اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عبد العظيم
دائما أجدني مضطرة لشرح بعض الأمور قبل أن اكتب أي موضوع تفاديا لكثرة التأويلات و الظنون .....و إذ اعرض حدثا و هو مقابلة جامعة بومرداس ...لا لأناقش الحدث بل لأناقش فكرا أتمنى أن افهم منطلقاته ....و لا أعمم الأمر .. فالجامعات تختلف في طريقة تنظيمها للمسابقات ....لكن حين تصر جامعة على طريقة غير إنسانية حقا لنا أن ننظر في الأمر حتى لو عدت حالة شاذة فلا يجوز أن نقول تحفظ و لا يقاس عليها ......إن لم يكن من اجل الجامعة ...فعلى الأقل من اجل الكادحين الذين يأتون من كل حدب و صوب ويعلم الله وحده حال خلقه وظروفهم ....
* كما أن حديثي عن الجامعة لا يعني حديثا عن أهل الولاية و سكانها حتى لا ينبري احد محاميا عليها و كأني إذ انقل ما حدث ..فقد قدمت الجميع للمحاكمة ..... وبعيدا عن كل هذا .....فهذه بلدي لي حق في كل شبر منها لا ينكره عني احد .....
* تعجبني المسابقات التي تنظمها المدن الساحلية لأنها أحيانا تمنحك فرصة التمتع بجمال البحر الساحر فتنسيك التعب و ترى الرحلة تحوي على الأقل فائدة حين لا تحصل على النجاح و .....لكن جامعة بومرداس مع أنها ترقد إلى جانب شاطئ جميل لم تمنحنا غير .........لكم حرية التعبير بعد أن تنهوا قراءة الموضوع ......
* هالني حين وصلت للمكان و قد سبق لي زيارته قبل هذا اليوم منذ سنتين ...فأجد الجامعة هي.. هي لا تتغير مطلقا و كان الأمر سياسة منها .....مكان ضيق ...دهليز صغير اكتظ بالبشر حتى يصعب عليك الوصول إلى الموظفين للاستفسار أو حتى الدخول للجنة المقابلة ....بل انك تشعر بضيق ...يكاد يخنق أنفاسك ... عرق يتصبب كأنك في يوم الحشر تنتظر الحساب .... الكل واقف ملتصق بعضه ببعض .... كراسي قليلة لا تنظيم و لا هم يحزنون يخرج عليك بعض الموظفين لينادوا على بعض الأسماء لا تدري إلى أي تخصص ينتمون وقد جمعوا بين كل تخصصات العلوم الإنسانية حسب ما علمت .....
السلام عليكم؛ لقد فرضت عليّ -بأسلوبك المتفرّد -ألّا أبقى مطالعا لصفخات هذا المنتدى، و أعلمك سيدتي المحترمة أنّي كنت بالقرب منك حين انتفضت؛ وكم أحسست حينها وبعض الأشراف من الـأساتذة بالفخر لأنّه بيننا أستاذة محترمة رمز الأنفة ، كما أعلمك أني زرت هذه الجامعة من قبل؛ و للأسف لم يتغيّر شيئ، و قد انتفضنا حينها بحدّة؛ و كما لاخظت لا شيئ تغيّر.
هذا الأمر يدفعني لإحياء ما كنت أنادي به منذ 2010 تقريبا؛ بحيث أجد بيننا بعض المندسين الّذين لا صلة لهم بالعلم؛ و لايبالون بمثل تلك الموقعة؛ بل همّهم المشاركة في المقابلة بأي شكل؛ حتى و إن كانت على حساب آدميتهم، و حجتي هي أنّه قبل تدخلك؛ طلبت ممن كانوا بجانبي من الشباب وقف العملية لحين ضبط التنظيم، وكم ذهلت لردّهم السلبي؛ بل استجاب كهل مثلي} فخشيت وقتئذ أن اتّهم بخلق البلبلة.
و الجدير بالذكر هو أنّني تدخلت عبر هذا المنتدى لأعبّر عن سخطي من المحسوبين على هذه الشهادة الغالية ، و قد ردّ أحد أشباههم بأنّ أمثالنا من أصخاب الخبرة لا حقّ و لا مكان لهم و لا حظّ لهم في جامعتهم المفترضة، فوجدت أنّ 40 سنة من العمر، و 19 سنة خبرة تعليم، ناهيك عن بكاوريا رياضيات سنة 1992 أي قبل ما يولد هؤلاء الغلمان.ضف ألى ذلك 3 أبناء؛ كأنّه يقول لي : اترك أبناءك بين أيد لئيمة، أصلح الله حالنا.
أستاذتي القديرة؛ حينما رأيتك منفعلة تأثرت جدا، ثمّ أيقنت أنّ أحوالنا مآلها أن تحقّق، أقسم بالله العظيم يا أمّ عبد العظيم أنّ الله لن يخذلنا. و شكرا.
* فتحت قاعة مجاورة للدهليز المكتظ .....ومعها خلقت مشكلة كيفية وصول صوت الموظف الذي ينادي عن الأسماء ...... في هذا الوضع البدائي ....كان الحل العجيب ( البراح ) كما نقول بعاميتنا ...احد الأساتذة قام بهذا الدور في البداية ....ثم تولاه احد الموظفين بعد أن اعتلى كرسيا يردد أسماء المترشحين بصوت عالي و أحيانا بتفكه ..فلا أزال أحفظ له و هو ينادي على شخص اسمه ( ثاقب عينه ) ويشير بالحركة ....
* استفزني كل شيء من اللحظة التي وطئت أقدامي المكان و من البداية طلبت من الحضور أن نفعل شيئا لكن ...و في الوقت نفسه أضحكني الأمر( وشر البلية ما يضحك ) فاستأذنت ..و حملت الهاتف و بدأت في التصوير .....و كنت ارغب أن أردف الموضوع بهذا التسجيل للحظة تاريخية تعود بالفعل للعصر البدائي ...حيث لم يكن ربما الإنسان يحرص على تنظيم البشر لعدم وجود الحاجة و لقلتهم يستمتعون بالتجمع و الالتصاق في هواء طلق لا في زنزانة صغيرة .....
* ولو كان هذا أول تنظيم للمسابقة لما كان الأمر مزعجا بل يجد عذرا لهم.... فأعقل الناس اعذرهم للناس ....بل هي سياسة مستمرة ....من أين تنبع فلسفتها ؟؟؟؟ الله اعلم ...
* حين بلغت الساعة 12 سا و 20 د ....كنت قد فقدت كل ما تبقى لي من عقل قد يستطيع أن يستوعب ...و أنفذت كل ما لدي من صبر ...... اقتربت من بوابة الباب الذي ما كنت لاستطيع الوصول إليها فيوجد من الأقوياء من ظل طيلة هذه المدة واقفا و لم يتعب في الوقت الذي اخترت لنفسي مكانا اجلس فيه اطلب بعض الهدوء الذي استحال إيجاده في وسط صوت كدوي الرعد لأصوات كل المتحدثين ....
* صرخت فيهم....على الأقل علقوا قوائم المترشحين ( و هذا الطلب طالب البعض به منذ البداية وما كان ليستجيب احد ) ليعلم كل واحد متى يقترب موعد دخوله فيتمكن من مغادر ة هذا الجحيم و يعود إليكم ... إننا بشر و لسنا حيوانات...... ثم نظرت للجموع الواجمة و قلت تحدثوا ..لما الخوف الرزق على الله ...افعلوا شيئا ما .......صعقتني ردة الفعل التي ما تجاوزت حد الكلام الخافت غير المسموع ..أني محقة وكفى .....إلى هنا أصبح البقاء مستحيلا في هذا المكان الغريب شكلا و مضمونا ....خرجت مسرعة الخطى صوب البحر لأخفف شدة التوتر التي انتابتني و أنا أتذكر كلماتكم التي تملؤ المنتدى ....بحثا عن الحقوق و الوجود ....أين التنسيقية ؟؟؟أين المساواة ؟؟؟.وأين سيدتي دكتوراه العلوم لتدافع عن أبنائها الناشئين ؟؟..بل أين هي الكرامة الإنسانية ؟؟؟؟...
* كان منظر البحر جميلا جدا يعزف تلاطم الأمواج فيه موسيقى رائعة .....و تتسابق الأمواج إليك شوقا...كأنما تعتذر عن أهلها الذين ما أحسنوا استقبالك ....بقيت مشدودة إلى سحره ....وعجبت كيف لا يرى لجمال هذا السحر اثر على تنظيم المسابقات ...
* و تمنيت لو أن الجامعة بدلا من سجنها للمترشحين في مكانا ضيق ليتها خرجت بتنظيم على غير المألوف و منحتنا فرصة الاستضافة على شاطئها الجميل الذي يحوي كراسي و طاولات افتقدناها هناك لقلتها .....و بدلا من أن يصيح الموظف بالمناداة التي لا تصل للجميع حتى استعان ( ببراح ) على الأسماء ...... يستعمل هاتفا لا سلكيا يرسل فيه المترشحين بالمجموعات كلما اقترب موعد دخولهم فيرتاحون ونرتاح .....و حينها ربما تكون جامعة بومرداس قد دخلت عالم الاستثناء في التنظيم من بابه الجميل و النظيف لا من بابه .....
* عجبت لهذه الجامعة وإصرارها على أن تبقى الأمور كما هي في المكان نفسه وبالطريقة ذاتها بل حتى الأسئلة لا جديد فيها يذكر خاصة السؤال اللطيف.... بلا طعم ...إذا نجحت في هذه الجامعة و جامعة أخرى تكون أنت سلفا قد ذكرتها بعد سؤال : ما هي الجامعات التي اجتزت فيها المسابقة ؟.....فأيها تختار؟؟؟
حين خيروني أجبت بابتسامة : أحب البحر .....لأنه لم يكن هناك شيء يستحق بعد كل هذه المهانة أن أقول أني ارغب في جامعة بومرداس مع أنها الأقرب إلى ولايتي من الجامعة التي تنافسها في الاختيار.....مع احتراماتي للجميع .....
* بالمناسبة ليتني أجد أحدا يجيبني على هذا السؤال ويبين لي الوجه المثالي الذي يتوجب علي الإجابة على منواله حتى ارضي سادتي ...لان كل الاقتراحات ستؤول لأمر غير مرغوب .....لو قلت : أريد هذه الجامعة ومكان إقامتك بعيدا ..قيل: كذب صريح .....تقول: اختار الأقرب ..يقال: لماذا إلى هنا أتيت ...وتزاحم أبناء المنطقة ......إن قلت: حين انجح سأفكر و ادرس الموضوع... يقال: إنسان ينقصه التفكير و التخطيط ....وان قلت: لم احصل بعد على النجاح في جامعتين حتى يطرح علي السؤال وقد لا انجح على الإطلاق ...قيل : هذه جرأة اقرب إلى الوقاحة ...أو تنقصك الثقة بالنفس .....
* في مثل هذه الأسئلة احسب أن ترك الصدق هو أحسن جواب ...بمعنى من البداية تخبرهم بان هذه هي الجامعة الوحيدة التي قبلت الملف ولم ترفضه بحجة المطابقة ...و هكذا ستقطع عنهم استدراجك لسؤال اختيار ما لا تملكه أساسا و لو ملكته فهذا خيارك الذي لا ينبغي احد أن يسألك عنه ما دمت مستعدا للالتزام بالعمل ....و بهذا على الأقل تصدمهم بحيلة اكبر من حيلتهم...... أم يوجد مخرجا آخر ....
مع ملاحظة انه لا يطلب منك تبرير الاختيار و السؤال ليس محل نقاش بل مجرد اختيار بين ولايتين تختار لك من بين مجموعة من الجامعات التي اجتزت فيها المسابقة ولم تظهر النتائج بعد ...
* وربما تكون جامعة بومرداس أعلى من مستوى تفكيرنا و سوء تأويلنا فلها سياستها المبررة التي قد تردها إلى رغبتها في وضع المتر شح في أسوء الظروف حتى تقيس مستوى قدرته في الصبر و تحمل المشاق فضلا عن الذلة و المهانة ...فإذ ما استطاع أن يدخل عليهم مبتسما فبالفعل يستحق المنصب و كأنما هي دورة تدريبية من نوع خاص ......و لو كان هذه صحيح سأعتبر نفسي أسوء مترشح لان الابتسامة ما فارقت ثغري ..ونسيت كل ما ذكرته لكم آنفا وأنا امثل بين أيديهم ...مع انه قد جال بخاطري و أنا أغادرهم الحديث حول تنظيم المسابقة .........وهنا تصبح هذه الفكرة بلا معنى .....
* قد يقول البعض ومن هذا الذي يمنع الأساتذة أن ينتظموا بأنفسهم حين غاب النظام رحمة بحالهم على اقل التقدير ...وهم الذين سيعملون على تنظيم المعرفة في عقول الطلبة و حل المشكلات ..... و أؤيد الفكرة .. فلم تكن هناك ضرورة تلزم الناس البقاء وقوفا ملتصقين بالباب خاصة وان المناداة كانت بحسب القائمة .. .. و لا شيئا ثمينا يباع بسعر زهيد يخشى نفاذه .....مع أن المكان ضيق إلا انه بعد فتح قاعة مجاورة كان بإمكان البعض أن يجد له مكانا .....ففكرة التجمع أمام باب أو شباك أي مصلحة عمومية مدعاة للتقزز أينما تولي وجهك تجدها ...مصالح البريد.... البلديات ........ويتسابق البعض في الاحتيال من اجل أن يحظى بقضاء المصلحة أولا لو استطاع .....
وفي المسابقة ... يطلب الدخول أولا تحت حجة الجانب الإنساني ( تركت ابني الصغير ...جئت من مكان بعيد ...إني أنثى و قد لا أجد مواصلات ....وغيرها ) مع أن لا احد ينكر هذا الجانب لكن الأمر حين يصبح منطقا عند الكثير يفقد معناه الجميل .....
* و هنا أتذكر فلسفة الناس التي تنظر للمقابلة على أنها قد تكشف السر العظيم في شخصية الأستاذ ....فأي سر هذا حين يقبل الأستاذ بهذا الوضع ؟؟؟؟...بل لا يفكر في تحسين الوضع أو المطالبة بحقه كانسان .....وليت الجامعات كانت تضع آلات تصوير ترصد سلوك الأستاذ قبل دخوله المقابلة لتقارنه مع سلوكه وهو في المقابلة وتقرر الحكم .....فالجميع بإمكانه أن يتكلف ما ليس في طبعه أمام الآخرين ...ولو اخفق في التجربة الأولى ما احسبه يفشل في التي تليها ....بما أن قلة قليلة من تنجح مع أول تجربة .....لو تحققت الفكرة و علم المترشحون أنهم مراقبون لتغير سلوك الجميع و أبدى من نفسه رقي الذوق و لخفتت الأصوات مخافة أن تنقل آلة التصوير شتيمة للمنظمين ....و انتقادات لا تنتهي ..
* قد يقال كل هذا الكلام من اجل مقابلة ....فأقول ....هذا مثال بسيط يعكس واقعا فكريا ..ثقافيا ...سياسيا ...فالتمسوا لي في ذلك العذر ....فهذا الحد الأدنى للاختصار عندي ............ وما يشجعني على الكتابة سوى كلماتكم التي تكتبون......وأفكاركم التي تعرضون ...... إذا أزعجكم الموضوع ..اعتبروه قصة واقعية تطالعونها في نهاية الأسبوع ....لكن لا تقولوا لي : أخطأتي في الركن الذي ينبغي أن تنشر فيه ...
* كنت أود ان أرفق الموضوع بتسجيل لجمال بحر ولاية بومرداس ..فلم اوفق ...فاخترت لكم احدى الصور التي التقطتها و وضعتها في التوقيع ....اما تسجيل اللحظة البدائية في المقابلة..... .ما استطاعت نفسي ان تتحمل مسؤولية التشهير باخطاء الاخرين ....فعزفت عن فكرة تنزيلها بمواقع التواصل الاجتماعي في فضاءالانترنت ..... واكتفيت بالاحتفاظ بها في عالمي الخاص ....فهذه بلدي اذ اخدش صورتها فاني اجرح نفسي اولا ...مع ان نيتي هي الاصلاح فقط.....
بلادي وإن جارت علي عزيزة ****** وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام
|
السلام عليكم؛ لقد فرضت عليّ -بأسلوبك المتفرّد -ألّا أبقى مطالعا لصفخات هذا المنتدى، و أعلمك سيدتي المحترمة أنّي كنت بالقرب منك حين انتفضت؛ وكم أحسست حينها وبعض الأشراف من الـأساتذة بالفخر لأنّه بيننا أستاذة محترمة رمز الأنفة ، كما أعلمك أني زرت هذه الجامعة من قبل؛ و للأسف لم يتغيّر شيئ، و قد انتفضنا حينها بحدّة؛ و كما لاخظت لا شيئ تغيّر.
هذا الأمر يدفعني لإحياء ما كنت أنادي به منذ 2010 تقريبا؛ بحيث أجد بيننا بعض المندسين الّذين لا صلة لهم بالعلم؛ و لايبالون بمثل تلك الموقعة؛ بل همّهم المشاركة في المقابلة بأي شكل؛ حتى و إن كانت على حساب آدميتهم، و حجتي هي أنّه قبل تدخلك؛ طلبت ممن كانوا بجانبي من الشباب وقف العملية لحين ضبط التنظيم، وكم ذهلت لردّهم السلبي؛ بل استجاب كهل مثلي} فخشيت وقتئذ أن اتّهم بخلق البلبلة.
و الجدير بالذكر هو أنّني تدخلت عبر هذا المنتدى لأعبّر عن سخطي من المحسوبين على هذه الشهادة الغالية ، و قد ردّ أحد أشباههم بأنّ أمثالنا من أصخاب الخبرة لا حقّ و لا مكان لهم و لا حظّ لهم في جامعتهم المفترضة، فوجدت أنّ 40 سنة من العمر، و 19 سنة خبرة تعليم، ناهيك عن بكاوريا رياضيات سنة 1992 أي قبل ما يولد هؤلاء الغلمان.ضف ألى ذلك 3 أبناء؛ كأنّه يقول لي : اترك أبناءك بين أيد لئيمة، أصلح الله حالنا.
أستاذتي القديرة؛ حينما رأيتك منفعلة تأثرت جدا، ثمّ أيقنت أنّ أحوالنا مآلها أن تحقّق، أقسم بالله العظيم يا أمّ عبد العظيم أنّ الله لن يخذلنا. و شكرا.