حكمُ كذبِ الرجلِ على زوجته - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكمُ كذبِ الرجلِ على زوجته

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-01, 22:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










Post حكمُ كذبِ الرجلِ على زوجته

بسم الله الرحمن الرحيم
امرأة تقول : زوجها يكذب عليها كثيراً بحجة أنه يجوز الكذب على الزوجة تجنباً للمشاكل ؟.
ج :أخرج الإمام مسلم في صحيحه (2605) عن أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهُ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ: «لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا».
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ: الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا.
وقد تكلم العلماء على المراد من كذب الرجل على زوجته وكذب المرأة على زوجها .
قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث :وَأَمَّا كَذِبُهُ لِزَوْجَتِهِ وَكَذِبُهَا لَهُ فَالْمُرَادُ بِهِ فِي إِظْهَارِ الْوُدِّ وَالْوَعْدِ بِمَا لَا يَلْزَمُ وَنَحْوُ ذَلِكَ فَأَمَّا الْمُخَادَعَةُ فِي مَنْعِ مَا عَلَيْهِ أو عليها أو أخذ ماليس لَهُ أَوْ لَهَا فَهُوَ حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ والله أعلم.
وقوله رحمه الله (فِي إِظْهَارِ الْوُدِّ)مثل أن يقول الرجل لزوجته هل أنت تحبيني كثيراً فتجيبه نعم .
وهكذا العكس .
قال الخطابي رحمه الله في معالم السنن(4/ 124): فأما كذب الرجل زوجته فهو أن يعدها ويمنيها ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه يستديم بذلك محبتها ويستصلح به خلقها اهـ.
أما أن يهضم حقوقها أو يأخذ مالها أو يخادعهاويكذب عليها فهذا حرام بالاتفاق .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1/ 898): وليس من الكذب المباح أن يعدها بشيء لا يريد أن يفي به لها، أو يخبرها بأنه اشترى لها الحاجة الفلانية بسعر كذا، يعني أكثر من الواقع ترضية لها.
لأن ذلك قد ينكشف لها فيكون سببا لكي تسيء ظنها بزوجها، وذلك من الفساد لا
الإصلاح اهـ.
ويقول الوالد رحمه الله : ممكن استعمال المعاريض تقول له :اشترِ لي كذا فيقول إن شاءالله ويقصد إذا يسرالله .
قال :ويقولون :ما كذَب ظريفٌ .
وقال رحمه الله في كلامه على المعاريض على الزوجة أوغيرها:لو علِم الناس بعد ذلك الحقيقة لعدُّوك كذّابَاً ما سيقولون هذه معاريض جائزة .
ووجدت كلاماً للشيخ ابن عُثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين(3/ 41) نحو هذا .
يقول: هذا أيضاً من باب التورية، مثل أن يقول لها: إنك من أحب الناس إليّ، وإني أرغب في مثلك، وما أشبه ذلك من الكلمات التي توجب الألفة والمحبة بينهما.
ولكن مع هذا لا ينبغي فيما بين الزوجين أن يكثر الإنسان من هذا الأمر؛ لأن المرأة إذا عثرت على شيء يخالف ما حدثها به، فإنه ربما تنعكس الحال وتكرهه أكثر مما كان يتوقع، وكذلك المرأة مع الرجل اهـ.
ثمَّ هل تطيب نفس الرجل أن تكذب عليه زوجتُه .
وإذا كان فِعْلاً مُنقاداً للدليل فلا يأخذ ما يوافق هواه ويدع ما لا يوافقه.
والمحبةُ هي بيد الله و كان فيه رجلٌ يقول لزوجته :لا بُدَّ أن تُحبَّه أكثر من أهلها فعرضنا مُشكلتهما على الوالد الشيخ مقبل رحمه الله .
فقال : ليس له حق أن يُلزِمَهَا ، المحبة بيد الله .
وما أحسن الصدق فإنه خُلُقُ النبيين والصديقين والصالحين ،وحياة مبنية على الكذب ،حياة نكدة .
ولكن فيما يجلب الوُدَّ بين الزوجين والألفة تقدم عن العلماء أنه لا بأس به ومن غير مخادعة ولا اعتداء ومن غير إكثار.
هذا وقد كان الوالد الشيخ مقبل رحمه الله يُعلق على حديث أم كلثوم ويقول:بيَّنت هذه الرواية-أي السابقة -قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ الْحَرْبُ، وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا . أنه من قول ابن شهاب وليس بمرفوع .
(أي من قول ابن شهاب عمن سمعه منه).
ويرى رحمه الله: أن هذه الرواية تبين الرواية الأخرى التي ظاهرها الرفع أنه من رواية أم كلثوم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

هذا بالنسبة لما أفاده والدي رحمه الله .

أم عبد الله الوادعية









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-01-01, 22:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
baalache
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية baalache
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام وعليكم
اختي اردت ان اقرا كل شيء لكن الموضوع الله يبارك طويل فهمت المقصود هو الامر واضح الكذب يجوز في مواطن قليلة جدا وعدا ذلك فهو صفة ذميمة ما بلك ان كان بين زوجين










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-01, 23:38   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
bounour21
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية bounour21
 

 

 
إحصائية العضو










B2 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


نعم كما تفضلت أختِ . الكذب يجوز في مواطن محددة وفي شروط محدودة . ليس إطلاقا

وهذا مافهمه البعض غلط . كما تفضلت الكذب على الزوجة الكذب العيني . بحجة الإباحة من الحذيث

وهذا كله فهم ناقص أو قاصر للدين . أوتبرير لضعف نفسي أو شخصية ضعيفة أو للإظهار أخلاق أو مشاعر مبالغ فيها

وهذا مايسمى بالتملق











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-02, 21:00   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-02, 21:28   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
baalache
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية baalache
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عثمان الجزائري. مشاهدة المشاركة
يا أم سمية فتحتي لي الباب لكي أبدع في الكذب على مسؤوليتك :
1:
نورمالمو نتا ما تكذبش خاطر صبتك في قسم اخر تتحدث على اساس انك سلفي خلي الكذب لصحاب جهنم









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-02, 22:19   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

لما التحسس كلنا مسلمين ؟ تسمية سلفي ليست تذكرة للذهاب للجنة
و العكس ممكن بل و الكثير من الناس عوام يعني متدينين بالفطرة تجدهم ربما أحسن دينا ممن هو ملتحي و هذا موجود
و الصلاح يكون بعبرة الحال الغالبة على الإنسان يعني سلفي لحية فقط بدون دين حتى لو قرأ كل كتب الدين و
تعلمها لا اعتبار لها بدون عمل يعني الشكل فقط بدون جوهر هو مجرد قشور
و الصلاح و الحكم على الناس لا يعلمه إلا الله لا سلفي و لا غيره لأن العبرة بالأعمال بالسرائر بالقلب و هذه
أمور في علم الغيب
نحن نحكم على منهج السنة و السلف الصالح بالحق أما المنتسبين أمرهم إلى الله










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-02, 22:47   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
baalache
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية baalache
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=عائشة قدوتي;3994928721]لما التحسس كلنا مسلمين ؟ تسمية سلفي ليست تذكرة للذهاب للجنة
و العكس ممكن بل و الكثير من الناس عوام يعني متدينين بالفطرة تجدهم ربما أحسن دينا ممن هو ملتحي و هذا موجود
و الصلاح يكون بعبرة الحال الغالبة على الإنسان يعني سلفي لحية فقط بدون دين حتى لو قرأ كل كتب الدين و
تعلمها لا اعتبار لها بدون عمل يعني الشكل فقط بدون جوهر هو مجرد قشور
و الصلاح و الحكم على الناس لا يعلمه إلا الله لا سلفي و لا غيره لأن العبرة بالأعمال بالسرائر بالقلب و هذه
أمور في علم الغيب
نحن نحكم على منهج السنة و السلف الصالح بالحق أما المنتسبين أمرهم إلى الله
لكن في الغالب أحسب من يستقيم على الدين و لا أزكيه على الله هو الأفضل و الله أعلم
لأنه يتحمل مشاق الإلتزام بالسنة فالتمسك فقط بالشكل في زمننا هذا من الصعوبة بمكان[/quot
الله يبارك ما خليتلي ما نقول في الحقيقة انا رديت بهذه الطريقة لانني تلقيت في قسم اخر بعض الاراء التي ترى نفسها احسن من الجميع لانها تتبع منهج معين و انا متاكد انا المظهر لا يعني اي شيء لذلك بديت ناخذ على اصحاب هذا المذهب نظرة مش ولابد










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-03, 07:53   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! هل علي جناح أن أكذب على أهلي ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا فلا يحب الله الكذب
قال : يا رسول الله ! أستصلحها استطيب نفسها
قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا جناح عليك
(رواه الحميدي و صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم ٤٩٨)










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-03, 08:24   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

الفرع الثاني
تقسيم الدين إلى: لُبابٍ وقشورٍ
درج الحزبيون ومَن شاكلهم مِن أهل الأهواء -جريًا على خُطى سلفهم المتصوِّفة- على تقسيم الدين إلى: لبابٍ وقشورٍ، وإلى قضايا جوهريةٍ أساسيةٍ وأخرى مظهريةٍ شكليةٍ أو سطحيةٍ هامشيةٍ ليست ذاتَ بالٍ، أو إلى أمورٍ مهمَّةٍ معدودةٍ من معالي الأمور، وأخرى دنيئةٍ مِن سفاسفها، وغير ذلك من المصطلحات الدخيلة والتعبيرات المحدثة التي تعكس في معناها وبُعدها -تمامًا- صورَ المصطلحات الصوفية الموضوعة لنصرة باطلهم وتأييد بِدَعهم، متَّخذين مِن هذه المصطلحاتِ المحدَثة مَنْفذًا يتحرَّرون به مِن التقيُّد بشرائع الدين والالتزامِ بالهدي النبويِّ الظاهريِّ، ليجدوا بذلك -لأنفسهم- حجَّةً للتحلُّل مِن عُرى الإسلام الأصيل بإحداث إسلامٍ متحضِّرٍ -زعموا- تسوغ فيه الأنماط التحرُّرية والمظاهر الغربية -هذا مِن جهةٍ- كما يستعملون هذه المصطلحات -من جهةٍ أخرى- ترسًا يختبئون وراءه لئلاَّ يَدَعوا مجالاً لمحاجَّتهم بالنصوص الشرعية فينكشفَ باطلُهم وتبعيَّتُهم، فإذا حصل الاحتجاج عليهم قالوا: «لكم الشكل والمظهر، ولنا الجوهر والمَخْبَر، ولكم القشور ولنا اللباب»، لذلك وصفوا فروعَ الدين والسننَ المهجورة والهديَ الظاهريَّ -من تقصير الثوب وتوفير اللحية وإرخائها، ولُبس الجلباب والنقاب ونحو ذلك- بالقشور وسفاسف الأمور، حيث جعلوا هديَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم شعارًا دون تطبيقٍ ومبدأً دون عملٍ، فمن وزن أعمالَه وأقواله وأمورَه بالهدي النبويِّ فإنَّ مصيره الحتميَّ -حسب منطقهم الفاسد- إلى التخلُّف والهلوسة والتطرُّف، ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا﴾ [الكهف: ٥]، أمَّا أركان الدين وأصولُ الإسلام فهي اللباب ومعالي الأمور التي يحبُّها الله دون دنايا الأمور وحقيرها -كما تقدَّم- إعمالاً -زعموا- لقول النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا»(١٢).
ولا يخفى أنَّ دين الإسلام كلٌّ لا يتجزَّأ، وليس -في الشريعة- ما يسمَّى بالقشور وسفاسف الأمور ومحقَّراتها، بل الشريعة وحيٌ كلُّها لبابٌ، وقد أمر اللهُ تعالى عبادَه أن يعملوا -في حدود القدرة- بجميع شُعَب الإيمان وشرائع الإسلام دون تفريقٍ أو تنقُّصٍ في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ [البقرة: ٢٠٨]، قال ابن كثيرٍ -رحمه الله-(١٣): «يقول الله تعالى آمرًا عبادَه المؤمنين به المصدِّقين برسوله أن يأخذوا بجميع عُرَى الإسلام وشرائعه، والعمل بجميع أوامره، وتركِ جميع زواجره، ما استطاعوا مِن ذلك»(١٤).
إذ المعلوم أنَّ كلَّ ما أمر به الشرعُ أو نهى عنه ففيه تحقيقُ مصالح العباد ودفعٌ للمفاسد عنهم، فلا يأمر إلاَّ بالحقِّ الذي ينفعهم في دنياهم وأخراهم، ولا ينهى إلاَّ عن الباطل الذي يضرُّهم في العاجل والآجل، لذلك يستحيل أن يأمر الوحيُ بتفاهات الأشياء وحقير الأعمال ودنايا الأمور. وشرحُ الحديث بالمعنى الذي فَهِموه وقرَّروه غايةٌ في البطلان، وإنما المراد بمعالي الأمور كلُّ ما يتعلَّق بأمور الدين والإسلام: أصولِه ومبانيه وفروعه وأحكامه ومقاصده، أي: ظاهره وباطنه، كما يتعلَّق -أيضًا- بالأخلاق الشرعية والخصال الحميدة.
أمَّا سفاسف الأمور فهي ما يتعلَّق بأمور الدنيا الحقيرة فإنَّ العلوَّ فيها مذمومٌ شرعًا، وكذا التحلِّي بالأوصاف الرديئة والخصال الدنيئة.
وقد ورد الحديث بلفظ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»(١٥)، وقد بيَّن المُناويُّ(١٦) -رحمه الله- معنى الحديث في معالي الأمور وأشرافها وسفاسفها فقال: «وهي الأخلاق الشرعية والخصال الدينية لا الأمور الدنيوية، فإن العلوَّ فيها نزولٌ، «ويكره» في رواية البيهقي: «ويبغض». «سفسافها» بفتح أوَّله أي: حقيرها ورديئها، فمن اتَّصف مِن عبيده بالأخلاق الزكيَّة أحبَّه، ومن تحلَّى بالأوصاف الرديئة كرهه. وشرفُ النفس صونُها عن الرذائل والدنايا والمطامعِ القاطعة لأعناق الرجال، فيربأ بنفسه أن يُلقِيَها في ذلك وليس المراد به التيه، فإنه يتولَّد من أمرين خبيثين: إعجابٍ بنفسه وازدراءٍ بغيره، والأوَّل يتولَّد بين خُلُقين كريمين: إعزازِ النفس وإكرامها وتعظيمِ مالكها، فيتولَّد من ذلك شرفُ النفس وصيانتها، وقد خلق سبحانه وتعالى لكلٍّ من القسمين أهلاً»(١٧).
هذا، وفضلاً عن فساد القسمة الاصطلاحية للدين إلى لبابٍ وقشورٍ وخطرِها على الأمَّة فإنه يتضمَّن -أيضًا- قلَّةَ الأدب وسوءَ النيَّة وخبث الطويَّة، قال العزُّ ابن عبد السلام(١٨) -رحمه الله- جوابًا على مسألةٍ طُرِحَتْ عليه مفادُها: هل يجوز أن يقول المكلَّف: إنَّ الشرع قشرٌ ظاهرٌ، علمُ الحقيقة لبُّه أم لا يجوز؟ فكان نصُّ جوابه: «لا يجوز التعبير عن الشريعة بأنها قشرٌ مع كثرة ما فيها مِن المنافع والخيور، وكيف يكون الأمر بالطاعة والإيمان قشرًا؟ وأنَّ العلم الملقَّب بعلم الحقيقة جزءٌ من أجزاء علم الشريعة، ولا يُطلِق مثلَ هذه الألقابِ إلاَّ غبيٌّ شقيٌّ قليل الأدب، ولو قيل لأحدهم: «إنَّ كلام شيخك قشورٌ» لأنكر ذلك غايةَ الإنكار، ويُطلِق لفظَ القشور على الشريعة، وليست الشريعةُ إلاَّ كتابَ الله وسنَّةَ رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، فيُعزَّر هذا الجاهل تعزيرًا يليق بمثل هذا الذنب»(١٩).
وفي جوابٍ على مسألة سماع الغناء قال تقيُّ الدِّين السبكيُّ(٢٠) -رحمه الله-: «وقولهم: «من أهل القشور»: إن أرادوا به ما الفقهاءُ عليه مِن العلم ومعرفة الأحكام فليس مِن القشور، بل هو من اللبِّ، ومن قال عليه: إنه من القشور استحقَّ الأدبَ، والشريعة كلُّها لُبابٌ. وكونهم وصلوا إلى ما لم يصل إليه الفقهاء، فلْيُعلَمْ أنَّ مَن وصل لا يقول هذا الكلام، وكلٌّ من الفقهاء والصادقين واصلٌ إلى ما قُسِم له من ميراث النبوَّة، وكثيرٌ ممَّن سواهم لم يصلوا إلى شيءٍ.
وَكُلٌّ يَدَّعُونَ وِصَالَ لَيْلَى * وَلَيْلَى لاَ تُقِرُّ لَهُمْ بِذَاكَا(٢١)»(٢٢).
هذا، ومن الآثار السيِّئة الناجمة عن التقسيم المحدَث للدين إلى ما أسْمَوْه -كذبًا وزورًا- لبًّا وقشورًا، وجوهرًا ومظهرًا، فإنه بغضِّ النظر عمَّا تقدَّم من اتِّهام الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم بكتمان العلم وتغييب الحقيقة وترك التبليغ عن وجود قشورٍ -على حدِّ زعمهم- ليس وراءها أيُّ نفعٍ للإنسان يربو عددُها عن نصف الدين مطروحٍ، فلا يخفى أنَّ من يعتقد ذلك ويَصِفُ هديَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم المأمورَ باتِّباعه بالقشور أو أنه أمورٌ هامشيةٌ سطحيةٌ ليست ذاتَ بالٍ فإنه على شفا جُرُفٍ هارٍ، فهو في خطرٍ عظيمٍ ومعرَّضٌ لغضب الله وانتقامه وعقوبته.
وتتضمَّن هذه القسمةُ المحدَثة -أيضًا- سوءَ الأدب وقلَّةَ الحياء من الله ورسوله وعامَّة المسلمين -كما دلَّ عليه كلامُ العزِّ بن عبد السلام وتقيِّ الدِّين السبكيِّ السابقين-.
كما أنَّ هذه القسمةَ البدعية تؤثِّر -بطريقٍ أو بآخر- في ضعاف العقول والعوامِّ فتدفعهم إلى ترك الاستنان بالهدي النبويِّ والاستخفاف بالأحكام الظاهرة والتنقُّص ممَّن يلتزم بشرائع الإسلام وشُعَب الإيمان، وتخلية القلب من الإنكار -الذي هو أضعف مراتب الإيمان- لأيِّ مخالَفةٍ للهدي النبوي، لأنَّ المنكَر صار -عندهم- معروفًا، والمعروف منكرًا، الأمر الذي يؤدِّي إلى نقض عُرَى الإسلام والتحلُّل من قِيَمِه والْتزاماته، وإلغاء الشخصية الإسلامية الأصيلة بخصائصها المتفرِّدة، وهدم الدِّين والارتماءُ في أحضان التبعية الغربية على وجه التوافق والتجانس والمشاكلة، وما تخلِّفه مِن ولاءِ أبناء المسلمين لغير أمَّة الإسلام وانتمائهم إليهم، وقطعِ صِلتهم بالدِّين ومسخِ هويَّتهم الإسلامية، فهُم -بهذا الشعار الاصطلاحيِّ الفاسد- ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: ٣٢].
هذا، وقد رأيتُ -من الأنسب- أن أعمِد إلى نصِّ كلامِ ابن قيِّم الجَوزية في بيان شرف العلم الشرعيِّ وفضله، واستحسنتُ أن أجعله خاتمةً لهذا الموضوع. حيث قال -رحمه الله- ما نصُّه: «وأمَّا الكلمات التي تُروى عن بعضهم مِن التزهيد في العلم والاستغناءِ عنه: كقولِ مَن قال: «نحن نأخذ عِلْمَنا من الحيِّ الذي لا يموت، وأنتم تأخذونه من حيٍّ يموت».
وقول الآخَر -وقد قيل له: «ألا ترحل حتى تسمع من عبد الرزَّاق؟»- فقال: «ما يَصنع بالسماع من عبد الرزَّاق مَن يسمع مِن الخلاَّق؟».
وقول الآخَر: «العلم حجابٌ بين القلب وبين الله عزَّ وجلَّ».
وقول الآخَر: «لنا علمُ الحرف، ولكم علمُ الورق».
ونحو هذا مِن الكلمات التي أحسنُ أحوال قائلها أن يكون جاهلاً يُعذر بجهله، أو شاطحًا معترفًا بشطحه، وإلاَّ فلولا عبد الرزَّاق وأمثالِه، ولولا «أخبرنا» و«حدَّثنا» لَما وصل إلى هذا وأمثاله شيءٌ من الإسلام.
ومَن أحالك على غيرِ «أخبرنا» و«حدَّثنا» فقد أحالك: إمَّا على خيالٍ صوفيٍّ، أو قياسٍ فلسفيٍّ، أو رأيٍ نفسيٍّ. فليس بعد القرآن و«أخبرنا» و«حدَّثنا» إلاَّ شبهاتُ المتكلِّمين، وآراءُ المنحرفين، وخيالاتُ المتصوِّفين، وقياسُ المتفلسفين. ومن فارق الدليلَ ضلَّ عن سواء السبيل، ولا دليل إلى الله والجنَّة سوى الكتاب والسنَّة. وكلُّ طريقٍ لم يصحبها دليلُ القرآن والسنَّة فهي مِن طرق الجحيم والشيطان الرجيم»(٢٣).
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.

https://ferkous.com/home/?q=art-mois-92










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-03, 08:58   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عائشة قدوتي
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أنا لم أقل أن الدين لب و قشور فالدين كل متكامل و الله يقول ادخلوا في السلم كافة
لكن قصدي كان لمن يتخد شكل الدين نفاقا من أجل مآرب معينة بدون أن يكون معه جوهر
كيف أقول أن الدين لب و قشور و أنكر أن الشكل و ترسم هدي النبي من الولاء و البراء و هو معلوم
من الدين بالضرورة
اللب بدون قشور لا يستمر فشكل التدين يحمي دين الإنسان فاللحية تربي و الحجاب أيضا كما قال العلماء
ما قصدته الشكل مهم لكن القلب أهم بكثير و الكل مطالبون به و ندعوا إليه










رد مع اقتباس
قديم 2016-03-16, 15:00   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
naimori
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية naimori
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من الافضل ميعطيهاش الصح لان المراة تستخدم كل شي تعرفه ضده خصوصا في حالة صراع او طلاق










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الرجل, زوجته, كذب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc