القول المفيد في إبطال نسب قتادة بن إدريس
الحمدُ لله ربِّ العالَمِين ، والصَّلاة والسلام على سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خاتم الأنبياء والمرسَلين ، وعلى آله وأصحابه الغُرِّ الميامين ، وعلى تابعيهم بإحسانٍ ومَن سار على نهجِهم واقْتفَى آثارَهم إلى يومِ الدِّين.
أمَّا بعدُ:
وُلد قتادة بن إدريس بن مطاعن عام 527 هـ في العلقمية ، وهو وادي من أودية يَنبُع ، وكان شيعياً من كبار الطائفة الزيدية ، وكان في زمانه يُؤذَّن في الحرم المكي بــ «حيَّ على خير العمل» على طريقة آذان الشيعة الإثني عشرية والإسماعيلية والزيدية. وحكم مكة فترة من الزمن ثم مات مقتولاً .. قتله ولده (حسن) في آخر جمادى الآخرة سنة 617 هـ وقيل 618 هـ ، وكان عمره عند وفاته 90 سنة ، وبقي بعده حكم مكة لذريته (القتادات ، القتاديين) وأخرهم علي بن حسين الذي أنتهى حكمه بدخول مكة تحت الحكم السعودي.
أن النسب الهاشمي المزعوم لقتادة بن إدريس بن مطاعن هو كما يلي : [(قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه)].. وهذا نسب باطل لا يصح !.
حيث قال الإمام المؤرخ النسّابة أبو الحسن علي بن زيد البيهقي الأوسي الأنصاري المعروف بأبن فندق المتوفي سنة 565 هـ في كتابه لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (2/463) ما نصه : [(عبدالله بن محمد بن موسى الثاني، لا عقب له بالأتفاق)].
فهنا ينقل الإمام المؤرخ النسّابة البيهقي رحمه الله أتفاق النسابين على عدم تعقيب عبد الله بن محمد بن موسى الثاني.
ونقل أيضاً الإمام المؤرخ النسّابة البيهقي في نفس الكتاب مانصه : [(محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون كان له عقب بالتمام ثم أنقرضوا)].
قول أبن فندق بهذه الجملة السابقة أن محمد كان له عقب ثم أنقرضوا فسرها الرازي في الشجرة المباركة بقوله (وأما محمد الأصغر بن موسى الثاني ، فلهم من الأولاد المعقبين : عبد الله أبو الزوائد ، واحمد الأعرج . أما أبو الزوائد (عبد الله) فله أبن أسمه محمد ويدعى أبو الزوائد أيضا ولمحمد هذا أبن يدعى أيضا أبا الزوائد أسمه سليمان).
ويفسرها أيضا المروزي الازورقاني في الفخري (ولمحمد الأصغر الأعرابي بن موسى الثاني ابنان معقبان : أحمد أبو علي الأعرج وعبد الله أبو الزوائد ، لأن أصابعه كانت أربعة وعشرين أعقب أيضاً).
ويفسرها أيضاً العمري في المجدي في نهاية القرن الخامس (ومحمد الأعرابي الأصغر بن موسى أعقب ، وسكت لم يذكر العقب).
ويفسرها أيضاً شرف العبيدلي في تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب (والعقب من ولد أبي عبد الله محمد الأصغر وهو الأعرابي من : ( أبي علي ) أحمد الأعرج وفيه عدد ومن عبد الله بن محمد (أبي الزوائد).
وذكر أبن الطقطقي في الأصيلي : (ومن ولد موسى الثاني محمد الأصغر الأعرابي أعقب بينبع ).
وفي عمدة الطالب محمد الأصغر الملقب بالعربي والحسين الأصغر بنو موسى الثاني أنقرضوا.
وهنا نخلص إلى أن محمد الأصغر الأعرابي بن موسى الثاني كان له ولدين أحمد الأعرج وعبد الله أبو الزوائد أعقبا ذرية والذرية أعقبوا ثم أنقرضوا وهذا ما عناه أبن فندق صفحة 464.
أما في الصفحة 463 الجزء الثاني لأبن فندق : ((عبد الله بن محمد بن موسى الثاني ، لا عقب له بالاتفاق)).
يفهم قوله لا عقب له بالاتفاق أنه لم يعقب وهو عبدالله الأكبر بن محمد الثائر.
وليس النسابة أبن فندق وحده من أسقط نسب (القتادات ، القتاديين) بل غيره ممن سبقه كثير و أعطيك أمثلة:
النسابة أبو الحسين يحيى العقيقي المتوفى سنة 277 هـ في كتابه النسب الكبير للطالبيين قال بإنقراض العقب من عبد الله الثائر بن موسى الثاني.
وأيضا النسابة يحيى الهاروني بن الحسين الأحول المتوفى سنة 424 هـ في مخطوطه نسب الطالبيين قال بإنقراض هذا العقب.
والنسابة الحسين بن جعفر بن الحسين المعروف بخداع و الذي كان حياً سنة 340 هـ ذكر في كتابه نسب آل أبي طالب إنقراض أصولهم في عهده.
ونقيب الأشراف العلويين الشريف يحيى بن محمد العلوي الذي كان حياً سنة 375 هـ في كتابه نسب الطالبيين ذكر هذا الإنقراض و قال : (لا نعلم من يدعي الانتساب إليهم اليوم).
والنسابة محمد بن محمد بن علي الحسيني العلوي المتوفى سنة 437 هـ في كتابه النسب الكبير قال بأن أصولهم أنقرضت.
والنسابة محمد بن محمد بن هبة الله الطرابلسي كان حياً سنة 492 هـ في كتابه أنساب قريش يقول كل من يدعي الإنتساب إلى أصولهم كذاب دعي.
ثم جاء النسابة أبن فندق البيهقي ليلخص ما جاء عن النسابة المتقدمين و يقول بأن هذه الأصول أنقرضت بإجماع النسابين ، ولا شك أن قوله بإجماع النسابين لم يأت من فراغ.
وهناك أيضاً .. خلل وإشكال في سلسلة النسب المزعوم لقتادة بن إدريس .. نذكر منها كما يلي:
جاء في كتاب الأصيلي في أنساب الطالبيين للنسّابة صفي الدين محمد المعروف بأبن الطقطقي الحسني المتوفي سنة 709 هـ مانصه : أما علي بن عبد الله فعقبه من ولده الحسن وللحسن هذا ثلاث أولاد حميد وعبد الله ومحمد .. فلم يذكر أن لعلي بن عبدالله ولداً بأسم (سليمان).
وأيضاً يضرب عمود نسب قتادة بن إدريس بن مطاعن بما جاء في كتاب الشجرة المباركة للمؤرخ النسّابة الفخر الرازي حيث قال مانصه : أما موسى الثاني فله من الأولاد المعقبين بالأتفاق عشرة : محمد الأكبر وهو جد أمراء مكة وإدريس وكان رئيسا ببادية ينبع وعلي الأصغر وصالح الأعور ويوسف الخزف والحسن وأحمد ويحيى النقيب العابد وداود ومحمد الأصغر الأعرابي الثائر ، أما محمد الأكبر فله من الأولاد المعقبين خمسة : أبو عبد الله الحسين وهو أمير مكة وفي ولده الأمارة والقاسم الحرابي والحسن الحرابي وعلي وعبد الله الأصغر... إلى أن قال وأما محمد الأصغر بن موسى الثاني فله من الأولاد المعقبين عبد الله أبو الزوائد وأحمد الأعرج أما أبو الزوائد فله أبن أسمه محمد ويدعى أبو الزوائد أيضاً ولمحمد هذا أبن يدعى أيضاً أبا الزوائد أسمه سليمان.
فإن قلنا أن محمد الثائر المذكور في مشجرة قتادة هو محمد الأصغر الأعرابي الثائر وقلنا بأن عبد الله الأكبر المذكور في المشجر هو الذي ذكره الرازي "عبد الله أبو الزوائد" فإن عبد الله هذا له أبن أسمه محمد كما ذكر الرازي ولمحمد هذا سليمان ولم يذكر لمحمد أبي الزوائد أبناً إسمه (علي) كما في مشجرة ونسب قتادة..
أما أن قلنا بأن محمد الثائر بن موسى الثاني المذكور في المشجر هو المسمى عند الرازي بمحمد الأكبر وقلنا بأن عبدالله الأكبر الذي جاء في مشجرة قتادة هو عبد الله الأصغر عند الرازي فلم يذكر من أبناءه من أسمه (أبو جعفر محمد الثعلب)..
وبهذا يتضح أن نسب ومشجر قتادة بن إدريس بن مطاعن باطل من كُل الجوانب.
حقيقة لابد لنا من تتبع السرد التاريخي لتواجد وظهور (قتادة بن إدريس بن مطاعن) حتى يتسنى لنا فهم الموقف على حقيقتة ، فيكون ذلك بالأطلاع على كتب المعاصرين له وماذكروه المؤرخين القريبين من عهده فهؤلاء يؤخذ منهم ، أما المؤرخين المتأخرين من بعد 700 هــ حقيقة لا يعول عليهم فهم لا يذكرون إلا مايشاع ويتناقض مع من سبقهم قرباً ومعاصروة . علماً أن قتادة أستولى على إمرة مكه 597 هــ وبلغ من العمر 90 عاماً وتوفي 617 هـ . والمعلوم أن هناك من المعاصرين له من العلماء وعلماء بالأنساب لا يوجد أحداً منهم جر نسب قتادة البتة مثل الأزورقاني وصاحب الشجرة المباركة وكانت وفاة أحدهم 606 هـ والآخر614 هـ وقبلهم أبن فندق متوفي 565 هـ وكان قتادة يبلغ من العمر 38 سنة وهو صاحب المقولات المشهورة في كتابة المشهور في صفحتين من صفحات كتابة مسنودة ومذكورة وغيره الكثير ، أما الفاسي توفي بعد 800 هـ وعليها لم يذكر مصادرة التي أخذ منها سوى أنه جر نسبه من صاحب التكملة لـ الحافظ عبدالعظيم المنذري المولود 581 هـ وتوفي 656 هـ حيث أنه ذكر بعد سرده لنسب قتادة وقد أملى عليه نسبه الذي ذكرته سابقاً أخوه عيسى بن إدريس لما قدم مصر . وأن قتادة قدم مصر غير مره ، وحقيقة كلام الفاسي فيما ذكرة عن تواجد قتادة والعلقمية بينبع وجاء بقومه وأستولى على الحكم يتناقض مع معاصرة أبن سعيد المغربي وما جاء في منية الطالب أنه جعلهم يخرجون للعمرة في الرجبية من مكه وصك عليهم الرجعة !! كلام الفاسي متناقض وأكثرة غير صحيح لا يجوز الإعتماد في هذا.
وقفه مع تأمل !!
في كتاب التكملة لوفيات النقلة للحافظ عبدالعظيم المنذري ذكر التالي: ((قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبدالله بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسين بن الحسن بن الحسن بن علي بن إبي طالب))..
هنا بعد هذا علق الحافظ المنذري بقولة وقد أملى عليه نسبه الذي ذكرته عيسى أخو قتادة لما قدم مصر ، يبدو من تعليقه عدم معرفتة للنسب إلا من خلال عيسى أخو قتادة وقال أن قتادة قدم مصر غير مره.
هذا في النسخة التي حققها وعلق عليها بشار عواد معروف الأستاذ المساعد بكلية الأداب جامعة بغداد.
مع العلم أنه لا يوجد أبن لحسن المثنى معقب أسمه (الحسين) !!
حقيقة من هنا ومن خلال الحافظ المنذري المولود 581 هـ والمتوفي 656 هـ أن أول ظهور لنسب قتادة بن إدريس كان مع ظهور قتادة وإستيلائه على الحكم وهو ما عبر عنه الحافظ المنذري صاحب علم الحديث أنه أملاه عليه عيسى بن إدريس أخو (قتادة).
وهنا نفهم أن (قتادة بن إدريس) بعد إستيلائه على الحكم ادّعى النسب الشريف وذالك لأسباب سياسية ومذهبية وإجتماعية فهو شيعي من الزيدية.
فقد كان هو وقومه قبل إستيلائهم على الحكم غير معروفين ولم تذكرهم كتب التاريخ والأنساب وهم بيت مجهول وأعني بيتهم ((إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي))..
فهذة الأسماء :- ((إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي)).. لماذا لم يذكرهم المؤرخين والنسابين الذين كانوا أحياء قبل زمن قتادة ؟!! ...
وهذا دليل كبير أن قوم قتادة وأولاد عمومته هم من بيت مجهول ليس لهم ذكر في كتب الأنساب والتاريخ .. ولم تعرفهم كتب الأنساب والتاريخ إلا بعد إستيلائهم على الحكم ؟؟!!
ونحن نطالب (القتادات ، القتاديين) بأن يأتوا بدليل واحد فقط ولو بحجم ريشة (الجرادة) ذكر هؤلاء الأجداد لقتادة بن إدريس :- ((إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي)) قبل ولادته أو قبل إستيلائه على الحكم !!
ثم جاء علم الحمض النووي الـ DNA وأكد بأن نسب (قتادة بن إدريس بن مطاعن وقومه) باطل وغير صحيح..
فهم أبناء التحور l859 وهذا التحور فرع من السلالة J1 السامية ، ولكن هذا التحور l859 بعيد كُل البعد عن العرب العدنانية والقحطانية (!!)
والعجيب أن هذا التحور l859 يلتقي جينياً مع يهود بيلا روسيا ويهود أوكرانيا (!؟!)
ولا يستبعد أنهم من سلالة اليهود الإسرائيليين يهود بني قينقاع وقريضة وبني النضير (!!).
الفوائــــــد :-
1- بطلان نسب قتادة بن إدريس بن مطاعن.
2- قتادة بن إدريس بن مطاعن من بيت مجهول.
3- قتادة بن إدريس بن مطاعن أنتسب كذباً وزوراً وبهتاناً إلى بيت منقرض لا عقب لهم بالأتفاق كما بينّا سلفاً.
4- قتادة بن إدريس بن مطاعن ادّعى النسب الشريف لأسباب دينية وسياسية وإجتماعية من أجل الإستيلاء على الحكم ، وقد نجح.
5- قتادة بن إدريس بن مطاعن عمود نسبه الذي ادعاه أخوه (عيسى) باطل من كل الجوانب ففي عمود نسبه رجال ليس لهم عقب وبعضهم غير مذكورين في كتب التاريخ والأنساب.
6- الحمض النووي أبطل نسب (القتادات ، القتاديين) جملة وتفصيلا فهم يلتقون جينياً مع يهود بيلا روسيا ويهود أوكرانيا.
7- كُل من أنتسب إلى ((عبدالله بن محمد بن موسى الثاني الحسني الهاشمي)) فهو كذاب دعي .. لأن عبدالله بن محمد بن موسى الثاني الحسني الهاشمي لا عُقب بالأتفاق ... حيث قال الإمام المؤرخ النسّابة أبو الحسن علي بن زيد البيهقي الأوسي الأنصاري المعروف بأبن فندق المتوفي سنة 565 هـ في كتابه لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (2/463) ما نصه : [(عبدالله بن محمد بن موسى الثاني ، لا عقب له بالأتفاق ... وقال أيضاً : محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون كان له عقب بالتمام ثم أنقرضوا)].
8- لا يُستبعد أن يكون قتادة بن إدريس بن مطاعن من بقايا يهود خيبر ، والله أعلم.
9- كان قتادة بن إدريس بن مطاعن شيعياً من الزيدية ، وكان في زمانه يُؤذَّن في الحرم المكي بــ «حيَّ على خير العمل» على طريقة آذان الشيعة الإثني عشرية والإسماعيلية والزيدية.
10- قتادة بن إدريس بن مطاعن مات مقتولاً .. قتله ولده (حسن) في آخر جمادى الآخرة سنة 617 هـ وقيل 618 هـ ، وهذا عقاب من الله عز وجل.
------------------------------------------------------
بحث وتحقيق: العصبة الهاشمية لكشف الأدعياء الْكَذَبَةِ والمزورين الْفَجَرَةُ.
الإثنين 16 فبراير 2015 ميلادى - 26 ربيع ثانى 1436 هجرى.