قال الشاعر: الشعر والقصر ( 2 )

[أبو تقي الدّين]

قال الشاعر:

الشعر والقصر ( 2 )..

صورة فنيّة بديعة هي أجمل وأروع من لوحة ( الجوكندا )؛ كانت سببا في الارتقاء بأَمَة مملوكة إلى مرتبة الأميرات، وصارت سيّدة من سيّدات الأندلس التي يشار إليهنّ بالبنان..
قال الأمير المعتمد بن عبّاد وهو يمشي مع وزيره قريبا من النهر:
صنع الرّيح من الماء زرد ...
والتفت إلى وزيره وقال له:
أجز أيّها الوزير..
فاستغلق على الوزير ولم يستطع أن يكمل بيت الشعر، وكانت قرب النهر جارية تغسل الثياب تسمع كلامهما، فقالت على البديهة:
أيّ درع لقتال لو جمد.
فأذهل الأمير بفصاحتها وسرعة بديهتها، ونظر إليها فوجدها جميلة سنيّة، فقرّر أن يتزوّجها وصارت بذلك أميرة الأندلس بلا منازع، وأنجبت له أبناءه الملوك.
يروى هذا الكلام عن زمن كان فيه للكلمة قيمة وللشعر سوق رائجة ودولة قائمة لدى الحكّام يقدّرون قيمته ويعلون من شأنه، أمّا شعر اليوم فقد أسفّ فهان فهان أصحابه وسقطوا من أعين النّاس فسقطوا من أعين ذوي السلطان.. إلاّ الذين آمنوا ، وما هم في كلّ وادٍ هائمون..

[الجليس الصلح]

سقوط الشعر بسقوط قيمة اللغة العربية في هذه البلد
شكرا أخي

[ابراهيم سوفي]