مجرى الذئاب...
في تلك القرية البعيدة عن سكان المدينة،عاشت تلك الأسرة الفقيرة حياة مريحة،تأكل ماتجنيه أيديهم من ثمار الحقلوحليب الأبقار،لحوم حيواناتهم وكل ماتشتهيه أنفسهم من أكلات طبيعية وصحية،كل هذا وكان عنوان حياتهم"الهدوء والطمأنينة"،لكن كل هءا لم يستمر أبداا،بل تشتت العائلة وفقد أعضائها المميزون فلم يتبقى من الثلاثة بنات إلا بنت واحدة،أما الأبوين فقد رحل الأب وبقيت الأم الحنون مع بنتها في أجواء عادية.
البنت هناء صاحبة ال12 ربيعا،مولعة بالمغامرات كثيرا،لم تدخل المدرسة قط،تربت على تربية الحيوانات وزراعة مختلف الثمار،حاولت أن تنقص من هموم والدتها صفاء قليلا،لكن أظن أنها زادت الطين بلا،وذلك لأن ابنتها أمية،لم تلبث أياما إلا وتدهورت حالة أمها الصحية،ذهبت إلى المدينو وحاولت إحضار كل أطباء المدينة كي يعالجوا والدتها،لكن شغف وحب سكان المدينة للمال كان عظيما،لم يبق لها إلا صديق والدها العجوز،لم يكن طبيبا لكنه خبير في هذه الأمور السطحية،أحضرته بعد عناء طويل،وصل إلى المنزل وفحص والدتها لكنه أخبرها بأن شفائها عسير وعسير جدا،حزنت هناء جدا،ولكنها تكلمت قائلا:
-عمي،لا يوجد شيء مستحيل في الحياة،حاول أكثر،بإذن الله سأعوص لك عن هذا،افعل شيئا،أنقذ أمي،أرجووووك!!!
-نعم لايوجد شيء مستحيل،يوجد في إحدى الغابات البعيدة نبات يسمى نيات الخرخاش، هذا بإذن الله سيشفي أمك لكن إحضاره صعب للغاية،ففي تلك الغابة وحوش وحيوانات غريبة عجيبة،حيث لم يدخلها أحد منذ 60 سنة،ولا أنصحك بدخولها ياابنتي...
-بل سأدخلها،دلني على طريقها فقط،أما مهمة الذهاب فستقع على عاتقي،،
ابتسمت هناء وظهرت على وجهها علامتي الشجاعة وحب الاستطلاع،وقالت:
-لاتقلق سيدي،لاتخف علي،أنت تعلم من أكون...
دل العجوز هناء على الطريق وذهبت ورأسها مرفوع عاليا وهي ممتلئة ثقة وعزيمة..
مشت وبسرعة جرت متوجهة نحو الغابة،لم تهتم لما يقال عن تلك الغابة،وصلت إلى بدايتها، تثاقلت نوعا ما خطواتها لكنها صرخت بقوة ورفعت يدها قائلة:"لن توقفني أيها الخوف،سأحمي أمي،سأحميها حتى لوكان آخر عمل في حياتي"تسارعت خطواتها،لكن الظلام كان بالمنطقة أكبر من باقي المناطق،لكن اصرارها لم ينفد،صحيح أنها أحست بنوع من الخشية لكنها رمت ذلك الإحساس جانبا.
فجأة!!وفي حين غفلة،سمعت خرخشات قوية وعنيفة،لاتبدو البتة من حيوان أليف،ثم لم تلبث حتى سمعت صوتا عنيفا يدوي في الأفق بشكل من الاستخفاف قائلاا:
-أهاه،أنت إذاا،دخلت إلى هنا دون سابق موعد،لن تخرجي من هنا حية أبداا...
صرخت الفتاة بأعلى صوتها وقد أصابها نوع من القشعريرة:
-إذن أنت من تصدر الأوامر يا هذا،وماذا ستفعل لي إذا دخلت ولم أعلمك بالأمر،تعال وافعل ماشئت لأنني سأضحي بنفسي من أجل أمي..!
-ماذا سأفعل!!هههههه..ماذا تقول هذه الفتاة الحمقاء!؟؟ادخلي لتري ماذا سحدث لك...
دخلت الفتاة..حينها سمعت أصوات أطياف تلحقها...التفتت من ورائها فإذا بها تجد العجب العجاب...كل أشباح الغابة تلحقها،اسرعت بالمشي كثييرا،حاولت الوصول إلى مجرى الذئاب الذي دلها عليه العجوز حتى تقطف نبات الخشخاش،لمحت من بعيد ذلك النبات، يظهر قريبا منها لكنه في حقيقة الأمر بعيييد جداا،أكملت جريها السريع والأشباح تلاحقها بسرعة البرق،تكلم ذلك الصوت وقال:
-تراجعي أيتها الفتاة،ستندمين على ماتفعلينه،تراجعي وإلا لن تجدي نفسك حية بعد الآن!
-ماذا تقول؟! أتراجع! هناء تتراجع! هذا لم يشهده التاريخ أبداا ولن يشهده البتة! لم يسجل يوم في حياة البشرية أن هناء تراجعت عن قرار يصب في مجال المغامرة...
أكملت هناء طريقها وكأنها حذفت كلام هذا الصوت،تصور عزيزي القارئ،أن المكان كان وكأنه قبر،الأطياف تحوم من هنا وهناك،طمس حتى نهاية هذا الطريق،عم الضباب فجأة بالمكان،ازدادت الأصوات من هنا وهناك،الأشباح تصيح والأطياف تصرخ،حينها أحست هناء بالهلع والخوف ولم تحب أن تستسلم،حياة أمها بيدها،واصلت طريقها حيال ذلك الوضع المزري،وفجأة،
ظهر نبات الخشخاش،صاحت وبأعلى صوتها تكلمت:
-واووووو نبات الخشخاش،ضالتي المفقودة،ها قد عثرت عليك!!
أخذت النبات بسرعة البرق،وفي حين رجوعها،وجدت مكاناا مغايراا على الذي قبل،مكانا طبيعيا،شبيه بقرية هناء التي تعيش فيها،تفاجئت الفتاة لكنها أحبت أن تختصر تفاجئها وتصل بسرعة إلى أمها...