مفهوم الكفاءة التواصلية .
مصطلح الكفاءة في اللسانيات
عرّف اللسانيون مصطلح الكفاءة competence على أنه مجموع المعارف الكامنة لدى الفرد المتكلّم ،و التي تسمح له بإنتاج الجمل الصحيحة و فهمها.
و وضع اللسانيون مصطلح الكفاءة ،في مقابل مصطلح الإنجاز performance ، فالكفاءة معرفة ذهنية (ملكة ذهنية ) ،و قدرة ضمنية ( حقيقة كامنة ) ، تمكّن الفرد من إنتاج الكلام ، أمّا الإنجاز فهو الاستعمال الحقيقي للغة في وضغيات ملموسة .
و من هذا المنطلق فإن الكفاءة تتحقق من خلال إخراجها من القوّة و الكمون إلى الفعل و التحقّق .
ظهور مصطلح الكفاءة التواصلية و تطوّره
أول من استعمل مصطلح الكفاءة التواصلية هو العالم اللغوي ديل هايمز Dill HYMES حين رأى أن كفاءة شومسكي لا تُعنى بتلك العناصر التي تستعمل في عملية التفاوض ونقل الرسائل إلى الآخرين ،ثم توالت البحوث التي فسّرت هذه الكفاءة انطلاقا من الوظائف الاجتماعية للغة، بالاعتماد على مقاربات تواصلية، حلت محل سابقتها البنوية التي جسدت ولفترة طويلة من الزمن صورة أن اللغة قواعد وبنى جافة، وأنّ التمكّن من هذه البنى هو التمكّن من اللغة، لتصبح الكفاءة التواصلية مستهدفة في حقل تعليمية اللغات ،بعد التأكد من فرضية أن التمكن من القواعد لا يعني بالضرورة القدرة على استخدام تلك القواعد في عملية التواصل بكيفية سليمة وملائمة
تعريف : تعريف الكفاءة التواصلية .
عرّف ديل هايمز الكفاءة التواصلية بأنها قدرة الفرد على استعمال اللغة في سياق تواصلي لأداء أغراض تواصلية معيّنة ..
إن الكفاءة االتواصلية تعني على هذا الأساس قدرة الفرد على تبليغ أغراضه ، بواسطة عبارات متعارف عليها ، و تعني أيضا :« مدى وعي الفرد بالقواعد الحاكمة للاستعمال المناسب في موقف اجتماعي، وتشتمل على مفهومين أساسيين هما المناسبة والفعالية، وهذان المفهومان يتحققان في كل من اللغة المنطوقة والمكتوبة » .
والكفاءة التواصلية المراد إكسابها المتعلم:« لا يراد بها استخدام اللغة بعد استيعاب نظامها ، بل إنها عملية فردية واجتماعية معا، وتكمن فرديته ا حين تتعلق بالأساليب الخاصة للفرد لمواجهة الموقف، واجتماعية حين تتعلق بالسياق الذي يتم فيه الاتصال »
و نستنتج من هذا المفهوم أن تبني الكفاءة التواصلية في حقل تغليمية اللغات يستلزم عدم التركيز على المحتويات اللّغوية لوحدها، بل وأيضا التركيز على خلق مواقف تواصلية تفاعلية تحاكي المواقف الطبيعية للخطاب، كما نستنتج أن هذا المفهوم يعطي الأولوية للخطابات الشفهية وتنمية مهاراتها، ثم تأتي بعد ذلك تنمية المهارات اللغوية الأخرى.
مكونات الكفاءة التواصلية
إن الهدف الأول و الأخير ، و الغاية القريبة و البعيدة لتعليمية اللغات هي تحصيل الكفاءة التواصلية ،و هو هدف شامل ، لأنه عند إكساب المتعلم القدرة على التواصل والتبليغ ، فإن هذه الكفاءة التواصلية تكون عامة وشاملة، إذ تتكون بدورها من عدة كفاءات أخرى، حيث تعكس هذه الكفاءة التمكن من النظام اللغوي، كما تعكس أيضا إمكانية تكييف هذا النظام مع مختلف أحوال ومواقف الخطابات ، وفق استراتجية ومنهجية سليمة.كما أن الكفاءة التواصلية تساهم فيها – بالإضافة إلى الكفاءة اللغوية –، قدرات أخرى منطقية ومعرفية واجتماعية، وإدراكية، وغيرها من القدرات التي تندمج أثناء عملية التواصل .إذ إن التواصل عملية تتفاعل فيها أنماط مختلفة من المعرفة، تتعدى اللغة، لأن تعلم اللغة يرتبط على الدوام بسياقات ومواقف معينة.
و انطلاقا من الشرح السابق يمكن تحديد أنواع الكفاءات التي تشتمل عليها الكفاءة التواصلية على النحو الآتي :
• الكفاءة النحوية ( صحّة الأداء اللغوي و سلامته نحويا )
• الكفاءة الاجتماعية ( ملاءمة السياق الاجتماعي لعملية التواصل ) .
• الكفاءة الاستراتيجيّة ( توظيف استراتيجيّات الخطاب و التواصل )
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2016-08-24, 16:33
العرض العادي
