تذكير الغافل بتاريخ الدولة العثمانية و حركة الوهابية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تذكير الغافل بتاريخ الدولة العثمانية و حركة الوهابية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-05, 07:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










B11 تذكير الغافل بتاريخ الدولة العثمانية و حركة الوهابية

بسم الله الرحمن الرحيم
هل صح خروج الحركة الوهابية على الدولة العثمانية؟


أقول: لي في هذا الكلام وقفات ولكني أجيب الآن نسبة عذا الأمر للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فأقول:

لعل أول من أثار هذه الشبهة الشيخ عبد القديم زلُّوم -غفر الله له وأصلح أتباعه- من قادة حزب التحرير الإسلامي حيث قال في كتابه "كيف هدمت الخلافة " :

"أن الوهابيين بظهور دعوتهم قد كانوا سببا في سقوط دولة الخلافة ، يقول : وكان قد وجد الوهابيون كياناً داخل الدولة الإسلامية بزعامة محمد بن سعود ثم ابنه عبد العزيز فأمدتهم إنجلترا بالسلاح والمال واندفعوا على أساس مذهبي للاستيلاء على البلاد الإسلامية الخاضعة لسلطان الخلافة أي رفعوا السيف في وجه الخليفة وقاتلوا الجيش الإسلامي جيش أمير المؤمنين بتحريض من الإنجليز وإمداد منهم".

والجواب على ذلك من وجهين:

الأول: لم تكن بلاد نجد تحت سيطرة دولة الخلافة العثمانية إذ يقول معالي الشيح الدكتور صالح العبود في كتابه " عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأثرها في العالم الإسلامي ":
عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية - (1 / 25)
نجد لم تشهد نفوذاً عثمانياً:ولم تشهد نجد على العموم نفوذاً للدولة العثمانية، فما امتد إليها سلطانها(1) ولا أتى إليها ولاة عثمانيون، ولا جابت خلال ديارهم حامية تركية في الزمان الذي سبق ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله،


ومما يدل على هذه الحقيقة التاريخية استقراء تقسيمات الدولة العثمانية الإدارية فمن خلال رسالة تركية عنوانها قوانين آل عثمان در مضامين دفتر ديوان) يعني (قوانين آل عثمان فيما يتضمنه دفتر الديوان) ألفها - يمين علي أفندي - الذي كان أميناً للدفتر الخاقاني سنة 1018هـ الموافق لسنة 1609م ونشرها ساطع الحصري ملحقاً من ملاحق كتابه (البلاد العربية والدول العثمانية).

ومن خلال هذه الرسالة يتبين أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري كانت دولة آل عثمان تنقسم إلى (32) إيالة منها (14) إيالة عربية وبلاد نجد ليست منها ما عدا الأحساء إن اعتبرناه من نجد(2).


ثم إن نفوذ العثمانيين ما لبث أن ضعف في جزيرة العرب نتيجة لمشاكلهم الداخلية والخارجية(3)، فاضطروا في نهاية الأمر إلى ترك اليمن بسبب ثورة أئمة صنعاء ضدهم، واضطروا إلى مغادرة الأحساء أيضاً أمام ثورة زعيم بني خالد براك بن غرير وأتباعه سنة 1080هـ(4).
أشراف الحجاز:
__________
"لم تشهد " نجد " على العموم نفوذا للدولة العثمانية فما امتد إليها سلطانها ولا أتى إليها ولاة عثمانيون ولا جابت خلال ديارها حامية تركية في الزمان الذي سبق ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ومما يدل على هذه الحقيقة التاريخية استقرار تقسيمات الدولة العثمانية الإدارية فمن خلال رسالة تركية عنوانها : " قوانين آل عثمان مضامين دفتر الديوان"، يعني : " قوانين آل عثمان في ما يتضمنه دفتر الديوان " ، ألّفها يمين علي أفندي الذي كان أمينا للدفتر الخاقاني سنة 1018 هجرية الموافقة لسنة 1609م من خلال هذه الرسالة يتبين أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري كانت دولة آل عثمان تنقسم إلى اثنتين وثلاثين ايالة منها أربع عشرة ايالة عربية وبلاد نجد ليست منها ما عدا الإحساء إن اعتبرناه من نجد… ."
كما أجاب سماحة شيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله على هذه الدعوى بقوله:
"لم يخرج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على دولة الخلافة العثمانية فيما أعلم وأعتقد لم يكن في نجد رئاسة ولا إمارة للأتراك بل كانت نجد إمارات صغيرة وقرى متناثرة وعلى كل بلدة أو قرية - مهما صغرت - أمير مستقل… وهي إمارات بينها قتال وحروب ومشاجرات والشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يخرج على دولة الخلافة وإنما خرج على أوضاع فاسدة في بلده فجاهد في الله حق جهاده وصابر وثابر حتى امتد نور هذه الدعوة إلى البلاد الأخرى…
عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية - (1 / 26)

وأما الحجاز فقد كان يحكمه الأشراف تحت سلطان الدولة العثمانية، وفي القرن الثاني عشر ابتداء من أوله كان هؤلاء الأشراف في منازعات بينهم وحروب كانت تقوم بين الأخ وأخيه والعم وابن أخيه وتهدر فيها الدماء وتستحل الحرمات.


فكان معدل ولاية الأمير على مكة سنة أو سنتين، لكثرة الاغتيال والغدر والخلاف، وكان من هوانهم على السلطان العثماني أنه يوكل أمرهم أحياً إلى واليه على مصر وكان والي مصر يولي من يشاء ويعزل من يشاء باسم السلطان.

ولقد تعاقب على إمارة مكة خلال القرن الثاني عشر وحده بنحو ثلاثين شريفاً لم ينعم واحد منهم بالاستقرار وصارت السلطة مثار نزاع لا نهاية له، يفرض أقواهم على الآخرين ويتدخل السلطان التركي أحيانا في النزاع ليجلس على كرسي الحكم أحد الخصوم، ولا يتورع هؤلاء الأمراء المتنازعون عن أن يصلوا بمعاركهم إلى قلب الأماكن المقدسة مخالفين بذلك نصوص القرآن والسنة، وأهملت أمور الدين حتى لم يعد الشريف محل ثقة بأمور الإسلام في نظر المسلمين.



هذه حالة شرفاء مكة في أول ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما كانوا قادرين على عدوانهم على أهل نجد كما كانوا من قبل منذ القرن العاشر الهجري أو على غير أهل نجد لضعفهم وتخاذلهم وخوف بعضهم من بعض ومع هذا فقد اتخذوا تدابير عدائية في مكة ضد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى عقيدة سلف الصالح - فقد اعتبروه وأنصاره وهابية مبتدعة فمنعوهم من الحج، بل أطلقوا عليهم الكفر(1).
الدولة العثمانية في حكم الزوال:
__________
(1) انظر: تاريخ مكة، دراسات في السياسة والعلم والإجتماع والعمران، أحمد السباعي ج 2 ص 80، 93، ص 94- 101. والبدر الطالع للشوكاني ج 2 ص 7. وانظر: تاريخ البلاد العربية للدكتور منير العجلاني ص 30- 32.

والثاني: إن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب يرى معتقد أهل السنة والجماعة في تحريم الخروج على ولاة الأمور ومن كلامه في ذلك:

وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برّهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرم الخروج عليه." مجموعة مؤلفات الشيخ " ( 5 / 11 ) .
ويقول أيضا :من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمّر علينا ولو كان عبداً حبشيّاً .." مجموعة مؤلفات الشيخ ( 1 / 394 ).
ولو ثبت أن شيخ الإسلام ابن عبدالوهاب أو غيره خرج على ولي الأمر المسلم فهذا مما لا يجوز اتباعه وهو خطأ مردود لمخافته ما تقرر من الأدلة وهم مذهب أهل السنة، والحق أحق أن يتبع.
والحمد لله رب العالمين.


--
(1) تاريخ البلاد العربية السعودية للدكتور منير العجلاني.
(2) انظر: البلاد العربية والدولة العثمانية، ساطع الحصري ص 230- 240 ز وانتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب خارج الجزيرة العربية، محمد كمال جمعة ص 13.
(3) انظر: تاريخ البلاد العربية السعودية للدكتور العجلاني ص 47.
(4) انظر: الشيخ محمد بن عبد الوهاب... للدكتور العثيمين ص 10، 11. وعنوان المجد، سابقة (1080هـ).








 


قديم 2012-06-05, 12:53   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من فمكَ نُدِينُكَ

هذه نصوص تكفير الوهابية للدولة العثمانية من كتبهم ومؤلفاتهم :


تكفير السلفية الوهابية للدولة العثمانية المسلمة :





جاء في [ " الدُّرَرُ السَّنِيَّة فِي الأَجْوِبَة النَجْدِيَّة " الجزء العاشر صفحة 429 ؛ جمع عبد الرحمن بم محمد بن قاسم العاصمي القحطاني النّجدي ؛ الطبعة السادسة 1418هـ - 1996 م ] :
سئل الشيخ عبد الله بن عبد اللّطيف ، عمّن لم يُكفِّر الدولة { يعني الدّولة العثمانية الإسلامية !!! } ، و من جرَّهم على المسلمين ، و اختار ولايتهم ، وأنه يلزمه الجهاد معه ، و الآخر لا يرى ذلك كلّه ، بل الدولة و من جرهم بغاة ، و لا يحلّ منهم إلا ما يحلّ من البغاة ، و أن ما يغنم من الأعراب حرام ؟

( فأجاب

من لم يُكفِّر الدّولة ، و لم يُفرّق بينهم و بين البغاة من المسلمين ، لم يعرف معنى لا إله إلاّ الله ، فإن اعتقد مع ذلك : أن الدولة مسلمون ، فهو أشد و أعظم ، و هذا هو الشك في كفر من كفر بالله ، و أشرك به ؛ و من جرهم و أعانهم على المسلمين ، بأيّ إعانة ، فهي ردّة صريحة.انتهى



النصوص التكفيرية لمحمد بن عبد الوهاب :




قال الإمام محمد بن عبد الوهاب النّجدي رحمه الله: إن هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم وجوب الطاعة من دون الله كلهم كفار مرتدون عن الإسلام، كيف لا وهم يحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله، ويسعون في الأرض فساداً بقولهم وفعلهم وتأييدهم،ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلاً لا ينقلهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق، لأنه لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم.

[الرسائل الشخصية:ص188]
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،و قال أيضا: فالله الله يا إخواني!! تمسكوا بأصل دينكم، وأوله وآخره، ورأسه شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها وأحبوها ، وأحبوا أهلها، واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين ، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوهم وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال: ما علي منهم، أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، فقد كلفه الله تعالى بهم، وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم ، فالله الله يا إخواني، تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم وأنتم لا تشركون به شيئا.
[مجموعة رسائل في التوحيد والإيمان:ص368]









قديم 2012-06-05, 13:22   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










B11


امتلأ عهد محمود الثاني بأحداث مهمة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، فنتيجة للضعف الشديد الذي دب في أوصال الدولة العثمانية ظهر فيها اتجاهان:

الاتجاه الأول الذي أرجع ما وصلت إليه الدولة العثمانية من ضعف إلى الابتعاد عن الإسلام، والذي ما كان للمسلمين أن تقوم لهم قائمة في الأرض إلا بالتمسك به؛

والاتجاه الثاني الذي يقوم على ضرورة تقليد أوروبا تقليدًا أعمى، لكي يصل العثمانيون إلى ما وصلت إليه من تقدم وازدهار.[99]

  1. ins, p. 89.
  2. أ ب ت ث ج ح خ قصة الإسلام: العثمانيون في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري
وكان من نتيجة الإيمان بالاتجاه الأول أن قامت الحركة الوهابية في شبه الجزيرة العربية،[معلومة 10] واجتذبت إليها الكثير من أهلها، ودعت إلى تطهير الإسلام من كامل الشوائب التي تعلقت به عبر القرون.[103]


[103]
تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 404-409 ISBN 9953-18-084-9


ولما رأى السلطان محمود أنه من الضروري قمع هذه الفئة التي يخشى من امتدادها
، كلّف محمد علي باشا، والي مصر ومؤسس أسرتها الخديوية العلوية، بمحاربتها والقضاء عليها، ففعل ما طُلب منه وأباد الحركة الوهابية، ثمّ شرع في إصلاح مصر وتنظيمها وفق النظام الأوروبي.[103]


إقرأ حقبة الركود الدولة العثمانية


تزكية الشيخ ابن باديس رحمه الله
وقال أيضًا الشيخ ابن باديس -رحمه الله- في مقام الدفاع والإنصاف لدعوة الشيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب:

«وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردًا إلاَّ كُتُبَ خصومهم الذين ما كَتَبَ أكثرُهم إلاَّ تحت تأثير السياسة التركيَّة التي كانت تخشى من نجاحِ الوهَّابيِّين نهضةَ العرب كافَّةً، وأقلُّهم مَن كَتَبَ عن حُسْنِ قصدٍ من غير استقلالٍ في الفهم ولا تثبُّتٍ في النقل، فلم تسلمْ كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف، وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك، أم كيف تُؤخذ حقيقة قومٍ من كتب خصومهم، ولا سيَّما إذا كانوا مثل الصنفين المذكورين»
(٥٤).
وقد نشر الشيخ -رحمه الله- في [العدد 40 و41] من مجلَّته «الشهاب» حوارًا مع رئيس القضاة في مكَّة: الشيخ عبد الله بن بلهيد -رحمه الله- نقلاً عن جريدة «السياسة» الأسبوعيَّة، وممَّا جاء فيه قول رئيس القضاة: «أهل نجدٍ هم جميعهم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، فهُمْ سلفيَّة العقيدة (نسبةً إلى السلف) حنابلة المذهب، أمَّا تسميتهم بالوهَّابيِّين وتسمية مذهبهم بالوهَّابية فليست من عملهم، وإنما هي من عمل خصومهم الذين أرادوا تنفير الناس منهم بإيهامهم الناسَ أنَّ هذا مذهبٌ جديدٌ يخالف المذاهب الأربعة»(٥٥).
--------------------------------------------------------------------------
جادلت عالما فغلبته و جادلني جاهلا غلبني

وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ( 119 ) إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط ( 120 ) )










قديم 2012-06-05, 13:32   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
omrani48
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2012-06-05, 13:43   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسباب سقوط الدولة العثمانية

لماذا اختيار هذا الموضوع ؟ أهمية البحث في مثل هذه المواضيع ؟
لقد دعا القرآن الكريم إلى دراسة شؤون الأمم الغابرة وبين كيف أنها سقطت وتلاشت حينما ظلمت { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون }
{ و إذا أردناأن نهلك قريةأمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا } فالشرط في تصاعد الخط البياني هو عدم الانحراف عن منهج الله وقد أشار ابن خلدون على الرغم من آرائه الأخرى حول موضوع الدولة إلى ضرورة حمل الكافة - أي كافة الناس - على شريعة الله إذا ما أردنا تجنب مساوئ الملك الطبيعي والسياسي . وكان الانحراف عن منهج الله يزداد والخط البياني ينزل هابطاً ولكن كانت هناك طفرات في التاريخ الإسلامي يرتفع بها ذلك الخط قليلاً فهناك المجددون .
وهى كما ذكر ابن خلدون عندما جعل للدولة أعمارًا طبيعة كالأشخاص، فهو لم ينس أن يربط عمر الدولة هذه بطبيعة الملك ،إذ يقول :
إذا استحكمت طبيعة الملك من الانفراد بالمجد وحصول الترف والدعة أقبلت الدولة على الهرم





وفي عهود العثمانيين الأوائل ارتفع الخط ولكنه عاد للهبوط بعد انقضاء عهد السلاطين العشرة الذين أرسوا كيان الدولة وعزروا قوتها ومدوا فتوحاتها وكان دائماً الالتزام بمنهج الله هو الأساس ـ وسيمر معنا مواقف خالدة لبعض هؤلاء السلاطين تبين بوضوح هذه النقطة
و بدأ الانحراف عن منهج الله صغيراً ثم ازداد الانفراج واتسع تدريجيا ثم تحول إلى ملك عضوض بالقوة أو بالإكراه حتى أصبحت الهرقلية أمراً متعارفاً عليه







الدولة العثمانية : 699 ـ 1343 هـ ( لمحة موجزة)
العثمانيون من شعب الغز التركي ، وأصلهم من بلاد التركستان ، نزحوا أمام اكتساح جنكيز خان لدولة خوارزم الإسلامية ، بزعامة سليمان الذي غرق أثناء عبوره نهر الفرات سنة 628 هـ فتزعم القبيلة ابنه أرطغرل الذي ساعد علاء الدين السلجوقي في حرب البيزنطيين فأقطعه وقبيلته بقعة من الأرض في محاذاة بلاد الروم غربي دولة سلاجقة الروم. وهذه الحادثة حادثة جليلة تدل على ما في أخلاقهم من الشهامة والبطولة.
ويعتبر عثمان بن أرطغرل هو المؤسس الأول للدولة العثمانية،وبه سميت ،عندما استقل بإمارته سنة 699 هـ وأخذت هذه الإمارة على عاتقها حماية العالم الإسلامي،وتولت قيادة الجهاد،وأصبحت المتنفس الوحيد للجهاد ،فجاءها كل راغب فيه…





وفي عام 923 هـ انتقلت الخلافة الشرعية لسليم الأول بعد تنازل المتوكل على الله أخر خليفة عباسي في القاهرة…
وبهذه العاطفة الإسلامية المتأججة في نفوسهم ممتزجة بالروح العسكرية المتأصلة في كيانهم ، حملوا راية الإسلام ، وأقاموا أكبر دولة إسلامية عرفها التاريخ في قرونه المتأخرة… وبقيت الحارس الأمين للعالم الإسلامي أربعة قرون،وأطلقت على دولتهم اسم (بلاد الإسلام) وعلى حاكمها اسم (سلطان) وكان أعز ألقابه إليه (الغازي)
أي:المجاهد..






نعم : إن العثمانيين الذين تبوأوا منصباً في عهد سلاطينهم الفاتحين ووسعوا رقعة بلاد الإسلام شرقاً وغرباً واندحرت الأطماع الصليبية أمامهم وحقق الله على أيديهم هزيمة قادة الكفر والتآمر على بلاد المسلمين وارتجفت أوروبا خوفاً وفزعاً من بعض قادتهم أولئك كانت الروح الإسلامية عندهم عالية . . وكانت روح الانضباط التي يتحلى بها الجندي عاملاً من عوامل انتصاراتهم وهي التي شجعت محمد الثاني على القيام بفتوحاته .
وكانت غيرتهم على الإسلام شديدة وكثر حماسهم له لقد بدأوا حياتهم الإسلامية بروح طيبة وساعدتهم الحيوية التي لا تنضب إذ أنهم شعب شاب جديد لم تفتنه مباهج الحياة المادية والثراء ولم ينغمس في مفاسد الحضارات المضمحلة التي كانت سائدة في البلاد التي فتحوها ولكنهم استفادوا منها فأخذوا ما أفادهم وكانت عندهم القدرة على التحكم والفتح والانتصار وقد أتقنوا نظام الحكم وخاصة في عصر الفاتح
،





إذ كان هناك نظام وضع لاختيار المرشحين لتولى أمور الدولة بالانتقاء والاختيار والتدريب والثقافة كما كانوا يشدد ون في اختيار من تؤهله صفاته العقلية والحسية ومواهبه الأخرى المناسبة لشغل الوظائف وكان السلطان رأس الحكم ومركزه وقوته الدافعة وأداة توحيده وتسييره وهو الذي يصدر الأوامر المهمة والتي لها صبغة دينية وكان يحرص على كسب رضاء الله وعلى احترام الشرع الإسلامي المطهر فكان العثمانيون يحبون سلاطينهم مخلصين لهم متعلقين بهم فلم يفكروا لمدة سبعة قرون في تحويل السلطة من آل عثمان إلى غيرهم .




ولكن الأمور لم تستمر على المنهج نفسه والأسلوب الذي اتبعوه منذ بزوغ نجمهم في صفحات التاريخ المضيء فقد بدأ الوهن والضعف يزحف إلى كيانهم .
وبعد ذكر أسباب السقوط والانحطاط …لا بد أن نذكر شيئاً عن إيجابيات الدولة العثمانية
لا شك أن الدولة العثمانية لم تسلم من أخطاء بل أخطاء فادحة،كانت سببًا في زوال الدولة


: وإن من يدرس ، بإنعام نظر ، كل سبب من هذه الأسباب التي سوف تذكر.. لا يعجب من انهيار هذه الدولة العظيمة تحت سياط هذه الضربات بل يعجب كيف استطاعت أن تعيش ستمائة سنة وهي تتحمل هذه الضربات القاسية ….
وترجع هذه الأسباب في نظري إلى :




1/ مخالفة منهج الله .فالدولة العثمانية منذ أن قامت كانت العاطفة الإسلامية جياشة قوية ، فلما تبعها التربية الإسلامية والتدريب السليم للنظام العسكري الجديد كانت القوة وكان الفتح وكان التوسع ، فلما ضعفت التربية الإسلامية زادات أعمال السلب والنهب والفسق والفجور واستمر الانحراف وظهرت حركات العصيان وفقدت الدولة هيبتها بسبب انصراف السلاطين إلى ملاذاتهم




2/ تشجيع الصوفية:
3/ عدم اتخاذ الإسلام مصدرًا أساسيًا للتشريعات
والقوانين والأنظمة التي تسير عليها الدولة،فكثرت إصدار التشريعات والقوانين الوضعية فيما سمي بالتجديدات وذلك بسبب الضغوط الأوروبية…




4/الحروب الصليبية التي شنت على الدولة والتي لم تنقطع منذ ظهورها إلى يوم انهيارها والكلام هنا يطول ويكفي التلميح إلى الحملة الفرنسية على مصر والحملة الفرنسية على الجزائر والتوسع الروسي في بلاد قفقاسيا وتهجير سكانها من داغستان وشاشان وشراكس عام 1282 هـ . والحملة الإنكليزية على مصر وعدن واستيلاء الطليان على طرابلس الغرب .
أما المناوشات والغزوات العسكرية والحركات الانفصالية التي أشعلتها الصليبية العالمية في ممتلكات العثمانيين في أوروبا فهي من الأهمية بمكان إذ لم يخل عهد سلطان منها
5


/ توسع رقعة الدولة :
شغلت الدولة في أوج قوتها وتوسعها مساحة من الأرض تزيد عن أربعة عشر مليونا من الكيلومترات والأمر يختلف عما هو علية في وقتنا الحاضر إذ أن سياسة دفة الحكم في عهد كانت مواصلاته وسائلها الدواب والعربات وبريدها يستغرق الشهور الطويلة والسنين ، وقد تحصنت بالحواجز الطبيعية من أنهار وبحار وجبال وغيرها . والظن أن إعلان الحركات المتمردة والعصابات المتكررة فيها ربما يكون في غاية السهولة كما أن إخمادها أيضاً في غاية الصعوبة . ولم تحتفظ الدولة بتماسكها على الرغم مما أصابها من زلازل ونكبات طيلة ستة قرون إلا بفضل عامل الدين ورابطة العقيدة على الرغم من ظهور من استهان بها ورفع رأسة هنا وهنالك ولكن لم يتجرأ على إعلان بترها أو إلغائها إذ أن رابطة العقيدة أهم عامل حاسم في كيان الأمم وقد استطاعت تلك الرابطة أن تجمع بين الترك والعرب والكرد والشركس والشاشان والداغستان وغيرهم لقرون طويلة حتى قام أعداء هذا الدين وفرقوا شتات الأمة الواحدة بإثارة العصبية الإقليمية التي وصفها الرسول e بأنها منتنة .






6/التخلف العلمي :
وهو الذي لا يزال قائماً حتى اليوم وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على الحركة العلمانية الكمالية التي عزته إلى التمسك بالدين . عن العثمانيين قد جاءوا إلى بلاد الأناضول بدواً ولم يتحضروا بل شغلتهم الحروب ولم ينصرفوا إلى العلم بسبب الانشغال بالفتوحات والحروب المستمرة في كل الجبهات ، ولم يسمح لهم الأوروبيون بالاتفات إلى العلم ولا إلى التخطيط لذا استمروا في طبيعة البداوة فأبدوا انتصارات وقدموا خدمات ، والفرق بينهم وبين الاستعمار أن الاستعمار يحرص على تقدم بلاده على حين يبذل جهده في بقاء سكان المناطق التي يحتلها على حالة من الجهل والتخلف أما هم فكانوا وغيرهم من هذه الناحية على حد سواء . وحينما انهزمت الدولة عام 1188 هـ . الموافق 1774 م انتبهت قليلاً وبدأ سليم الثالث بالإصلاح وإنشاء المدارس الجديدة وكان هو نفسه يعلّم في مدرسة الهندسة وألف جيشاً حديثاً حتى ثار عليه الجيش القديم وأغتاله . وقد مكن ذلك التخلف الغرب من التفوق المادي فاخترع الأسلحة الحديثة ووسائل الصناعة وبدأ عصر الآلة والبخار والكهرباء وانطبق قول الله عز وجل : ] كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاًّ ولا ذمة [ . فظهروا على المسلمين بعد أن كانت لهم الغلبة ولم يتورعوا في استخدام ما توصلوا إليه من أسلحه الدمار والخراب ضدهم وحاولوا التشكيك في عقيدتهم وتاريخهم ، ولو أن صلابة الروح بقيت كما كانت سابقاً لما تمكن أعداء هذا الدين من أهله كما يتمكنون منهم اليوم فقد كانت حروبهم الصليبية تباعاً ولم تتوقف أبدا ولكنهم تصطدم بصخرته المنيعة الصلبة فتتحطم حملاتهم وتتبعثر جيوشهم وتذهب مكائدهم أدراج الرياح . وقد عبأ الإسلام هذه الأمة مادياً ومعنوياً فقال تعالى : ] وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل .. [ . وقد حذّرنا القرآن منهم فقال جلّ وعلا : ] ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا [ . ولكن الصليبيين تمكنوا من بث أفكارهم بدل العلوم والصناعة …
7




/ كان العثمانيون يكتفون من البلاد المفتوحة بالخراج ، ويتركون السكان على وضعهم القائم من العقيدة واللغة والعبادات ، إذ يهملون الدعوة والعمل على نشر الإسلام وإظهار مزايا الإسلام من المساواة والعدل والأمن وانسجامه مع الفطرة البشرية







8/ ضعف الدولة العثمانية في أواخر عهدها جعل الدول الأوروبية تتآمر عليها فأثاروا ضدها الحركات الانفصالية السياسية والدينية ، كما استغل دعاة القومية والصهيونية هذا الضعف مما جعلهم يقومون بحركات لتقويض هذه الدولة .
9


/ الحركات الانفصالية والتمردات المحلية :
نتيجة للتفوق الصليبي قام أوروبا بحبك المؤامرات ضد المسلمين ودفعوا الدمى المصطنعة من طلاب الزعامة وغذوا أوكار الحاقدين والجهلة وشجعوا على العصيان .








10/ الامتيازات التي كانت تمنح للأجانب اعتباطاً بسخاء وكرم لا مبرر لهما بل كانت تمثل التفريط بحق الوطن في اقبح صورة ، فقد منحت الدولة العثمانية ، وهي في أوج عظمتها وسلطانها ، امتيازات لدول أجنبية جعلتها شبة شريكة معها في حكم البلاد . ولا أرى سبباً لهذا الاستهتار ألا الجهل وعدم تقدير الأمور قدرها الحقيقي وتقدير قوة ودهاء الدول التي منحت هذه الامتيازات والعاقل لا يستهين بعدوه مهما كان صغيراً وضعيفاً .



وهي من التساهلات التي يمكن أن تعد أخطاء نظراً لنتائجها التي ظهرت بعد حين وقد منحت تلك الحقوق للأجانب أولاً ثم لبعض السكان المحليين فيما بعد وقد أراد السلطان سليمان القانوني أن يعيد الطريق التجاري إلى البحر المتوسط بعد أن تحولت إلى رأس الرجاء الصالح وذلك بإعطاء امتيازات وعقد معاهدات مع الإيطاليين ثم الفرنسيين والإنكليز ليشجعهم على الإبحار عن هذه الطريق ولكن أولئك النصارى جميعاً كانوا يبدون للسلطان رغبتهم في التحول ويعملون على الكيد له في الخفاء . هذه الاتفاقيات ظنها السلطان سليمان لا قيمة لها ما دامت القوة بيده حيث يلغيها متى شاء ويمنحها متى أراد والواقع أن الضعف الذي أصاب الدولة قد جعل من هذه الاتفاقيات قوة لهؤلاء الأجانب أولاً ولرعاياهم النصارى من سكان ومواطني الدولة العثمانية ثانياً . وكانت الامتيازات في البدء بسيطة ولكن نجم عنها تعقيدات كثيرة فيما بعد .
( منظمة التجارة العالمية الآن بقوانييها التي سوف تحكم العالم تجعل من حق الشركات أن تقيم مصانعها في أية بقعة من العالم،وأن تأتي بالعمالة الرخيصة من أيه بقعة من العالم،وأن تخرج عوائدها إلى البلد الذي تريد ومن البلد الذي تريد…




11/ الغرور الذي أصاب سلاطين بني عثمان الذين فتحت لهم الأرض أبوابها على مصراعيها يلجونها كما يشاءون . وإن من يقرأ كتاب الملك سليمان القانوني إلى ملك فرنساء لايجد فيه ما يشبه كتاب ملك إلى ملك أو إمبراطور عظيم إلى ملك صغير او حتى إلى أمير ، بل يجده وكأنة كتاب سيد الى مسود ومن يطالع صيغ المعاهدات ، في أوج عظمة الدولة ، وما كان يضفى فيها على سلاطين بني عثمان من ألقاب يكادون يشاركون بها الله تعالى في صفاته بينما تكون ألقاب الأباطرة والملوك عادية ، أقول إن من يطالع صيغ هذه المعاهدات يدرك إلى أي حد بلغ بهؤلاء السلاطين الجهل والغرور
12



/الجيش الإنكشاري :
هو الجيش الذي أنشأه السلطان أو رخان باختيار أفراد ه من أبناء البلاد الأوروبية المفتوحة وتلقينهم مبادئ الدين الإسلامي ووضعهم في ثكنات عسكرية خاصة وتدريبهم على فنون الحرب والقتال . ولقد أبلى ذلك الجيش بلاء حسنا في كافة المعارك التي خاضها العثمانيون إبان قوتهم فكانوا يندفعون كالأسود في ساحات القتال وكان لهم الفضل في ترجيح كفة النصر في المعركة الحاسمة يوم فتح القسطنطينية وغيرها من المعارك الشهيرة . ثم مع مرور الزمن بدأ الوهن يتسرب إلى صفوفهم عندما عاشوا بين المدنيين وكثرت تعدياتهم بصفتهم العسكر المختص بهم السلطان.



فما اختلط الجند بأهل المدن إلا وقد فسدت طبيعتهم وتغيرت أخلاقهم وتبدلت مهمتهم وأصبح البلاء في وجه الحكم منهم والعداء للسكان من أعمالهم وصاروا يتدخلون في شؤون الدولة وتعلقت أفئدتهم بشهوة السلطة وانغمسوا في الملذات والمحرمات وشق عليهم أن ينفروا في أوقات البرد الشديد ونظروا إلى العطايا السلطانية ومالوا إلى النهب والسلب حين غزو البلاد . فأثاروا الاضطرابات يريدون الحروب ولو كان جحيمها يصب فوق رؤوسهم ليواصلوا نهب البلاد المفتوحة، وأصبحوا ينقضون العهود ويخرقون الهدنة للذين تمت معهم عن طريق السلطان..



وبذلك نسوا الغاية التي وجدوا من أجلها . لقد كانت فاتحة أعمال السلطان مراد الثالث عام 982هـ . هي إصدار أمر بمنع شرب الخمور فهاجوا وماجوا حتى اضطروه لإباحته ضمن شروط لخوفه من نقمتهم .
وهكذا فإن الجيوش لا تهزم إلا حينما تترك عقيدتها ولا تلتزم بمبادئها .
إن وثوب الانكشارية إلى مركز القيادة في الدولة العثمانية جعلها في حالة خطيرة من الفوضى فصاروا هم الأمرون والناهون والسلطان ألعوبة بأيديهم فظهر الفساد وضاعت البلاد . ثاروا في استانبول والقاهرة وبودا ،يطالبون بإشعال الحروب حينما اقتضت المصلحة ألا تكون هناك حروباً . وقد أشار سنان باشا عام 997 هـ . إلى إشعالها بمحاربة المجرمين تحت إلحاح شديد من قبلهم وكانت النتيجة انهزام والي بودا العثماني ومقتل حسن باشا والي الهرسك وسقوط عدة قلاع عثمانية بأيدي النمسا . وفي عام 1027 هـ . حاول السلطان عثمان إبادتهم بإعداد العدة لحشد جيوش جديدة في ولايات آسيا الصغرى وتدريبها وتنظيمها ولما حاول ذلك خلعوه وقتلوه وأعادوا مصطفى الأول الذي خلعوه عام 1032 هـ .
أيضاً وهذه هي نهاية كثير من المصلحين حينما يتاح للجيوش الفاسدة أن تكتب أقدار الأمم .

واستمر الانكشارية في عهد السلطان مراد الرابع سنوات عشر سائرين في طريق الضلال سادرين في غيهم وطغيانهم فهم الذين نصبوه فالأمر والنهى يجب أن يكون لهم ما دام رأس الدولة بأيديهم . وهم الذين قاموا بقتل السلطان إبراهيم الأول خنقاً حينما حاول التخلص منهم ، وهم الذين اربكوا الدولة إذ وضعوها في حالة من الفوضى بقتلهم السلاطين وتولية أولادهم الصغار السن من بعدهم كالسلطان محمد الرابع ، فقام الإفرنج باحتلال أجزاء من البلاد فاضطر الصدر الأعظم والعلماء إلى عزله . ثم ثار الانكشارية في عهد السلطان سليمان الثاني ودخلت جيوش الأعداء بعضاً من أراضي الدولة واحتلتها . وخلع الانكشارية السلاطين مصطفى الثاني ، أحمد الثالث ، مصطفى الرابع ، إلى أن قيض الله للسلطان محمود الثاني عام 1241 هـ . التخلص منهم فقد هيأ لذلك وسلط عليهم المدفعية فدمرتهم وانتهى أمرهم .
13


/ كما ان السلاطين العثمانيين تعوّد أغلبهم بعد عهود المجد والقوة أن لا يقودوا الجيوش بأنفسهم وتركوا الأمر لقواد قد يكون بعضهم غير كفء فانهزموا في مواقع كثيرة وتضاءل الحماس والحمية الدينية لغياب السلطان عن مركز قيادة الجيش كما كان يحدث سابقاً .
14
/ احتجاب السلاطين وعدم ممارستهم السلطة بأنفسهم والاتكال على وزراء جهال . فقد كان سلاطين آل عثمان حتى السلطان سليم الأول يتولون قيادة الجيش بأنفسهم ، فيبعثون الحماسة والحمية في صدور الجنود ، ثم صار السلاطين يعهدون بالقيادة إلى ضباط فصار الجنود يتقاعسون ويتهاونون تبعاً للمثل القائل ’’ الناس على دين ملوكهم ‘‘
15/ وتسليم أمور الدولة إلى غير الأكفاء من الناس إذ كان طباخ القصر وبستانية وحاطبة والخصي والخادم يصلون إلى رتبة رئاسة الوزارة أو القيادة العامة للجيش . فماذا ينتظر من جاهل أن يفعل ؟
16
/ زواج السلاطين بالأجنبيات وتسلط هؤلاء الأجنبيات على عواطف أزواجهن وتصريفهم في سياسة بلادهن الأصلية وتحكمهن بمقدرات الدولة . فكم من الملوك قتلوا أولادهم أو إخوانهم بدسائس زوجاتهم وارتكبوا أعمالاً تضر بمصلحتهم إرضاءً لزوجاتهم .هذا علاوة على زواج بعض السلاطين من الأوروبيات فيه إساءة للأمة.
17
/ تعدد الزوجات والمحظيات اللواتي كان الأجانب والحكام يقدمونهن هدية للسلطان كأنهن السلع أو التحف واللواتي كان السلاطين إذا رأوا كثرتهن في قصورهم يهدونهن أحيانا إلى قادتهم أو خواصهم على سبيل التكريم . وكان من البديهي أن يحصل بين أولاد الأمهات وأمهات الأولاد ، سواءً أكانت الأمهات زوجات أو محظيات ، تحاسد وتباغض يؤديان إلى قتل السلاطين أولادهم وإخوانهم والى أمور غير معقولة ومقبولة عقلاً وشرعاً .(وسوف نوضح ذلك أكثر في النقطة التالية)
18
/ تفكك روابط الأسرة السلطانية بسبب كثرة النساء حتى أصبحت عادة قتل السلطان إخوانه أو أولاده ، يوم يتولى العرش ، أمراً معروفاً ومألوفاً . وكأنه يضحي بخراف احتفاء بهذا اليوم من غير أن يشعر بوخز ضمير أو لسعة ألم .
قانون (قتل الأخوة)
أما العادة السيئة الأليمة وهي عادة قتل السلاطين لابنائهم وإخوانهم وهي المنافية للإنسانية وإن وجدت لها مبررات واهنة فقد أودت بأرواح الأطفال والأبرياء بلا ذنب ، سوى خوف المنازعة في الملك فيما بعد وحرمت الأمة من رجال قد يكون منهم أفذاذا وعباقرة ، فحل محلهم رجال احتلوا مناصب رفيعة في الدولة وفي قيادة الجيوش من بلاد أوروبا العثمانية تظاهر بعضهم الإسلام و أبطن الكفر وعاد بالدمار والهزيمة إلى البلاد
تمثل هذا الإجراء العرفي الذي اختطفه بايزيد الأول،وتحول على يد محمد الفاتح إلى قانون ثابت،ومفاد هذا القانون الإجازة للسلطان المتولي للعرش أن يقدم على تصفية الأمراء المنافسين وذلك بالاتفاق مع هيئة العلماء… وهذه سياسة قوامها تغليب المصلحة السياسية العليا للدولة المتمثلة بحفظ وحدة كيانها السياسي في مواجهة ما يترتب على اعتماد مبدأ وراثة الملك من إختلالات تكوينية توفر المناخ المناسب لا تجاه تفكيك كيان الدولة عند انتقال السلطة من الأب إلى الأبناء.




19/ بقاء أولياء العهد مسجونين في دور الحريم فلا يرون من الدنيا شيئاً ولا يعلمون شيئاً ، وكثيراً ما كانوا لا يتعلمون شيئاً أيضا لأنهم لم يكونوا يدرون إلى ما سيصيرون فإما أنهم سيذهبون ضحية مؤامرة قبل أن يصلوا إلى العرش وإما أنهم يصلون لى العرش لكي يجدوا فئة من الناس تسيطر عليهم وتتحكم بهم أو يسحبون عن العرش ويقتلون أو تسيرهم نساء القصر أو يسيرهم جهلهم .
= الاختلاط بالجواري والغلمان لم تكن تربية عسكرية .
= سياسة القفص لا شك أنها مدمرة …
20/ خيانة الوزراء ، إذ أن كثيرًا من الأجانب المسيحيين كانوا يتظاهرون بالإسلام ويدخلون في خدمة السلطان ويرتقون بالدسائس والتجسس حتى يصلون إلى أعلى المراتب ، وقد أبدى السلطان عبد الحميد استغرابه من وفرة الأجانب الذين تقدموا إلى القصر يطلبون عملاً فيه حتى ولو بصفة خصيان وقال : لقد وصلني في أسبوع واحد ثلاث رسائل بلغة رقيقة يطلب أصحابها عملاً في القصر حتى ولو حراساً للحريم ، وكانت الأولى من موسيقى فرنسي والثانية من كيميائي ألماني والثالثة من تاجر سكسوني . وعلق السلطان على ذلك بقولة : من العجب أن يتخلى هؤلاء عن دينهم وعن رجولتهم في سبيل خدمة الحريم . فهؤلاء وأمثالهم كانوا يصلون إلى رئاسة الوزراة ، ولذا فقد قال خالد بك مبعوث أنقرة في المجلس العثماني بهذا الصدد : لو رجعنا إلى البحث عن أصول الذين تولوا الحكم في الدولة العثمانية وارتكبوا السيئات والمظالم بأسم الشعب التركي لوجدنا تسعين في المائة منهم ليسوا اتراكاً .
21/ وكذلك وصل هذا الحال إلى المؤسسات الدينية: فبعد انخراط شيخ الإسلام داخل منطق السلطة غدا باستطاعته أن يستثمر ما تتيحه السلطة من إمكانيات ووسائل فعالة بغية حيازة الثروات،وتوريث المناصب…لقد أدّت هذه الوضعية إلى ضمور شرعية هذا المركز سواء في نظر مراكز القوى الأخرى أو في نظر قوى المجتمع المختلفة.ففي مطلع القرن الثامن عشر 1703 م حصلت انتفاضة شعبية في استانبول ضد شيخ الإسلام لاحتكاره الوظائئف العليا لعائلته وقد أدّت الانتفاضة إلى عزل شيخ الإسلام ومن ثم إعدامه…
فتسرب الفساد إلى طبقة العلماء،حيث كانوا يأتون في الرتبة الثانية في الدولة بعد السلطان. …
وكان القضاء لا يسير إلا بالرشوة.
ما حصل من تفكك وتفسخ للهئيات الإسلامية أصبح موضوعًا ينبغي إصلاحه والتصدي لسلبياته المختلفة،فقد جاء في الرسالة الإصلاحية لقوجي بيك الموجهة إلى السلطان مراد الرابع عام 1630 م جملة من التنبيهات الكاشفة لوضعية هذه المؤسسة وما يخترقها من نقاط اختلال متعددة الأوجه. فقد جاء في هذه الرسالة:
… حسب القوانين القديمة في زمن السلاطين الأسلاف،كان الشخص الذي يحتل منصب المفتي أولاً ومنصب قاضي عسكر الرومللي أو الأناضول يتم اختياره من بين الأشخاص الأكثر علمًا والأشد إيمانًا بالله. وطالما كان المفتي يقوم بواجباته لم يكن ليخلع من منصبه أبدًا ؛ لأن هذه الدرجة هي الأعلى في العلوم،والاحترام الواجب تجاهها مختلف عن سواه.وقديمًا كان المفتون ،عداء عن كونهم مصدر العلم،لا يخفون الحقيقة أبدًا عن السلاطين…ولكن العلم انطفأ حاليًا.والقوانين قلبت… ومؤخرًا فإن منصب المفتي قد أعطي لأناس ليست لهم الكفاءة بالتضاد مع القوانين والأعراف التي كانت متبعة سسابقًا،وكذلك الأمر بالنسبة لقضاة العسكر.وبيع المناصب انتقلت عدواة إلى الملازمين الذين ليسوا إلا كتاب بسطاء وإلى



غيرهم من الأشخاص الذين يصيرون بواسطة المال مدرسين وقضاة …
22


/ تبذير الملوك حتى بلغت نفقات القصور الملكية في بعض الأحيان ثلث واردات الدولة
( ويرى بعض الكتاب أن قصور العثمانين رغم فخامتها إلا أنها كانت أقل من قصور أمراء أوروبا…)
23


/ مشكلة الديون :التي أقرضتها الدول الأوروبية للدولة العثمانية بسبب كثرة الانفاقات على الإصلاحيات.وفائدتها التي أصبحت أضخم من قيمة القروض.
وفخ الديون منهج أنتهجه الأوروبيون لنصبه ضد الدول الإسلامية منذ القرن التاسع عشرم .
وفخ الاقتراض من الدول الأوروبية (اقتراض ربوي طبعًا) وما يسببه الربا من دمار لهذه الدول الإسلامية.



هذه الأسباب هي التي قضت على الدولة العثمانية أنزلتها من شامخ عزها إلى حضيض المذلة والهوان . وإن من يدرس ، بإنعام نظر ، كل سبب من هذه الأسباب المذكورة آنفاً ويرى مدى تأثيره الواسع في المحيط الدولي لا يعجب من انهيار هذه الدولة العظيمة تحت سياط هذه الضربات بل يعجب كيف استطاعت أن تعيش ستمائة سنة وهي تتحمل هذه الضربات القاسية …. ، ولكنها عاشت بفضل اختلاف أعدائها على تقسيمها فيما بينهم وبفضل إيمان أهلها وتمسكهم …………






سقوط الخلافة وبداية العلمانيين
يعد عام 1908 م / 1326 هـ عامًا حزينًا في ضمير كل مسلم غيور ؛لأنه عام تهدمت فيه حقيقة الخلافة الإسلامية المتمثلة بالخلافة العثمانية،نحن لا ننكر أن ثمة جهلاً وبدعًا وأخطاء وغباء في أواخر عهد هذه الخلافة ـ كما مرّ معنا في النقاط السابقة ـ التي أصبحوا يسمونها بالرجل المريض،ولكن هذا شيء وتغيير النظام الإسلامي وجلب النظام الغربي الوضعي شيء آخر،وقد كانت الصهيونية وراء هذا الهدم وذلك لأن السلطان (عبدالحميد)رفض أن يحقق أطماعها في فلسطين وقد وصل يهود الدونمة إلى مناصب عالية في دولة الخلافة،وكان هؤلاء يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية ومنهم (مدحت باشا)الصدر الأعظم وهو ابن حاخام مجري !! كما كان منهم جمهرة الصحفيين الذين كانوا يغطون تطور الأحداث بقلم مزيف الوقائع،ويظهر للناس أن عبدالحميد مستبد ظالم زيرنساء،وقد تابعهم للأسف كثير من المؤرخين المسلمين.
مقدمات إلغاء الخلافة: فصل الدين عن الدولة:
= / الجمعيات والأحزاب السّرية : (وتعد من أسباب سقوط الدولة العثمانية)
ونذكر منها على سبيل المثال جماعة يهود الدونمة الذين التجئوا للبلاد العثمانية بعد الاضطهاد في الأندلس ونظموا أنفسهم محتفظين بعقائدهم متكيفين مع الوضع الجديد بإعلانهم الإسلام ظاهرياً ،





فكانوا عوناً للصليبية على المسلمين وأداة تدمير في الأخلاق والدين وكانوا وراء حركات التمرد والثورات المسلحة ضد الدولة حتى انتهى بهم المطاف إلى قلب نظام الحكم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وفرض أحكام الكفر والابتعاد بالدولة شيئاً عن جادة الإسلام الصحيح .




قامت بعض الجمعيات بحركات ضد السلطان عبدالحميد،تحت أسماء مختلفة أهمها حركة تركيا الفتاة،وحركت حزب الاتحاد والترقي… فقد تكونت جمعية سرية في كلية الطب العسكري في استابول،وعرفت باسم جمعية الاتحاد والترقي…واكتسبت هذه الجمعية السرية كثيرًا من الأنصار،وانضم إليها أعضاء جمعية تركيا الفتاة،واتخذوا من جنيف مركزًا لقيادة الجمعية،وأنشأوا في باريس جريدة تمثل أراء الجمعية أسموها الميزان.



وهذا الحزب : حزب الاتحاد والترقي الذي شمل بعض اليهود في عضويته فقد ورط البلاد في حروب ونزاعات وأرغم قادته المسيطرون عليه الدولة على الانخراط في الحرب العالمية الأولى بعد أن قضوا على حكم عبد الحميد الذي أراد تقويم الانحراف ، وتبنوا الأفكار التي فرقت بين أبناء الدولة المسلمين وكانت الماسونية بالطبع من وراء تلك الجمعيات السّرية تحيك الدسائس والمؤامرات وتقيل عثراتها وتدعم قادتها .
.كما لا يخفى أخيراً الأزمة الاقتصادية الأوروبية ودورها في القرنين العاشر والحادي عشر والتي نجمت عن تزايد السكان الكبير الحاصل آنذاك .





ومع بداية القرن العشرين انتشرت جمعيات سرية كثيرة،وخاصة في سالونيك،باسم الوطن والحرية، تتعاون مع جمعية الاتحاد والترقي، لمعارضة الحكومة العثمانية، وتمكنت هذه الجمعيات أخيرًا من الثورة سنة 1326 هـ وإسقاط السلطان عبدالحميد 1327 هـ



( وكانت البداية لهذا الاقتراح من مصطفى كمال، فقد بدأ بتهديد ووعيد…
وبهدم الخلافة انفصلت الدولة وتنظيماتها وأشكالها ومسارها عن الدين لأول مرة في تاريخ الإسلام… فوقف أتاتورك يقول وهو يفتتح جلسة البرلمان التركي عام 1923 م:نحن الآن في القرن العشرين لا نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث عن التين والزيتون)



ـ وما أشبه الليلة بالبارحة، وما أكثر ذيول أتاتورك في بني جلدتنا.وسرت في العالم الإسلامي الكبير فكرة مشوشة باهتة عن صلة الإسلام بالحياة وأصبحنا نلتقي ونسمع يوميًا بكثير من المثقفين المسلمين يُقرِّون هذا الفعل أو يشككون في بعض معطيات الإسلام،أو يعتقدون أن بعضها لا يناسب مدينة القرن العشرين ـ











قديم 2012-06-05, 13:54   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بين مدح النبي صلى الله عليه عليه وسلم لجيش العثمانيين وتكفير الوهابية للعثمانيين :





الخلافة العثمانية أسسها عثمان الأول حكمت أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى و الحجاز و بلاد العراق و الشام ومصر و السودان ومعظم المغرب العربي و الصومال و البلقان و النمسا و إيطاليا و رومانيا و بلغاريا و أرمينية و جورجيا و اليونان.
من اعظم سلاطينها محمد الثاني( محمد الفاتح) الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عنه


حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ورد في مسند أحمد بن حنبل




أما الوهابية فيقولون :









جاء في [ " الدُّرَرُ السَّنِيَّة فِي الأَجْوِبَة النَجْدِيَّة " الجزء العاشر صفحة 429 ؛ جمع عبد الرحمن بم محمد بن قاسم العاصمي القحطاني النّجدي ؛ الطبعة السادسة 1418هـ - 1996 م ] :
سئل الشيخ عبد الله بن عبد اللّطيف ، عمّن لم يُكفِّر الدولة { يعني الدّولة العثمانية الإسلامية !!! } ، و من جرَّهم على المسلمين ، و اختار ولايتهم ، وأنه يلزمه الجهاد معه ، و الآخر لا يرى ذلك كلّه ، بل الدولة و من جرهم بغاة ، و لا يحلّ منهم إلا ما يحلّ من البغاة ، و أن ما يغنم من الأعراب حرام ؟

( فأجاب

من لم يُكفِّر الدّولة ، و لم يُفرّق بينهم و بين البغاة من المسلمين ، لم يعرف معنى لا إله إلاّ الله ، فإن اعتقد مع ذلك : أن الدولة مسلمون ، فهو أشد و أعظم ، و هذا هو الشك في كفر من كفر بالله ، و أشرك به ؛ و من جرهم و أعانهم على المسلمين ، بأيّ إعانة ، فهي ردّة صريحة.انتهى











قديم 2012-06-05, 13:59   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
جادلت عالما فغلبته و جادلني جاهلا غلبني



اعذرني ولكن لايوجد من هو أشد جهلاً منك كفاك تدليسا وتزويرًا للحقائق ودعنا نرجع لمؤلفاتكم وكتبكم لنرى حقيقة تكفيركم واستحلالكم لدماء من خالفكم والجميع يعلم سبب هذا التكفير ولا تنسى أن تحدثنا عن تلك الأسلحة التي كان لتقاها أجدادك الوهابيين من البريطانيين والأمريكان لقتال العثمانيين!!

جاء في [ " الدُّرَرُ السَّنِيَّة فِي الأَجْوِبَة النَجْدِيَّة " الجزء العاشر صفحة 429 ؛ جمع عبد الرحمن بم محمد بن قاسم العاصمي القحطاني النّجدي ؛ الطبعة السادسة 1418هـ - 1996 م ] :
سئل الشيخ عبد الله بن عبد اللّطيف ، عمّن لم يُكفِّر الدولة { يعني الدّولة العثمانية الإسلامية !!! } ، و من جرَّهم على المسلمين ، و اختار ولايتهم ، وأنه يلزمه الجهاد معه ، و الآخر لا يرى ذلك كلّه ، بل الدولة و من جرهم بغاة ، و لا يحلّ منهم إلا ما يحلّ من البغاة ، و أن ما يغنم من الأعراب حرام ؟

( فأجاب

من لم يُكفِّر الدّولة ، و لم يُفرّق بينهم و بين البغاة من المسلمين ، لم يعرف معنى لا إله إلاّ الله ، فإن اعتقد مع ذلك : أن الدولة مسلمون ، فهو أشد و أعظم ، و هذا هو الشك في كفر من كفر بالله ، و أشرك به ؛ و من جرهم و أعانهم على المسلمين ، بأيّ إعانة ، فهي ردّة صريحة.انتهى





ونزيدك اقوالاً أخرى للشيخ محمد بن عبد الوهاب من رسائله وكتبه !!

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب النّجدي رحمه الله: إن هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم وجوب الطاعة من دون الله كلهم كفار مرتدون عن الإسلام، كيف لا وهم يحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله، ويسعون في الأرض فساداً بقولهم وفعلهم وتأييدهم،ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلاً لا ينقلهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق، لأنه لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم.

[الرسائل الشخصية:ص188]


كل من يقرأ هذا الكلام سيخرج بالتالي :

الوهابية يقولون :

- الدولة العثمانية كافرة.!!


- من لم يكفرها لا يعرف معنى لا اله الا الله.!!!!

- من أعانها فهو كافر مرتد عن الدين .!!!!!!

مع أن الدولة العثمانية كان سلطانها مسلمًا وهو السلطان عبد الحميد الذي رفض أن يبيع فلسطين للصهاينة البريطانيين ولو بملئ الأرض ذهبا وأهلها مسلمون يؤدون شعائر الله !!


الخلاصةُ :

الوهابية أصل الشرور التكفيرية !!

ولمزيد من المعلومات حول هذا الفكر التكفيري الخارجي

حمّل موسوعة الوهابية في

التكفير واِستحلال الدماء !!


الدرر السنية في الأجوبة النجدية

https://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=487














قديم 2012-06-05, 16:31   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

ياصاحب الموضوع هل تعرف ما معنى القوى الناعمة ام لاء
اوالظل الحديدي
وهذه خصائص كانت من قبل للامبراطورية المصرية القديمة او الفرعونية كانت للامبراطورية الاغريقية اليونان وكذلك الامبراطورية الرومانية
ثم كانت للخلافة الاسلامية بامبرطورياتها الاربع
حكم الخلفاء الراشدين في الجزيرة العربية
ثم بعده الخلافة الاموية والعباسية والعثمانية
وهذا هوجوابك على خرافة ان نجد لم تكن تحت سيطرة نفوذ الخلافة
عندما تعرف ماهي القوة الناعمة التي تجعلك تسيطر على ارض من بعيد بدون ان تكون متواجد فيها
روح ثقف نفسك في هذه النقطة ثم تعالى ادرج سببك الاول التافه
ضعف ونفوذ الخلافة العثمانية الجدار الحامي للتوحيد من الشرق والغرب
السؤال هنا هل الضعف يقابله تصحيح ومحاولة لم الشمل ام التجزء والتفرق والخروج وحمل السلاح عليها
فأل سلول التمستم له العذرفي بعض الضعف فلما لا تلتمسون العذر لخلفاء بنو عثمان
اذا كان شيخك لا يعرف ماهي القوة الناعمة فلا تكمل معه نفس الخطاء ان اردت الحيادية والانصاف
المنزعات في الحجاز جاء ابن سلول لكي يكحل لها فعماها
زاد لطيبن بلة
ياليته ترك الاوضاع احسن من الاحتلال الدموي والطرد الذي لحق الاشراف بسببه
استعمر واحتل الحجاز بقوة السلاح والنار
راجع موضوع
جرائم احتلال ال سلول ضد اخواننا في الحجاز
فجائهم ال سول يعلمهم الشرف وقداسة الاماكن بالاستعانة بكافر صلبي الانجليزي
ياسلام على تلك الاخلاق الذي اراد ان ينشرها

دائما يكره ال سلول مصر لانه يعر ف تاريخيا ان اقتلاعه راح يكون منها ان شاء الله
وهذا هوسبب استمرار كره مصر الشقيقة من ايام محمد علي
التشجار على المسؤولية في مكة في ذلك الزمان
هذه حالة شرفاء مكة
فهل تقدر تقول لنا حالة ضباع ال سلول من امراء وملوك كيف يتنافسون ويتشاجرون في سرقة دم وحلم وسعادة مواطن الجزيرة العربية واجرك على الله
وفي الاخير جاوبت على تناقضاتك نفسك بنفسك
يحارب ويعلن تسلطه بالقوة والسيف وغصبا على الناس
ثم يقول لاخروج على حاكم والخليفة مسلم
ولله في عقول البعض وكيف يفكرون فيها شؤون










قديم 2012-06-05, 16:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجزاء من جنس العمل

كما خرجو وخانو الخلافة الاسلامية العثمانية
لعب عليهم ال سلول واستعمل ورقتهم ولما تمكن له الامر
جعلهم تحت ابطه
.............................



انقلاب ابن سعود على (الإخوان)





لم يأبه الوهابيون و (الإخوان) كثيرا للطبيعة الديكتاتورية للنظام السعودي الجديد ، و القائمة على القوة و القهر و الغلبة ، فقد كان ذلك جزءا من تراثهم الفكري السياسي ، و لذلك لم يجدوا مانعا من التعاون مع ابن سعود و القتال الى جانبه و تعزيز سلطانه في مواجهة القبائل و الشعوب والحكومات و الطوائف غير الوهابية ، و لكن طبيعة النظام الديكتاتورية كانت الثغرة التي انقلب منها النظام عليهم و قضى عليهم و على الوهابية فيما بعد. و قد تمثل ذلك الانقلاب في التنكر للمباديء الاسلامية كمبدأ الولاء و البراء ، و انتهاج سياسة التبعية و التحالف مع الاستعمار الانجليزي في أحرج وقت كانت تمر فيه الأمة الاسلامية ، ثم الانقلاب على أهم قوة وهابية و هم (الإخوان) الذين استعان بهم في تثبيت أركان حكمه ، و القضاء عليهم.
وقد بدأ الانشقاق بين الطرفين مباشرة بعد احتلال الحجاز عام 1925 حيث وجد (الإخوان) نوعاً من التناقض بين الشعار الذي دفعهم ابن سعود تحت ظله للحرب وهو (تحرير الحجاز من الكفار و المشركين) وبين سياسة المداهنة التي اتبعها مع الحجازيين و تأكيده لهم :"بأنه لا يريد حكم البلاد حكماً مباشراً" وتقديم الوعود لهم بالسماح لهم بإدارة أنفسهم بأنفسهم عبر مجلس شورى[1]، و قد قال ابن سعود في خطابه أمام قيادات مكة:" لا أريد أن استأثر بالأمر في بلادكم دونكم و انما أريد مشاورتكم في جميع الأمور". و طلب من الحاضرين أن يجتمعوا لانتخاب من يمثلهم في مجلس الشورى الأهلي، في محاولة منه لتسهيل احتلال جدة و المدينة المنورة.[2] و ذهب الى حد طرح فكرة تدويل الأماكن المقدسة .[3] و رغم ان ابن سعود كان يستخدم تلك الوعود كوسيلة لتوطيد حكمه ومحاولة لتذليل العقبات امام فتح سائر المناطق و المدن الحجازية ، الا انه أثار مخاوف (الإخوان) الذين وجدوا في تعامله مع الحجازيين كمسلمين ، نوعا من التناقض مع صفة الشرك و الكفر التي كان يطلقها عليهم من قبل.[4] و فهموا الدعوة التي وجهها ابن سعود إلى عقد مؤتمر إسلامي لإدارة الحرمين[5]، على أساس أنها تفريط بالدين و مداهنة للكفار و المشركين.[6] وقد زاد شعور (الإخوان) بالمرارة رفض ابن سعود لمطالب قادتهم فيصل الدويش و سلطان بن حميد بن بجاد اعتبار الحجاز غنية حرب و تعيينهما أميرين على مكة و المدينة. [7]

و ربما كان ابن سعود يحاول تهدئة العالم الإسلامي ، والإطلال عليه بوجه معتدل ، او يخضع لضغط حلفائه الانجليز الذين كانوا يرفضون ان يطبق نهجه الوهابي المتشدد في الحجاز. [8] ولكن سلوكه مع الحجازيين كان يبدو أشبه بموقف متراجع عن الوهابية ، و ينم عن قرار شخصي لا دور فيه للمقاتلين الذين فتحوا بسيوفهم ذلك الاقليم.

و بغض النظر عن صواب منطق أي طرف ، فان الملفت هو كيفية اتخاذ القرار داخل الحركة الوهابية و استبداد الامام و امتلاكه لصلاحية الانعطاف الى الوراء دون السماح لأي أحد بالاعتراض.

وفي هذا السياق استنكر (الإخوان) وقوف ابن سعود امام اندفاعتهم لمواصلة الحرب ضد "الكفار" في المناطق المجاورة كالعراق والأردن و الكويت ، و عقدوا اجتماعا في شهر ديسمبر عام 1926م في هجرة (الارطاوية) أكّدوا فيه على الرغبة في مواصلة الحرب ، واستغربوا منع ابن سعود لهم من التجارة مع الكويت ، فان رعاياها - كما كانوا يرون - إما كفار يجب قتالهم ، أو مسلمين ليس للحاكم أن يمنعهم من التعامل معهم.[9] و أخذوا على ابن سعود السماحَ لقبائل شرقي الأردن والعراق "الكافرة" بإرسال مواشيهم لترعى في ديار "المسلمين". كما أخذوا عليه تسامحه مع الشيعة في المنطقة الشرقية ، الذين كان يجب برأيهم العمل على إدخالهم في الإسلام جبرا ، أو طردهم من البلاد.
و طرحوا في اجتماعهم قضايا أخرى جزئية مثل إرسال عبد العزيز لابنه سعود إلى مصر" معقل الكفر" ، و إرسال ابنه الآخر فيصل إلى لندن ، و إدخال التلفون والتلغراف إلى الحجاز.[10] ولكن الموضوع الرئيسي الذي كان يشغل بالهم هو موضوع منعهم من مواصلة الغزو ، و هو ما عبر عنه زعيمهم فيصل الدويش في رسالة له إلى عبد العزيز بن سعود ، حيث قال : "... وقد منعتني من غزو البدو ، وهكذا أصبحنا لا مسلمين نحارب الكفار ولا أعراباً بدواً يُغير بعضنا على البعض ونعيش على ما ينهبه كل منا من الآخر ، فمنعتنا من ديننا و دنيانا". [11]

وكان منع ابن سعود للبدو الوهابيين (الإخوان) من ممارسة الغزو (أو الجهاد حسب اصطلاحهم) قد أوقعهم في مأزق كبير ، اذ كان عليهم إما الالتزام بقرار ابن سعود وانتظار الموت جوعا في الصحراء ، أو التمرد على القرار ومواصلة (الجهاد) و الفتوح و الحصول على الغنائم. وهذا ما فعلوه في مؤتمرهم حيث قرروا مواصلة عملياتهم العسكرية ضد القبائل العربية "الكافرة" شمال الجزيرة العربية. في الوقت الذي كان يقوم عبد العزيز بن سعود - حسب معاهدة دارين 1915 و معاهدة جدة عام 1927 - بالمحافظة على علاقات الود والسلم مع الكويت والعراق والأردن والبحرين وقطر وساحل عمان ، وعدم القيام بأية هجمات مسلحة على المستعمرات البريطانية.

و بدا وكأن (الإخوان) لم يكونوا يعلمون شيئا عن تلك المعاهدات التي وقعها ابن سعود مع البريطانيين و التي كانت ترسم له خارطة التحرك و"الجهاد". وعندما واجهوا الحقيقة تفجرت أزمة عنيفة بينهم وبين إمامهم ابن سعود ، وحدث الاصطدام بين الفريقين. ولما كانت طبيعة النظام السياسي السعودي قائمة على القوة و القهر و الغلبة ، و لا تتضمن أي نوع من الشورى والمشاركة السياسية ، فقد كان على (الاخوان) ان يذعنوا لقرار إمامهم مهما كان نوعه. الا أن امتلاك (الإخوان) لقوة عسكرية هائلة لم يكن يسمح لابن سعود بفرض قراره عليهم بسهولة. وكان عليه ان يحاورهم ، او يناور معهم، تمهيدا لإقناعهم بقراره أو فرضه عليهم في الوقت المناسب. ومن أجل ذلك دعا عبد العزيز بن سعود الى اجتماع عام في الرياض عام 1927 ونجح في استصدار فتاوى من علماء الدين بتخويله فقط حق اتخاذ القرار بإعلان الجهاد.[12] وقد جاء في إحدى فتاويهم ما يلي:" من أعظم فرائض الاسلام التي جاء بها الرسول (ص) : الجماعة ، وأخبر (ص) : أنه لا اسلام بلا جماعة ، ولا جماعة الا بالسمع والطاعة. و قد مَنَّ الله في آخر هذا الزمان الذي اشتدت فيه غربة الاسلام ، وظهر فيه الفساد في البر والبحر بفضله وكرمه بهداية غالب بادية أهل نجد ، خصوصا رؤساءهم ، وجعل الله لك حظا وافرا في إعانتهم ، وانتشر الاسلام في نجد جنوبا وشمالا. ورأينا أمراً يوجب الخلل على أهل الاسلام ودخول التفرقة في دولتهم ، وهو الاستبداد من دون إمامهم ، بزعمهم أنه بنية الجهاد. ولم يعلموا أن حقيقة الجهاد و مصالحة العدو و بذل الذمة للعامة ، و إقامة الحدود أنها مختصة بالامام و متعلقة به ، ولا لأحد من الرعية دخل في ذلك الا بولايته .. و الذي يعقد لنفسه راية و يمضي في أمر من دون إذن الامام و نيابته فليس من أهل الجهاد في سبيل الله. فالواجب عليك (يا عبد العزيز) حفظ ثغر الاسلام عن التلاعب به وأنه لا يغزو أحد من الهجر إلا بإذن منك و أمر منك و لو راعي مطية".[13]



ولكن (الإخوان) رفضوا فتوى العلماء القائلة بأن الامام وحده صاحب القرار في اعلان الجهاد ، فقاموا في السادس من نوفمبر عام 1927م بشن هجوم على مخفر عراقي قرب الحدود السعودية و قضوا على جميع افراده ، وحصلوا على بعض الغنائم ، مما فتح شهية بقية القبائل البدوية الجائعة التي تدفقت على ابن سعود تطلب الإذن بالجهاد و فتح العراق ، ولكن ابن سعود رفض بقوة كل تلك المطالب وأعلن عصيان زعيم الإخوان (فيصل الدويش) و وضعه تحت الإقامة الجبرية في الأرطاوية .[14]

و أمام استمرار قيام الإخوان بغزواتهم على القبائل العراقية و الأردنية ، و هجومهم على مخفر البصية العراقي ، لم يجد ابن سعود الا دعوة قادة (الإخوان) و شيوخ العشائر و أشراف المدن و علماء الدين ، الى مؤتمر عام في الرياض في 6 كانون الأول 1928 حضره أكثر من 800 عنصر منهم ، فوجه ابن سعود إليهم خطاباً استعرض فيه انجازاته وخدماته و فضائله وحقه عليهم بأنه الذي هداهم للاسلام وانه لا فضل لهم عليه في توسيع مملكته ، و انتقد القبائل المخالفة له و اتهمها بمحاولة تمزيق المملكة .

وقال لهم مهدداً :" لاتظنوا يا اخوان ان لكم قيمة كبيرة عندنا .. لا تظنوا أنكم ساعدتمونا و اننا نحتاج إليكم. قيمتكم يا اخوان في طاعة الله ثم طاعتنا فاذا تجاوزتم ذلك كنتم من المغضوب عليهم. أي والله ، لاتنسوا ان ما من رجل منكم الاّ و ذبحنا أباه وأخاه أو ابن عمه و ما ملكناكم الاّ بالسيف. و السيف لايزال بأيدينا اذا كنتم يا اخوان لا ترعون حقوق الناس. لا والله لا قيمة لكم عندنا في تجاوزكم. انتم عندنا مثل التراب..انتم ما دخلتم في طاعتنا رغبة بل قهراً و إني والله اعمل بكم السيف اذا تجاوزتم حدود الله " وقال لهم بصراحة : " لقد بنيت ملكي بعون الله وقوة ساعدي.. ولقد بلغني أن الكثير منكم غير راض عني و عن حكومتي ، و لكني لست ممن يتخلون تحت الضغط و القوة عن عروشهم .. " [15].

وبعد نقاش طويل سألهم الملك :- ما ذا تريدون ؟ وقدم استقالته لهم قائلا :" أنا مستعد للتنازل عن الحكم و التخلي عن جميع سلطاتي لأي رجل تختارونه بدلاً مني". ودعاهم "لانتخاب ولي أمر لهم يسير بهم حسبما يجتمعون عليه أمرهم في الخطة التي يرونها" ملقياً اللوم عليهم في ما وصلت إليه الأمور من تدهور.[16]



ويبدو أن الاستقالة كانت أقرب الى الطابع المسرحي منها الى الاستقالة الحقيقية ، و أنها كانت تهدف تأمين تأييد الحاضرين لسياسته واستنكار مواقف زعماء (الإخوان).[17] في الوقت الذي كانت تعبر عن وجود أزمة عميقة تعصف بعلاقة ابن سعود مع الجيش الوهابي (الإخوان) و عدم قدرته على التوفيق بين الاتجاه السياسي الواقعي وشعارات (الإخوان) الوهابية. ولذلك فقد انفض الاجتماع بانسحاب (الإخوان) و إصرارهم على موقفهم المتمرد ، حيث أعلنوا التعبئة العامة ، و أعربوا عن عزمهم على مهاجمة العراق شاء ابن سعود أم أبى.

ثم أغاروا على قبائل مالك العراقية فجر يوم 21 يناير 1929 و قتلوا و نهبوا . [18]

ولكن ابن سعود رفض قرارهم بشدة ، و بادر الى اعتقال بعض قادتهم ، و أصدر أوامره إليهم بإعادة ما نهبوه من غزواتهم على القرى العراقية ، فلم يعجب هذا الأمر (الإخوان) .[19] وقاموا بحملة دعائية واسعة النطاق ضده ، مشيرين الى أن قبوله بوجود المخافر على الحدود العراقية دليل على أنه قد باع حقوق بلاده الى البريطانيين.[20] و " أن إمامهم قد أصبح أداة في أيدي الانجليز.[21] و تولد لديهم شعور " بأن ابن سعود يبغي الدنيا و يوالى من حاد الله و رسوله" .[22]

و قد وجدوا في قرار ابن سعود يإعادة الغنائم التي حصلوا عليها من الغزو ، تناقضاً صارخاً مع مباديء الوهابية ، وقالوا له بصراحة : " أنت كإمام كنت تدعو الى الجهاد ضد الكفار والمشركين ، ولطالما دعوت وكررت الدعوة الى أن العراق كدولة شيعية يجب أن يدمر ، وان كل ما يؤخذ من أهله حلال ، ولطالما رددت قول القرآن الكريم لإثبات أن كل الأعمال التي يقوم بها المؤمنون ضد الكفار والمشركين يجب أن يُكافأوا عليها ، والآن و بأمر من الانجليز الكفار أنفسهم تدعونا نحن فرسانك المختارين سيوف الاسلام الى إعادة ما أخذناه لأنك تعتبر ما فعلناه خطأ ، فإما أن تكون أنت دجال منافق تحب ذاتك و تبحث عن منفعتك ، و اما ان يكون القرآن كتاباً غير صحيح ".[23]

و كحلٍ للأزمة طالبوا بالإحتكام الى علماء الشريعة ليبتوا في الأمر ، مما بث الرعب في قلب عبد العزيز بن سعود ، لأنه كان يعرف أنه في الحقيقة هو الخارج على مباديء الوهابية التي كانت تشجع على جهاد "الكفار و المشركين" و تستحل دماءهم و أموالهم. لقد كان ابن سعود في مأزق حقيقي فإما أن يعترف لجنده بأن شعاراته (الوهابية) كانت مخادعة و جوفاء ومؤقتة و أنه كان انتهازيا ، وإما أن يستجيب لهم ويمضي معهم. ولما كانت معاهداته مع بريطانيا أقوى من التزامه بالشعارات الوهابية ، فقد كان عليه أن يطوي بساط الوهابية ويقضي على (الإخوان) ويرفض أي حوار. وقد ساعدته على ذلك طبيعة النظام السياسي السعودي الاستبدادية المطلقة ، فكتب الى الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري ، الذي كان يقوم بدور الوساطة بينه وبين (الإخوان) المتمردين ، بتاريخ 16شوال 1347 (1928) رافضاً الصلح معهم ومطالباً إياهم بالخضوع والتسليم :".. اني لأتمم ما أوجبه الله ورسوله لهم علي و قررته أنت. وأما ما أوجبه الله لي من حق الولاية من السمع والطاعة و امتثال الأمر وعدم المنازعة ، وما أوجبه الله للمسلمين في أداء حقوقهم من أموال و رقاب وبغي وغيره مما تحرمه الشريعة على المسلمين... والقبول من علماء المسلمين وعدم مخالفتهم والامتثال لنصائحهم وعدم التدخل في أمر الولاية وأمر الرعية مما يخالف بين المسلمين ويفسد الرعية على الراعي ، ويفرق بينهم ، وغير ذلك من جميع الأمور التي لا تقرها الشريعة ولا هي حق لهم ، فاذا اعطوك ذلك فأنا معطيهم وجهي وأمان الله على دمائهم وأموالهم و أعراضهم .. أن لا أعمل الا بحكم الشريعة".[24]
وهنا قام رجال الدين الوهابيون بدور كبير في دعم سلطة ابن سعود وفرض الطاعة على (الإخوان) ورفض مبدأ المعارضة أو المشاركة في الأمور السياسية ، فأرسل الشيخ عبد العزيز العنقري رسالة الى كافة (الإخوان) ، جاء فيها:" معلوم عندكم : ان الله مَنَّ على أهل نجد بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، و ساعده على ذلك حمولة آل سعود ، و نصروا هذه الدعوة الاسلامية ، وكلما ضعفت أقام الله منهم من يحييها و يجددها. ومن أعظم من قام بإحيائها في هذا الزمان الذي كثرت فيه الأهواء و البدع وعَمَّ فيه الشرك أكثرَ أهل الأرض : الامام عبد العزيز. و بذلك صار له علينا وعليكم و على جميع المسلمين من الحقوق ما يجب مراعاته ، فان السمع و الطاعة لولاة الأمور دين من أعظم ما يدان الله به ، و في الخروج عليهم و منازعتهم الأمر وشق عصا المسلمين أعظم الفساد في الأرض ، فان النبي (ص) أمر بطاعة ولاة الأمور و نهى عن معصيتهم وقال: (اسمع و أطع أميرك وان أخذ مالك و ضرب ظهرك) ، ولما ذكر (ص) أمراء الجور قال بعض الصحابة : ألا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال (ص): لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة. فكيف و إمامكم ولله الحمد متمسك بالشريعة الغراء حاد في نصرة هذا الدين؟ فلا يجوز لأحد مخالفته ولا الاعتراض عليه في ولايته التي ولاّه الله تعالى إياه".[25]

ورفض ثمانية من كبار العلماء [26] فتح باب النقد و المعارضة السياسية حتى في داخل الحركة الوهابية و وقفوا الى جانب ابن سعود في صراعه مع (الاخوان) ، فقالوا:" الرعية اذا انفتح لها باب في الطعن على الولاية وعلى من قام بها بأسباب لا تخرجه عن الاسلام ولا توجب الطعن عليه ، بل هي مصلحة للاسلام و أهله و درء للمفاسد ، انفتح باب الشر ، و حدثت الفتن التي هي غاية مرام الكفار ، وهي الفرقة بين المسلمين ، ولا يتمكن أعداء الدين الا بذلك.

ونحن في زمن غربة ، كما قال ابن القيم وهو في القرن السابع للاسلام : نحن في زماننا أغرب منه في يوم قوله (ص) لعمر بن عنبسة لما قال له: من معك؟ قال: حرٌ و عبد. فكيف بزماننا هذا ؟ اشتدت الغربة وقلّت البصيرة وضعفت القوة ونطقت الرويبضة في أمر العامة ، و قلّت البصيرة في دين الله ومعرفة ما يجوز و ما يمتنع في حق من ولاّه الله أمر المسلمين".[27]

ان علاقة ابن سعود مع (الإخوان) لم تكن قائمة على الشورى و الرضا و الاختيار ، وانما كانت قائمة – كما هو واضح - على مبدأ القوة و العنف ، و قد عبر ابن سعود عن نظرته تلك بقوله:" ان العشائر لا يفهمون إلا السيف. و إلا فهم يركبون على ظهر الحكومة و يسوقونها و البلاد إلى مهاوي الخراب.. اشهروا السيف يرتدعوا و يتأدبوا".[28]



الهيمنة على الحركة الوهابية فكرياً و دينياً



و في خطوة مهمة من أجل السيطرة على (الإخوان) قام عبد العزيز بن سعود بالهيمنة على الحركة الوهابية فكرياً ودينياً ، و ذلك بتقييد حركة العلماء المعارضين وفرض هيئة من العلماء الموالين له ، عليهم ، فذهب إلى الأرطاوية و عزل إمام المسجد المعارض ، و عزّر و أدّب عدداً من المطاوعة.[29] و أصدر أمراً بمنع استقبال الهجر أي رجل دين وهابي من خارج إطار الكادر الرسمي. وصرف الموجودين منهم لديهم.[30] وأرسل رسالة إلى أهل القصيم جاء فيها:" قد بلغنا عن أناس يدعون أنهم على طريقته (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) أموراً مخالفة لما هو عليه ، و هي أنهم يتجاسرون على الإفتاء بغير علم ، و يطلقون التكفير و التضليل بغير علم ، بل بالجهل و مخالفة الدليل ، و يتناولون النصوص على غير تأويلها ، و يسعون في تفريق كلمة المسلمين و يتكلمون في حق من لم يساعفهم على ذلك من علماء المسلمين بما لا يليق... إننا إن شاء الله أنصار لمن دعا إلى ما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، قائمون بما قام به أجدادنا الذين نصروه . و من خالف ذلك إما بتفريط أو إفراط فلا يلومَنّ إلا نفسَه. والله والله لأؤدبنه أدباً يتأدب به الأولون والآخرون ، ومن أنذر فقد أعذر".[31]

ثم أرسل ابن سعود رسالة عامة إلى كافة الإخوان و هددهم بقوة قائلا:" أنتم يا إخواننا صار معكم جهل زايد ... فان كان أمركم هذا بحثاً عن علوّ في الأرض ، فلا حول ولا قوة إلا بالله. وهو إننا نهيناكم عن بعض هؤلاء المدعين الذين يأتونكم ويشبّهون عليكم ، فلربما ان بعضهم يخرجكم من دينكم و تكونوا في مفسدة أعظم مما كنتم عليه سابقا ، من الغلو و التشديد وإنزال آيات القرآن وربطها على غير ما أنزل الله ، فهذا أمر عظيم. فهؤلاء مثل ما في الحديث : قد يأتي أقوام تحقرون صلاتكم عند صلاتهم ، و عبادتكم عند عبادتهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ، فاقتلوهم أينما وجدتموهم . و بالحقيقة : ان بعض هؤلاء المتطوعين مشابهون لهم ، و نحن والحمد لله لسنا في شك من ديننا ... و أما الإنسان الذي يرى أن ما على الدين إلا هو ، أو ما انتهى إليه فقهه وليس مقلدا إلا كل صاحب شبهة و غلو فنبرأ إلى الله منه ، و هو خارج من ذمتنا و ذمة المسلمين ، فهذا ندين الله بجهاده.

والذي ننهاكم عنه ثلاثة أمور : الأول: لا تسألوا و لا تمتثلوا بأمر أحد من طلبة العلم إلا بعد أن تراجعونا و نفيدكم بما يسركم لدينكم و دنياكم ، ونظهر معكم الذي نعلم منه النصح للإسلام والمسلمين . أو فتوى أحد يرضاه علماؤنا الذين نحن على حقيقة من أمانتهم ونصحهم للاسلام والمسلمين وهم : والدنا الشيخ المكرم عبد الله بن عبد اللطيف ، والشيخ سعد بن عتيق ،والشيخ محمد بن عبد اللطيف ، والشيخ عبد الله العنقري ، والشيخ عبد الله بن سليم ، والشيخ عبد الرحمن بن سالم. فهؤلاء ما أفتوكم به فهو إن شاء الله حق وما رضوا لكم من طلبة العلم يصير معكم لتتعلموا منه ، فأنا مجيز ما أجازوا . ومن حط عنده طالب علم أو سأل غير هؤلاء المذكورين أو أحدا يجيزونه من طلبة العلم فأنا بري الذمة منه ولا يأمن العتب أيضا.

فأما الإنسان الذي قصده طاعة الله فهذا مدخل المسلمين يدخل مدخلهم و يترك منه ما عدا ذلك ، وأما الإنسان الذي يخالف هذا الأمر أو يتعدى ما ذكرنا فيكون عنده معلوم أننا إن شاء الله نعاقبه عقابا ما ظن به و لا له عندنا حرمة ولا وقار ، و من جنى فلا يجنى إلا على نفسه".[32]

وقال في رسالة أخرى:" من أشكل عليه شيء من الأمور فيرده إلى طالب العلم المسؤول عندكم بأمر الولاية و رضا المشايخ عنه ، و نحن إن شاء الله نرجو أن ليس عندكم شيء يخالف ذلك ، وان قصدكم تحري رضا الله ، ولشفقتنا عليكم أحببنا أن نبين لكم إنذارا للمخالف والمتكلم بضده ، فمن خالفه بقول أو فعل فذمتنا و ذمة المسلمين بريئة منه و لا يأمن البطش به و بحلاله ، و من أنذر فقد أعذر".[33]

ومع كل ذلك لم ينجح عبد العزيز في السيطرة الكاملة على (الإخوان) و تكميم أفواههم أو خنق أصواتهم الناقدة له. و نظرا لأنه كان يعتمد على نظام استبدادي لا مجال فيه للشورى ، و لا دور للشعب أو القواعد الحزبية الوهابية ، فقد لجأ الى السيف الذي اقام عليه مملكته . و استعان بفتاوى رجال الدين الوهابيين التي أصدروها ضد (الإخوان) لكي يعتبرهم:"متمردين وخوارج و غلاة" و يخرجهم من إطار (المسلمين) ويجرد غزواتهم من صفة (الجهاد) و يتهمهم بالتعصب و الانغلاق.[34] و ذلك تمهيدا لشن حرب شاملة عليهم سنة 1930

و لكن سيف ابن سعود لم يكن في ذلك الوقت بأقوى من سيف (الإخوان) ، خاصة بعدما لجأوا الى الكويت و العراق ، وكادوا يهددون نظامه بالسقوط ، لولا تدخل بريطانيا التي وقفت الى جانبه ضدهم، و لعبت دوراً كبيراً في انقاذ عرشه من الانهيار[35]، حيث منعت حاكم الكويت من الوقوف الى جانب (الإخوان) وقدمت لابن سعود أحدث الأسلحة ، و أرسلت طائراتها لتهاجم مخيمات (الإخوان) و ألقت القبض على زعيمهم فيصل الدويش ، الذي لجأ الى الكويت ، و سلمته الى ابن سعود .[36]

وقد أصيب (الإخوان) بصدمة كبيرة من تأييد كبار رجال الدين الوهابيين لابن سعود و إفتائهم ضدهم ، رغم أن موقف (الإخوان) كان أقرب الى منطق الوهابية من ابن سعود ؛ مما دفعهم لاتهام المشايخ بالمداهنة في الدين وكتمان الحق و دفن ملة ابراهيم.[37]و اتهام ابن سعود باستغلالهم لأغراضه الخاصة وتوسيع مملكته ، و التخلي عنهم و ضربهم بعد ذلك. و لذلك شعروا بالألم والندم لأنهم استخدموا كمطية ، فلم تعد لديهم رغبة في الولاء أو في الاندفاع في الحركة الوهابية.وكان كل همهم أن يُتركوا و شأنهم .[38] و تخلوا حتى عن لبس العمامة الاخوانية.[39]



وبعد القضاء على (الإخوان) وتنظيمهم القبلي العسكري ، لم يعد للوهابية وجود حقيقي في نجد ، ولو أنها ظلت ممثلة بتيار (آل الشيخ) تؤدي للنظام السعودي بعض الوظائف الضرورية في السيطرة على المجتمع . إذ تحولت من حركة عقائدية طامحة الى فتح العالم الاسلامي "المشرك" و نشر التوحيد فيه ، الى مؤسسة دينية تابعة للدولة السعودية.



علاقة ابن سعود برجال الدين



و كما فعل ابن سعود مع (الإخوان) الذين استخدمهم في فرض هيمنته على البلاد ثم ضربهم ، قام ابن سعود باستخدام رجال الدين في عملية ضرب (الإخوان) و فرض الهيمنة عليهم. إذ استخدمهم لتقوية نظامه و إضفاء الشرعية عليه ثم ضربهم سياسياً ، خاصة بعد اختلال ميزان القوى لصالحه بشكل كبير ، حيث عزلهم عن التأثير على الحياة السياسية أو المشاركة في الحكم أو ممارسة قانون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، أو الاعتراض على السلطة المطلقة التي بنوها بأيديهم. وعلى رغم أن ابن سعود ظل يحرص لفترة طويلة على دعوة بعض العلماء أسبوعياً ، والاجتماع معهم لاستماع وجهات نظرهم ، الا أن عملية الاستشارة كانت فردية مزاجية و سرية فهو الذي كان يختار العلماء الذين يود استشارتهم ، و هو الذي كان يقرر العمل على ضوء ما يشاء . ولم تكن العملية ضمن مؤسسة دستورية واضحة و علنية معروفة ، ولا تمتلك آلية لفرض الرأي المصوب أو المجمع عليه. حيث كان ابن سعود يلف الاجتماعات بغطاء كثيف من السرية.[40] ولا يسمح لأي أحد بمعرفة ماذا يدور فيها وماذا يقدم له العلماء من ملاحظات وانتقادات ، وما هي الأسس التي تدفعه لقبول رأي أولئك العلماء بخاصة و عدم الاستماع إلى وجهات نظر العلماء الآخرين. ومن هنا فقد كانت نتائج تلك الاجتماعات عقيمة ، ولم تؤثر على سياسة عبد العزيز في أي اتجاه ، بل يمكن القول إنها لم تكن سوى غطاء لأعماله وتحركاته ، أو محاولة لخداع العلماء و إقناعهم بوجود دور كبير لهم في إدارة البلاد.

ونتيجة لعدم تقنين العلاقة بين العلماء و ابن سعود ، و تركها للمزاج الشخصي ، فان العلماء افتقدوا قوة الضغط التي تتيح لهم فرض آرائهم و اقتراحاتهم ، أو إلزام الملك والسلطة التنفيذية بما يقترحون. ولم يحدث خلال تاريخ الملك عبد العزيز أن استمع أو نزل عند إرادة العلماء سوى بضع مرات فقط و في قضايا شكلية ثانوية ، وذلك عندما احتج العلماء على محاولاته للاحتفال بعيد العرش عام 1930م و1950م ، بعد أن اعتبروا الاحتفال بذلك بدعة يجب الاستغفار منها ، فتنازل الملك وألغى الاحتفالات.[41]

و رغم أن رجال الدين الوهابيين كانوا في بعض الأحيان يدخلون في منافسة حادة مع آل سعود على احتلال ما تبقى من المصادر الشعبية الرئيسية للسلطة ، الا انهم كانوا أضعف من فرض آرائهم بالقوة ، في ظل غياب أية مؤسسات دستورية أو قانونية او قواعد شعبية او حزبية تسمح لهم بذلك.










قديم 2012-06-05, 16:53   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

زبدة مافي الفوق
ان الانجليز كانو هم الفيصل في كل صراعات التي حدثت ضد الخلافة الاسلامية العثمانية
ثم الصراعات بين الذين حاربو الخلافة ضد بعضهم البعض
وكان الذي يدير كل هذه الامور هم الانجليز
والى حد اليوم للاسف الشديد
الم اقل لكم ان هذه هي حجر الزاوية والاساس لمشاكلنا التي نعانيها اليوم ولقدر الله حتى مستقبلا










قديم 2012-06-05, 16:58   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

عبدالله بن عثيمين يبين كذب الوهابية - العوا

https://www.youtube.com/watch?v=8DDyHtOt-pE

رسائل محمد بن عبدالوهاب التهديدية - العوا

https://www.youtube.com/watch?v=8DDyHtOt-pE

https://www.youtube.com/watch?v=ragkxbx1G_U

محمد بن عبدالوهاب يقتل رسول أخيه سليمان ! - العوا

https://www.youtube.com/watch?v=eGSA0xoRJ4w










قديم 2012-06-05, 17:08   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشاركتك صاحب الموضوع الثانية لاتستهال حتى حق الاقتباس
قبل ان تعمل سرد لقصة الخلافة الاسلامية
اسرد قصة احتلال ال سلول للجزيرة العربية ومنجزاتهم
حتى نقارنها بمنجزات الخلافة الاسلامية العثمانية
في كل شئء وجزء ونقطة
المسائل الكبيرة في الخير وكذلك في الشر
ونرى من هوالذي يستاهل حلم عودته ورجعوه
ومن الذي يستاهل ان نرميه في مزبلة التاريخ
هل تسطيع ان تعمل مقارنة بين اول يوم اقيمت فيه خلافة بنو عثمان الى اخر يوم في خينتها وسقوطها
وبين اول يوم احتل فيه ال سلول الجزيرة العربية الى يوم الناس هذا
ام انك تستحي ان تفعل هذا










قديم 2012-06-05, 17:20   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

هؤلاء الاغبياء ال سلول كل شئء زوره وسرقوه
حتى التاريخ لم يسلم










قديم 2012-06-05, 18:53   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
SIDAHMED187
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم من علامات الهلاك معادات أهل التوحيد.ومنهم شيخ الأسلام محمد ابن عبد الوهاب وأئمة الدعوة النجدية رحمهم الله أجمعين.ولا نجد ريبة أو شك فقد قامت أمريكا و عملائها بزرع فكر يعرف بالسلفية الأمريكية سخرةجهدها للدفاع عن الطواغيت و الياسق و الله المستعان










قديم 2012-06-05, 19:26   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي 73- التحذير من مناظرة المتعنت



«إِذا حضرت مجْلِس علم فَلا يكن حضورك إِلا حُضُور مستزيدٍ علمًا وَأَجرًا لاَ حُضُور مستغنٍ بِمَا عنْدك طَالبًا عَثْرَة تشيعها أَو غَرِيبَةً تشنِّعها، فَهَذِهِ أَفعَال الأرذال الَّذين لاَ يفلحون فِي الْعلم أبدًا، فَإِذا حضرتها على هَذِه النِّيَّة فقد حصَّلت خيرًا على كلِّ حَالٍ، وَإِن لم تحضرها على هَذِه النِّيَّة فجلوسك فِي مَنْزِلك أروح لبدنك وَأكْرم لخُلُقك وَأسلم لدينك»



«وعليك ألاّ تفاتِحَ بالمناظرة مَن تعلمه متعنِّتًا، لأنّ كلام المتعنّت ومن لا يقصد مرضاةَ الله في تعرُّف الحقّ والحقيقة بما تقوّله يورِث المباهاة والضجر وحزن القلب وتعدّيَ حدود الله في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر،


وإن لم تعلمه كذلك حتى فاتَحْتَه بالكلام ثمّ علمته عليه وجب عليك الإمساك عن مناظرته، فإن رأيت نصرة دين الله سبحانه في الإمساك عنه زدت في الحد وبالغت في التحرز عنه»


«العالم يعرف الجاهل لأنّه كان جاهلا، والجاهل لا يعرف العالم لأنّه ما كان عالما»










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الدولة, الغافل, العثمانية, الوهابية, تذكير, بتاريخ, حركة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc