الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-11-18, 04:35   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



يعرف الفقهاء الدَّين بأنه " لزوم حق في الذمة "

كما في "الموسوعة الفقهية" (21/102)

ومعاني الدَّينِ اللغوية تدور حول الانقياد والذل

وبين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي رابط ظاهر

فإن المَدين أَسيرٌ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

( إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَأْسُورٌ بِدَيْنِهِ )


رواه أبو داود (3341) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .

قد جاءت الشريعة الإسلامية بالتشديد في أمر الدين

والتحذير منه والترغيب في احتراز المسلم منه ما أمكنه ذلك :

فعن عائشة رضي الله عنها

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة :

( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ .

فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ ؟!

فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ [أي : استدان]

حَدَّثَ فَكَذَبَ ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ )


رواه البخاري (832) ومسلم (589)

وروى النسائي (4605)

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ :

( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ

ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ ؟

فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ

مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ ؟

فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ

ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ

وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ )


حسنه الألباني في صحيح النسائي (4367)

وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة

على من مات وعليه ديناران

حتى تكفل بسدادهما أبو قتادة رضي الله عنه

فلما رآه من الغد وقال له قد قضيتها

قال صلى الله عليه وسلم : ( الْآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ )


مسند أحمد (3/629) وحسنه النووي في "الخلاصة" (2/931)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله

" وفي هذا الحديث إشعار بصعوبة أمر الدين

وأنه لا ينبغي تحمله إلا من ضرورة " انتهى .


في "فتح الباري" (4/547) :

لم يأت كل هذا التشديد في أمر الدين

إلا لما فيه من المفاسد على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع .

أما على مستوى الفرد فيقول القرطبي


في "الجامع لأحكام القرآن" (3/417) :

" قال علماؤنا : وإنما كان شينا ومذلة لما فيه من شغل القلب والبال

والهم اللازم في قضائه ، والتذلل للغريم عند لقائه

وتحمل منته بالتأخير إلى حين أوانه

وربما يعد من نفسه القضاء فيخلف

أو يحدث الغريم بسببه فيكذب أو يحلف له فيحنث إلى غير ذلك

وأيضا فربما قد مات ولم يقض الدين فيرتهن به

كما قال عليه السلام :

( نسمة المؤمن مرتهنة في قبره بدينه حتى يقضى عنه )


رواه الترمذي 1078

وكل هذه الأسباب مشائن في الدين تذهب جماله وتنقص كماله " انتهى .

وأما على مستوى المجتمع ،

فيذكر المتخصصون من المفاسد ما هو خطير على وضع الاقتصاد الأمثل :

1- نمو النزعة إلى تفضيل العاجل أو التلهف الزمني .

2- ضعف روح المسؤولية والاعتماد على الذات .

3- سوء توزيع الثروة .


وللتوسع في فهم هذه المفاسد

ينظر دراسة فضيلة الشيخ سامي السويلم بعنوان

"موقف الشريعة الإسلامية من الدين" (6-11)


وانطلاقا مما سبق اشترط العلماء لجواز الدين شروطا ثلاثة :

1- أن يكون المستدين عازما على الوفاء .

2- أن يعلم أو يغلب على ظنه قدرته على الوفاء .

3- أن يكون في أمر مشروع .


يقول ابن عبد البر في "التمهيد" (23/238) :

" والدين الذي يُحبَسُ به صاحبُه عن الجنة ، والله أعلم

هو الذي قد تَرك له وفاءً ولم يوص به

أو قدر على الأداء فلم يؤد ، أو ادَّانه في غير حق

أو في سرف ومات ولم يؤده .

وأما من ادَّان في حق واجب لفاقةٍ وعسرةٍ

ومات ولم يترك وفاء

فإن الله لا يحبسه به عن الجنة إن شاء الله " انتهى .


وفي السنة النبوية مجموعة من الأدعية

التي جاءت بخصوص الاستعانة بالله على قضاء الدين منها

:
عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ : كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا

أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ :

( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ

وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ

اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ

وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ

وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ )

وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


رواه مسلم (2713)

والله أعلم .

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc