على ثوابت يقرها العلم ويطمئن إليها العقل



ب - الوثيقة التصويرية:
هذا النوع من الوثائق في درجة تلي الوثيقة الكتابية والتي تعتبر في علم التوثيق وثيقة مساعدة بمعنى لا يعتد بها وحدها ويعتمد عليها لأن الجوهر فيها موضع ترجيح وتشكيك، ولا ينظر
إليها إلا في حال استطاعت أن تنير جانبا من البحث، وهكذا تساعد على التحقيق والكشف، وهي على الغالب: رسم ما نقل بالزيت، أو بالقلم، أو بالفحم، وصورة، أو نقش في الحجر، أو
كفت في النحاس، أو تنزيل بالخشب، أو تكوين في الجص، وربما كانت هذه الوثيقة المساعدة صورة شمسية تعين على التحقيق، فالهوية الشخصية، وجواز السفر لا يعتد بهما كوثيقتين في
إثبات الشخصية بالرغم من صدورها عن دائرتين رسميتين إلا إذا كان كل منهما يحمل صورة الشخص، والصورة مصدق عليها من مرجع قانوني وممهورة بخاتم الإدارة الرسمية، فالصورة
الشمسية جاءت هنا مساعدة للوثيقة الكتابية التي هي الهوية الشخصية، أو جواز السفر.
في ظل هاتين الوثيقتين الهوية الشخصية و جواز السفر، نجد أنهم كثيرا ما يتم تزويرهم، ولكن مع ذلك لا نستطيع أن ننكر أن الهوية وجواز السفر ليس كل منها وثيقة أصلية، وأخرى مساعدة
بالرغم من التزوير الحاصل فيها، لان هذا التزوير يكتشفه عادة علم السجيلوغرافيا " SIGILLOGRAPHY " الذي له كتبه وخبراؤه خريجو مدارسه المتخصصة في علم التزوير والجريمة.
ومع الصورة الشمسية فاللوحة أيا كان شكلها، والخيالة "السينما"، أو التلفزة اللتان تحتفظان والى أجيال بحقائق عن معارك وحروب في حال تسجيلا حيا، فهي عندئذ أشرطة وثائقية تعيين
على إيضاح جانب كبير من تاريخ ما تعرض له، أما إذا كانت مهيأة في المعامل فلا يعتد بها لاسيما وأنها تعرض وجهة نظر تتفق والمصدر، وعندئذ فلا بد للخصم هنا من أن يصور فيلما آخر
مناقضا، وبين الشريطين يمكن التوصل مع الوثائق الكتابية إلى ما تطمئن إليه النفس، ويثق به العقل.


ج - الوثيقة التشكيلية:
تعتبر هذه الوثيقة كسابقتها في إطار الوثائق المساعدة وربما جاءت في منزلة الوثيقة التصويرية لأنها مماثلة لها في كثير من المقومات، و غالبا ما يكون لها قيمة مالية كبيرة خصوصا عندما
تكون قد صيغت بيد احد المشاهير في العلوم التشكيلية، فالوثيقة التشكيلية في الغالب تشتمل على:
- الآثار المعمارية كقصر الحمراء في غرناطة، ومسجد قرطبة، وقصر أشبيلية، وجامعة القرويين في فأس وقبر السند باد البحري قرب بغداد، وأهرام الجيزة، وجامع شيرشاه في دلهي، وبرج
الحسن الثاني في الرباط، وكنيسة باسيل الطوباوي في موسكو وكنيسة القيامة في القدس وقوس قسطنطين في روما وغيرها من العام الخالدة.
هذه المعالم وإضرابها في أنحاء المعمورة تعتبر من الوثائق المساعدة، إذ تساعد على دراسة حضارات الأمم القديمة، وتحدد مظاهر الرفاه، أو مستوى التدين عندها وربما يتوصل الأثريون
في الكشف عن تاريخها إلى نتائج مذهلة في إدارة العمارة ومعرفة أسرارها، والمواد التي استخدمت في إقامتها بعد أن فقدت الوثائقية الكتابية التي خططت لهذه المعالم العظيمة، هذه إذا
وجدت في الأصل.
- التماثيل ومستوى القدرة الفنية في نحتها ومبلغ عبقرية مبدعيها وطاقتهم الخلاقة ولكم يقف السائح عند تمثال أبى الهول في الجيزة يستكشف فيه اهتمام المصريين القدماء في تخليد
ذكراهم، فضلا عن تماثيل عظماء العام التي ترفعها الدول في الساحات العامة والميادين تخليدا لهم وتحديدا لتواريخ ولادتهم زفاتهم، الأمر الذي يدفع بالشعوب إلى تخليد ذكراهم وربما
الانكباب على دراسة مآثرهم في مجالاته إبداعهم، و هذه المعالم والتماثيل والأبنية المنتشرة في أنحاء المعمورة تعتبر من لوثائق المساعدة، إذ تساعد على دراسة حضارات الأمم القديمة و
تحدد مستوى مظاهر الرفاه أو مستوى التدين و مستوى العلمي التي وصلوا لها و ربما يتوصل العلماء إلى نتائج مثيرة و مذهلة في إدارة العمارة و معرفة أسرارها و المواد المستخدمة في
تشيدها.
- المسكوكات من النقود والميداليات والأوسمة وهي ذات قيمة حضارية كبيرة بخاصة قطع النقود الرومانية والأموية التي ضربت لأول عهد العرب بالتحرر من استخدام النقود الأجنبية، فالدينار
الأموي الذي سك من الذهب أو الفضة يكشف عن جوهر هذه الصناعة الأولية ومدى بساطتها وعدم توافق الدنانير جميعا في الشكل إذا ما قيست هذه الدنانير إلى مسكوكات الأمم المعاصرة
في الذهب كالليرة العثمانية الذهبية، أو الليرة الإنكليزية ملك، والبيزوس المكيسكي والليرة الإيرانية، والتي جميعها هي أيضا موضوع نقد رجال المال بخاصة إذا ضاعت معالم الكتابة فيها، أو
بهتت تسننانها الدائرية فيتدنى عندئذ سعر مبادلتها بنقود أخرى حتى نجد أن الليرة الإنكليزية ملك ثمة باب أول، وباب ثان تماما كحال الليرة العثمانية الذهب.
فالنقود القديمة كما الميداليات والأوسمة وثائق مساعدة وربما فيها الزائف والصحيح وبالنظر لقيمتها المادية الكبيرة وبخاصة الدنانير العربية والنقود الرومانية فقد نشط المزورون بتزويرها و
الاستفادة من قيمتها االمعنوية والتاريخية، لذلك فثمة محاولات واسعة في تزويرها وهي تغطيتها بنوع من الزنجار (صدأ)المركب الكيماوي لكي يدل ذلك على سحقها في الزمن فيغلو ثمنها
أضعافا، غير أن علم السجيلوغرافيا كفيل بالكشف عن الزائف من المقلد.



د - الوثيقة السمعية أو المرئية:
وتدخل هذه الوثيقة أيضا كنوع ممن أنواع الوثائق المساعدة وهي في الغالب تسجيلات صوتية أو إذاعية، أو تسجيل أسطواني، أو شريط سينمائي ناطق.
و بالطبع فأن الوثائق الكتابية والتصويرية والتشكيلية لها مظاهر معروفة و مؤكدة ببعض الحقائق والمؤتمنة على معلومات تاريخية أومظاهر حضارية أوقيمة معمارية بالنسبة للأبنية والمعالم، أما
الوثيقة السمعية هذه فقد دخلت في مجموعة الوثائق المساعدة مع التطور المعاصر وبعد ظهور الكهرباء وابتكاراتها الصناعية والآلية، ومن ثمة الإلكترونية التي أغنت هذا النوع من الوثائق
التي يعتمدها الخبراء في دراسة الغناء ومستوى الصوت وطبقاته عند المغنين حيث ينهضون بدراساتهم النقدية و يجعلون المغنين رتبا ودرجات في ضوء براعتهم في الأداء وخبرتهم وثقافتهم
الفنية، في ما ينهض به ألاخرون بدراسة اللهجة الخطابية، أو أسلوب الحوار والنقاش عند رجال السياسة وزعماء العالم فيستندون بذلك إلى دراسة شخصياتهم ومدى تأثيرهم على
الجماهير، أو مبلغ براعتهم ونجاحهم في الحوار، وفي ضوء كل ذلك وإلى جانب الآثار المكتوبة التي تركها هؤلاء الكبار يمكن تجسيد حقائق هؤلاء الرجال الأفذاذ من خلال الوثيقة السمعية أو
المرئية.
لقد دخلت هذه الوثيقة اليوم كل بيت إذ أن كثيرا من العائلات يلذ لها أن تسجل الكلمات الأولى لأطفالهم، خلال مناسبات متعددة ومع تقدمهم في الحياة فتحفظ لهم بذلك تصبح وثيقة غنية
بالعبر والعظات.
في ظل ما تقدم نؤكد على أن الوثائق في جوهرها أربع أنواع، الأصلية، وهي الوثيقة الكتابية، والمساعدة وهي الوثائق التصويرية، والتشكيلية أو السمعية وهي كلها إما مدونة بالقلم أو
منحوتة بالأزميل، أو منقوشة بالحجر أو مسجلة على أشرطة ممغنطة وهي جميعا وعلى تعدد أنوا عها واختلاف أسمائهم تعيين على التثبت والتحقيق.

ومن هنا نستخلص من أشكال و أنواع الوثائق إن لها دورا إنسانيا وحضاريا عظيما وهي تساعد في عملية التوثيق التي تهدف إلى تجمع الوثائق لغرض البحث العلمي، أو التنظيم, والتخطيط،
والتطوير الإداري، وتوفير المعلومات، وكل ما يتعلق بالدراسات المقارنة وقد عبرت تلك الأنواع و الإشكال عن الإنسان وواقعة، فالتعريف بنشأة تاريخ الكتابة يأتي ولا شك تمهيداً لتحديد دور مركز
التوثيق وغاياته، وأقسامه، ووظائف وحداته، وتنظيمه الإداري وعمله التقني وبالتي أثره في الحياة المعاصرة.


أهمية الوثائق والمعلومات في اتخاذ القرار:

أكد العالمان ألكسندر و بيرك في قولاهما عن أهمية الوثائق بأنه لو تحطمت كل الآلات الحديثة ومعامل الذرة وبقيت الوثائق لتمكن رجال العصر من إعادة بناء الحضارة الآلية، ولكن لو ضاعت
الوثائق فان عصر الآلة يصبح شيئا من الماضي، لذلك فان أهمية الوثائق تكمن في قيمتها المعلوماتية والتاريخية التي تحتويها تلك الوثيقة، أما أهميتها في اتخاذ أي قرار فان توفر المعلومة
المطلوبة في الوثيقة يعتبر من الأساسيات التي تشد عود تلك الوثيقة وتعطيها مكانة عالية من بين مختلف الوثائق التي تحمل مختلف المعلومات، لذلك يتضح أن هناك ترابط كبير بين
الوثيقة وما تحمله من معلومة وبين سلامة اتخاذ القرار المطلوب، وهنا يمكننا أن نتخيل لو اتخذ قرار مبنى على معلومة في وثيقة غير متكاملة الأركان ويشوبها الشك في صحة معلوماتها
ويمكن الطعن بها بكل سهول، ماذا يمكن أن يكون شكل وقوة القرار الذي قد يرتبط بمصير دولة أو سيكلف الكثير من المال ؟ فلو أردنا أن نأخذ مثال على أهمية الوثيقة والمعلومات في اتخاذ
القرار فلا نجد أفضل من المعلومة التي سربت بقصد أو بدون قصد للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عندما دست كلمتين في احد الخطابات الهامة التي
ألقاها وقال بها أن العراق استورد يورانيوم من النيجر لصنع قنبلة نووية، وأتضح لاحقا أن هذه المعلومة يشوبها شك كبير وقد يفقد منصبة نتيجة لهذه الكلمات، أما توني بلير رئيس وزراء
بريطانيا قال أن العراق يستطيع استخدام أسلحة الدمار الشامل في غضون خمسة وأربعين دقيقة وأتضح لاحقا أن هذه المعلومة غير دقيقة واعتبر انه ضلل البرلمان وقد يفقد منصبه بسبب
هذه المعلومة غير الدقيقة.

ومن هنا فإن أهمية الوثائق والمعلومات أصبحت في يومنا هذا من أهم الوسائل التي يعتمد عليها الكثير من القرارات ذات أهمية مصيرية.فكلما كانت الوثيقة ومعلوماتها دقيقة كلما كان القرار
سليم والعكس صحيح.


أو من وجهة نظر أخرى:


نـظـم تعـريــف عـلـم الـتـوثيــق :

تختلف تعريفات علم التوثيق باختلاف النقطة التي نرغب بالتركيز عليها ، و لعل أهم و أفضل هذه التعريفات هو :
" التوثيق هو علم السيطرة على المعلومات " .
ذلك أن هذا التعريف ينطبق على نظم التوثيق التقليدية . كما يستوعب الاتجاهات الحديثة لهذا العلم ، فالمعلومات يمكن أن تتضمن جميع أشكال حاويات المعلومات بدءاً من الوثيقة و الكتاب و انتهاء بالصورة و التسجيلات الصوتية و الفيديوية و النصوص الإلكترونية ، كما أن مفهوم السيطرة يتضمن العمليات الفنية التقليدية كالتجميع و الاختزان و الفهرسة و التصنيف و التكشيف ، كما يتضمن الاتجاهات الحديثة كمحركات البحث و المكانز الآلية و الفهرسة الآلية .

الـتـوثـيـق الـتـقـلـيـديـة :
في القرن التاسع عشر بدأت ملامح ظاهرة انفجار المعلومات بالإعلان عن نفسها ، مما دفع بالموثقين إلى استكشاف أساليب جديدة تساعدهم في مواجهة هذه الظاهرة ، و قد كان التحذير الذي ورد على لسان جوزيف هنري ، و هو أحد أهم العاملين في مجـال المكتبات في الولايات المتحـدة و بريطانيا ، إذ أسهم في إنشاء 380 مكتبة في هذين البلدين ، وقد عبر عن قلقه تجاه مستقبل التوثيق عام 1851 قائلاً :
" لقد أثبتت التقديرات أن مقدار ما ينشر سنوياً من مصادر المعلومات ، يبلغ نحو عشرين ألفاً من المجلدات ، بما فيها النشرات ، و تعد كلها إضافة إلى رصيد المعرفة البشرية ، و مالم ترتب هذه الكميات الضخمة بطريقة ملائمة فسوف يضل الباحثون سبيلهم بين أكداس الإنتاج الفكري ، كما أن تل المعلومات سوف يتداعى تحت وطأة وزنه " .
و يمكن أن نقول أن علم التوثيق الحديث انطلق في القرن التاسع عشر، حيث شهد هذا القرن ولادة نظام ديوي للتصنيف ، و شهد انطلاق معظم الأساليب المستخدمة فيما بعد في مجال التوثيق و وضع أسسها العلمية كالفهرسـة و التكشيف و التحليل الموضوعي و التصنيف و الاستخـلاص ، و نوجز فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في نظم التوثيق التقليدية :
* الكشافات : هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في استرجاع
المعلومات ، و تعنـى الكشافات بتنظيم المقالات و الدراسـات
و البحوث داخل الدوريات أو الصحف أو الكتب ، و يكون تنظيم
الكشافات إما موضوعياً أو ألفبائياً أو زمنياً أو رقمياً .

* المستخلصات : هي ملخصات دقيقة تبنى بصورة علمية وفقاً لقواعد
الاستخلاص التي تتوخى تضمين الملخص كل العناصر الموجودة
في المادة الأصلية ، وتصاغ بأسلوب مشـابه للوثيقة الأصلية مع
وصف ببليوغرافي يسهل استرجاع الوثيقة الأصلية .
و تتنوع المستخلصات وفقاً للهدف من إنشائها فهنالك المستخلصات
الوصفية و المستخلصات الإعـلامية و المستخلصات الموجـزة
(التلغرافية ) .
* الأدلـة : تفيد في الوصول إلى المعلومات الجارية و المتجددة
و تعرف بأنواعها و أماكن وجودها ، و هنالك أنواع عديدة من
الأدلة نوجز أهمها فيما يلي :
- أدلة الأفراد : تعرف بالخبراء المتخصصين في مجال معين .
- أدلـة الهيئات و الجمعيات و المنظمات الدوليـة : تعرف بهـذه الجهات و أعمالها و أقسامها و مهامها و أنظمتها و خدماتها .
- أدلة الدوريات : تعرف بالدوريات و تخصصها و أماكن صدورها .
- أدلة المؤتمرات و حلقات البحث : تعرف بالندوات و غاياتها و أنواعها و أعمالها و توصياتها و البحوث الصادرة عنها .
- أدلة المواد السمعية و البصرية: تعرف بالأشـرطة الصوتية و الفيديوية و الأفلام و الصور و الشرائح الثابتة و الأقراص الليزرية .
* نظم التصنيف : هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم
المكتبات و دور الأرشـيف ، و يغلب على نظم تصنيف المكتبات
و نظم تصنيف مراكز المعلومات الصحفيـة الطابع الموضوعي ،
و الانتقال من رأس الموضـوع العام إلى رؤوس الموضوعات
الفرعية ، في حين تعتمد دور الأرشـيف على تصنيف الوثائق
الورادة إليها وفقاً للجهة التي أصدرتها .
* نظم الفهرسة : و هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم
مـواد المكتبات و دورالأرشـيف ، و تدل هذه النظم على طريقـة
وصـف أوعية المعلومات وفقاً لقواعد علمية موضوعة سلفاً بحيث
تغطي وصف وعاء المعلومات من جميع الجوانب الممكنة .
* المكانز : هي النظم التي تتضمن كلمات البحث الرئيسة ( الكلمات
المفتاحيـة ) و التي تستخـدم في تخزيـن المعلومات و من ثم
استرجاعها و غني عن البيان أن المكانز هي لغة مقيدة ، أي أن
الواصفات المستخـدمة في الإدخـال يجب أن تكون هـي ذاتها
المستخدمة في الاسترجاع .


4- نـظـم الـتـوثـيــق الحـديثـة :
لعل أول من أشار إلى ضرورة فتح آفاق جديدة أمام نظم استرجاع المعلومات ، بشكل يتجاوز نظم التوثيق التقليدية هو فانيفار بوش الذي كتب مقالاً عام 1945 قال فيه :
" يرجع عجزنا عن الوصول إلى الوثيقة . إلى حد بعيد إلى الافتعال و عدم الدقة في نظم التكشيف ، فحينما توضع بيانات من أي نوع في مكان الاختزان فإنها ترتب هجائياً أو رقمياً ، و يتم الوصول إلى المعلومات ( إذا تحقق ) بتتبعها من فرع إلى آخر"
ثم : " العقل البشـري لا يعمل بهذه الطريقة ، و إنما يعمل بتداعي المعاني أو ترابط الأفكـار ، فهو عندما يحصل على إحـدى المواد ينتقـل في التو و اللحظة إلى الأخرى التي اقترحها تداعي المعاني"


و بذلك يكون " فانيفار بوش " أول من دعا إلى تجاوز نظم التوثيق التقليدية ، و إن الأفكار التي طرحها عام 1945 ، كان لا بد أن تنتظر قبل تحقيقهـا ما يقارب نصـف قرن من الزمـن ، مع تطويـر تقنيات البحـث و الاسترجاع و اعتماد محركات البحث و المكانز الآلية و الشبكات العصبونية ، و مع ظهور النص الفائق ( الممنهل ) Hypertext .
و اليوم تعتمد المكتبات الكبرى في العالم على نظم استرجاع متطورة ، و قد قامت مكتبة الكونجرس و المكتبة البريطانية بتحويل ملايين الكتب من شكلها الورقي إلى الشكل الرقمي ، حيث أصبح بالإمكان اليوم إجراء بحث متطور ليس فقط في عناوين الكتب و موضوعاتها و كلماتها المفتاحيـة ، بل و من خلال البحث عن أية كلمة وردت في الكتاب .
و نوجز فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في نظم التوثيق الإلكترونية الحديثة :
* محرك البحث : و هو برنامج ذكي يبحث عن الكلمات و مرادفاتها
في نصوص الكتب أو الوثائق المخزنـة رقمياً ، أو إذا لم تكـن
النصوص مخزنة بشكلها الكامل فإنه يستطيع البحث في نصوص
الملخصات ، كما تتميز بعض هذه المحركات بذكائها و بإمكانيـة
التعلم ،أي أنها يمكن أن تطور أساليب بحثها ذاتياً من خلال تقويم
نتائج البحث و مدى مطابقتها و تلبيتها لحاجات المستفيد في كـل
مرة.
* المكنز الآلي : و هو نظام ذكي يعتمد على استخراج الواصفات من
النصوص المخزنة و إقامة علاقات ترابـط فيما بينها من العام إلى
الخاص و علاقات ترادف ، و يقوم بتطوير و تعديل هذه العلاقات
بشكل آلي ، من خلال تقويم نتائج البحث و مدى مطابقتها و تلبيتها
لحاجات المستفيد .
* النصوص الفائقة ( الممنهلة ) : تقوم النصوص الفائقة ( الممنهلة )
Hypertext بالإحالة فوراً من نص يعالج موضـوع محـدد إلى
نصوص أخرى متعلقة بكلمة وردت في النص ، مما يشكل أساساً
متطوراً للمعلومات المتكاملة ، و يتطابق إلى حد بعيد مع التصور
الذي طرحه فانيفار بوش عام 1945 ، حيث أكد على الانتقال من
فكرة إلى أخرى وفقاً لتداعي المعاني ، و لكن هذا الانتقـال هنا لا
يعتمد على تداعي المعاني لدى القارىء و إنما لدى المؤلـف الذي
يتوقع أين يكمن تداعي المعاني في النص فيحيل في هذه المواقـع
أو الكلمات إلى نصوص أخرى مترابطة مع النص الأصلي .


5- نـظــم الأرشــفـة الـضـوئـيـة :

مع تعاظم حجم الوثائق الحكومية المخزنة في دور الأرشيف ، أصبح من العسير الوصـول إلى هذه الوثائق دون استخـدام الوسائل الإلكترونية ، و من الطبيعي أن الخطوة الأولى في هذا المجال هي إنشاء قواعد معطيات لتوصيف هذه الوثائق و تسهيل الوصول إليها ، أما الخطوة الثانية فهي ربط هذه القاعدة مع مكنز للواصفات التي تحدد بدقة الموضوعات المتعلقة بهذه الوثائق

https://islamiyat.marocs.net/t281-topic









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 19:58   رقم المشاركة : 2439
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
كيفية التوثيق العلمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

يعتبر التوثيق العلمي و كتابة المراجع في نهاية البحث خطوة هامة في كل بحث ....لذلك سنتطرق هنا الى طرق كتابة هذه المراجع بطريقة صحيحة .


للتوثيق في قائمة المراجع أربعة عناصر أساسية هي :

1-اسم المؤلف :
-يبدأ باسم العائلة أو اللقب لكل المؤلفين ، ثم يكتب الاسم كاملاً في حالة المراجع العربية ، و الحروف الأولى فقط من كل من الاسم الأول و الأوسط للمؤلف في حالة المراجع الاجنبية .

-توضع فاصلة ( ,) بين لقب المؤلف و اسمه لتفصلهما عن بعضهما ، كما توضع فاصلة أيضاً بين مؤلف و آخر مشترك معه في حالة المراجع الاجنبية و ( &) قبل اسم آخر مؤلف مشترك في المرجع إذا كان العمل لأكثر من مؤلف ، و لا توضع الفواصل بين مؤلف و آخر في حالة المراجع العربية و إنما يضاف الاسم مباشرة بعد واو العطف .

2-سنة النشر / تاريخ نشر المرجع :
-يكتب التاريخ بين قوسين بعد إسم المؤلف .
-توضع نقطة بين تاريخ النشر و عنوان الدراسة .


3-عنوان المرجع :
- يأتي عنوان المرجع بعد سنة النشر ، و يتم للاسس التالية :

-يميز العنوان بوضع خط تحته .

-يوضع رقم الطبعة بعد العنوان مباشرة بين قوسين دون أن يفصله عن العنوان فاصلة أو غيرها من علامات الترقيم ، مثل : ( الطبعة الثالثة) .

-توضع نقطة لتفصل العنوان عن العنصر الرابع من عناصر التوثيق و هو معلومات النشر .

-يوضع خط تحت عنوان المرجع إذا كان ضمن " مجلة أو صحيفة أو دورية أو فصل من كتاب ، و كذلك في حالة رسائل الماجستير و الدكتوراه "

-يكتب العنوان مكان المؤلف قبل سنة النشر إذا كان المرجع بدون مؤلف ،و يرتب هجائياً ضمن ترتيب المؤلفين .

-عندما يكون المرجع " فصلاً أو مقالاً من كتاب محرر " يكتب اسم مؤلف الفصل كالمعتاد ف بداية التوثيق ، ثم سنة النشر ، ثم عنوان الفصل ، و بعد العنوان نضع نقطة و نكتب حرف ( في) ، و يليها اسم المحرر أو المحررين كما ورد في غلاف الكتاب مع المحافظة على أن يكون اسم العائلة ( اللقب ) في الآخر ، و نضع كلمة محرر ( أو محررون بحسب عددهم ) بين قوسين يليها فاصلة ثم نكتب عنوان الكتاب مميزاً ، يتبعه قوسان بداخلهما أرقام الصفحات التالي يحتلها الفصل مسبوقة ب ( ص ص ) ، ثم نضع نقطة يليها معلومات النشر .

4-معلومات النشر :
يعتبر أكثر العناصر تعقيداً ، لتعدد و تغير هذه المعلومات ، و من مرجع إلى آخر ،و فيما يلي توضيح لكيفية كتابة معلومات النشر ضمن المرجع الواحد :

-يكتب اسم المجلة كاملاً دون اختصار ، و إذا كانت المجلة الأجنبية فيجب أن تكون الحروف الأولى من كل كلمة في العنوان حروفاً كبيرة .

-يميز اسم المجلة بوضع خط تحته ، ثم توضع فاصلة لتفصل اسمها عن رقم المجلد الذي يوضع تحته خط أيضاً ، ثم يكتب عدد المجلة بين قوسين ، ثم فاصلة لتفصل المجلد و العدد عن أرقام الصفحات ، ثم نقطة .

الان سنتناول كل نوع من انواع المراجع متبوع بمثال توضيحي


توثيق الكتب

*كتاب ذو طبعات مختلفة
مطاوع ، إبراهيم عصمت . (1997) . أصول التربية ( الطبعة الثامنة ) . القاهرة : دار الفكر العربي .

*كتاب مؤلفه مؤسسة
مكتب التربية العربي لدول الخليج ( 1985 ) . الإشراف التربوي بدول الخليج العربي واقعه و تطويره . الرياض : المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج .

*كتاب مترجم
دوران ، رودني .( 1985) . أساسيات القياس و التقويم في تدريس العلوم ( محمد سعيد صباريني و خليل يوسف الخليلي و فتحي حسن ملكاوي , مترجمون) ، الاردن : دار الامل .

*مقال أو فصل من كتاب محرر
الشتاوي ، عبد العزيز و الأحمر ، محمد عادل . (1984) . نتائج دراسة تقارير الدول العربية عن الإشراف التربوي . في : المنظمة العربية للتربية و الثقافي و العلوم ( محرر ) ، الاشراف التربوي في الوطن العربي : واقعه وسبل تطويره ( ص ص . 10 – 17 ) . تونس : المنظمة .

ملاحظة :
•المحرر في المثال السابق مؤسسة و لو كانوا أشخاصاً لكتبت أسماؤهم دون أن تعكس ألقابهم .

•لاحظ أننا وضعنا ( في ) قبل اسم المحرر .

•الجزء الذي يميز في التوثيق هو عنوان الكتاب و ليس عنوان الموضوع.

توثيق الدوريات
الخليلي ، خليل يوسف .( 1989) . الاتجاهات نحو الفيزياء بنيتها و قياسها . أبحاث اليرموك ، 5 (1).


ملاحظة :

5 هو رقم المجلد

1 هو رقم العدد




توثيق الدوريات السنوية " الحوليات "
دمعة ، مجيد إبراهيم . (1987) . التطبيق العملي أو التربية العملية في التدريس . حولية كلية التربية ، 5 ، 107- 129 .

توثيق رسائل الماجستير غير المنشورة
ويح ، محمد عبد الرازق إبراهيم . ( 1996) . الكفاية الداخلية لمعاهد إعداد الدعاة في جمهورية مصر العربية ( دراسة تقويمية ) . رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الزقازيق ، بنها ، مصر .


ملاحظة :
لاحظ ان الخط تحت نوع الرسالة

توثيق رسائل الدكتوراه
ويح ، محمد عبد الرازق ابراهيم . (1999) . تطوير نظام تكوين معلم التعليم الثانوي العام بكليات التربية في ضوء معايير الجودة الشاملة . رسالة دكتوراه غير منشورة ، جامعة الزقازيق ، بنها ، جمهورية مصر العربية .

البحوث الواردة في مؤتمرات
يونس ، هاني محمد .( 2004) . الاتجاهات الحديثة في إعداد المعلم . بحث مقدم لمؤتمر : إعداد المعلم و تطويره و تدريبه ،وزارة التربية و التعليم ، القاهرة ، جمهورية مصر العربية .

دراسة في مجلة ثقافية
الصديق ، بشرى محمد . ( أغسطس ، 1987) . الطالبة الجامعية همومها و طموحاتها . الاتحاد ، ص34- ص 38 .

رسالة إخبارية مؤلفة من قبل مؤسسة معينة
مركز البحث و التطوير التربوي . ( أيلول ، 1988) . مركز البحث و التطوير التربوي : نشرة دورية إعلامية . إربد ، الاردن : جامعة اليرموك ، مركز البحث و التطوير التربوي .

كتيب برقم متسلسل
علي ، سعيد إسماعيل .( 1987) . الفكرالتربوي العربي الحديث . عالم المعرفة ، ( سلسلة رقم 113 ) .

كتاب يحوي عدة مجلدات أو أجزاء
الحفنى ، عبد المنعم . ( 1978) . موسوعة علم النفس و التحليل النفسي ( جزء 1-2) . بيروت ، لبنان : دار العودة .

منقول .... https://www.meleigi.com/vb/showthread.php?t=426




https://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=23198









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 19:59   رقم المشاركة : 2440
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
بحث كامل حول: مهنة الموثق في الجزائر
Odegaard16
01:55 - 2012/01/24 معلومات عن العضو
الموثق:


مقدمة: التوثيق هو العمود الفقري من الناحية القانونية لكل نظام اقتصادي والضامن الأساسي للمتعاملين لذا قانون التوثيق الصادر بتاريخ 12/07/1988 نظم هذه العملية وحدد اختصاصات الموثق.

تعريف الموثق: الموثق هو ضابط عمومي يتولى تسيير مكتب عمومي للتوثيق لحسابه الخاص وتحت مسؤوليته ويقوم بتحرير العقود وتسجيلها لحفظ أصولها ويمتد اختصاصه إلى كامل التراب الوطني. والتوثيق عرف منذ الحضارة المصرية الفرعونية والحضارة الرومانية ثم الحضارة الإسلامية ثم العصر الحديث.

وفي الجزائر عرفت مهنة التوثيق عدة مراحل من حيث التنظيم والتسيير فإن القانون في هذا المجال هو السائد ويعود إلى سنة 1934 وكان التوثيق له نظامين: نظام مكاتب التوثيق يشرف عليها موثق ويحرر العقد باللغة الفرنسية ويقوم لإجراء تسجيل العقود لدى المحافظة العقارية ونظام آخر يسمى بالمحاكم الشرعية ويحرر عقود باللغة العربية ويتلقون العقود في سجلات ويقدمونها إلى مصالح التسجيل ليصبح لها تاريخ دون إشهارها(انعدام البيانات في العقد). وعمد صدور قانون 70/91 المؤرخ في 15/12/1970 أعاد النظر في تنظيم وتسيير الموثق وبدأ سريان القانون في 01/01/1971 أين ألغى مكاتب التوثيق والمحاكم الشرعية وأنشأ مكاتب للتوثيق تابعة لوزارة العدل وأسندت لها مهمة المحافظة على الأرشيف لتنظيم وتسليم النسخ للأطراف المعنية في هذا المجال.

ثم أعيد قانون جديد رقم 88/27 المؤرخ في 12/07/1988 أعاد تنظيم المهنة وأنشأ مكاتب عمومية يمتد اختصاصها عبر كامل التراب الوطني سيره الموثق لحسابه الخاص وتحت مسؤوليته ويتمتع بصفة الضابط العمومي، ثم ظهر مرسوم تنفيذي 89/144 مؤرخ في 08/08/1989 يحدد شروط الالتحاق بمهنة موثق وممارستها ونظامها الانضباطي وسير أجهزتها.

عدل بمرسوم بتاريخ 19/12/1989 تحت رقم 89/283 ثم بمرسوم تنفيذي جديد رقم 90/81 المؤرخ في 13/03/1990 يحدد كيفية دفع الأتعاب ثم عدل بالمرسوم رقم 91/183 ثم بالمرسوم رقم 91/439.

وبتاريخ 20/08/2006 صدر قانون 06/02 المتعلق بتنظيم مهنة الموثق يحتوي على 72 مادة والذي ألغى قانون رقم 88/27 المؤرخ في 12/07/1988.

يكون الالتحاق بالمهنة عن طريق مسابقة وطنية بموجب قرار من وزير العدل وبناء على اقتراح من الغرفة الوطنية للموثقين.

كيفية الالتحاق:

1. الجنسية الجزائرية.

2. العمر لا يقل عن 25 سنة.

3. التمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية.

4. التمتع بكفاءة بدنية.

عند النجاح فالحائزون على شهادة الكفاءة المهنية للتوثيق بصفتهم موثقين بقرار من وزير العدل حافظ الأختام.

يؤدي الموثق اليمين القانونية أمام المجلس القضائي لمكان تواجد مكتبه.

مهام الموثق:

1. حفظ العقود التي يحررها أو يسلمها للإيداع ويسهر على تنفيذ الإجراءات اللازمة لاسيما التسجيل، الإعلان، النشر، الشهر.

2. حفظ الأرشيف التوثيقي وتسييره.

3. تسليم نسخ تنفيذية للعقود المحررة.

4. التأكد من صحة العقود الموثقة ويقد نصائحه طبقا للقوانين السارية.

5. إعلام الأطراف بالتزاماتهم وحقوقهم والآثار المترتبة والاحتياطات والوسائل المتطلبة عند إبرام العقود.

6. يمكن تقديم الاستشارات في حدود صلاحياته واختصاصه.

7. السر المهني وعدم الإفشاء بالمعلومات.

8. تحرير العقود إلا ما هو مخالف للقانون.

9. يحافظ على الموثق من الإهانة أو الاعتداء بالعنف خلال تأديه مهامه.

حالات المنع:

لايجوز للموثق أن يتلقى العقد الذي:

1. يكون طرفا فيه سواء معني أو ممثل أو مرخص له.

2. يتضمن تدابير لفائدته أو يكون وكيلا أو متصرفا.

3. إذا كان في العقد أحد أقاربه أو أصهاره إلى الدرجة الرابعة.

4. إذا كان في العقد أحد أقاربه أو أصهاره يجمعه مع قرابة حواشي. لايجوز كذلك أن يكون شاهدا في العقد.

5. إذا كان طرفا في مجلس شعبي محلي.

6. يحظر على الموثق القيام بأعمال تجارية، مصرفية، إدارة شركة حضارية لاكتساب عقارات، إعادة بيعها، الأسهم التجارية، حقوق مراثية، الانتفاع من أية عملية يساهم فيها، استعمال أسماء مستعارة، السمسرة، السماح لمساعديه بالتدخل في العقود التي يتلقاها دون توكيل مكتوب.

حالات التنافي:

تتنافى ممارسة مهنة الموثق مع:

1. العضوية في البرلمان.

2. رئاسة أحد المجالس الشعبية المحلية المنتخبة.

3. كل وظيفة عمومية أو ذات تبعية.

4. كل مهنة حرة أو خاصة.

إنابة الموثق أو إدارة المكتب مؤقتا:

- عند غياب الموثق أو حصول مانع مؤقت له، يجب بناء على ترخيص من وزير العدل حافظ الأختام تعيين موثق لاستخلافه، يختاره الموثق أو الغرفة الجهوية، وتحرر العقود باسم النائب ويشار إلى الرخصة، ويكون الموثق مسؤولا مدنيا عن الأخطاء الغير عدمية المرتكبة من طرف النائب.

- عند وفاة الموثق أو عزله أو توقيفه يعين موثق مستخلف بناء على اقتراح من الغرفة الوطنية للموثقين وتنتهي مهامه بعد انتهاء الإجراءات الخاصة بالتصفية.

- إذا توفي الموثق قبل توقيعه العقد وكان موقعا من طرف الأطراف، يمكن لرئيس المحكمة محل تواجد المكتب أن يأمر بتعيين موثق آخر للتوقيع.

هيكلة المهنة وتنظيمها :

طبقا للقانون الجديد 06/02 المتعلق بالتوثيق يمكن إنشاء مجلس أعلى للوثيق يرأسه وزير العدل حافظ الأختام ويدرس كل المسائل ذات الطابع العام بالمهنة، يتكون المجلس الأعلى للتوثيق من:

1. وزير العدل حافظ الأختام رئيسا.

2. مدير الشؤون المدنية لوزراء العدل عضوا.

3. مدير الشؤون الجزائية لوزارة العدل عضوا.

4. رئيس الغرفة الوطنية عضوا.

5. رؤساء الغرف الجهوية أعضاء.

تنشأ كذلك غرفة وطنية للموثقين لها شخصية اعتبارية تسهر على تنفيذ الأعمال الهادفة لضمان احترام المهنة والأعراف وتقود بإعداد مدونة أخلاقيات المهنة.

تنشأ غرف جهوية للموثقين تقوم بمساعدة الغرفة الوطنية.

المجلس التأديبي :

ينشأ على مستوى كل غرفة جهوية مجلس تأديبي يتكون من 7 اعضاء من بينهم رئيس الغرفة رئيسا وينتخب 6 أعضاء من بين أعضاء الغرفة لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

المجلس ينعقد بطلب من وزير العدل حافظ الأختام أو رئيس الغرفة الوطنية للموثقين وينعقد بحضور أغلبية أعضائه ويفصل في الدعوى التأديبية في جلسة مغلقة وبقرار مسبب.

العقوبات التأديبية:

دون الإخلال بالمسؤولية الجزائية والمدنية يتعرض الموثق عن كل تقصير في التزاماته المهنية أو بمناسبة تأديتها إلى العقوبات التأديبية التالية:

1. الإنذار.

2. التوبيخ.

3. التوقيف عن ممارسة المهنة لمدة أقضاها 06 أشهر.

4. العزل.

يتم إبلاغ قرار المجلس التأديبي من طرف رئيس الغرفة الجهوية للموثقين إلى وزير العدل حافظ الأختام، رئيس الغرفة الوطنية للموثقين، الموثق المعني في أجل 15 يوما من تاريخ صدور القرار.

يجوز الطعن في القرا من الأطراف المذكورة في مهلة 30 يوما من تاريخ التبليغ أمام اللجنة الوطنية للطعن.

ملاحظة: تتقادم الدعوى التأديبية بمضي 03 سنوات ابتداء من تاريخ ارتكاب الأفعال (عدم وجود متابعة جزائية).

اللجنة الوطنية للطعن:

تتشكل من 08 أعضاء أساسيين و04 قضاة برتبة مستشار بالمحكمة العليا يعينهم وزير العدل حافظ الأختام من بينهم رئيس اللجنة و04 موثقين تختارهم الغرفة الوطنية للموثقين ويتم تعيين 04 قضاة احتياطيين بنفس الرتبة و04 موثقين احتياطيين من نفس الغرفة.

تمارس اللجنة مهامها لمدة 03 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

يعين وزير العدل حافظ الأختام ممثلا له(نيابة عامة) وكذا موظفا يتولى أمانة اللجنة الوطنية للطعن.

تجتمع اللجنة بناء عن أمر من رئيسها أو معالي وزير العدل أو رئيس الغرفة الوطنية للموثقين.

تستمع للموثق المعني بعد استدعائه برسالة مضمونة للمثول ويجوز له الاستعانة بموثق أو محامي.

تفصل اللجنة في جلسة سرية وبأغلبية الأصوات وبقرار مسبب ما عدا قرار العزل بأغلبية2/3 الأعضاء والنطق يكون في جلسة علنية.

يمكن الطعن في قرار اللجنة الوطنية للطعن أمام مجلس الدولة وفقا للتشريع المعمول به وليس لهذا الطعن أثر موقف بالنسبة لتنفيذ قرارات اللجنة.
تصفح ردود المواضيع في الأرشيف متوفر للأعضاء المسجلين فقط.

https://www.startimes.com/?t=30018751









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 19:59   رقم المشاركة : 2441
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
بحث عن نظم التوثيق


بحث حول نظم التوثيق

نظم التوثيق

نــظــم الــتــوثـيـــق
د.بشار عباس
1- التوثيـق فـي التاريــخ :
تعود بدايات التوثيق إلى عصور ما قبل التاريخ ، أي أن بدايات التوثيق سبقت التدوين الكتابي ، ذلك أن التوثيق بمفهومه الواسع ، أي حفظ الأحداث التاريخية و المعلومات العلمية و نقلها إلى الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة منها ، ينطبق أيضاً على التناقل الشفاهـي للمعلومات و المعـارف و المهارات ، و لا بد أن نتذكر أن الشعر الجاهلي أسهم في توثيق تاريخ العرب قبل الإسـلام ، وأن ملاحـم هوميروس الشاعر الإغريقي الأعمـى " وثقت " فترة تاريخية كانت غائرة في عمق الذاكرة الإغريقية ، و أن التناقل الشفاهي لملحمتي الأوذيـسة و الإلياذة كان من أول أشكال التوثيق الشفاهي و ذلك قبل تدوينهما بقرون عديدة . و عندما ننظر إلى التوثيق في تاريخ العالم القديم نستطيع أن نلمح أهم محطاته :
* وصلت الحضارتان السومرية و المصرية إلى مستوى عالٍ من
الكتابة التصويرية ، التي اسـتوعبت تدوين الشـعر و الطـب
و المعتقدات الدينية و العلوم .
* اكتشف المصريون نحو 2500 قبل الميلاد ورق البردي ، و بذلك
أصبح من الممكن تبادل الوثائق ، و نقل المعلومات المدونـة من
مكان إلى آخر.
* اكتشف السومريون نحو 1700 قبل الميلاد وسـيطاً آخر و هو
الكتابة على ألواح فخارية ( الرقـم ) و سـجلوا عليها بالكتابة
المسمارية تاريخهم وعلومهم و مبادلاتهم التجارية ، وذلك بعد أن
طوروا كتابتهم التصويرية القديمة إلى كتابة مسمارية .
* ظهرت أولى المكتبات المنظمة و المصنفة في العالم في مصر
و بلاد ما بين النهرين في الألف الثانية قبل الميلاد .
* في القرن الثامن قبل الميلاد ظهرت في سـورية أول أبجدية فتحت
الطريق أمام الانتشار الواسع للكتابة في العالم القديم ، و أثرت على
الأبجدية اليونانية و التي انطلقت منها فيما بعد الأبجدية اللاتينية .
* في الفترة ( 1450- 1456 ) م أخرجت مطبعة يوحنا غوتنبرغ
أول كتاب مطبوع يتكون من 42 سطراً من الإنجيل ، مما منح
البشرية إمكانية النشر الواسع للنصوص المكتوبة .
* في القرن التاسع عشر ظهر نظام تصنيف ديوي Melvil Dewey،
و هو أشهر و أهم نظم تصنيف المكتبات حتى اليوم .

2- تعـريــف عـلـم الـتـوثيــق :
تختلف تعريفات علم التوثيق باختلاف النقطة التي نرغب بالتركيز عليها ، و لعل أهم و أفضل هذه التعريفات هو :
" التوثيق هو علم السيطرة على المعلومات " .
ذلك أن هذا التعريف ينطبق على نظم التوثيق التقليدية . كما يستوعب الاتجاهات الحديثة لهذا العلم ، فالمعلومات يمكن أن تتضمن جميع أشكال حاويات المعلومات بدءاً من الوثيقة و الكتاب و انتهاء بالصورة و التسجيلات الصوتية و الفيديوية و النصوص الإلكترونية ، كما أن مفهوم السيطرة يتضمن العمليات الفنية التقليدية كالتجميع و الاختزان و الفهرسة و التصنيف و التكشيف ، كما يتضمن الاتجاهات الحديثة كمحركات البحث و المكانز الآلية و الفهرسة الآلية .

3- نـظـم الـتـوثـيـق الـتـقـلـيـديـة :
في القرن التاسع عشر بدأت ملامح ظاهرة انفجار المعلومات بالإعلان عن نفسها ، مما دفع بالموثقين إلى استكشاف أساليب جديدة تساعدهم في مواجهة هذه الظاهرة ، و قد كان التحذير الذي ورد على لسان جوزيف هنري ، و هو أحد أهم العاملين في مجـال المكتبات في الولايات المتحـدة و بريطانيا ، إذ أسهم في إنشاء 380 مكتبة في هذين البلدين ، وقد عبر عن قلقه تجاه مستقبل التوثيق عام 1851 قائلاً :
" لقد أثبتت التقديرات أن مقدار ما ينشر سنوياً من مصادر المعلومات ، يبلغ نحو عشرين ألفاً من المجلدات ، بما فيها النشرات ، و تعد كلها إضافة إلى رصيد المعرفة البشرية ، و مالم ترتب هذه الكميات الضخمة بطريقة ملائمة فسوف يضل الباحثون سبيلهم بين أكداس الإنتاج الفكري ، كما أن تل المعلومات سوف يتداعى تحت وطأة وزنه " .
و يمكن أن نقول أن علم التوثيق الحديث انطلق في القرن التاسع عشر، حيث شهد هذا القرن ولادة نظام ديوي للتصنيف ، و شهد انطلاق معظم الأساليب المستخدمة فيما بعد في مجال التوثيق و وضع أسسها العلمية كالفهرسـة و التكشيف و التحليل الموضوعي و التصنيف و الاستخـلاص ، و نوجز فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في نظم التوثيق التقليدية :
* الكشافات : هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في استرجاع
المعلومات ، و تعنـى الكشافات بتنظيم المقالات و الدراسـات
و البحوث داخل الدوريات أو الصحف أو الكتب ، و يكون تنظيم
الكشافات إما موضوعياً أو ألفبائياً أو زمنياً أو رقمياً .

* المستخلصات : هي ملخصات دقيقة تبنى بصورة علمية وفقاً لقواعد
الاستخلاص التي تتوخى تضمين الملخص كل العناصر الموجودة
في المادة الأصلية ، وتصاغ بأسلوب مشـابه للوثيقة الأصلية مع
وصف ببليوغرافي يسهل استرجاع الوثيقة الأصلية .
و تتنوع المستخلصات وفقاً للهدف من إنشائها فهنالك المستخلصات
الوصفية و المستخلصات الإعـلامية و المستخلصات الموجـزة
(التلغرافية ) .
* الأدلـة : تفيد في الوصول إلى المعلومات الجارية و المتجددة
و تعرف بأنواعها و أماكن وجودها ، و هنالك أنواع عديدة من
الأدلة نوجز أهمها فيما يلي :
- أدلة الأفراد : تعرف بالخبراء المتخصصين في مجال معين .
- أدلـة الهيئات و الجمعيات و المنظمات الدوليـة : تعرف بهـذه الجهات و أعمالها و أقسامها و مهامها و أنظمتها و خدماتها .
- أدلة الدوريات : تعرف بالدوريات و تخصصها و أماكن صدورها .
- أدلة المؤتمرات و حلقات البحث : تعرف بالندوات و غاياتها و أنواعها و أعمالها و توصياتها و البحوث الصادرة عنها .
- أدلة المواد السمعية و البصرية: تعرف بالأشـرطة الصوتية و الفيديوية و الأفلام و الصور و الشرائح الثابتة و الأقراص الليزرية .
* نظم التصنيف : هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم
المكتبات و دور الأرشـيف ، و يغلب على نظم تصنيف المكتبات
و نظم تصنيف مراكز المعلومات الصحفيـة الطابع الموضوعي ،
و الانتقال من رأس الموضـوع العام إلى رؤوس الموضوعات
الفرعية ، في حين تعتمد دور الأرشـيف على تصنيف الوثائق
الورادة إليها وفقاً للجهة التي أصدرتها .
* نظم الفهرسة : و هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم
مـواد المكتبات و دورالأرشـيف ، و تدل هذه النظم على طريقـة
وصـف أوعية المعلومات وفقاً لقواعد علمية موضوعة سلفاً بحيث
تغطي وصف وعاء المعلومات من جميع الجوانب الممكنة .
* المكانز : هي النظم التي تتضمن كلمات البحث الرئيسة ( الكلمات
المفتاحيـة ) و التي تستخـدم في تخزيـن المعلومات و من ثم
استرجاعها و غني عن البيان أن المكانز هي لغة مقيدة ، أي أن
الواصفات المستخـدمة في الإدخـال يجب أن تكون هـي ذاتها
المستخدمة في الاسترجاع .

4- نـظـم الـتـوثـيــق الحـديثـة :
لعل أول من أشار إلى ضرورة فتح آفاق جديدة أمام نظم استرجاع المعلومات ، بشكل يتجاوز نظم التوثيق التقليدية هو فانيفار بوش الذي كتب مقالاً عام 1945 قال فيه :
" يرجع عجزنا عن الوصول إلى الوثيقة . إلى حد بعيد إلى الافتعال و عدم الدقة في نظم التكشيف ، فحينما توضع بيانات من أي نوع في مكان الاختزان فإنها ترتب هجائياً أو رقمياً ، و يتم الوصول إلى المعلومات ( إذا تحقق ) بتتبعها من فرع إلى آخر"
ثم : " العقل البشـري لا يعمل بهذه الطريقة ، و إنما يعمل بتداعي المعاني أو ترابط الأفكـار ، فهو عندما يحصل على إحـدى المواد ينتقـل في التو و اللحظة إلى الأخرى التي اقترحها تداعي المعاني"


و بذلك يكون " فانيفار بوش " أول من دعا إلى تجاوز نظم التوثيق التقليدية ، و إن الأفكار التي طرحها عام 1945 ، كان لا بد أن تنتظر قبل تحقيقهـا ما يقارب نصـف قرن من الزمـن ، مع تطويـر تقنيات البحـث و الاسترجاع و اعتماد محركات البحث و المكانز الآلية و الشبكات العصبونية ، و مع ظهور النص الفائق ( الممنهل ) Hyper,,,, .
و اليوم تعتمد المكتبات الكبرى في العالم على نظم استرجاع متطورة ، و قد قامت مكتبة الكونجرس و المكتبة البريطانية بتحويل ملايين الكتب من شكلها الورقي إلى الشكل الرقمي ، حيث أصبح بالإمكان اليوم إجراء بحث متطور ليس فقط في عناوين الكتب و موضوعاتها و كلماتها المفتاحيـة ، بل و من خلال البحث عن أية كلمة وردت في الكتاب .
و نوجز فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في نظم التوثيق الإلكترونية الحديثة :
* محرك البحث : و هو برنامج ذكي يبحث عن الكلمات و مرادفاتها
في نصوص الكتب أو الوثائق المخزنـة رقمياً ، أو إذا لم تكـن
النصوص مخزنة بشكلها الكامل فإنه يستطيع البحث في نصوص
الملخصات ، كما تتميز بعض هذه المحركات بذكائها و بإمكانيـة
التعلم ،أي أنها يمكن أن تطور أساليب بحثها ذاتياً من خلال تقويم
نتائج البحث و مدى مطابقتها و تلبيتها لحاجات المستفيد في كـل
مرة.
* المكنز الآلي : و هو نظام ذكي يعتمد على استخراج الواصفات من
النصوص المخزنة و إقامة علاقات ترابـط فيما بينها من العام إلى
الخاص و علاقات ترادف ، و يقوم بتطوير و تعديل هذه العلاقات
بشكل آلي ، من خلال تقويم نتائج البحث و مدى مطابقتها و تلبيتها
لحاجات المستفيد .
* النصوص الفائقة ( الممنهلة ) : تقوم النصوص الفائقة ( الممنهلة )
Hyper,,,, بالإحالة فوراً من نص يعالج موضـوع محـدد إلى
نصوص أخرى متعلقة بكلمة وردت في النص ، مما يشكل أساساً
متطوراً للمعلومات المتكاملة ، و يتطابق إلى حد بعيد مع التصور
الذي طرحه فانيفار بوش عام 1945 ، حيث أكد على الانتقال من
فكرة إلى أخرى وفقاً لتداعي المعاني ، و لكن هذا الانتقـال هنا لا
يعتمد على تداعي المعاني لدى القارىء و إنما لدى المؤلـف الذي
يتوقع أين يكمن تداعي المعاني في النص فيحيل في هذه المواقـع
أو الكلمات إلى نصوص أخرى مترابطة مع النص الأصلي .

5- نـظــم الأرشــفـة الـضـوئـيـة :
مع تعاظم حجم الوثائق الحكومية المخزنة في دور الأرشيف ، أصبح من العسير الوصـول إلى هذه الوثائق دون استخـدام الوسائل الإلكترونية ، و من الطبيعي أن الخطوة الأولى في هذا المجال هي إنشاء قواعد معطيات لتوصيف هذه الوثائق و تسهيل الوصول إليها ، أما الخطوة الثانية فهي ربط هذه القاعدة مع مكنز للواصفات التي تحدد بدقة الموضوعات المتعلقة بهذه الوثائق ، إلا أن الشكل الأحدث لحفظ الوثائق الورقية يتمثل دون شك في إنشاء نظام الأرشفة الضوئية ، الذي يضمن عدم المساس بالوثيقة الأصلية ، فهو يحيل المستفيد إلى صورة الوثيقة المخزنة في الحاسوب بسهولة وسرعة.
إلا أن النظم الأحدث للأرشفة الضوئية تربط صورة الوثيقة بنظام التعرف على الأحرف ضوئياً OCR ، وبالتالي يستطيع المستفيد أن يشاهد صورة الوثيقة بشكلها الأصلي مع الأختام والتواقيع ، وفي الوقت نفسه يستطيع أن يستفيد من البحث في النص الكامل للوثيقة بعد قراءتها آلياً باستخدام نظام OCR .
6 ـ نـظـام الأرشــيـف الـرقـمــي :
شهد العقد الأخير من القرن العشرين تطورات كبيرة في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال الإدارة ، وبذلك أمكن تقنياً معالجة المعلومات المطلوبة و نقلها في جميع أقسام المؤسسات الرسمية المتباعدة جغرافياً ، تماماً كما لو أن موظفي المؤسسة يعملون في مبنى واحد، وهكذا ظهر اهتمام الأرشيفيين بحفظ واسترجاع هذه الوثائق الرسمية الإلكترونية التي تجري ضمن بيئة إلكترونية بحتة ، وفي جزء هام من هذه الحالات دون استخدام الورق .
إلا أن نجاح نظام الأرشيف الرقمي يتطلب عدة شروط نوجز أهمها فيما يلي :
* لا بد أن تتوافر في النظام المنشود حماية قوية تتحكم بأي تعديل
يطرأ على الوثيقة الأصلية ، وذلك من خلال إجراءات تحـدد
صلاحيات إنشاء الوثيقة بدقـة ، وتحتفظ بنسـخ عن الوثيقـة
الأصلية مع معلومات عن تاريخ إنشائها والجهة التي أنشأتها ،
كما تحتفظ بنسخ عن أية تعديلات أو إضافات تطرأ عليها مع
تاريخ التعديل والجهة التي قامت به .
* لا بد من حفظ جميع المعلومات المتعلقة بالسياق ، مثل علاقـة
الوثيقة بالوثائق الأخرى و الجهة التي أنشأت الوثيقة و الفعالية
التي أنشئت فيها الوثيقة .
* لا بد من حفظ جميع المعلومات المتعلقة ببنية الوثيقة كالتنسيق
وتسجيل استخدام المصطلحات والشكل والوسـط والحقـول
والجداول والهوامش والفصول والأجزاء والصور والأشكال
المتضمنة في الوثيقة .

* لابد من حفظ المعطيات الوصفية ,,,, Data حول الوثيقـة
وهي المعطيات التي تبين كـيفية تسـجيل الوثيقـة ونوعهـا
وموضوعها كما توضح خلفية الوثيقة والأجزاء والسلاسل كما
تتضمن معلومات عن محتوى الوثيقة .
* لا بد من الحفاظ على الوثيقة نفسها بصورة ملائمة للاستخـدام
عبر التطور التكنولوجي المتسارع ، وهذا يتطلب نسخ الوثيقـة
من النظام القديم إلى النظام الأحدث مع التأكيد على الحفاظ على
معلومات السياق والبنيـة والمعطيات الوصفية دون تغيير ، بما
في ذلك شكل الوثيقة وتنسيقها الداخلي .

7 ـ الـنـظــم الـمـتـكـامـلـة الـمـنـدمـجـة :
تتجه نظم التوثيق الحديثة حالياً إلى نظم متكاملة تتيح للمستفيد الذي يستفسر عن موضوع محدد ، مثلاً : إعلان الحرب العالمية الثانية ، أن يقرأ هذا الخبر من الصحف ثم يستمع إلى التسجيل الصوتي للخبر من الإذاعة ، ثم يمكن أن يشاهد أفلاماً وثائقية تسجيلية لأحداث بداية الحرب ، كل ذلك إلى جانب الوثائق الرسمية الصادرة عن الحكومات التي دخلت الحرب في بدايتها ، ونظم التوثيق هذه دخلت طور العمل فعلياً منذ عدة سنوات ، كما لا بد من التأكيد أن هذه النظم أصبحت متاحة على شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) ، وتعتمد هذه النظم محركات بحث ذكية تبحث عن الكلمة المفتاحية ومرادفاتها ، كما تقبل في الوقت نفسه أسئلة باللغة الطبيعية .https://www.stooob.com/251195.html









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:01   رقم المشاركة : 2442
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
نوان المقالة : التوثيـق: المنهجيات و النظم فـي علم تحليل الوثائق إعداد المستشار/ أنور عبد القادر عبد العزيز الرشيد
استشاري تحليل نظم حفظ الوثائق _ مركز التوثيق والمعلومات
أمانة مركز المعلومات و اتخاذا القرار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء لدولة الكويت

مقدمـة:
بعد التوسع الهائل في النتاج الفكر الإنساني و ما تمخض عنه من كتب و نشرات و دوريات و أبحاث و غيرهما من النتاج الفكري الإنساني الذي فاق الملاين لا بل المليارات من المعلومات،
أصبح هناك حاجة ماسة لترتيب هذا النتاج الهائل من الفكر، و عندما بحث المختصين بجزئية هذا الترتيب وصلوا لقناعة بان ترتيب و تصنيف هذا النتاج لا بد منه و عندما توغلوا بهذا الترتيب
اكتشفوا بأن عليهم الغوص و التعمق بجزئيات لم يتطرق لها احد من قبل، لذلك أوجدوا ما يعرف ألان باسم التوثيق الذي يقوم به متخصصون لكي يوفروا لنا ما نريده من معلومات قد يتطلب
البحث عنها فترات طويلة و قد نجدها بين ثنايا الكتب و المجلدات و البحوث المتخصصة أو لا نجدها وفق العرف البحثي التقليدي، و أيضا فرضت الحاجة على العلماء بأن يقوموا بما عرف لاحقا
بالتحليل، أي تحليل هذه البيانات لكي يستنبطوا منها ما يساعدهم على استرجاع هذا الكم الهائل من المعلومات و البيانات، و في أثناء هذه المرحلة من التاريخ أيضا اضطر العلماء و
الباحثين إلى استخدام بعض الآليات التي تعينهم على الرجوع إلى المعلومة المطلوبة من خلال استخدام ما عرف باسم الفهرسة و التكشيف التي قادتهم لعمل قوائم برؤوس الموضوعات
واستنباط الكلمات الدالة عن موضوعات البحث مما شكل دافعا قويا ليكون هناك كنز عظيم من الكلمات و مرادفتها لكي ييسر عملية البحث و التقصي عن جزئية لا يمكن الوصول لها دون
استخدامه، وهذا الكنز العظيم من الكلمات أطلق عليه اسم المكنز خصوصا عندما دخلت التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على استخدام الأدوات العصرية من حاسبات آلية و نظم تطبيقية و
مصغرات فيلمية و وسائط حفظ مختلفة ساعدت الباحثين و العلماء على الوصول إلى تلك المعلومة بأقل جهد و أسرع وقت و اقل تكلفة و هذا ما يهدف له علم التوثيق بنهاية المطاف.

و تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على علم التوثيق منذ نشأته، وكذلك التعرف على بعض الدراسات والأبحاث المقدمة من قبل مجموعة العلماء والمختصين في هذا المجال، ونرجو إن يكون
هذا البحث أحد الروافد التي تدعم علم التوثيق وما فيه من مداخل المتعددة.

نبذه عن التوثيق:
منذ فجر التاريخ أحس الإنسان بحاجة ماسة إلى توثيق الأحداث التي مر بها أثباتاً لدورة في المشاركة و صنع تلك الإحداث و تأثيره عليها، ولولا عملية التوثيق التي قام بها الإنسان على
مر العصور لما استطعنا أن نتعرف على الحضارات المختلفة السابقة ولما وصلت إلينا أخبارهم، ونستطيع القول بأن بداية عملية التوثيق المعروفة حاليا كانت مع الحضارات الأولي حيث
استخدم الإنسان طرق وأساليب مختلفة باختلاف الأدوات والمقومات المتاحة في ذلك الوقت والتي تعتمد على الظروف البيئية المحيطة بكل فترة زمنية، و يتجلى ذلك بوضوح في الآثار و
العملات و المخطوطات القديمة التي عثر عليها و التي تضمنت معلومات تشير إلى الحقب الزمنية التي كان يعيش بها صانعي تلك الآثار و التي علمنا من خلالها تفاصيل حياتهم اليومية و
ثقافتهم و عاداتهم و تقاليدهم.
ورغم وجود التكنولوجيا الحديثة التي يسرت عمليات البحث والتحليل التي كانت مستحيلة في السابق يفاجئنا العلماء كل يوم باكتشاف جديد يساهم في التعرف على الحضارات
المختلفة وحل الألغاز المحيطة بها والتي ما زالت قيد البحث والدراسة في عصرنا الحاضر.
ونتيجة لذلك ظهرت في هذا المجال علوم ساهمت في قراءة التاريخ وفق تسلسلها الزمني، وأفرزت تلك العلوم عن ظهور مجموعة من العلماء والباحثين والأخصائيين اللذين حرصوا على
استخدام أساليب ووسائل مختلفة للتوصل من خلالها إلى استكشاف الأحداث التي ما زالت منطوية بين ثنايا التاريخ لتوثيقها، بالإضافة إلى توثيق كافة المستجدات في عصرنا الحالي.

تعريف علم التوثيق:
اخذ علم التوثيق يتوسع بشكل عنكبوتي شمل العالم كله بشبكة مترابطة مع بعضها بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية وقد بدأ ذلك مع بداية البشرية، ففي أواخر القرن التاسع
عشر أصدر العالمان أو تليت ولافونتين ببليوجرافية بغرض تجميع الإنتاج الفكري المنشور، بعدما أحسوا بأن المكتبات التقليدية عاجزة عن تقديم خدماتها بشكل مرضي عنه.
وتعتبر الببليوجرافية التي قام به العالمان أول عمل موثق وأطلقوا على ذلك النشاط الذي قاما به توثيق، و تتالت بعد ذلك الدراسات والأبحاث المهتمة بعلم الببليوجرافية وتطورت إلى إن
وصلت ما هي عليه ألان حيث يُمكننا الحصول على المعلومة بأسرع وقت واقل كلفة وجهد، وهذه العملية بحد ذاتها تعتبر إنجاز للبشرية إن قورن بما كان يحدث قبل ذلك، فمع تطور العلم
ومخرجاته الحديثة أصبح التخصص في مثل هذه العلوم من المتطلبات الرئيسية والأساسية.
فإذ كان العالمان أو تليت و لافونتين ومن جاء من بعدهم من علماء قد قدما لنا خلاصة فكرهم منذ القرن التاسع عشر فإن القرن الحادي والعشرين يتطلب منا المزيد من الجهد والسعي
لتطوير هذا المجال، و في بحثنا هذا حاولنا البحث والخوض في علم التوثيق وهي جزئية تستحق البحث والدراسة علنا نثير اهتمام العلماء لها ونحفزهم للنقاش حولها، ومن هذا المنطلق
نعتقد جازمين إن التوثيق أصبح من ضروريات العصر الحديث.

وهناك الكثير من التعاريف التي أطلقها علماء أفاضل يعرفون بها التوثيق سوف نتطرق للبعض منها و إن اختلفت في صياغتها الغوية، إلا إنها تتفق في مضمونها و من هذه التعريفات ما يلي:-

1- تعريف موريتمر تاوبة taube:
يعرف موريتمر التوثيق بأنه مجموعة العمليات التي يشتمل عليها توصيل المعلومات المتخصصة و التي تتضمن العمليات التي تكون العمل المكتبي المتخصص إلى جانب العمليات المبدئية
الخاصة بأعداد و نسخ المواد و ما يتبعها من عمليات التوزيع.

2- تعريف جيمس ماك jams mack و روبرت تابلور ROBART TAYLOR:
عرفا العالمان التوثيق بأنه مجموعة من العمليات الأزمة لتجميع و تنظيم و توصيل المعرفة المتخصصة وذلك لغرض توفير أقصى استخدام ممكن للمعلومات التي تشتمل عليها*.

3- تعريف براد فورد BRADFORD:
يرى براد فورد إن التوثيق هو عملية جمع و تصنيف جميع سجلات المعرفة و المعلومات الحديثة و تيسير استعمالها لمن يحتاجها من الباحثين و المخترعين*

4- تعريف قاموس وبستر WABASTR dctinary:
يعرف قاموس وبستر التوثيق بأنه تجميع للمعرفة المسجلة و ترميزها و بثها على إن تعامل هذه المعرفة بطريقة شاملة و بإجراءات متكاملة و مع الاستعانة بعلم المعاني و الوسائل الآلية
بأساليب التصوير المختلفة و ذلك حتى تنال المعلومة اكبر قدر من الإتاحة و الاستخدام.

5- تعريف شبراshera:
يرى شبرا إن التوثيق هو شكل أخر من العمل المكتبي يمتاز عن سابقة بكونه أكثر عمقا في التناول و التحليل الموضوعي و الاهتمام بالتغطية الشاملة في تجميع مصادر المعلومات بصفة
خاصة للمتخصصين في مجال تغطية مركز التوثيق.*

و من مطالعاتنا لهذه التعريفات نرى أنها قد أعطتنا صورة واضحة عن ما هية التوثيق بشكله الواسع منذ القرن التاسع عشر إلى ألان، إلا إننا نرى إن هذه التعريفات لم تتناول الجزئية التي
نطمح للوصول إليها والتي تعطينا المقدرة على التفريق بين التوثيق كعملية إجرائية تمارس على الوثيقة نفسها والتوثيق كعملية ميكانيكية لحفظ ذلك المستند، مما يعطي انطباعا وخلطاً ما
بين التوثيق و التحليل، لذا نرى إن عملية التوثيق هي العملية أو الإجراء الذي يتيح لنا تحليل الوثيقة نفسها و استخلاص المفاتيح الرئيسية التي تسهل عملية الرجوع لها دون الدخول في
ميكانيكية حفظها.
أذن التوثيق هو العملية الفنية التي تسهم في تحديد العناصر الأولية الموجودة في قلب الوثيقة و التي تتيح لنا الأستدل عليها من بين الملاين من الوثائق بكل سهولة ويسر.

ما هو التوثيق ؟
التوثيق هو العلمية المتعمقة في دراسة الوثيقة ويقوم بها أخصائي متخصص بدراسة الوثائق من خلال تحليلها، حيث يغوص الموثق بين ثنايا الكلمات ليكشف لنا ما لا يراه الآخرون وهو عمل
فني جديد متطور أملته طبيعة البحث العلمي الحديثة.

لماذا التوثيق ؟
سؤال تم تداوله بين المهتمين بالشأن التوثيقي لما يمثله من أهميه بالبالغة في العصر الحديث، فبعد اتساع رقعة المعرفة وزيادة الاتصال والتواصل بين مختلف الأدوات العلمية وتطورها لدرجة
أصبح هناك ما يعرف PAPERLESS SOCIETY أي مجتمع بلا ورق، و أصبحت الحاجة ماسة للتوثيق سواء كان ذلك توثيقا لأحداث أو توثيقا فنيا لوثائق الإحداث، و نظرا لتعقد الأمور و تطورها
بسرعة مذهلة و الاندفاع التكنولوجي غير المسبوق حتم علينا إن نتطور معه و نواكبه بعملية توثيق لكي تسهل علينا عملية استرجاع تلك الإحداث و وثائقه، وهنا انتقل التوثيق من
والحجري إلى ألورقي إلى فلمي و إلى ضوئي و من ثم توثيق آلي أو الكتروني مما خلق حاجة ماسة لاتساع رقعة التوثيق بشكل مكثف ومعمق، لكي نصل بالنهاية إلى ما نحتاجه من
معلومة معينة بين ملايين المعلومات التي يحتويها وعاء الحفظ، لذلك لا بد من التوثيق كمرحلة أولى وبعدها يتم حفظ الوثاق أو الوثيقة على أي من وسائط الحفظ المعروفة والمتداولة في
مراكز حفظ الوثائق.

مدخل إلى علم الوثائق:
علم الوثائق من العلوم الأساسية لدراسة التاريخ وقد اتفق العلماء والباحثون على تعريف الوثائق من خلال معنيان كالتالي:

1-المعنى العام للوثائق: اصطلح على أن الوثائق في معناها العام هي كل الأصول التي تحتوي على معلومات تاريخية.
2-المعني الدقيق للوثاق: اصطلح على أن الوثائق في معناها الدقيق هي الكتابات الرسمية أو شبه الرسمية مثل الأوامر والقرارات والمراسيم والبراءات والاتفاقيات والمراسلات السياسية،
والوثائق الشرعية، والكتابات التي تناول مسائل الاقتصاد أو التجارة أوعادات الشعوب أو نظمهم وتقاليدهم أو المشروعات أو المقترحات المتنوعة التي تصدر عن المسئولين في الدولة أو التي
تقدم إليهم أو المذكرات الشخصية أو اليوميات (المصدر - المدخل إلى دراسة الوثائق العربية د.محمد عباس حمودة).

ونشأت في عصرنا الحديث العديد من المجالات لخدمة علم التوثيق مثل:
- العمليات الفنية
- التصنيف
- التحليل
- الفهرسة
- التكشيف
- المكنز

وفيما يلي سوف نقوم بتعريف كل من المجالات السابقة ومدى أهمية كل منها:

في عملية التوثيق:

العمليات الفنية:
ينبغي على دارس علم الوثائق أن يكون على علم ودراية بالعمليات الفنية التي تمكنه من التحقق من جودة الوثيقة التي بين يديه كالتالي:
1- معرفة نوع المداد المستعمل في الكتابة و تركيبته والأقلام التي كتبت بها.
2- أنواع الورق المستعمل وخصائصه.
3- العلامات المائية والألياف التي تتضح عند تعرض الورق للضوء

أهمية العمليات الفنية في التوثيق:
من خلال معرفة العمليات الفنية السابقة يمكن للباحث التثبيت من صحة الوثائق التي تحت يده أو بطلانها وذلك باستخدام بعض الوسائل التي ساهمت في التحقق من الوثيقة مثل بعض
العدسات المكبرة الخاصة، وبواسطة المجهر والتحليل الكيميائي يمكن للدارس معرفة عمر الورق، وأحيانا يمكن الاستعانة ببعض أنواع الأشعة الحمراء والبنفسجية لإظهار الخطوط غير
الواضحة، أو المطموسة، أو المغيرة عمداً، ولا شك في أن هذه الوسائل قد أسهمت في مساعدة الباحث على التثبيت من صحة الوثائق أو بطلانها.

التصنيف:
يعتبر التصنيف هو العامود الفقري لعملية التوثيق، و تكمن أهمية التصنيف في عمليات التوثيق في وضع الموضوعات المتشابه و المتداخلة و المتشابكة في غالب يمكننا من تسهيل عملية
الرجوع إلى الوثيقة، لأنها تعتبر مثل إمساك طرف الخيط المعقد ببعضه، و تقوم عملية التصنيف على أساس وضع كل موضوع بمكانه المناسب و تجميع ما يتفق مضمونه مع بعضه البعض لكي
يسهل لنا عملية البحث عن ما هو مطلوب، لذلك تعتبر عملية التصنيف هي الخطوة الأولى في عملية التوثيق التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها.
و التصنيف يقوم على أساس الموضوع الرئيسي و يتفرع منه عدد من الأفرع ألا متناهية مما يتيح لنا المجال بتتبع الموضوعات وفق منطق الأصل و الفروع.



أهمية التصنيف في عمليات التوثيق:
تكمن أهمية التصنيف في عمليات التوثيق كون إنها من العمليات الأساسية في عمل التوثيق، حيث إننا نقوم بعملية التوثيق لحفظ المعلومات و المستندات الداعمة لها و عليه لا بد من
إتباع أنجع و الطرق و الوسائل التي تسهل لنا عملية استرجع تلك الوثائق و المعلومات و على ذلك لا بد و إن نفرز و نصنف تلك الوثائق و المعلومات وفق منطق لا يمكن لأي موثق إلا أن يتبعه
من خلال وضع ما هو متجانس و متلائم مع بعضه البعض.

التحليل ANALYSES:
يعتبر التحليل علم قائم بذاته وله العديد من الطرق والمفاهيم التي تدعمه، كما أن له أهمية كبيرة بين العلوم الحديثة التي تخدم عملية التوثيق، لذا تعتبر عملية تحليل الوثيقة خطوة
جوهرية في فهم وصياغة و حفظ الوثيقة بين ملايين الوثائق، و يمكننا تعريف التحليل بأنه العملية الذهنية التي يقوم بها الشخص المعني بالتوثيق، فإذ كانت عملية التصنيف هي إمساك
طرف الخيط المعقد مع بعضه، فإن عملية التحليل هي محاولة تفكيك ذلك التعقيد و ربط مختلف المصادر مع بعضها لكي نصل بالنهاية إلى استنتاج يخدم قضية البحث.

أهمية التحليل في عمليات التوثيق:
عندما نقوم بعملية التوثيق لابد وان يعقبها عملية تحليل بيانات الوثيقة بعد تصنيفها أي كان شكلها أو نوعها لنتمكن لاحقا من استرجاعها وفق أسس علمية ترتكز على أربع مبادئ لا
يمكن الاستغناء عنها وهي كتالي:-
تاريخ الوثيقة
مصدر الوثيقة
مستقبل الوثيقة
موضوع الوثيقة

وعندما يختل أي مبدأ من تلك المبادئ ويحيد عن الغرض المنشأ له أصلا تفقد عملية التحليل جوهرها وبالتالي تفقد قيمتها وقيمة الوثيقة التي قد تحمل من المعلومات والبيانات غاية في
الأهمية، فلو ضربنا مثال على ذلك سنجد أن المعلومات التي تحتويها الوثيقة أن لم تصل لمتخذ القرار في السرعة و الدقة و التكلفة المناسبة قد تقود إلى قرار خاطئ يكلف الكثير وعند
محاولة تعديل القرار المتخذ قد يكون له عواقب قانونية تحول دون إتمامه ناهيكم عن المشاكل الإدارية التي ستنشأ بعد ذلك، لذلك نجد أن هذه المبادئ الأربعة مرتبطة مع بعضها البعض برباط
متوالي لا يمكن المساس بأي بداء من تلك المبادئ دون الإخلال بالعناصر الأخرى فيه، ومن هنا تكمن أهمية المحافظة على التوازن بين تلك المبادئ.

لذا فإن عملية التحليل لا يمكن الاستغناء عنها بتاتا طالما نحن نتحدث عن التوثيق لأنها وسيلتنا الوحيدة التي تمكننا من استرجاع تلك الوثيقة، وتعتمد عملية التحليل على مقدرة المحلل
وفهمه للموضوع فهم واضح و صحيح، ويجب أن يكون المحلل لديه المقدرة على ربط المعلومات مع بعضها البعض ليستخلص بالنهاية ما هو مطلوب من تحليل الوثيقة، وتكمن أهمية
دورالمحلل على مقدرته بالربط بين الجزأيات المختلفة التي قد تتراءى للفرد العادي غير ذي أهمية ليستنتج منها ما هو مهم لاتخاذ قرار ما.

مما سبق نستطيع القول أن التصنيف والتحليل هما عمليتين تهدفإن إلى المساهمة في العمليات التوثيقية، وهنا نتساءل هل التصنيف هو مقدمة للتحليل ؟ فالحقيقة العملية المؤكدة
هي إن التصنيف جزء لا يتجزأ من عملية التحليل لآن التحليل يهدف إلى تفحص و دراسة الوثيقة ومحاولة نقلها من شكلها الأصلي إلى حزمة من البيانات القابلة للقراءة و الاستدلال عليها
من بين ملاين الوثائق، و من المسلم به أن الوثائق أي كان نوعها فهي ذات أشكال مختلفة تحمل في طياتها مواضيع متضاربة، الأمر الذي لا يسمح بحفظها دون معرفة جوهرها وتحديد
موضعها وفاقا لمعايير محددة على بطاقات تتوحد في أشكالها ومعلوماتها وأهدافها لغرض البحث العلمي أو للإعلام عامة، في ما تحفظ الوثائق في حافظات خاصة بها تدل على مكان وجودها
على وسائط حفظ العصرية الإلكترونية أو التصوير المصغر الميكروفيلم.

من المؤكد أن عملية التحليل هذه ليست بالسهولة التي يتصورها البعض إذ من المفروض أن التحليل يؤدي إلى مادة فرعية عن الوثيقة الأم بالنسبة لموضوعها، وهذه المادة فرعية بالنسبة
لجوهر المعلومات الأساسية المتوافرة في الوثيقة الأصلية وطبيعي أن المادة الفرعية تأتي متنوعة تبعا لدرجة إعدادها ودقتها ولطريقة التحليل المتبعة في حين أن عملية التحليل هذه تؤدي
إلى إنشاء الملخصات بمعنى أن من المحتم أن يلي التصنيف أيضا وضع الملخصات ليستطاع تحديد موضوعاتها في ضوء جوهر الوثائق فالملخصات وان كانت تحمل نتيجة تحليل للوثيقة
وعلى نحو مكثف فمن المفروض أن تسجل ما مع يتفق والمنهج الوثائقي القائم في المركز أو في الدائرة.

أذان التصنيف هو عملية تنظيم وترتيب الأشياء في مجموعات وفقا لتشابهها، وهذه العملية هي عملية ذهنية تتلخص في تجميع الأشياء المتجانسة وتنظيمها وفقا لتشابهها والتفريق فيما
بينها لدرجة الاختلاف.

الفهرسة:
عملية الفهرسة أيضا جزء لا يتجزأ من عملية التوثيق بمعناها الشامل، وهي عملية إنشاء أدلة الاسترجاع أي كان نوعها أو حجمها، حيث يعتمد الموثق في عملية الفهرسة على محتوى
مادة البحث والأدوات الفنية لمعالجة الوثاق.

وهناك العديد من الأدوات الفنية التي تجرى لفهرسة الوثائق وفق منظور علمي، ويمكن تحديدها على الشكل التالي:-
قوائم التصنيف
التصنيف العشري الكامل
التصنيف التوسعي
تصنيف مكتبة الكونجرس الأمريكية
التصنيف الموضوعي
التصنيف التوضيحي
التصنيف الببلوغرافي
قوائم رؤوس الموضوعات، وهي تعتمد على ثلاثة شعب قائمة على التفرع من ثلاثة أجزاء وهي كالتالي:-
- الموضوع الرئيسي وهو بمثابة الرأس.
- التفريع الأول وهو الفصل.
- التفريع الثاني وهو فرع.

التكشيف:
التكشيف هو احد العمليات التوثيقية التي يستقى منها الكلمات الدالة على الموضوع المراد توثيقه، وتعتبر ضرورية ومتممة لإعداد الفهارس، وعملية التكشيف هي جزء لا يتجزأ من عملية
التوثيق التي تساعدنا بعملية استرجاع المعلومات من خلال الكلمات الدالة و مرادفتها.

المكنز:
المكنز هو من الأدوات الرئيسية في عملية التكشيف، فأي تحليل موضوعي للوثيقة لا يمكن الاستغناء عن المكنز و كلماته الدالة و مرادفتها، بحيث يستخرج المُكشف الموضوعات الرئيسية
ويعبر عنها بواصفات المكنز وهذه الواصفات ستكون مفاتيح البحث داخل قواعد البيانات عن الموضوعات المشمولة بالوثيقة.
إذن المكنز هو الوعاء الذي تتجمع به الكلمات الدالة و مرادفتها و مشتقاتها التي تأتي نتيجة عملية التكشيف و التحليل الموضوعي للوثيقة بحيث يمكننا من البحث عن الكلمة و مشتقاتها و
مرادفتها فلو أخذنا مثالا كلمة برمجة الحاسوب كما جاء بمكنز جامعة الدول العربية يندرج تحتها العديد من المشتقات و المسميات، بحيث تصبح كالتالي:-
برمجة الحواسب الإلكترونية
البرمجة المصغرة
أنظمة البطاقات المثقبة
إدارة برمجة الحاسوب
برامج الحاسوب
البرمجة الرياضية
البرمجة الخطية
البرمجيات
تحليل النظم
تشخيص الأخطاء في علم الحاسوب
توثيق و معالجة البيانات
الحواسب
الخوارزمية
لغات البرمجة
معالجة البيانات

عناصر الوثيقة:
قبل أن تتوغل في رسم دور الوثائق وتتبع نتائجها وأثرها في الحياة المعاصر لابد من دراسة ماهية الوثيقة ومقوماتها العلمية كي يؤخذ بها ويعتمد عليها في التحقيق و التثبت و تعتمد
الوثيقة في الأصل كمستند علمي أو مالي على أربعة أسس هي:
- تاريخ الوثيقة
- مصدر الوثيقة
- مُستقبل الوثيقة
- موضوع الوثيقة
ويمكننا هنا أن نعطي مثلاً على ذلك من خلال عرضنا لقصة "الحجر المؤابي" حيث رويَ في التوراة المحرفة أن الصهاينة لهم انتصارات ساحقة على العرب وأنهم أصحاب حق
وهم من قاموا بإنشاء المدن وشق وحفر الآبار الطرق وبناء القلاع... إلى أخره.
إلى أن تم العثور في الأردن على حجر يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد يعرف اليوم "بالحجر المؤابي" ووجد مكتوب به الحقيقة المنافية لكل ادعاءات اليهود الصهاينة كما زعموا، واعتبر هذا
الحجر وثيقة في أثبات حق العرب وإبطال ادعاءات اليهود لأن العناصر الأساسية للوثيقة توفرت في هذا الحجر كالتالي:
- أن التاريخ مدون بالحجر وهو القرن التاسع قبل الميلاد.
- أن مصدر الوثيقة هي الأرض التي زعم اليهود بأنها ملك لهم.
- أن مُستقبل الوثيقة هم أحفاد من عصروا على هذا الحجر.
- أن موضوع الوثيقة يدحض الادعاء الكاذب من خلال ما تم كتابته على الحجر وتكذيب مزاعم اليهود.

الوثاق أو الموثق:
لم تأخذ الوثائق طرقها إلى العالم إلا بعد أن خضعت للدراسات النقدية وتفرغ لها الباحثون والدارسون، والمتخصصون الذين يدرسون الوثائق ليؤكدوا على الصالح منها للحفظ المستديم وذلك
في ناحيتن: مادية، وجوهرية.
والحقيقة التي لا يرقى إليها الشك فالوثاق هو الخبير الذي يهتم بالوثيقة فيدرس جوهرها ليقرر صلاحيتها للبحث العلمي، أو للحفظ لأن ليس كل ما كتب وثيقة، ومن هنا يأخذ بجمع الوثائق
ويؤمن من بعد ذلك حركتها ضمن خطة مرسومة هادفة أو وفاقا لما يعرف بالنمط الواحد فيصنفها، ويفهرسها و يكشفها ويبثها أن لم تكن بحاجة إلى ترميم، ويسترجعها كلما دعت الحاجة إلى
ذلك وبالتالي يردها إلى الحفظ.
ومن مهام الوثاق "الصيانة" وفاقا للأسس العلمية المقررة وفي الأماكن المناسبة في ظل درجة حرارة مقررة، والأماكن المناسبة تبني وفاقا لمخططات هندسية ملائمة لطبيعة الوثائق،
ومتفقة مع أهداف وغايات هذا العمل التقني، إذن الوثاق والموثوق هما لفظتان لمهمة واحدة.
فإلى جانب ما قدمنا في وظيفة الوثاق فإن مهمته الأساسية تكمن في الإجراءات الفنية التي تتخذ على الوثيقة و ييسير استعمال المعلومات الأصلية التي سجلت في الوثيقة الكتابية
بخاصة: الدوريات والنشرات، التقارير والمواصفات وبراءات الاختراع وما كان مماثلا لها في المدونات الخطية ومن هذا العمل بالذات عرف التوثيق بأنه عملية جمع وتصنيف جميع المدونات
والمعلومات الحديثة، وتيسير استعمالها لطالبيها، إن المعلومات مهما تكن قيمتها العلمية تفقد هذه القيمة أن لم تخضع لعملية التوثيق بمفهومها المتقدم لوظيفة الوثاق أو الموثوق.
وفي الحقيقة ومهما تضاربت الآراء حول التعريف بالمهمة التي يقوم بها الموثق أهي مرتبطة بعلم المكتبات، أم منفصلة عنه، فهي تؤكد على أن التوثيق ما هو إلا جانب من علم المكتبات،
إلا أن له خاصيته وطبيعته ودراساته الخاصة من ناحية في ما تنطبق عليه أكثر النظم المكتبية، وهذه الطبيعة يجب أن يدركها الوثاق ويعمل في ضوئها.

أنواع الوثائق وأشكالها:
عند عرضنا "للحجر المؤابي" كوثيقة يعتد بها لدحض ادعاءات الصهاينة، كان القصد منها تأكيد إن الوثيقة مهما كان شكلها مختلف إلا إنها تتفق بالمضمون الوثائقي الذي يغير من فكرة
معينة و وجهة نظر مترسخة.
و من هنا يمكننا إن نعدد أنواع الوثائق و إشكالها على إنها تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية وهي كالتالي:

أ - الوثيقة الكتابية:
لا شك في أن هذا النوع هو الذي يعتد به، ويعتمد عليه لأنه يقوم على واقع ثابت لا يحتاج إلى دراسات مطولة، أو اجتهادات، أو خبرات خاصة قائمة على الترجيح أو التخمين.
ويقصد بالوثيقة الكتابية كل ما دون كمخطوط أو مطبوعة، فالرسالة والدورية في علم التوثيق تعني كل نشرة تحتوي على عدة موضوعات لعدد من الكتاب، أو المحررين ولها اسم خاص هو
عنوانها الذي تعرف به، وتظهر بأجزاء متتابعة وفي مدد محددة، ولزمن معين، وتشتمل عادة:
- الصحف "الجرائد" والتي تهتم بملاحقة الأخبار المحلية أو الدولية ونشرها، وفي نطاق ذلك تظهر المجلات على تعدد موضوعاتها واهتمامها.
- المذكرات وهي ما يدونه المرء سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو عالما أو أديبا أو فنانا، يدونون فيها خواطرهم والأحداث التي عاشوا واقعها، ومحاوراتهم وذكرياتهم.
- التقارير وهي صورة لنتائج علمية، أو تحقيقات إدارية أو عرض لواقع صحي، وبعبارة أخرى كل ما يشتم منه صفة التقرير.
- البيانات وهي ما يعرض فيها وجهات نظر خاصة ومعينة تميط اللثام عن أمر غامض، يحاولون فيها نشر ما ينير أفكار الناس نحو موضوع واحد على الأغلب فيه التأكيد وجهة نظر معينة أو
نفيها، والبيانات وإن اخذ بها البعض كوثائق لاسيما بعد أن يتقادم عليها العهد وتصبح موضع للدراسات النقدية، لا تعتبر دورية حسب المفهوم الفني لأنها لا تصدر على شكل واحد، وفي زمن
محدد أسبوعي، أو شهري، أو فصلي، أو نصف سنوي، وحتى حولي.
إن السجل الثقافي الذي يدون عادة النشاطات الفكرية ويسجل الندوات العلمية، والمناظرات الأدبية، والمحاورات السياسية، وهو أيضا إحصائية تثبت تحقيقات عددية، كما هو تقرير رسمي
يتناول الحياة الفكرية على أوجهها جميعا وربما كان ولا ريب مجموعة محاضر لجلسات المؤتمرات والاجتماعات، وبعبارة أدق فإن الوثيقة الكتابية هي كل ما يعيين الكشف حول حقيقة تاريخية
أو علمية.
و مع التأكيد على إن الوثائق الكتابية مهمة مهما كانت قيمة ما تحتويه إلا إن هناك اختلاف بين الخبراء حول الكتاب والكتيب من حيث قيمتها التوثيقية، فيرى الغالبية منهم إن لا الكتاب
والكتيب لا يعتبر وثيقة إلا إذا كان نادرا ومفقودا ويؤكد على ثوابت يقرها العلم ويطمئن إليها العقل.

ب - الوثيقة التصويرية:
هذا النوع من الوثائق في درجة تلي الوثيقة الكتابية والتي تعتبر في علم التوثيق وثيقة مساعدة بمعنى لا يعتد بها وحدها ويعتمد عليها لأن الجوهر فيها موضع ترجيح وتشكيك، ولا ينظر
إليها إلا في حال استطاعت أن تنير جانبا من البحث، وهكذا تساعد على التحقيق والكشف، وهي على الغالب: رسم ما نقل بالزيت، أو بالقلم، أو بالفحم، وصورة، أو نقش في الحجر، أو
كفت في النحاس، أو تنزيل بالخشب، أو تكوين في الجص، وربما كانت هذه الوثيقة المساعدة صورة شمسية تعين على التحقيق، فالهوية الشخصية، وجواز السفر لا يعتد بهما كوثيقتين في
إثبات الشخصية بالرغم من صدورها عن دائرتين رسميتين إلا إذا كان كل منهما يحمل صورة الشخص، والصورة مصدق عليها من مرجع قانوني وممهورة بخاتم الإدارة الرسمية، فالصورة
الشمسية جاءت هنا مساعدة للوثيقة الكتابية التي هي الهوية الشخصية، أو جواز السفر.
في ظل هاتين الوثيقتين الهوية الشخصية و جواز السفر، نجد أنهم كثيرا ما يتم تزويرهم، ولكن مع ذلك لا نستطيع أن ننكر أن الهوية وجواز السفر ليس كل منها وثيقة أصلية، وأخرى مساعدة
بالرغم من التزوير الحاصل فيها، لان هذا التزوير يكتشفه عادة علم السجيلوغرافيا " SIGILLOGRAPHY " الذي له كتبه وخبراؤه خريجو مدارسه المتخصصة في علم التزوير والجريمة.
ومع الصورة الشمسية فاللوحة أيا كان شكلها، والخيالة "السينما"، أو التلفزة اللتان تحتفظان والى أجيال بحقائق عن معارك وحروب في حال تسجيلا حيا، فهي عندئذ أشرطة وثائقية تعيين
على إيضاح جانب كبير من تاريخ ما تعرض له، أما إذا كانت مهيأة في المعامل فلا يعتد بها لاسيما وأنها تعرض وجهة نظر تتفق والمصدر، وعندئذ فلا بد للخصم هنا من أن يصور فيلما آخر
مناقضا، وبين الشريطين يمكن التوصل مع الوثائق الكتابية إلى ما تطمئن إليه النفس، ويثق به العقل.

ج - الوثيقة التشكيلية:
تعتبر هذه الوثيقة كسابقتها في إطار الوثائق المساعدة وربما جاءت في منزلة الوثيقة التصويرية لأنها مماثلة لها في كثير من المقومات، و غالبا ما يكون لها قيمة مالية كبيرة خصوصا عندما
تكون قد صيغت بيد احد المشاهير في العلوم التشكيلية، فالوثيقة التشكيلية في الغالب تشتمل على:
- الآثار المعمارية كقصر الحمراء في غرناطة، ومسجد قرطبة، وقصر أشبيلية، وجامعة القرويين في فأس وقبر السند باد البحري قرب بغداد، وأهرام الجيزة، وجامع شيرشاه في دلهي، وبرج
الحسن الثاني في الرباط، وكنيسة باسيل الطوباوي في موسكو وكنيسة القيامة في القدس وقوس قسطنطين في روما وغيرها من العام الخالدة.
هذه المعالم وإضرابها في أنحاء المعمورة تعتبر من الوثائق المساعدة، إذ تساعد على دراسة حضارات الأمم القديمة، وتحدد مظاهر الرفاه، أو مستوى التدين عندها وربما يتوصل الأثريون
في الكشف عن تاريخها إلى نتائج مذهلة في إدارة العمارة ومعرفة أسرارها، والمواد التي استخدمت في إقامتها بعد أن فقدت الوثائقية الكتابية التي خططت لهذه المعالم العظيمة، هذه إذا
وجدت في الأصل.
- التماثيل ومستوى القدرة الفنية في نحتها ومبلغ عبقرية مبدعيها وطاقتهم الخلاقة ولكم يقف السائح عند تمثال أبى الهول في الجيزة يستكشف فيه اهتمام المصريين القدماء في تخليد
ذكراهم، فضلا عن تماثيل عظماء العام التي ترفعها الدول في الساحات العامة والميادين تخليدا لهم وتحديدا لتواريخ ولادتهم زفاتهم، الأمر الذي يدفع بالشعوب إلى تخليد ذكراهم وربما
الانكباب على دراسة مآثرهم في مجالاته إبداعهم، و هذه المعالم والتماثيل والأبنية المنتشرة في أنحاء المعمورة تعتبر من لوثائق المساعدة، إذ تساعد على دراسة حضارات الأمم القديمة و
تحدد مستوى مظاهر الرفاه أو مستوى التدين و مستوى العلمي التي وصلوا لها و ربما يتوصل العلماء إلى نتائج مثيرة و مذهلة في إدارة العمارة و معرفة أسرارها و المواد المستخدمة في
تشيدها.
- المسكوكات من النقود والميداليات والأوسمة وهي ذات قيمة حضارية كبيرة بخاصة قطع النقود الرومانية والأموية التي ضربت لأول عهد العرب بالتحرر من استخدام النقود الأجنبية، فالدينار
الأموي الذي سك من الذهب أو الفضة يكشف عن جوهر هذه الصناعة الأولية ومدى بساطتها وعدم توافق الدنانير جميعا في الشكل إذا ما قيست هذه الدنانير إلى مسكوكات الأمم المعاصرة
في الذهب كالليرة العثمانية الذهبية، أو الليرة الإنكليزية ملك، والبيزوس المكيسكي والليرة الإيرانية، والتي جميعها هي أيضا موضوع نقد رجال المال بخاصة إذا ضاعت معالم الكتابة فيها، أو
بهتت تسننانها الدائرية فيتدنى عندئذ سعر مبادلتها بنقود أخرى حتى نجد أن الليرة الإنكليزية ملك ثمة باب أول، وباب ثان تماما كحال الليرة العثمانية الذهب.
فالنقود القديمة كما الميداليات والأوسمة وثائق مساعدة وربما فيها الزائف والصحيح وبالنظر لقيمتها المادية الكبيرة وبخاصة الدنانير العربية والنقود الرومانية فقد نشط المزورون بتزويرها و
الاستفادة من قيمتها االمعنوية والتاريخية، لذلك فثمة محاولات واسعة في تزويرها وهي تغطيتها بنوع من الزنجار (صدأ)المركب الكيماوي لكي يدل ذلك على سحقها في الزمن فيغلو ثمنها
أضعافا، غير أن علم السجيلوغرافيا كفيل بالكشف عن الزائف من المقلد.

د - الوثيقة السمعية أو المرئية:
وتدخل هذه الوثيقة أيضا كنوع ممن أنواع الوثائق المساعدة وهي في الغالب تسجيلات صوتية أو إذاعية، أو تسجيل أسطواني، أو شريط سينمائي ناطق.
و بالطبع فأن الوثائق الكتابية والتصويرية والتشكيلية لها مظاهر معروفة و مؤكدة ببعض الحقائق والمؤتمنة على معلومات تاريخية أومظاهر حضارية أوقيمة معمارية بالنسبة للأبنية والمعالم، أما
الوثيقة السمعية هذه فقد دخلت في مجموعة الوثائق المساعدة مع التطور المعاصر وبعد ظهور الكهرباء وابتكاراتها الصناعية والآلية، ومن ثمة الإلكترونية التي أغنت هذا النوع من الوثائق
التي يعتمدها الخبراء في دراسة الغناء ومستوى الصوت وطبقاته عند المغنين حيث ينهضون بدراساتهم النقدية و يجعلون المغنين رتبا ودرجات في ضوء براعتهم في الأداء وخبرتهم وثقافتهم
الفنية، في ما ينهض به ألاخرون بدراسة اللهجة الخطابية، أو أسلوب الحوار والنقاش عند رجال السياسة وزعماء العالم فيستندون بذلك إلى دراسة شخصياتهم ومدى تأثيرهم على
الجماهير، أو مبلغ براعتهم ونجاحهم في الحوار، وفي ضوء كل ذلك وإلى جانب الآثار المكتوبة التي تركها هؤلاء الكبار يمكن تجسيد حقائق هؤلاء الرجال الأفذاذ من خلال الوثيقة السمعية أو
المرئية.
لقد دخلت هذه الوثيقة اليوم كل بيت إذ أن كثيرا من العائلات يلذ لها أن تسجل الكلمات الأولى لأطفالهم، خلال مناسبات متعددة ومع تقدمهم في الحياة فتحفظ لهم بذلك تصبح وثيقة غنية
بالعبر والعظات.
في ظل ما تقدم نؤكد على أن الوثائق في جوهرها أربع أنواع، الأصلية، وهي الوثيقة الكتابية، والمساعدة وهي الوثائق التصويرية، والتشكيلية أو السمعية وهي كلها إما مدونة بالقلم أو
منحوتة بالأزميل، أو منقوشة بالحجر أو مسجلة على أشرطة ممغنطة وهي جميعا وعلى تعدد أنوا عها واختلاف أسمائهم تعيين على التثبت والتحقيق.

ومن هنا نستخلص من أشكال و أنواع الوثائق إن لها دورا إنسانيا وحضاريا عظيما وهي تساعد في عملية التوثيق التي تهدف إلى تجمع الوثائق لغرض البحث العلمي، أو التنظيم, والتخطيط،
والتطوير الإداري، وتوفير المعلومات، وكل ما يتعلق بالدراسات المقارنة وقد عبرت تلك الأنواع و الإشكال عن الإنسان وواقعة، فالتعريف بنشأة تاريخ الكتابة يأتي ولا شك تمهيداً لتحديد دور مركز
التوثيق وغاياته، وأقسامه، ووظائف وحداته، وتنظيمه الإداري وعمله التقني وبالتي أثره في الحياة المعاصرة.

أهمية الوثائق والمعلومات في اتخاذ القرار:
أكد العالمان ألكسندر و بيرك في قولاهما عن أهمية الوثائق بأنه لو تحطمت كل الآلات الحديثة ومعامل الذرة وبقيت الوثائق لتمكن رجال العصر من إعادة بناء الحضارة الآلية، ولكن لو ضاعت
الوثائق فان عصر الآلة يصبح شيئا من الماضي، لذلك فان أهمية الوثائق تكمن في قيمتها المعلوماتية والتاريخية التي تحتويها تلك الوثيقة، أما أهميتها في اتخاذ أي قرار فان توفر المعلومة
المطلوبة في الوثيقة يعتبر من الأساسيات التي تشد عود تلك الوثيقة وتعطيها مكانة عالية من بين مختلف الوثائق التي تحمل مختلف المعلومات، لذلك يتضح أن هناك ترابط كبير بين
الوثيقة وما تحمله من معلومة وبين سلامة اتخاذ القرار المطلوب، وهنا يمكننا أن نتخيل لو اتخذ قرار مبنى على معلومة في وثيقة غير متكاملة الأركان ويشوبها الشك في صحة معلوماتها
ويمكن الطعن بها بكل سهول، ماذا يمكن أن يكون شكل وقوة القرار الذي قد يرتبط بمصير دولة أو سيكلف الكثير من المال ؟ فلو أردنا أن نأخذ مثال على أهمية الوثيقة والمعلومات في اتخاذ
القرار فلا نجد أفضل من المعلومة التي سربت بقصد أو بدون قصد للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عندما دست كلمتين في احد الخطابات الهامة التي
ألقاها وقال بها أن العراق استورد يورانيوم من النيجر لصنع قنبلة نووية، وأتضح لاحقا أن هذه المعلومة يشوبها شك كبير وقد يفقد منصبة نتيجة لهذه الكلمات، أما توني بلير رئيس وزراء
بريطانيا قال أن العراق يستطيع استخدام أسلحة الدمار الشامل في غضون خمسة وأربعين دقيقة وأتضح لاحقا أن هذه المعلومة غير دقيقة واعتبر انه ضلل البرلمان وقد يفقد منصبه بسبب
هذه المعلومة غير الدقيقة.

ومن هنا فإن أهمية الوثائق والمعلومات أصبحت في يومنا هذا من أهم الوسائل التي يعتمد عليها الكثير من القرارات ذات أهمية مصيرية.فكلما كانت الوثيقة ومعلوماتها دقيقة كلما كان القرار
سليم والعكس صحيح.

المراجع
- المدخل إلى دراسة الوثائق العربية الدكتور/محمود عباس حمودة
- علم الأعلام الوثائق و المحفوظات الدكتور /عبدالله أنيس طباع
- ألدبلوماتك علم دراسة الوثائق و نقدها الأستاذ / سالم الالوسي
- مكنز جامعة الدول العربية

المصدر : نشرة المعلوماتية
https://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=5109









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:03   رقم المشاركة : 2443
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
https://www.4shared.com/rar/QH6KrCK8ce/__online.html









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:03   رقم المشاركة : 2444
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
ما هو علم التوثيق ؟؟



التوثيق Documentation مصطلح علمي حديث دخل مفهومات علم المكتبات والمعلوماتية والعلوم المتعلقة بهما بعد دخول التقنية الحديثة. وقد اشتُق هذا المصطلح سواء في اللغة العربية أو في اللغات اللاتينية من كلمة «وثيقة» Document، واتسع مجال التوثيق في النصف الثاني من القرن العشرين، حتى حظي باهتمام العلماء والباحثين، فبدأت تتوافر له المقومات الأساسية للعلم من قواعد وقوانين عامة تحكم موضوعه، فصار جزءاً أساسياً من مناهج تدريس علوم المكتبات والمعلومات.
ويعرَّف التوثيق من حيث هو حصيلة، بأنه «مجموعة وثائق تتضمن مواد مرجعية يتم تجميعها لأغراض محددة»، ويعرف من حيث هو علم وممارسة بأنه «كافة الإجراءات الفنية والمتخصصة التي تسهل عملية توفير وتنظيم واستخدام المعلومات بأوعيتها وأشكالها المختلفة»، وتشمل عملية توثيق المعلومات البحث عن المعلومات من مختلف المصادر والأصول ثم اختيار المناسب منها، وفهرستها وتصنيفها وتحليلها واستخلاصها وعرضها وفق الأسس والنظم العلمية والفنية بغرض تهيئتها للاسترجاع عند الطلب سواء كان هذا الاسترجاع يدوياً أو آلياً بوساطة الحاسب الإلكتروني.
نشأة التوثيق
بدأ تاريخ التوثيق منذ تأسيس المكتب الدولي للمراجع في بروكسل عام 1892 على يدي المحاميين البلجيكيين بول أوتليه P.Outlet وهنري لافونتيين H.Lafontaine وشهد عام 1912 أول استخدام للميكروفيلم بهدف تخزين المعلومات بشكل مصغر، وقويَ الاتجاه نحو استخدام المعلومات المختزنة في المكتبات والإفادة منها في نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي أوائل الثلاثينات من القرن العشرين تأسست بعض المنظمات المهتمة بالوثائق وخاصة «الاتحاد الفرنسي للمنظمات الوثائقية»، وهو أول منظمة فرنسية للوثائق، وفي الأربعينات بدأت المحاولات الأولى لإدخال تقنيات الآلات ذات البطاقات المثقبة، بهدف العثور على الوثيقة المطلوبة من خلال رموز ورؤوس موضوعات معيارية، ورعت ذلك اليونسكو في مؤتمرها الدولي «تحليل الوثائق العلمية» عام 1949، وفي عام 1957 عُقد في لندن المؤتمر الدولي للتصنيف من أجل أبحاث التوثيق، وتأسس الاتحاد الدولي للتوثيق F.I.D ومع بداية الستينات أمكن التفكير في ابتكار وسائل جديدة يمكن بوساطتها التحكم في الفيض الهائل من المعلومات وتنظيمه وتيسير استعماله من جانب الباحثين، فنشأ مجال جديد في علم المكتبات وهو مجال التوثيق.
التوثيق وعلاقته بالعلوم المجاورة
حظي علم التوثيق باهتمام المختصين في العلوم والتقانة، وشاع استخدامه في بعض المجالات الموضوعية كالقانون والدراسات التاريخية والأدبية والاجتماعية، كما كان له علاقة وثيقة بعلوم أخرى كالتربية وعلم النفس وعلم اللغة والاتصال والإدارة وغيرها. وهناك ثلاثة علوم مجاورة وثيقة الصلة بالتوثيق: علم المكتبات، علم المراجع، علم المعلومات.
- التوثيق وعلم المكتبات Library science: يعد التوثيق جزءاً لا يتجزأ من علم المكتبات وامتداداً طبيعياً للعمل المكتبي الذي أوجبته طبيعة البحث العلمي وتزايد المعلومات في العصر الحديث.
- التوثيق وعلم المراجع Bibliography: يعد التوثيق جزءاً أساسياً منبثقاً من التنظيم المرجعي الذي يخدم حاجة العملاء، ووظيفته توسيع تدفق المعلومات المدونة بين مجموعة أو مجموعات من المختصين، ويتميز من التنظيم المرجعي بعمق التحليل الموضوعي وتقديم خدمات أخرى لا يقوم بها علم المراجع كالتخزين والاسترجاع والاستخلاص والترجمة والبث المعلوماتي.
- التوثيق وعلم المعلومات Informatics: يعد التوثيق الأساس الذي انطلق منه في النصف الثاني من القرن العشرين علم المعلومات أو المعلوماتية، بوصفه العلم الذي يدرس خواص المعلومات والبيانات وسلوكها وطرق ووسائل معالجتها والعوامل التي تحكم تدفقها وبثها ووسائل تجهيزها لتيسير الإفادة منها إلى أقصى حد ممكن، وتجميعها وحفظها واختزانها وتنظيمها واسترجاعها وبثها واستخدامها، لهذا لا يختلف مجال العمل في التوثيق كثيراً عن مجالات العمل في علم المعلومات في العصر الراهن، ومن ثمَّ فالعلاقة بينهما وثيقة، غير أن علم المعلومات المعاصر هو أوسع في مدلولاته ومجالاته من التوثيق، فهو يشتمل على مجالات التوثيق والوثائق والمكتبات والإعلام العلمي، على نحوٍ صار علم المعلومات علماً لا يمكن الاستغناء عنه سواء في المكتبات أم في مراكز التوثيق.
أنواع مراكز التوثيق
حدّد الاتحاد الدولي للتوثيق خمسة أنواع من مراكز التوثيق وهي:
- مراكز التوثيق العامة.
- مراكز التوثيق شبه العامة.
- مراكز التوثيق الخاصة.
- مراكز التوثيق الداخلية.
- مراكز التوثيق المتخصصة.
غير أن الحاجة دعت إلى إنشاء مراكز أخرى غير الأنواع الخمسة المذكورة، وفيما يأتي أهم أنواع مراكز التوثيق الموجودة في كثير من بلدان العالم:
1- مراكز التوثيق العامة: وهي المراكز التي تؤسسها الدولة، ويمكن لعامة الجمهور الاستفادة منها، ويقتصر مجالها عادة على فرع من فروع العلوم والمعارف كالهندسة أو الطب أو الزراعة وغيرها، وغالباً ما تكون مقتنياتها مقتصرة على المطبوعات من كتب ودوريات، وقد تكون مستقلة أو تابعة لمكتبات متخصصة.
2- مراكز التوثيق شبه العامة: وهي مراكز متخصصة بفرع معين من العلوم أو المعارف، وتكون تابعة لجمعيات علمية أو مهنية أو مؤسسات تجارية.
3- مراكز التوثيق الخاصة: وتقدم هذه المراكز خدماتها للمؤسسة التابعة لها حصراً كالشركات الصناعية والتجارية والمصارف وشركات التأمين، وتشمل مقتنياتها كل ما يتعلق بأعمال المؤسسة ـ الأم.
4- مراكز التوثيق الداخلية: وهي مراكز خاصة بإدارة المشروعات التي تخدمها.
5- مراكز التوثيق المتخصصة: ويشمل هذا النوع مراكز التوثيق والمعلومات في المؤسسات التجارية أو المشروعات المتخصصة بأنواع معينة من المنتجات كالبلاستيك والمستحضرات الطبية ومنتجات البترول.
6- مراكز التوثيق الوطنية: وتعد هذه المراكز المؤسسات الرسمية في الدولة، حيث تقوم الدولة بتأسيسها وتمويلها والإشراف عليها وإدارتها. وتهتم المراكز الوطنية عادة بتجميع وتنظيم وحفظ وبث الوثائق الوطنية وبعض الوثائق الدولية المتعلقة بالدولة ذاتها في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية وغيرها.
7- مراكز التوثيق الإقليمية: تهدف هذه المراكز إلى توفير خدمات التوثيق والحفظ وتبادل المعلومات على المستوى الإقليمي في مختلف المجالات التي تهم هذا الإقليم.
8- مراكز التوثيق الدولية: وهي عادة مراكز متخصصة، وتعمل في إطار محدد ودقيق من العلوم، وتعتمد على التمويل الدولي، وترتبط غالبيتها بمنظمات دولية كبيرة ومعروفة كاليونسكو أو منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات والهيئات ذات الطابع الدولي.
مجالات التوثيق
وتُقسم إلى قسمين رئيسين، الأول: أعمال التوثيق، ويشمل كلَّ الإجراءات الفنية المتعلقة بالتزويد والتصنيف والفهرسة والحفظ وكلَّ الإجراءات الفنية الأخرى ذات العلاقة، سواء كان ذلك بالأساليب اليدوية أو الميكانيكية أو باستخدام أحدث التقنيات. والثاني: خدمات التوثيق، وتشمل هذه الخدمات كلاً من التكشيف والاستخلاص، الترجمة العلمية، النشر والإعلام، النسخ والتصوير (بما فيه التصوير المصغر على الميكروفيلم أو الميكروفيش)، الإرشاد المرجعي. وتمثل جميع الأعمال والخدمات المذكورة أعلاه سلسلة متصلة من العمليات تدعى السلسلة الوثائقية، وهذه السلسلة تشكل نسقاً كلياً يشبه السلسلة الدائرية.
وأهم عمليات هذه السلسلة الوثائقية:
أولاً: التزويد أو التجميع (تنمية المعلومات): وتهتم باختيار مصادر المعلومات الملائمة لأهدافها واحتياجات المستفيدين منها.
ثانياً: التنظيم أو معالجة المعلومات الوثائقية: ويقصد بها إدخال المعلومات أو الوثائق في نظام يمكّن من الوصول إلى محتوياتها بصورة مقننة وبسرعة قصوى توفيراً للوقت والجهد. وتشتمل عمليات تنظيم المعلومات أو معالجتها على عمليات الفهرسة والتصنيف والتكشيف والاستخلاص وإعداد المرجعيات والتحليل الموضوعي للوثائق.
ثالثاً: تخزين المعلومات: ويتم بأحد أسلوبين:
أ - الأسلوب اليدوي: وذلك باستخدام الطرق الاعتيادية التقليدية المتبعة في المكتبات ومراكز التوثيق.
ب - الأسلوب الآلي: وذلك باستخدام المصغرات الفيلمية والحاسبات الإلكترونية.
وهناك وسائط متعددة لتخزين الوثائق والمعلومات أهمها: الورق، البطاقات المثقوبة، الأفلام، الميكروفيلم، الميكروفيش، الأقراص الممغنطة، الأقراص الليزرية.
رابعاً: استرجاع المعلومات: ويُقصد بها عملية البحث عن وثيقة أو وثائق معينة بغية التحقق من موضوع معين ضمنها أو من نص من نصوصها، وتلبية احتياجات المستفيدين إلى هذه المعلومات.
أشكال استرجاع المعلومات
هناك أشكال مختلفة لاسترجاع المعلومات أهمها:
1- استرجاع الجسم المادي للوثيقة نفسها بهدف مراجعتها لحل مشكلة ما.
2- استرجاع البيانات الببليوغرافية عن الوثيقة، وما قد يرافقها من معلومات إضافية كالمستخلصات والمصطلحات.
3- تقديم إجابات مباشرة عن استفسارات تتعلق بمعلومة معينة من الوثائق.
4- استرجاع نصوص وثيقة أو وثائق معينة.
وقد ساعد استخدام الحاسبات الإلكترونية في المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات على تطوير نظم خدمات استرجاع البيانات الببليوغرافية والوثائق والنصوص ونظم الإجابة عن أسئلة المستفيدين.
طرق استرجاع المعلومات
هناك طريقتان لاسترجاع المعلومات:
1- الاسترجاع اليدوي أو التقليدي: وذلك بالرجوع إلى الكتب أو الدوريات أو الوثائق أو غيرها من أوعية المعلومات المحفوظة والبحث عن المعلومات بالطرق الاعتيادية.
2- الاسترجاع الآلي: وذلك باستخدام التقنيات الحديثة كالحاسبات الإلكترونية في تخزين واسترجاع المعلومات، أو استخدام المصغرات الفيلمية المزودة بأجهزة استرجاع خاصة. وتؤمن هذه الطريقة الاسترجاع الدقيق والسريع للمعلومات المطلوبة.
بث المعلومات
وهو من الخدمات الوثائقية الهامة الهادفة إلى التحكم بالكم الهائل من المعلومات والوثائق، وإتاحة الفرصة أمام الباحثين والعلماء للاطلاع والتعرف بصورة دورية منتظمة على أهم المستجدات من أبحاث ودراسات في مجالات تخصصاتهم المختلفة. وتقدم هذه الخدمة وفق سياسة استراتيجية ثابتة، تساعد على تحقيق أهداف مركز التوثيق، وهي تتم بصورة انتقائية، وتُعرف باسم «خدمة البث الانتقائي للمعلومات S.D.I»، وهي من أكثر أساليب الإعلام العلمي قوة وفعالية.
وأدى تطور وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية والاتصالات الفضائية إلى إحداث نقلة نوعية في تطور نقل وبث المعلومات، إذ تستخدم الآن في هذه العملية، إلى جانب الوسائل البريدية والأشكال الورقية التقليدية، خدمات البث بالاتصال المباشر عن طريق الحواسب الإلكترونية، والبث بنظام التلفزيون ـ الكيبل، وبوساطة الفيديوتكس، والتليتكس والفاكس، وغيرها من التقنيات الحديثة.

منقول من الموسوعة.
شكرا لحسن القراءة
توقيع Alaa


عَبٌ كُلُّهَا الحَيَاةُ فَمَا أَعْجَبُ إلاَّ مِنْ رَاغِبٍ في ازْدِيَادِ

اخر مواضيعي
تعلم مع الأصدقاء - الأسد
تعلم مع الأصدقاء - الأنفعال ما هو ؟
تعلم مع الأصدقاء -الأذن في الإِنسان
المحب لا يلام على ما يقول- حكمة
إلى متى تبقى دماء العراقيين تجري في الشوارع.
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
19/أبريل/2010 #2
رومل رومل غير متواجد حالياً
صديق مؤسس
الصورة الرمزية رومل
تاريخ التسجيل: يناير-2010
الدولة: العراق . واسط
الجنس: ذكر
المشاركات: 263 المواضيع: 20
التقييم: 10
آخر نشاط: 9/يناير/2011
الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى رومل

تقرير أكثر من رائع
ومعلوماته حلوة
جزيل الشكر لك وبارك الله بيك
توقيع رومل

اخر مواضيعي
عيد الأم قادم .. هيء نفسك وبارك لأعز مخلوق بالكون
يا جيران كلبي .. مما كتبت .. لعيونكم
ناسا تؤجل إطلاق "أطلس" ومسبارا مخصصا للعواصف الشمسي
رياضة المشي .. من اهم واكثر الرياضات فائدة
رائعة لشكسبير تستحق القراءة
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
19/أبريل/2010 #3
Alaa Alaa غير متواجد حالياً
صديق مؤسس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رومل مشاهدة المشاركة
تقرير أكثر من رائع
ومعلوماته حلوة
جزيل الشكر لك وبارك الله بيك
الأخ العزيز و الغالي رومل ....لا أعرف هل أقول لك ...أين انت هذه الأيام عدنا لا نراك
أم أقول لك شكرا على المرور الجميل والرائع.

تحياتي لك أي العزيز
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
19/أبريل/2010 #4
Snow Girl Snow Girl غير متواجد حالياً
في الحياة قصص اخرى
~أإنســــآنــهـ~
الصورة الرمزية Snow Girl
تاريخ التسجيل: يناير-2010
الدولة: in my Dream
الجنس: أنثى
المشاركات: 6,463 المواضيع: 297
صوتيات: 0 سوالف عراقية: 5
التقييم: 744
مزاجي: تمام
موبايلي: nokia x2-01
آخر نشاط: 16/أبريل/2014
مقالات المدونة: 3
SMS:
طالما هناك في السماء من يحميني... فليس على الارض من يكسرني

يعني ممكن نقول تدوين ايضا لو مو ممكن؟؟؟
لان التدوين يشابهه بعض الشيء
رائع جدا التقرير والمعلومات الحلوة
عاشت ايدك
توقيع Snow Girl





اخر مواضيعي
للعوائل فقط
معجون الأسنان لتنظيف البشرة
فوائد الزنجبيل وطريقة التحضير للدكتور جميل القدسي دويك
اني عضوة كســـــولة جداً
Rain Over me......2
رد مع اقتباس رد مع اقتباس
20/أبريل/2010 #5
Alaa Alaa غير متواجد حالياً
صديق مؤسس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Snow Girl مشاهدة المشاركة
يعني ممكن نقول تدوين ايضا لو مو ممكن؟؟؟
لان التدوين يشابهه بعض الشيء
رائع جدا التقرير والمعلومات الحلوة
عاشت ايدك
شكر الأخت العزيزة سنو
التدوين يختلف عن التوثيق و سأضرب لكِ مثالا
أنا أكتب مذكراتي و الأحداث التي تصادفني في أيام حياتي ...أي أدون مذكراتي مثلا هذا يسمى تدوين
اما التوثيق فهو أرشفة وحفظ هذه الكتابة و تنظيمها بصورة يسهل الرجوع اليها في أي وقت .

شكرا لك مرة ثانية على المداخلة الجميلة والتفاعل مع الموضوع.

تحياتي لك مرة أخرى
https://www.dorar-aliraq.net/threads...B%D9%8A%D9%82-!!









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:09   رقم المشاركة : 2445
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
أهمية التوثيق المعلومات السبت مايو 24, 2008 10:06 pm
قبل خمسة وعشرين قرنا، حدد حكيم اليونان أرسطو شروطا للتفوق المهني نذكر منها التالية:


1. معرفة - عن طريق التجربة - كيفية استخدام الوسيلة.
2. معرفة نظرية أسباب تصميم الوسيلة للاستخدام بطريقة محددة
3. القدرة على وضع هدف في مجال التطبيق العملي.
4. إدراك أهمية المهنة في محيط المجتمع ككل.
5. القدرة على التعليم الماهر وعلى شرح طريقة تحقيق الهدف.


فطبقا لرأي المعلم الأول (أرسطو) فإن المقدرة والمهارة على نقل المعلومات هي علامة لا غنى عنها لصاحب المهنة المتفوق. كان هذا قبل خمسمائة وألفي عام مضى (1).

أما في عصرنا الحاضر، فإن المعلومات أصبحت تحتل في سياق التنمية مكانة مرموقة جدا، بل أصبحت تماثل في مكانتها المواد الأولية. فإذا كانت المواد الأولية ضرورية للإنتاج المادي في المجالات الصناعية والفلاحية والخدماتية، فإن إتاحة المعلومات وحسن استغلالها يمكن من حسن استغلال المواد الأولية وتنميتها واختراع مواد بديلة (2).

فالمعلومات عنصر من عناصر الإنتاج كالمواد الأولية. وما يزيد هذه المادة أهمية كونها وسيلة لتنمية الموارد البشرية وتطويرها وزيادة كفاءتها. وهي عملية تكتسي أهمية قصوى في حقل التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلدان العالم الثالث. فتنمية المجتمع تتحقق حين يستطيع الأفراد تنظيم أنفسهم وتحديد حاجاتهم والتخطيط لتوفيرها (3)، وهذا يقتضي تعرف الحاجات وتصنيفها وتحديد أهميتها وتعرف المشكلات وعوائق إشباع الحاجات، ورسم الخطط الكفيلة بتلبيتها وعلاج المشكلات اعتمادا على الإمكانات المتاحة. وهذه العمليات كلها يعتمد نجاحها على ما توفره المعلومات والبيانات من حقائق ومعطيات عن حياتنا وقضاياها وهياكلها ومشاكلها. هذه البيانات والمعلومات إذا استطاعت أن تغطي هذه الجوانب فإننا نؤلف بها صورة حقيقية وشاملة عن القطاعات المراد أخذ تصور عنها.

وحاجة البحث العلمي والتربية والتكوين والخدمة الاجتماعية وسائر القطاعات إلى المعلومات تزداد إلحاحا يوما بعد يوم. فالتعليم على سبيل المثال نشاط اتصالي يقوم في شكله التقليدي البسيط والشائع على تبليغ معرفة ونشرها بين فئات المتعلمين الذين هم في حاجة إليها. إلا أن الإحاطة بمعرفة الموضوع المراد تدريسه يحتم على المعلم الإلمام بأكبر حجم من المعلومات المتعلقة به، كما أن معرفة المتعلم وتكوينه وظروفه توجب البحث في الطبيعة النفسية والحيوية والاجتماعية لهذا النامي البشري (المتعلم) ومحيطه وهذا لا يتحقق أيضا إلا بما يمكن أن توفره لنا الوثائق من معلومات دقيقة وجادة. إضافة إلى أمور أخرى تختص بها العملية التربوية التعليمية دون سائر العمليات. فالتشعب الكبير لهذه العملية واتساع شبكة العلاقات التي تربطها بالقطاعات والمجالات الأخرى الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، أمور تؤكد بشكل يدحض كل الشكوك ما سبق ذكره حول أهمية المعلومات. وكذلك الأمر بالنسبة لقطاع الخدمة الصحية ومشاريع التنمية البشرية والاقتصادية، فإن قيمة المعلومات وأهميتها لضمان نجاح المشاريع ونجاعتها لا تحتاج لبرهان.

وخير ما يذكر في هذا المجال تجربة مصر التي كانت أسبق الدول العربية إلى إنشاء أول مركز للتوثيق العلمي والفني عام 1952. وبعد ذلك بأربع سنوات فقط، وحتى قبل اكتمال هياكل هذا المركز وقبل تأسيس تقليد التوثيق في القطاعات الأخرى الاقتصادية والسياسية والقضائية، والاستئناس به، أنشئ عام 1956 وبمبادرة شخصية من بعض المربين مركز التوثيق والمعلومات التربوية بالقاهرة (4)، ودل ذلك على وعي رجال التربية والتكوين في مصر بأهمية التوثيق والمعلومات في تطوير العمل التربوي. وكان من نتائج ذلك أن شهد البحث العلمي في المجال التربوي بمصر تطورا مذهلا شمل حتى الدول العربية الأخرى بما وصلتها من كتب ومصنفات ودوريات تربوية مصرية. وسرعان ما احتضنت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة التربية هذا المركز. وصدر عام 1959 قرار وزاري ينظم اختصاصاته ويحددها في الأمور التالية:

ـ جمع الوثائق والبحوث التربوية داخل مصر وخارجها.
ـ الإعلام عن الوثائق المجموعة التي تكون الرصيد الوثائقي المخزون.
ـ القيام بالدراسات التاريخية والمقارنة.
ـ إعداد تقارير سنوية عن تطور التربية والتعليم في البلاد العربية (5).

إن إسهام وحدات التوثيق في نشر المعرفة وفي تطور العمل التربوي والنشاط العلمي مرتبط باعتماد البحوث العلمية على ما في مخزون هذه الوحدات من المعلومات. واستعمال هذه المعلومات وحسن استغلالها يتطلب توثيقها وتوفيرها في صورة صالحة للاستخدام والاستثمار، بشكل يتيح الاستفادة القصوى منها في حصر المشاكل وتحليلها واختيار حلولها. وهذه الخدمات التوثيقية تعتبر من ركائز البحث العلمي وأسباب نجاحه. لأنها تساعد المعنيين بالأمر، باحثين كانوا أو مخططين أو قادة، في تعرف ما نشر وينشر حول موضوع اهتمامهم، وتجعلهم على اتصال ومعرفة دائمة بكل التطورات الطارئة عليه والمستجدات في حقله. ومن هنا تبرز أهمية المعلومات التي تكتنزها المؤسسات العلمية العربية والخدمات التي تقدمها للباحثين العرب. لكن أكبر تحد يواجهنا عند إبراز أهمية المعلومات والوحدات التوثيقية هو أننا عموما لا نبحث، لا قبل لنا بالبحث العلمي ومشاكله. وهذا يعني أننا لا نستهلك المعلومات، ولا نشعر بأهمية هذه المادة الاستهلاكية (التي - خلافا لكل القواعد - تنمو بالاستعمال) إلا عند غيابها وقت الحاجة إليها. لذلك لا تدرك عادة ما لتوافر المعلومات المناسبة من أثر إيجابي في موقف معين بنفس الدرجة (6).

والباحث العربي اليوم أمام هذا التدفق الغزير للمعلومات التي ينتجها العالم المتحضر أصبح شبه معزول عن تداول حتى المعلومات الأساسية التي أضحت بسيطة والمتعلقة غالبا ببلاده وتراثه والعطاء العربي في مجال تخصصه. والأدهى من ذلك أنه في كثير من الحالات يعجز كثير من المقررين عن استرجاع حتى المعلومات والوثائق التي تنتجها مؤسساتهم نفسها (7).

إلا أن هذا العائق رغم خطورته، لا يمنع من تأسيس مراكز التوثيق، لأن دور هذه المؤسسات ليس قاصرا على دعم البحث العلمي، بل لها وظائف أخرى، فهي بنك للمعلومات، تجمعها وتصنفها، وتتيحها لطالبيها في أحسن حلة، كما تخطط لنشر المعلومات بين الفئات المعنية بها، وتساهم في تثقيف العامة وتشجيع التثقيف الذاتي والتكوين المستمر للأفراد، تحفظ فوق ذلك كله رصيد الأمة الثقافي والعلمي. وهذه الوظائف المتعددة لمراكز التوثيق هي التي جعلت بعض المؤسسات، استجابة منها لدواعي التطوير، تغير التسمية القديمة لخزائن كتبها، فاسم (المكتبة) استبدلته باسم (مركز التوثيق) وبدلا من الاقتصار على حفظ الوثائق المكتوبة وجمع أوعية المعلومات الورقية، ضمت هذه المراكز أوعية المعلومات الأخرى المسموعة والمرئية والأشرطة والأقراص الممغنطة وغيرها. بل حتى التلفزيون أصبح في هذه المؤسسات وعاءا للمعلومات مهما، فاحتل مكانه المتميز في أجنحتها، يطلع من خلاله المستعلمون على ما تحمله قنوات البث الوطنية والعالمية.

لهذا كانت الدعوات إلى إنشاء مراكز التوثيق العلمي والتربوي التي عبر عنها كثير من الباحثين العرب، والتوصيات بذلك، المتكررة الصدور عن الاجتماعات والمناظرات واللقاءات الدراسية منذ عقود من الزمن، لها ما يبررها ويسندها، فالبلاد العربية قد تخلفت عن الركب كثيرا في هذا الحقل، برغم التجارب الرائدة لبعض الدول العربية التي قطعت شوطا مهما في هذا المجال مما أكسبها خبره وتجربة متميزة، مما يدعو إلى دراستها وتقييمها الاستفادة منها والإقتداء بها والتعاون معها. فبدل الوقوف منبهرين بتجارب الدول الغربية في التوثيق العلمي، يجب علينا أن نثمن المجهودات العربية التي تتلمس طريقها في مجال توثيق المعلومات ونشرها وتشجيع البحث العلمي وتنسيقه، ونقتدي بها. كما ندعو إلى إقامة جسور التعاون والتبادل بين مختلف المراكز المنتشرة في أرجاء البلاد العربية والإسلامية. ويمكن الاستعانة بالأجهزة والبرامج المعلوماتية التي تجعل عملية التوثيق علمية أكثر دقة، وممتعة ومفيدة في نفس الوقت، تزيد من مردودية هذه المراكز ونفعها وإشعاعها، وهذه البرامج (المناطيق) موجودة في جميع الدول العربية، ونذكر منها منطاق CDS/ISIS الذي أصدرته منظمة اليونسكو وتوجد نسخ باللغة العربية، بذلت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مجهودا مشكورا في ترجمته ونشره وإتاحته للمستخدم العربي وبثمن بخس. ويتميز هذا المنطاق بفاعليته وسهولة استعماله بحيث أنه لا يتطلب خبرة في مجال المعلوميات أو تدريبا مكثفا؛ واليوم وبفضل التطور التكنولوجي المتسارع، ظهرت في الحقل الإعلامي برامج ومناطيق أكثر تطورا وتشويقا وسهولة وذات مردود عال.

كما ينبغي على جميع المؤسسات العلمية والثقافية والجرائد والمؤسسات الإعلامية وغيرها بإنشاء وحدات التوثيق والمعلومات، وفتح أبوابها في وجه عموم الباحثين والمثقفين والمواطنين نشرا للمعلومات وتشجيعا للتثقيف وللبحث العلمي. ويقينا منا بأن هذا العمل يصعب تحقيقه في الوقت الراهن لأن الإجراءات المسطرية الإدارية والقوانين لا تؤسس له، ولأن الإدارة العمومية العربية التي تكبلها التقاليد البيروقراطية العتيقة لا تساير التطور، ولا تشعر بقيمة المعلومات ولا بأهميتها، رغم إيمان مسيريها بقيمتها وأهميتها، واقتناع النخب بأهمية المراكز العمومية لتوثيق المعلومات باعتبارها هياكل حيوية للتكوين والرفع من مستوى تأهيل رأس المال البشري، وتعبيرهم عن القلق لندرتها وقلة انتشارها (Cool. إلا أننا واثقون من أن المبادرة الشخصية للأفراد تستطيع أن تكسر الحواجز.

ونؤكد أن المعرفة هي القوة، لذا فإن الوسيلة الوحيدة التي قد تحد من خطر الهيمنة الاقتصادية والعسكرية للدول الغربية على شعوبنا قدرتنا الذاتية على إنتاج المعلومات والتكنولوجبا والبحث. لأن استيرادنا المعلومات قد يكرس التبعية لأنها تتضمن أنساق قيم اجتماعية وثقافية تهدد قيمنا وأصالتنا وتكرس تبعيتنا وتخلفنا. فالتعاون في مجال المعلومات والبحث العلمي لا يمكن أن يتم إلا بين أطراف متساوية ومتكافئة وذات أنساق قيمية واحدة كمجموعة الدول العربية والإسلامية، فلا يمكن أن يقوم تعاون بين المغرب وأمريكا أو بين اليمن واليابان. فينبغي التمييز بين التعاون وتبادل المعلومات وبين ضرورة الاعتماد على النفس (9).


- موضوع منقول للفائدة -





الهوامش :

1- ساس، هانز مارتن. التعليم أداة لا غنى عنها للإنسان. ترجمة هناء كامل أبو ستيت. مجلة العلم والمجتمع عدد 40 سنة 10 (1980) ص 27
2- المنجرة، المهدي. حوار معه. جريدة الاتحاد الاشتراكي. 17/7/1995
3- الجلال، عبد العزيز عبد الله. تربية اليسر وتخلف التنمية. الكويت. المجلس الوطني للثقافة والفنون. 1985 [عالم المعرفة: رقم 91] ص 13
4- خفاجي، محمد توفيق. نظرة شاملة على خدمات التوثيق في الوطن العربي. المجلة العربية للمعلومات. مجلد4 عدد2 (1983) ص9
5- الموسوعة العربة الميسرة. بيروت، دار نهضة لبنان. 1986. ص1687
6- الدالي، عبد الباقي. تنظيم مراكز التوثيق وتسييرها. المجلة العربية للمعلومات. مجلد4 عدد2 (1983) ص21
7- بطيوة، عبد الكبير. مداخلة خلال التدريب حول تقنيات التوثيق في المجال الإداري. وزارة التربية الوطنية. 28/4/1997
8- المجلس الوطني للشباب والمستقبل: التعليم والتكوين. التحديات الجديدة. ماي 1994 عدد1 ص14
9- المنجرة، المهدي. حوار . ترجمة ع.م. فوقراء. جريدة الاتحاد الاشتراكي. 17/7/1995

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو

أهمية التوثيق المعلومات

https://inspec2hassani.ahlamountada.com/t100-topic









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc