ماهو البرلمان الأوروربي؟ وماذا يعني تدخله؟

[الحاج بوكليبات]

ماهو البرلمان الأوروربي؟ وماذا يعني تدخله؟

أولاً، يجب أن نتفق جميعاً أن البرلمان الأوروبي ليس جمعية خيرية ولا هو هيئة أو مؤسسة مستقلة مثل: منظمة العفو الدولية أو منظمة حقوق الإنسان الدولية وإن كنا نتحفظ على هاتين المنظمتين من حيث مصادر تمويلها وتبعيتها المطلقة للدول الغربية العظمى ، من خلال ازدواجية المعايير التي تتبناها في تناول القضايا ذات البعد الحقوقي في دول العالم لأنها تتحدث عن انتهاكات هذا البلد وتسكت عن انتهاكات الحرب والاعتقالات في السجون في البلد الآخر كماهو الحال في فلسطين التي تُنتهك فيها الحقوق منذ 1948 تاريخ احتلالها من الكيان الصهيوني أو حجم والسجل الطويل للانتهاكات كما هو الحال مع النشطاء السياسيين المعتقلين في السعودية أو المملكة المغربية سواء المطالبين بالتغيير والاصلاحات أو من ينادون بتحرير وطنهم من الاستعمار المغربي في الصحراء الغربية المحتلة [المظاهرات السلمية للشعب الصحراوي ومناضليه في مدينة العيون المحتلة] أو الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في اليمن أو البحرين ...إلخ.

ثانياً، البرلمان الأوروبي كما يعلم الجميع هيئة سياسية بامتياز وهو يتشكل من مجموعة من الأعضاء المنحدرين من دول الاتحاد عن طريق انتخابهم كل فترة ، وهؤلاء الأعضاء قادمين من أحزاب سياسية لتلك الدول مثل: أحزاب اليمين وأحزاب يمين الوسط ، وأحزاب اليسار ، وأحزاب اشتركية ، وحزب الخضر ... إلخ ، وعليه فإن البرلمان الأوروبي يتكون من أعضاء مُتحزبين مُسيسين وهم من يحدد سياسات الحكومات الأوروبية ومن يضع لها التشريعات ويضفي على سياساتها الداخلية والخارجية المشروعية والشرعية الكافية لذلك ، وهذه الأحزاب التي يمثلها أعضاء البرلمان الأوروبي لها استراتيجيات وأهداف وغايات مسطرة سواء الجيوسياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الثقافية في الدول التي يبني الاتحاد الأوروبي اقتصاده من نهب ثرواتها من دول العالم الثالث ، وعليه فإن تدخل البرلمان الأوروبي في الحالة الجزائرية ليس بريئاً أبداً وإنما تقف وراءه أهداف للأحزاب السياسية الأوروبية التي تتشكل منه وبخاصة ما تعلق بفرنسا ونوعية الأحزاب المتكالبة اليوم على بلدنا والتي صوتها اليوم مسموع بقوة في أوروبا نتيجة الأوضاع السياسية والإقتصادية المتردية فيها والذي سمح بصعود هذه النوعية الشعبوية اليمينية المتخلفة من الأحزاب والتي يعرف الجميع أهدافها في الماضي واليوم في الجزائر وفي إفريقيا .
جزء من المعارضة الجزائرية في الداخل وفي الخارج يعرف هذه الحقيقة جيداً ولكنه يقدم تبريرات لتدخل هذا البرلمان السياسي الأوروبي في الشؤون الداخلية بل ويعمل على تلميع تدخله هذا بأنه منتخب من الشعوب الأوروبية ويتحايل على حقيقة أنه أي هذا البرلمان قادم من أحزاب عنصرية يمينية متطرفة لا تخفي وجهها الاستعماري المتعالي على الشعوب التي مرت بفترة استعمار وبهذه الظاهرة .
في الختام:
إن تبرير تدخل هيئة سياسية غير مستقلة والمتمثل في البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للدول ومنها الجزائر تحت أي ذريعة لا يمكن فهمه إلا كونه استجلاب الإستعمار لبلدنا ومنطقتنا من جديد كما فعل هؤلاء "معارضات الناتو في المنطقة العربية" مع عراق صدام حسين ومع سوريا ومع ليبيا معمر القذافي ، إنه دعوة مفتوحة من هذه المعارضة لهذه الدول الأوروبية عبر مخاطبة أحزابها من خلال أعضاء هذا البرلمان الأوروبي للضغط على حكوماتها للتدخل بأي صفة سياسية اقتصادية وحتى عسكرية إن تطلب الأمر ذلك ، هذه الأحزاب الأوروربية من خلال أعضائها المنتسبين له والتي لا تخفي فخرها وإعتزازها بتاريخها الاستعماري البشع ماضياً ولا أطماعها الجيوسياسية والاقتصادية ما تعلق بثروات وخيرات هذه البلدان في الوقت الحالي .