حقوق الأبناء على الوالدين - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حقوق الأبناء على الوالدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2022-09-28, 16:35   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

من حقوق الابناء النفقة

وهذه من الواجبات على الأب تجاه أولاده

فلا يجوز له التقصير فيها ولا تضييعها

بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل :


عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت "

رواه أبو داود ( 1692 )

قولُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:

«كفَى بالمَرءِ إثمًا»

أي: يَكْفي المرءَ مِن أسبابِ كَسبِ الإثْمِ والذَّنبِ

«أنْ يَحبِسَ عمَّن يَملِكُ قُوتَه»

يَعني مَن تَلزمُه نَفقتُه مِن أهْلِه وعِيالِه وعَبيدِه

والمرادُ أنَّه لو لم يكُنْ للشَّخصِ ذنبٌ

غيرُ مَنعِه مملوكَه قوتَه

لَكَفاهُ ذلك إثمًا يوجِبُ له دخولَ النَّارِ.


وفي الحَديثِ: الأمرُ بالإنْفاقِ على مَن تلزَمُ رِعايتُه.

https://www.dorar.net/hadith/sharh/127807

كذلك أيضاً من أعظم الحقوق

وأجلها حسن التربية والرعاية للبنت خاصة

ولقد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم

في هذا العمل الصالح .


عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :

جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد

عندي غير تمرة واحدة فأعطيتُها فقسمتْها

بين ابنتيها ثم قامت فخرجت

فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثتُه فقال :

من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن

إليهن كنَّ له ستراً من النار .

رواه البخاري ( 5649 ) ومسلم ( 2629 ) .

جاء الإسلامُ باجتِثاثِ عاداتِ الجاهليَّةِ المنكَرةِ

ومِن ذلك أنَّه أَوْصَى بالبَناتِ مِن الذُّرِّيَّةِ

وحرَّمَ وأْدَهنَّ وقَتْلَهنَّ

وبَذَرَ في قُلوبِ أَتْباعِه الموَدَّةَ والرَّحمةَ لهنَّ

ووعَد على الإحْسانِ إليهِنَّ وتَربيتِهنَّ الخيرَ كُلَّه.

قيل: يُريدُ بهذا أنَّ أجْرَ القِيامِ على البَناتِ

أعْظَمُ من أَجْرِ القِيامِ على البَنينَ

إذْ لم يذْكُرْ مِثْلَ ذلك في حَقِّهِم

وذلك -واللهُ أعْلَمُ- لأجْلِ أنَّ مُؤْنةَ البَناتِ

والاهتمامَ بأُمورِهِنَّ أعظَمُ مِن أُمورِ البَنينَ

لأنَّهن عَوْراتٌ لا يُباشِرْنَ أُمورَهُنَّ

ولا يَتصَرَّفْنَ تصَرُّفَ البَنينَ

وكذلك لأنَّهن لا يَتعلَّقُ بهنَّ طَمَعُ الأبِ أو الأخِ

بالاسْتِقْواءِ بِهِنُّ على الأعْداءِ، وإحياءِ اسْمِ الآباءِ

واتِّصالِ نَسَبِهِم وغَيرِ ذلك كما يَتعلَّقُ بالذَّكَرِ

فاحْتاجَ ذلك إلى الصَّبرِ والإخْلاصِ مِنَ المُنْفِقِ

عليهِنَّ مع حُسْنِ النِّيَّةِ، وهذا ما يُنجيهِ مِن النارِ.


https://dorar.net/hadith/sharh/9118

كذلك أيضاً من الأمور المهمة :

وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها

حق العدل بين الأولاد

وهذا الحق أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم

في الحديث الصحيح :

" اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم "

رواه البخاري ( 2447 ) ومسلم ( 1623 )

فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور

كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث

وإذا وقع الأب في هذا الخطأ

وفضّل بعض أولاده على بعض

ولم يعدل بينهم تسبب ذلك في مفاسد كثيرة ، منها :


ما يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد

الذين حرمهم ومنعهم على حقده وكراهيته

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم

إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الذي

رواه مسلم ( 1623 )

لوالد النعمان : " أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟

قال : نعم " ، أي : إذا كنت تريدهم

في البر سواء فاعدل بينهم في العطية .

الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ شَريعةُ العدْلِ والرَّحمةِ

ومِن صُوَرِ العدلِ: المساواةُ بَينَ الأولادِ

في العَطاءِ والهدايا

فإنَّ تَفضيلَ بعضِ الأولادِ على بعضٍ لا يَأتي إلَّا بالأحقادِ

وإيغارِ الصُّدورِ، فيَنتُجُ عن ذلك عقوقُ الأولادِ

للآباءِ، فلا يَبَرُّونَهم.


و معني الحديث الشريف

قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُوجِّهًا ومُعلِّمًا

: "ألَيسَ يَسُرُّك أن يَكونوا إليك في البِرِّ سَواءً"؟

أي: ألَا تُحِبُّ وتُسَرُّ بأنْ يَكونَ كلُّ أولادِك

في البِرِّ والإحسانِ إليك مُتساوِينَ غيرَ عاقِّين لك؟

فقال بَشيرٌ: "بَلى"، أي: أُحِبُّ أن يَكونوا لي

مُتَساوِين في البِرِّ بي والإحسانِ إليَّ

فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فلا إذنْ"

أي: إذا كُنتَ تُحِبُّ ذلك فلا تَفعَلْ إذنْ هذا الأمْرَ

وهو تفضيلُ بعضِ أولادِك على بَعضٍ

وسَوِّ بينَهم في عَطائِك إيَّاهم.


https://dorar.net/hadith/sharh/88344

ومنها كراهية الأخوة بعضهم لبعض

وزرع نار العداوة والبغضاء بينهم .


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء









 


رد مع اقتباس
قديم 2022-09-29, 13:12   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

وجوب النَّفقة عليهم إن كانوا فقراء:

وإعانتهم إن كانوا كبارًا فقراء

فقد جاء عن جابر الخيوانيِّ

قال: كنتُ عند عبدالله بن عمرٍو

فقدِم عليه قهرمانٌ من الشَّام

وقد بقيَت ليلتان من رمضان

فقال له عبدالله: هل تركتَ عند أهلي ما يكفيهم؟

قال: قد تركتُ عندهم نفقةً.

فقال عبدالله: عزمتُ عليك لَما رجعت

فتركتَ لهم ما يَكفيهم

فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:

((كفى بالمرء إثمًا أن يُضيِّع من يعولُ)


أخرجه أبو داود (1692)، وابن حبان (4240)

والحاكم (4 / 445)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد

ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، واللفظ له

وصححه الإمام النووي.


فهذه من النصوص الشرعية وغيرها تدل على وجوب

أن ينفق الرجل على أهل بيته والقيام بمصالحهم

فلا يجوز للوالد التقصير في النفقة

على الأولاد ولا تضييعها

بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل.

وقد اتفق العلماء على أن الوالد لا تلزمه

نفقة ولده الذي له مال يستغني به

ولو كان هذا الولد صغيراً

واختلفوا في لزوم النفقة على الوالد لابنه البالغ

الفقير القادر على الكسب

فأكثر العلماء يرون أنه لا تلزمه نفقته

لقدرته على الكسب.


وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

عن والد غني وله ولد معسر فهل يلزم

الوالد الغني أن ينفق على ابنه المعسر؟

فأجاب رحمه الله: نعم، عليه نفقةُ ولدِهِ بالمعروف

إذا كان الولدُ فقيراً عاجزاً

عن الكسب والوالدُ مُوسراً.


اهـ مختصر من الفتاوى الكبرى 3/363

ومجموع الفتاوى 34/105 .


ومفهوم قول شيخ الإسلام:

إذا كان الولد فقيراً عاجزاً عن الكسب

أن غير العاجز عن الكسب -

وهو القادر لا تجب نفقته.

واختلفوا أيضاً في البنت التي بلغت الحلم

هل يلزم والدها النفقة عليها أم لا ؟


فذهب أكثر العلماء إلى أنه يلزمه أن ينفق عليها

حتى تتزوج -وهو الأقرب والله أعلم-

لعجزها عن التكسب

ولأن إلزامها بالتكسب يفضي إلى مفاسد عظيمة.

هذا مجمل ما يفهم من كلام العلماء

من الحنفية في المبسوط 5/223

والمالكية في المدونة 2/263

والشافعية في الأم 8/340

والحنابلة في المغني 8/171 .


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-09-30, 12:01   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ

إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].

قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا .

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ

وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71].

فقد جاء الإسلام بالأمر بالتعاون

على البر والخير والنهي عن التعاون

على الإثم والعدوان

قال الله تعالى:

{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا

عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ

إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة من الآية:2].


معنى التعاون شرعًا:

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:

"الإعانة هي: الإتيان بكل خصلة

من خصال الخير المأمور بفعلها

والامتناع عن كل خصلة من خصال الشر

المأمور بتركها

فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه

وبمعاونة غيره عليها من إخوانه المسلمين

بكل قول يبعث عليها، وبكل فعل كذلك"

(تيسير الكريم الرحمن [2/ 238] بتصرف يسير).

وما أحوجنا في هذا الزمان الذي انتشر فيه الشر

وانحسر فيه الخير وقلَّ المعينون عليه

أن نحيي هذه الشعيرة العظيمة وندعو إليها

ونحثّ عليها لما فيها من الخير العظيم

والنفع العميم، من إقامة أمر الدين

وتقوية المصلحين

وكسر الشر ومحاصرة المفسدين.

بإعانة الأبناء على فعل الخير:

فيدلُّهم على ما يَقومُ به أمرُ الخيرِ

ويعرِّفهم بما ينبغي عليهم أن يجتنبوه من أمورِ الشّر

ويُعينهم على طاعته

فلا يُكلِّفهم ما لا يَحتملون

ولا يُحمِّلهم ما لا يطيقون

ويَستوجبُ في ذلك التنبُّه إلى أمرِ الدِّينِ ونهيه

فلا يكونُ مَطلبُ الأبِ من ابنه مخالفٌ لما جاءَ به الإسلام

فيستدعي ذلكَ حيرة الابنِ وعقوقه

فإن أطاعَ أباهُ عصى ربَّه

وإن عصى أباهُ عقَّه

فالواجبُ على الآباءِ توجيه الأبناءِ

بما فيهِ طاعة الله تعالى

وإعانتهم على الخيرِ والبر، فلا يكونُ

منهم التَّحريضُ على المعاصي والفسوق

كقطعِ الرَّحم وحبس الصَّدقة

والظُّلم في الميراث.


اذن الإعانة تكون:

بالإحسان إليهم وهم صِغار

وتوقيرهم إن بلَغوا سنَّ مَن يوقَّر.

ولا يُعمل بقولهم: مَن عرفك صغيرًا لم يوقِّرك كبيرًا

ولقد رأينا كثيرًا من الآباء يُحمِّل ولدَه ما لا يطيقه

فيُلجِئه إلى خِلافه

ويعده عاقًّا وهو الباحث على حتْفِه بكفِّه

التنوير شرح الجامع الصغير (6 / 249).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2022-09-30 في 12:04.
رد مع اقتباس
قديم 2022-10-01, 12:28   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

من حقوق الابناء عونهم على حُسن الاختيار

في الزَّواج، وعدم إجبارهم على الزَّواج

بمعيَّن، أو بمعيَّنة:


وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها

أنَّ فتاةً دخلَت عليها، فقالت:

"إنَّ أبي زوَّجَني من ابن أخيه ليَرفَع بي خسيستَه

وأنا كارهة، فقالت: اجلسي حتى يأتي

رسول الله صلى الله عليه وسلم

فجاء رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرَته

فأرسل إلى أبيها، فدعاه

فجعل الأمرَ إليها

فقالت: يا رسولَ الله

قد أجزتُ ما صنع أبي

ولكن أردتُ أن تعلَمَ النساءُ

أنْ ليس للآباء من الأمر شيء"

https://dorar.net/hadith/sharh/150235

حَرَصَ الإسلامُ على حُقوقِ المَرأةِ ومَصالِحِها

ومِن هذه الحُقوقِ: ألَّا تُكْرَهَ على الزَّواجِ

وأنْ يَكونَ رَأْيُها مُعتَبَرًا في هذا الأمْرِ.


وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها

أنَّ فَتاةً أتَتْ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

تَشكو إليه زَواجَها

وعِندَ أبي داودَ مِن حَديثِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما:

"أنَّ جاريةً بِكْرًا أتَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"

والبِكرُ: هي التي لم يَسبِقْ لها الزَّواجُ

وأخبَرَتْ أنَّ أباها زَوَّجَها ابنَ أخيه

ليس لِمَصلَحةٍ إلَّا لِيَرفَعَ به خَسيسَتَه

أيْ أنَّه خَسيسٌ، فأرادَ أنْ يَجعَلَه بي عَزيزًا

فيُزيلَ بإنكاحي إيَّاه دَناءَتَه

ويَرفَعَ حالَه بَعدَ انحِطاطِها، والخَسيسُ: الدَّنيءُ

ويُقصَدُ به هنا قَليلُ المالِ

وكَلامُها مُشعِرٌ بأنَّه غَيرُ كُفْءٍ لها

أو أنَّها لم تَكُنْ راغِبةً فيه

ولم يَكُنْ لها خِيارٌ في ذلك


فجَعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الأمْرَ إليها

بَينَ البَقاءِ مع زَوجِها، وبَينَ تَركِها إيَّاه


والنِّكاحُ مُنعَقِدٌ على كُلِّ حالٍ

فقالتِ الفَتاةُ: "فإنِّي قد أجَزتُ ما صَنَعَ أبي"

أيْ أنَّها أمضَتِ النِّكاحَ، وبَقيَتْ على زَواجِها

ثم أرجَعَتْ سَبَبَ شَكواها لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

إلى أنَّها أرادَتْ أنْ تأخُذَ منه حُكمًا عامًّا:

هلِ النِّساءُ لهُنَّ حَقٌّ في أمْرِ نِكاحِهِنَّ

بحيث لا يَحِلُّ تَزويجُهُنَّ إلَّا برِضاهُنَّ

أو ليس لهُنَّ مِنَ الأمْرِ شَيءٌ

وإنَّما هو لِلأولياءِ فقط

وزَوِّجونَهُنَّ كيف شاؤوا؟

فبَيَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الأمْرَ لهُنَّ

لا لِلأولياءِ، فلا يَحِلُّ لهم أنْ يُزَوِّجوهُنَّ

إلَّا برِضاهُنَّ.وهذا بَيانٌ مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

بألَّا يَستَأْثِرَ الأولياءُ بالرَّأْيِ في زَواجِ الأبكارِ


لِأنَّ لهُنَّ رَأْيًا، ولا بُدَّ مِن احتِرامِه.

https://dorar.net/hadith/sharh/150235

فنحن نجِد في هذا الحديث

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيَّرَها

وهي بنت، وجعل الحقَّ لها في ردِّ النكاح

إذا لم تَكن لها رغبة في هذا النِّكاح

حتى يَعلم النَّاسُ - كلُّ الناس -

أنَّ الإسلام لا يَرضى بإكراه المرأة على النِّكاح.


وللفقهاء تَفصيلات مهمَّة حول هذا الموضوع

يَنبغي أن تؤخذ بعين الاعتِبار عند دِراسة هذا الموضوع

من قِبَل الأسرة للوصول إلى القرار الصَّحيح

والوصول إلى أحسَن النَّتائج لكلا الطَّرفين.

ومن باب أولى عدَم إجبار الشابِّ على الزَّواج

ممَّن لا يَرغب كما يَفعل بعضُ اﻵباء.


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-02, 12:23   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع حقوق الأولاد بعد وجودهم

من حقوق الابناء الدُّعاء لهم

وتحرِّي ذلك في الأمكنة والأزمنة المبارَكة

وعدم الدعاء عليهم:


لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم:

لا تدْعوا على أنفسِكم

ولا تدْعوا على أولادِكم

ولا تدْعوا على خَدَمِكم

ولا تدْعوا على أموالِكم

لا تُوافقوا من اللهِ ساعةَ نيْلٍ

فيها عطاءٌ فيُستجابَ لكم

https://www.dorar.net/hadith/sharh/72911

بمعنى: لا تَدعوا عليهم إنْ أساؤوا إليكم

أو قَصَّروا في واجب من واجباتكم

أو رأيتم منهم ما لا يسرُّكم

فإنَّ ذلك ليس من الحِكمة في شيء.


لكن ممَّا يجِب بيانه:

أنَّ تقصير الآباء في حقوق الأبناء

لا يبرِّر عقوقَ الأبناء وتقصيرهم

في حقوق والديهم.


تقصير الأب لا يبرر عقوق وتقصير الأبناء

وإذا قصر الوالد في الحقوق التي عليه

لأولاده فإن الملام حينئذ الأب

ولا يعني ذلك أن للأبناء أن يقصروا في حقوق الوالدين

بل البر بالوالدين واجب في كل حال

ويجب مصاحبتهما بالمعروف، ولو كانا كافرين

قال الله تعالى:

وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي

مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا

وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً

وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ

ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [لقمان:15].

https://www.islamweb.net/ar/fatwa/27...86%D8%A7%D8%A1

فالأسرة المسلمة ينبغي أن يسود فيها الحب

والمودة والتراحم والتواصل

واحترام الكبير والعطف على الصغير

وإعطاء كل ذي حق حقه.


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-03, 12:15   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ختام

الأبناء غِراس حياة، وقطوفُ أمل

وقرة عين الإنسان

هم بُناة الغد، وهم رجاله:

مفكِّروه وسواعده، ودروع أمَّته

وحماة استقراره

وهم في الإسلام مستودَع أمانات الآباء

يحفظون الدِّين، وينقادون لرب العالمين

من أجل ذلك وجَّه الإسلام عنايته إلى تربيتهم

حتى يسعد بهم المجتمعُ، ويصعدوا هم بالمجتمع

فلقد شمِلتْ عناية الإسلام جميعَ جوانب حياة الفرد

لينمو نموًّا متكاملاً، نموًّا يشمل: جسمه وروحه

وخلقه وعقله، وبالمحافظة على هذا النمط العالي

من التربية الراقية، يربَّى المواطن الصالح

الذي يعرف حقوقه وواجباته

ويبنى الفرد المسلم القوي

الذي يعيش بعقيدته الصحيحة

وعقله الواعي، وخلقه القوي.


ونحن - أمةَ الإسلام -

إذا أردنا لأنفسنا عزًّا ومجدًا وسؤددًا

علينا أن نعود إلى جوهر ديننا

علينا أن نربي الأجيالَ المسلمة على النمط

الذي لمسناه في المسلمين الأُوائل

حيث كانوا: قوة في العقل، وقوة في الروح

وقوة في الخلق، وقوة في الجسم.


إننا لكي نربي الأبناء تربية عالية ومتكاملة

يجب أن نصوغهم صياغة تتفق مع ما نؤمن به

من عقائدَ ومُثلٍ عليا كريمة

مستمدة من كتاب الله - عز وجل

- ومن سنة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -


يقول أحد الكتّاب:

أشهى ثمرات الحياة إلى الإنسان الأولاد

يَعرف ذلك من ذاق حلاوتهم

ومن ابتلي منهم بالحرمان

وبشدة مرارة الحرمان يعرف قدر

نعمة الله بهم على الإنسان

وعلى الأولاد عمارة الأرض

وهي مقصود خلق الله للأكوان؛ قال - تعالى -:

﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ

الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

وقد تضرع إبراهيم إلى ربه أن يهبه الذرية، فقال:

﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ *

فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 100، 101].

وتضرع زكريا - عليه السلام - فقال:

﴿ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي

عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا *

يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6].

قال الأحنف لمعاوية وقد غضب على ابنه يزيد فهجره:

يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا

وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة

وأرش ذليلة، وبهم نصول عند كل جليلة

إن غضبوا فأرْضِهم، وإن سألوك فأعطهم

وإن لم يسألوك فابتدئهم، يمنحوك ودَّهم

ويحبوك دهرَهم، ولا تنظر إليهم شزرًا

ولا تكن عليهم ثقيلاً؛ فيتمنَّوا وفاتك

ويكرهوا قربك، ويملوا حياتك.

والولد ليس ملكًا لوالديه فقط

بل هو ملك للأمة

ويسعد والداه وتسعد الأمة بمقدار توفيقهم

في حسن تربيته، وإعداده لرسالته

في الحياة إعدادًا جسميًّا وخلقيًّا وعقليًّا

وتربية الولد واجبٌ مشترك، بين الوالدين

وبين الدولة، في المنزل والمدرسة

إلا أن الواجب الأول، والعبء الأوفى

يقع على كاهل الوالدين

وعلى الوالدة بخاصة في حال الطفولة والصغر

لأن تأثُّرَ الولد بوالدته في هذه الحالة يكون قويًّا.


وقد قدَّر الإسلام خطورة هذا التأثر

فمنع أن يتزوج المسلم المشركة

خوفًا أن يفتتن الأولاد في دينهم باتباعها.


وقال الإمام الغزالي: "والصبي أمانة عند والديه

وقلبُه الطاهر جوهرةٌ نفيسة ساذجة

خالية من كل نقش وصورة

وهو قابل لكل ما يُنقش عليه

وقابل إلى كل ما يمال به إليه

فإن عُوِّد الخير عَلِمه وعُلِّمه، ونشأ عليه

وسعد في الدنيا والآخرة

وشاركه في ثوابه أبواه

وكلُّ معلم له ومؤدِّب، وإن عُود الشر

وأُهمل إهمال البهائم، شقي وهلك

وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه، الوالي له

وقد قال الله - عز وجل -:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا

وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ

لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

الأسرة في الإسلام ودورها التربوي

الأسرة هي اللبنة الأولى في تكون المجتمع البشري

بصلاحها واستقامتها وتراحمها يصلح المجتمع

ويستقيم ويتراحم، وبفسادها يفسد المجتمع

وتتهاوى أواصره

فمن خلال الأسرة يستلهم الطفل انفعالاته الأولى

في: الحب والكره والغضب والحلم والتعاون والأنانية.

فهي جسر العبور بالطفل إلى العالم الأوسع

حيث إنها تعلمه الاحترام والتقدير وتحمل المسؤولية

وتعده للتكامل وتُشبع عنده الحاجة

إلى الاستقرار العقلي والعاطفي.

ومعظم مشاعر الطفل تتمركز حول الأم والأب

بحيث تميل إلى أن تصبح اتجاهاته وتوقعاته

الاجتماعية نسخةً من اتجاهاتهما وتوقعاتهما

ويحدث هذا التعلم قبل أن يكون للطفل

إدراكٌ واعٍ بنفسه وبالآخرين.


قال المناوي:

لأن يؤدِّب الوالد ولده

ويُنشئه على أخلاق الصالحين

ويصونه عن مخالطة المفسدين

ويُعلِّمه القرآن والأدب

ويُسمعه السنن وأقاويل السلف

ويعلمه من أحكام الدين مالا غنى عنه-

خيرٌ له من أن يتصدق بصاع

لأنه إذا أدَّبه صارت أفعاله مع صدقاته

الجارية تدوم بدوام الولد

وصدقة الصاع ينقطع ثوابها.


لذا فواجب الأبوين المسلمين رعاية فطرة الأبناء

والاجتهاد في تحسين تربيتهم

ولا يكفل للوالدين النجاة يوم الحساب

إلا أن يبذلا ما في وسعيهما لصلاح رعيتهما

قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ

أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ

كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور:21].

ومن هنا نؤكد على الوالدين وكل المربين

أن يتقوا الله في هذه الأمانة

فهم يوم القيامة عنها مسؤولون،


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-04, 12:28   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صفات المربِّي الناجح

لا شك أن التربية هي من أهم المتطلبات

في بناء جيل جديد

تُعلق عليه بعد ربهِ الآمالُ والطموحات

في إعادة بناء الأمة

والسعي للتمكين الذي هو وسيلة

لإقامة العبودية على الأرض.

وإن كنا نسعى لإيجاد جيل جديد

ينصر دين الله عز وجل فهو يحتاج إلى جيش من المربين

وكلما كان هذا الجيش ذا همة وكفاءة

وخلا من الأخطاء

كان نجاحنا في هذه المهمة أكبر وأسرع.


سواء كنت يا أخي في البيت أبًا

أو مُعلِّمًا في المدرسة، أو مُحفِّظًا في المسجد

وسواء كنتِ يا أُختي أُمًّا، أو مُعلِّمةً، أو مُحَفِّظةً


لكم جميعًا نُوَجِّه حديثنا

من أجل تربية إسلامية صحيحة لأبنائنا

نتحدث معًا وبإجمال أقربَ منه إلى التفصيل

عن صفات المربِّي الناجح

وما يجب عليه أن يتحلَّى به

وما يجب عليه أن يتخلى عنه

ومن تلك الصفات:

1 – القدوة:

وهي عُمدة الصفات كلِّها

بل تَنبني عليها جميعُ صِفات المُربِّي


إنَّ موضوع القدوة من المواضيع المهمة جدًّا في حياة البشرية

فالقدوة الحسنة هي الركيزة في المجتمع

وهي عامل التحوُّل السريع الفعَّال

فالقدوة عنصر مهم في كلِّ مجتمع

فمهما كان أفراده صالحين

فهم في أمَسِّ الحاجة للاقتداء بالنماذج الحيَّة

كيف لا وقد أمرَ الله نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم

بالاقتداء، فقال:

﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ

عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 90].


وتشتدُّ الحاجة إلى القدوة الحسنة

كلَّما بَعُد الناس عن الالتزام بقِيَم الإسلام

وأخلاقه وأحكامه

كما أنَّ الله - عزَّ وجل - حذَّر من مخالفة القول

الفعلَ الذي ينفي كون الإنسان قدوة بين الناس، فقال:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *

كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2 - 3].

وقد عُرِّفت القدوة بأنها:

"إحداث تغيير في سُلُوك الفرد

في الاتجاه المرغوب فيه

عن طريق القدوة الصالحة

وذلك بأن يتَّخذ شخصًا أو أكثر يتحقَّق فيهم الصلاح

ليتشبَّه به، ويُصبح ما يطلب من السلوك المثالي

أمرًا واقعيًّا ممكنَ التطبيق"


أصول التربية الإسلامية وأساليبها؛ للنحلاوي، ص (257).

ودين الإسلام دين القدوة، وأصحاب الهِمم العالية

هم الذين يسعون ليكونوا قدوة حسنة

اذن من صفات المربِّي الناجح

يكون قدوةً في سُلوكه، قدوةً في مَلْبَسِه

قدوة في حديثه، قدوة في عبادته

قدوة في أخلاقه وآدابه، قدوة في حياته كلها.

لأن الطفل إذا ما افتقد القُدوة فيمَنْ يُرَبِّيهِ

فسوف يفتَقِدُ إلى كلِّ شيء

ولن يُفلِح معه وَعْظ، ولا عقاب، ولا ثواب

كيف لا وقد رأى الكبير يفْعَلُ ما يَنهاهُ عنه؟!


لأن عَيْنَ الطفل لكَ كالميكروسكوب ترى فيه الشيء

الصغير واضحًا تمامًا

فالنظرة الحرام التي تختلسها

والكلمة القصيرة السريعة الَّتي تنطِقُ بِها وغيرُها

يستقبلها الصغير فيُخَزِّنها

ويفعل مثلها إن لم يكن أسوأَ

ولا تستطيع أن تنهاه

وإلا قال لك: أنتَ فَعَلْتَ ذلِك

وأنا أفْعَلُ مِثْلَك!! طبعًا هو لا يعانِد – غالبًا –


في مثل هذه المواقف؛ ولكنه يُقلِّدُكَ

فأنت الكبير وهو يُحِبِّكَ

ويحب أن يفعل مثلما تفعل ليتشبَّهَ بكَ.

فإن غضبتَ فشتمتَ فإنَّه سيشتُمُ عندما يغضَب

وإن طلبت منه شراء الدخان أو رَمْيَ باقي السيجارة

فسيشرب منها بعد ذلك ولو خِلْسَةً

حتَّى يتمكَّن مِن شُرْبِها بِحُرِّيَّة في أقربِ فرصة

فَهُو يُقَلِّدك وأنت الكبير

وإن خرجتِ الأمُّ مُتَبرِّجَةً فلن تستطيعَ

إقناعَ ابْنَتِها بعد ذلك بارْتِداء الحجاب


وإن نادى المؤذِّن للصلاة وصلَّيْتَ

في البيت فسيصلي في البيت

وإن ذهبت إلى المسجد فسوف

يُحِبُّ الذَّهاب إلى المسجد

وإن غَفَلْتَ عنِ الصلاة ساهيًا أو عامدًا

فسوف يقلِّدُكَ؛ فأنت القدوة.

وهكذا إن طلبت منه أن يخبِرَكَ بسِرِّ أحد

أو لعبت أمامه بدون حذاء أو بغير الملابس الرياضية

وكذا إن رآك (تُبَحْلِقُ) في صور العاريات

أو فِي الفيديو، أوِ التليفزيون

أو عاكستَ أحدًا في الهاتف... إلخ.

الخلاصة

فالقدوة لها دورٌ كبير في إعلاء الهِمم

وإصلاح المسلمين، فمَن كان عالي الهِمَّة

اقتَدى به غيره، فأصلَح نفسه وأصلَح غيره.



يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا

وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]

ففي هذه الآية يريد الله عز وجل من المسلمين

التطلُّع للأفضل وإلى أعلى المقامات

وانظر لَم يقل سبحانه: واجعَلنا في المتقين

ولكنَّها تربية للمؤمنين على الهِمَّة العالية

وأن يكونوا مثل إبراهيم عليه السلام

يطلب إمامةَ المتقين؛ يقول شيخ الإسلام:

"أي: فاجْعَلنا أئمَّة لِمَن يَقتدي بنا ويأْتَمُّ

ولا تَجعلنا فتنة لمن يضلُّ بنا ويشقى"


مجموع الفتاوى؛ لابن تيميَّة، (3 /91).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-05, 12:27   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

2– وضوح الهدف:

البعض لا يعرف له هدفـًا ولا لماذا يعيش

فهو يسير في الدنيا يأكل ويشرب وينام ليموت

والبعض هدفه وغايته رضا الله ودخول الجنة.

اجتمع عبد الله بن عمر وعروة بن الزبير

ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة

فقال لهم مصعب: "تمنوا"

فقالوا: "ابدأ أنت"

فقال: "ولاية العراق وتزوج سكينة ابنة الحسين

وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله" فنال ذلك

وتمنى عروة بن الزبير الفقه

وأن يحمل عنه الحديث فنال ذلك

وتمنى عبد الملك الخلافة، فنال ذلك

وتمنى عبد الله بن عمر الجنة.


والبعض علت همّته وسما هدفه ليسكن الفردوس

الأعلى ويصل إلى الدرجات العلا في الجنة

قال أبو بكر رضي الله عنه

للنبي صلى الله عليه وسلم:

"بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عَلَى

مَنْ دُعِىَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ

فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟

" قَالَ: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ»

https://dorar.net/hadith/sharh/11591

فمن أي أصناف الناس أنتم؟

وما هو هدفكم وغايتكم في الحياة؟ لماذا تعيشوا؟

قال ابن القيم رحمه الله:

"وقد أجمع عقلاء كل أمة

على أن النعيم لا يدرك بالنعيم

وأن من آثر الراحة فاتته الراحة

وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق

تكون الفرحة واللذة

فلا فرحة لمن لا هم له

ولا لذة لمن لا صبر له

ولا نعيم لمن لا شقاء له

ولا راحة لمن لا تعب له

بل إذا تعب العبد قليلًا استراح طويلًا

وإذا تحمّل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد

وكل ما فيه أهل النعيم المقيم صبر ساعة".


اهـ (مفتاح دار السعادة).

وضوح الهدف:

المربّي الناجح يضع أمامه دومًا الهدف من التربية

والفوائد الدينية، والدنيوية العائدة عليه

بل عليه أن يضع له أهدافًا جزئية كل فترة زمنية


فيقول مثلاً: في خلال هذا العام سيحفظ

أبنائي جُزأين من القرآن

ويتعلمون ثلاثة أخلاق إسلامية

ويتعلمون ثلاثة آداب يومية

ويتقنون مهارة الإنشاد أو الكتابة على الكمبيوتر

ويعرفون كل شيء عن الأزهر

والمُتْحَف الإسلاميِّ مَثَلاً

ويعرفون أعداءهم اليهود

وما فعلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم


- ويعرفون أجدادهم العَشَرَةَ المُبَشَّرِينَ بالجنة

وكذا يعرفون خطأين شائعينِ في المجتمع

وهكذا يضع المربِّي أمامَهُ هَدَفًا عامًّا

وهو تَرْبِية الطفل تربيةً إسلاميَّةً صحيحةً

وتحته أهداف جزئية كما سبق.


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-06, 12:20   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع صفات المربِّي الناجح

3 – ضبط النفس:

علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

كل ما يحقق لنا الطمأنينة والرضا

ويجعلنا نحظى برضا الخالق والمخلوق


وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

كيف نتحلى بفضيلة ضبط النفس بحيث نسيطر

على مشاعر الغضب التي تنتابنا من وقت لآخر

وكيف نكون قدوة طيبة لغيرنا

في التسامح والرحمة والعفو عند المقدرة .

والتوجيهات والوصايا النبوية التي تحمل

هذه المعاني الجميلة والسلوكيات الحضارية

كثيرة ومتنوعة . . منها قوله صلى الله عليه وسلم:


ليس الشديد بالصرعة

إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .

https://dorar.net/hadith/sharh/10212

وسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:

يا رسول الله، أوصني .

فقال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب

فردد مرارا، فقال: لا تغضب .

https://www.dorar.net/hadith/sharh/8337

وسأل ابن عمرو رضي الله عنه

النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله

ماذا يباعدني من غضب الله؟ فقال: لا تغضب .

https://dorar.net/hadith/sharh/115743

ضبط النفس:

شَتَمَ الصغيرُ أخاه، غَضِبَ الأبُ

وقام لِيضرِبَ الصغير

فبكى الصغير معتذِرًا عما فَعَلَ

لكن الأب ظلَّ غاضبًا متجَهِّمًا طوال اليوم

ورَفَضَ أن يتحدث معه.


وفي الفصل أخطأ التلميذ فعاقبه المدرِّس

وظلَّ غاضبًا طوال الحِصَّةِ

لم يبتسمِ ابتسامَةً واحدة رغم اعتذار التلميذ

عمَّا فعل، أوِ اعترافه بخطئه

هذا هو ما قصدناه بضبط النفس

أن تغضب ولكن ليس من قلبك

وتُعاقِبَ ليس بمزاجك

تُعاقِبُ وأنت تهدُف من وراء العقاب شيئًا

وهو التربية؛ أي تَغْيِير السلوك

ولكن لا تكتشف بعد العقاب أنَّك غضبت كثيرًا

وعاقبت بشدة أكثر مما يستحقُّ

السلوكُ الخطأ الذي فَعَلَهُ الصغير


وأنك عاقبتَ أصلاً كردِّ فعلٍ سريعٍ للخطأ

ولم تنوِ قبل العقاب أن تغير من سلوك الصغير

وبالتالي فقد عاقبتَ بالغضب

والصِّيَاح بدلاً من التصحيح الهادئ أوَّلاً

أو ضربتَ وكان الأَوْلَى أن تُظْهِر الغضب فقط

ليس هذا فحسب

بل مِن ضبط النفس أيضًا أن تغضب فإذا

ما اعترف الصغير بخَطَئِهِ فيتلاشى غضبكَ

على وجه السرعة، ويتحوَّل إلى ابتسامة رقيقة


وكذلك تتحوَّل الابتسامةُ إلى تَجَهُّم عند الخطأ

وسرعان ما يزول التجهُّم

وهكذا دون أن يُؤَثِّرَ ذلك في القلب

لِيُرَبِّيَ الكبيرُ الصغير، وليس العكس

فيتحكَّم الصغير في حركاته وسكناته

ابتسامِهِ وتَجَهُّمِهِ، جِدِّهِ ولَعِبِهِ.


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-07, 12:51   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع صفات المربِّي الناجح

4 – نفس عظيمة وهِمَّة عالية:

المُربي لا بد أن يكون عظيمَ النَّفس

هِمَّتُه عالية، وإرادته قوية، ونَفَسُه طويل

لا يطلب سفاسفَ الأُمُورِ

يعلم أن تربية الأولاد في الإسلام

فنٌّ له عقبات؛ كما له حلاوة

وأجر عظيم. لذلك يسعى جاهدًا أن يجعلها لِلَّه

ويُضَحّي من أجلها بِراحَتِه وبماله

وبكل شيء عنده

ويصل طموحه به

إلى أن يتمنَّى أن يكون ابنه؛ كمُحَمَّد الفاتح

الَّذي علَّمه شيخُه وهو صغير أنَّ القسطنطينية

سيفْتَحُها اللَّه على يد أمير مسلم

يرجو أن يكون هو

فقد قال عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((فَلَنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيش))


https://www.dorar.net/h/5e7b1fd93af2...f793af5c70d5f0

ويصل طموحه به

إلى أن يتمنَّى أن تكون ابنته

مثل عائشة رضي الله عنها

أفضل نساء العالمين على الإطلاق

في الشرف، والفضل، وعلو المقام.

وقد كانت المرجع المؤكد للمسلمين

عندما يختلط عندهم شيء من القرآن

والحديث، والفقه، والفرائض، وكان المؤمنون

يجدون عندها الجواب الشافي والمُقنع

لجميع تساؤلاتهم واستفساراتهم


ومن نماذج المربين

وأصحاب الهمم والطموحات الكثير والكثير.

5 – يألف ويؤلف:

نعم مِن صفات المُرَبِّي أن يألف ويؤلف

يألف الصغار ويحبهم، ولا يأنف الجلوس معهم

يتبسط في حديثه ويتواضع، يمزح ويلعب

يلين ولا يشتد، يعطي كثيرًا بلا مقابل

ولا تفارقه الابتسامة

وكذلك يُؤْلَف عند الصغار

وإلا فلا يتصدَّى للتعليم ولا التربية

فهي مهمة ليس هو أهلاً لها

إذ إنه دائمُ التجهُّم، شديد، عنيف

لا تعرف الرحمة طريقًا إلى قلبه

فويل لأبنائه منه تمامًا

كمن قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إنَّ لي عَشْرَةً منَ الولد ما قَبَّلْتُ منهم أحدًا"

فقال له الحبيب المُرَبّي - صلى الله عليه وسلم -:

((مَن لا يَرحم لا يُرْحَم))

https://www.dorar.net/hadith/sharh/141052

وعمر بن الخطاب عَزَل مثل ذلك

الرجل عن ولاية المسلمين

فمن لا يألفه أبناؤه، لا يألفه المسلمون

وهو بالتالي لن يرحمهم.


6 – الحنان:

والمربي الذي ينقصه الحنان لا يصلح للتربية

الذي يغلب عليه التجهم

الذي يبخل بالابتسامة

الذي لا يمسح على رأس الطفل

الذي لا يعرف إلا العقاب

أما الثواب فلا حاجة به إليه

ليعلم كل هؤلاء أنه

((ليس منا من لم يرحم صغيرنا))

https://www.dorar.net/hadith/sharh/114400

و((من لا يَرحم لا يُرحم))

https://www.dorar.net/hadith/sharh/141052

وأنه بذلك مخالف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -

في مزاحه مع الصبيان، وتلطفه معهم.


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-08, 12:07   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع صفات المربِّي الناجح

7 – التقوى والصلاح:

تمثل هذه الصفة جانبًا كبيرًا في نجاح المربي

كي يصلح الله له من يوجههم

وتؤتي نصائحه ثمارًا يانعة

أصلها ثابت وفرعها في السماء

تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها

وهذا واجب على كل أب تجاه نفسه وأسرته؛ قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]


قال قتادة: "يقيهم بأن يأمرهم بطاعة الله

وينهاهم عن معصيته

وأن يقوم عليه بأمر الله يأمرهم به ويساعدهم عليه

فإذا رأيت معصية ردعتهم عنها، وزجرتهم عنها

جامع البيان في تأويل القرآن

محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (ت: 310 ه)


ولهذا تجد السلف الصالح رضوان الله عليهم

أولَوا هذه الصفة اهتمامًا بالغًا

فأصلحوا أنفسهم

إذ الجزاء من جنس العمل

حتى قال أبو بشر بن الديلمي:

"من خشي على ذريته من بعده

وأحب أن يكف الله عنهم الأذى بعد موته

﴿ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].

دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج: (1/ 457).

ولا أدل على حفظ الله عز وجل للأبناء

بصلاح آبائهم من قصة الجدار في سورة الكهف

في قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]

فوالد اليتيمين كان صالحًا

اتقى الله في حياته

فحفظ الله له كنزًا كان قد تركه لأولاده من بعده

وما فعل هذا إلا لفهمه الثاقب لقوله تعالى:

﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا

خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9]

فقد حفظ الله ذريته بصلاحه بعد موته


ولهذا قال عمر بن عبدالعزيز:

"ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله

في عقبه وعقب عقبه"

روائع التفسير الجامع لتفسير الإمام

زين الدين بن رجب الحنبلي (ت: 795 ه)


هؤلاء ساداتنا في تربية أنفسهم

عرفوا ما عليهم فأدوه


وانظروا إلى سعيد بن المسيب رضي الله عنه

حينما أراد أن يكون ابنه مشروع صدقة

جارية له بعد مماته

قال لابنه: "لأزيدن في صلاتي من أجلك

رجاء أن أُحفَظ فيك، ثم تلا قوله تعالى:

﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]"

جامع العلوم والحكم في شرح خمسين

حديثًا من جوامع الكلم، ج: (1/ 466)


وهذا يؤكد انشغال الصالحين

بصلاح أولادهم من بعدهم.


8 – الصدق مع الأبناء والطلاب:

خيرُ قدوةٍ لنا في هذه الصفة الخلقية

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الذي

لقبه كفار قريش بالصادق الأمين

فاستودعوه أماناتهم

رغم تعنتهم معه وصدهم عن دعوته

ومع هذا لم ينكروا صفاته الخلقية

فهلا ربينا أبناءنا على سيرته.


9 – الشعور بالمسؤولية:

بعض من الشباب اليوم يقبل على الزواج

ولا همَّ له إلا قضاء الوطر

ولا يخطر بباله أنه مسؤولية كبيرة

فسيكونان زوجين فوالدين عما قريب

ولهذا ينبغي استشعار رعاية الزوجة والأولاد

ومتابعتهم وتشجيعهم إيمانيًّا وخلقيًّا واجتماعيًّا

فهذا حق وواجب عليه تجاههم

وذلك لما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما

قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))


صحيح البخاري، باب: الجمعة في

القرى والمدن، رقم: 893، ج: (2/ 5).


10 – تحصيل الثمرة:

فالمربي الناجح ليس هو الذي

يَظَلُّ أعوامًا طويلةً يجلس مع الأطفال

ويَبْذُلُ معهمُ المجهود في أشياء لا طائل منها

ولا يأخذ منهم ثمرة أولاً بأوَّلَ

فقد يعطيهم زادًا ثقافيًّا

وقد يُحَفِّظُهُم نصف القرآن


ولكن أخلاقَهُم سيئةٌ في أول مباراة يلعبونها

مع بعضهم بعضًا، تظهر الأنانية والسَّبُّ واللَّعْن

والتباغُضُ فيما بينهم

فالتربية كانتْ ثقافيَّةً لم تتعدَّ ذلك

أما الجانب التطبيقيُّ أو الجانب العمليُّ

فقد تَنَحَّى جانبًا

وهو المهمُّ في العملية التربويَّة

فلْنطلُبِ الثمرةَ؛ ولكن لا نَسْتَعْجِلْها

فكلٌّ بقَدَرٍ، والزمن جزءٌ منَ العلاج.

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-09, 09:58   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

مقدمة

فَطَرَ الله الإنسان على حبِّ المثوبة

وما فيها من لذَّة ونعيم

فإنه يَرْغَب في ذلك ويعمل من أجل تحقيقه

كما فطره - أيضًا - على بُغض العقاب

وما يَتَرَتَّب عليه من أَلَم وشقاء

فإنه يرهبه وينفر منه.


ولهذا عُنِي القرآن الكريم والسنة النبوية

بالترغيب والترهيب


كأسلوب مهمٍّ من أساليب التربية.والترغيب:

وعْد يصحبه تحبيب وإغراء بمصلحة

أو لذة أو متعة آجلة، مؤكدة، خيِّرة

خالصة من الشوائب

مقابل القيام بعَمَل صالح

أو الامتناع عن لذَّة ضارة أو عمل سيئ

ابتغاءَ مرْضاة الله

وذلك رحمة من الله بعبادِه.


والترهيب:

وعيد وتهديد بعقوبة

تترتَّب على اقتراف إثْم أو ذنب

مما نهى الله عنه

أو على التهاون في أداء فريضة مما أمَرَ الله به

أو هو تهديد من الله يقصد به تخويف عباده

وإظهار صفة من صفات الجبروت والعظمة الإلهية

ليكونوا دائمًا على حذر

منَ ارتكاب الهَفَوات والمعاصي


"أصول التربية الإسلامية، وأساليبها

في البيت والمدرسة والمجتمع"

دار الفكر، دمشق، الطبعة الثالثة ص (230، 231).


ويمتاز أُسلوب الترغيب والترْهيب

في القرآن الكريم والسنة النبوية


عن غَيْره من أساليب الثواب والعقاب

في المناهج التربويَّة الأخرى -

بأنه يعتمد على الإقناع والبرهان

ويكون مصحوبًا بتصوير

فنيٍّ رائع للثواب المرغَّب فيه

المتمَثِّل في الجنة، وكذلك للعقاب المنتظر

المتمثل في جهنم - أعاذنا الله منها –

كما يعتمد الترغيب والترهيب في القرآن والسنة -

أيضًا - على إثارة الانفعالات وتربية العواطف الربانية

كعاطفة الخوف من الله تعالى

والتذلُّل والخشوع له – سبحانه -

والطَّمَع في رحمته، والأَمَل في ثوابه


"أصول التربية الإسلامية، وأساليبها

في البيت والمدرسة والمجتمع"


ص (231 - 237).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2022-10-09 في 10:07.
رد مع اقتباس
قديم 2022-10-10, 12:44   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

ومن أساليب الثواب والعقاب التي يُمكن

أن تستنبط منَ السنة النبوية ما يلي:


أولاً: من أساليب الثواب:

1- القُبلة:

تُعَدُّ القُبلة للطفل الصغير أسلوبًا

مهمًّا من أساليب الإثابة

وذلك لأنَّ للقُبلة دورًا فعَّالاً في تحريك

مشاعر الطفل وعاطفته

كما أن لها دورًا كبيرًا في تسكين ثَوَرانه وغضبه


بالإضافة إلى الشعور بالارتباط الوثيق

في تشييد علاقة الحب بين الكبير والصغير

وهي دليلُ رحمة القلب والفؤاد بهذا الطفل الناشئ

وهي برهان على تواضُع الكبير للصغير

وهي النور الساطع الذي يبهر فؤاد الطفل

ويشرح نفسه، ويزيد من تفاعله مع مَنْ حوله


ثم هي أولاً وأخيرًا السُّنة الثابتة

عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال.

أخرج البخاري ومسلم عن عائشة -

رضي الله عنها - قالت: قَدِم ناس من الأعراب

على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

فقالوا: أتُقَبِّلون صبيانكم؟ فقال: ((نعم))

قالوا: لكنا والله لا نُقَبِّل

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((أَوَأَمْلِك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة

https://www.dorar.net/hadith/sharh/7856

كتاب منهج التربية النبوية للطفل، مع نماذج

تطبيقية من حياة السلف الصالح

وأقوال العلماء ص (310، 311)


2- إدخال السرور على الطفل بمُداعبته ومُمازحته:

إحساس الفرح والسرور يلعب

في نفس الطفل شيئًا عجيبًا

ويؤثِّر في نفسه تأثيرًا قويًّا-


فالأطفال وهم براعم البراءة والصفاء - يحبُّون الفرح

بل هم أداة الفرح للكبار

ويحبون الابتسامة حين يشاهدونها على وُجُوه الكبار

.وبالتالي فإن تحريك هذا المؤثِّر

في نفس الطفل سيورث الانطلاق

والحيوية في نفسه

كما يجعله على أُهْبَة الاستعداد

لتلقِّي أي أمْر، أو مُلاحَظة، أو إرْشاد.


وكان - صلى الله عليه وسلم -

يُدْخل الفَرَح والسرور على نُفُوس الأطْفال

لما للسرور من بَراعة في إسعاد الطفل

ولما للفَرَح من قوَّة في التأثير

قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (238، 239).

https://www.islamweb.net/ar/article/...B7%D9%81%D9%84

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
قديم 2022-10-11, 12:30   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

يختلف الآباء في تربية أبنائهم

فبعضهم يتبع أسلوب القسوة ووقوع العقوبات

القوية والمؤذية والتي تؤثر بشكل سلبي

على شخصية الطفل ونموه الانفعالي

معتقداً أن الصحيح إظهار القوة من جانبه

والاستلام من جانب الأولاد.


والبعض الأخر من الآباء والأمهات لم يستطيعوا

أن يتحكموا في عاطفتهم ويستسلمون أمام عناد الطفل

وإصراره على تنفيذ رغباته

فبذلك ينشىء الطفل بمفاهيم طفولية

وسلوكيات خالية تماماً من ضبط النفس

فيمارس مع اعتاد عليه في أسرته

والمجتمع الخارجي فينصدم بالواقع المختلف

عما نشأ عليه فيتعرض للإحباط.


الأسرة :

هي المسئولة الأولى على تربية الطفل

فلابد من إتباع الأساليب السليمة

التي تجعل شخصيته قوية

وتخلق منه شخصاً مؤثراً بالمجتمع

ويكون شخصاً صالحاً

يتفوق في التعليم وفي الأخلاق.


اخوة الاسلام

و مازلنا مع أساليب الثواب:

3- الإثابة بالمدْح والثناء:

مدْح المربِّي للصغير وثناؤه عليه

مِن أكثر الأُمُور التي تدخِل السرور على قلْبه

وتشعره بأهمية هذا العمل الذي مُدِح من أجْله

وتدفعه إلى تَكراره والاستكثار منه


وفي السنة النبوية

ما يدلُّ على أهمية المدح والثناء

كوسيلةٍ من وسائل الإثابة والتشجيع على طَلَب العلم

من ذلك ما رُوي عن أبي هريرة

- رضي الله عنه -: أنه سأل رسول الله -

صلى الله عليه وسلم -:

مَن أسعد الناس بشفاعتك؟


فقال - صلى الله عليه وسلم -:

((لقد ظننتُ ألاَّ يسألني أحدٌ عن هذا الحديث أول منك

لما علمتُ من حرصك على الحديث...)

https://www.dorar.net/hadith/sharh/86270

فبهذا المدْح والثناء الرَّقيق

يستثير الرسول - صلى الله عليه وسلم -

في أبي هريرة الرغبة والحرص على طَلَب الحديث

ويدفعه دائمًا لأن يكون

سبَّاقًا في السؤال عنه.


...................

4- الإثابة بالمكافَأة المادية (الهدية):

الهديَّة تُدخل السرور على النفوس

وتزيد أواصر المحبة بين المُهْدِي والمُهْدَى إليه


وهو ما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم

- بقوله: ((تهادوا تحابُّوا)

https://dorar.net/h/80f6bcea4f379f8ccaa23b1e9b852267

ومن ثَم؛ فإن منَ الوسائل التربوية

المُفيدة تقديمَ الهدايا والمكافآت المادية

للمجيدين والمتفوِّقين من الناشئة والمتعلِّمين

فإن ذلك يثير نشاط المتعلِّم

ويبعث فيه الحماس

ويفجر فيه ينابيع الطموح والتنافُس والعزيمة

ويحرك فيه الجد والاجتهاد

والإخلاص والاستقامة


كتاب "قبسات من التأديب

التربوي عند المسلمين" ص (271).


فإن الثواب والعقاب من أهم الأساليب لتربية الطفل

ولكن على الأب والأم أن يوازوا في الهدايا

والمكافآت التي يقدمونها لأطفالهم في حالة الثواب

فلا تكون كل الهدايا مادية، أو غالية

فيمكن أن تكون هدايا معنوية أو بسيطة.


حيث أن أسلوب الثواب والعقاب يهدف إلى الطاعة

وأن الطفل لديه المعرفة التامة

في أسلوب يعتمد على الإكراه والضغط

وهذا سببه أن المكافأة تكون قصيرة المدى

فبعد انتهائها يتوقف الطفل عن طاعة والديه.

توضيح

كما أن التشجيع من الطرق المهمة في تربية الطفل

فإذا رغبتك أن يستمر الطفل في إتباع الأسلوب الصحيح

فعليك تشجيعه باستمرار

ولا يوجد مشكلة إذا جعلته

يشعر أنه أفضل طفل بالعالم

فقد يعود عليه بقوة ثقته بنفسه

،لكن علينا أن نعرف جيداً أن الهدف

وراء استخدام الثواب والعقاب

ما هو إلا لتنمية شخصية الطفل وانساينته

مما يفرض عليه اكتشاف الطريق

الأقرب للوصول غلى عقله

فالثواب والعقاب ليس مجرد دواء

ولكن يحتاج إلى الوصول الدقيق

في الجرعة التي تمنحها للطفل.


"قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (281).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2022-10-11 في 12:54.
رد مع اقتباس
قديم 2022-10-11, 14:36   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

تاكيد لما سبق شرحة اليوم

فقد أكدت بعض الأبحاث النفسية

ضرورة الثواب وتفضيله على العقاب

فتشجع الطفل على إتباع السلوك الإيجابي

داخل أسرته والرغبة في إتباع السلوك

وتحفز الطفل على ثقته بنفسه

فالثواب أجدى نفعاً من العقاب في التربية

فالمعانقة والتقبيل والمدح والاهتمام

هو من أهم المكافآت الاجتماعية لدى الطفل

وكلها تعبيرات عاطفية من السهل تنفيذها

فهناك بعض الآباء لا يتبعون هذا الأسلوب

مع أبائهم معتقدين أنه هذا يحسن من أسلوبهم

فهذا الأسلوب خاطئ

ويرجع بأسلوب سلبي على الطفل.


"قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (291).

مكافأة السلوك الحسن مكافأة سريعة دون تأخيرها :

المكافأة والإثابة هو منهج تربوي

رئيسي في تأسيسي الطفل ومحاولة السيطرة

على سلوكه وتغيره

وهي أيضاً أسلوب مهم في خلق الحماس

ورفع معنويات الطفل وخلق الثقة بالنفس

لأنها تغير القبول الاجتماعي

الذي هو جزء مهم من الصحة النفسية.

"قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (273).

أنواع المكافأت :

1- المكافأة الاجتماعية :

هي تتمثل في الابتسامة والتقبيل

والاهتمام والمديح والعناق

فهذه المكافأة لها دور فعال جداً

في تحسين سلوك الطفل وجعله يتمتع

بأسلوب رائع مع الأسرة والمجتمع الخارجي

كما يزيد من الثقة بالنفس .


2- المكافأة المادية:

وهي منح الطفل قطعة من الحلوى

وشراء لعبة وإعطاءه نقود

واصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة

فلابد من تنفيذ الوعود التي تقولها للطفل

وتنفيذها دون تأخير

لأن هذا يعلم الطفل الكذب ومخالفة العهود.


"قبسات من التأديب التربوي عند المسلمين" ص (291).

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc