قصيدة خالدة للعلامة الشيخ ابن باديس .. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصيدة خالدة للعلامة الشيخ ابن باديس ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-05, 16:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Post قصيدة خالدة للعلامة الشيخ ابن باديس ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرى الاستقلال مرور50سنة
من منا لا يعرف هذه الابيات الشعرية المميزة

قصيدة رائعة للعلامة الشيخ السلفي عبد الحميد ابن باديس
قصيدة خالدة ومازالت لها أثر كبير في نفوسنا نحن الجزائريين
من منا لم تأثر فيه في صغره حينما ينشدها
يحس بعزة الاسلام وفخره
وعنفوان العربي بإسلامه شاخمخ و لغته وحريته
مهما كانت المغريات واغراء الغرب....

شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـب

مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ

أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ

يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ

خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ

وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ

وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ

وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ

وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ

مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ

أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ

هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ

حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ

هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ

فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ

*************************************
باب الإصلاح بما عنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالرد على الفرق المنحرفة كالطرق الصوفية أكثر من عنايتها بالرد على الإلحاد مع وجود الاستعمار الفرنسي قال البشير الإبراهيمي رحمه الله:
وإنك لا تبعد إذا قلت إن لفشو الخرافات وأضاليل الطرق بين الأمة أثرا كبيرا في فشو الإلحاد بين أبناء المتعلمين تعلما أوروبيا الجاهلين بحقائق دينهم لأنهم يحملون من الصغر فكرة عن هذه الأضاليل الطرقية في الدين وأن أهلها هم حملة الدين فإذا تقدم بهم العلم والعقل لم يستسغها منهم علم ولا عقل فأنكروها حقا وعدلا وأنكروا معها الدين ظلما وجهلا وهذه إحدى جنايات الطرقية على الدين. انتهى
وهل يتداوى المريض بتحذير الأصحاء من المرض أو ببذل أسباب الشفاء









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-07-05, 16:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أيها الإخوة الجزائريون الأبطال
عن مكتب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالقاهرة
الشيخ العلامة محمد البشير الابراهيمي ..........
لم تبق لكم فرنسا شيئا تخافون عليه ، أو تدارونها لأجله ، ولم تبق لكم خيطا من الأمل تتعللون به. أتخافون على أعراضكم وقد إنتهكتها ؟

أم تخافون على الحرمة وقد إستباحتها، لقد تركتكم فقراء تلتمسون قوت اليوم فلا تجدونه؟

أم تخافون على الأرض وخيراتها وقد أصبحتم فيها غرباء حفاة عراة جياعا ، أسعدكم من يعمل فيها رقيقا زراعيا يباع معها ويشترى، وحظكم من خيرات بلادكم النظر بالعين والحسرة في النفس؟ أم تخافون على القصور، وتسعة أعشاركم يأوون إلى الغيران كالحشرات والزواحف؟ أم تخافون على الدين؟ ويا ويلكم من الدين الذي لم تجاهدوا في سبيله، ويا ويل فرنسا من الإسلام، إبتلعت أوقافه وهدمت مساجده ، وأذلت رجاله، وإستعبدت أهله ، ومحت آثاره من الأرض، وهي تجهد في محو آثاره من النفوس.

أيها الإخوة المسلمون
الإستعمار الفرنسي الذي يعتبر الثقافة الإسلامية و العربية أخطر عليه من القنابل الفتاكة المخترعة حديثا من قبل الألمان , كان يرصد المشهد الجزائري بعناية و دقة , فأعتبر البشير الإبراهيمي خطرا على الأمن الثقافي الفرنسي و الذي في نظر الإستراتيجيين الفرنسيين سيجهز على كل ما صنعته فرنسا في الجزائر , فقام بإعتقال الإبراهيمي ونفيه إلى ولاية الأغواط . ولأن الشعب الجزائري العظيم كان متعلقا برموزه و أدلائه إلى طريق الكرامة والعزة والتحرير , فقد عينّ الإبراهيمي

رئيسا لجمعية العلماء بعد وفاة بن باديس رحمه الله . أطلق الجيش الفرنسي سراحه سنة 1943 ، و أعتقل ثانية بعد مذابح الجيش الفرنسي في حق الشعب الجزائري في 08 آيّار – مايو 1945 . لم يكتف الشيخ البشير الإبراهيمي بالوعظ والإرشاد و النصح والخطب المنبرية و إصلاح ذات البين والإفتاء , بل كان صحفيا لا يشّق له غبار , طوعّ اللفظة العربية و أرسلها في كل التراكيب البلاغية التي تخدم فكرته التي كانت ناصعة نصاعة بيانه .

أيدّ الشيخ البشير الإبراهيمي الثورة الجزائرية و إعتبرها خارطة الطريق الوحيدة و الأحدادية لإخراج الجزائر من الإستعباد الكولونيالي الفرنسي , و أصدر وهو في القاهرة هو و الشيخ الورتلاني بيانا واضح المعالم جاء فيه :

بسم الله الرحمان الرحيم

أيها المسلمون الجزائريون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حياكم الله وأحياكم، وأحيا بكم الجزائر، وجعل منكم نورا يمشي من بين يديها ومن خلفها. هذا هو الصوت الذي يسمع الآذان الصم ، وهذا هو الدواء الذي يفتح الأعين المغمضة، وهذه هي اللغة التي تنفذ معانيها إلى الأذهان البليدة، وهذا هو المنطلق الذي يقوم القلوب الغلف، وهذا هو الشعاع الذي يخترق الحجب والأوهام.

كان العالم يسمع ببلايا الإستعمار الفرنسي لدياركم ، فيعجب كيف لم تثوروا، وكان يسمع أنينكم وتوجعكم منه ، فيعجب كيف تؤثرون هذا الموت البطيئ على الموت العاجل المريح ، وكانت فرنسا تسوق شبابكم إلى المجازر البشرية في الحروب الإستعمارية ، فتموت عشرات الآلاف منكم في غير شرف ولا محمدة ، بل في سبيل فرنسا، وتوسيع ممالكها، وحماية ديارها، ولو أن تلك العشرات من الآلاف من أبنائنا ماتوا في سبيل الجزائر، لماتوا شهداء، وكنتم بهم سعداء

أيها الإخوة الجزائريون

أذكروا غدر الإستعمار ومماطلته.

إحتلت فرنسا وطنكم منذ قرن وربع قرن ، وشهد لكم التاريخ ، بأنكم قاومتموها مقاومة الأبطال، وثرتم عليها مجتمعين ومتفرقين نصف هذه المد ة. فما رعت في حربها لكم دينا ولا عهدا، ولا قانونا ولا إنسانية ، بل إرتكبت كل أساليب الوحشية من تقتيل النساء والأطفال والمرضى، وتحريق القبائل كاملة ، بديارها وحيواناتها وأقواتها .
ثم حاربتم معها وفي صفها، وفي سبيل بقائها نصف هذه المدة، ففتحت بأبنائكم الأوطان وقهرت بهم أعداءها، وحمت بهم وطنها الأصلي، فما رعت لكم جميلا ، ولا كافأتكم بجميل ، بل كانت تنتصر بكم ثم تخذلكم ، وتحيا بأبنائكم ثم تقتلكم كما وقع لكم معها في شهر مايو سنة1945م ، وما كانت قيمة أبنائكم الذين ماتوا في سبيلها وجلبوا لها النصر، إلا أنها نقشت أسماء بعضهم في الأنصاب التذكارية، فهل هذا هو الجزاء؟
طالبتموها بلسان الحق والعدل والقانون والإنسانية ، من أربعين سنة ، بأن ترفق بكم، وتنفس عنكم الخناق قليلا ، فما إستجابت ، ثم طالبتموها بأن ترد عليكم بعض حقوقكم الآدمية ، فما رضيت، ثم طالبتموها بحقكم الطبيعي، يقركم عليه كل إنسان ، وهو إرجاع أوقافكم ومعابدكم وجميع متعلقات دينكم ، فأغلقت آذانها في إصرار وعتو، ثم ساومتموها على حقوقكم السياسية بدماء أبنائكم الغالية التي سالت في سبيل نصرها، فعميت عيونها عن هذا الحق، الذي يقرره حتى دستورها، ثم هي في هذه المراحل كلها سائرة في معاملتكم من فظيع إلى أفظع.


***************

إن التراجع معناه الفناء. إن فرنسا لم تبق لكم دينا ولا دنيا، وكل إنسان في هذا الوجود البشري، إنما يعيش لدين ويحيا بدنيا، فإذا فقدهما فبطن الأرض خير له من ظهرها. و إنها سارت بكم من دركة إلى دركة، حتى أصبحت تتحكم في عقائدكم وشعائركم وضمائركم، فالصلاة على هواها لا على هواكم، والحج بيدها لا بأيديكم، والصوم برؤيتها لا برؤيتكم، وقد قرأتم وسمعتم من رجالها المسؤولين عزمها على إحداث ( إسلام جزائري ) ومعناه إسلام ممسوخ، مقطوع الصلة بمنبعه في الشرق وبأهله من الشرقيين. إن الرضى بسلب الأموال، قد ينافي الهمة والرجولة، أما الرضى بسلب الدين والاعتداء عليه فإنه يخالف الدين، والرضى به كفر بالله وتعطيل للقرآن. إنكم في نظر العالم العاقل المنصف لم تثوروا، وإنما أثارتكم فرنسا بظلمها الشنيع وعتوها الباغي، وإستعبادها الفظيع لكم قرنا وربع قرن، وامتهانها لشرفكم وكرامتكم، وتعديها المريع على مقدساتكم.

***********

إن أقل القليل مما وقع على رؤوسكم من بلاء الاستعمار الفرنسي يوجب عليكم الثورة عليه من زمان بعيد، ولكنكم صبرتم، ورجوتم من الصخرة أن تلين، فطمعتم في المحال، وقد قمتم الآن قومة المسلم الحر الأبي فنعيذكم بالله وبالإسلام أن تتراجعوا أو تنكصوا على أعقابكم، إن التراجع معناه الفناء الأبدي والذل السرمدي.

إن شريعة فرنسا، أنها تأخذ البرىء بذنب المجرم، وأنها تنظر إليكم مسالمين أو ثائرين نظرة واحدة، وهي أنها عدو لكم وأنكم عدو لها، ووالله لو سألتموها ألف سنة لما تغيرت نظريتها العدائية لكم، وهي بذلك مصممة على محوكم ومحو دينكم وعروبتكم وجميع مقوماتكم.

إنكم مع فرنسا في موقف لا خيار فيه، ونهايته الموت، فاختاروا ميتة الشرف على حياة العبودية التي هي شر من الموت.

إنكم كتبتم البسملة بالدماء في صفحة الجهاد الطويلة العريضة، فاملأوها بآيات البطولة التي هي شعاركم في التاريخ، وهي إرث العروبة والإسلام فيكم.

ما كان لمسلم أن يخاف الموت، وهو يعلم أنها كتاب مؤجل، وما كان للمسلم أن يبخل بماله أو مهجته، في سبيل الله والانتصار لدينه، وهو يعلم أنها قربة إلى الله، وما كان له أن يرضى الدنية في دينه إذا رضيها في دنياه. اخلصوا العمل واخلصوا بصائركم في الله، واذكروا دائما وفي جميع أعمالكم، ما دعاكم إليه القرآن من الصبر في سبيل الحق، ومن بذل المهج والأموال في سبيل الدين، واذكروا قبل ذلك كله قول الله: أنفروا خفافا وثقالا و جاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذالكم خير لكم إن كنتم تعلمون التوبة: ٤١، وقول الله : كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله و الله مع الصابرين البقرة: ٢٤٩.



********

أيها الإخوة الأحرار

هلموا إلى الكفاح المسلح

إننا كلما ذكرنا ما فعلت فرنسا بالدين الإسلامي في الجزائر، وذكرنا فظائعها في معاملة المسلمين، لا لشىء إلا لأنهم مسلمون، كلما ذكرنا ذلك احتقرنا أنفسنا واحتقرنا المسلمين، وخجلنا من الله أن يرانا ويراهم مقصرين في الجهاد لإعلاء كلمته، وكلما استعرضنا الواجبات وجدنا أوجبها وألزمها في أعناقنا، إنما هو الكفاح المسلح فهو الذي يسقط علينا الواجب، ويدفع عنا وعن ديننا العار، فسيروا على بركة الله، وبعونه وتوفيقه إلى ميدان الكفاح المسلح، فهو السبيل الواحد إلى إحدى الحسنيين، إما موت وراءه جنة، وإما حياة وراءها العزة والكرامة.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عن مكتب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالقاهرة

محمد البشير الإبراهيمي والفضيل الورثلاني

القاهرة: 15 نوفمبر1954م

توفي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في أيار – مايو 1965










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-05, 18:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محب السلف الصالح
عضو فضي
 
الصورة الرمزية محب السلف الصالح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-06, 06:55   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
abedalkader
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية abedalkader
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
تذكرة في وقتها ومحلها
بهذه الكلمات وتلك العبارات
يمكن ان نحيي مجد امتنا
نحن في غنى عن كل راقص وراقصة
عن كل تافه يحيي ذكرى امتنا

فقط
كانوا رجالا
نعم
كانوا رجالا










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-06, 07:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2012-07-07, 10:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عياد محمد العربي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله اخي الفاضل شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-07, 10:34   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-07, 10:36   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abedalkader مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
تذكرة في وقتها ومحلها
بهذه الكلمات وتلك العبارات
يمكن ان نحيي مجد امتنا
نحن في غنى عن كل راقص وراقصة
عن كل تافه يحيي ذكرى امتنا

فقط
كانوا رجالا
نعم
كانوا رجالا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي
ان نار الحرقة والغيظ تتأجج في نفوس المؤمنة
من واقنا الأليم فصبرا والله المستعان
وأشهد أن لا إله إلا الله فضل المجاهدين على القاعدين درجة وأجرا «وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما» التوبة 94.

وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين


اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا


فأنزلن سكينة علينا

وثبت الأقدام إن لاقينا


والمشركون قد بغوا علينا


وإن أرادوا فتنة أبينا









رد مع اقتباس
قديم 2012-07-07, 10:39   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي




أيها المؤمنون إن الجهاد في سبيل الله هو طريق النصر للمسلمين في تاريخهم الطويل ولا يزال إلى اليوم هو الطريق السوي لحريتهم وتثبيت استقلالهم.

قال تعالى: «أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير» الحج 39.

إن هذه أول آية أذن فيها بالجهاد في السنة الثانية من الهجرة وكانت "غزوة بدر" أولى الغزوات وأولى المعارك والمحطة الأولى من محطات الجهاد ولقد عرف أسلافنا معنى هذه الآية فهبّوا مسرعين إلى الدفاع عن دينهم ووطنهم وحريتهم وكرامتهم فكانت الثورات المتعاقبة بدءا من ثورة الأمير التي دامت سبع عشرة سنة وثورة أحمد باي ثم توالت الثورات الشعبية هنا وهناك حتى سنة 1895، وفي هذه الحقبة الزمنية تعرض الشعب الجزائري للتعذيب والتنكيل كالإبادة الجماعية والتجويع والقهر والتجنيد الإجباري للجزائريين والزج بهم في الحروب والنفي والإبعاد إلى عشرات آلاف الكيلومترات في جزر المحيط الهادي.

وفي مطلع القرن العشرين وفي العقد الأول ظهرت المقاومة السياسية التحزبات واخرى غير ذلك كل وتوجهه حسب التوعية الجماهير ولما نضجت الفكرة تحرك الشعب لكن الإبادة تلاحقه، ففي الثامن من ماي سنة 1945 قمعت الانتفاضة وسقط ضحايا بأعداد كبيرة، وتيقن الثوار أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

وتهيأت الظروف وبزغ فجر نوفمبر 1954 وطويت صفحة اللوم والعتاب

يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
فاستعدي وخذي منا الجواب


ولعلع صوت الرصاص ونادت ريات الجهاد على كل اطيافه ومفهومه وتحزباته وخبياه في القرى والمدن الجبال والوهاد والصحاري والسهوب بصيحات كثيرة النقطة المفهومة والمعروفة والنهر الذي يلتقون فيه جزائر حرة ابية..

فاندكت حصون المستعمر وارتعدت فراسيهم وتزلزلت أركانهم ولم تمض سنوات حتى طويت صفحة الشعارات (الجزائر فرنسية) واعترف الكيان الفرنسي بالوجود الجزائري في المحافل الدولية وبدأت المفاوضات.

وأطل علينا يوم التاسع عشر من مارس 1962 بقراره القاضي بتوقيف القتال ووضعت الحرب أوزارها وتوالت البشائر بالنصر المبين وحق لنا أن نسميه يوم النصر (وكفى الله المؤمنين القتال).

أيها المؤمنون:

هذا هو اليوم الأزهر الأنور الأغر المحجل، وهذا هو اليوم المشهود في تاريخ بلادنا وهذا اليوم الغرة اللائحة في وجه ثورتنا االتي أدهشت كل العالم والشعوووب الارادة القوية والعزيمة والصمود وهذا هو التاج المتألق في مفرقها والصحيفة المذهبة الحواشي والطرر من كتابها.

أيّها المؤمنون لولا فضل الله علينا ونصره ووقوفه مع فئة مؤمنة آمن بالله ورسوله وآمنت بعزة المسلم العربي فضحت ... لما كان نوفمبر ولما كان مارس ولما كان يوليو الذي كان شهرا للاحتلال فحوله نوفمبر شهر الاستقلال.
بل التمكين من الله سبحانه ...


فالذي لا يجاهد ولا يحدث به نفسه منافقا روى مسلم وأبو داود والنسائي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق".

فلنتق الله أيها المؤمنون ولنجاهد أنفسنا تأسيا بأسلافنا فجهاد النفس أكبر الجهاد فالذي لا يجاهد نفسه لا يستطيع جهاد عدوه كما ورد في الأثر (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر).

فجهادنا يجب أن يكون تعاونا يثمر المنفعة وإخلاصا يهون العسير وتوفيقا ينير السبيل وتسديدا يقيم الرأي ويثبت الأقدام وحكمة مستمدة من تعاليم الإسلام.

وعزيمة تقطع دابر الاستعمار من النفوس، بعد أن قطعت دابره من الوطن «والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين» العنكبوت 69.



الحمد لله يؤيد بنصره المخلصين ويحق الحق بكلماته ويقطع دابر المبطلين وأشهد أن لا إله إلا الله نصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده «و لقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورن وإن جندنا لهم العالبون» الصافات171 - 173. وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله جاهد في الله حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه جند الحق وحزب الإيمان.



أيها المؤمنون، حرى بنا ونحن نحتفل بعيد النصر أن نستذكر مآثر من جاهدوا ونتأسى بهم ونقتفي آثارهم في حب الوطن قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - رحمه الله - (إن الاستعمار كالشيطان الذي قال فيه نبينا - صلى الله عليه وسلم:" إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه رضي أن يطاع فيما دون ذلك".

أيها المؤمنون، إذا عدت الأيام ذوات السمات والغرر في تاريخ الجزائر فسيكون هذا اليوم أوضحها سمة وأطولها غرة وأثبتها تمجيدا، والفضل في ذلك يعود إلى الذين رفعوا راية الجهاد وصدقوا ما عهدوا الله عليه «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» الأحزاب23.سواء قلة أو كثرة فالله ينصر عباده المخلصين ....

فلنتق الله أيها المؤمنون ولنحي هذه الذكريات الخالدة بالوفاء لهؤلاء من قضو نحبهم ..فاليرحمم الله جميع المسلمين من كان جهاده في سبيل الله أولا ......فاليتغمدهم الله برحمته ...وجزاهم الله على ماقدموهم من أجلنا نحن أجيال الاستقلال ......

وفق الله أولياء الأمور جميعا وأجرى الخير على أيديهم وجمع أيديهم على خدمة الوطن وقلوبهم على المحبة لأبناء الوطن وجعلهم متعاونين على البر والتقوى غير متعاونين على الإثم والعدوان. قال تعالى «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم آمنا يعبدوني لا يشركون بي شيئاو من كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون» النور55.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-01, 17:13   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
لمعة السيف
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية لمعة السيف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخواني في الله سأبدأ بإذن الله تعالى بنشر سير أعلام الجزائر الذين لا نعرف عنهم أي شيئ ، وأول شخصية نتناولها بالدراسة العلامة الفذ الشيخ عبد الحميد بن باديس - رحمه الله -
نحن معشر طلاب العلم- مما نشروا من علم نقي صحيح، و دافعوا عن جناب الســــــنة و التوحيد في بلادنا الحبيبة، من هجمات عتاة الأعداء منالصوفيين و المستعمرين الفرنسيين ؛ و اعترافًا بفضله الذي لا يجحده إلا مكابر ! و لا ينكره إلا كنود حسود !! و إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل !!

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)

إسمه و نسبه:
هو عبد الحميد بن محمد بن مكي بن باديس الصنهاجي.
و ينتهي نسبه إلى المعز بن باديس مؤسس الدولة الصنهاجية الأولى التي خلفت الأغالبة على مملكة القيروان.

مولده:
ولد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة يوم الأربعاء 10 ربيع الثاني 1308 الموافق لـ 4 / 12/ 1889م.
ووالده: محمد مصطفى بن باديس، صاحب مكانة مرموقة و شهرة واسعة.
و أمّــــه:السـيدة زهيرة بنت علي الأكحل بن جلول.
- نشأته العلمية و أعماله:
- حفظ القرآن الكريم على الشيخ المدّسي ، و لَمَّا يبلغ الثالثة عشر من عمره.
- أخذ مبادئ العلوم الشرعية و العربية على الشيخ حمدان الونّيسي.
- سافر إلى جامع الزيتونة بتونس و غيرهما ليلقي بعض الدروس في(الجامع الكبير)بقسنطينة من كتاب(الشفاء)للقاضي عياض رحمه الله، لكنه سرعان ما مُنع.
- في عام 1913م غادر قسنطينة متوجهًا إلى الحجاز لأداء فريضة الحج.
- في المدينة التقى بأستاذه حمدان الونّيسي، كما تعرّف على الشيخ محمد البشير الإبراهيمي.
- رجع ابن باديس إلى قسنطينة ليباشر التعليم في : ( جامع الأخضر)بسعي من والده لدى الحكومة.
- وفي(الجامع الأخضر)ختم تفسير القرآن تدريسًا في ربع قرن، كما أتمَّ شرح كتاب(الموطأ)لإمام دار الهجرة مالك ابن أنس رحمه الله تعالى تدريسًا أيضًا.
أصدر بعد تأسيس( المطبعة الجزائرية الإسلامية)عدّة جرائد من أشهرها:

المنتقد، الشهاب، السنة، الشريعة، الصراط، البصائر،لتبليغ الدعوة الإصلاحية السلفية.
وفي سنة 1931م تمّ تأسيس(جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) فعين الشيخ عبد الحميد رئيسًا لها.
-أسس بموازاة إخوانه المصلحين المساجد و المدارس الحرّة و النوادي العلمية في شتى أنحاء القطر الجزائري.
شيوخه:
من أشهرهم بقسنطينة: الشيخ حمدان الونيسي، و بتونس: العلامة محمد النخلي، و الشيخ الطاهر بن عاشور، و محمد بن القاضي، و محمد الصادق النيفر، و بلحسن النجار، و غيرهم من علماء الزيتونة الأعلام.
و بالمدينة الشيخ أحمد الهندي.
و بمصر: شيخاه بالإجازة: العلامة محمد بخيت المطيعي، و الشيخ أبو الفضل الجيزاوي.
تلاميذته:
وهم كثيرون، من أبرزهم: العلامة الشيخ مبارك الميلي مؤلف(رسالة الشرك و مظاهــره) و (تاريخ الجزائر)، و الشيخ الفضيل الورتلاني، و موسى الأحمدي و الهادي السنوسـي ، و باعزيز بن عمر، ومحمد الصالح بن عتيق ، و محمد صالح رمضان و غيرهم.
ثناء أهل العلم و الفضل عليه:
قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي: " باني النهضتين الفكرية و العلمية بالجزائر، وواضع أسسها على صخرة الحق و قائد زحوفها المغيرة إلى الغايات العليا، و إمام الحركة السلفية، و منشئ مجلة(الشهاب) مرآة الإصلاح و على التفكير الصحيح، و محيي دوارس العلم بدروسه الحية، ومفسّر كلام الله على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة وم لقّن مباديها، عالم البيان وفارس المنابر، الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد بن باديس"
- و قال الشيخ مبارك الميلي:" الأستاذ العظيم و المرشد الحكيم، عدّتنا العلميـــــــــــة و عمدتنا الإصلاحية".
- - و قال الشيخ الطيب العقبي: " المصلح الفذّ، و العلامة الذي ما أنجبت الجزائر- منذ أحقاب- مثله إلا قليلاً"
عقـــيــدتـــه:
كان العلامة ابن باديس سلفيًّا، متمسكًا بالكتاب الكريم و السنّة الصحيحة، مُعتدًّا بفهم السلف الصالح لهما، وقد قرّر ذلك في أكثر من مناسبة، منها ما حرّره في خاتمة(رسالة جواب سؤال عن سوء مقال)حين قال رحمه الله: " .. الواجب على كل مسلم في كل مكانٍ و زمانٍ أن يعتقد عقدًا يتشرّبه قلبُه، و تسكن له نفسه، و ينشرح له صدرُه، و يلهج به لسانُه، و تنبني عليه أعمالُه، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان و قواعد الإسلام و طرائق الإحسان، إنّما هو في القرآن و السنّة الصحيحة و عمل السلف الصالح، من الصحابة و عمل السلف الصالح، من الصحابة و التابعين و أتباع التابعين، و أن كلّ ما خرج عن هذه الأصول و لم يحظ لديها بالقبول –قولًا كان أو عملاً أو عقدًا أو حالاً- فإنّه باطل من أصله ، مردود على صاحبه، كائنًا من كان، في كل زمان أو مكان ... "
آثـــــــــاره:
لم يصل إلينا منها سوى:
1 – (تفسير ابن باديس)أو (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير).
2 – (من هدي النبوة)أو(مجالس التذكير من كلام البشير النذير صلى الله عليه و سلم).
3 – (رجال السلف و نساؤه).
4 – (القصص الهادف).
5- (العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية).
6 – (مبادئ الأصول).
7 – (رسالة جواب سؤال عن سوء مقال).
8 – (العواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي المالكي)تحقيق و تقديم.
كما جُمعت مقالاته في(الشهاب) و (البصائر)غيرهما و نشرت ضمن آثاره غير مرّة.
وفــــــاتــــه:
توفي الشيخ عبد الحميد بن باديس – بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال –مساء الثلاثاء 8 ربيع الأول سنة 1359هـ الموافق لـ 16 / 4 / 1940م، و دفن في روضة أسرته، بحي الشهداء قرب مقبرة قسنطينة.
رحمه الله رحمة واسعة و غفر له
الكاتب ابو طلحة جمال الدين السلفي










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-01, 17:13   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
لمعة السيف
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية لمعة السيف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إصلاح العقيدة هو أسـاس كلّ إصلاح، فقد قال الإمام مـالك ـ رضي الله عنه ـ : "لا يصلح أمر هذه الأمَّة إلا بما صلح به أوَّلها". وهو الشعار الذي رفعه المصلحون في الجزائر، وجسَّدوه في أقوالهم وأفعالهم، وكتاباتهم، فها هو الشيخ مبارك الميلي ـ مؤرِّخ الجزائر وأحد علمائها ـ يكتب في العشرينيات من القرن الماضي في أحد أعداد جريدة (المنتقد) :"من حاول إصلاح أمَّة إسلامية بغير دينها، فقد عرَّض وحدتها للانحلال وجسمها للتلاشي، وصار هادماً لعرشها بنيَّة تشييده".

كان هذا هو منهج الإمام البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ الذي التزمه طيلة حياته المحتشدة بالأحداث الجسام، والتحوُّلات العظيمة، والجهاد لعودة المجتمع الجزائري إلى ينابيعه الأصيلة، واضطلاع المرأة الجزائرية بدورها في نهضة المجتمع المسلم.

وُلد الإمام محمد البشير طالب الإبراهيمي بقرية "رأس الوادي" التابعة لمدينة "سطيف" بالشرق الجزائري في 14يونيو عام1889م في بيت علم ودين، وقد أتمَّ حفظ القرآن الكريم على يد عمّه الشيخ المكي الإبراهيمي الذي اكتشف مواهبه المتعددة في وقت مبكر، وكان له فضل تربيته وتكوينه حتى جعل منه ساعده الأيمن في تعليم الطلبة.

في عام 1911م لحق الإبراهيمي بوالده الشيخ السعدي الابراهيمي الذي هاجر إلى المدينة المنوَّرة عام 1908م هرباً من ويلات الاحتلال الفرنسي، وقد مرَّ في طريقه إلى المدينة بمصر وأقام فيها ثلاثة أشهر، التقى خلالها عدداً من علمائها، وأدبائها، وحضر بعض دروس العلم في الأزهر الشريف.

وعندما استقر في المدينة المنوَّرة، درس على كبار علمائها علوم التفسير، والحديث، والفقه، والتراجم، وأنساب العرب، وأمهات كتب اللغة والأدب، وبعد فترة من الدرس والتحصيل أصبح يلقي دروساً على طلبة العلم في الحرم النبوي الشريف، ويقضي أوقات فراغه في المكتبات العامة والخاصة بحثاً عن المخطوطات.

عاد الإبراهيمي إلى الجزائر مرَّة أخرى عام 1920م بعد سفره إلى دمشق والمكوث بها ثلاث سنوات لتدريس الآداب العربية في المدرسة السلطانية (مكتب عنير). وعند عودته إلى الجزائر كان مشغولاً بفكرة وجود حركة تحيي الإسلام في وطنه، وتنشر العلم، وتبعث شباب وفتيات الأمَّة. أُعجب بعد وصوله بالنتائج المثمرة التي حققها الإمام عبدالحميد بن باديس رحمه الله، الذي سبق أن التقاه بالمدينة المنوَّرة في موسم الحج عام 1913م. فكان هذا اللقاء مقدِّمة اللقاء الأخير الذي رأى ثماره بين الجزائريين، فأسَّس والشيخ ابن باديس جمعية "العلماء المسلمين الجزائريين" في 1931م، كردّ فعل إيجابي على احتفال فرنسا بمرور قرن على احتلال الجزائر، وقد أيقنت فرنسا أنَّ الجزائر أصبحت قطعة منها إلى الأبد، نصرانية الدين، فرنسية اللسان. وجاء شعار الجمعية صارخاً مدوِّياً في وجه فرنسا، راسماً طريق الخلاص منها. كانت عبارات الشعار تقول :"الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا".

وضع الإبراهيمي دستور الجمعية، وقانونها الأساسي، وأصبح نائباً لرئيسها الإمام ابن باديس، ثمَّ تكفَّل بالمقاطعة مع الغرب عام 1933م واختار مدينة تلمسان مركزاً لنشاطه المكثَّف، وأسس فيها مدرسة "دار الحديث" سنة 1937م وبناها على نسق هندسي أندلسي أصيل، فكانت مركز إشعاع ديني وعلمي وثقافي.

لم يكن الفرنسيون ليغضوا الطرف عن هذا الطوفان الثائر، الذي حرَّك الناس واجتذبهم إليه، فحاولوا إغراءه واحتواءه وترويضه، فلم يجدوا له سبيلاً، فأعادوا الكرَّة بتثبيطه وعرقلة مسيرته، فلم يُفلحوا ! وبعد عدَّة محاولات قررت سلطات الاحتلال نفيه إلى قرية آفلو في الجنوب الغربي من الجزائر في مطلع الحرب العالمية الثانية.

بعد أسبوع من نفيه تلقَّى خبر وفاة رفيقه الإمام عبدالحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ وخبر اجتماع أعضاء الجمعية، وانتخابهم إياه رئيساً للجمعية برغم الضغوط الفرنسية الرامية إلي انتخاب غيره، فتحمَّل مسؤولية قيادة الجمعية غيابياً، وتولَّى إدارتها بالمراسلة طوال الأعوام الثلاثة التي قضاها في منفاه.

وبعد إطلاق سراحه عام 1943م أصبح قائداً للحركة الدينية والعلمية والثقافية في الجزائر، يجوب ربوعها معلِّماً وموجِّهاً ومرشداً، يوحِّد الصفوف ويؤسِّس المدارس والمساجد والنوادي، ويهيئ العقول لساعة الصفر التي كانت تخطط لها نخبة من الحركة السياسية.

وفي أثناء إعداده للشباب والرجال، لم ينس الإبراهيمي الفتيات والنساء، فكان يقول:"المرأة المسلمة موضوع ذو شعب: جهلها، تربيتها، تعليمها، حجابها، وظيفتها في البيت. والرجل المسلم موضوع أكثر تشعُّباً، والشاب المسلم موضوع، والطفل كذلك. كانت المرأة المسلمة في الجزائر ـ إلى عهد قريب لا يتجاوز أربعين سنة ـ من محاضرة ألقاها عن المرأة عام 1953م ـ محرومة من كلّ ما يسمَّى تعليماً، إلا شيئاً من القرآن يؤدِّي إلى معرفة القراءة والكتابة البسيطة، وهذا النوع على سذاجته خاص ببعض بيوت العلم، ولا يجاوزون بالبنت فيه الثانية عشرة من عمرها، والسبب في هذه الحالة نزعة قديمة خاطئة راجت بين المسلمين، وهي أنَّ تعليم البنت مفسدة لها، ويلوك أصحاب هذه النزعة آثاراً مقطوعة الأسانيد، مخالفة لمقاصد الشريعة العامة.

هذه هي علَّة العلل في الحالة التي أفضت بالمرأة المسلمة إلى هذه الدرجة، التي ما زالت عقابيلها سارية في المجتمع الإسلامي، وما زالت لطخة عار فيه، وإنَّ المرأة إذا تعطَّلت عطَّلت الرجل، وإذا تأخَّرت أخَّرته، ولا سبب لانحطاط المرأة عندنا إلا هذا الضلال الذي شوَّه الدين وقضى على المرأة بالخمول، فقضت على الرجل بالفشل، وكانت نكبة على المسلمين".

وكان يدعو الآباء والشباب إلى الزواج للحفاظ على تماسك المجتمع الجزائري وعفّته، وتكثير سواد المسلمين في مواجهة الطغيان الصليبي الذي اجتاح الديار، فكان ينادي في الآباء قائلاً: "يا أيُّها الآباء.. يسِّروا ولا تعسِّروا، وقدِّروا لهذه الحالة عواقبها وارجعوا إلى سماحة الدين ويسره وإلى بساطة الفطرة ولينها. إنَّ لبناتكم مزاحمات في السوق على أبنائكم ـ يقصد بنات المحفل ـ وإنَّ معهن من الإغراء والفنون ما يضمن لهن الغلبة في الميدان، فحذار أن يغلب ضعفهن قوتكم". ثمَّ يوجِّه خطابه للشباب يحضُّهم على الزواج والحرص عليه، فيقول :"أيُّها الشبان إنَّكم لا تخدمون وطنكم وأمَّتكم بأشرف من أن تتزوَّجوا، فيصبح لكم عرض تدافعون عنه، وزوجات تحامون عنها، وأولاد يوسعون الآمال، هنالك تتدرَّبون على المسؤوليات، وتشعرون بها، وتعظم الحياة في أعينكم، إنَّ الزوجة والأولاد حبال تربط الوطني بوطنه وتزيد في إيمانه، وإنَّ الإعراض عن الزواج فرار من أعظم مسؤولية، قد كان أجدادكم العرب يضعون نساءهم وذراريهم خلف ظهورهم في ساعة اللقاء لئلا يفرُّوا.. وهذا هو الحفاظ".

وكانت القضايا الاجتماعية وقضايا المرأة على وجه الخصوص من أوَّل القضايا التي استرعت انتباهه، ذلك أنَّ المرأة هي عمق أيّ مجتمع وهي حاضنته، منها الانطلاقة وإليها الأوبة، فكان يركِّز عليها ويفعِّل دورها ويجعلها محوراً مهماً في مقاومة المحتل.

سافر الإبراهيمي إلى المشرق العربي عام 1952م ممثلاً لجمعية العلماء، ليسعي لدى الحكومات العربية لقبول بعثات طلابية جزائرية في معاهدها وجامعاتها، وطلب الإعانة المادية والمعنوية للجمعية، حتى تستطيع مواصلة أعمالها وجهادها، وقد اتخذ من مصر منطلقاً لنشاطه، ورعى فيها أوَّل البعثات الطلابية، وكان سفيراً للجزائر وصوتها المدوِّي، يلقي المحاضرات والدروس في المراكز الإسلامية، والأحاديث الإذاعية في الإذاعة، قبل الثورة وفي أثنائها، يدعو الشعب إلى الالتفاف حول الثورة المسلحة، وخوض غمار الجهاد المقدَّس ضد الاحتلال، والتضحية بالنفس والنفيس، فكان هذا النداء إسكاتاً لكلّ من يريد التشكيك في شرعية الجهاد باسم الإسلام، ودفعاًَ قوياً للثورة الوليدة.

عاد الإبراهيمي إلى وطنه بعد استعادته، واستقلاله، وقد اضطرته الأوضاع إلى التقليل من نشاطاته بسبب تدهور صحته من جهة، وبسبب سياسة الدولة التي شعر أنَّها حادت عن الاتجاه الإسلامي من جهة أخرى، فانحصر نشاطه في أمرين:

الأوَّل: إلقاء أوَّل خطبة جمعة بعد الاستقلال، افتتح بها مسجد "كتشاوة" الذي عاد كما كان مسجداً بعد أن حوَّله الاحتلال الفرنسي إلى كاتدرائية، طوال قرن وثلث قرن.

الأمر الثاني: إصداره بياناً في 16 أبريل 1964م دعا فيه السلطة آنذاك إلى العودة إلى الحكمة والصواب، وإلى جادَّة الإسلام، بعد أن رأى البلاد تنحدر نحو الحرب الأهلية، وتنتهج نهجاً ينبع من مذاهب دخيلة مضادة لعقيدة الشعب الجزائري وجذوره.

وفي يوم 20مايو1964م توفى الإمام المجاهد محمَّد البشير عن ست وسبعين سنة قضاها في العلم والجهاد، ودعوة العباد للعودة إلى خالقهم، فاللهمّ ارحم عبدك البشير رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-01, 17:38   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
SADSAD
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية SADSAD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
رحم الله شيخنا الجليل
وجزاه الله عنا خير الجزاء
إلا أني أدعو اخواني أن ينقلو عنه وعن سيرته بأمانة
ليستفيد منهم جيلا بعد جيل
فلا يكتبوعنه إلا ما تبث حتى لا نظلم شيخنا حتى وهو ميت
جزام الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2013-10-01, 18:15   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*زينب*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في غاليتنا المميزة جمانة السلفية حفظك الله زينب مرت من هنا










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-01, 18:16   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*زينب*
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة البدعة

قال في الآثار (5 / 154) : "البدعة كل ما أحدث على أنه عبادة وقربة ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وكل بدعة ضلالة".

وقال رحمه الله (1 / 224) : "من أبين المخالفة عن أمره صلى الله عليه وسلم وأقبحها الزيادة في العبادة التي يتعبد لله بها على ما مضى من سنته فيها ، وإحداث محدثات على وجه العبادة في مواطن مرت عليه ولم يتعبد بمثل ذلك فيها ، وكلا هذين زيادة وإحداث مذموم ، يكون مرتكبه كمن يرى أنه اهتدى إلى طاعة لم يهتد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبق إلى فضيلة قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، وكفى بهذا وحده فتنة وبلاء ، ودع ما يجر إليه من بلايا أخرى ".



أنواع البدع

أولا : البدع الحقيقية

قال رحمه الله في الآثار (1 / 87) : »من الناس من يخترع أعمالا من عند نفسه ويتقرب بها إلى الله ، مثل ما اخترع المشركون عبادة الأوثان بدعائها والذبح عليها والخضوع لديها ، وانتظار قضاء الحوائج منها ، وهم يعلمون أنها مخلوقة لله مملوكة له ، وإنما يعبدونها -- كما قالوا -- لتقربهم إلى الله زلفى ،... وكما اخترع طوائف من المسلمين الرقص والزمر والطواف حول القبور والنذر لها والذبح عندها ونداء أصحابها وتقبيل أحجارها ونصب التوابيت عليها وحرق البخور عندها وصب العطور عليها ، فكل هذه اختراعات فاسدة في نفسها لأنها ليست من سعي الآخرة الذي كان يسعاه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده فساعيها موزور غير مشكور «.

وقال في الآثار (5 / 155) : »الأوضاع الطرقية بدعة لم يعرفها السلف ، ومبناها كلها على الغلو في الشيخ ، والتحيز لاتباع الشيخ ، وخدمة دار الشيخ وأولاد الشيخ ، إلى ما هنالك من استغلال وإذلال وإعانة لأهل الإذلال والاستغلال ، ومن تجميد للعقول وإماتة للهمم وقتل للشعور وغير ذلك من الشرور «.

ثانيا : البدع الإضافية (تقييد العبادة)

قال في الآثار (2 / 57) : «إن ما ورد من العبادة مقيدا بقيده يلتزم قيده ، وما ورد منها مطلقا يلتزم إطلاقه ، فالآتي بالعبادة المقيدة دون قيدها مخالف لأمر الشرع ووضعه ، والآتي بالعبادة المطلقة ملتزما فيه ما جعله بالتزامه كالقيد مخالف كذلك لأمر الشرع ووضعه وهو أصل في جميع العبادات ». ومنه قال رحمه الله عن تقييد زيارة القبور بوقت معين (3 / 235) : »وكذلك التزامها في وقت مخصوص بشكل مخصوص كما تلتزم الطاعات التي فرضها الشارع وجعل لها أوقاتا ، فإن هذا ليس مما يتسع له صدر الدين ، ولا مما كان في عهد السلف الصالحين ، ولا سيما مع التكلف الذي كثر من يرتكبه بإلزام وبغير إلزام «.

أحكام البدعة


أولا : البدعة غير مقبولة
قال رحمه الله في الآثار (1 / 370) : »مرجع الإسلام في أصوله وفروعه إلى القرآن وهو وحي من الله وإلى السنة النبوية وهي وحي أيضا لقوله تعالى : (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وكل دليل من أدلة الشريعة فإنه يرجع إلى هذين الأصلين ولا يقبل إلا إذا قبلاه ودلا عليه ، وكل شيء ينسب إلى الإسلام ولا أصل له فيهما فهو مردود على قائله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ».

ثانيا : البدعة كلها ضلالة وصاحبها آثم


قال رحمه الله في الآثار (3 / 275) : »إن الذي ابتدع مثل هذه البدعة التي هي تقرب فيما لم يكن قربة كأنه يرى أن طاعة الله تنقص هذه الشريعة فهو يستدركها ، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم خفيت عليه قربة هو اهتدى إليها أو لم تخف عليه ولكنه كتمها ، وهذه كلها مهلكات لصاحبها فلا يكون ما أوقعه فيها من ابتداع تلك التي يحسبها قربة إلا محرما ، وقد قال مالك فيما سمعه منه ابن الماجشون : "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول : (اليوم أكملت لكم دينكم) ، فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا "وهذا من جهة النظر المؤيد بكلام مالك ، وأما من جهة الأثر فقد جاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته : "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" ، وفيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا "، ووجه الدليل من الحديثين أنه سمى في الحديث الأول البدعة شرا وضلالا فعم ولم يخص ، وأثبت الإثم لمرتكب الضلالة والداعي إليها ، والإثم لا يكون إلا في الحرام فيكون النظر هكذا كل بدعة ضلالة وكل ضلالة يؤثم صاحبها ، فكل بدعة يؤثم صاحبها ، وكل ما يؤثم عليه فهو حرام فكل بدعة حرام «.

ثالثا : المبتدع لا يستحق أن يقتدى به
قال رحمه الله في الآثار (1 / 320) : «فالذين أحدثوا في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح لم يقتدوا بمن قبلهم فليسوا أهلا لأن يقتدى بهم من بعدهم ، فكل من اخترع في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح فهو ساقط عن رتبة الإمامة».

شبهات أهل البدع


أولا : قولهم أين الدليل على البدعية؟

قال رحمه الله (3 / 295) : »الاستدلال بترك النبي صلى الله عليه وسلم أصل عظيم في الدين ، والعمل النبوي دائر بين الفعل والترك ، ولهذا تكلم علماء الأصول على تركه كما تكلموا على فعله ، وقد ذكرنا جملة من كلامهم فيما قدمنا ​​، غير أن تقرير هذا الأصل الذي يهدم بدعا كثيرة من فعل ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مما يتأكد مزيد تثبيته وبيانه ، إذ بالغفلة عنه ارتكبت بدع وزيدت زيادات ليست مما زيدت عليه في شيء «. وقال رحمه الله في حكم قراءة القرآن على الموتى عند الاحتضار وعند الدفن وبعده (3 / 273) : »وإذا كان ترك القراءة هو السنة فالقراءة قطعا بدعة ، إذ ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من القربات ففعله سنة وما تركه مما يحسب قربة مع وجود سببه فتركه هو السنة وفعله قطعا بدعة ، والقراءة في هذه المواطن الثلاثة التي حسب أنها قربة قد وجد سببها في زمنه فمات الناس وشيع جنائزهم وحضر دفنهم ولم يفعل هذا الذي حسب اليوم قربة ، ومن المستحيل شرعا أن يترك قربة مع وجود سببها بين يديه ، ثم يهتدي إليها من يجيء من بعده ويسبق هو إلى قربة فاتت محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح من أمته ، ولا يكون الإقدام على إحداث شيء للتقرب به مع ترك النبي صلى الله عليه وسلم له مع وجود سببه إلا افتئاتا عليه وتشريعا من بعده ، وادعاء ضمنيا للتفوق عليه في معرفة ما يتقرب به والحرص عليه والهداية إليه ، فلن يكون فعل ما تركه والحالة ما ذكر من المباحات أبدا ، بل لا يكون إلا من البدع المنكرات «.

ثانيا : الاستدلال بحديث السنة الحسنة

قال (1 / 386) : »علمنا أن المراد بمن سن سنة حسنة.. هو من ابتدأ طريقا من الخير في أعمال البر والإحسان وما ينفع الناس في شؤون الحياة ، ولا يشمل ذلك ما يحدثه المحدثون من البدع في العبادات من الزيادات والاختراعات إذ الزيادة على ما وضعه الشرع من العبادات وحدده افتيات عليه واستنقاص له وهذه هي البدعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : "كل بدعة ضلالة«.

ثالثا : قولهم نيتنا حسنة

قال (2/65-66) : »وكثيرا ما يرتكبون البدع كدعاء المخلوقات وكالحج إلى الأضرحة وإيقاد الشموع عليها والنذر لها وضرب الدف في بيوت الله ، وغير هذا من أنواع البدع والمنكرات ويتوكئون في ذلك كله على (إنما الأعمال بالنيات) كلا! ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ، فإن البدع كلها من قسم المخالفات ، والمخالفات لا تنقلب طاعات بالنيات «.

رابعا : قولهم نحن نتبع الإمام مالكا


قال ردا على أحدهم (5 / 23 : »ثم يقول" نحن مالكيون "ومن ينازع في هذا ، وما يقرئ علماء الجمعية إلا فقه مالك ، ويا ​​ليت الناس كانوا مالكية حقيقة إذا لطرحوا كل بدعة وضلالة ، فقد كان مالك رحمه الله كثيرا ما ينشد :

وخير أمور الدين ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع «.

خامسا : قولهم جرى عليها عمل الناس

قال رحمه الله (3 / 284) : »ما يجري به عمل الناس ينقسم إلى قسمين قسم المعاملات وقسم العبادات ، وقسم المعاملات هو الذي يتسع النظر فيه للمصلحة والقياس والأعراف وهو الذي تجب توسعته على الناس بسعة مدارك الفقه وأقوال الأئمة والاعتبارات المتقدمة ، وفي هذا القسم جاء كلام أبي سعيد هذا وغيره وفيه نقله الفقهاء ، أوما تراه كيف يعبر بالعرف والعادة؟ وأما قسم العبادات فإنه محدود لا يزاد عليه ولا ينقص منه فلا يقبل منه إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يتقرب إلا بما تقرب به وعلى الوجه الذي كان تقربه به ، ومن نقص فقد أخل ومن زاد فقد ابتدع وشرع وذلك هو الظلام والضلال «.

ا لحجة في الكتاب ووالسنة وهدي السلف


قال في الرد على أحد الطرقيين (5 / 10 : »لما كتبنا في الجزء الماضي في تحقيق العبادة الشرعية تحرينا الاستدلال بالكتاب والسنة وهدي الصحابة ، لأن المسألة مسألة دينية وهذه هي مآخذها ، ولأنها جرى فيها خلاف والله تعالى يقول :] فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا [(النساء 59). فقال أحد الكاتبين في جريدة أتى البيوت من ظهورها ، فسمى استدلالنا بالكتاب والسنة وهدي الصحابة إتيانا للبيوت من ظهورها وهي كلمة مصادمة للآية القطعية المتقدمة وغيرها ، ولعل الكاتب لم يتفهمها ولم يدر ما مقتضاها وإلا فما كان لمسلم أن يقولها ، ثم إذا كان الكتاب والسنة وهدي سادات الأمة ظهورا للبيوت ، فما هي يا صوفي الزمان أبوابها «.

محاربة البدع من ركائز الدعوة

قال رحمه الله في الآثار (5 / 175) : »ونحارب على الخصوص البدع التي أدخلت على الدين الذي هو قوام الإخلاص فأفسدته ، وعاد وبال ذلك الفساد علينا ، وتأخرنا من حيث يكون تقدمنا ​​وسقطنا بما لا نرتفع إلا به«.

الآثار المحال عليها : جمع وطبع وزارة الشؤون الدينية


الكاتب : أبو عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري-حفظه الله تعالى-










رد مع اقتباس
قديم 2013-10-02, 13:15   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الجميع










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعلامة, الشيخ, باديس, خالية, قصيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc