يا أبناء فتح لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها

[boudjemline]

[align=justify]بقلم عوني أبو هربيد
إن مجاهدة النفس ومكابدة الأهواء أعظم من جهاد الأعداء ، وذلك لديمومة الوساوس والشهوات، وللانتصار على النفس الإمارة بالسوء يجب على المرء أن يتزود من التقوى والصلاح ما يصفي ذهنه وينقي عقله من شوائب الأفكار الشيطانية والوساوس الآثمة حتى يكون الدين كله لله فلا لزيد ولا لعمر أن ينالا من عقيدة التوحيد ، ومن خلال متابعة ما يجري على أرض الإسراء والمعراج يمكن للمسلم أن يستنهض بصيرته فيحقق في الأمر ليرى أن أبناء حركة فتح يقعون تحت سلاطين الشهوة من المال والجاه ودعوات مسيلمة وتهديدات أبو جهل وتضليل ابن سلول، ولا يتحرك فيهم ساكن ليدفع عن نفسه سلطان الدنيا ولا يململ فيهم عاقل ليبعد عن نفسه سلطان الخوف من سطوة المستوزرين في رام الله ، بل إن خفافيش الظلام لا زالوا يحتطبون في وادي الأبالسة لينالوا نصيبا من لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولذلك فأنني أخص أبناء فتح بالذكر لأنهم أدوات العمل في هذه المرحلة.
وإنني أتساءل عندما أقرء حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ،قيل أين هم يا رسول الله قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس" ولطالما كررها الرئيس الشهيد أبو عمار ، فهل يا أبناء فتح انتم جزء من هذه الطائفة الظاهرة على الحق والعدل ، وهل من العدل والإسلام أن نصلى مناكفة في أبناء حماس، أم هل من العدل أن نمنع الناس قوت أولادهم، ونمنع الأسرى نصيبهم من مستحقاتهم، وهل من الإحسان أن نزرع العبوات في طريق المجلس التشريعي لننال من أهلنا أعضاء المجلس التشريعي، وهل من الإحسان أن نعيد الفوضى (الخلاقة ) استجابة لدعوة الافاكين، وهل من الإسلام أن نحاصر الشعب الفلسطيني المسلم ، وهل من العدل والإصلاح أن نكذب على الله في نشر أحاديث الافك وزرع الفرقة بين المسلمين ، والتقول على الناس ما ليس فيهم، وهل من العدل أن نصلى مناكفة ونربي اللحى مناكفة ونصوم مناكفة ونمتنع عن التدخين مناكفة ونفرق المسلمين مناكفة ، فان كنتم على الحق ، وان كنتم على طريق الطائفة المنصورة التي لاتزال على جهادها ووحدتها ، فهل قيادتكم تؤمكم في صلاة الجمعة والتراويح ، وإذا كانت صلاتكم لله وحده فهل علمتم أن ابن عمر رضي الله عنهما قد صلى سنوات خلف الحجاج ابن يوسف الثقفي ، إذا بماذا تحتجون على صلاة المسلمين ، ألم تعرفوا قصة مسجد الضرار وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم منه ، ألم تفقهوا فجور المخاصم (آيات المنافق وإذا خاصم فجر)، وهنا يحضرني قصة جامعة النجاح عام 1991 عندما اختلفت الكتلة الإسلامية مع الشبيبة في الجامعة وكيف أن قيادة الشبيبة يومها رفضت الصلاة في مصلى الجامعة خلف إمامة أبناء الكتلة الإسلامية وقد كان زعيم منظمة الشبيبة يدرس الشريعة ويفهما بالمقلوب ، حيث أقامت الشبيبة مسجدا وأسمته مسجد الضرار ووضعت عليه يافطة كبيرة .
ومن هنا فإنني ادعوكم إلى الإخلاص لله أولا ولسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم واعلموا أن هذه الدنيا دار ممر وان الآخرة دار مستقر واحذروا الشرك فانه أخفى من دبيب النمل وإياكم ان تكونوا مفاتيح شر على المسلمين فبلادنا لم تؤمن بع من مكر اليهود ، وإياكم ان تكونوا أدوات الاحتلال وارجوا الى التاريخ من يستنكف عن قتال الكفار ومجاهدة اليود ومن رجع بثلث الجيش هو ابن سلول ومن تلسن على صحابة رسول الله وروج حادثة الافك في حق عائشة رضي الله عنها، فعودوا الى رشدكم والى وحدة أمتكم وشعبكم ولا يعمينكم كذب الدجالين وتلبيس الشياطين وأعداء هذا الدين فلستم في حاجة في أن تزوروا المصابين من جنود الاحتلال (إشارة إلى زيارة مصابي عملية زكيم ) لتؤكدوا حبكم للسلام مع قاتل الأنبياء والمرسلين ، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها فالله لا يحب المفسدين[/align]