بسم الله ، و الحمد الله ، و الصّلاة و السّلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه .
أمّا بعد : قال الله تعالى : " إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً . وَأَكِيدُ كَيْداً . فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً " .
يُخبر سبحانه و يكشف عن نفسية المكذّبين لله و لرسوله عليه الصّلاة و السّلام أنّهم يأبون إلاّ الكيد للإسلام ليدفعوا بكيدهم و مكرهم الحقّ ، و يُؤيّدوا الباطل ، بل و يُشيعوه في الّذين ءامنوا
إنّ هذا الإجراء الخاص باستخراج بطاقة التعريف وجواز السفر البيوميتري ما هو إلا مكر وكيد صليبي بالأمّة المسلمة يدخل في سلسلة مكايد أعداء الأمّة من الصليبين و الصهيونيين و من شايعهم و عاونهم
وهذا الكيد على الإسلام قديم بدأ منذ أن أمر الرئيس الأسبق احمد بن بلة بنزع حجاب النساء في الطرقات بعد أيّام من الإستقلال سنة 1962 م
و كأنّي بهذه الوثيقة البيومترية الّتي ستُفرض على شعبنا باللغة الفرنسية ينتهي مسلسل عودة فرنسا إلى الحكم الفعلي و المباشر على الجزائر
كما توعد بذلك الهالك ديغول يوم أن قال =حسنا سأعطي استقلال الجزائر لكننا سنعود يوما ما = ففرض نزع الخمار بالنسبة للمرأة و حلق اللحية بالنسبة للرجال يدخل في إطار الإلتزامات الدّولية و على رأس هذه الإلتزامات هو العقد المبرم مع منظمة سلامة الطيران الدّولي ، و هذا محض إفتراء ، فليس ثمّة بند واحد يفرض على المرأة ما قاله وزير الداخلية يزيد زرهوني ، و لا ثمّة بند واحد يفرض على الرجل ما قرّره الوزير ,
فإنّ خضوعنا لمثل هذا القرار الفاجر سيوقعنا في مشاكل كبيرة مع الدّول الأجنبية ، و ذلك أنّ بناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا المسلمات المتحجبات هن متحجبات في الأصل ، فإذا فرضوا عليهن نزع خمرهن إ فستكن صورتهن على الجواز على هذه الهيئة ، مع أن الأصل أنّ شعورهم من الأعضاء المستورة ، فإذا ما سافرن بسترهن و الصورة على الجواز مخالفة لما سيراه الشرطي الأجنبي فحينها سيسمح له القانون المعمول به عندهم أن يفرض على المرأة نزع خمارها كما هي على الصورة
فالقرار هذا أعطى مسوّغا قانونيا للأعداء كي يكشفوا على نساء المسلمين ، فأيّ ذلّ هذا الّذي لحق بشعبنا بل بأعراضنا
فأين النخوة اين الغيرة على العرض بل وأين الرجولة التي ماتت بموت آبائنا وأجدادنا فتطبيق هذه الإجراءات سيوقع نساءنا في مشاكل أمنية حقيقية في المطارات الدولية وسيتسلط الكفار على حفيدات الصحابة ابو بكر وعمر وعلي والزبير وطلحة رضي الله عنهم والعلاّمة عبد الحميد بن باديس ، و أحمد زبانا و العقيد عميروش ، و سي الحوّاس ، و العُقبي
ثمّ أقول متعجبا أين هي الأحزاب المعارضة ، بل أقول أين هي الأحزاب " الإسلامية " من هذا القرار ؟ ، أين هو مجلس الشعب أي البرلمان من هذا القرار ؟ ، أين هم أصحاب الحكمة و الوسطية ، أين هم المرجئة و الحماميس اصحاب اللحى الذين يمسهم من قريب هذا الإجراء
لذا فإنّي أربأ بكم يا شعبنا الأبيّ أن تكونوا كقوم فرعون الّذي قال الله فيهبيم : " فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ