إن الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايبيه وإجتماعها برئيسة تايوان ضاربة عرض الحائط التحذيرات الصينية.
خلفت غضبا عارما في الصين، التي قدمت إجتجاجا رسميا شديد اللهجة للسفير الامريكي، ومن قبل صرح الرئيس الصيني "أن أمريكا تلعب بالنار التي ستحرقها حتما"، وقامت بإستعراض عضلاتها في بحر الصين وحول الجزيرة، بإجراء مناورات عسكرية ضخمة بشتى أنواع الأسلحة تخللتها إطلاق صواريخ باليستية سقطت حتى ضمن الحدود البحرية لليابان، لتخوبف وإرهاب حكام تايوان.
دولة تايوان تعترف بها 15 دولة فقط في العالم في وقتنا الحاضر.
وكانت إلى غاية سنة 1974 عضوا في الأمم المتحدة بإسم الصينية الوطنية.
وعندما تولت الجزائر رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قامت دبلوماسيتها تحت رئاسة عبد العزيز بوتفليقة بتمكين الصين الشعبية من الولوج إلى الأمم المتحدة بعد طرد الصين الوطنية (تايوان).
إنه دين على عاتق الصين لا يقدر بالثمن، أحجمت بلادي الإستثمار فيه، أو حتى الإشارة إليه في مسلسل علاقاتها بهذا العملاق الذي إستيقظ من سباته، وعلى قاب قوسين أو أدنى من تولي الريادة العالمية، كما تفعل كثير من الدول (إبتزاز إسرائيل الدائم لألمانيا بخصوص أكذوبة المحرقة اليهودية).
إن الجزائر تتباهى فقط بعلاقاتها بالصديق الصيني التي تعود إلى الحرب التحريرية وإعترافها بالحكومة المؤقتة وإستقبالها لوفودها، لأن ذلك هو تحصيل حاصل في سياسة زعيمها ماوتسي تونغ، ويدخل ضمن الإستقطاب العالمي.
وتنسى بلادي أنها تعتبر سوقا للصينيين، إذ تعتبر الصين، الزبون الأول المصدر إلى الجزائر متفوقة بكثير على زبائن الجزائر التقليديين
حسب إحصائيات السداسي الأول لهذه السنة أي 2022، ما جعل الميزان التيجاري بين الدولتين يختل بنسب معتبرة لصالح الصين.
إن بكين لها حساسية زائدة لكل ما يتعلق بتايوان، وسعيها الدؤوب لتحجيم دورها وإبقائها داخل قوقعتها وفقط، وتوظيف وزنها لحظر أي علاقات بينها ودول أخرى وفق لمبدأ الصين الواحدة التي تعترف به الأمم المتحدة.
بقلم الأستاذ محند زكريني