حُسْنُ الْخُلُقِ - الصفحة 8 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حُسْنُ الْخُلُقِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-10-18, 05:05   رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج من حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم في التَّودُّد

كان هذا الخُلَق واقعًا ملموسًا في حياة

النبي صلى الله عليه وسلم

فقد كان صلى الله عليه وسلم يتوَدَّد إلى أصحابه

ومن هم حوله، فمن ذلك:

- ما روته عائشة رضي الله عنها، من أنَّ رجلًا استأذن

على النَّبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال

: ((بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة.

فلما جلس تطلَّق النَّبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه

فلما انطلق الرَّجل. قالت له عائشة: يا رسول الله! حين رأيت الرَّجل

قلت له كذا وكذا، ثم تطلَّقت في وجهه

وانبسطت إليه. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة

متى عهدتني فحاشًا؟

إنَّ شر النَّاس عند الله منزلة يوم القيامة

من تركه النَّاس اتقاء شرِّه))


[901] رواه البخاري (6032)، ومسلم (2591).

قال ابن الجوزي:

(هذا إنَّما فعله رسول الله على وجه المداراة

فسَنَّ ذلك لأمَّته، فيجوز أن يُستعمل

مثل هذا في حق الشِّرِّير والظَّالم)


[902] ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) (4/348).

- ومن ذلك توَدُّده صلى الله عليه وسلم لمن حوله

بتبسُّمه في وجوه أصحابه، ودعائه لهم

فعن جرير رضي الله عنه

قال: ((ما حجبني النَّبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت

ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي

ولقد شكوت إليه أنِّي لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري

وقال: اللهمَّ ثبِّته، واجعله هاديًا مهديًّا))


[904] رواه البخاري (3035، 3036)، ومسلم (2475).

- ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم أنَّه

((كان يمرُّ بالصِّبيان فيسلم عليهم))


[905] رواه البخاري (6247)، ومسلم (2168).

- وكان ((إذا لقيه أحد من أصحابه

قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرَّجل هو الذي ينصرف عنه

وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده

ناوله إياها فلم ينزع يده منه

حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزع يده منه

وإذا لقي أحدًا من أصحابه فتناول أذنه،

ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرَّجل

هو الذي ينزعها عنه))


[906] رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (1/378)

من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (4780).


- ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنَّه:

((كان يأتي ضعفاء المسلمين

ويزورهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم))


[907] رواه الحاكم (2/506)،

وصحح إسناده البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (5/495).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّودُّد








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-10-19, 05:02   رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أقوال السَّلف والعلماء في التَّودُّد

- قال الحسن: (التَّقدير نصف الكسب

والتَّودُّد نصف العقل، وحسن طلب الحاجة نصف العلم)


[880] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (2/65).

- وسئل الحسن عن حسن الخلق

فقال: (الكرم، والبذلة، والتَّودُّد إلى النَّاس)


[881] ((الموشى)) للوشاء (ص 28).

- وعن ميمون بن مهران قال:

(المروءة: طلاقة الوجه، والتَّودُّد إلى النَّاس، وقضاء الحوائج)


[882] ((المروءة)) لابن الرزبان (ص 70).

- وقال أبو حاتم:

(الواجب على العاقل أنْ يتحبَّب إلى النَّاس بلزوم حسن الخلق

وترك سوء الخلق

لأنَّ الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشَّمس الجليد

وإن الخلق السَّيئ ليفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل

وقد تكون في الرَّجل أخلاق كثيرة صالحة كلُّها

وخلق سيئ، فيفسد الخلق السَّيئ الأخلاق الصَّالحة كلَّها)


[883] ((روضة العقلاء ونزهة الفضلاء))

لابن حبان البستي (ص 64).


اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال

الفرق بين التودد وبعض الصفات

نماذج من حياة الصَّحابة رضي الله عنهم في التَّودُّد

نماذج من العلماء والسَّلف في التَّودُّد

أقوالٌ وأمثالٌ في التَّودُّد

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-20, 05:21   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الحِكْمَة

معنى الحِكْمَة لغةً:

الحَكَمَةُ: ما أحاط بحَنَكَي الفرس، سُمِّيت بذلك

لأنَّها تمنعه من الجري الشَّديد

وتُذلِّل الدَّابَّة لراكبها، حتى تمنعها من الجِماح


[1135] من جمح الفرس: إذا ذهب يجري جريًا غالبًا و

اعتز فارسه وغلبه. ((لسان العرب)) (2/426).


ومنه اشتقاق الحِكْمَة

لأنَّها تمنع صاحبها من أخلاق الأراذل.

وأَحْكَمَ الأَمْرَ: أي أَتْقَنَه فاستَحْكَم

ومنعه عن الفساد، أو منعه من الخروج عمَّا يريد


[1136] ((القاموس المحيط)) للفيروز أبادي (ص 1415)

((لسان العرب)) لابن منظور (12/143)

((مختار الصحاح)) للرازي (ص 62)


معنى الحِكْمَة اصطلاحًا:

قال أبو إسماعيل الهروي:

(الحِكْمَة اسم لإحكام وضع الشيء في موضعه)


[1137] ((منازل السائرين)) للهروي (ص 78).

وقال ابن القيِّم

: (الحِكْمَة: فعل ما ينبغي

على الوجه الذي ينبغي

في الوقت الذي ينبغي)


[1138] ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/449).

وقال النَّووي: (الحِكْمَة، عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام

المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى

المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النَّفس

وتحقيق الحقِّ، والعمل به

والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل

والحَكِيم من له ذلك)


[1139] ((شرح النووي على مسلم)) (2/33).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحِكْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-21, 04:29   رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الحِكْمَة في القرآن الكريم

- قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ

وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النَّحل: 125].

ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ

أي: بالمقالة المحْكَمة الصَّحيحة.

وهو الدَّليل الموضِّح للحقِّ، المزيح للشُّبهة)


[1142] ((محاسن التأويل)) للقاسمي (6/422).

- وقال تعالى: يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء

وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [البقرة: 269].

(أي: أنَّه تعالى يُعطي الحِكْمَة والعلم النَّافع المصرِّف للإرادة

لمن يشاء من عباده، فيميِّز به الحقائق من الأوهام

ويسهل عليه التَّفرقة بين الوسواس والإلهام، وآلة الحِكْمَة

العقل المستقل بالحكم في إدراك الأشياء بأدلتها

على حقيقتها

ومن أُوتي ذلك عرف الفرق بين وعد الرَّحمن ووعد الشَّيطان

وعضَّ على الأوَّل بالنَّواجذ

وطرح الثَّاني وراءه ظهريًّا، وفهم الأمور)

[1143] ((تفسير المراغي)) (3/41-42).

وقال السعدي: (إنَّ من آتاه الله الحِكْمَة فقد آتاه خيرًا كثيرًا

وأيُّ خير أعظم من خير فيه سعادة الدَّارين

والنَّجاة من شقاوتهما! وفيه التَّخصيص بهذا الفضل

وكونه من ورثة الأنبياء، فكمال العبد متوقِّف على الحِكْمَة

إذ كماله بتكميل قوَّتيه العلميَّة والعمليَّة

فتكميل قوَّته العلميَّة: بمعرفة الحقِّ

ومعرفة المقصود به

وتكميل قوَّته العمليَّة: بالعمل بالخير وترك الشَّر

وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل

وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره

وبدون ذلك لا يمكنه ذلك)


[1144] ((تفسير السعدي)) (ص 115).

- قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ

فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [لقمان: 12].

(يخبر تعالى عن امتنانه على عبده الفاضل لُقْمان، بالحِكْمَة

وهي العلم بالحقِّ على وجهه وحِكْمَته، فهي العلم بالأحكام

ومعرفة ما فيها من الأسرار والإحكام

فقد يكون الإنسان عالـمًا، ولا يكون حكيمًا)


[1145] ((تفسير السعدي)) (ص 648).

الحِكْمَة في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:

سمعت النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول

((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا

فسلطه على هلكته في الحق

ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلِّمها))


[1146] رواه البخاري (1409)، ومسلم (816).

قال النَّووي: (ورجل آتاه الله حكمة

فهو يقضي بها ويعلِّمها

معناه: يعمل بها ويعلِّمها احتسابًا

والحكمة: كلُّ ما منع من الجهل، وزجر عن القبيح)


[1147] ((شرح النووي على مسلم)) (6/98).

عن ابن عباس رضي الله عنهما

قال: ضمَّني رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقال: ((اللهمَّ علِّمه الحِكْمَة))


[1148] رواه البخاري (3756).

قال ابن حجر: (اختلف الشُّرَّاح في المراد بالحِكْمَة هنا

فقيل: القرآن، كما تقدم، وقيل: العمل به، وقيل: السُّنَّة

وقيل: الإصابة في القول، وقيل: الخشية، وقيل: الفهم عن الله

وقيل: العقل، وقيل: ما يشهد العقل بصحته

وقيل: نور يُفرِّق به بين الإلهام والوسواس

وقيل: سرعة الجواب مع الإصابة.

وبعض هذه الأقوال ذكرها بعض أهل التَّفسير

في تفسير قوله تعالى:

وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ

والأقرب أنَّ المراد بها في حديث ابن عباس: الفهم في القرآن)


[1149] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/170).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحِكْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-22, 05:08   رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نموذج من حِكْمَة نبيِّ الله سليمان عليه السلام في القضاء

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((بينما امرأتان معهما ابنان لهما

جاء الذئب فأخذ أحد الابنين، فتحاكمتا إلى داود

فقضى به للكبرى، فخرجتا فدعاهما سليمان

فقال: هاتوا السِّكين أشقُّه بينهما

. فقالت الصُّغرى: يرحمك الله

هو ابنها، لا تشقَّه، فقضى به للصُّغرى))


[1189] رواه البخاري (6769)، (3427)، ومسلم (1720).

قال ابن الجوزي: (أما داود عليه السلام

فرأى استواءهما في اليد فقدم الكبرى لأجل السن

وأما سليمان عليه السلام فرأى الأمر محتملًا

فاستنبط فأحسن، فكان أَحَدَّ فطنة من داود

وكلاهما حكم بالاجتهاد

لأنه لو كان داود حكم بالنص لم يسع سليمان أن يحكم بخلافه

ولو كان ما حكم به نصًّا لم يخف على داود.

وهذا الحديث يدل على أن الفطنة والفهم موهبة لا بمقدار السن)


[1190] ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (3/510).

نموذج من حِكْمَة النَّبي صلى الله عليه وسلم في معاملة قومه

- عن عائشة، زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم

أنَّها قالت للنَّبي صلى الله عليه وسلم

((هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أحد؟

قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت

وكان أشدُّ ما لقيت منهم يوم العقبة

إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال

فلم يجبني إلى ما أردت

فانطلقت وأنا مهموم على وجهي

فلم أستفق إلا وأنا بقَرْن الثَّعالب

فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني، فنظرت

فإذا فيها جبريل، فناداني

فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك، وما ردُّوا عليك

وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.

فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ

ثم قال: يا محمد

فقال ذلك فيما شئت أن أُطْبِق عليهم الأخشبين


[1191] جبلا مكة قعيقعان وأبو قبيس

سميا بذلك لعظمهما وخشونتهما

((فتح الباري)) لابن حجر (1/76).


فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:

بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده

لا يشرك به شيئًا))


[1192] رواه البخاري (3231)، ومسلم (1795).

- وفي صلح الحُدَيْبِية: دعا النَّبي صلى الله عليه وسلم الكاتب

فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم

: ((اكتب: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

. فقال سهيل: أما الرَّحمن، فوالله ما أدري ما هو

ولكن اكتب: باسمك اللهمَّ.

فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرَّحمن الرَّحيم.

فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: اكتب: باسمك اللهم

ثم قال: هذا ما قاضى عليه محمَّد رسول الله.

فقال سهيل: والله لو كنَّا نعلم أنَّك رسول الله

ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك

ولكن اكتب: محمَّد بن عبد الله.

فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:

والله إنِّي لرسول الله، وإن كذَّبتموني

اكتب: محمَّد بن عبد الله...))


[1193] رواه البخاري (2731).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحِكْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-24, 14:23   رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج من حِكْمَة السلف

أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

((إنَّ أبا بكر رضي الله عنه خرج

وعمر رضي الله عنه يكلِّم النَّاس

فقال: اجلس. فأبى، فقال: اجلس. فأبى

فتشهَّد أبو بكر رضي الله عنه، فمال إليه النَّاس

وتركوا عمر، فقال: أما بعد

فمن كان منكم يعبد محمَّدًا صلى الله عليه وسلم

فإن محمَّدًا صلى الله عليه وسلم قد مات

ومن كان يعبد الله، فإنَّ الله حيٌّ لا يموت

قال الله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ إلى الشَّاكِرِينَ [آل عمران: 144]

والله لكأنَّ النَّاس لم يكونوا يعلمون أنَّ الله أنزلها

حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه، فتلقاها منه النَّاس

فما يُسْمَع بَشَرٌ إلَّا يتلوها))


[1194] رواه البخاري ((1241).

عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:

قال عمر: ((وافقت ربِّي في ثلاث، قلت: يا رسول الله

لو اتخذنا من مقام إبراهيم مُصَلًّى؟

فنزلت: وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة: 125]

وقلت: يا رسول الله، إنَّ نساءك يدخل عليهن البَرُّ والفاجر

فلو أمرتهن أن يحتجبن؟

فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم

نساؤه في الغَيْرة، فقلت لهن:

عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا [التَّحريم: 5]

قال: فنزلت كذلك))


[1195] رواه البخاري (402)

ومسلم مختصرا (2399) واللفظ للبخاري.


عثمان بن عفان رضي الله عنه:

فقد أمر الصحابة إذا اختلفوا في شيء عند جمع القرآن

أن يكتبوه بلغة قريش، ففعلوا

حتى إذا نسخوا الصُّحف في المصاحف

ردَّ عثمان الصُّحف إلى حفصة رضي الله عنها

وأرسل إلى كلِّ أُفُقٍ من الآفاق بمصحف ممَّا نسخوا

وأمر بما سواه من القرآن في كلِّ صحيفة أو مصحف أن يُحرق


[1196] ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (1/165).

الحسن بن علي رضي الله عنه:

عن الأعمش قال: (ما زال الحسن

يعي الحِكْمَة حتى نطق بها)


[1197] ((مصنف ابن أبي شيبة)) (35220).

عمر بن عبد العزيز:

حجَّ سليمان بن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز

فأصابهم برقٌ ورعدٌ، حتى كادت تنخلع قلوبهم

فنظر سليمان إلى عمر وهو يضحك

فقال سليمان: يا أبا حفص

هل رأيت مثل هذه الليلة قط أو سمعت بها؟

فقال: يا أمير المؤمنين، هذا صوت رحمة الله

فكيف لو سمعت صوت عذاب الله؟

فقال: هذه المائة ألف درهم، فتصدَّق بها.

فقال عمر: أو خير من ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: وما هو؟

قال: قوم صحبوك في مظالم لهم، لم يصلوا إليك

فجلس سليمان فردَّ المظالم.

وحدث من سليمان بن عبد الملك أنَّ سليمان قال له: يا أبا حفص

إنا وُلِّينا ما قد ترى، ولم يكن لنا بتدبيره علم

فما رأيت من مصلحة العامَّة فمُر به

فكان من ذلك أنَّ عمر أمر بعزل عمال الحجَّاج

وأقيمت الصَّلاة في أوقاتها بعد ما كانت أُمِيتت عن وقتها

مع أمور جليلة كان يُسمع من عمر فيها

فقد قيل: إنَّ سليمان حجَّ فرأى الخلائق بالموقف

فقال لعمر: أما ترى هذا الخَلْق الذي لا يحصي عددهم إلا الله؟

قال: هؤلاء اليوم رعيَّتك، وهم غدًا خصماؤك

فبكى سليمان بكاءً شديدًا


[1199] ((مناقب عمر)) لابن الجوزي (52-53)

((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (5/121).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحِكْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-25, 05:14   رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أنواع الحِكْمَة ودرجاتها

الحِكْمَة نوعان:

النَّوع الأوَّل: حِكْمَة علميَّة نظريَّة

وهي الاطلاع على بواطن الأشياء

ومعرفة ارتباط الأسباب بمسبباتها

خلقًا وأمرًا، قدرًا وشرعًا.


النَّوع الثَّاني: حِكْمَة عمليَّة

وهي وضع الشيء في موضعه

[1168] ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/478).

درجات الحِكْمَة:

وهي على ثلاث درجات:


الدَّرجة الأولى:


أن تعطي كلَّ شيء حقَّه ولا تعدِّيه حدَّه

ولا تعجِّله عن وقته، ولا تؤخِّره عنه.

لما كانت الأشياء لها مراتب وحقوق

تقتضيها شرعًا وقدرًا. ولها حدود ونهايات تصل إليها ولا تتعدَّاها.

ولها أوقات لا تتقدَّم عنها ولا تتأخَّر

كانت الحِكْمَة مراعاة هذه الجهات الثلاث.

بأن تُعطي كلَّ مرتبة حقَّها الذي أحقَّه الله بشرعه وقدره.

ولا تتعدَّى بها حدَّها. فتكون متعديًا مخالفًا للحِكْمَة.

ولا تطلب تعجيلها عن وقتها فتخالف الحِكْمَة.

ولا تؤخِّرها عنه فتفوتها...

فالحِكْمَة إذًا: فعل ما ينبغي

على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي...

فكلُّ نظام الوجود مرتبط بهذه الصِّفة.

وكلُّ خلل في الوجود

وفي العبد فسببه الإخلال بها. فأكمل النَّاس

أوفرهم نصيبًا. وأنقصهم وأبعدهم عن الكمال

أقلهم منها ميراثًا.

ولها ثلاثة أركان: العلم، والحلم، والأَنَاة.

وآفاتها وأضدادها: الجهل، والطَّيش، والعجلة.

فلا حِكْمَة لجاهل، ولا طائش، ولا عجول.


الدَّرجة الثَّانية:

أن تشهد نظر الله في وَعْده

وتعرف عدله في حُكْمه. وتلحظ بِرَّه في منعه.

أي: تعرف الحِكْمَة في الوعد والوعيد

وتشهد حُكْمه كما في قوله:

إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا

وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:40]

فتشهد عدله في وعيده

وإحسانه في وعده، وكلٌّ قائمٌ بحِكْمَته.

وكذلك تعرف عدله في أحكامه الشَّرعية

والكونيَّة الجارية على الخلائق

فإنَّه لا ظلم فيها، ولا حَيْف ولا جور


[1169] الحيف: الميل في الحكم

والجور والظلم. ((لسان العرب)) لابن منظور (9/60).


وكذلك تعرف بِرَّه في منعه.

فإنَّه سبحانه هو الجَوَاد الذي لا ينقص خزائنه الإنفاق

ولا يَغِيض ما في يمينه سعَة عطائه.

فما منع من منعه فضله إلَّا لحِكْمَة كاملة في ذلك.


الدَّرجة الثَّالثة:

أن تبلغ في استدلالك البصيرة

وفي إرشادك الحقيقة. وفي إشارتك الغاية.

فتصل باستدلالك إلى أعلى درجات العلم.

وهي البصيرة التي تكون نسبة العلوم فيها إلى القلب

كنسبة المرئي إلى البصر

وهذه هي الخصِّيصة التي اختصَّ بها الصَّحابة عن سائر الأمَّة

وهي أعلى درجات العلماء


[1170] ((مدارج السالكين))

لابن القيم (2/448 -452)، بتصرف.


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحِكْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-26, 05:15   رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

موانع اكتساب الحِكْمَة

1- من موانعها ما ذكره إبراهيم الخواص، حيث قال:

(الحِكْمَة تنزل من السَّماء

فلا تسكن قلبًا فيه أربعة:

الركون إلى الدُّنيا، وهمُّ غدٍ، وحبُّ الفضول، وحسد أخٍ)


[1171] ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) لأبي نعيم (13/326).

2- التَّعجل في الأمور، وترك التَّأني في اتخاذ القرار

فالعجلة في غير موضعها تدلُّ على خفَّة العقل، وقلَّة رزانته

وغلبة الشَّهوة عليه

ولهذا جعل ابن القيِّم من آفات الحِكْمَة وأضدادها العجلة

وقال: (فلا حكمة لجاهل، ولا طائش، ولا عجول)


[1172] ((الرائد - دروس في التربية والدعوة))

لمازن عبد الكريم الفريح (3/50).


قال أبو حاتم البستي:

(والعَجِل يقول قبل أن يعلم

ويجيب قبل أن يفهم، ويَحْمدُ قبل أن يجرِّب

ويذمُّ بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكِّر

ويمضي قبل أن يعزم، والعَجِل تصحبه النَّدامة

وتعتزله السَّلامة. وكانت العرب تكنِّي العجلة: أمَّ النَّدامات)


[1173] ((روضة العقلاء)) لأبي حاتم البستي (ص 216).

3- ضيق الأفق، وعدم التَّفكر في عواقب الأمور

ونقصد بضيق الأفق: سطحية التَّفكير

وبساطته إلى حد الغفلة أو السَّذاجة

والنَّظر إلى الأمور من جانب واحد

. وسوء تقدير للعواقب والنَّتائج

وجهل بالواقع، يضاف إلى ذلك عشوائيَّة العمل

وارتجاليَّة الأهداف، وإهدار الطَّاقات في قضايا ثانويَّ

، وتبديدٌ للجهود في أمور هامشيَّة

وشَغْل النَّفس بالكماليَّات مع التَّفريط بالضَّروريات

4- فَقْد البصيرة الدَّالة على حقائق الأمور

فيتَّخذ قراره على ظواهرها.

5- عدم استشارة الصَّالحين، وأهل الخبرة

6- عدم الاستفادة من خبرات السَّابقين.


[1174] ((الرائد - دروس في التربية والدعوة))

مازن عبد الكريم الفريح (3/53).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحِكْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-27, 04:50   رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

وسائل اكتساب الحِكْمَة

1- التَّفقه في الدِّين، وهو من الخير الكثير الذي أشارت إليه الآية:

قال تعالى: يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ

فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ [البقرة: 269])


[1176] ((هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا))

لمحمود محمد الخزندار (ص 122).


2- مجالسة أهل الصَّلاح، والاختلاط بهم، والاستفادة منهم

لذا كان لُقْمان يقول لابنه وهو يوصيه ويدُلُّه

على طريق الحِكْمَة: (يا بُنَيَّ، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك

فإنَّ الله يحيي القلوب بنور الحِكْمَة

كما يحيي الأرض الميِّتة بوابل السَّماء)


[1178] ((تنوير الحوالك في شرح موطأ مالك)) (3/161).

3- العبادة الحقَّة لله سبحانه، والارتباط الوثيق به

والبعد عن المعاصي، وطرد الهوى

كلُّ ذلك من طُرُق نَيْل الحِكْمَة

فعن الحسن، قال: (من أحسن عبادة الله في شبيبته

لقَّاه الله الحِكْمَة عند كِبَر سنِّه

وذلك قوله: وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا

وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [القصص: 14


[1179] ((المجالسة وجواهر العلم))

لأبي بكر الدينوري (6/240).


4- تحرِّي الحلال في مأكله ومشربه وملبسه

وشأنه كلِّه سبب في نَيْل الحِكْمَة

والوصول إلى مصافِّ الحكماء.

5- كثرة التَّجارب، والاستفادة من مدرسة الحياة

فــ(من مشارب الحِكْمَة: الاستفادة من العمر والتَّجارب

بالاعتبار، وأخذ الحَيْطة لأمر الدِّين والدُّنيا

ففي الحديث: ((لا يُلدغ المؤمن من جحر مرَّتين)


[1181] رواه البخاري (6133)، ومسلم (2998).

وكثرة التَّجارب هي التي تُكْسِب صاحبها الحلم والحِكْمَة)

[1182] ((هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا))

لمحمود محمد الخزندار (ص 123).


اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال


وسائل اكتساب الحِكْمَة

من معاني الحِكْمَة

حِكَم وأمثالٌ عن الحِكْمَة

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-28, 05:03   رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذْل

معنى الجُود لغةً:

الجُود: المطر الغزير

وجاد الرَّجل بماله يجُود جُودًا بالضَّم، فهو جَوَادٌ


[942] ((الصحاح في اللغة)) للجوهري (2/461)

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (1489)

((المعجم الوسيط)) (2/784).


وقيل: الجَوَاد: هو الذي يعطي بلا مسألة

صيانة للآخذ مِن ذلِّ السُّؤال


[943] ((تاج العروس)) للزبيدي (7/527).

معنى الجُود اصطلاحًا:

قال الجرجاني: (الجُود: صفة

هي مبدأ إفادة ما ينبغي لا بعوض)


[945] ((التعريفات)) (ص 79).

معنى الكَرَم لغةً:

الكَرَم: ضدُّ اللُّؤْم، كرُم كرامة وكَرَمًا وكَرَمة

فهو كريم وكريمة، وكرماء وكرام وكرائم

وكرم فلان: أعطى بسهولة وجاد، وكرم الشيء عزَّ ونفس


[948] ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/798).

معنى الكَرَم اصطلاحًا:

قال الجرجاني: (الكَرَم: هو الإعطاء بسهولة)

[949] ((التعريفات)) (ص 184).

وقال القاضي عياض:

(وأما الجود والكرم والسخاء والسماحة، ومعانيها متقاربة

وقد فرق بعضهم بينها بفروق

فجعلوا الكرم: الإنفاق بطيب نفس فيما يعظم خطره ونفعه

وسموه أيضا جرأة، وهو ضد النذالة)


[951] ((الشفا بتعريف حقوق المصطفى)) (1/230).

معنى السَّخاء لغةً:

السَّخاوة والسَّخاء: الجُود، والكرم. والسَّخي: الجَوَاد

وفي الفعل ثلاث لغات سخا من باب علا

وسخي من باب تعب، وسَخُو من باب قرُب


[952] ((لسان العرب)) لابن منظور (14/373)

((المصباح المنير)) للفيومي (1/270).


معنى السَّخاء اصطلاحًا:

قال المناويُّ: (السَّخاء: الجُود

أو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي

أو بذل التَّأمُّل قبل إلحاف السَّائل)


[953] ((التوقيف على مهمات التعاريف)) (ص 192).

معنى البَذْل لغةً:

بَذَلَ الشَّيء: أعطاه وجاد به. والبَذْل نقيض المنع

وكلُّ مَن طابت نفسه لشيءٍ فهو باذلٌ. ورجلٌ بذَّال

وبَذُول: إذا كَثُر بذله للمال.

يقال: بَذَلَ له شيئًا، أي: أعطاه إيَّاه


[956] ((العين)) للخليل أحمد (8/187)

((تهذيب اللغة)) للهروي (14/312)

((مختار الصحاح)) للرازي (ص 31)

((معجم ديوان الأدب)) للفارابي (2/138).


معنى البَذْل اصطلاحًا:

قال المناويُّ: (البَذْل: الإعطاء عن طيب نفس)

[957] ((التوقيف على مهمات التعاريف)) (ص 73).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذل









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-29, 04:53   رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الترغيب في الجُود والكَرَم والسَّخاء والبذل في القرآن الكريم

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ

فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ

فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ [الذَّاريات: 24-26].

قال الطَّبري: (عن مجاهدٍ، قوله: ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ

قال: أكرمهم إبراهيم، وأمر أهله لهم بالعجل حينئذٍ)


[963] ((جامع البيان في تفسير القرآن)) (21/525).

وقال تعالى: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ

كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ

وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261].

قال ابن كثير:

(هذا مثلٌ ضربه الله تعالى لتضعيف الثَّواب لمن أنفق في سبيله

وابتغاء مرضاته، وأنَّ الحسنة تضاعف

بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ)


[965] ((تفسير القرآن العظيم)) (1/691).

وقال تعالى: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً

فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 274].

قال ابن كثير

: (هذا مدحٌ منه تعالى للمنفقين في سبيله

وابتغاء مرضاته في جميع الأوقات مِن ليلٍ أو نهارٍ

والأحوال مِن سرٍّ وجهار

حتى إنَّ النَّفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضًا)


[966] ((تفسير القرآن العظيم)) (1/707).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذل









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-30, 05:39   رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الترغيب في الجُود والكَرَم والسَّخاء والبذل في السُّنَّة النَّبويَّة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دينارٌ

أنفقته في سبيل الله ودينارٌ أنفقته في رقبة

ودينارٌ تصدَّقت به على مسكين

ودينارٌ أنفقته على أهلك

أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك))


[968] رواه مسلم (995).

قال النَّوويُّ: (في هذا الحديث فوائد

منها: الابتداء في النَّفقة بالمذكور على هذا التَّرتيب

. ومنها: أنَّ الحقوق والفضائل إذا تزاحمت

قُدِّم الأوكد فالأوكد.

ومنها: أنَّ الأفضل في صدقة التَّطوع أن ينوِّعها في جهات الخير

ووجوه البرِّ بحسب المصلحة، ولا ينحصر في جهةٍ بعينها)

[969] ((شرح النووي على مسلم)) (7/81).

وعن أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قال

: بينما نحن في سفرٍ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

إذ جاء رجلٌ على راحلةٍ له

قال: فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالًا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

((مَن كان معه فضل ظهرٍ، فليعد به على مَن لا ظهر له

ومَن كان له فضلٌ مِن زاد، فليعد به على مَن لا زاد له))


[974] رواه مسلم (1728).

قال النَّوويُّ: (في هذا الحديث:

الحثُّ على الصَّدقة والجُود والمواساة والإحسان

إلى الرُّفقة والأصحاب، والاعتناء بمصالح الأصحاب

وأمرُ كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج

وأنَّه يُكتفى في حاجة المحتاج بتعرُّضه للعطاء

وتعريضه مِن غير سؤال)


[975] ((شرح النووي على مسلم)) (12/33).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذل









رد مع اقتباس
قديم 2020-10-31, 05:24   رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صور الكَرَم والجُود والسَّخاء والبذل

المجالات التي يشملها الكَرَم والجُود والعطاء متنوِّعة وكثيرة

فمنها:

1- العطاء مِن المال

ومِن كلِّ ما يمتلك الإنسان مِن أشياء ينتفع بها، كالذَّهب والفضَّة

والخيل، والأنعام، والحرث، وكلِّ مأكول، أو مشروب

أو ملبوس، أو مركوب، أو مسكون، أو يؤوي إليه

وكلِّ آلة أو سبب أو وسيلة ينتفع بها

وكلِّ ما يُتَدَاوى به أو يقي ضرًّا أو يدفع بأسًا

إلى غير ذلك مِن أشياء يصعب إحصاؤها.

2- ومنها العطاء مِن العلم والمعرفة

وفي هذا المجال مَن يحبُّون العطاء، وفيه بخلا

ممسكون ضنينون

والمعطاء في هذا المجال هو الذي لا يدَّخر عنده

علمًا ولا معرفة عمَّن يُحْسِن الانتفاع بذلك

والبخيل هو الذي يحتفظ بمعارفه وعلومه لنفسه

فلا ينفق منها لمستحقِّيها، ضنًّا بها ورغبةً بالاستئثار.

3- ومنها عطاء النَّصيحة، فالإنسان الجَوَاد، كريم النَّفس

لا يبخل على أخيه الإنسان بأيِّ نصيحةٍ تنفعه في دينه أو دنياه

بل يعطيه نُصْحَه الذي ينفعه مبتغيًا به وجه الله تعالى.

4- ومنها: العطاء مِن النَّفس، فالجواد يعطي مِن جاهه

ويعطي مِن عَطْفِه وحنانه

ويعطي مِن حلو كلامه وابتسامته وطلاقة وجهه

ويعطي مِن وقته وراحته، ويعطي مِن سمعه وإصغائه

ويعطي مِن حبِّه ورحمته، ويعطي مِن دعائه وشفاعته

وهكذا إلى سائر صور العطاء مِن النَّفس.

5- ومنها: العطاء مِن طاقات الجسد وقواه

فالجواد يعطي مِن معونته، ويعطي مِن خدماته

ويعطي مِن جهده

فيعين الرَّجل في دابَّته فيحمله عليها أو يحمل له عليها

ويميط الأذى عن طريق النَّاس وعن المرافق العامَّة

ويأخذ بيد العاجز حتى يجتاز به إلى مكان سلامته

ويمشي في مصالح النَّاس، ويتعب في مساعدتهم

ويسهر مِن أجل معونتهم، ومِن أجل خدمتهم

وهكذا إلى سائر صور العطاء مِن الجسد

6- ويرتقي العطاء حتى يصل إلى مستوى التَّضحية بالحياة كلِّها

كالمجاهد المقاتل في سبيل الله، يجود بحياته

لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه، ابتغاء مرضاة ربِّه

[996] ((الأخلاق الإسلاميَّة وأسسها))

لعبد الرَّحمن الميداني (2/361-363) بتصرُّف واختصار.


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذل









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-01, 05:14   رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نموذج مِن كرم الأنبياء والمرسلين عليهم السلام

إبراهيم الخليل عليه السَّلام:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: ((كان أوَّل مَن أضاف الضَّيف إبراهيم))


[998] رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (6/395) (8641).

مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وحسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (4451).


قال المناويُّ: (كان يسمَّى أبا الضِّيفان

كان يمشي الميل والميلين في طلب مَن يتغدَّى معه...

وفي ((الكشَّاف)): كان لا يتغدَّى إلَّا مع ضيف)


[999] ((فيض القدير)) (4/543).

قال تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ [الذَّاريات: 24].

قال مجاهد: سمَّاهم (مُكْرَمين) لخدمة إبراهيم إيَّاهم بنفسه


[1000] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (17/45).

وقال الرَّازي: (أُكْرِموا إذ دخلوا،

وهذا مِن شأن الكريم أن يُكْرِم ضيفه وقت الدُّخول

فإن قيل: بماذا أُكْرِموا؟ قلنا: ببشاشة الوجه أولًا

وبالإجلاس في أحسن المواضع وألطفها ثانيًا

وتعجيل القِرَى ثالثًا

وبعد التَّكليف للضَّيف بالأكل والجلوس)


[1001] ((مفاتيح الغيب)) (28/174).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذل









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-01, 18:15   رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج مِن كرم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وجوده

لقد مثَّل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى

والقدوة الحسنة في الجُود والكَرَم

فكان أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان

فكان أجود بالخير مِن الرِّيح المرسلة.

(وقد بلغ صلوات الله عليه مرتبة الكمال الإنساني في حبِّه للعطاء

إذ كان يعطي عطاء مَن لا يحسب حسابًا للفقر ولا يخشاه

ثقة بعظيم فضل الله، وإيمانًا بأنَّه هو الرزَّاق ذو الفضل العظيم)


((الأخلاق الإسلاميَّة وأسسها))

لعبد الرَّحمن الميداني


عن موسى بن أنسٍ، عن أبيه

قال: ((ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم

على الإسلام شيئًا إلَّا أعطاه

قال: فجاءه رجلٌ فأعطاه غنمًا بين جبلين

فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا

فإنَّ محمَّدًا يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة))


[1034] رواه مسلم (2312).

وقال أبو هريرة رضي الله عنه:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لو كان لي مثل أحدٍ ذهبًا ما يسرُّني أن لا يمرَّ عليَّ ثلاثٌ

وعندي منه شيءٌ إلَّا شيءٌ أرصدُهُ لدينٍ))


[1035] رواه البخاري (2389).

(إنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم

يقدِّم بهذا النَّموذج المثالي للقدوة الحسنة

لاسيَّما حينما نلاحظ أنَّه كان في عطاءاته الفعليَّة

مطـبِّــقًا لهذه الصُّورة القوليَّة التي قالها

فقد كانت سعادته ومسرَّته عظيمتين

حينما كان يبذل كلَّ ما عنده مِن مال.

ثمَّ إنَّه يربِّي المسلمين بقوله وعمله على خُلُق حبِّ العطاء

إذ يريهم مِن نفسه أجمل صورة للعطاء وأكملها)


[1036] ((الأخلاق الإسلاميَّة وأسسها))

لعبد الرَّحمن الميداني (2/378).


وكان صلى الله عليه وسلم يُؤْثِـر على نفسه

فيعطي العطاء ويمضي عليه الشَّهر

والشَّهران لا يُوقَد في بيته نارٌ


[1039] ((مكارم الأخلاق)) لابن عثيمين (ص 56).

فما أعظم كرمه وجوده وسخاء نفسه

صلى الله عليه وسلم

وما هذه الصِّفة الحميدة إلَّا جزءٌ مِن مجموع الصِّفات

التي اتصف بها حبيبنا صلى الله عليه وسلم

فلا أبلغ ممَّا وصفه القرآن الكريم

بقوله: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4].


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الجُود، والكَرَم، والسَّخاء، والبَذل









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc