في حكم إجهاضِ حيٍّ بسبب الإعاقة والتشويه

[أم فاطمة السلفية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في حكم إجهاضِ حيٍّ بسبب الإعاقة والتشويه

السؤال:
لقد رَزَقَ اللهُ عزَّ وجلَّ أحَدَ إخواننا بحَمْلِ زوجته، لكِنْ بعد مرورِ أربعةِ أشهرٍ مِن الحملِ أَبْلَغه الأطِبَّاءُ أنَّ ابنَه إِنْ وُلِد فسيُولَدُ معوَّقًا أو مشوَّهًا وإِنْ كان لن يُشَكِّلَ أيَّ خطرٍ على صحَّةِ الأمِّ؛ فتَعَجَّلَ هذا الأخيرُ في أَمْرِه وتَسَرَّعَ في قراره، وقام بإسقاطِ هذا الجنينِ ـ واللهُ المستعانُ ـ فماذا يترتَّب عليه شرعًا؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فإذا استقرَّتِ النطفةُ في رحِمِ المرأة فلا يجوز إسقاطُها، كما لا يجوز إسقاطُ الجنين سواءٌ قبل نفخِ الروح فيه أو بعد ذلك، إلَّا إذا اقترن بما تتضرَّرُ به المرأةُ في صحَّتها؛ فإنه يجوز ـ حينئذٍ ـ إسقاطُه قبل نَفْخِ الروح فيه.
كما يجوز عند جمهورِ أهلِ العلم إسقاطُه فيما إذا شكَّل خطرًا على حياة الأمِّ، أو أدَّى إلى موتِ مَن كانَتْ سببًا في وجوده ولو بعد نَفْخِ الروحِ فيه؛ لأنها سببُ وجوده فلا يكون سببًا في إعدامها وإماتتها، هذا مِن جهةٍ.
ومِن جهةٍ أخرى فمِن حقِّ الجنين أَنْ يعيش ولو مع حدوثِ إعاقاتٍ له في جسده؛ إذ إنه مِن النظرة الشرعية مخلوقٌ تامُّ الخِلْقةِ ولو مع وجودِ هذه العيوب؛ لقوله تعالى: ﴿ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۖ﴾ [السجدة: ٧]، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «كُلُّ خَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَسَنٌ»(١)، وهذه الإعاقاتُ بالنظر إلى مَن كَمُلَتْ أجزاؤه تُعَدُّ عيوبًا، وإلَّا فهي خِلْقةٌ تامَّةٌ وافَقَتْ حكمةَ الله ـ سبحانه وتعالى ـ وسُنَّتَه في عِباده ومخلوقاته، ومِن حَقِّ المخلوقِ أَنْ يعيش عُمُرَه كبقيَّة الناس؛ فلا يجوز وَضْعُ حدٍّ لحياته إجهاضًا بعد نفخِ الروح فيه أو بغيرِ ذلك مِن الوسائل.
ومَن قَتَلَ نَفْسًا بعد نَفْخِ الروح فيها مِن غيرِ سببٍ مُرْضٍ ـ كما تَقَرَّرَ ذِكْرُه ـ لا يقصد مِن وراءِ ذلك العَمْدَ والعدوانَ خاصَّةً مِن أبٍ أو أمٍّ اشتركا في ذلك؛ فإنه يتقرَّر في حقِّهما صيامُ شهرين مُتَتَابِعَيْن، ولا يأخذَان مِن الدِّيَةِ شيئًا إِنْ قدَّماها لوارِثِيه، فإِنْ تَنازَلوا عنها فليس عليهما إلَّا كفَّارةُ الصيامِ كحقٍّ مِن حقوق الله ـ سبحانه وتعالى ـ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ١٤ ربيع الأوَّل ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ١٢ أفريل ٢٠٠٦م

(١) أخرجه أحمد في «مسنده» (١٩٤٧٢) مِن حديث الشَّرِيدِ بنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفيِّ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٣/ ٤٢٧) رقم: (١٤٤١).

https://ferkous.com/home/?q=fatwa-414#_ftnref_414_1

[أم الشَّيماء]

جزاك الله خيرا أختي على الموضوع

[dream02]

شكرا على الطرح المفيد

[خولة لبابة]

جزاك الله خيرا اختي..........لكن لم افهم المقصود ب...

ولا يأخذَان مِن الدِّيَةِ شيئًا إِنْ قدَّماها لوارِثِيه، فإِنْ تَنازَلوا عنها فليس عليهما إلَّا كفَّارةُ الصيامِ كحقٍّ مِن حقوق الله ـ سبحانه وتعالى ـ.
لم افهم على ماذا تتحدثين هنا؟.....و بارك الله فيك.....

[أم فاطمة السلفية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريتاج الخير

جزاك الله خيرا اختي..........لكن لم افهم المقصود ب...

ولا يأخذَان مِن الدِّيَةِ شيئًا إِنْ قدَّماها لوارِثِيه، فإِنْ تَنازَلوا عنها فليس عليهما إلَّا كفَّارةُ الصيامِ كحقٍّ مِن حقوق الله ـ سبحانه وتعالى ـ.
لم افهم على ماذا تتحدثين هنا؟.....و بارك الله فيك.....

وجزاك بالمثل وزيادة أخيتي ريتاج الخير .
بالنسبة لاستفسارك : الشيخ يتكلم عن دية الجنين الذي أسقطته امه بسبب التشويه .
والدية يراد بالدية عند جمهور الفقهاء: المال المؤدى إلى المجني عليه أو وليه بسبب الجناية على النفس أو ما دونها وقد عرفها بعض المالكية بأنها: مال يجب بقتل آدمي حر عن دمه أو بجرحه مقدراً شرعاً لا باجتهاد.
والدليل من القرآن :{ومَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إلا خَطَئاً ومَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ودِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إلَى أَهْلِهِ إلا أَن يَصَّدَّقُوا} سورة النساء آية 92.
وهنا هذا الجنين الذي قتل له حق يرثه ورثته ، ويحرم منه والديه اذا كانا هما المتسببان في قتله ويدفع المال لبقية الورثة واذا تنازل عنها البقية -أي لم يطلبوها - فيبقى عليهم الصيام فقط لانه حق الله سبحانه .

[خولة لبابة]

جزاك الله خيرا ....لكن من هم ورثته؟؟؟بقولك....

و هنا هذا الجنين الذي قتل له حق يرثه ورثته....

[أم فاطمة السلفية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريتاج الخير

جزاك الله خيرا ....لكن من هم ورثته؟؟؟بقولك....

و هنا هذا الجنين الذي قتل له حق يرثه ورثته....

ورثته هم الورثة الشرعيين الذين يرثون الميت اذا مات .

[خولة لبابة]

حسنا بارك الله فيك.......لكن هل ورثة الجنين هم اخوته؟؟؟