حُسْنُ الْخُلُقِ - الصفحة 10 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حُسْنُ الْخُلُقِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-11-12, 05:22   رقم المشاركة : 136
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أقوال السَّلف والعلماء في الحِلْم

- قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه:

(ليس الخير أن يَكْثُر مالك وولدك

ولكنَّ الخير أن يَكْثُر علمك ويَعْظُم حلمك

وأن لا تباهي النَّاس بعبادة الله

وإذا أحسنت: حمدت الله تعالى

وإذا أسأت: استغفرت الله تعالى)


[1228] رواه أبو نعيم في ((الحلية)) (1/75)

والبيهقي في ((الزُّهد الكبير)) (276)

موقوفًا على علي رضي الله عنه.


- (وبلغ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه

أنَّ جماعة مِن رعيَّته اشتكوا مِن عمَّاله

فأمرهم أن يوافوه، فلمَّا أتوه

قام فحمد الله وأثنى عليه ثمَّ قال: أيُّها النَّاس، أيَّتها الرَّعيَّة

إنَّ لنا عليكم حقًّا: النَّصيحة بالغيب والمعاونة على الخير

أيَّتها الرُّعاة إنَّ للرَّعيَّة عليكم حقًّا فاعلموا أنَّه لا شيء أحبُّ إلى الله

ولا أعزُّ مِن حِلْم إمامٍ ورِفْقِه

وليس جهلٌ أبغض إلى الله ولا أغمَّ من جهل إمامٍ وخرْقه)

[1229] رواه هنَّاد في ((الزُّهد)) (2/602)

والطَّبري في ((التاريخ)) (4/224).


وقال رضي الله عنه

(تعلَّموا العلم وتعلَّموا للعلم السَّكينة والحِلْم)


[1230] رواه الطَّبراني في ((الأوسط)) (6/200)

ووكيع في ((الزُّهد)) (538)، وأحمد في ((الزُّهد)) (99).


- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (ينبغي لحامل القرآن

أن يكون باكيًا محزونًا حكيمًا حليمًا سكينًا

ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيًا

ولا غافلًا ولا صخَّابًا ولا صيَّاحًا ولا حديدًا)


[1231] رواه ابن أبي شيبة (35584)

وأحمد في ((الزُّهد)) (133)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (1/129)

موقوفًا على ابن مسعود رضي الله عنه.


- وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما:

(لا يبلغ العبد مبلغ الرَّأي حتى يغلب حِلْمُه جهله

وصبرُه شهوته، ولا يبلغ ذلك إلَّا بقوَّة الحِلْم)


[1232] ((الحِلْم)) لابن أبي الدُّنْيا (25-26).

- وعن أبي الدَّرداء قال: (ليس الخير أن يَكْثُر مالك وولدك

ولكنَّ الخير أن يَعْظُم حِلْمُك، ويَكْثُر علمك

وأن تنادي النَّاس في عبادة الله

فإذا أحسنت حمدت الله، وإذا أسأت استغفرت الله)


[1237] رواه ابن أبي شيبة (34585)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (1/212)

وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (47/158).


- وقال محمَّد بن عليٍّ رضي الله عنهما

: (مَن حَلُمَ وَقَى عِرْضه، ومَن جادت كفُّه حَسُن ثناؤه

ومَن أَصْلح مالَه استَغْنى، ومَن احتمل المكْروه كثرت مَحاسنه

ومَن صَبر حُمِد أمرُه، ومَن كظَم غيظَه فشا إحسانُه

ومَن عَفا عن الذُّنوب، كثُرت أياديه

ومَن اتَّقى الله كفاه ما أهمَّه)


[1243] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه الأندلسي (1/181).

- وعن معاوية بن قرَّة قال: (مكتوبٌ في الحكمة:

لا تجالس بحِلْمك السُّفهاء، ولا تجالس بسفهك الحُلَماء)


[1245] ((الحِلْم)) لابن أبي الدُّنْيا (ص 53).

- وعن الحسن قال: (المؤمن حليمٌ لا يجهل وإن جُهِل عليه

حليمٌ لا يظلم، وإن ظُلِم غَفَر، لا يقطع

وإن قُطِع وصل، لا يبخل، وإن بُخلِ عليه صبر)


[1246] ((الحِلْم)) لابن أبي الدُّنْيا (ص 54-55).

- وقال عطاء بن أبي رباح:

(ما أوى شيءٌ إلى شيءٍ أزين مِن حلمٍ إلى علم)


[1248] رواه الدارمي (1/470) (596).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحِلْم








 


رد مع اقتباس
قديم 2020-11-13, 05:18   رقم المشاركة : 137
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الوسائل المعينة على اكتساب الحِلْم:

1- تذكُّر كثرة حلم الله على العبد، فالله سبحانه وتعالى حليم

يرى معصية العاصي ومخالفته لأمره فيمهله

قال تعالى: وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ

فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [البقرة: 235].

قال أبو حاتم: (الواجب على العاقل، إذا غضب واحتدَّ

أن يذكر كثرة حلم الله عنه، مع تواتر انتهاكه محارمه

وتعدِّيه حرماته، ثمَّ يَحْلُم

ولا يخرجه غيظه إلى الدُّخول في أسباب المعاصي)


[1253] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (ص 212).

2- تذكُّر الثَّواب مِن الله للعافين عن النَّاس

قال تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ

وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ

الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 133- 134].

عن أبي جعفر الخطمي أنَّ جدَّه عمير بن حبيب

وكان قد بايع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم- أوصى بنيه

فقال لهم: (أيْ بني! إيَّاكم ومخالطة السُّفهاء

فإنَّ مجالستهم داء، وإنَّه مَن يَحْلُم عن السَّفِيه يُسَر بحِلْمِه

ومَن يجبه يندم

ومَن لا يقر بقليل ما يأتي به السَّفِيه، يقر بالكثير


[1255] رواه الطَّبراني (17/50) (108)، والبيهقي (10/95) (20705)

قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7/269): رجاله ثقات.


3- الرَّحمة بالجاهل، ومِن ذلك ما جاء

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال

((بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذ جاء أعرابيٌّ، فقام يبول في المسجد

فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه مه. قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزرموه

دعوه. فتركوه حتى بال

ثمَّ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه

فقال له: إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيء مِن هذا البول ولا القذر

إنَّما هي لذكر الله عزَّ وجلَّ، والصَّلاة

وقراءة القرآن. أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:

فأمر رجلًا مِن القوم فجاء بدلوٍ مِن ماء فشنَّه عليه


[1257] رواه مسلم (285) مِن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

[1256] شنه: صبه. ((شرح النووي على مسلم)) (3/193).


4- التَّرفُّع عن المعاملة السَّيِّئة بالمثل

وهذا يدلُّ على شرف النَّفس، وعلوِّ الهمَّة

يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه:

((غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة نَجْدٍ

فلمَّا أدركته القائلة وهو في واد كثير العِضَا


[1258] العضاه: كل شجرة ذات شوك

((شرح النووي على مسلم)) (15/44).


فنزل تحت شجرة، واستظلَّ بها وعلَّق سيفه

فتفرَّق النَّاس في الشَّجر يستظلُّون

وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا

فإذا أعرابيٌّ قاعد بين يديه

فقال: إنَّ هذا أتاني وأنا نائمٌ، فاخترط سيفي


[1259] اخترط السيف: سله من غمده

((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/23).


استيقظت وهو قائمٌ على رأسي مخترطٌ صلتًا

[1260] صلتًا: مجردا

((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/45).


قال: مَن يمنعك مني؟ قلت: الله. فشَامَه ثمَّ قعد، فهو هذا

قال: ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم))


[1261] رواه البخاري (4139).

5- التَّفضُّل على المسيء

ومِن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال

: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية

فأدركه أعرابيٌّ، فجبذه بردائه جَبْذَةً شديدةً

حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم

قد أثَّرت بها حاشية البُرْد مِن شدَّة جَبْذَته

ثمَّ قال: يا محمَّد! مُرْ لي مِن مال الله الذي عندك

فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثمَّ ضحك، ثمَّ أمر له بعطاء)


[1262] رواه البخاري (3149).

6 الاستحياء مِن جزاء الجواب، وكان الأحنف بن قيس يقول:

(مَن لم يصبر على كلمة سمع كلمات

ورُبَّ غيظٍ قد تجرَّعته مخافة ما هو أشدُّ منه


[1263] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/279).

7- الرِّعاية ليدٍ سالفة، وحرمة لازمة، وهذا مِن الوفاء

وحُسنِ العهد، وكمال المروءة

عن حفص بن غياث قال: (كنت جالسًا عند جعفر بن محمد

ورجل يشكو رجلًا عنده، قال لي كذا، وفعل لي كذا

فقال له جعفر: مَن أكرمك فأكرمه

ومَن استخفَّ بك فأكرم نفسك عنه)


[1264] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (213).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحِلْم











رد مع اقتباس
قديم 2020-11-14, 04:54   رقم المشاركة : 138
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

فوائد الحلم

1- الحليم عظيم الشَّأن، رفيع المكان

محمود الأمر، مرضي الفعل

[1249] ((روضة العقلاء)) لابن حبَّان البستي (208).

2- (أنَّه دليل كمال العقل وسعة الصَّدر، وامتلاك النَّفس

3- يعمل على تآلف القلوب ونشر المحبَّة بين النَّاس

4- يزيل البغضاء بين النَّاس ويمنع الحسد)


[1250] ((نضرة النعيم)) (5/1752) - بتصرف.

5- صفة الحِلْم عواقبها محمودة

6- أوَّل عِوَض الحَليم عن حِلْمه أنَّ النَّاس أنصارُه على الجاهل


[1251] هذا القول يُنْسَب لعليٍّ رضي الله عنه

انظر: ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه الأندلسي (1/182).


7- الحليم له القوَّة في التَّحكُّم في انفعالاته

قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:

((ليس الشَّديد بالصُّرَعَة

إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغضب))


[1252] رواه البخاري (6114)، ومسلم (2609)

مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه .


اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال


الفرق بين الحِلْم وبعض الصِّفات

الأمثال في الحِلْم

الحِلْم في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-14, 18:29   رقم المشاركة : 139
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ الرَّحْمَة

معنى الرَّحْمَة لغةً:

الرحمة: من رحمة يرحمه، رحمة ومرحمة

إذا رقَّ له، وتعطف عليه

وأصل هذه المادة يدلُّ على الرقة والعطف والرأفة

وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضًا.

ومنها الرَّحِم: وهي عَلاقة القرابة.

وقد تطلق الرَّحْمَة، ويراد بها ما تقع به الرَّحْمَة

كإطلاق الرَّحْمَة على الرِّزق والغيث


[1386] انظر: ((الصحاح)) للجوهري (5/1929)

و((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/498)

و((لسان العرب)) لابن منظور (12/230)

و((مختار الصحاح)) للرازي (ص 120).


معنى الرَّحْمَة اصطلاحًا:


(الرَّحْمَة رقَّة تقتضي الإحسان إلى الْمَرْحُومِ

وقد تستعمل تارةً في الرِّقَّة المجرَّدة

وتارة في الإحسان المجرَّد عن الرِّقَّة)


[1387] ((مفردات القرآن)) للراغب (1/347).


وقيل: (هي رِقَّة في النفس

تبعث على سوق الخير لمن تتعدى إليه)


[1388] ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (26/21).

وقيل: هي (رِقَّة في القلب

يلامسها الألم حينما تدرك الحواس أو تدرك بالحواس

أو يتصور الفكر وجود الألم عند شخص آخر

أو يلامسها السُّرور حينما تدرك الحواس أو تدرك بالحواس

أو يتصور الفكر وجود المسرة عند شخص آخر)


[1389] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها))

لعبد الرحمن الميداني (2/3).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-15, 05:02   رقم المشاركة : 140
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الفرق بين الرَّحْمَة والرَّأفة

قال القفال: (الفرق بين الرَّأفة والرَّحْمَة

أنَّ الرَّأفة مبالغة في رحمة خاصة

وهي دفع المكروه وإزالة الضَّرر

كقوله: وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ [النور: 2]

أي: لا ترأفوا بهما فترفعوا الجلد عنهما

وأمَّا الرَّحْمَة فإنَّها اسم جامع

يدخل فيه ذلك المعنى

ويدخل فيه الانفصال والإنعام)


[1391] ((مفاتيح الغيب)) لفخر الدين الرازي (4/93).

قال ابن عاشور:

(والرَّأفة: رِقَّة تنشأ عند حدوث ضر بالمرؤوف به

. يقال: رؤوفٌ رحيم.

والرَّحْمَة: رقَّة تقتضي الإحسان للمرحوم

بينهما عمومٌ وخصوص مطلق)


[1390] ((التحرير والتنوير)) (10/239).


وقال أبو البقاء الكفوي:

الرَّحْمَة هي أن يوصل إليك المسار

والرَّأفة هي أن يدفع عنك المضار...

فالرَّحْمَة من باب التزكية، والرَّأفة من باب التَّخلية

والرَّأفة مبالغة في رحمة مخصوصة

هي رفع المكروه وإزالة الضر

فذكر الرَّحْمَة بعدها في القرآن مطردًا لتكون أعم وأشمل


[1392] ((الكليات)) (1/742).

وقيل: (الرَّأفة أشد من الرَّحْمَة)

وقيل: (الرَّحْمَة أكثر من الرَّأفة

والرَّأفة أقوى منها في الكيفية؛

لأنَّها عبارة عن إيصال النِّعم صافية عن الألم)


[1393] ((الفروق اللغوية)) للعكسري (1/246).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-15, 16:35   رقم المشاركة : 141
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الترغيب في الرَّحْمَة في القرآن الكريم

ذكر الله هذه الصفة العظيمة في غير ما آية من كتابه الكريم

إمَّا في معرض تسميه واتصافه بها

أو في معرض الامتنان على العباد بما يسبغه عليهم من آثارها

أو تذكيرهم بسعتها

أو من باب المدح والثناء للمتصفين بها المتحلِّين بمعانيها

أو غير ذلك من السياقات، ومن ذلك:

- تَسمِّيه جلَّ وعلا باسم الرَّحمن والرَّحيم

واتصافه بصفة الرَّحْمَة:

وهذا كثير جدًّا في القرآن

نذكر منه على سبيل المثال لا الحصر:

قوله تعالى: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة: 3]

فقد سمى الله نفسه بهذين الاسمين المشتملين على صفة الرَّحْمَة

قال ابن عباس رضي الله عنهما: (هما اسمان رقيقان

أحدهما أرق من الآخر، أي أكثر رحمة)


[1394] ((تفسير البغوي)) (1/51).

- ومن ذلك أنَّ الله جعل هذه الصفة لصفوة خلقه، وخيرة عباده

وهم الأنبياء والمرسلين

ومن سار على نهجهم من المصلحين

فقد قال الله تعالى ممتنًا على رسوله صلى الله عليه وسلم

على ما ألقاه في قلبه من فيوض الرَّحْمَة

جعلته يلين للمؤمنين، ويرحمهم ويعفو عنهم

ويتجاوز عن أخطائهم:

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ [آل عمران: 159].

أي: فبسبب رحمة من الله أودعها الله في قلبك يا محمد

كنت هيِّنًا، لين الجانب مع أصحابك

مع أنهم خالفوا أمرك وعصوك


[1395] ((صفوة التفاسير)) للصابونى (1/154).

- ومن ذلك ثناء الله على المتَّصفين بالرَّحْمَة والمتخلِّقين بها

فقد قال تعالى واصفًا رسوله صلى الله عليه وسلم

وأصحابه الذين معه:

مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ

رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح: 29]

فهم أشدَّاء على الكفار، رحماء بينهم

بحسب ما يقتضيه منهم إيمانهم

فالإيمان بالله واليوم الآخر متى تغلغل في القلب حقًّا

غرس فيه الرَّحْمَة بمقدار قوته وتغلغله


[1396] ((الأخلاق الإسلامية وأسسها))

لعبد الرحمن الميداني (2/17).


- وقال تعالى: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ

فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ

أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ [البلد: 11 – 18].

قال محمد الطاهر بن عاشور:

(خصَّ بالذِّكر من أوصاف المؤمنين، تواصيهم بالصَّبر

وتواصيهم بالمرحمة

لأنَّ ذلك أشرف صفاتهم بعد الإيمان

فإنَّ الصَّبر ملاك الأعمال الصَّالحة كلِّها

لأنَّها لا تخلو من كبح الشَّهوة النَّفسانيَّة

وذلك من الصَّبر. والمرحمة

ملاك صلاح الجماعة الإسلاميَّة

قال تعالى: رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح: 29]

والتَّواصي بالرَّحمة فضيلة عظيمة

وهو أيضًا كناية عن اتِّصافهم بالمرحمة

لأنَّ من يوصي بالمرحمة هو الذي عرف قدرها وفضلها

فهو يفعلها قبل أن يوصي بها)


[1397] ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (30/361).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-17, 05:46   رقم المشاركة : 142
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الترغيب في الرَّحْمَة في السُّنَّة النَّبويَّة

أما السُّنَّة فقد استفاضت نصوصها الداعية إلى الرَّحْمَة

الحاثَّة عليها، المرغِّبة فيها إمَّا نصًّا أو مفهومًا

كيف لا وصاحبها صلى الله عليه وسلم هو نبي الرَّحْمَة

كما وصف نفسه فقال:

((أنا محمد، وأحمد، والمقفي

والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرَّحْمَة))


[1398] رواه مسلم (2355)

من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.


عن النُّعمان بن بشير رضي اللَّه عنهما قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((ترى المؤمنين في تراحمهم، وتوادِّهم، وتعاطفهم

كمثل الجسد إذا اشتكى عضوًا

تداعى له سائر جسده بالسَّهر والحمَّى))


[1399] رواه البخاري (6011)، ومسلم (2586).

يقول النووي معلقًا على هذا الحديث:

(هذه الأحاديث صريحة في تعظيم

حقوق المسلمين بعضهم على بعض

وحثِّهم على التراحم، والملاطفة، والتعاضد

في غير إثم ولا مكروه)


[1400] ((شرح النووي على مسلم)) (16/139).

- وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت:

((جاء أعرابيٌّ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال:

تقبِّلون الصِّبيان فما نقبِّلهم

فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:

أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرَّحْمَة؟))

قال ابن بطال: (رحمة الولد الصغير

ومعانقته، وتقبيله، والرفق به

من الأعمال التي يرضاها الله ويجازي عليها

ألا ترى قوله عليه السلام للأقرع بن حابس حين ذكر

عند النَّبي صلى الله عليه وسلم أن له عشرة من الولد

ما قبل منهم أحدًا: ((من لا يرحم لا يرحم))؟


[1403] رواه البخاري (5997)، ومسلم (2318)

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن

ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السَّماء))


[1404] رواه بألفاظ متقاربة: أبو داود (4941)

والترمذي (1924)

وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (3522).


- وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال

سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:

((لا تنزع الرَّحْمَة إلَّا من شقيٍّ))


[1406] رواه أبو داود (4942)

وصححه ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (6/117)

وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (7467).


ويقول المناوي: (لأنَّ الرَّحْمَة في الخلق رقة القلب

ورقته علامة الإيمان، ومن لا رأفة له لا إيمان له

ومن لا إيمان له شقي، فمن لا رحمة عنده شقي)


[1408] ((التيسير بشرح الجامع الصغير)) (2/962).

- وعن جرير بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا يرحم الله من لا يرحم النَّاس))


[1409] رواه البخاري (7376).

واستفاضت الأحاديث الدالة على الرَّحْمَة بمفهومها

وهي لا تكاد تحصى

وذلك لأنَّه ما من معاملة من المعاملات

أو رابطة من الروابط الاجتماعية أو الإنسانية

إلا وأساسها وقوام أمرها الرَّحْمَة.

فمن علاقة الإنسان بنفسه التي بين جنبيه

وعلاقته بذويه وأهله

إلى علاقته بمجتمعه المحيط به

إلى معاملته لجميع خلق الله من إنسان أو حيوان

كل ذلك مبني على هذا الخلق الرفيع، والسَّجيَّة العظيمة.


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-18, 04:52   رقم المشاركة : 143
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أقسام الرحمة من حيث المدح والذم

إن خلق الرَّحْمَة منه ما هو محمود - وهو الأصل -

ومنه ما هو مذموم.

أما المحمود فهو ما ذكرناه آنفًا واستدللنا عليه من كتاب الله

وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم

بما يغني عن إعادة ذكره هاهنا.


وأما المذموم:

فهو ما حصل بسببه تعطيل لشرع الله

أو تهاون في تطبيق حدوده وأوامره

كمن يشفق على من ارتكب جرمًا يستحق به حدًّا

فيحاول إقالته والعفو عنه

ويحسب أنَّ ذلك من رحمة الخلق وهو ليس من الرَّحْمَة في شيء

بل الرَّحْمَة هي إقامة الحد على المذنب

والرَّأفة هي زجره عن غيِّه وردُّه عن بغيه بتطبيق حكم الله فيه

قال ابن تيمية:

((إنَّ العقوبات الشَّرعيَّة كلَّها أدوية نافعة

يصلح اللَّه بها مرض القلوب

وهي من رحمة الله بعباده ورأفته بهم

الدَّاخلة في قوله تعالى

: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107]

فمن ترك هذه الرَّحمة النَّافعة لرأفة يجدها بالمريض

فهو الَّذي أعان على عذابه وهلاكه

وإن كان لا يريد إلَّا الخير إذ هو في ذلك جاهل أحمق)

[1415] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (15/291).

- لذا نهى الله تعالى المؤمنين عن أن تأخذهم رأفة أو رحمة

في تطبيق حدود الله وإقامة شرعه فقال:

الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ

وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ

وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور: 2].

قال ابن تيمية:

(إنَّ دين الله هو طاعته، وطاعة رسوله

المبني على محبَّته ومحبَّة رسوله

وأن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه ممَّا سواهما

فإنَّ الرَّأفة والرَّحمة يحبُّهما اللَّه ما لم تكن مضيِّعةً لدين الله)


[1416] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (15/290).

ومن الرَّحْمَة المذمومة

ما يكون سببًا في فساد المرحوم وهلاكه

كما يفعل كثير من الآباء من ترك تربية الأبناء وتأديبهم

وعقوبتهم رحمة بهم، وعطفًا عليهم

فيتسببون في فسادهم وهلاكهم وهم لا يشعرون.

قال ابن تيمية:

(ما يفعله بعض النِّساء والرِّجال الجهَّال بمرضاهم

وبمن يربُّونه من أولادهم، وغلمانهم، وغيرهم

في ترك تأديبهم وعقوبتهم

على ما يأتونه من الشَّرِّ ويتركونه من الخير رأفةً بهم

فيكون ذلك سبب فسادهم وعداوتهم وهلاكهم)


[1417] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (15/291).

وقال ابن القيم: (إنَّ الرَّحْمَة

صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى العبد

وإن كرهتها نفسه، وشقَّت عليها

فهذه هي الرَّحْمَة الحقيقية

فأرحم النَّاس بك من شقَّ عليك

في إيصال مصالحك ودفع المضار عنك

فمن رحمة الأب بولده: أن يكرهه على التأدب بالعلم والعمل

ويشق عليه في ذلك بالضرب وغيره

ويمنعه شهواته التي تعود بضرره

ومتى أهمل ذلك من ولده كان لقلة رحمته به

وإن ظن أنَّه يرحمه، ويرفهه، ويريحه،

فهذه رحمة مقرونة بجهل كرحمة الأم)


[1418] ((إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)) (2/174).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-18, 14:13   رقم المشاركة : 144
معلومات العضو
hagr abdo
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير










رد مع اقتباس
قديم 2020-11-18, 17:23   رقم المشاركة : 145
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hagr abdo مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-18, 17:24   رقم المشاركة : 146
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2



اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

صور الرَّحْمَة

1- شفقة الإمام برعيته

وتجنب ما من شأنه أن يجلب المشقة عليهم:

- عن عائشة رضي الله عنها قالت:

((أعتم النَّبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة

حتَّى ذهب عامَّة اللَّيل

وحتَّى نام أهل المسجد، ثُمَّ خرج فصلَّى

فقال: إنَّه لوقتها، لولا أن أشقَّ على أمَّتي))


[1420] رواه مسلم (638).

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إذا صلى أحدكم للنَّاس فليخفِّف

فإنَّ في النَّاس الضَّعيف والسَّقيم وذا الحاجة))


[1421] رواه البخاري (703)، ومسلم (467).
.
2- التوسط في العبادات وترك ما يشق على النفس:

عن عائشة رضي الله عنها:

((أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم

دخل عليها وعندها امرأة، قال: من هذه؟

قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: مه

عليكم بما تطيقون، فوالله لا يملُّ الله حتى تملوا

وكان أحب الدِّين إليه ما داوم عليه صاحبه))


[1422] رواه البخاري (43)، مسلم (785).

3- البر بالوالدين.. وخفض جناح الذُّل من الرَّحْمَة لهما:

- عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال:

((سألت النَّبي صلى الله عليه وسلم:

أيُّ العمل أحبُّ إلى اللّه عزَّ وجلَّ؟

قال: الصَّلاة على وقتها. قال: ثُمَّ أي؟

قال: برُّ الوالدين. قال: ثُمَّ أي؟

قال: الجهاد في سبيل الله))


[1423] رواه البخاري (527)، ومسلم (85).

4 الوصية بالمرأة خيرًا والإحسان إليها:

قال صلى الله عليه وسلم:

((استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنَّهن عوانٍ عندكم


[1425] أسراء، أو كالأسراء.

((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/314).


أخذتموهنَّ بأمانة الله

واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله))


[1426] رواه مسلم (1218) بلفظ مقارب

من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.


5 الشفقة على الأبناء

والعطف والحزن عليهم، إذا أصابهم مكروه:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابيٌّ

إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال:

تقبِّلون الصِّبيان فما نقبِّلهم

فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرَّحْمَة؟))


[1427] رواه البخاري (5998).

6- الرَّحْمَة بمن هم تحت سلطانه، من العبيد

والخدم، والعمال، وغيرهم:

عن المعرور بن سويد رحمه الله تعالى

قال: لقيت أبا ذرٍّ بالرَّبذة


[1430] الربذة: مكان معروف بين مكة والمدينة.

((فتح الباري)) لابن حجر (1/121).


و عليه حلَّة

[1431] الحلة ثوبان من جنس واحد.

((فتح الباري)) لابن حجر (1/86).


وعلى غلامه حلَّة، فسألته عن ذلك

فقال: إنِّي ساببت رجلًا فعيَّرته بأمِّه

فقال لي النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((يا أبا ذر أعيَّرته بأمِّه؟

إنَّك امرؤ فيك جاهليَّة، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم

فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممَّا يأكل

وليلبسه ممَّا يلبس، ولا تكلِّفوهم ما يغلبهم

فإن كلَّفتموهم فأعينوهم))


[1432] رواه البخاري (30)، ومسلم (1661).

7 - الأمر بإحسان القِتلة والذبحة:

عن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه أنَّه قال:

ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،

قال: ((إنَّ الله كتب الإحسان على كلِّ شيء

فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح

وليحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته))


[1433] رواه مسلم (1955).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-19, 05:09   رقم المشاركة : 147
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج من رحمة النَّبي صلى الله عليه وسلم

قال تعالى واصفًا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم:

لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ

حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة: 128].

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم النَّاس بالنَّاس

وأرأفهم بهم؛ المؤمنين ومن لم يكن يدين بدين الإسلام أصلًا

بل إنَّ رحمته صلى الله عليه وسلم تعدت ذلك إلى الحيوان

والجماد، وسنعرض هنا بعض النماذج

من رحمته صلى الله عليه وسلم:


رحمته صلى الله عليه وسلم بالكفَّار:

- (عن عائشة رضي اللّه عنها زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم

أنَّها قالت للنَّبي صلى الله عليه وسلم:

هل أتى عليك يوم كان أشدَّ من يوم أحد؟

قال: ((لقد لقيت من قومك ما لقيت

وكان أشدَّ ما لقيت منهم يوم العقبة

إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال

فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت. وأنا مهموم على وجهي

فلم أستفق إلَّا وأنا بقرن الثَّعالب، فرفعت رأسي

فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل

فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك

وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم.

فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ، ثمَّ قال: يا محمَّد

فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين.

فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:

بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم

من يعبد الله لا يشرك به شيئًا))


[1441] رواه البخاري (3231).

قال ابن حجر: (في هذا الحديث بيان شفقة

النَّبي صلى الله عليه وسلم على قومه

ومزيد صبره وحلمه، وهو موافق لقوله تعالى:

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ [آل عمران: 159]

وقوله: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107])


[1442] ((فتح الباري)) (6/316).

رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان:

عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال:

((أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ذات يوم

فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أحدث به أحدًا من النَّاس

وكان أحب ما استتر به رسول الله صلى الله عليه وسلم

لحاجته هدفًا أو حائش نخل

قال: فدخل حائطًا لرجل من الأنصار فإذا جمل

فلما رأى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه

فأتاه النَّبي صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه، فسكت

فقال: من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟

فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله. فقال:

أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها؟

فإنه شكا إليَّ أنك تجيعه وتدئبه))


[1443] روى مسلم (342) أوله، وأبو داود (2549)

وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2549)


- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

((كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر

فانطلق لحاجته فرأينا حُمرة معها فرخان

فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرةُ فجعلت تفرِش

فجاء النَّبي صلى الله عليه وسلم

فقال: (من فجع هذه بولدها؟

ردُّوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها

فقال: من حرَّق هذه؟

قلنا: نحن، قال: إنَّه لا ينبغي أن يعذِّب بالنَّار إلَّا ربُّ النَّار))


[1444] رواه أبو داود (2675).

وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2675).


رحمته صلى الله عليه وسلم بالجماد:

- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما،

أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة

فقالت امرأة من الأنصار

أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟

قال: إن شئتم. فجعلوا له منبرًا

فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر

فصاحت النخلة صياح الصبي

ثم نزل النَّبي صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه


[1445] أي: ضمَّ جذع النخلة إليه عليه الصلاة والسلام.

تئنُّ أنين الصبي الذي يسكن،

قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها))


[1446] رواه البخاري (3584).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-19, 18:12   رقم المشاركة : 148
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج من رحمة الصحابة رضوان الله عليهم

سار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على نهجه

واقتدوا به في التمسك بهذا الخلق الكريم

حتى صار الرجل المعروف بشدته، وصرامته

هيِّنًا ليِّنًا، رحيمًا رؤوفًا.


رحمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

- فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي عرف بشدَّته

وقوَّته، تغير الرَّحْمَة من طباعه، فيصبح رقيقًا يمتلأ قلبه رحمة

ويفيض فؤاده شفقةً

ومما يدل على ذلك قوله لعبد الرحمن بن عوف

حينما أتاه يكلمه في أن يلين لهم

لأنَّه أخاف النَّاس حتى خاف الأبكار في خدورهن

فقال: (إني لا أجد لهم إلَّا ذلك

والله لو أنهم يعلمون ما لهم عندي، من الرَّأفة

والرَّحْمَة، والشفقة، لأخذوا ثوبي عن عاتقي


[1447] ((المجالسة وجواهر العلم))

لأبي بكر الدينوري (4/43) (1199).


- ورآه عيينة بن حصن يومًا يقبل أحد أبنائه

وقد وضعه في حجره وهو يحنو عليه،

فقال عيينة: أتُقبِّل وأنت أمير المؤمنين؟

لو كنت أمير المؤمنين ما قبلت لي ولدًا.

فقال عمر: الله، الله حتى استحلفه ثلاثًا

فقال عمر: فما أصنع إن كان الله نزع الرَّحْمَة من قلبك؟

إنَّ الله إنَّما يرحم من عباده الرُّحماء


[1448] ((جامع معمر بن راشد)) (11/299) (20590).

- واشتهى الحوت يومًا

فقال: لقد خطر على قلبي شهوة الطري من حيتان

فخرج يرفأ، في طلب الحوت لعمر رضي الله عنه، ورحل راحلته

فسار ليلتين مدبرًا، وليلتين مقبلًا، واشترى مكتلًا

وجاء بالحوت، ثم غسل يرفأ الدابة

فنظر إليها عمر فرأى عرقًا تحت أذنها

فقال: عذبت بهيمة من البهائم في شهوة عمر

لا والله لا يذوقه عمر، عليك بمكتلك


[1449] رواه أحمد (1/319) (443)، وابن عساكر (44/301).

(ومرَّ رضي الله عنه براهب فوقف ونودي بالراهب

فقيل له: هذا أمير المؤمنين

فاطَّلَع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترْكِ الدنيا

فلمَّا رآه عمر بكى، فقيل له: إنَّه نصراني

فقال عمر: قد علمت ولكني رحمته

ذكرت قول الله عزَّ وجلَّ: عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً [الغاشية: 3- 4]

رحمتُ نصبَه واجتهاده وهو في النَّار)


[1450] رواه عبد الرزاق (3/420) (3584).

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها

فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة

ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها

فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة

التي كانت تريد أن تأكلها بينهما

فأعجبني شأنها

فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال: ((إنَّ الله قد أوجب لها بها الجنة

أو أعتقها بها من النار))


[1451] رواه مسلم (2630).

- وهذا أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه من رحمته

أنه كان له جفنة


[1452] الجفنة: القصعة

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص: 1186).


من ثريد، غدوة، وجفنة عشية

للأرامل واليتامى والمساكين


[1453] رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (4/299)

وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (62/99).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الرَّحْمَة









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-20, 05:01   رقم المشاركة : 149
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قالوا عن الرَّحْمَة

- قال السعدي عن عَلَامة وجود الرَّحْمَة في قلب العبد:

(وعلامة الرَّحْمَة الموجودة في قلب العبد

أن يكون محبًّا لوصول الخير لكافة الخلق عمومًا

وللمؤمنين خصوصًا، كارهًا حصول الشر والضرر عليهم

فبقدر هذه المحبة والكراهة تكون رحمته)


[1459] ((بهجة قلوب الأبرار)) للسعدي (ص 189).

فمتى ما وُجِدَتْ هذه العلامة في قلب العبد

دلَّت على أنَّ قلبه عامر بالرَّحْمَة، مفعم بالرَّأفة.

- وقال مصطفى لطفي المنفلوطي:

(إن الرَّحْمَة كلمة صغيرة..

ولكن بين لفظها ومعناها من الفرق مثل

ما بين الشمس في منظرها، والشمس في حقيقتها.

لو تراحم النَّاس لما كان بينهم جائع، ولا مغبون، ولا مهضوم

ولأقفرت الجفون من المدامع، ولاطمأنت الجنوب في المضاجع

ولمحت الرَّحْمَة الشقاء من المجتمع

كما يمحو لسان الصبح مداد الظلام.

أيُّها الإنسان ارحم الأرملة التي مات عنها زوجها

ولم يترك لها غير صبية صغار

ودموع غزار، ارحمها قبل أن ينال اليأس منها

ويعبث الهم بقلبها، فتؤثر الموت على الحياة.

ارحم الزوجة أم ولدك، وقعيدة بيتك، ومرآة نفسك، وخادمة فراشك

لأنَّها ضعيف؛ ولأنَّ الله قد وكل أمرها إليك

وما كان لك أن تكذب ثقته بك.

ارحم ولدك وأحسن القيام على جسمه، ونفسه

فإنَّك إلا تفعل قتلته أو أشقيته فكنت أظلم الظالمين.

ارحم الجاهل، لا تتحين فرصة عجزه عن الانتصاف لنفسه

فتجمع عليه بين الجهل والظلم

ولا تتخذ عقله متجرًا تربح فيه، ليكون من الخاسرين.

ارحم الحيوان؛ لأنَّه يحس كما تحس

ويتألم كما تتألم، ويبكي بغير دموع ويتوجع.

ارحم الطير لا تحبسها في أقفاصها

ودعها تهيم في فضائها حيث تشاء

وتقع حيث يطيب لها التغريد والتنقير

إنَّ الله وهبها فضاء لا نهاية له، فلا تغتصبها حقها

فتضعها في محبس لا يسع مد جناحها

أطلق سبيلها وأطلق سمعك وبصرك وراءها

لتسمع تغريدها فوق الأشجار، وفي الغابات

وعلى شواطئ الأنهار

وترى منظرها وهي طائرة في جو السماء

فيخيَّل إليك أنَّها أجمل من منظر الفلك الدائر، والكوكب السيَّار.

أيها السعداء أحسنوا إلى البائسين والفقراء

وامسحوا دموع الأشقياء

وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)


[1460] ((مؤلفات مصطفى لطفي المنفلوطي الكاملة)) (ص 88).

اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال


الأسباب المعينة على التخلق بخلق الرَّحْمَة

الرَّحْمَة في واحة الشعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2020-11-20, 06:48   رقم المشاركة : 150
معلومات العضو
محمد المبخوت 79
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية محمد المبخوت 79
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم آمين ، جزاك الله خيرا و بارك فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc