السلآم عليكم و رحمة الله و بركآآآته
استاذي الفآآضل أرجوا منكم الاطلاآع على تحليل النص الخاص بي و تصحيحه مع العلم اني اخطأت في طرح الاشكال ..مع الاسف في المسودة كان صحيح ..و وسوست لي نفسي بان اغيره في آخر لحظة ..كما اني قد توسعت و زدت افكارا اخرى في ورقة الاجابة و هي ليست في ورقة المسودة ..اتمنى ان تعطوني تقييما عن هذه الاجابة ..و بارك الله فيكم
الموضوع الثالث: تحليل النص
مع بداية القرن السابع عشر أخذت الكثير من العلوم تنفصل علن الفلسفة ( الأم)، و من بين هذه العلوم نجد العلوم الانسانية . فمن اهم فروعها علم التاريخ الذي يُعرّف بأنه كل علم يدرس تاريخ الانسان و ماضيه، ولقد تباينت آراء الفلاسفة و العلماء فيما يخص مادة التاريخ فهناك من يرى بأنها علم في حين هناك من يرى عكس ذلك .فيا ترى هل يمكن تطبيق خطوات المنهج التجريبي على الظاهرة التاريخية ؟
يرى صاحب النص ج. هرنشو بأنّ هناك من الفلاسفة من يعتقدون بأن مادة التاريخ ليست من العلوم ،فليس من السهل أن تتقصى كل الوقائع و الأحداث التاريخية و لا ان تتمكن من معاينته معاينة مباشرة، خاصة و انه ليس هناك اتفاق قائم بين المؤرخين على ما يجب تأريخه و ما لا يجب تأريخه، أي على ما هو مهم من الاحداث و ما ليس بمهم و هذا راجع لكثير من المعيقات و الصعوبات فيما يخص تطبيق الخطوات العلمية على هذه المادة و قد استدلوا بكثير من الحجج و البراهين للتأكيد على رأيهم ، و من بين هذه الحجج نجد :
حجة علمية : تضمنت ان مادة التاريخ غير ثابته و لا قابلة للتمديد و بالتالي فهي تختلف عن المادة العلمية ، فالتاريخ يتعلق بالانسان و الحوادث لا بالاشياء .اما العلوم التي يشتغلون بها فتتعلق بالاشياء و تتميز بالثبات كقولنا : ان التركيبة الاساسية للماء هي الاوكسجين و الهيدروجين و ان الحديد قابل للتمديد ، فهذه قضية ثابته شائعه يعلمها الجميع و لا يمكن انكارها، كما انه من الصعب على هذه المادة أن تعلم بكل كبيرة و صغيرة عن الحوادث التاريخيةو لا أن تدونها كلها ،ذلك ان المؤرخ لا يعيش كل الحوادث في نفس الزمان و المكان .
حجة تقريرية واقعية : وضحوا فيها بــ <<أن الاختبار و التجربة أمران غير ممكنين في الدراسة التاريخية و ان كل واقعة من وقائع التاريخ المسلم بها قائمة بذاتها و ليس في الامكان تصور ظروف يتكرر فيها وقوعها...>> فهم هنا يؤكدون على ان مادة التاريخ تتميز بعدم الثبات و انها غير دقيقة ، اذن فلا يمكن تطبيق خطوات المنهج التجريبي على هذه المادة و لا يمكن وضع توقعات أو قوانين لتقوم عليها ،فهذه المادة مادة تاريخية انسانية تتدخل فيها ارادة الانسان و ذاته و ادراكه ، لهذا فهم يتحججون بأن كل مجهود في التاريخ مجهود ضائع مادام يقوم على آراء شخصية و تأويلات إنسانية فنجد على اثر ذلك :
حجة نقلية : استدل بها الكاتب من مقولة الاستاذ و العالم الاقتصادي و المنطقي الانجليزي و ,س,جيفونز حيث قال :" من السخف ان نفكر في التاريخ على انّه علمٌ بالمعنى الصحيح" فهو يتهم كل من يؤيد فكرة ان التاريخ علم بالسخف و يسخر من رأيهم و جهودهم ، خاصة و أن مادة التاريخ تعتمد على المصادفة ــ كما يقولون ــ و لا يمكن التنبوء بالحوادث التاريخية قبل وقوعها
لا ننكر بأن الدراسة التاريخية تتميز بالصدفة و عدم الثبات ، و لكن مبالغة واضحة و احتقار كبير للمادة التاريخية ، فكيف يمكن لهؤلاءأن يفسروا لنا ما توصل اليه المؤرخين اليوم ، فلولا جهودهم لما كان لنا علم بماضي امتنا و حوادث زمان ، فابن خلدون مؤسس علم التاريخ جعل من هذه المادة علما قائما بذاته له اركانه و مبادئه التي يقوم عليها ، و الدليل على ذلك انه يتخرج الاف الطلبة و الدكاتره سنويا من دراستهم لهذا العلم ،فقد اصبح يدرس في مختلف الاطوار التعليمية و في الجامعات و منه وصلتنا الدواوين و المجلدات التاريخية و الكثير الكثير من الاحداث كان لعلم التاريخ الفضل العظيم في فطنتنا بها.
ما نستخلصه أخيرا من خلال هذا النص الذي بين ايدينا بأنه و رغم المعيقات و تلك الآراء المهاجمة و المعارضة لمادة التاريخ و الساخرة من روادها فأن الظاهرة التاريخية تعد علما قائما بذاته ، لا يمكن انكار جهود من قاموا بايجاده و ايصاله لنا , فمن ناحيتي الشخصية أرى بأن تدوين التاريخ أمر مهم و ضروري لندرك ما يحصل في هذا الكون و نتوقع ما سيحصل طبقا لذلك .
بآآرك الله فيكم و جزيتم خير الجزاء...انا اتقبل النقطة مهما كانت ..فانا اعلم باني ارتكبت اخطاء فادحة ..و الحمد لله على كل حال