.
.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فهذه نصوص للعلامة ابن باديس في بيان التوحيد والتحذير من مظاهر الشرك وحكم من وقع فيه، رتبناها وأضفنا إليها العناوين التي تدل على مضمونها نسأل الله أن ينفع بها.
معنى التوحيد والعبادة
قال في العقائد(66-68)« التوحيد هو اعتقاد وحدانية الله وإفراده بالعبادة، والأول هو التوحيد العلمي والثاني هو التوحيد العملي ». (الأول) «توحيده في ربوبيته وهو العلم بأن لا خالق غيره ولا مدبر للكون ولا متصرف فيه سواه …(والثاني) توحيده في ألوهيته، وهو العلم بأنه تعالى هو المستحق للعبادة وحده دون سواه، والقصد والتوجه والقيام بالعبادات كلها إليه…ووحدانيته في ربوبيته تستلزم وحدانيته في ألوهيته فالمنفرد بالخلق والرزق والعطاء والمنع ودفع الضر وجلب النفع هو الذي يجب أن يفرد بالعبادة، التي هي غاية الخضوع والذل مع الفقر والحاجة للعزيز الغني القادر المنعم».
وقال (1/96):«فالعبادة بجميع أنواعها لا تكون إلا له، فذل القلب وخضوعه والشعور بالضعف والافتقار والطاعة والانقياد والتضرع والسؤال هذه كلها لا تكون إلا لله، فمن خضع قلبه لمخلوق على أنه يملك ضره أو نفعه فقد عبده، ومن شعر بضعفه وافتقاره أمام مخلوق على أنه يملك إعطاءه أو منعه فقد عبده، ومن ألقى قياده بيد مخلوق يتبعه فيما يأمره به وينهاه غير ملتفت إلى أنه من عنده أو من عند الله فقد عبده، ومن توجّه لمخلوق فدعاه ليكشف عنه السوء أو يدفع عنه الضر فقد عبده«.