بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل في محكم كتابه المبين " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " ، وقال جل ذكره : " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " .
وصلى الله وسلم وبارك على إمام الموحدين وخاتم النبيين الذي أخرج الله به من سبقت سعادته من ظلمات الشرك والضلال إلى نور التوحيد والسنة ، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، وحمى به جناب التوحيد وسد كل الذرائع إلى الشرك ، فكان مما أعلن لأمته وأبان من سنته " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..
اخواني واخواتي في الله ..
اليكم هذه الموعظة الحسنة ونهدف التذكير والترهيب من عواقب هذا الامر الهام نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والاخرة..
الموضوع مهم جدً وخطير لذوي النفوس الضعيفه الله يتوب علينا و عليهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الزنا يورث صاحبه ست خصال ثلاث معجلات يعني في الدنيا وثلاث مؤخرات اي في الاخرة فأما التي في الدنيا فإنها تذهب بالبهاء ،وتورث الفقر ،وتقصر العمر وأما التي في الاخره فإنها توجب سخط الله ،وسوء الحساب ، والدخول في النار
وقال صلى الله عليه وسلم " مررت ليلة أسرى بي على أناس أمامهم موائد حسان وعليها لحم مشوي كأحسن ما يكون من الشواء ،وحولهم جيف أنتن مايكون من الجيف وهم يأكلون الجيف ويتركون الشواء فقلت حبيبي جبريل من هؤلاء، قال : الزناة من أمتك يامحمد تركوا ما أحل الله لهم ،وأقبلو على ما حرم عليهم ، فاليوم يطعمون بما يكرهون ،ويحرمون ما يشتهون " ألا وإنه لا احد غير الله ومن غيرته حرم الفواحش وحد الحدود وكذلك من عمل عمل قوم لوط حشره الله يوم القيامه انتن من الجيف يتأذى به اهل الجمع ثم يؤمر به الى النار فاذا دخل النار امر به فادخل في تابوت من نار فيسمر عليه مسامر فوق صفائح التابوت
حتى يشد تلك المسامير والعياذ بالله
وعقوبته بعد كل هذا :
فان من زنى بأمراه يهوديه او نصرانيه او مسلمه او كائن ما كان من النساء فتح الله عليه في قبره ثلاث مئة باب من جهنم ويخرج عليه منها حيات وعقارب من نار جهنم وشهب من نار فهي تحرقه وهو معذب بما يلقى
من حيات جهنم وعقاربها ويبعث يوم القيامه وهو يتأذى به الناس من ريح فرجه ثم يؤمر به الى النار وهو يؤذي اهل النار مع ماهم فيه من شدة العذاب
وقال صلى الله عليه وسلم من زنى بحليله جاره المسلم لم يرح رائحة الجنه وان ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام،،
وقال صلى الله عليه وسلم (عفوا انفسكم تعفوا نسائكم) من فسد به ما من رجل زنى بإمرأه الا جُلد بين يدي الله تعالى يوم القيامه ثمانين سوطاً من نار ومن بين يديه ومن خلفه ثم هو في مشيئه الله عز وجل،
تعليق وتبيان بعض الامور الهامة ،،
دعونا احبتي في الله نتأمل قول الله تعالى : { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ولا يزنون . ومن يفعل ذلك يلق أثاماً . يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً . إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً } الفرقان / 68 – 70 .
وعند التأمل في قوله تعالى : { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات }
يتبين لنا فضل الله العظيم .
أما العلاج لمن ابتلي بهذه المصيبة :
1- الابتعاد عن الأسباب التي تيسر لنا الوقوع في هذه المعصية وتذكرنا بها مثل :
- إطلاق العنان لللبصر ، والنظر إلى النساء الكاسيات العاريات سواء في الشاشات او خلافه..
- الخلوة بأحد من النساء .
2- لنشغل انفسنا دائماً بما ينفعنا في ديننا أو دنيانا كما قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( فإذا فرغت فانصب ) فإذا فرغنا من عمل في الدنيا فنجتهد في عمل من عمل الآخرة كذكر الله وتلاوة القرآن وطلب العلم وسماع الأشرطة النافعة ... وإذا فرغنا من طاعة فنبدأ بأخرى ، وإذا فرغنا من عمل من أعمال الدنيا فنبدأ في آخر ... وهكذا ، لأن النفس أن لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل ، فلا ندع للأنفسنا فرصة أو وقت فراغ نفكر في هذه الفاحشة .
3- نقارن بين ما نجده من لذة أثناء هذه الفاحشة ، وما يعقب ذلك من ندم وقلق وحيرة تدوم معنا طويلاً ، ثم ما ينتظر فاعل هذه الفاحشة من عذاب في الآخرة ، فهل نرى أن هذه اللذة التي تنقضي بعد ساعة يقدمها عاقل على ما يعقبها من ندم وعذاب ، ويمكننا تقوية القناعة بهذا الأمر والرضاوالقبول بما قسم لنا ربنا سواء المتزوج ام الاعزب الذي نسأل الله له حياة زوجية هانئة في أقرب فرصة ممكنة..
4- العاقل لا يترك شيئاً يحبه إلا لمحبوب أعلى منه أو خشية مكروه . وهذه الفاحشة تفوت علينا نعيم الدنيا والآخرة ، ومحبة الله لنا ، ونستحق بها غضب الله وعذابه ومقته .
5- وأهم من ذلك كله : الدعاء والاستعانة بالله عز وجل أن يصرف عنا هذا السوء ، ونغتنم أوقات الإجابة وأحوالها ، كالسجود ، وقبل التسليم من الصلاة ، وثلث الليل الآخر ، ووقت نزول المطر ، وفي السفر ، وفي الصيام ، وعند الإفطار من الصيام .
ولنعلم أن الحياة قصيرة ، وأن الآخرة خير وأبقى ولا ننسى أن الله تعالى
أهلك قوم لوط بما لم يهلك بمثله أحداً من الأمم غيرهم
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ، وأن يتوب علينا
ويجنبنا سوء الأعمال والأخلاق
وفي الختام نسأل الله تبارك وتعالي ان يجزي القائمين علي المواد الدعوية والمشاركات الهادفة التى تسهم في تذكير وتنوير وتحذير الاخوة والاخوات ان تكون الجنة هي الدار والقرار ونحن معهم بمنه وكرمه انه جواد كريم
وصلى الله وسلم علي خير الهادي والبشير المنير صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته الطاهرين وعلي صحابته الغر الميامين وعنا معهم برحمته ومنه وكرمه ..
جزاكم الله خير
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2011-04-01, 13:12
موعظة حسنة أثابنا الله جميعا
العرض العادي
