مصطلح الحديث - الصفحة 20 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مصطلح الحديث

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-11-03, 15:58   رقم المشاركة : 286
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحديث القدسي المشهور (خلقتك للعبادة فلا تلعب)

السؤال


أسأل فضيلتكم عن مدى صحة الحديث القدسي التالي : ( يا اِبنَ آدمَ خَلَقتُكَ لِلعِبَادةَ فَلا تَلعَب , وَقسَمتُ لَكَ رِزقُكَ فَلا تَتعَب , فَإِن رَضِيتَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ أَرَحتَ قَلبَكَ وَبَدنَكَ ، وكُنتَ عِندِي مَحمُوداً

, وإِن لَم تَرضَ بِمَا قَسَمتُهُ لَكَ فَوَعِزَّتِي وَجَلالِي لأُسَلِّطَنَّ عَلَيكَ الدُنيَا تَركُضُ فِيهَا رَكضَ الوُحوش فِي البَريَّةَ ، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لَكَ فِيهَا إِلا مَا قَسَمتُهُ لَكَ ، وَكُنتَ عِندِي مَذمُومَا ) .


الجواب

الحمد لله

أولا :

الذي يظهر أن هذا الكلام منقول عن بعض كتب بني إسرائيل ، نقله كعب الأحبار أو غيره ، فنسبه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم خطأ أو عمدا .

إذ لم يرد هذا الحديث في شيء من كتب السنة ، ولم يرد بسندٍ حتى ينظر في صحته أو ضعفه ، فلا يجوز الجزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وكل من نقله أو ذكره في كتابه إنما ينسبه لآثار بني إسرائيل أو التوراة

كما فعل ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (8/52)

وابن القيم في "الجواب الكافي" (ص/141)

وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (7/426) .

وقال الأبشيهي في "المستطرف" من كتب النوادر والأدب (1/153) :

" روي أن هذه الكلمات وجدها كعب الأحبار مكتوبة في التوراة فكتبها ، وهي : ...- فذكر رواية أطول من المذكور في السؤال " انتهى .

وقد حكم الشيخ ابن عثيمين عليه بقوله : " غير صحيح " ، كما في "الفتاوى الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة" (3/63)

ثانيا :

يغني عن هذا الأثر ، الحديث الصحيح الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ! تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى ، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ

وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً ، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ ) رواه الترمذي (2466) وحسنه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/262) ، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (16/284) والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1359) .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-11-03, 16:05   رقم المشاركة : 287
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحاديث المفاضلة بين العلماء والشهداء

السؤال


ما صحة هذا الحديث : ( مداد حبر العالم أقدس من دم الشهيد ) ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

الأحاديث الواردة في تفضيل العلماء على الشهداء ، أو تفضيل مداد العالم على دم الشهيد جاءت عن جماعة من الصحابة ، ولكن بأسانيد واهية وبطرق شديدة الضعف أو موضوعة : نذكرها هنا باختصار :

1- عن أبي الدرداء رضي الله عنه : يرويه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/150)، وفي إسناده إسماعيل بن أبي زياد ، قال عنه ابن حبان : دجال .

ولذلك ضعفه العراقي في "تخريج الإحياء" (ص/5)

2- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : يرويه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1718)

والديلمي في "مسند الفردوس" ، وفي إسناده إسماعيل بن أبي زياد السابق أيضا . ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/81) من طريق أخرى وقال :

" وهذا لا يصح ، قال أحمد بن حنبل : محمد بن يزيد الواسطي لا يروي عن عبد الرحمن بن زياد شيئا ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات " انتهى.

3- عن ابن عمر رضي الله عنهما : يرويه الديلمي في "مسند الفردوس" ، وفي إسناده إسحاق بن القاسم وأبوه : لا يعرفان . ويرويه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/193)

ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/80) وقال : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الخطيب : رجاله كلهم ثقات غير محمد بن الحسن ، ونراه مما صنعت يداه " انتهى.

4- عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما : يرويه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص/91، 222)

وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/81)

وقال : " هذا لا يصح : أما هارون بن عنترة فقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به ، يروي المناكير التي يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها . ويعقوب القُمِّي : ضعيف " انتهى.

5- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه : يرويه الرافعي في "تاريخ قزوين" (3/481)

، وفي إسناده عبد الملك بن مسلمة : يروي المناكير ، وكذلك فيه عبد الله بن لهيعة .

6- عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أخرجه المرهبي في "فضل العلم" – كما نقل ذلك السيوطي في "الدر المنثور" (3/423) – ، وهو في "جزء ابن عمشليق" (ص/44) بإسناده .

وفيه أحمد بن محمد بن القاسم مؤذن طرسوس لم أقف له على ترجمة .

7- عن أنس بن مالك رضي الله عنه : يرويه ابن النجار عنه كما ذكر ذلك السيوطي ، وذكره في "لسان الميزان" (5/225) من طريق : جراب الكذاب .

8- عن ابن عباس رضي الله عنهما : أخرجه في "جزء ابن عمشليق" (ص/45) من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وهذا إسناد واهٍ بمرة .

9- عن أبي هريرة رضي الله عنه : يرويه السمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص/181) وفي إسناده المظفر بن الحسين شيخ السمعاني لم أقف له على ترجمة.

وخلاصة الكلام أن الحديث لا يصح ، قال فيه الخطيب البغدادي : موضوع ، وقال الإمام الذهبي رحمه الله: "متنه موضوع " انتهى. "ميزان الاعتدال" (3/517)، وذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص/17)

والعامري في "الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث" (ص/203) ، وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (حديث رقم/4832): " وهو الذي يميل إليه القلب "

انتهى. يعني أنه موضوع . وكذا قال الشيخ محمد رشيد رضا في "مجلة المنار" (3/698)

ثانيا :

الذي يظهر أن ما ورد من الفضائل لدم الشهيد ، في حد ذاته ، لم يرد مثله في مداد العلماء ، بل لا نعلم حديثا صحيحا في فضل مداد العلماء في نفسه ، فضلا عن تفضيله على دم الشهيد

وأما دم الشهيد فقد ثبت فيه أن يأتي يوم القيامة : اللون لون الدم ، والريح ريح المسك ، وأن الشهيد يغفر له بأول قطرة منه .. ، إلى آخر ما ورد في ذلك ، لكن هذا شيء ، وتفضيل الشهيد نفسه على العالم شيء آخر .

قال المناوي رحمه الله :

" والإنصاف أن ما ورد للشهيد من الخصائص ، وصحَّ فيه من دفع العذاب ، وغفران النقائص : لم يرد مثله للعالم لمجرد علمه ، ولا يمكن أحدا أن يقطع له به في حكمه ، وقد يكون لمن هو أعلى درجة ما هو أفضل من ذلك .

وينبغي أن يعتبر حال العالم وثمرة علمه وماذا عليه ، وحال الشهيد وثمرة شهادته وما أحدث عليه ، فيقع التفضيل بحسب الأعمال والفوائد ، فكم من شهيد وعالم هون أهوالا

وفرج شدائد ، وعلى هذا فقد يتجه أن الشهيد الواحد أفضل من جماعة من العلماء ، والعالم الواحد أفضل من كثير من الشهداء ، كل بحسب حاله وما ترتب على علومه وأعماله " انتهى.

"فيض القدير" (6/603)

وقال ابن القيم رحمه الله :

" هذه – تفضيل مداد العلماء على دم الشهداء ، وعكسه - المسألة كثر فيها الجدال ، واتسع المجال ، وأدلى كل منهما بحجته ، واستعلى بمرتبته .

والذي يفصل النزاع ويعيد المسألة إلى مواقع الإجماع :

الكلام في أنواع مراتب الكمال .

وذكر الأفضل منهما .

والنظر في أي هذين الأمرين أولى به وأقرب إليه ؟

فهذه الأصول الثلاثة تبين الصواب ، ويقع بها فصل الخطاب .

فأما مراتب الكمال فأربع : النبوة ، والصديقية ، والشهادة ، والولاية .

وقد ذكرها الله سبحانه في قوله : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما )

فأعلى هذه المراتب النبوة والرسالة ، ويليها الصديقية ، فالصديقون هم أئمة أتباع الرسل ، ودرجتهم أعلى الدرجات بعد النبوة .

فإن جرى قلم العالم بالصديقية ، وسال مداده بها ، كان أفضل من دم الشهيد الذي لم يلحقه في رتبة الصديقية .
وإن سال دم الشهيد بالصديقية

وقطر عليها كان أفضل من مداد العالم الذي قصر عنها. فأفضلهما صِدِّيقهما .

فإن استويا في الصديقية استويا في المرتبة ، والله اعلم .

والصديقية : هي كمال الإيمان بما جاء به الرسول علما وتصديقا وقياما ، فهي راجعة إلى نفس العلم ، فكل من كان أعلم بما جاء به الرسول

وأكمل تصديقا له : كان أتم صديقية. فالصديقية شجرة ، أصولها العلم ، وفروعها التصديق ، وثمرتها العمل .

فهذه كلمات جامعة في مسألة العالم والشهيد ، وأيهما أفضل ؟! " انتهى.

"مفتاح دار السعادة" باختصار (1/297-299)

وهذا التفصيل – في ظننا – أولى وأقرب من الجزم في المفاضلة بين العلم والشهادة كعملين مجردين كما جرى إطلاقه لدى كثير من العلماء .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-03, 16:09   رقم المشاركة : 288
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أهمية التحري في نقل ورواية الأحاديث

السؤال


ذكرت لأحد الأصدقاء حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم وعندما تركته اكتشفت أني ذكرته بصيغة خاطئة كأن أقول مثلا : ( من قال لأخيه : يا كافر فقد كفر ) وكان ذلك بغير قصد مني ، فهل علي إثم في ذلك ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

الناقل لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يتحرى الدقة ، فينقل اللفظ كما هو ، أو ينقل المعنى نقلا صحيحا ، حتى لا ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقله .

وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم من يبلغ حديثه كما هو ، فقال : ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ) رواه الترمذي (2657)

وأبو داود (3660) وابن ماجه (230) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

قال ابن كثير رحمه الله في رواية الحديث بالمعنى

: " وأما روايته الحديث بالمعنى: فإن كان الراوي غير عالم ولا عارف بما يحيل المعنى: فلا خلاف أنه لا تجوز له روايته الحديث بهذه الصفة.

وأما إذا كان عالماً بذلك ، بصيراً بالألفاظ ومدلولاتها ، وبالمترادف من الألفاظ ونحو ذلك : فقد جوز ذلك جمهور الناس سلفاً وخلفاً ، وعليه العمل

كما هو المشاهد في الأحاديث الصحاح وغيرها ، فإن الواقعة تكون واحدة ، وتجيء بألفاظ متعددة ، من وجوه مختلفة متباينة .

ولما كان هذا قد يوقع في تغيير بعض الأحاديث، منع من الرواية بالمعنى طائفة آخرون من المحدثين والفقهاء الأصوليين، وشددوا في ذلك آكد التشديد.

وكان ينبغي أن يكون هذا هو الواقع، ولكن لم يتفق ذلك. والله أعلم.

وقد كان ابن مسعود وأبو الدرداء وأنس رضي الله عنهم يقولون - إذا رووا الحديث - : " أو نحو هذا " ، أو " شبهه " ، " أو قريباً منه ""

انتهى من "الباعث الحثيث في اختصار علوم الحديث" .

ثانيا :

قد أخطأت فيما نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه لم يقل : ( من قال لأخيه : يا كافر فقد كفر ) وإنما بين صلى الله عليه وسلم أن من قال لأخيه يا كافر

: إما أن يكون محقا فلا يلحقه شيء ، وإما أن لا يكون أخوه كذلك فيرجع الكفر عليه .

روى البخاري (6104) ومسلم (60) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ : يَا كَافِرُ ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ) .

وعند أبي داود (4687) ( أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْفَرَ رَجُلًا مُسْلِمًا ، فَإِنْ كَانَ كَافِرًا ، وَإِلَّا كَانَ هُوَ الْكَافِرُ) .

وروى البخاري (6045) ومسلم (61) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ ) .

فينبغي أن تتحرى الدقة فيما تنسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ونرجو أن يعفو الله عنك في خطئك الذي لم تتعمده .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-03, 16:26   رقم المشاركة : 289
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رواية الحديث بالمعنى

السؤال


أحيانا أنصح الآخرين عندما أراهم على خطأ وأبين لهم الأدلة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، ولكن أحيانا أنسى الأحاديث وأذكرها بصيغة مقاربة للصيغة الأصلية أو ذكر جزء من الحديث أو ذكر معناه

دون التعرض للمعنى الأصلي ، فهل هذا جائز أو يدخل في باب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأنا أحيانا أتراجع عن النصح خوفا من الوقوع في الخطأ

وأن أضل نفسي وغيري والعياذ بالله من الضلال ، وبماذا تنصحوني في مثل هذه الحالة ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

قيام الإنسان بالدعوة إلى الله هذا من أجل الأعمال وأسماها عنده سبحانه وتعالى ، كيف لا ، وهي وظيفة من اصطفاهم الله من خلقه من الأنبياء والرسل ، ومن ورث منهجهم من العلماء والدعاة

قال تعالى : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف /108 .

وقد امتدح الله سبحانه من سلك تلك الطريق بقوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت /33 .

لكن يشترط فيمن تصدَّر لدعوة الناس إلى شيء من أمر الدين أن يكون على بصيرة فيما يدعو إليه

ولا يشترط أن يكون عالما بالدين كله ؛ لما روى البخاري (3461) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" : " و قال في الحديث : ( ولو آية ) ، أي : واحدة ، ليسارع كل سامع إلى تبليغ ما وقع له من الآي ، ولو قَلَّ ، ليتصل بذلك نقل جميع ما جاء به صلى الله عليه وسلم" انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" إذا كان الإنسان على بصيرة فيما يدعو إليه فلا فرق بين أن يكون عالماً كبيراً يشار إليه ، أو طالب علم مُجِدٍّ في طلبه ، أو عامياً لكنه علم المسألة علماً يقيناً ..

فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( بلغوا عني ولو آية ) ولا يشترط في الداعية أن يبلغ مبلغاً كبيراً في العلم ، لكنه يشترط أن يكون عالماً بما يدعو إليه

أما أن يقوم عن جهل ويدعو بناء على عاطفة عنده فإن هذا لا يجوز " انتهى .

"فتاوى علماء البلد الحرام" ص 329 .

ثانياً :

يجوز للإنسان أن يروى الحديث بمعناه عند جمهور أهل العلم ، لمن كان عارفاً باللغة ، ويأمن من اللحن وتغيير المعنى الذي به يتغير الحكم ، وأن لا يكون ذلك التغيير في الألفاظ المتعبد بها كالأذكار والأدعية المأثورة .

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

" رواية الحديث بالمعنى ، معناه : نقله بلفظ غير لفظ المروي عنه .

وهو يجوز بشروط ثلاثة :

1 - أن تكون مِنْ عارفٍ بمعناه : من حيث اللغة ، ومن حيث مراد المروي عنه .

2 - أن تدعو الضرورة إليها ، بأن يكون الراوي ناسياً للفظ الحديث حافظاً لمعناه ، فإن كان ذاكراً للفظه لم يجز تغييره ، إلا أن تدعو الحاجة إلى إفهام المخاطب بلغته .

3 - أن لا يكون اللفظ متعبداً به : كألفاظ الأذكار ونحوها " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" .

فعلى هذا ؛ لا بأس أن تروي الحديث بالمعنى إذا لم تكن حافظاً لفظه ، شريطة أن لا يكون في كلامك تغيير للمعنى المقصود من الحديث .

وأخيراً ، نشكر لك اهتمامك بنصح إخوانك المسلمين ، ونبشرك إذا أخلصت النية لله تعالى بالثواب الجزيل .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-03, 16:34   رقم المشاركة : 290
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان في شأن انتشار الأدعية المبتدعة

السؤال

أود منكم نصيحة في قضية انتشرت في شبكة الإنترنت ، وهي كتابة أحاديث موضوعة وأدعية مبتدعة في المنتديات وغيرها ، مما لا نعلم فيها أهي صحيحة أو ضعيفة

مما زاد من تأثر الناس بها ، وتداولها ، وانتشارها ، أيضا في رسائل الجوال . ومن هذا : أنني قرأت في أحدها..دعاء هز السماء : " يا ودود يا ودود ، يا ذا العرش المجيد

يا مبدئ يا معيد ، يا فعالا لما يريد ، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك ، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء

لا إله إلا أنت ، يا مغيث أغثني " وبعدها قرأت بأنه مبتدع ولا يجوز ، وأيضا هناك الكثير انتشر ..

. ماذا علينا أن نعمل إذا قرأنا مثل هذه الأحاديث في زمن كثرت فيه الفتن ؟

أرجو منكم إسداء النصيحة لكي أنشرها بين المنتديات ، ونحد من مثل هذه الأخطاء . لا تنسوا الدعاء لي بظهر الغيب ، وأن يوفقني في دراستي

وأن يفرج همومنا ، ويصلح ذرياتنا ، ويجعلهم على الهدى ودين الحق ، وأن يشفي مرضنا وعامة المسلمين . باركم الله فيكم ، ونفع بعلمكم الإسلام والمسلمين ، وجزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنة .


الجواب

الحمد لله

قد رأينا – وللأسف – في السنوات الأخيرة انتشارا خطيرا لمعصية شنيعة ، هي من كبائر الذنوب ، ومهلكات المعاصي ، تهاون بها كثير من الناس

فأفسدوا بذلك في الدين ، وتطاولوا على مقام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

هذه الظاهرة تتمثل في انتشار الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والجرأة العظيمة في التحديث عنه صلى الله عليه وسلم من غير تَحَرٍّ ولا تَثَبُّت .

ولذلك كان لزاما علينا وعلى كل مسلم غيور على دينه أن نذكر الناس ونبلغهم خطورة ما يتساهلون به ، ونحذرهم ما بلغ بهم الحال ، نصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين .

فنقول :

أولا :

إن واجبنا – أيها الإخوة الكرام – هو نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتحقيق محبته بحسن اتباعه ، والمحافظة على نقاء شريعته - في زمن تطاول فيه السفهاء والحاقدون على مقامه صلى الله عليه وسلم

- ولا شك أن من أعظم ما يُنصر به الدين ، ويُجَلُّ به الرسول الكريم هو الصدق في نقل أقواله وأخباره ، ونفي الكذب الذي يحكى على لسانه ، فإننا إذ نعلم أن لا أحد يَقبل أن يُحكى على لسانه ما لم يقل

أو ينقل عنه ما لم ينطق به ، فما هو الظن برسولٍ يوحى إليه من عند الله تبارك وتعالى ، وشريعتُه شريعة خالدة جاءت لتصلح أمر العباد إلى يوم القيامة

لا شك أنه صلى الله عليه وسلم أكثر الناس كراهية أن يُكذب عليه ، ولذلك روى عنه المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال : ( إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ

فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه (رقم/4) وقد بوب الحافظ ابن حبان على حديث أبي هريرة بمعنى هذا الحديث بقوله

( فصل : ذكر إيجاب دخول النار لمن نسب الشيء إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو غير عالم بصحته )

ووالله إن المسلم ليعجب حين يجد في الناس من يتوقى جُهدَهُ الوقوعَ في المعاصي الظاهرة ، من غش أو غيبة أو سرقة أو زنا

ثم يتساهل في هذا الأمر ، يحسبه هينا وهو عند الله عظيم ، فتجده يحفظ الأحاديث المكذوبة ، ويحكيها في المجالس والمواقع ، ولا يتكلف عناء السؤال عنها ، ولا يتثبت من صحتها .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-03, 16:35   رقم المشاركة : 291
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانيا :

ليعلمْ كل من نشر حديثا من غير تثبت من صحته – سواء برسالة في الجوالات ، أو في منتديات ( الإنترنت ) ، أو نقله من موقع إلى آخر ، أو أرفقه في رسالة – أنه يستحق بذلك العذاب والنكال في الآخرة

هو والذي كذب الحديث وصنعه أول مرة ، فإن جرم الناقل للكذب من غير تثبت كجرم الكاذب الذي تجرأ على مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى – أي : يظن - أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَِيْنَ )

رواه مسلم في مقدمة صحيحه (ص/7) .

وقال النووي في شرح هذا الحديث "شرح مسلم" (1/65) :

" فيه تغليظ الكذبِ والتعرضِ له ، وأن من غلب على ظنه كذب ما يرويه فرواه كان كاذبا ، وكيف لا يكون كاذبا وهو مخبر بما لم يكن " انتهى .

ويقول الشيخ الألباني رحمه الله في "تمام المنة" (32-34) :

" لقد جرى كثير من المؤلفين - ولا سيما في العصر الحاضر - على اختلاف مذاهبهم واختصاصاتهم على رواية الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن ينبهوا على الضعيفة منها

جهلا منهم بالسنة ، أو رغبة ، أو كسلا منهم عن الرجوع إلى كتب المتخصصين فيها .

قال أبو شامة – في "الباعث على إنكار البدع والحوادث (ص/54) - :

" وهذا عند المحققين من أهل الحديث وعند علماء الأصول والفقه خطأ ، بل ينبغي أن يبين أمره إن علم ، وإلا دخل تحت الوعيد في قوله صلى الله عليه وسلم

: ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) رواه مسلم " اهـ

هذا حكمُ من سكت عن الأحاديث الضعيفة في الفضائل ! فكيف إذا كانت في الأحكام ونحوها !؟

واعلم أن من يفعل ذلك فهو أحد رجلين :

1 - إما أن يعرف ضعف تلك الأحاديث ولا ينبه على ضعفها ، فهو غاش للمسلمين ، وداخل حتما في الوعيد المذكور

. قال ابن حبان في كتابه "الضعفاء" (1/7-8) :

" في هذا الخبر دليل على أن المحدث إذا روى ما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مما تُقُوِّل عليه وهو يعلم ذلك ، يكون كأحد الكاذبين

على أن ظاهر الخبر ما هو أشد قال صلى الله عليه وسلم : ( من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب . . ) ولم يقل : إنه تيقن أنه كذب ، فكل شاك فيما يروي أنه صحيح أو غير صحيح داخل في ظاهر خطاب هذا الخبر "
.
2 - وإما أن لا يعرف ضعفها ، فهو آثم أيضا لإقدامه على نسبتها إليه صلى الله عليه وسلم دون علم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم في "مقدمة صحيحه" (رقم/5)

فله حظ من إثم الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه قد أشار صلى الله عليه وسلم أن من حدث بكل ما سمعه

- ومثله من كتبه - أنه واقع في الكذب عليه صلى الله عليه وسلم لا محالة ، فكان بسبب ذلك أحد الكاذِبَيْن : الأول : الذي افتراه . والآخر : هذا الذي نشره !

قال ابن حبان أيضا (1/9) :

" في هذا الخبر زجر للمرء أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم علم اليقين صحته " اهـ

وقد صرح النووي بأن من لا يعرف ضعف الحديث لا يحل له أن يهجم على الاحتجاج به من غير بحث عليه بالتفتيش عنه إن كان عارفا ، أو بسؤال أهل العلم إن لم يكن عارفا "

انتهى النقل عن الشيخ الألباني رحمه الله .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-03, 16:36   رقم المشاركة : 292
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


ثالثا :

يعظم خطر ما يقع به هؤلاء الناس – الذين ينشرون الأحاديث من غير تثبت ولا تبين – حين ينتشر ما يفترونه في الآفاق ، فيقرؤه ( ملايين ) البشر ، وتتناقله الأجيال أزمنة طويلة ، فيتحمل هو ومن ساعده في نشرها الإثم إلى يوم القيامة .
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي.. قَالَا : الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يَكْذِبُ بِالْكَذْبَةِ تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاري (6096)

رابعا :

نحن لا نملك – إزاء كل هذا الوعيد – إلا أن نُذَكِّرَ أنفسنا وإخواننا المسلمين بتقوى الله في ديننا وشريعتنا ، فلا نكون معاولَ هدم وإفساد ، فإن انتشار الأحاديث المكذوبة من أعظم عوامل فساد الدين

وما هلك اليهود والنصارى إلا حين افتروا على الله ورسله الكذب ، ونسبوا إلى شرائعهم ما لم تأت به الرسل ، فاستحقوا بذلك غضب الله ومقته .

فهل يريد هؤلاء المتساهلون في نشر الأحاديث من غير تثبت أن يلحقوا بمن غضب الله عليهم ولعنهم ؟!

وهل يرضى أحد أن يكون أداة تنشر ما يفسد ، وعونا للزنادقة الذين يكذبون على شريعتنا ونبينا ؟!!

أم هل يسعى من يقوم بنشر الأحاديث من غير تثبت إلى التشبه بطوائف الكذب والضلال كالرافضة الذين ملؤوا الدنيا بكذبهم على النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته ؟!

وهل يعلم هؤلاء أن صلاتهم وصيامهم وعبادتهم - قد - لا تغني عنهم عند الله شيئا ، ولا تدفع عنهم عار ذلك الكذب وإثمه ، إن هم شاركوا في نشر هذه الأحاديث الباطلة ؟!

فرب معصية يتهاون بها صاحبها تهوي به في النار وتكون سببا في شقائه .

يقول أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي :

" قال شيخنا أبو الفضل الهمداني : مبتدعة الاسلام والواضعون للأحاديث أشد من الملحدين ؛ لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج ، وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل ، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله

والملحدون كالمحاصرين من خارج ، فالدخلاء يفتحون الحصن ، فهو شر على الإسلام من غير الملابسين له "

انتهى .

نقلا عن "الموضوعات" لابن الجوزي (1/51)

خامسا :

وبعد ذلك كله يأتيك من يعتذر عن إفساده ونشره الأحاديث المكذوبة بقول : الأحاديث الضعيفة يؤخذ بها في فضائل الأعمال .

ألا فليعلم أن هذا من تلبيس الشيطان ، ومن الجهل المركب ، يعتدي به قائله

ويتحمل به وزرا على وزر ، فإن هذه القاعدة التي يذكرها بعض أهل العلم إنما يذكرونها مشروطة بشروط عدة ، ليت من يأخذ بها يلتزم هذه الشروط ، وهي :

1- أن يتعلق الحديث بفضائل الأعمال مما له أصل في الشريعة ، وليس بالعقائد أو الأحكام أو الأخبار التي ينبني عليها فقه وعمل ، بل وليس بفضائل الأعمال التي ليس لها أصل في الشريعة .

2- ألا يكون شديد الضعف : فالحديث الموضوع والمنكر لا يجوز روايته ولا العمل به باتفاق أهل العلم .

3- ألا يعتقد نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

4- أن يصرح من ينقل هذا الحديث بضعفه ، أو يشير إلى ضعفه باستعمال صيغة التمريض :

يُروَى ، ويُذكَرُ..ونحو ذلك .

( هذه الشروط مستخلصة من كلام الحافظ ابن حجر في "تبيين العجب" (3-4) ونقل بعضها عن العز بن عبد السلام وابن دقيق العيد )

إذن ، لم يقصد أهل العلم القائلون بهذه القاعدة تجويز ما يقوم به هؤلاء الذين ينشرون في المنتديات كل حديث وكل رواية ، صحيحة أو مكذوبة أو ضعيفة .

يقول الشيخ الألباني رحمه الله في "تمام المنة" (36) :

" ومن المؤسف أن نرى كثيرا من العلماء - فضلا عن العامة - متساهلين بهذه الشروط ، فهم يعملون بالحديث دون أن يعرفوا صحته من ضعفه

وإذا عرفوا ضعفه لم يعرفوا مقداره ، وهل هو يسير أو شديد يمنع العمل به ، ثم هم يشهرون العمل به كما لو كان حديثا صحيحا

ولذلك كثرت العبادات التي لا تصح بين المسلمين ، وصرفتهم عن العبادات الصحيحة التي وردت بالأسانيد " انتهى
.
سادسا :

إذا تاب العبد من نشر الأحاديث المكذوبة ، أو علم حرمة ما قام به بعد أن كان جاهلا بالحكم ، فباب التوبة مفتوح ، ولكنه مشروط بالبيان بعد الكتمان ، والإصلاح بعد الإفساد .

يقول الله تعالى : ( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة/160

لذلك ينبغي على كل مسلم أن ينشر الأحاديث الصحيحة بدلا من المكذوبة الموضوعة

وكُتبُ السنة الصحيحة مليئةٌ - بفضل الله - بالأحاديث الثابتة التي لو قضى المرء عمره في حفظها وفهمها ما كاد يحيط بها

ويكفيه في ذلك أن يجد عالما من علماء الحديث قد حكم على الحديث بالصحة والقبول ، فيقبله منه وينشر الحديث مع حكم ذلك العالم عليه .

وأما من كان وقع في نشر الأحاديث الواهية فعليه أن ينشر بيانات العلماء في حكمها ، وفي موقعنا العديد من الإجابات على أحاديث ضعيفة منتشرة في المنتديات ، يمكنه الاستفادة منها .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-03, 19:30   رقم المشاركة : 293
معلومات العضو
النسر15
عضو جديد
 
الصورة الرمزية النسر15
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يعظم خطر ما يقع به هؤلاء الناس – الذين ينشرون الأحاديث من غير تثبت ولا تبين – حين ينتشر ما يفترونه في الآفاق ، فيقرؤه ( ملايين ) البشر ، وتتناقله الأجيال أزمنة طويلة ، فيتحمل هو ومن ساعده في نشرها الإثم إلى يوم القيامة .


ياله من خطر يداهم شباب هذه الامة

شكرا لك

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 16:38   رقم المشاركة : 294
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النسر15 مشاهدة المشاركة
يعظم خطر ما يقع به هؤلاء الناس – الذين ينشرون الأحاديث من غير تثبت ولا تبين – حين ينتشر ما يفترونه في الآفاق ، فيقرؤه ( ملايين ) البشر ، وتتناقله الأجيال أزمنة طويلة ، فيتحمل هو ومن ساعده في نشرها الإثم إلى يوم القيامة .


ياله من خطر يداهم شباب هذه الامة

شكرا لك

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 16:46   رقم المشاركة : 295
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


التصحيف والتحريف

السؤال

ما الفرق بين الحديث المصحف والحديث المحرف ؟

الجواب


الحمد لله


يقول الإمام السخاوي في تعريف التصحيف :

" هو تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها "

انتهى . " فتح المغيث " (3/72)

وهذا من أحسن التعاريف وأشملها لجميع الصور التي يذكرها العلماء في التصحيف ، فإن العلماء أطلقوا التصحيف على العديد من الصور ، وهي
:
1- تغيير في حروف الكلمة مما تختلف فيه صورة الخط : مثاله :

قال الشافعي :

" صحف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان ، وفي جابر بن عتيك وإنما هو جبر بن عتيك ، وفي عبد العزيز بن قرير وإنما هو عبد الملك بن قريب "

انتهى . " معرفة علوم الحديث " (150)

وقال أحمد :

" صحف شعبة ( مالك بن عرفطة ) إنما هو خالد بن علقمة " انتهى .

"معرفة علوم الحديث" (146)

2- تغيير في نقط أو شكل الكلمة مع بقاء صورة الخط : وهذا أكثر إطلاق المحدثين .

مثاله : تصحيف ابن معين العوام بن مراجم بالراء والجيم ، إلى مزاحم بالزاي والحاء .

"تدريب الراوي" (2/648)

3- قلب الاسم : قال الحاكم :

" سمعت أبا علي الحافظ يقول : صحف فيه أبو حنيفة ، لإجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبرة عن أبيه ( وهو إنما قال عن سبرة بن الربيع ) .

"معرفة علوم الحديث" (150)

4- إبدال لفظة مكان أخرى : مثاله :

روى الحاكم حديث المُحرِم الذي وقصته دابته وفيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – ( ولا تخمروا وجهه ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا ) ثم قال

" ذكر الوجه تصحيف من الرواة لإجماع الثقات الأثبات من أصحاب عمرو بن دينار على روايته عنه ( ولا تغطوا رأسه ) وهو المحفوظ "

انتهى . "معرفة علوم الحديث" (148)

5- إبدال راو بآخر : مثاله :

قال الحاكم : " صحف بقية بن الوليد في ذكر صفية ولم يتابع عليه ، والحديث عن جويرية " انتهى

"معرفة علوم الحديث" (32)

قال الحافظ العراقي "التبصرة والتذكرة" (2/298) :

" وقد أطلق من صنف في التصحيف ، التصحيف على ما لا تشتبه حروفه بغيره ، وإنما أخطأ فيه راويه أو سقط بعض حروفه من غير اشتباه " انتهى .

6- تغيير المعنى .

قال العراقي "التبصرة والتذكرة" (2/300-301) :

" ومن أمثلة تصحيف المعنى ما ذكره الخطابي عن بعض شيوخه في الحديث أنه لما روى حديث النهي عن التحليق يوم الجمعة قبل الصلاة قال :

ما حلقت رأسي قبل الصلاة منذ أربعين سنة ، فهم منه تحليق الرؤوس ، وإنما المراد تحليق الناس حلقا " انتهى .

والناظر في كتب المحدثين يلحظ ما يلي :

- استعمال لفظة التصحيف أكثر من استعمال لفظة التحريف .

- أنه ليس ثمة فرق بين الاستعمالين ، بل هما لفظان مترادفان في استعمال المحدثين ولم يثبت التفريق بينهما في أي من الصور

بل إن الخطابي في كتابه "إصلاح غلط المحدثين" (12) أطلق على جميع أمثلته التي ذكرها في التصحيف

– وهي من الصورة الثانية – أطلق عليها لفظ التحريف حيث قال : " وهذه ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الناس والمحدثين ملحونة ومحرفة " انتهى .

كما أن الناظر في كتب اللغويين يجد أن التصحيف والتحريف ألقاب مترادفة في استعمالهم

وتكفي نظرة سريعة في كتاب"تصحيح التصحيف وتحرير التحريف" لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة 764هـ وفي كتاب "التنبيه على حدوث التصحيف" لأبي عبد الله حمزة الأصبهاني لإثبات هذه الحقيقة .

وهذه التسوية بين الاستعمالين هي الأقرب إلى أصل المعنى اللغوي لكل من التصحيف والتحريف ، فإن التصحيف لغة : الخطأ في الصحيفة ( كذا في القاموس 3/217)

والتحريف لغة : التغيير ( كذا في القاموس 3/171) : وذلك يعم كل خطأ وكل تغيير دون تفريق بين صوره .

إلا أن بعض الأئمة اختار الفصل بين الاصطلاحين والتمييز بينهما ، وهو الإمام العسكري أبو أحمد الحسن بن عبد الله المتوفى سنة 382هـ

فقد كتب عدة كتب في التصحيف والتحريف ، منها : "شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف"

و "تصحيفات المحدثين" ، وكان تفريقه مبنيا على أن التصحيف هو ما كانت فيه المخالفة مع تشابه صورة الخط ، فإذا أدت المخالفة إلى تغيير الخط فهو التحريف

وذلك في كتابه "شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف" (1/77)

حيث ذكر مثالا أخطأ فيه الراوي في قول الشاعر ( إذا ما سرى في القوم ) فقرأها ( سرى بالقوم ) فعقب عليه العسكري بقوله : "هذا من التحريف لا من التصحيف " انتهى .

كما أنه في مقدمة "تصحيفات المحدثين" (1/4) قال :

" هذا كتاب شرحت فيه من الألفاظ المشكلة التي تتشابه في صورة الخط فيقع فيها التصحيف " انتهى .

وظاهر من هذا التفريق أنه يضيق فيه معنى لفظ التصحيف الذي يستعمله المحدثون ، فهم يطلقونه على كل تغيير ، والعسكري يقصره على التغيير الذي تبقى فيه صورة الخط واحدة .

والذي يبدو أن هذا الفصل بقي محصورا في استعمال الإمام العسكري فقط ، دون أن يتعدى إلى غيره من أهل العلم ، حتى كان عصر الحافظ ابن حجر في المتأخرين

فحاول ضبط التفريق بين الاصطلاحين ، قصدا منه لتسهيل العلم وتحديده ، فاختار أن يفرق بينهما بقوله :

" إن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حروف مع بقاء صورة الخط في السياق ، فإن كان ذلك بالنسبة إلى النقط فالمصحف ، وإن كان بالنسبة إلى الشكل فالمحرف "

انتهى . "نزهة النظر" (47)

ولم يكن الحافظ ابن حجر متابعا العسكري في هذا التفريق ، يظهر ذلك جليا في تغيير ( عُبَاد ) مثلا إلى ( عَبَّاد ) ، فهذا التغيير يسميه الحافظ ابن حجر تحريفا

لأن الذي تغير فيه هو الشكل فقط ، أما العسكري فإنه يسميه تصحيفا لبقاء صورة الخط .

وتابع الحافظ على اصطلاحه كثير مما جاء بعده ، كالسيوطي .

انظر : "تدريب الراوي" (2/195 ، 386)

والمناوي في شرح النخبة (2/431) ، والقاري في شرحها أيضاً .

قال : " وابن الصلاح وغيره سمي القسمين محرفاً ولا مشاحة في الاصطلاح ، والفرق أدق عند أرباب الفلاح " .

ولم يستعمل الحافظ ابن حجر هذا التفريق في كتاب آخر من كتبه ، بل رادف بينهما في كثير من المواضع ، فمن ذلك :
ما جاء في "الإصابة" (1/219) في ترجمة جاهمة السلمي قال :

" وقال ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن إسحاق بهذا الإسناد ، لكن حرف اسم الصحابي ونسبته ، قال : عن جهم الأسلمي " انتهى .

وفي موضع آخر من "الإصابة" (1/270) قال :

" صحف ابن لهيعة اسمه ونسبته ، وإنما هو جاهمة السلمي " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 16:50   رقم المشاركة : 296
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أهم شيوخ الإمام البخاري رحمه الله

السؤال

مَن هُم أهم شيوخ البخاري ؟

الجواب

الحمد للَّه


البخاري شيخ الإسلام ، وإمام الحفاظ ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، صاحب الصحيح والتصانيف ، مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة

وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين ، وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي ، ونشأ يتيما .

صنف وحدث وما في وجهه شعرة ، وكان رأسا في الذكاء ، رأسا في العلم ، ورأسا في الورع والعبادة .

وكان شيخا نحيفا ليس بطويل ولا قصير ، مائلا إلى السمرة .

كان يقول : لما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم في أيام عبيد الله بن موسى ، وحينئذ صنفت التاريخ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة .

وكان يقول : أحفظ مائة ألف حديث صحيح ، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح .

قال ابن خزيمة : ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري .

مات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين " انتهى .

اختصارا من "تذكرة الحفاظ" للذهبي (2/555)

ثانيا :

أما شيوخه فهم كثير ، حدث محمد بن أبي حاتم عنه أنه قال :

" كتبت عن ألف وثمانين نفسا ، ليس فيهم إلا صاحب حديث "

انتهى . كما في "سير أعلام النبلاء" (12/395) .

وأهمية الشيخ تختلف بحسب الاعتبار : فقد تكون الأهمية بسبب مكانة الشيخ العلمية الرفيعة ، وقد تكون بسبب إكثار البخاري عنه

وقد تكون بسبب علو سنده ، وقد تكون بسبب تأثر البخاري به كثيرا ، وقد يجتمع في الشيخ أكثر من اعتبار واحد .

أما شيوخه الذين أكثر عنهم جدا في الصحيح ، ولهم عنده أكثر من مائة رواية فهم :

عبد الله بن يوسف التنيسي ، وقد فاقت رواياته عنه الثلاثمائة رواية ، علي بن عبد الله المديني فاقت مروياته المائتين ، أبو اليمان الحكم بن نافع ، موسى بن إسماعيل التبوذكي

عبد الله بن محمد المسندي ، أبو نعيم الفضل بن دكين ، محمد بن بشار المعروف ببندار ، قتيبة بن سعيد ، سلمان بن حرب ، أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، محمد بن المثنى .

أما المتوسطون : وهم من لهم دون المائة رواية وأكثر من خمسين ، فهم :

عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، عبد الله بن الزبير الحميدي ، إبراهيم بن موسى ، إبراهيم بن المنذر ، محمد بن يوسف الفريابي ، محمد بن كثير ، حفص بن عمر .

ومن أهم شيوخه الذين بلغوا رتبة الإمامة في العلم والدين :

الإمام أحمد بن حنبل وإن لم يرو عنه في الصحيح ، وإسحاق بن راهويه روى عنه نحو الثلاثين رواية ، وأحمد بن صالح المصري ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وغيرهم .

ولعل أعظمهم تأثيرا في نفس الإمام البخاري وشخصيته ، وأجلهم مرتبة عنده هو الإمام علي بن المديني رحمه الله ، حيث قال البخاري فيه :

" ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني "

انتهى . "تذكرة الحفاظ" (2/428) .

وقد ذكر الذهبي في ترجمة البخاري أسماء أشهر شيوخه ، ورتبهم بحسب البلدان فقال في "سير أعلام النبلاء" (12/394-396) ؛ وأما الحافظ ابن حجر فله ترتيب آخر مفيد أيضا

حيث قال في "هدي الساري" (479) :

" ينحصرون في خمس طبقات :

الطبقة الأولى :

من حدثه عن التابعين : مثل محمد بن عبد الله الأنصاري حدثه عن حميد ، ومثل مكي بن إبراهيم حدثه عن يزيد بن أبي عبيد ، ومثل أبي عاصم النبيل حدثه عن يزيد بن أبي عبيد أيضا ، ومثل عبيد الله بن موسى حدثه

عن إسماعيل بن أبي خالد ، ومثل أبي نعيم حدثه عن الأعمش ، ومثل خلاد بن يحيى حدثه عن عيسى بن طهمان ، ومثل على بن عياش وعصام بن خالد حدثاه عن حريز بن عثمان ، وشيوخ هؤلاء كلهم من التابعين .

الطبقة الثانية :

من كان في عصر هؤلاء لكن لم يسمع من ثقات التابعين : كآدم بن أبي إياس وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر وسعيد بن أبي مريم وأيوب بن سليمان بن بلال وأمثالهم .

الطبقة الثالثة :

هي الوسطى من مشايخه ، وهم من لم يلق التابعين ، بل أخذ عن كبار تبع الأتباع ، كسليمان بن حرب وقتيبة بن سعيد ونعيم بن حماد وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل

وإسحاق بن راهويه وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وأمثال هؤلاء ، وهذه الطبقة قد شاركه مسلم في الأخذ عنهم
.
الطبقة الرابعة :

رفقاؤه في الطلب ، ومن سمع قبله قليلا ، كمحمد بن يحيى الذهلي وأبي حاتم الرازي ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة وعبد بن حميد وأحمد بن النضر وجماعة من نظرائهم

وإنما يخرج عن هؤلاء ما فاته عن مشايخه ، أو ما لم يجده عند غيرهم .

الطبقة الخامسة :

قوم في عداد طلبته في السن والإسناد ، سمع منهم للفائدة : كعبد الله بن حماد الآملي وعبد الله بن أبي العاص الخوارزمي وحسين بن محمد القباني وغيرهم ، وقد روى عنهم أشياء يسيرة .

وعمل في الرواية عنهم بما روى عثمان بن أبي شيبة عن وكيع قال : لا يكون الرجل عالما حتى يحدث عمن هو فوقه ، وعمن هو مثله ، وعمن هو دونه

وعن البخاري أنه قال : لا يكون المحدث كاملا حتى يكتب عمن هو فوقه ، وعمن هو مثله ، وعمن هو دونه " انتهى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 16:53   رقم المشاركة : 297
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الفرق بين الحديث المنكر والحديث المضطرب

السؤال

ما الفرق بين الحديث المنكر والحديث المضطرب ؟

الجواب

الحمد لله

لمعرفة الفرق بين هذين النوعين لا بد أولا من توضيح معنى كل منهما ، وبيان الصور التي يطلق عليها العلماء هذين الوصفين ، ثم تحديد أوجه الشبه وأوجه الافتراق بينهما . فيقال :

أولا :

يطلق العلماء الوصف بالنكارة على الصور التالية :

الصورة الأولى : بعض حالات التفرد ، وذلك في :

1- أن ينفرد برواية الحديث الراوي الصدوق النازل عن درجة أهل الإتقان ، وليس له عاضد يصحح به ، ترى هذا في كلام أحمد بن حنبل وأبي داود والنسائي والعقيلي وابن عدي وغيرهم .

2- تفرد المستور ، أو الموصوف بسوء الحفظ ، أوالمضعف ، وليس له عاضد يقوى به

. ( انظر الموقظة/42 ، تدريب الراوي 2/278 ، النكت لابن حجر 2/674 )

الصورة الثانية : بعض حالات المخالفة :

1- مخالفة المستور ، أو الموصوف بسوء الحفظ ، أو المضعف ، وإذا كثرت مخالفة الرواي أصبح متروكا ، وعليه أكثر ما يطلق الوصف بالنكارة .

2- مخالفة الثقة من هو أوثق منه أو أكثر عددا .

(انظر تدريب الراوي 2/277)

الصورة الثالثة : أنواع من الحديث الضعيف لأسباب أخرى ، كالمدرج ، والمنقطع ، وحديث المجهول ، وقع ذلك في كلام غير واحد من الأئمة المتقدمين

كيحيى بن سعيد القطان ، وأحمد بن حنبل ، وأبي زرعة ، وأبي حاتم ، وأبي داود ، والنسائي ، وغيرهم ، يطلقون لقب ( المنكر ) على هذه الأنواع .

(انظر النكت لابن حجر 2/675 ، تحرير علوم الحديث لعبد الله الجديع 2/ 1036 ) .

ثانيا :

الحديث المضطرب لقب أطلقه العلماء على الصور التالية :

الصورة الأولى : أن يروى الحديث على أوجه مختلفة متساوية في القوة ، بحيث يتعذر الترجيح .

وتصح دعوى الاضطراب حين يتعذر الجمع بين الوجوه المختلفة ، فإذا أمكن الجمع فلا اضطراب .

والصورة الثانية : التردد في الإسناد أو المتن من الراوي المعين ، فيقال : ( كان فلان يضطرب فيه فتارة يقول كذا ، وتارة يقول كذا ) .

(انظر تدريب الراوي 2/308 ، النكت لابن حجر 2/773) .

ثالثا :

يتبين مما سبق الفرق بين النكارة والاضطراب وذلك من جهتين :

الأولى : أن المنكر يطلق على تفرد من لا يُحْتمل تفرده ، من مستور أو ضعيف برواية لم يتابع عليها ، يعني : أن الوصف بالنكارة لا يشترط له تعدد الروايات والمخالفة بينها

أما المضطرب فلا يطلق إلا على ما جاء من أكثر من وجه ، ثم اختلفت هذه الوجوه بحيث لا يمكن الجمع ولا الترجيح بينها .

الثانية : ثمة فرق آخر ، وهو أنه عند تعدد الطرق فإننا ننظر ، إن استطعنا تحديد الأرجح منها فإن المرجوح يوصف بالنكارة ، في حين أننا لا نصفه بالاضطراب إلا حين تستوي الأوجه الواردة ، ولا يمكن الترجيح بينها .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 17:01   رقم المشاركة : 298
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

منهج المحدثين منهج العدل والإنصاف

السؤال

كتب أبو الأعلى المودودي في كتابه (تفاهمات) ما يلي : " قد يكون لدى المحدثين أيضًا ضعف بشري أو أخطاء ، فقد كانوا من البشر ، وربما كانت هناك عداوة بينهم وبين الراوي

ولذلك فربما يقول المحدث إن راوي الحديث ضعيف لأنه يكرهه " وذكر مولانا في كتابه بعض الأمثلة على محدثين ذائعي الصيت وعداوتهم ، معذرة

لا أجد كلمة أخرى أعبر بها بدلا من كلمة عداوة . فمن فضلكم ساعدوني في إزالة هذا الإشكال . لا يمكن أن تتخيلوا كم أربكني وحيرني هذا القول ؟

بل لدرجة أني غالبًا أجد الشك في الامتثال لحديث صحيح . رجاء الجواب بأسرع وقت ممكن .


الجواب

الحمد للَّه

أولا :

علم الحديث والإسناد هو من خصائص هذه الأمة

فلا يوجد عند أمة من الأمم مثل ما عندنا من العناية بالإسناد في نقل كتبهم ودينهم

ولذلك دخلها التحريف والتأليف ، واستحال وصولهم إلى الدين النقي ، أو الوقوف على أحوال أنبيائهم ، على ما كانت عليه ، من وجه صحيح يوثق به .

ولعلماء الحديث في ذلك اليد الطولى ، والمقام المنيف الذي حباهم الله تعالى به ؛ إذ شرفهم الله بالعمل على حفظ دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

قال محمد بن حاتم بن المظفر رحمه الله :

" إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد ، وليس لأحد من الأمم كلها ، قديمهم وحديثهم إسناد ، وإنما هي صحف في أيديهم ، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم

وليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل مما جاءهم به أنبياؤهم ، وتمييز بين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي أخذوا عن غير الثقات .

وهذه الأمة إنما تنص الحديث من الثقة المعروف في زمانه ، المشهور بالصدق والأمانة عن مثله حتى تتناهى أخبارهم ، ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ ، والأضبط فالأضبط

والأطول مجالسة لمن فوقه ممن كان أقل مجالسة ، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجها وأكثر حتى يهذبوه من الغلط والزلل ، ويضبطوا حروفه ويعدوه عدا ؛ فهذا من أعظم نعم الله تعالى على هذه الأمة .

نستوزع الله شكر هذه النعمة ، ونسأله التثبيت والتوفيق لما يقرب منه ويزلف لديه ، ويمسكنا بطاعته ، إنه ولي حميد " اهـ شرف أصحاب الحديث (40) .

ثانيا :

وهم أولى من يتحرى الأمانة في الحكم والنقل ، وأوثق من يتحرز من الحيف والجور ، حتى ضربوا بذلك أعظم الأمثلة في الإنصاف وتجنب المحاباة في دين الله :

فهذا علي بن المديني يطلق الحكم بضعف أبيه ، وهو يدرك أن حكمه هذا على والده سيكون كفيلا بالقضاء على مكانته العلمية ، فلم يمنعه ذلك من إطلاق رأيه فيه .

قال الخطيب البغدادي رحمه الله
:
" فليس أحد من أهل الحديث يحابي في الحديث أباه ، ولا أخاه ، ولا ولده . وهذا علي بن عبد الله المديني ، وهو إمام الحديث في عصره ، لا يروى عنه حرف في تقوية أبيه بل يروى عنه ضد ذلك "

اهـ شرف أصحاب الحديث (41) .

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/15) :

" سئل علي بن المديني عن أبيه ؟

فقال : " اسألوا غيري " فقالوا : سألناك ، فأطرق ، ثم رفع رأسه وقال : " هذا الدين ، أبي ضعيف " انتهى .

وهذا يحيى بن معين يتكلم في صاحب له ممن كان يحبه ، فنقل عنه الحسين بن حبان قوله في ( محمد بن سليم القاضي ) : " هو والله صاحبنا

وهو لنا محب ، ولكن ليس فيه حيلة البتة ، وما رأيت أحداً قط يشير بالكتاب عنه ولا يرشد إليه " وقال : " قد والله سمع سماعاً كثيراً ، وهو معروف ، ولكنه لا يقتصر على ما سمع

يتناول ما لم يسمع " ، قلت له : يكتب عنه ؟ قال : " لا "

انتهى . انظر "تاريخ بغداد" (5/325)

وهذا جرير بن عبد الحميد يقول عن أخيه أنس : " لا يكتب عنه ؛ فإنه يكذب في كلام الناس " "الجرح والتعديل" (2/289)

والإمام البخاري يروي في صحيحه كثيرا عن شيخه محمد بن يحيى الذهلي رغم ما تعرض له من الأذى بسبب كلامه فيه وهجره له ، إلا أن العداء لم يمنعه من قبول حديثه وروايته .

وقد كانوا يقبلون حديث من يخالفهم في الرأي والمعتقد – إذا ثبت صدقه وتحريه -، ولم يكن ابتداع الراوي بمانع لهم أن يحكموا فيه بالعدل والإنصاف ، وهم يسمعون قول الله تعالى
:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة/8

سئل يحيى بن معين عن سعيد بن خثيم الكوفي فقال : كوفي ليس به بأس ، ثقة ، فقيل ليحيى : شيعي ؟ فقال : وشيعي ثقة ، وقدري ثقة .

"تهذيب الكمال" (10/414)

وكان عباد بن يعقوب الرواجني الكوفي شيعياً جلداً ، ومع ذلك فقد كان ابن خزيمة يقول في صحيحه (2/376) : حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب.









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 17:01   رقم المشاركة : 299
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثا :

كما كانوا يدركون خطورة التطاول على أعراض الناس بغير حق ، وعظم شأن الخوض في أحوال الرواة لما ينبني عليه من قبول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رده

حتى قال مُحَمَّد بْن سِيرِينَ : " إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ "

رواه مسلم في مقدمة صحيحه .

وقال ابن دقيق العيد :

" أعراض المسلمين حفرة من النار ، وقف على شفيرها طائفتان من الناس : المحدثون والحكام "

انتهى . انظر "تدريب الراوي" (2/369)

ومثل هذا التدين العظيم ، والورع البالغ لا بد وأن يكون له أكبر الأثر في الإنصاف وتحري الصواب حين الحكم على الرواة ، وهذا ما يشترطه أهل العلم في كل من يشتغل بالنقد .

قال الذهبي في "الموقظة" (82) :

" الكلام في الرواة يحتاج إلى ورع تام ، وبراءة من الهوى والميل ، وخبرة كاملة بالحديث وعلله ورجاله " انتهى .

ويقول المعلمي رحمه الله في "التنكيل" (1/54) :

" أئمة الحديث عارفون متيقظون يتحرزون من الخطأ جهدهم ، لكنهم متفاوتون في ذلك " انتهى .

رابعا :

نعم ، ليس الواحد من هؤلاء معصوما ، ومن الممكن أن يقع في كلام بعضهم شيء من الخطأ ، ومن الممكن أيضا أن يكون الحامل على بعض هذه الأخطاء حب أو سخط ، وقد وقع شئ

من ذلك فعلا ، وذلك ما لا يخلو عنه البشر ، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يكون باعثا على التشكك في جميع أحكام النقاد ، وذلك لما يلي :

1- لأنها أخطاء يسيرة في جنب التراث العظيم الذي خلفه أئمة الحديث والجرح والتعديل ، وهو في غالبه العظيم على جادة الأمانة والإنصاف ، فلا يجوز أن يهدر ذلك بسبب النادر من الأخطاء .

2- ولأن المحققين من النقاد بينوا تلك الأخطاء وميزوها في كلامهم ونقدهم ، فما كان الباعث عليه عداء أو حسد أو اختلاف مذهب ردوا الحكم الجائر ، وأنصفوا فيه الراوي .

ولهذا لم يقبل العلماء قول الإمام مالك في محمد بن إسحاق صاحب "المغازي" أنه دجال من الدجاجلة ؛ لما علم أنه صدر من منافرة باهرة

بل حققوا أنه حسن الحديث ، واحتجت به أئمة الحديث ، ولم يقبل قول النسائي في أحمد بن صالح المصري ، ولا قول ربيعة في أبي الزناد عبد الله بن ذكوان .

انظر "الرفع والتكميل" (409-432) .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-06, 17:02   رقم المشاركة : 300
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال أبو حاتم الرازي رحمه الله :

" لم يكن في أمة من الأمم منذ خلق الله آدم أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة » فقال : له رجل : يا أبا حاتم ربما رووا حديثا لا أصل له ولا يصح ؟

فقال : علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم (1) ، فروايتهم ذلك للمعرفة ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار وحفظوها ، ثم قال : رحم الله أبا زرعة

كان والله مجتهدا في حفظ آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم "

شرف أصحاب الحديث ( 43) .

ولتعلم ـ أيها السائل الكريم ـ

فقد حفظ الله هذا الدين بمنه وفضله ، وأن السنة المشرفة محفوظة بحفظ الله تعالى لدينه [ راجع السؤال رقم (77243) ] ، فلا يمكن أن يجتمع العلماء على توثيق راو ضعيف

أو جرح راو صدوق ، بل لا بد أن تجد الحق والإنصاف باديا ظاهرا في أقوال جمهور أهل العلم وفي معظم مسائل الدين .

يقول الإمام الذهبي رحمه الله "الموقظة" (84) :

" وقد يكون نفس الإمام فيما وافق مذهبه أو في حال شيخه ألطف منه فيما كان بخلاف ذلك ، والعصمة للأنبياء والصديقين وحكام القسط .

ولكن هذا الدين مؤيد محفوظ من الله تعالى ، لم يجتمع علماؤه على ضلالة ، لا عمدا ولا خطأ ، فلا يجتمع اثنان على توثيق ضعيف ، ولا على تضعيف ثقة

وإنما يقع اختلافهم في مراتب القوة أو مراتب الضعف ، والحاكم منهم يتكلم بحسب اجتهاده وقوة معارفه ، فإن قدر خطؤه في نقده فله أجر واحد ، والله الموفق " انتهى .

يقول ابن كثير في "الباعث الحثيث" (1/11) :

" أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن ، فينبغي أن يؤخذ مسلماً من غير ذكر أسباب ، وذلك للعلم بمعرفته ، واطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن

واتصافهم بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح ، لا سيما إذا أطبقوا على تضعيف الرجل ، أو كونه متروكاً ، أو كذاباً أو نحو ذلك ، فالمحدث الماهر لا يتخالجه في مثل هذا وقفة في موافقتهم

لصدقهم وأمانتهم ونصحهم ، ولهذا يقول الشافعي في كثير من كلامه على الأحاديث : " لا يثبته أهل العلم بالحديث " ، ويرده ، ولا يحتج به بمجرد ذلك " انتهى .

وبخصوص ما أشرت إليه ـ أخانا الكريم ـ من كلام الشيخ المودودي ـ عفا الله عنه ـ في كتابه المذكور

فالشيخ المودودي وإن كان له من الفضل والسابقة في الدعوة في شبه القارة الهندية ، والتصدي لكثير من الأفكار التغريبية المنحرفة

وجهوده الكبيرة في الدعوة والتأليف ، إلا أنه ـ شأن غيره من البشر ليس معصوما عن الخطأ ، خاصة إذا تكلم في غير ما يحسن

وفي غير تخصصه ، كما هو الحال في موضع السؤال ، وقد كانت للشيخ رحمه الله هفوات ، بل أخطاء عديدة في موقفه من السنة النبوية

ومنهج علماء الحديث في نقدها وتمييزها ، ولا يتسع المجال هنا إلى ذكرها أو الإشارة إليها ، وقد نبه إلى ذلك عدد من العلماء والمختصين ؛ ومن هؤلاء : العلامة الباكستاني " محمد إسماعيل السلفي "

رحمه الله ( ت 1387) ، فله دراسة هامة حول " موقف الجماعة الإسلامية من الحديث النبوي "

وانظر أيضا ـ بالعربية

: " زوابع في وجه السنة " تأليف صلاح الدين مقبول أحمد ، ص (117) وما بعدها .

وأخيرا ، فلتقر عينك أخي الكريم بنعمة الله تعالى على الأمة بذلك العلم الشريف ، ولا تسترسل في التشكك في الأحاديث الصحيحة

فالعقل يقضي بعدم رد جهود آلاف العلماء الأمناء عبر آلاف السنين بأخطاء وقعت هنا وهناك ، وما أرى الذي يقع في نفسك إلا من وسواس الشيطان ، فاستعذ بالله منه

ولا تلتفت إليه ، واحرص على القراءة في كتب علوم الحديث ، وأنا واثق أنه سيهولك تلك الجهود الجبارة التي تبذل في سبيل التحقق من صحة الحديث الواحد

وذلك ما آمن به كل من طالع كتب الحديث وعلومه ورجاله ، حتى قال المستشرق مرجليوث :

" ليفخر المسلمون بعلم حديثهم " .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله الحديث و علومه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc