لابد من الرحيل ((هذه سنة الحياة ) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لابد من الرحيل ((هذه سنة الحياة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-04-06, 21:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد علي 12
مراقب منتدى الأسرة والمجتمع
 
إحصائية العضو










افتراضي لابد من الرحيل ((هذه سنة الحياة )

فجأة وجدت أنني في الأربعين.. الخامسة والأربعين.. ثم سن الخمسين!.. ثم 60---هذه أرقام لم أسمع عنها من قبل ولم أتخيل أنها ممكنة..
بدأت أشعر بالذعر عندما لاحظت ان الباعة يقولون لي «يا حاج».. والمراهقون يقولون لي «يا عمو». ثم ازداد الأمر سوءًا عندما صار الأولاد المهذبون يقفون لي في وسائل المواصلات كي أجلس مكانهم. أمس الأول رأيت سيدة مسنة تحمل حقيبة ثقيلة وتمشي في الطريق، فهرعت في شهامة لحمل حقيبتها عنها، ثم فطنت إلى أنني في الستين وقلبي مريض. والداء السكري شهامتي هذه ستبدو أقرب للسخف أو تجلب علي السخرية.
مسن بعنف. مسن جدًا.. من المستحيل أن أجد أي شخص أكبر سنًا مني. أجلس في مجلس كبير فأكتشف ان كل الجالسين بين ثلاثين وأربعين عامًا.. الشيخ فيهم في التاسعة والخمسين !.. الحلاق الأشيب المسن الذي أحلق عنده سألني عن علاج النسيان، فقلت له إنه لابد أن يتوقع تصلب شرايين المخ في سنه هذه. قال في اتعاظ وأسى:
ـ«بالفعل.. بعد 45 عامًا يجب ان يقبل الإنسان تداعي حواسه!»
ـ«هل أنت في الخامسة والأربعين؟»
ـ «نعم.. وأنت يا حاج ؟»
ابتلعت لساني.. وفضلت الصمت. مع الوقت صرت أشعر كأن كل من في الخامسة والأربعين طفل كان يرضع البارحة ويبدلون له الكافولة.
لهذا أحب جدًا صداقة اثنين أو ثلاثة ممن يكبرونني سنًا. عم حسين البواب العجوز في بنايتنا.. كم هو شخصية رائعة ذكية.. إنه الصديق الأمثل. هؤلاء الذين في الستين.. أين هم ؟.. لماذا صاروا نادرين؟
أما أشنع اللحظات فهي حين ترى فتاة حسناء تروق لك، فتتودد لها ليكون أول لقب تناديك به هو «يا عمو». هذه أقرب لصفعة على وجهي بلا شك.
ليس هذا أسوأ من صديقي طبيب الأطفال الذي قابل في إحدى الحفلات فتاة بارعة الجمال. كان مطلقاً يبحث عن عروس جديدة، وبدت له هذه الفتاة مناسبة جداً. وجد أنها تحدثه في حرارة وحب حقيقيين، وأعطاه هذا انطباعاً بأن الطريق ممهد لقلبها. قال لها:
ـ «أشعر أننا التقينا في زمن ما في مكان ما»..
قالت في مرح:
ـ «بالفعل .. أنت كنت الطبيب الذي يتابعني وأنا في الحضّانة بعد ولادتي!.. لقد ولدت قبل موعدي كما تعلم»!
طبعا يمكنني أن أتخيل ما حدث بعد ذلك.. لقد تبدل وجهه إلى اللون الأحمر واعتذر لها وانسحب..
اللحظة التي تتحول فيها من «كابتن» إلى أستاذ إلى «عمو»..اى جد __ هذه لحظة قاسية ومروعة..
#أحمد_خالد_توفيق









 


رد مع اقتباس
قديم 2023-04-06, 22:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مصطفى قاسمي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية مصطفى قاسمي
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
احييك على صراحتك اخي الكريم
رغم هاجس الخوف من المجهول
يقول المثل
إذا أردتَ أن تسرق لحظات سعيدة من الزمن، فإجلس مع طفل صغير
على الأقل لايعرف شيئًا عن الدنيا وتنجو من كلمة ياعمو او ياحااج
هذا انا هههه









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc