احتلال الجزائر.......خطة وضعها أمريكي ونفذها فرنسي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

احتلال الجزائر.......خطة وضعها أمريكي ونفذها فرنسي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-08-11, 21:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبوالحارث سميرعطلاوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Flower2 احتلال الجزائر.......خطة وضعها أمريكي ونفذها فرنسي

بسم الله الرحمن الرحيم

احتلال الجزائر.......خطة وضعها أمريكي ونفذها فرنسي

كل الجزائريين يعرفون خطة العدو الفرنسي لاحتلال الجزائر سنة 1830،وهي كالآتي:
مسير الأسطول الفرنسي من السواحل الفرنسية إلى غاية رُسُوِّها على شاطئ سيدي فرج غرب الجزائر العاصمة، ثم التوجه إلى احتلال حصن مولاي الحسن،ومنه إلى مدينة الجزائر العاصمة مباشرة،وهذا الذي حدث باختصار.
ولكن أغلب الجزائريين لا يعلمون مصدر هذه الخطة،ثم ما علاقة الأمريكيين بها؟
حسنا...لنبدأ من أول القصة:
في سنة 1816 عين الرئيس الأمريكي - جيمس ماديسون - ويليام شالر قنصلا عاما لدى الجزائر،واستمر في منصبه إلى غاية سنة 1824،أي 8 سنوات كاملة قضاها في الجزائر.
وقد كان هذا الرجل ذا نزعة صليبية حاقدة على الجزائر،بسبب إرغام الجزائر الولايات المتحدة الأمريكية على دفع الضريبة السنوية في المعاهدة الأولى،وفق شروط قاسية ومهينة،بعد أن قامت الجزائر بالاستيلاء على الكثير من السفن الأمريكية في المحيط الأطلسي،وأخذ البحارة الأمريكيين أسرى لديها،فهذا ما سبب لهذا الرجل الضغائن والأحقاد،شأنه شأن القناصل الأوروبيين الحاقدين على الجزائر،بسبب ما تفعله بدولهم من حروب وفرض الضرائب وبيع الأوروبيين عبيدا في الأسواق.
وقد كان هذا القنصل ذا دهاء وفطنة ونشاط،فلم يقنع بالبقاء في عاصمة الجزائر كبقية القناصل،ولكنه كان يغتنم وقته في البحث عن تاريخ الجزائر،وسياساتها وقيمة اقتصادها ومواردها المالية،بل كان يسأل عن مساحتها وأصول سكانها،وجغرافيتها،ويخرج بنفسه للاستكشاف.
والأخطر من هذا أنه كان يرى أن حلَّ الجزائر يكمن في استعمارها،وجعلها صالحة للتجارة والصناعة،ثم الولوج إلى باقي الدول الإفريقية.
من هنا جاءته الفكرة في وضع خطة لأي جيش ينوي غزو الجزائر،فباشر بنفسه بتتبع عورات الدفاعات العسكرية الجزائرية،فاهتدى إلى ما يلي:
_ أولا: لا يجب على الدولة التي تريد غزو الجزائر أن ترسل أسطولها مقابل مدينة الجزائر نفسها،لأن هذا سيعرّض الأسطول إلى نيران مدفعية المدينأ التي لا قبل له بها،وستبوء الحملة بالفشل الذريع،يقول القنصل:
( كان نزول الجنود في كثير من الحملات العسكرية يتم من الجانب الشرقي من الخليج،وهذه غلطة لا تغتفر،وتعود إلى جهل بشاطئ البلد وطبوغرافيته،حيث أن جميع وسائل الدفاع قد تركزت على هذه المنطقة ).
وفعلا،هذا ما كان يحدث بالضبط مع الدول الأوروبية،حيث كانت حملاتها تأتي إلى مدينة الجزائر من أمامها،فتتلقاها المدفعية الجزائرية بنيران كثيفة،ما يعرّض الحملات للفشل والخسارة العظيمة،ومن ثم تقوم الجزائر بفرض المعاهدات على هاته الدول المنهزمة مما يكلفها ذلك غاليا جدا.
_ ثانيا: ثم يقدم القنصل البديلَ الأمثل عن ذلك فيقول:
( إنه من الواضح أن جيشا يمكنه النزول في خليج سيدي فرج دون أن يجد أي عقبات تذكر،ومن هناك يمكنه في مرحلة واحدة أن يصل إلى الهضاب التي تسيطر على قصر الإمبراطور،وعندئذ سوف لا يجد عائقا في طريقه نحو هذا الحصن والاستيلاء عليه بالقوة،وذلك إما بتسلق أسواره،أو باستعمال الألغام لنسفها ).
إذن،يقترح وليام شالر في المرحلة الثانية أن يتم إنزال الجيش في الجانب الغربي من مدينة الجزائر،والذي يسمى بسيدي فرج،فلن يكون هناك كبير مقاومة،لأن جُلَّ الدفاعات الجزائرية ترتكز في الجانب الشرقي،وهذه الثغرة الوحيدة الخطيرة التي لم يتفطن لها الجزائريون في دفاعاتهم طوال ثلاثة قرون متوالية،فإذا تم ذلك،ونزل الجيش على الساحل كما ذكرنا،تقدم بسرعة نحو الموقع الذي يسمى حصن الإمبراطور،أو حصن مولاي الحسن،والذي يشرف على الجزائر العاصمة مباشرة،ثم يتم الاستيلاء عليه بالقوة.
_ ثالثا: يواصل القنصل وضع خطته فيقول:
( ومتى سيطر الجيش على هذا الحصن وثبَّت مدفعية قوية على الهضاب التي تشرف عليه،أصبح يسيطر على الموقف ).
ثم يتدارك خطته فيقول:
( وإنزال قوات في سيدي فرج لابد من أن يرافقه ظهور قوات بحرية في وسط الخليج للتمويه على العدو،وعقب ذلك تستسلم المدينة أو تؤخذ بالقوة ).
وما ذهب إليه القنصل في المرحلة الثالثة صحيح،فالسيطرة على موقع حصن مولاي الحسن يعني السيطرة على مدينة الجزائر،إذ تصبح هذه الأخيرة مكشوفة أمام نيران المدافع من الخلف،وعندها تسقط سريعا،أو تتدارك نفسها بالاستسلام.
على أن الجيش الذي يتبع هذه الخطة،عليه لزاما أن يضع بعض السفن الحربية في مواجهة المدينة من الشرق،لكي يتم خداع الجزائريين،وإيهامهم أن أسطول العدو قادم من أمامهم،بينما يقوم الجيش البري من الغرب بالمهمة الكبرى.
وقد وفر القنصل على الجيش الغازي عناء حساب مدة السير من سيدي فرج إلى العاصمة الجزائر،فقد قام بنفسه بحساب المدة،واستنتج أن المسافة تستغرق 3 ساعات تقريبا،إذ يقول:
( وهذه الطريق سلكتها على متن جوادي والساعة في يدي،في فترة من الزمن استغرقت ثلاث ساعات،وقد كنا خمسة عشر شخصا،وكنا نسير في غير عجلة ).
ثم يُطمئن القنصل شالر من يريد أن يغزو الجزائر،بأنه إذا اتبع هذه الخطة،وانتهى من العمليات الحربية،لن يجد صعوبة في التعويض عن الخسائر التي تُكبّدها الحملة،إذا قصد إلى خزينة الداي التي تحتوي على 50 مليون دولار،أي نحو ( 300 مليون فرنك فرنسي ).
وهذا ما حدث بالضبط،فقد كان الجزائريون ينتظرون قدوم الأسطول الفرنسي من الشرق،كما دأبت على ذلك الأساطيل الأوروبية، ولكن هذه المرة حدث العكس،فقد جاء الفرنسيون من الغرب،حسب خطة ويليام شالر.
نعم،جاء الغزو الفرنسي بعد 6 سنوات من ظهور هذا الكتاب،بل بعد سنة واحدة من ظهور الترجمة الفرنسية له،فقد نزل العدو الفرنسي على شاطئ سيدي فرج،ثم سيطروا على حصن الإمبراطور،ومنه طوقوا مدينة الجزائر من الخلف،مع ضعف المقاومة الجزائرية،فلم تستمر المقاومة سوى بضعة أيام فقط لتسقط المدينة استسلاما،وعندها قام الفرنسيون بآخر خطواتهم وهي نهب الخزينة الجزائرية التي كانت تحوي على حصيلة 3 قرون من الضرائب التي كانت تدفعها الدول،إضافة إلى مغانم المعارك التي كانت تخوضها الجزائر ضد أعدائها،وكل هذا حدث تماما كما تنبأ القنصل شالر ونصح به حرفيا.
ولكن، من الذي أعلم الفرنسيين بهذه الخطة؟
نعود إلى مصدر الخطة نفسها فنقول: إن القنصل عندما كان في الجزائر طوال 8 سنوات،كان يكتب مذكراته وما توصل إليه عن الجزائر كما ذكرنا أول المقال،وعندما عاد إلى الولايات المتحدة تم نشر هذه المذكرات على شكل كتاب.
والأهم من هذا كما يقول إسماعيل العربي مترجم الكتاب إلى العربية، أن شارل العاشر ملك فرنسا قد سمع بهذا الكتاب،فأمر مترجمه الخاص بأن يترجمه من الإنجليزية إلى الفرنسية،وجاء في مقدمة الترجمة الفرنسية ما يؤكد أن الفرنسيين قد استعانوا بما جاء في كتاب القنصل شالر حرفيا،إذ يقول المترجم الرسمي للملك الفرنسي في مقدمة ترجمته للكتاب:
( وأما ما ذكره المؤلف عن موقع مدينة الجزائر،وامتدادها وتحصيناتها،وضواحيها التي استكشف بعناية طوبوغرافيتها،فهو بدون شك سيكون موضع تقدير خاص من ضباط الجيش،وسيجدون فيه عونا كبيرا لتوجيه العمليات العسكرية ).
وبالفعل،استغل الفرنسيون ما وجدوه من معلومات حساسة عن الجزائر في هذا الكتاب،الذي وضعه القنصل ويليام شالر على غفلة من أهل الجزائر،والنتيجة احتلال دام 132 سنة.
يقول هذا القنصل الحاقد على كل ما هو جزائري:
( إن قراصنة البحر وقطاع طريق مثل الجزائريين،الذين يدفعهم غرور البربرية والجهل إلى احتقار الفنون والعلوم وما طرأ على المجتمع المتحضر من التقدم، لا يستحقون التفاتا من التاريخ،لولا أن قَدَرا غريبا يُخلّ بالشرف ويهين الحضارة،شاء أن يندمج هذا البلد في نظام أوروبا السياسي ).
وأقول أخيرا: هذا ما أردت أن أبينه في هذا الأمر باختصار،وإلا فالحديث ذو شجون.
وكتاب القنصل ويليام شالر متوفر بصيغة ( pdf ) لمن أراد قراءته،مع الحذر مما يطرحه هذا القنصل من معلومات مكذوبة أو مغلوطة،فهناك شروط وضوابط تُقرأ بها كتب غير المسلمين.

والله الموفق








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc