اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفارس الجدَّاوي
السلام عليكم:
حديثنا اليوم عن الفتاة الوحيدة التي استطاعت أن تقترب من عرش أم سليم حين شاركتها في أمر لم تشاركها فيه واحدة من قبل، كيف لا والقواسم المشتركة بينهما عديدة، أولها أنها أول الأبناء لأبيها والتخصص العلمي في الثانوية، والصراحة وقوة الشخصية والأنوثة الطاغية والحنان الفياض على الناس، وأما الأمر الذي شاركت فيه أم سليم ولم يقاسمهما فيه واحدة غيرها هو أنني كلما رأيتها إلا وأصابني ما يشبه الصاعقة الكهربائية حتى مع يقيني وجزمي أنها لم ولن تكون لي بيوم من الأيام، لأنها اختارت قبل أن أعرفها من سيكون شريك حياتها، وأصرت عليه وثبتت حتى شاء الله لأمرهما أن يتم وسيجسد عن قريب بعون الله تعالى.
جاءني هذا الخبر الذي كنت أنتظره ليرسم اليقين بداخلي، ولكن لا حيلة لي مع القلب، وإن كانت أقدر أن أتحكم في الجوارح، إلا أن القلب لا حكم لي عليه.
قد يقول قائل ما بال هذا الفارس يترنح عن جواده، ولكنها كثرة السهام والرماح المغروسة بين أضلعي من تترنح من نصالها قطرات الدم، قطرة فقطرة.
فهنيئا لك يا من فزت بقلبها وعقلها منذ سنوات طوال، أنا لم أعرفك ولا أريد أن أعرفك، ولا ألومها ولا ألومك، بل على العكس أفرح كثيرا حينما أرى نموذجا مثلكما قدر على الصمود والتصدي والتحدي ونفذ مبتغاه ولم يتخلى طرف عن طرف لا بحجة الفوارق الاجتماعية ولا بحجة البطالة ولا بحجة الدراسة، حتى كتب الله لهما الاجتماع على شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فالحمد لله الذي وفقهما للزواج ولو بعد حين، وأسأل الله أن تسعده ويسعدها وأن يكون كفؤا ويستحق الصبر والكفاح الذي كافحته من أجله أن تقدر هي الأخرى الكفاح الذي بذله من أجلها.
بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير. وعوضنا خيرا.
مع تحياتي والسلام عليكم
|
أخي الفاضل بارك الله فيك!وأنصحك بترديد وتكرار دعاء أم المومنين"أمّ سلمة":"اللهمّ أجِرنِي في مُصيبتي،واخلُف لي خيرا منها"،وهذا لفقدها "أبو سلمة"وكانت تحبه حبا بليغا،وكانت ترى ألا أحد خيرا منه،وبعد الدعاء وتكراره،وبقَدر من الله سبحانه وتعالى،جاء ذلك الخير والأفضل! خير الخلق قاطبة،إنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،فهل تصورت يوما أمّ سلمة هذا !
فلا تيأس أخي،ولتعلم أنّ"الدعاء مخّ العبادة"كما أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،بل"الدعاء هو العبادة" في رواية أخرى عنه صلى الله عليه وسلم.
يقول الإمام الشافعي - رحمه الله - :
أتَهزَأُ بالدعاء وتزدريه.....وما تدري بما صنع الدعاء.
وفقك الله أخي وأبدلك وعوّضك أفضل وأفضل،ما دُمتَ بهذه الأخلاق!