سيدتي الوزيرة ..................
أهو آخر الزمان ، أم هو بداية زمن جديد ؟؟؟؟؟؟
أهو آخر الزمان الذي يقال فيه للأستاذ أستاذا ؟؟؟ و للمعلّم معلّما .... آخر الزّمان الّذي يدقّ فيه الجرس ..... فيصطحب الأستاذ تلاميذه إلى القسم ... يجلس التّلاميذ ... يفتح كلّ منهم كرّاسه ... و الكلّ ينظر إلى أستاذه .... يكتب التّاريخ ، الموضوع ، و عنوان الدّرس ...... الكلّ ينتظر ........ ينطلق الأستاذ ، يذكّرهم بما مضى ، يحفّزهم ، يرسل معارفه ، يشرح ، يتساءل ، يسأل ,,,,, فيصيب أحدهم و يخطئ الآخر ..... يحذّره الأستاذ و يعرّفه بأسباب خطئه ..... و يتوجّه إلى الآخر ، يوجّهه و يرسل إبتسامته بين الحين و الآخر .... فيفرح التّلاميذ ، يهمّون بكتابة الدّرس ........ وتمرّ الأيّام ........ يقترب الإمتحان .... فيسأل التّلاميذ أستاذهم ألّا يصعّب لهم الأسئلة ، فيبتسم ويغادر القسم ...... و في اليوم الموالي يختبر التّلاميذ ، يصحّح أجوبتهم ، فيفرح تارة و يغضب في أخرى .... يجمع النّقاط و يرجعها إلى تلاميذه ........ يصحّح الإختبار ، يذكّرهم بتوجيهاته و تنبيهاته أثناء الدّرس فيقتنع الجميع ، ويرضى كلّ تلميذ بعلامته .............. وتمرّ الأيّام فينتقل هذا التّلميذ و يرسب ذاك ... ويتحسر الأستاذ لرسوب ذاك ..... و ينتهي العام ،وينتظر الأستاذ بداية عام جديد ليواصل عمله ........ عن أيّ عام أتحدّث ؟؟؟ .......لقد سمعت للتوّ سيدتي الوزيرة تقول أنّ زمن الأستاذ قد ولّى .... تقول : أصمت أيّها التلميذ و لا تخف ، فكّرنا و بحثنا فوجدنا شيئا عجيبا ... بمجرّد تشغيله يقدّم لك الدّرس الّذي تشاء ، ويجيبك عن أيّ سؤال ، بل إن شئت لا تسأل فالأسئلة موجودة و الأجوبة عنها موجودة ، في أيّ وقت ...صباحا أو مساء ,,,ليلا أو نهارا ، و إن أصابك الملل فقط اضغط على زرّ و غادر للرّاحة و المرح .
و تمرّ الأيّام ..... إنّه العام الدّراسي الجديد ... ينهض ذاك الأستاذ باكرا .... يحمل محفظته .... يتوجّه نحو عمله .... لقد وصل .... دخل .... لا لم يدخل .... إنّه عند باب المؤسّسة .... "شخص غريب" يقول الحارس ,,,, بعد أخذ و ردّ ، استدعي إلى مكتب المدير : "أنا غريب ؟؟؟" .. قال الأستاذ مستفسرا ......
" لقد تخلّينا عن خدماتك ، ألم تسمع قرار الوزيرة الأخير ؟؟ لا حاجة لنا بأستاذ للتلاميذ ، فبعد بحث و تفكير عميق وجدت سيّدتي الوزيرة من يعوّضك ، لا إنّه الشّيء العجيب الّذي اكتشفته سيّدتي الوزيرة " ...
"ماذا تقول ؟ ؟؟ شيء!!!!! أ أستبدل بشيء؟؟!!!" ....
"نعم بشيء لا يسأل عن أجر ، أو أثر رجعي أو ترقية ، مسكنه وحدة مضمونة ، و إن أصابته علّة يستنسخ منه الكثير ، و الأفضل من كلّ هذا لا يتغيّب و لا ينسى ، كلّ ما تعرّف عليه يخزّنه ،.... له طاقة استيعاب كبيرة "...
آه ، أَوَ هناك من له طاقة تحمّل أكثر من الأستاذ ؟؟؟!!!!!
"نعم "
"و من يكون ، أو ما يكون ؟؟؟؟ "
"إنّه القرٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍرررررررررررررررررررص المضغووووووووووووووووووووووووووووووووووط"
"الدّرس موجود ، وماذا عن شرحه ؟؟؟!!!"
"سهل جدا ، هناك رقم أخضر ، يتصل فقط و يجد التّلميذ ما يريد"
"و ماذا عن توجيهاتي للتّلميذ ، أسيجدها ؟؟؟!!!"
"التّلميذ ليس بحاجة لتوجيهاتك "
أَوَ يبتسم له و يعاتبه ؟؟ !!!!"
"نعم و إن أحسّ بالملل يوقف تشغيله"
" و ماذا عن التّلـــميذ ؟؟؟ تخلّى عنّي ؟؟!!!"
صمت رهيب ....
"لسنا بحاجة إليك ، هيّا " .........
خرج الأستاذ مطأطئ الرأس ... و الدّمع في عينيه .... و لمّا وصل إلى الباب ، سمع مناديا ينادي ....أستاذ ...... فالتفت و إذا هو التّلميذ .....
(النّهاية مفتوحة ، يا ترى ما سيقول التّلميذ ؟؟)
أستاذ تلميذ ....كان ....