ههكذا تستقبلين الحاجّ وتضاعفين الثواب والابتهاج

[أم عاكف ( الأم المعلمة )]

مع عودة حجّاج بيت الله الحرام إلى بيوتهم وأوطانهم، حاملين معهم تباشير إتمام النسك، يسارع أهاليهم لاستقبالهم في المطارات والمحطات، صانعين أروع مظاهر الفرحة وتستعد النساء في البيوت لاستقبال الحاجّ وكذا المباركين في أجواء روحانية رائعة..
إن كنت معنية بالأمر، جواهر الشروق تطرق بابك وتشاركك ببعض الأفكار لإقامة إحتفائية راقية، بعيدا عن مظاهر التبذير والرّياء.
أولا: جهّزي بيتك
هذه المناسبة لا تحتاجين فيها لشراء البالونات الملونة والأضواء المتمايزة والشموع.. لأن هذه المظاهر لا تليق بطبيعة الحدث، وقد دعا علماء الشريعة إلى تركها، لكن ذلك لا يعني التخلّي التّام عن تزيين منزلك؛ فهناك ملحقات وقطع للتزيين تلائم المناسبة، وتجعل بيتك متألّقا بنورانيته وذلك بخطوات بسيطة وهي:
-أحضري قطعة قماش، أو قطعة من الورق السّميك، أو لوحة خشبية تكون بحجم شاشة التلفاز مثلا أو أكبر بقليل، وزيّنيها بالألوان أو بالشرائط، واكتبي عليها أدعية للحجّاج وعبارات التهنئة مثل "الحمد لله الذي سلّمك أو الحمد لله الذي جمع الشمل بك، تقبل الله حجك، وغفر ذنبك، وأخلف عليك نفقتك، رزقنا وإيّاك العوْد إلى بيته الحرام.." وضعيها في واجهة المنزل أو في الباب الخارجي للحديقة.
شتري إطارات وصورا تحمل صورة الكعبة الشريفة وحولها الحجيج وعلّقيها على جدران بيتك. -رشّي أرجاء المنزل بعد ترتيبه وتنظيفه بماء الزهر وعطّريه بالبخور ومختلف العطور الأخرى.
ثانيا: أكرمي استقباله
من المعروف أنّ الحجاج يعودون إلى بيوتهم محمّلين بمختلف الهدايا والأغراض لأهاليهم، وهو أمر مندوب في ديننا، فكوني حاذقة وفكّري في مضاعفة سعادة العائد من الحج، واشتري بدورك هدايا بسيطة كقميص للصلاة مع طاقية تابعة له، أو حجابا- إن تعلق الأمر بحماتك أو أمّك- أو مصاحف جميلة، وقدّميها لهم عندما يجتمعون بالعائلة.
- نظّفي حمّام البيت وجهّزيه بالصابون والغاسول والمناشف الجديدة، لأنّ العائد من الحجّ، أحوج ما يكون إليه بعد عودته من سفره هو الاستحمام والاسترخاء.
- لا تترددي في شراء زيوت للتّدليك وتكوني أنت صاحبة الأجر المضاعف في عمل تدليك إن تعلّق الأمر بزوجك أو حماتك أو أمك، لتخففي عنهم إرهاق السفر.
- جهزي غرفة النّوم ورتبيها وضعي فيها الأغطية والشراشف ذات الألوان الهادئة المساعدة على النوم حتى يستريح فيها حاجّكم.

اطبخي الطبق المفضل لديه، وقدّميه له مفاجأة، فلا شكّ أنّه مشتاق جدا لأطباق الوطن.
ثالثا: وليمة الحاج (النقيعة) فرصتك لكسب الثواب
تميّزي في إقامة مأدبة على شرف العائد من الحجّ ترقى عن المألوف، ولا تقف عند كونها مناسبة للقاء النساء من أجل الأكل والدردشات المبتذلة، واجعليها مجلسا يشعّ بالألفة والتآنس وفرصة لتحصيل الثواب وذلك بـ:
- ماء زمزم هو الهدية التي لا يتخلّف أي حاج في إحضارها لأهله، كم سيسعد أقاربك وجيرانك بمنحهم جريعات منها، وذلك بوضعها في قنّينات صغيرة وتوزيعها عليهم.
- لا تبخلي بمنح الهدايا الصغيرة مثل المسك والحنّاء، والإثمد، وأيضا التمور، فهي هدايا لا توزن بكثرتها أو بكميتها إنما برمزيتها وبركتها.
- لا تنسي حصّة الفقراء واليتامى والمكروبين والمرضى من مأدبة حاجّكم، وأيضا من الهدايا الرمزية التي تسعدين بها قلوبهم.
- تشغيل تلاوات القرآن الكريم، والأناشيد الدينية لأنها ستصنع أجواء خاصة تنتشي بها الأرواح.
لا يجلب الحجّاج معهم هدايا مادية فحسب؛ إنّما يجلبون معهم هدايا معنوية أثمن بكثير، فهل تعرفين ما هي الهدايا المعنوية ؟ إنّها تلك البركات والأدعية المستجابة التي يدعونها لمعارفهم، وكذا الذّكريات الجميلة التي يروونها لهم بتفاصيلها الدقيقة، وينقلون معها أحاسيسهم بتأثر حدّ البكاء، ويجعلون كل من حولهم يتوق لزيارة بيت الله الحرام، كما يروون عن لقاءاتهم وتعارفهم بأصدقاء من مختلف بلاد الإسلام، تستطيعين نقل تلك الأجواء للنساء اللواتي تجتمعين بهنّ في بيتك لعل كلامك يكون حافزا قويا في إقبالهن على الحج أو العمرة.