الملل عند الطلاب وكيفية التغلب عليه

[العابدالكنتي]

الملل يصيب كل الناس بغض النظر عن أعمارهم وخلفيتهم ودخلهم وتعليمهم .
يقول مدير إحدى الشركات : عندنا نحرّم استخدام كلمة (( الملل )) ومع ذلك فإن الإحساس بالملل حقيقة واقعة ..
• حتى الطيارين يحسون بالملل مع أنهم يتجولون فوق الكرة الأرضية ويشاهدون من طبيعتها الجميلة الشيء الكثير ...بل وحتى أفضل الطلاب يمكن أن يصيبهم الملل .......
الاعتراف بوجود المشكلة هو أول طرق الحل .
من مظاهر الملل بالنسبة للطلاب ما يلي :-
1- التهرب من أداء الواجبات

2-التغيب عن المدرسة

3- المشاجرة.
4- التخريب المتعمد للممتلكات

5- اللامبالاة بشكل عام حتى الطلاب المجتهدين وإن كانوا يشقون طريقهم نحو النجاح والتفوق إلا أنذلك لا يبرر وجود منهج دراسي أو تعليمي يغفل عن إثارة الرغبة ومحاربةالملل .
ليس هناك من فائدة على الإطلاق لخلق دروس رتيبة أو صعبة تسبب الملل ،فالمدرس الفعّال هو الذي يبعث الحياة في مادة الدرس باتباع أساليب تثيراهتمام الطلاب ويديم الرغبة لديهم .
طبيعة الملل
* ممل ! تلك هي صيحة الطالب الساخط لكي يستجمع قوته ...
* فمن الممكن تعريف الملل بأنه : الشعور بالسأم وعدم الرضا ..
* أو أنه : قلق ونفور وشك ناشئ عن انعدام الهدف أو المثل العليا
• الكثير من المعلمين ينظرون إلى الملل على أنه مشكلة تخص الطلاب ..
• إن من الأسباب التي تجعل المدرسين يتخذون موقفاً عدوانياً عندما يتحدث الطلاب عن الحاجة إلى جعل التدريس أكثر متعة هو أن هذا النوع من الحديث يُفسّر وكأنه إلقاء للوم عليهم فقط .
• لعلنا نتفق جميعاً أن أحد النتائج الجانبية لعملية التعليم يجب أن تكون ( المتعة التعطش إلى المزيد من المعرفة) .من الممكن أن نوازن بين الجد واللهو والصرامة والفكاهة ..والنقطة المهمة هنا هي :
أن الرغبة في التعلم يمكن إيجادها دون فقدان التركيز على التعلم .
وفي الحقيقة فإن أفضل وسيلة لتحقيق تعلم فعلي لدى الطلاب تكون عن طريق خلق اهتمام حقيقيومشاركة مؤثرة .
توليد الرغبةالأعمال الجيدة إذا تحولت إلى عادات جيدة تجعل الطلاب يتقدمون إلى الأمام لأداء أعمال أكثر أهمية .
على سبيل المثال : الطالب في الأول الابتدائي يجد صعوبة في كتابة الحروفالهجائية وتذكرها لكن مع مرور الوقت يصبح وضع الاسم على الورقة المدرسية عملاً روتينياً .
الطلاب الذين يتعلمون عادات طيبة ستكون لديهم قاعدة قوية يمكن أن يبنوا عليها المزيد من المعرفة المتطورة .
والواقع أن غالبية المعلمين قادرون وبسرعة على تحديد الطلاب الذين لديهم مشكلة مع المادة العلمية وهؤلاء هم الطلاب الذين لديهم مشكلة في اكتساب العادات الجيدة والأعمال الروتينية .

يجازف بعض المعلمين أحياناً بالسماح بوجود تشويش واختلاط وتشابك في الأحاديث دون ضوابط في الفصل لكنهم غالباً يحصلون على نتائج تعليمية مفيدة من هذه المجازفة ( فهي فرصة لتعليم الطلاب آداب الحديث وأدب الإنصات وغيره .. ) ربما كان أكبر تحدٍّ للكثير من المعلمين أن يجعلوا لعمل الفصل معنىً وهدفاً غير الروتين .
عندما يجبر المعلم طلابه على دراسة مادة علمية طويلة وصعبة ويطلب إنجازها في حصة واحدة مثلاً فإنه يضحي بالتفاعل والمتعة ولكن التضحيةالكبرى هي أن التعليم نفسه يفقد قيمته ومعناه .
وفي ختام الحديث عن توليد الرغبة أقول : انتبه أخي المعلم للروتين فهو يتجذر بسرعة ويحجب المعنى ما لم يتم تعديله بانتظام .
ثم إن مكافحة الملل وتوليد الرغبة في التعلم لدى الطلاب يتطلب ردود أفعال تنم عن الوعي والانتباه بدلاً من الغفلة .
تطورات جديدة على أفكار قديمة :
من طرق كسر الروتين إحداث تطورات جديدة على أفكار قديمة .
صحيح أن كل عمل أكاديمي لابد له من وجود قدر من الرتابة ولكن بالقليل منالتفكير يمكن لكثير من المعلمين أن يكتشفوا طرائق تقنية ممتعة للتدريس حتى ولو كان المحتوى نفسه لا يبعث على النشاط بشكل خاص .
وهكذا فإنه يجب على المعلمين أن يقيّموا بانتظام فاعلية الطرق والمواد التي يستخدمونها وأن يبقوا على ديمومة التوازن بين بناء الرغبة والتغلبعلى الملل .
الموازنة بين الحرية والتنظيم:
إن المعلمين الذين يتسببون في الملل باسم النشاط والقوة يخاطرون بالتسبب في سلوكيات مغايرة غير منتجة .لذا فمسؤولية المعلمين تكمن في تنظيم وموازنة الدروس حتى لا تكون مملّة وتُحدثُ سلوكيات غير منتجة .وهناك طريقة لتحقيق ذلك وهي : إشراك الطلاب في تخطيط الدروس أو إعادة تشكيلها .
وإنه لشيء جميل أن يكون الممسك بالعنان ( وهو المعلم ) مقتنعاً بمشاركة طلابه لكي يكون للتعليم معنىً بقدر المستطاع .
إنَّ قلة التنظيم يمكن أن تترك شعوراً لدى الإنسان بأنه فاقد للسيطرة مما يؤدي إلى التشويش والإرباك ثم الإحباط فالملل .وفي حال غياب التنظيم فإن الطلاب سيميلون إلى التنقل في النشاط دونمعرفة لما يفعلون ، فانتباههم غير مركّز واهتمامهم سيكون محدوداً .
التنظيم والأطفال الصغار

إن قدرة الأطفال الصغار هي أكبر بكثير مما نتصورها ولكنهم يتخبطون حتى في أبسط الأعمال إذا لم تتم مساعدتهم .
شدّ انتباه الطلاب :
إذا أفلح المعلمون في شد انتباه الطلاب فإن قلة منهم سيشردون ذهنياً أوينصرفون في عمل آخر ، ومن ثم يمكن خلق الرغبة الحقيقية ويتم التعلم .
مسألة وجود مدّة للانتباه أمر ليس ثابتاً فالمعلمون يمكن أن يؤثروا على مدة حضور الطلاب وانتباههم للدرس بالمواضيع التي يختارونها وبكيفية تنظيم الوقت والنشاطات ..وفيما يلي بعض الأسس الرئيسية التي ينبغي على المدرسن اتباعها لتحقيق ذلك :-
[1] ضع خطة لتفاعل كبير :
يجب أن تشتمل الدروس على ما أطلق عليه ( القطع المفقودة ) التي يجب أن يوفرها الطلاب فيستمع الطلاب بفاعلية ويفكروا ويكتشفوا المعلومات ..
ينبغي على المعلم مقاومة دوافع الإسراع لمجرد تغطية المادة المطلوبإنجازها إذ أن هم المعلم إنهاء الدرس وبذا يقضي على مشاركة الطلابوتفاعلهم في الدرس .
[2] أصنع خطة لفهم أسهل :أكثر ما ينهمك الطلاب في الدروس التي تحوي عناصر ملموسة ومادية إذ تكون أسهل فهماً من العناصر التجريدية .
وإذا استدعى الأمر تدريس أفكار تجريدية فإن أفضل طريقة هي استعمال الوسائل المادية والملموسة ، وهذا يعني أن الدروس يجب أن تدعّم بالمواد التي تنبه الحواس كالوسائل البصرية والوسائل السمعية والوسائل المحسوسة .
[3] استعمل الصوت المفعم بالحيوية : من الطبيعي أن المعلم الذي لا يكون متحمساً ومثيراً للحماس فإن طلابه لن يكونوا محمّسين ..
وهكذا فإن المدرسين الحكماء سوف يتكلمون بطريقة يشعرون هم أنفسهم أنها ممتعة ومثيرة ..
[4] استعمل التنويع بكثرة : فالطلاب والمعلمون أيضاً يحتاجون إلى التنويع ليس فقط في مواضيع الدرس وإنما أيضاً في كيفية تنظيم الدروس والنشاطات التي يتم اختيارها .
والموازنة بين أنواع النشاطات التي يشارك فيها الطلاب ضرورية مثلها مثل الموازنة بين التنظيم والحرية .
[5] خطط للقوة الدافعة :من الطرق المستخدمة لإيجاد القوة الدافعة المفيدة في العمل مع الطلاب وضعمدّة زمنية لكل خطوة من خطوات الدرس وتنويع طرق تدريس وتعليم هذه الأجزاءالزمنية ............
[6] راقب كل الملاحظات المعبّرة عن الملل :
أورد ( هيلري بيلوك) , ثلاث إشارات جميعها مألوفة لدى المدرس تدلُّ على بدء ظهور الملل :-
1- انصراف نظر الطلاب إلى الاهتمام بأشياء تافهة مثل النظر إلى طائر دخل قاعة الفصل ....
2- إذا علّق الطلاب تعليقات لا صلة لها بموضوع الدرس .
3- إذا كان حديثهم مع زملائهم أكثر أهمية من الانتباه للدرس.
فإذا حصل ذلك أو ما يشابهه لا بد من إجراء التعديل المناسب لاستعادة انتباه الطلاب .
أهمية العلاقة:
س: هل هناك طرق يمكن للمعلم إتباعها حتى لا تحدث الفوضى في الحصة الدراسية أو حتى لا يسرق الطالب الفوضوي انتباه الطلاب لمعلمهم إليه هو ؟
ج: هناك طرق يمكن أن تحقق ذلك منها :-
1-لا تخش الكمال .
2-لا تترك مجالاً للفوضى والتشتيت .
3-الاهتمام بانتقادات الطلاب .
التعامل مع التعب:
نحن نطلب من الطلاب حصة وراء حصة أن يكونوا نشيطين ومتحمسين ومهتمين ، ومعظم الطلاب لا يتحملون هذه السلوكيات طوال اليوم وكل يوم .
هناك ثلاثة أنواع من التعب شائعة في المدرسة هي :-
1- التعب الجسماني : ويأتي من نقص النوم الكافي والجلوس المتواصل ...
2- التعب العقلي : ويأتي من المذاكرة أو التفكير أو القلق أو إثارة العواطف ...
3- التعب النفسي : وينتج عن توقّع الملل ..
والمفتاح لعلاج هذه الأنواع من التعب هو استبدال التعب بالنشاط وخلق الاهتمام لدى الطلاب) .
تخطيط الألعاب و( المباريات ) التي تولد الرغبة في التعلم :
المباراة التعليمية الفعّالة هي التي تشتمل على كافة العناصر اللازمة لتوليد الاهتمام والرغبة ، وبناء التعلم السليم في الوقت نفسه .
وللمباراة الفعّالة أربع ميزات هي :-
1-القوة الدافعة : سبق الإشارة إليها آنفاً .
2-المشاركة من جميع طلاب الفصل :
فيجب الحد من سرعة استجابة ذوي القدرات العالية حتى يعطوا الفرصة للآخرين .
3-الهدف الذي يمكن تحقيقه جرّاء هذه الألعاب .
4-معلومات التغذية الفورية :
في المباراة التعليمية يحتاج الطلاب أن يعرفوا النتيجة فوراً بعد كل لعبة للمحافظة على الرغبة وتحفيزها في الوقت نفسه ، وللإبقاء على القوة الدافعة في مستوى عالٍ .
طرح الأسئلة والإجابة عنها من الأهمية بمكان أن يكون المعلمون أنفسهم مهتمين كأفراد ، بالإضافة على تقديم دروس هي في حد ذاتها ممتعة أيضاً . فالطلاب يهتمون كثيراً بنوعية معلميهم وليس فقط بما يقدمونه لتلاميذهم وهذا فإن قياس درجة الإلهام الذاتي عند المعلم هام من ناحية مهنية .
كما أنه على الدرجة نفسها من الفائدة للطلاب ؛ لأنه يتيح لهم إمكانية أفضل لمعرفة بعضهم البعض من أجل تعزيز التعاون بينهم والعمل معاً كفريق واحدة . والمفتاح الرئيس لمعرفة اهتمام الآخرين بك هو مدى اهتمامك أنت بهم .

[حميدي البشير]

يقول احد اصدقائي انه يطبق طريقة شاشة التوقف ......... وعندما سألته ما معنى هذا :
قال الطفل يحدث له الملل بسبب شغور ذهنه ..اما عن طريق عدم الانتباه او انجاز كتاباته وعندها يبدأ الملل عنده ....وقد استنبطت فكرتي من جهاز الكمبيوتر فعند تركه مدة وعدم الضغط على اي مفتاح او الفارة فعند ذاك تبدا شاشة التوقف وتزول هذه الخاصية عند استعمال الفارة أو الضغط على اي قفل من لوحة المفاتيح .....ففكرت قليلا وقلت في نفسي لماذا لا أشغل ذاك التلميذ في شيء يفيده وعندها جاء الحل :
فبالنسبة للطالب الذي ينجز كتاباته في زمن قصير ...استعملت قصص للمطالعة اعطيه قصة ريثما ينهي بقية زملائه كي لا يزعجهم ...
أما بالنسبة للتلميذ الشارد الذهن ..فإني وجدت فكرة بسيطة وهي تحركي المستمر اثناء شرح الدرس حتى اثير انتباهه .. ومن حين لاخر اناديه ...وطلب تكرار آخر كلمة قلتها .....حينها ستجعله مهتما بكلامي وبالطبع مهتما بالشرح

[العابدالكنتي]

شكرا جزيلا اخي البشير دائما تدهشنا بافكارك التنويرية فشكرا وبارك الله فيك