الجزائر في فم التمساح .

[الزمزوم]

الجزائر في فم التمساح .





تم تطويق الجزائر من كل الجهات ، لم تعد المسألة مسألة اسقاط نظام ولكن أصبحت المسألة مسألة إسقاط وتدمير وطن يراد له أن يُقسم .

يجب أن يعي الشعب الجزائري أن هناك أطراف دولية لا تريد للجزائر أن تنجوا مما بات يعرف غربياً بالربيع العربي .
هناك نوعين من المخاطر التي تتهدد اليوم الجزائر وهي :
1 – المخاطر الخارجية : وتنقسم إلى قسمين :
أ - القواعد الأجنبية والجنود الأجانب المتمركزين على إمتداد حدودها : الأول، ففي الغرب نجد تمركز لقواعد اسرائيلية في المغرب ، والقاعدة العسكرية المغربية المتقدمة للمغرب على حدود الجزائر الغربية يقف عليها كوادر وضباط صهاينة . الثاني، ففي الجنوب وبالتحديد في مالي تتمركز منذ سنوات قواعد عسكرية فرنسية بحجة محاربة الإرهاب في المنطقة وإعادة النظام لهذه الدولة الفاشلة التي تعيش حرب أهلية وعرقية ودينية منذ مدة طويلة .
وفي هذه الجهة أيضاً تتمركز قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة في النيجر الغنية باليورانيوم ، هذه القواعد كما أكدت وسائل إعلام دولية بها مدارج لطائرات بدون طيار أو ما يعرف " بطائرات الدورون " والتي قيل أنها موجودة لتعقب الإرهاب في تلك المنطقة من دول الساحل ومكافحته .
أما الثالث، في الجهة الشرقية أي في ليبيا أين تفقد الحكومة المؤقتة الليبية سيطرتها هناك على جنوب البلاد تحديداً فهناك أعداد هائلة من عناصر المخابرات الأجنبية بخاصة الغربية الفرنسية ، والبريطانية والأمريكية ، وربما حتى الإسرائيلية ومخابرات بعض الدول العربية وبخاصة الخليجية منها وهي تقول أن سبب وجودها هناك هو لتعقب الإرهاب ومحاربته ، أما في الجهة الغربية أين تقع حكومة "فايز السراج" فإن هناك قواعد عسكرية تركية جنود ومرتزقة تابعة لتركيا جاءت لتقديم الدعم لحكومة طرابلس في صراعها مع حكومة طبرق وجيش الشرق الليبي الذي يقوده المشير "خليفة حفتر" . أما الرابع، في تونس فإن الجميع بات يعلم أن هناك عدد معتبر من الجنود الأمريكيين "قوات خاصة" وجماعات تونسية تابعة للحكومة التركية تقدم الدعم اللوجيستي لحكومة طرابلس في ليبيا .
ب – الجماعات الإرهابية : وهي تتمركز على طول دول الساحل ، كما تنتشر في الدول التي شهدت الفوضى والتي تشهد ضعف الحكومات المركزية فيها ، وهشاشة إقتصادياتها وتدخل القوى الأجنبية فيها ، فهذه الجماعات تنتشر في شمال مالي وفي النيجر وجنوب ليبيا وفي تونس وتمتد إلى أعماق الدول الإفريقية حتى نيجيريا (بوكو حرام) ، وهذه الجماعات الإرهابية المسلحة تهدد الحدود الجزائرية إلى جانب الجماعات الإجرامية العابرة للحدود التي تشتغل في تهريب المخدرات وكل أنواع الجريمة التي يعاقب عليها القانون .
2 – المخاطر الداخلية : وتتمثل في مايلي :
الحركات الإنفصالية : لكن أخطر ما يتهدد الجزائر هو الحركات الإنفصالية ، التي بدأت تظهر في المدة الأخيرة ، منها حركة انفصال منطقة القبائل بزعامة المطرب القبائلي " فرحات مهني " والذي أسس له حكومة مؤقتة مزعومة في الخارج [في فرنسا] والذي تقف وراءه كل من إسرائيل وفرنسا ، وحركة انفصال واد ميزاب التى يقف خلفها مجموعة من المسيسين المتحزبين من أبناء منطقة ميزاب " كمال الدين فخار" ، وحركة انفصال الجنوب التي ظهرت في الأحداث الأخيرة الماضية .
الجزائر اليوم تمر بظروف هي الأصعب منذ استقلالها والحل اليوم للخروج من هذا الوضع الذي فُرض عليها من أطراف دولية لأسباب تتعلق بالصراع الجيوسياسي وإعادة رسم خريطة العالم وسعي الدول الكبرى لنهب خيراتها وخيرات الدول التي تم افقارها من طرف الاستعمار، وإعادة ترتيب المنطقة العربية بما يخدم الكيان الصهيوني وتصفية القضية الفلسطينية هو بيد الشعب الجزائري وحده وذلك بتوحيد الجهود والوقوف صفاً واحداً حتى يمر هذا الطوفان المزلزل وبعدها لكل حادث حديث فيما يتعلق بالديمقراطية أو الحرية وإن كانت موجودة وتُمارس منذ الانفتاح السياسي وحتى هذه اللحظة رغم أن عمر التجربة الديمقراطية في الجزائر قصير وبدأ لتوه والتي انطلقت بداية من التسعينيات ، كما عن النظام السياسي وعن دور الشعب في تسيير نفسه وغيرها من الأمور التي باتت اليوم مجرد أقراص مخدرة يرمي بها لنا المتربصون بالجزائر لإلهائنا عن الأهم عن الأخطار الحقيقية المحدقة والتي تتهدد الجزائر والتي ذكرناها آنفاً ، فليس هناك شيء يجب التوحد عليه والإتفاق فيه كجزائريين مثل أن نقف صفاً واحداً مرصوصاً ونتناسى خلافاتنا لبعض الوقت لإنقاذ وحماية الجزائر مما يحاك لها .
بقلم : الزمزوم

[Ali Harmal]

نعم....ربنا يستر ويجب التنبة لما ذكر اعلاة