تواصل نادي بايرن ميونخ، مع كريستيان ستريش، المدير الفني لفرايبورج، لخلافة يوب هاينكس، مدرب الفريق البافاري، الذي يصر على الرحيل بنهاية الموسم الجاري، وفقًا لما ذكرته صحيفة "بيلد" الألمانية.
وما لا يعرفه الكثيرون أن ستريش اخُتير كأفضل مدرب في موسم 2013/2012، وفقًا للاستفتاء السنوي الذي تجريه صحيفة "كيكر" الألمانية، بعدما قاد فرايبورج للمركز الخامس والتأهل للدوري الأوروبي، حيث تفوق على هاينكس الذي حقق الثلاثية التاريخية وقتها مع الفريق البافاري.
كما فاز ستريش (52 عامًا) بجائزة رجل العام في ألمانيا عن عام 2017، المقدمة من صحيفة "كيكر" أيضًا، وقد امتدحه هاينكس وقتها إذ قال: "إنه يستحق الجائزة تمامًا، إنه شخص عظيم وصريح ونزيه وشجاع، كما يشارك بذكاء في المواضيع البعيدة عن كرة القدم".
كما يصفه أوتمار هيستفيلد مدرب بايرن وبوروسيا دورتموند السابق، بالعين الفاحصة للمواهب، قائلاً: "لقد استطاع تحقيق أقصى استفادة من فريقه".
لماذا يتعاقد معه بايرن؟
من رأي هيتسفيلد نستطيع الوصول للإجابة على هذا السؤال، وهي فلسفته في الاعتماد على الشباب وتطوير المواهب الصغيرة، خاصة بعد تصريحات أولي هونيس، رئيس النادي البافاري الذي وضع شروطه للمدرب الجديد.
وأجاب هونيس عند سؤاله عن المدرب الجديد وهل سيكون بحجم وخبرات لويس فان جال، بيب جوارديولا، كارلو أنشيلوتي، أو أوتمار هيتسفيلد، قائلاً: "كلهم مدربين عظماء، وحققوا نجاحات بارزة، ولكن فلسفة الفريق في الوقت الحالي تعتمد على اللاعبين الشباب، ولهذا فإن التركيبة لن تنجح إلا بشروط".
وبالتالي قد يكون ستريش، الشخص الأنسب من وجهة نظر هونيس في الوقت الحالي، بعدما استقر النادي البافاري على سياسة الاعتماد على اللاعبين الشباب.
ويظهر ذلك بوضوح في تعاقدات البايرن الأخيرة مثل ليون جوريتسكا (23 عامًا)، نجم شالكه، والاتفاق مع مالكوم (20 عامًا)، جناح بوردو الفرنسي، فضلاً عن أكاديمية الشباب التي أسسها البايرن العام الماضي.
ومن أبرز اللاعبين الذين قدمهم ستريش للساحة الألمانية، ماكسيميليان فيليب ورومان بوركي، وماتياس جينتر، وماكس كروس، وأدمير محمدي.
لا للصفقات الباهظة
استطاع ستريش خلال فترة عمله في فرايبورج كمدير فني الوصول إلى الدوري الأوروبي مرتين (2013 و2017)، ولم يهبط إلا في موسم واحد، رغم أن أغلى صفقة عقدها الفريق في عهده، كان أدمير محمدي الذي استقدمه من دينامو كييف، مقابل 5.4 مليون جنيه إسترليني فقط، في صيف 2014.
ولذلك ستتناسب سياسة ستريش مع فكر هونيس الذي لا يحبذ دفع الأموال الطائلة في الميركاتو، ودائمًا ما يواجه موجة غلاء اللاعبين بالتصريحات اللاذعة.
مرحلة انتقالية مثالية
قد يلعب ستريش حلقة وصل مثالية لقيادة مرحلة ما بعد هاينكس، والتمهيد لأحد المدربين الذي يرغب بايرن ميونخ في التعاقد منهم وعلى رأسهم يواكيم لوف ويورجن كلوب، مدربي المنتخب الألماني، وليفربول الإنجليزي على الترتيب.
ويواجه بايرن صعوبة بالغة في التعاقد مع أحدهما بعد نهاية الموسم نظرًا لانتهاء عقد الأول مع الاتحاد الألماني في 2020، بينما ينتهي عقد الثاني مع الريدز في 2022.