حُسْنُ الْخُلُقِ - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حُسْنُ الْخُلُقِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-08-15, 16:25   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

المعاني التي ترمز إليها الأمانة

الأمَانَة في نظر الشَّارع واسعة الدِّلالة

وهي ترمز إلى معان شتَّى

مناطها جميعًا شعور المرء بتبعته في كلِّ أمر يُوكل إليه

وإدراكه الجازم بأنَّه مسؤول عنه أمام ربِّه...

والعوام يقصرون الأمَانَة في أضيق معانيها وآخرها ترتيبًا

وهو حفظ الودائع

مع أنَّ حقيقتها في دين الله أضخم وأثقل.

وإنَّها الفريضة التي يتواصى المسلمون برعايتها

ويستعينون بالله على حفظها

حتى إنَّه عندما يكون أحدهم على أُهْبة السَّفر

يقول له أخوه:

((أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك))


[299] رواه أبو داود (2600)، والترمذي (3443)

وابن ماجه (2726) مِن حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.

قال الترمذي: حسن صحيح غريب مِن هذا الوجه.

وحسَّنه ابن حجر في ((الفتوحات الرباَّنيَّة)) (5/116)

وصحَّح إسناده أحمد شاكر في ((تخريج المسند)) (9/70).


وعن أنس قال: ((قلَّما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

إلَّا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له))


[300] رواه أحمد (3/154) (12589)

وابن حبان (1/422) (194)، والطبراني في ((الأوسط)) (3/98).

وحسَّنه البغوي في ((شرح السنة)) (1/100)

وصحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7179).


ولـمَّا كانت السَّعادة القصوى

أن يُوقَى الإنسان شقاء العيش في الدُّنْيا

وسوء المنقلب في الأخرى

فإنَّ رسول الله جمع في استعاذته بين الحالين معًا

إذ قال: ((اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك مِن الجوع فإنَّه بئس الضَّجيع

وأعوذ بك مِن الخيانة فإنَّها بئس البطانة))


[301] رواه أبو داود (1547)، والنسائي (5468)

وابن ماجه (3354) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه

. وصحَّح إسناده النَّووي في ((الأذكار)) (484)

وحسَّنه ابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (3/169)

وحسَّنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1283).


فالجوع ضياع الدُّنْيا والخيانة ضياع الدِّين


[302] ((خلق المسلم)) لمحمد الغَزَالي (40-41).

العمل بالحيل يفتح باب الخيانة:

قال ابن تيمية:

(أخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:

((أنَّ أوَّل ما يُفْقَد مِن الدِّين الأمَانَة

وآخر ما يُفْقد منه الصَّلاة))


[303] رواه الطبراني في ((المعجم الصَّغير)) (1/238)

وأبو نعيم في ((الحلية)) (4/174)

والبيهقي في ((الشُّعب)) (7/215)

مِن حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.

قال البيهقي في ((شعب الإيمان)) (4/1858):

تفرَّد به حكيم بن نافع، ورُوِي من وجه آخر.

وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7/324):

فيه حكيم بن نافع، وثَّقه ابن معين وضعَّفَه أبو زرعة

وبقيَّة رجاله ثقات.

وحسنه لألباني في ((صحيح الجامع)) (2575)

مِن حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.


وحدَّث عن رفع الأمَانَة مِن القلوب، الحديث المشهور

وقال: ((خير القرون القرن الذي بعثت فيهم

ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم))

فذكر بعد قرنه قرنين

أو ثلاثة، ثمَّ ذكر أنَّ بعدهم قومًا

((يشهدون ولا يستشهدون

ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون

ويظهر فيهم السِّمن))


[304] رواه الترمذي (2222)، وأحمد (4/426) (19836)

واللَّفظ له، وابن حبان (15/123)

مِن حديث عمران بن حصين رضي الله عنه

. قال الترمذي: حسن صحيح.

وصحَّحه أبو نعيم في ((الحلية)) (2/294)

والألباني في ((صحيح الترمذي)) (2222).


وهذه أحاديث صحيحة مشهورة.

ومعلوم أنَّ العمل بالحيل يفتح باب الخيانة والكذب

فإنَّ كثيرًا مِن الحيل لا يتم إلَّا أن يتفق الرَّجلان

على عقد يظهرانه ومقصودهما أمر آخر

كما ذكرنا في التَّمليك للوقف

وكما في الحيل الرِّبويَّة، وحيل المناكح

وذلك الذي اتفقا عليه إن لزم الوفاء به كان العقد فاسدًا.

وإن لم يلزم فقد جُوِّزت الخيانة والكذب في المعاملات

ولهذا لا يطمئن القلب إلى مَن يستحل الحيل خوفًا مِن مكره

وإظهاره ما يبطن خلافه

وفي الصحيحين عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال

: ((المؤمن مَن أَمِنَه النَّاس على دمائهم وأموالهم))


[305] رواه الترمذي (2627)، والنسائي (4995)

وأحمد (2/379) (8918)

مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

قال الترمذي: حسن صحيح.

وصحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) 6710). (


و المحتال غير مأمون

وفي حديث ابن عمر أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال

لعبد الله بن عمر:

((كيف بك يا عبد الله إذا بقيت في حثالة مِن النَّاس

قد مَرَجَت عهودهم وأمانتهم

واختلفوا فصاروا هكذا. وشبَّك بين أصابعه

قال: فكيف أفعل يا رسول الله؟

قال: تأخذ ما تعرف، وتدع ما تنكر

وتقبل على خاصَّتك، وتدعهم وعوامهم))


[306] رواه أبو يعلى (9/442) (5593)

مِن حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (8/57):

[فيه] سفيان بن وكيع وهو ضعيف.

وروى البخاري = = شطره الأوَّل (480)

ورواه بتمامه: أبو داود (4342)، وأحمد (2/162) (6508)

مِن حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

وحسَّن إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (2/291)

وصحَّح إسناده أحمد شاكر في ((تخريج المسند)) (10/10).


وهو حديث صحيح، وهو في بعض نسخ البخاري

والحيل توجب مرج العهود والأمانات وهو قلقها واضطرابها

فإنَّ الرَّجل إذا سوغ له مَن يعاهد عهدًا

ثمَّ لا يفي به

أو أن يُؤْمَن على شيء

فيأخذ بعضه بنوع تأويل

ارتفعت الثِّقة به وأمثاله

ولم يُؤْمَن في كثير مِن الأشياء أن يكون كذلك

ومَن تأمَّل حيل أهل الدِّيوان وولاة الأمور

التي استحلُّوا بها المحارم

ودخلوا بها في الغلول والخيانة

ولم يبق لهم معها عهدٌ ولا أمانة

عَلِم يقينًا أنَّ الاحتيال والتَّأويلات أوجب عِظَم ذلك

وعَلِم خروج أهل الحيل مِن قوله:

وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون: 8]

وقوله: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ [الإنسان:7]

ومخالفتهم لقوله تعالى:

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النِّساء: 58]

وقوله تعالى: أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ [المائدة:1])


[307] ((إقامة الدليل على إبطال التَّحليل))

لابن تيمية (303-306).


و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

مع خُلُقِ جديد








 


آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-08-15 في 16:26.
رد مع اقتباس
قديم 2020-08-16, 15:39   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الإيثَار

معنى الإيثَار لغة


الإيثَار مصدر آثر يُـؤْثِر إيثَارًا

بمعنى التَّقديم والاختيار والاختصاص

فآثره إيثارًا اختاره وفضله

ويقال: آثره على نفسه

والشيء بالشيء خصه به


[313] انظر: ((كتاب الكليات))

لأبي البقاء الكفوي (1/38)

((المعجم الوسيط)) (1/5).


معنى الإيثَار اصطلاحًا:


(الإيثَار أن يقدِّم غيره على نفسه في النَّفع له

والدَّفع عنه، وهو النِّهاية في الأخوة)


[314] ((التعريفات)) للجرجاني (1/59)

وقال ابن مسكويه

: (الإيثار: هو فضيلة للنَّفس

بها يكفُّ الإنسان عن بعض حاجاته

التي تخصُّه حتى يبذله لمن يستحقُّه)


[315] ((تهذيب الأخلاق)) (ص 19).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-17, 15:52   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الفرق بين الإيثَار والسَّخاء والجود

ذكر ابن قيِّم الجوزية فروقًا

بين كلٍّ مِن الإيثار والسَّخاء والجود

مع أنَّها كلَّها أفعال بذلٍ وعطاء

قال ابن القيِّم في مدارج السالكين:

(وهذا المنزل – أي الإيثَار-:

هو منزل الجود والسَّخاء والإحْسَان

وسمِّي بمنزل الإيثَار

لأنَّه أعلى مراتبه


فإنَّ المراتب ثلاثة:


إحداها:

أن لا ينقصه البذل ولا يصعب عليه

فهو منزلة السَّخاء.


الثَّانية:


أن يعطي الأكثر ويبقي له شيئًا

أو يبقي مثل ما أعطى فهو الجود.


الثَّالثة:

أن يؤثر غيره بالشَّيء مع حاجته إليه

وهي مرتبة الإيثَار)


[316] ((مدارج السَّالكين))

لابن القيِّم (2/292).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-19, 03:52   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

إيثار يتعلَّق بالخالق

وهو أفضل أنواع الإيثَار وأعلاها منزلة

وأرفعها قدرًا

يقول ابن القيِّم:

(والإيثَار المتعلِّق بالخالق أجلُّ مِن هذا -

أي مِن الإيثَار المتعلِّق بالخلق- وأفضل

وهو إيثار رضاه على رضى غيره

وإيثار حبِّه على حبِّ غيره

وإيثار خوفه ورجائه على خوف غيره ورجائه

وإيثار الذُّل له والخضوع والاستكانة والضَّراعة

والتملُّق على بذل ذلك لغيره

وكذلك إيثار الطلب منه والسُّؤال

وإنزال الفاقات به على تعلُّق ذلك بغيره)


[336] ((طريق الهجرتين وباب السَّعادتين)) (1/449).

ولهذا النَّوع مِن الإيثَار علامتان تدلان عليه

لا بدَّ أن تظهرا على مدَّعيه، وهما:

الأول: أن يفعل المرء كلَّ ما يحبُّه الله تعالى ويأمر به

وإن كان ما يحبُّه الله مكروهًا إلى نفسه، ثقيلًا عليه.

الثَّاني: أن يترك ما يكرهه الله تعالى وينهى عنه

وإن كان محبَّـــبًا إليه

تشتهيه نفسه، وترغِّب فيه.

يقول ابن القيِّم:

(فبهذين الأمرين يصحُّ مقام الإيثَار)


[337] ((طريق الهجرتين وباب السَّعادتين)) (1/450).

صعوبة هذا الإيثَار على النَّفس:

جُبِلت النَّفس على الرَّاحة والدَّعة والميل إلى الملاذ والمتع

كما جُبِلت على البعد عن كلِّ ما يشقُّ عليها

أو ينغِّص متعتها أو يحدُّ مِن ملذَّاتها

ولـمَّا كان هذا النَّوع مِن الإيثَار

يضادُّ ما جُبِلَت عليه النَّفس مِن الرَّاحة والدَّعة

كان صعبًا عليها التَّلبُّس به

أو التَّخلُّق والتَّحلِّي بمعناه.

يقول ابن القيِّم مبيِّــنًا صعوبة

هذا النَّوع مِن الإيثَار وثقله على النَّفس:

(ومؤنة هذا الإيثَار شديدة لغلبة الأغيار

وقوَّة داعي العادة والطَّبع

فالمحنة فيه عظيمة، والمؤنة فيه شديدة

والنَّفس عنه ضعيفة

ولا يتم فلاح العبد وسعادته إلَّا به

وإنَّه ليسيرٌ على مَن يسَّره الله عليه)


[338] ((طريق الهجرتين وباب السَّعادتين)) (1/450).

وإن كان هذا النَّوع مِن الإيثَار شديدٌ على النَّفس

صعب على الرُّوح إلَّا أنَّ ثمراته وما يجنيه الشَّخص منه

تفوق ثمرات أيِّ نوع مِن الأعمال

فنهايته فوز محقَّق وفلاح محتوم

وملك لا يضاهيه ملك.

(فحقيق بالعبد أن يسمو إليه وإن صَعُب المرتقى

وأن يشمِّر إليه وإن عَظُمَت فيه المحنة

ويحمل فيه خطرًا يسيرًا لملْك عظيم وفوز كبير

فإنَّ ثمرة هذا في العاجل والآجل

ليست تشبه ثمرة شيء مِن الأعمال

ويسيرٌ منه يرقِّي العبد ما لا يرقى غيره إليه

في المدَد المتطاولة

وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء)


[339] ((طريق الهجرتين وباب السَّعادتين))

لابن القيِّم (1/450).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-20, 15:44   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

إيثار يتعلَّق بالخَلْق

وهذا هو النَّوع الثَّاني مِن أنواع الإيثَار

مِن حيث تعلُّقه بالخَلْق.. و

قد قسَّم ابن عثيمين هذا النَّوع مِن الإيثَار


إلى ثلاثة أقسام:

(الأوَّل: ممنوع

والثَّاني: مكروه أو مباح

والثَّالث: مباح.


- القسم الأوَّل: وهو الممنوع:

وهو أن تؤثر غيرك بما يجب عليك شرعًا

فإنَّه لا يجوز أن تقدم غيرك فيما يجب عليك شرعًا..

. فالإيثَار في الواجبات الشَّرعية حرام

ولا يحل لأنَّه يستلزم إسقاط الواجب عليك.


- القسم الثَّاني: وهو المكروه أو المباح:

فهو الإيثَار في الأمور المستحبة

وقد كرهه بعض أهل العلم

وأباحه بعضهم

لكن تَــركُه أولى لا شكَّ إلَّا لمصلحة.


- القسم الثَّالث: وهو المباح:

وهذا المباح قد يكون مستحبًّا

وذلك أن تؤثر غيرك في أمر غير تعبُّدي

أي تؤثر غيرك

وتقدِّمه على نفسك في أمرٍ غير تعبُّدي


[340] ((شرح رياض الصالحين))

لابن عثيمين (3/416-417).


شروط هذا النَّوع مِن الإيثَار:

ذكر ابن القيِّم شروطًا للإيثَار المتعلِّق بالمخلوقين

تنقله مِن حيِّز المنع أو الكراهة إلى حيِّز الإباحة

ولعلَّنا نجملها فيما يلي:

1- أن لا يضيع على المؤْثِر وقته.

2- أن لا يتسبَّب في إفساد حاله.

3- أن لا يهضم له دينه.

4- ألَّا يكون سببًا في سدِّ طريق خير على المؤْثِر.

5- أن لا يمنع للمُؤْثر واردًا.

فإذا توفَّرت هذه الشُّروط

كان الإيثَار إلى الخَلْق قد بلغ كماله

أمَّا إن وُجِد شيء مِن هذه الأشياء

كان الإيثَار إلى النَّفس أَوْلَى مِن الإيثَار إلى الغير

فالإيثَار المحمود

-كما قال ابن القيِّم

هو: (الإيثَار بالدُّنْيا لا بالوقت والدِّين

وما يعود بصلاح القلب)


[341] انظر: ((طريق الهجرتين وباب السَّعادتين)) (1/446).

ثانيًا: أقسامه مِن حيث باعثه والدَّاعي إليه

- الأوَّل: قسم يكون الباعث إليه الفطرة والغريزة

: كالذي يكون عند الآباء والأمَّهات وأصحاب العِشْق

وهذا كما يقول عبد الرَّحمن الميداني الباعث إليه

فطري في النُّفوس ينتج عنه حبٌّ شديدٌ عارم

والحبُّ مِن أقوى البواعث الذَّاتية الدَّافعة

إلى التَّضْحية بالنَّفس وكلُّ ما يتَّصل بها مِن مصالح وحاجات

مِن أجل سلامة المحبوب أو تحقيق رضاه

أو جلب السَّعادة أو المسرَّة إليه


[342] انظر: ((الأخلاق الإسلامية وأسسها))

لعبد الرَّحمن الميداني (2/435).


تقول أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

((جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها

فأطعمتها ثلاث تمرات

فأعطت كلَّ واحدة منهما تمرة.

ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها

فاستطعمتها ابنتاها

فشقَّت التَّمرة

التي كانت تريد أن تأكلها بينهما

فأعجبني شأنها

فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال: إنَّ الله قد أوجب لها بها الجنَّة

أو أعتقها بها مِن النَّار))


[343] رواه مسلم (2630)

مِن حديث عائشة رضي الله عنها.


فهذا الإيثَار دافعه حبُّ الأم لابنتيها ورحمتها بهما.

- الثَّاني: وقسم يكون الدَّافع هو الإيمان

وحبَّ الخير للغير

على حساب النَّفس وملذَّاتها ومشتهياتها

وهو كما قال الميداني:

(ليس إيثارًا انفعاليًّا عاطفيًّا مجردًا

ولكنَّه إيثار يعتمد على محاكمة منطقيَّة سليمة

ويعتمد على عاطفة إيمانيَّة عاقلة)


[344] انظر: ((الأخلاق الإسلامية وأسسها))

لعبد الرَّحمن الميداني (2/435).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-20, 18:06   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حفظك الرحمن يا دكتور عبد الرحمن وجزاك الله خيرا .









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-21, 16:17   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حفظك الرحمن يا دكتور عبد الرحمن وجزاك الله خيرا .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اللهم امين ...

و بارك الله فيك دائما ابدا

صديقي الغالي

و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-21, 16:18   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

درجات الإيثَار

ذَكَر أبو إسماعيل الهرويُّ

في كتابه ((منازل السَّائرين))

أنَّ للإيثار ثلاث درجات:


- الدَّرجة الأولى:

(أن تؤثر الخَلْق على نفسك فيما لا يَحْرُم عليك دينًا

ولا يقطع عليك طريقًا

ولا يفسد عليك وقتًا)


[345] ((منازل السَّائرين))

لعبد الله الأنصاري الهروي (ص 57).


قال ابن القيِّم في شرحه لهذه الدَّرجة

: (يعني: أن تُقدِّمهم على نفسك في مصالحهم

مثل: أن تطعمهم وتجوع

وتكسوهم وتعرى

وتسقيهم وتظمأ

بحيث لا يؤدِّي ذلك إلى ارتكاب

إتلافٍ لا يجوز في الدِّين)


[346] ((مدارج السَّالكين)) (2/297).

- الدَّرجة الثَّانية:


(إيثار رضى الله تعالى على رضى غيره

وإن عَظُمَت فيه المحن وثَقُلَت به المؤن

وضَعُفَ عنه الطول والبدن)


[347] ((منازل السَّائرين))

لعبد الله الأنصاري الهروي (ص 58).


قال ابن القيِّم:

(هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته

ولو أغضب الخَلْق

وهي درجة الأنبياء وأعلاها للرُّسل

عليهم صلوات الله وسلامه

وأعلاها لأولي العزم منهم

وأعلاها لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم)


[348] ((مدارج السَّالكين)) (2/299).


- الدَّرجة الثَّالثة:

إيثارُ إيثارِ الله تعالى:

فإنَّ الخوض في الإيثَار دعوى في الملك

ثمَّ تَرْك شهود رؤيتك إيثار الله

ثمَّ غيبتك عن التَّرك)


[349] ((منازل السَّائرين))

لعبد الله الأنصاري الهروي (ص 58).


قال ابن القيِّم:

(يعني بإيثار إيثار الله: أن تنسب

إيثارك إلى الله دون نفسك

وأنَّه هو الذي تفرَّد بالإيثَار لا أنت

فكأنَّك سلمت الإيثَار إليه

فإذا آثرت غيرك بشيء

فإنَّ الذي آثره هو الحقُّ لا أنت

فهو المؤْثر حقيقة...

وقوله: ثمَّ ترك شهود رؤيتك إيثار الله

يعني أنَّك إذا آثرت إيثار الله بتسليمك

معنى الإيثَار إليه: بقيت عليك مِن نفسك بقيَّةٌ أخرى

لابدَّ مِن الخروج عنها وهي:

أن تُعْرِض عن شهودك رؤيتك أنَّك آثرت الحقَّ بإيثارك

وأنَّك نسبت الإيثَار إليه لا إليك...

وقوله: ثمَّ غيبتك عن التَّرك.

يريد: أنَّك إذا نزلت هذا الشُّهود وهذه الرُّؤية:

بقيت عليك بقيَّةٌ أخرى وهي رؤيتك لهذا التَّرك

المتضمِّنة لدعوى ملكك للتَّرك

وهي دعوى كاذبة

إذ ليس للعبد شيء مِن الأمر

ولا بيده فعل ولا ترك

وإنَّما الأمر كلُّه لله)


[350] ((مدارج السَّالكين)) (2/302).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-22, 16:06   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الوسائل المعينة على اكتساب

الإيثَار المتعلِّق بالخالق:


ذكر ابن قيِّم الجوزية

أمورًا تجعل مِن هذا الإيثَار أمرًا سهلًا على النَّفس، فقال:

(والذي يسهِّله على العبد أمور:


- أحدها:

أن تكون طبيعته ليِّنة منقادة سلسة ليست بجافية ولا قاسية

بل تنقاد معه بسهولة.


- الثَّاني:

أن يكون إيمانه راسخًا ويقينه قويًّا

فإنَّ هذا ثمرة الإيمان ونتيجته.


- الثَّالث:

قوَّة صبره وثباته.

فبهذه الأمور الثَّلاثة ينهض إلى هذا المقام

ويسهل عليه دركه)


[352] ((طريق الهجرتين وباب السَّعادتين)) (1/450).

الوسائل المعينة على اكتساب

الإيثَار المتعلِّق بالخَلْق:


قال ابن القيِّم:

(فإن قيل: فما الذي يسهِّل على النَّفس هذا الإيثَار

فإنَّ النَّفس مجبولة على الأَثَـــرَة لا على الإيثَار؟

قيل: يسهِّله أمور:


- أحدها:

رغبة العبد في مكارم الأخلاق ومعاليها

فإنَّ مِن أفضل أخلاق الرَّجل وأشرفها

وأعلاها: الإيثَار.

وقد جبل الله القلوب على تعظيم صاحبه ومحبَّته

كما جبلها على بغض المستأثر ومقته

لا تبديل لخلق الله.


- الثَّاني:

النُّفرة مِن أخلاق اللِّئام ومقت الشُّح وكراهته له.

- الثَّالث:

تعظيم الحقوق التي جعلها الله سبحانه وتعالى

للمسلمين بعضهم على بعض

فهو يرعاها حقَّ رعايتها

ويخاف مِن تضييعها

ويعلم أنَّه إن لم يبذل فوق العدل لم يمكنه الوقوف مع حدِّه

فإنَّ ذلك عَسِر جدًّا

بل لا بد مِن مجاوزته إلى الفضل أو التَّقصير عنه إلى الظُّلم

فهو -لخوفه مِن تضييع الحقِّ

والدُّخول في الظُّلم- يختار الإيثَار بما لا ينقصه ولا يضرُّه

ويكتسب به جميل الذِّكر في الدُّنْيا

وجزيل الأجر في الآخرة مع ما يجلبه له الإيثَار

مِن البركة وفيضان الخير عليه

فيعود عليه مِن إيثاره أفضل ممَّا بذله

ومَن جرَّب هذا عرفه

ومَن لم يجرِّبه فليستقرئ أحوال العالم

والموفَّق مَن وفَّقه الله سبحانه وتعالى)


[353] ((طريق الهجرتين وباب السَّعادتين)) (1/448).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-22, 16:33   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
fcnsc
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مدح الإسلام حُسْنُ الخُلُق مدحًا عظيمًا، فاعتبره:

- نصف الدين
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "حُسْنُ الخُلُق نصف الدين"

- أكمل الإيمان
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا"

- أفضل الإيمان
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الناس إيمانًا أحسنهم خُلُقًا"

- أفضل عطاء
ورد أنّه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أفضل ما أُعطي المرء المسلم؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "الخُلُق الحَسَن"

-رأس البرّ
عن الإمام عليّ عليه السلام: "حُسْنُ الخُلُق رأس كل برّ"

- عنوان صحيفة المؤمن
عن الإمام عليّ عليه السلام: "عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه"

- أحسن الحسن
عن الإمام الحسن عليه السلام: "إنّ أحسن الحسن الخُلُق الحسَن"

- ثواب الخُلُق الحَسَن
أكّدت الأحاديث الشريفة على عظيم الثواب على حُسْنُ الخُلُق، ومن تلك الأحاديث:

- أفضل الحسنات
ورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن أفضل الحسنات عند الله, فقال: "حُسْنُ الخُلُق، والتواضع، والصبر على البليّة، والرضاء بالقضاء"

- أثقل ما في الميزان
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حُسْنُ الخُلُق"

- مزيل الحجاب عن رحمة الله
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأيت رجلاً في المنام جاثيًا على ركبتيه بينه وبين رحمة الله حجاب، فجاءه حُسْنُ خُلُقه فأخذه بيده، فأدخله في رحمة الله"

- ثوابه كالجهاد
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حُسْنُ الخُلُق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح"

- مقرِّب من رسول الله
عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ أحبّكم إليّ، وأقربكم منّي يوم القيامة مجلسًا: أحسنُكم خُلُقًا، وأشدّكم تواضعًا"










رد مع اقتباس
قديم 2020-08-23, 05:12   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fcnsc مشاهدة المشاركة
مدح الإسلام حُسْنُ الخُلُق مدحًا عظيمًا، فاعتبره:

- نصف الدين
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "حُسْنُ الخُلُق نصف الدين"

- أكمل الإيمان
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا"

- أفضل الإيمان
عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الناس إيمانًا أحسنهم خُلُقًا"

- أفضل عطاء
ورد أنّه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أفضل ما أُعطي المرء المسلم؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "الخُلُق الحَسَن"

-رأس البرّ
عن الإمام عليّ عليه السلام: "حُسْنُ الخُلُق رأس كل برّ"

- عنوان صحيفة المؤمن
عن الإمام عليّ عليه السلام: "عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه"

- أحسن الحسن
عن الإمام الحسن عليه السلام: "إنّ أحسن الحسن الخُلُق الحسَن"

- ثواب الخُلُق الحَسَن
أكّدت الأحاديث الشريفة على عظيم الثواب على حُسْنُ الخُلُق، ومن تلك الأحاديث:

- أفضل الحسنات
ورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن أفضل الحسنات عند الله, فقال: "حُسْنُ الخُلُق، والتواضع، والصبر على البليّة، والرضاء بالقضاء"

- أثقل ما في الميزان
عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حُسْنُ الخُلُق"

- مزيل الحجاب عن رحمة الله
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأيت رجلاً في المنام جاثيًا على ركبتيه بينه وبين رحمة الله حجاب، فجاءه حُسْنُ خُلُقه فأخذه بيده، فأدخله في رحمة الله"

- ثوابه كالجهاد
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حُسْنُ الخُلُق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح"

- مقرِّب من رسول الله
عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ أحبّكم إليّ، وأقربكم منّي يوم القيامة مجلسًا: أحسنُكم خُلُقًا، وأشدّكم تواضعًا"
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-23, 16:34   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج مِن إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم


أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن جميع الأخلاق

أوفر الحظِّ والنَّصيب

فما مِن خُلُقٍ إلَّا وقد تربَّع

المصطفى صلى الله عليه وسلم على عرشه

وعلا ذِروة سَنَامه

ففي خُلُق الإيثَار كان هو سيِّد المؤثرين وقائدهم

بل وصل الحال به صلى الله عليه وسلم

أنَّه لم يكن يشبع -لا هو ولا أهل بيته-

بسبب إيثاره صلى الله عليه وسلم

قال ابن حجر

: (والذي يظهر أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يؤثر بما عنده

فقد ثبت في الصَّحيحين

أنَّه كان -إذا جاءه ما فتح الله عليه مِن خيبر وغيرها

مِن تمر وغيره- يدَّخر قوت أهله سنة

ثمَّ يجعل ما بقي عنده عُدَّة في سبيل الله تعالى

ثمَّ كان مع ذلك -إذا طرأ عليه طارئ أو نزل به ضيف

- يشير على أهله بإيثارهم

فربَّما أدَّى ذلك إلى نفاد ما عندهم أو معظمه)


[354] ((فتح الباري)) لابن حجر (11/280).

وإليكم أخوة الاسلام

بعض الصُّور مِن إيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم:


- عن سهل بن سعد

قال: ((جاءت امرأة ببردة، قال: أتدرون ما البردة؟

فقيل له: نعم، هي الشَّملة منسوج في حاشيتها.

قالت: يا رسول الله، إنِّي نسجت هذه بيدي أكسوكها

فأخذها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم محتاجًا إليها

فخرج إلينا وإنَّها إزاره

فقال رجل مِن القوم: يا رسول الله

اكسنيها. فقال: (نعم).

فجلس النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في المجلس

ثمَّ رجع فطواها، ثمَّ أرسل بها إليه

فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها إيَّاه

لقد علمت أنَّه لا يردُّ سائلًا. فقال الرَّجل:

والله ما سألته إلَّا لتكون كفني يوم أموت.

قال سهل: فكانت كفنه))


[355] رواه البخاري (2093)

مِن حديث سهل بن سعد رضي الله عنه .


- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

قال: ((إنَّا يوم الخندق نحفر فعرضت كُدْيَةٌ


[356] الكدية: الأرض الغليظة

وقيل: الأرض الصلبة

وقيل: هي الصفاة العظيمة الشديدة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/216).


شديدةٌ فجاءوا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم

فقالوا: هذه كُدْيَةٌ عرضت في الخندق.

فقال: أنا نازل ثمَّ قام -وبطنه معصوبٌ بحجر

ولبثنا ثلاثة أيَّام لا نذوق ذواقًا-

فأخذ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكُدْيَة

فعاد كثيبًا أهيل أو أهيم


[357] أهيل: منهال لا يثبت.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (11/741).

أهيم: الرمال الهيم هي التي لا تروى.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/627).


فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت

فقلت لامرأتي: رأيت في النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

شيئًا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء؟

فقالت: عندي شعير وعناق


[358] العناق: الأنثى من المعز.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (10/374).


فذبحت العناق

وطحنت الشَّعير حتى جعلنا اللَّحم بالبرمة.

ثمَّ جئت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر

والبرمة بين الأثافي


[359] الأثافي مفردها: الأثفية والإثفية:

وهي الحجر الذي توضع عليه القدر.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (9/3).

طعيِّم: مصغر طعام.

انظر: ((عمدة القاري)) لبدر الدين العيني (17/180).


قد كادت أن تنضج. فقلت:طعيِّم لي

فقم أنت -يا رسول الله- ورجل أو رجلان. قال: كم هو؟

فذكرت له، فقال: كثير طيِّب.

قال: قل لها لا تنزع البرمة


[360] البرمة: قدر من حجارة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/45).


ولا الخبز مِن التَّنُّور حتى آتي. فقال: قوموا.

فقام المهاجرون والأنصار

فلمَّا دخل على امرأته. قال: ويحك

جاء النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار

ومَن معهم! قالت: هل سألك؟

قلت: نعم. فقال: ادخلوا ولا تضاغطوا


[361] التضاغط: التزاحم.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (7/342).


فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللَّحم ويخمِّر البرمة

والتَّنُّور إذا أخذ منه

ويقرِّب إلى أصحابه ثمَّ ينزع

فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا

وبقي بقيَّةٌ. قال: كلي هذا وأهدي

فإنَّ النَّاس أصابتهم مجاعة))


[362] رواه البخاري (4101)

مِن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.



- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

((قال أبو طلحة لأمِّ سليم: لقد سمعت

صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفًا

أعرف فيه الجوع، فهل عندك مِن شيء؟

قالت: نعم. فأخرجت أقراصًا مِن شعير

ثمَّ أخرجت خمارًا لها فلفَّت الخبز ببعضه

ثمَّ دسَّته تحت يدي ولاثتن ببعضه


[363] اللوث الطي واللي.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (2/185).


ثمَّ أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم

في المسجد ومعه النَّاس، فقمت عليهم

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: آرسلك أبو طلحة؟

فقلت: نعم. قال:بطعام؟

قلت: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا.

فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته

فقال أبو طلحة: يا أمَّ سليم

قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنَّاس

وليس عندنا ما نطعمهم. فقالت: الله ورسوله أعلم.

فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم

فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلمِّي يا أمَّ سليم ما عندك

فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففتَّ

وعصرت أمُّ سليم عكَّة فأدمته


[364] فأدمته أي صيرت ما خرج من العكة له إدامًا

والعكة بضم المهملة وتشديد الكاف إناء من جلد

مستدير يجعل فيه السمن غالبا والعسل.

انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (6/590).


ثمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ما شاء الله أن يقول

ثمَّ قال: ائذن لعشرة. فأذن لهم

فأكلوا حتى شبعوا، ثمَّ خرجوا

ثمَّ قال: ائذن لعشرة. فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثمَّ خرجوا

ثمَّ قال: ائذن لعشرة. فأذن لهم

فأكلوا حتى شبعوا، ثمَّ خرجوا

ثمَّ قال: ائذن لعشرة. فأكل القوم كلُّهم حتى شبعوا

والقوم سبعون أو ثمانون رجلًا))


[365] رواه البخاري (3578)، ومسلم (2040)

مِن حديث أنس رضي الله عنه .




و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-24, 04:34   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج مِن إيثار الصَّحابة رضوان الله عليهم

ضرب الصَّحابة أروع أمثلة الإيثَار وأجملها

ومَن يتأمَّل في قصص إيثارهم

يحسب ذلك ضربًا مِن خيال

لولا أنَّه منقولٌ لنا عن طريق الأثبات

وبالأسانيد الصَّحيحة الصَّريحة.

وإليكم بعضًا مِن النَّماذج

التي تروي لنا صورًا رائعة مِن الإيثَار:


ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- عن أبي هريرة رضي الله عنه ((أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلَّا الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن يضمُّ- أو يضيف- هذا؟

فقال رجل مِن الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته

فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما عندنا إلَّا قوت صبياني.

فقال: هيِّئي طعامك، وأصبحي سراجك


[367] وأصبحي سراجك: أي أوقديه.

انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (7/120).


ونوِّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيَّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوَّمت صبيانها

ثمَّ قامت كأنَّها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنَّهما يأكلان، فباتا طاويين


[368] الطيان: الجائع.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/20).


فلمَّا أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ضحك الله اللَّيلة- أو عجب مِن فعالكما-

فأنزل الله: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الحشر:9]))


[369] رواه البخاري (3798)

مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


الأنصار... إيثار منقطع النَّظير:

أقبل المهاجرون إلى المدينة لا يملكون مِن أمر الدُّنْيا شيئًا

قد تركوا أموالهم وما يملكون خلف ظهورهم

وأقبلوا على ما عند الله عزَّ وجلَّ

يرجون رحمته ويخافون عذابه

فاستقبلهم الأنصار الذين تبوَّؤوا الدَّار

وأكرموهم أيَّما إكرام

ولم يبخلوا عليهم بشيء مِن حطام الدُّنْيا...

في صورة يعجز عن وصفها اللِّسان

ويضعف عن تعبيرها البيان:

- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم

فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أبذل في كثير منهم، لقد أشركونا في المهنأ (4) وكفونا المؤنة

ولقد خشينا أن يكونوا ذهبوا بالأجر كلِّه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلَّا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم))


[371] رواه الضيَّاء في ((المختارة)) (5/290)

مِن حديث أنس رضي الله عنه.

وصحَّح سنده البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (7/325).


- وهذا عبد الرَّحمن بن عوف ((لـمَّا قدم المدينة آخى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الرَّبيع الأنصاريِّ

وعند الأنصاريِّ امرأتان، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله

فقال له: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلُّوني على السُّوق...))


[372] رواه البخاري (2048)

مِن حديث عبد الرَّحمن بن عوف رضي الله عنه.


إيثار... حتى بالحياة:

وقد وصل الحال بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آثروا إخوانهم بحياتهم.

. وهذا غاية الجود، ومنتهى البذل والعطاء.

- ففي غزوة اليرموك قال عكرمة بن أبي جهل: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن وأفرُّ منكم اليوم؟!

ثمَّ نادى: مَن يبايع على الموت؟

فبايعه عمُّه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور في أربعمائة مِن وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدَّام فسطاط خالد حتى أُثْبِتُوا جميعًا جراحًا

وقُتِل منهم خلقٌ، منهم ضرار بن الأزور -رضي الله عنهم-...

فلمَّا صرعوا مِن الجراح استسقوا ماء، فجيء إليهم بشربة ماء، فلمَّا قربت إلى أحدهم نظر إليه الآخر

فقال: ادفعها إليه. فلما دُفِعَت إليه نظر إليه الآخر، فقال: ادفعها إليه. فتدافعوها كلُّهم -مِن واحد إلى واحد- حتى ماتوا جميعًا ولم يشربها أحد منهم -رضي الله عنهم- أجمعين


[373] ((البداية والنهاية)) لابن كثير (7/15).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-25, 04:32   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج مِن إيثار السَّلف رحمهم الله

وعلى نفس الطَّريق سار سلف الأمَّة

وصالحوها يحذون مَن سبقهم

مِن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

حذو القذَّة بالقذَّة

ويتَّبعون آثارهم


وإليكم أخوة الاسلام نماذج مِن إيثارهم رحمهم الله:


- عن أبي الحسن الأنطاكيِّ:

أنَّه اجتمع عنده نيِّف وثلاثون رجلًا بقرية مِن قرى الرَّيِّ

ومعهم أرغفة معدودة لا تُشْبِع جميعهم

فكسروا الرُّغفان، وأطفئوا السِّراج

وجلسوا للطَّعام، فلمَّا رُفع فإذا الطَّعام بحاله

لم يأكل منه أحد شيئًا إيثارًا لصاحبه على نفسه.

- قال الهيثم بن جميل: جاء فضيل بن مرزوق-

وكان مِن أئمة الهدى زهدًا وفضلًا-

إلى الحسن بن حيي، فأخبره أن ليس عنده شيء

فقام الحسن فأخرج ستَّة دراهم

وأخبره أنَّه ليس عنده غيرها

فقال: سبحان الله أليس عندك غيرها وأنا آخذها

فأخذ ثلاثة وترك ثلاثة.

- ورُوِي أنَّ مسروقًا ادَّان دينًا ثقيلًا

وكان على أخيه خيثمة دين

قال: فذهب مسروق فقضى دين خيثمة

وهو لا يعلم

وذهب خيثمة فقضى دين مسروق وهو لا يعلم


[380] ((إحياء علوم الدين)) للغزَّالي (2/174).


- وقال عبَّاس بن دهقان:

ما خرج أحدٌ مِن الدُّنْيا كما دخلها إلَّا بشر ابن الحارث

فإنَّه أتاه رجل في مرضه

فشكا إليه الحاجة

فنزع قميصه وأعطاه إيَّاه

واستعار ثوبًا فمات فيه


[381] ((إحياء علوم الدين)) للغزَّالي (3/258).

هذا غيضٌ مِن فيض

وما أغفلناه أكثر ممَّا ذكرناه

ويكفي مِن القلادة ما أحاط بالعنق.


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الإيثَار









رد مع اقتباس
قديم 2020-08-26, 04:17   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نماذج مِن إيثار العلماء المعاصرين

ابن باز.. بقيَّة مِن إيثار السَّلف:

يقول محمَّد بن موسى -وهو يتحدَّث عن الشَّيخ ابن باز:

(والذي بيده ليس له ولو سُئل ما سُئل

فربَّما سُئل مالًا فأعطاه

وربَّما أتته الهديَّة في المجلس فسأله أحدُ الحاضرين

إيَّاها فأعطاها إيَّاه

بل كثيرًا ما يبتدر مَن بجانبه بالهديَّة التي تُقَدَّم لسماحته

بل ربَّما سُئل عباءته التي يلبسها فأعطاها مَن سأله إيَّاها)


[382] ((جوانب مِن سيرة الإمام

عبد العزيز بن باز رحمه الله))

لمحمد بن إبراهيم الحمد (182).


يؤثرون له بعيونهم ..

والجزاء مِن جنس العمل:


كان الشَّيخ ابن باز قريبًا مِن النَّاس.. محببًّا إليهم..

ومِن أعجب قصص الإيثَار التي حصلت مع الشَّيخ قصتان:

أولاها: لرجل مسلم مِن بلجيكا وهو مغربيُّ الأصل

قدم على سماحة الشَّيخ

فلمَّا مَثُل أمام سماحته قال:

يا سماحة الشَّيخ أنا فلان مِن محبِّيك

وقد جئتك مهديًا لك إحدى عيني

ولقد سألت طبيبًا مختصًّا

فقال لي: لا مانع. وسوف أذهب إلى المستشفى

وإلى الطَّبيب المختص لنزعها وإهدائها لك.

فقال له سماحة الشَّيخ: يا أخي

بارك الله لك في عينيك

ونفعك بهما، نحن راضون بما كتب الله لنا.

- وفي عام 1418هـ جاء رجل مِن السُّودان

وأخذ يتجوَّل بين المكاتب في دار الإفتاء في الرِّياض

وهو يقول: لم أجد مَن يتجاوب معي

ولا مَن يدخلني على سماحة الشَّيخ

قال الشَّيخ محمَّد بن موسى الموسى:

فقلت له: وما تريد مِن سماحته؟

فقال: أنا أتيت إلى سماحته مهديًا إليه إحدى عينيَّ

أدخلوني على سماحته

فأخذت بيده وأدخلته عليه، فلمَّا رآه وسلم عليه

قال: يا سماحة الشَّيخ أنا مِن بلاد السُّودان

جئت إليك مهديًّا إحدى عينيَّ

فتفضَّل بقبولها وخذ إحداها.

فشكر له سماحة الشَّيخ صنيعه ومحبَّته

وقال: بارك الله لك في عينيك

نحن راضون بما كتب الله لنا


[383] انظر: ((جوانب مِن سيرة

الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله))

لمحمد بن إبراهيم الحمد (506 -507).


أقوالٌ وحِكمٌ في الإيثَار

- (قال أحدهم:

لا تُوَاكِلَنَّ جائعًا إلَّا بالإيثَار

ولا تُوَاكِلَنَّ غنيًّا إلَّا بالأدب

ولا تُوَاكِلَنَّ ضيفًا إلَّا بالنَّهمة


[384] نهم في الطعام إذا كان لا يشبع

والنهامة: إفراط الشهوة في الطعام.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (12/593).


والانبساط

[385] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (3/557).

- وقال أيضًا: إنِّي لألقم اللُّقمة أخًا مِن إخواني

فأجد طعمها في حلقي


[386] ((إحياء علوم الدين)) للغزَّالي (2/174).

وقال يوسف بن الحسين:

مَن رأى لنفسه ملكًا لا يصحُّ منها الإيثَار

لأنَّه يرى نفسه أحقَّ بالشَّيء برؤية ملكه

إنَّما الإيثَار ممَّن يرى الأشياء كلَّها للحقِّ

فمَن وصل إليه فهو أحقُّ به

فإذا وصل شيء مِن ذلك إليه يرى نفسه

ويده فيه يد أمانة

يوصِّلها إلى صاحبها أو يؤدِّيها إليه)


[387] كتاب ((عوارف المعارف)) للسهروردي (2/76).

اخوة الاسلام

يمكنكم الاطلاع ايضا علي

الإيثَار في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

مع خُلُقِ اخر









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-08-27 في 17:57.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc