مقامة جزائرية فكاهية عنوانها ثمن الغباء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية

قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقامة جزائرية فكاهية عنوانها ثمن الغباء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-25, 09:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بختاتو أبو أصيل
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي مقامة جزائرية فكاهية عنوانها ثمن الغباء

نزلت الجزائر و أنا جد حائر وفقدت البشائر و الدم في عروقي ثائر لأن الجوع في جسمي سائر فبطني نار حامية الوطيس و أصبحت في حيص و بيص ووجهي تعيس و الأمل لم أر منه بصيص و أنا رجل على الأكل يوميا حريض حتى أبتعد عن الهلاك فأنا متعود على الإستهلاك و لايهمني الإنتاج بل أحب أكل الدجاج وكل ما يشبع في أي سهول أو فجاج و إلى لذة الأكل أحتاج حتى لو وضع على رأس ي تاج فأنا مستهلك اللذة لا يهمه الإنتاج حتى لو قيل لي أن ذلك إعوجاج لأن الجوع يسبب في المخ ارتجاج و أصبح لا أجمع المعلومات إلا حضرات أشهى المأكولات ومعها أعذب المشروبات و ألاقي الناس ببشاشة و أراهم بوضح في الشاشة شاشة عيوةني الصغيرة و لأني ممكن أن أفجر آفات جوني الكبيرة لأن الجوع يجعل تلافيف مخي في حيرة و نزولي بعاصمة الجزائر كان بدون ميزانية تضمن لي أكلة شهية و شربة هنية فأنا نزلت و ليس معي دورو و لا أرورو فقد نفذت النقود و أصبحت بلا فلوس ووجهي عبوس تشمئز مني النفوس كأن خدودي أسنان أصابها سوس و عصافير بطني تزقزق و كاماء تبقبق و أمعائي تعوي عواء الذئاب و معدتي تنبح نباح كالكلاب وليس لدي في عاصمة الجزائر أنساب و لا أصدقاء وأحباب فالططعان الذي كان يأتي بإنتظام أنقطعت أخباره بالتام و ليس هناك اتصالات سلكية أو لاسلكية مع المواد الغذائية لأني جيوبي ليس بها قطع نقدية و الرصيد البنكي فارغ و لست في الاحتياط بارع و أصبح الأكل حلم الأحلام و الكرم يعاني في زماننا الإنعدام لأن الناس و ما أدراك أصبحوا بلا إحساس لأننا نعيش في زمن الدنانير فالذي له مئة دينار يساوي مئة دينار و الذي ليس له دينار فهو يعذب في جهنم بالنار و لهذا فأنا محتار فالطعام يا سادة ياكرام كان ينال مني دائما أبجل إحترام وكان أجمل عادة تحدث في نفسي و جهازي الهضمي سرور و سعادة فقررت أن أتناول أشهى المأكولات و ما لذ وطاب من محشيات و مقليات مهما كلفني من أزمات.
وحتى لو تحايلت على بخيل من بخلاء المدينة الذين كنوزهم دفينة لا تعرف الضرائب مخازنهم و الفقراء و المساكين زكاتهم فهم يحسنون التهرب الضريبي و الثري البخيل لا يقول للمعروف يا حبيبي وهذا داء يصعب فيه العلاج و أنا أحن إلى الدجاج المحمر و الشواء المجمر و السمك المحشي بالأرز الذي يجعلني أهتز و أروي ضمئي بمختلف المشروبات فأنا لي مرئ و بلعوم يعيشان في هموم ، و كأنهما في سلة المهملات لأن لذائذ الأكلات في قائمة المفقودين وهم على الحلاوة من المتعودين و أيضا أخاف أن تعلن أضراسي و أنيابي و قواطعي الإضراب و تذهب إلى أناس آخرين نتيجة الإضراب الذي أحدثه الفقر و الجوع و أخاف إن ذهبت لا يمكنها الرجوع لأن الإضراب أصبح عادة إجتماعية سهلة كالدموع لا يطاب فيها بتحسين الواجبات بل عفوا الحقوق و أولها رفع الأجور وأنا لم أدفع لهم الوجبات وحتى الأجور فأسناني في فتور و أنا أخاف أن أموت جوعا و أدفن في قبر من القبور.
فوجدت ثريا أمام مطعم إسمه الغرباء تبعث منه رائحة الشواء و خياشمي من عطره كادت تطير في الهواء و رأيت فيه الدجاجات المحمرة و عيوني عليها مسمرة وما أدراك ما الدجاجات المحمرة و أنا جيوبي فارغة فقلت له : إني غريب فهل أنت ابن المدينة فأجابني قائلا : نعم أنا ابن المدينة فقلت : هل أنت داخل هذا المطعم لتناول الطعام
فرد : نعم فقلت : أنا مسكين غريب و ليس لي عقد على نقد فهل تكرمت علي بغذاء معك جعلني الله في الجنة و إياك و تدخل الفردوس بلا ارتباك و أبعد وجهك عن نار جهنم ذات هلاك فقال لي و قد نزل من سارة فخمة وهو ذو جثة ضخمة : أنا لست مندوب الحماية الإجتماعية و لست جمعية خيرية و لا أرى في هندامك هندام مساكين بل أرى بفطنة المتفطنين أنك تلبس شخصية المحتالين و الذين ينصبون على الناس بإنتحال صفة الغرباء المساكين وهم من طينة الشياطين و لن يهدأ لي بال حتى أهرب منك في الحال و لاتسألني أي سؤال فطبق ما قال و أنا ضاقت بي الأحوال إلى أن أبصرت امرأة تنزل من سيارة طويلة عريضة وهي في صحة جيدة و ليست مريضة وهي امرأة سمينة وعليها حلي ثمينة تكفي تغذية كل مساكين المدينة الذين يحنون مثلي للقوت و ينتظرون الموت و يأنسون وحشة الأغنياء فطلبت منها بأدب الأدباء قائلا : يا أيتها المرأة الجملية هلا تكرمت على غريب مسكين بغذاء متواضع زهيد يجعلني سعيد
فأجابتني قائلة : أنا رغم جمالي أنت لست على بالي و أنا لايمكن احتيالي فأنت محتال رهيب و أذهب عني و لاتفسد موعدي مع الحبيب الذي سيكون خطيب و زوجا قريب فإطرائك ليس غريب و لايمكن أن تلحس عقلي بحلو الكلام فدعني أمشي إلى الأمام إلى فارس الأحلام.
فلم تمنحني فرصة كي أتكلم لها عن حالي فهي أيضا بخيلة فقررت أن أعيش بالحيلة فوجدت رجلا رأيت فيه هيئة المغفلين فقلت له : هلا أتيت معي فأنا كريم ابن الكرماء و أدعوك لمشاركتي مأدبة غذاء في مطعم الغرباء فأكلت معه ما لذ وطاب و يسيل معه اللعاب و يسلب الألباب فهذا صدر دجاج يحلو معه السمر وهذا شواء طبخ على الجمر وهذا سمك بالأرز يسيل اللعاب و يأكل بدون أتعاب و مرطبات ذات حلاوة منها قرن غزال و البقلاوة و مشروبات غازية ذات شهرة عالمية و عصير برتقال ينعش و ليس فيه عيب يقال و فواكه طازجة طرية لذيذة و شهية فبعد ما شبعت استأذنت الغافل الغارق في الأكل الذي لم يصدق ما يحدث له و لايعلم المسكين ماذا ينتظره و قلت له ما معناه أريد الذهاب لأستريح في دورة المياه و لم يأبه بي لأنه في الأكل تاه و لم يعرني أي أنتباه فهربت من نافذة المرحاض و ليس من الباب و تركته في المطعم يدفع الحساب و إلى حد الساعة لم أعلم ماذا حدث للمغفل المسكين في مطعم الغرباء حتما دفع ثمن الغباء و دفع الثمن ليس من عدم فالشراهة التي تتلذذ بها الطعام ليس للندم فقد أسعدته وحتى لو دفع فليس هذا هما من الهموم فقد حقق حلمه كونه جائع من الجائعين و شبع بيقين مرة في الحياة قبل أن تأتيه ورقة الوفاة ويصبح من الميتين .
إلى اللقاء في الحلقة الثانية القادمة من مسلسل ثمن الغباء .









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-02-08, 23:29   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
lina-14
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية lina-14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هههههههههههههههههههه










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-01, 04:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mrkiw
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-08-07, 03:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابراهيم سوفي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابراهيم سوفي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالة, الغباء, جزائرية, عنوانها, فكاهية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc