#05جويلية2021_الذكرى59
نجم تاريخ الجزائر يلمع ، وإن أراد من أراد هضم حقه ( مدرسة أهل الحديث الجزائرية )
بسم الله الرحمن الرحيم
عدو تاريخ الجزائر إعلامنا العفن ، ودكاترة البطن ، مما يستهجن أن يكون طمس تاريخنا ، وتغييب حقائقه على يد دكاترته ‼️ وأن ينشر إعلامه ما يناقضه ويخالفه لتحريفه وتزويره ، فنجد بعض الدول تأتي بتاريخها من مزبلة ، فتلمعه وتصنع منه تاريخا وبطولة ❗
أما إعلامنا فلا ينظر إلى تحليق تاريخنا في السماء ، ولا يتكلف أن يرفع رأسه إلى العلو ، فمن جبنه وسقوطه ومهانته لا ينظر إلا إلى الأسفل والظلمات ، فيختلق ويصطنع تاريخا غير تاريخنا ، فصور تاريخنا بأنه تنصيب التماثيل ، ورقص وغناء ، وتهريج ، ونسمع جعجعةً ولا نرى طحنا ‼️
أين تاريخ الإمام الأمير عبد القادر السلفي الصحيح ❓
أين تاريخ جمعية العلماء السلفية ⁉️
▪️ البحاثة المحقق المدقق لما يتأمل في تاريخ الجزائر ، وينظر في صفحاته المشرقة ، وأيامه المشرفة يجده أسوة وقدوة في الفضائل ، وبغية لكل السائل .
▪️تاريخ الجزائر هو مدرسة أهل الحديث التي ورثها لنا السلف الصالح ، والتي تعد أكبر الإنجاز في الأمة الإسلامية ممن كونت العلماء العمالقة ، والأمراء العباقرة الذين فتحوا مشارق الأرض ومغاربها ، ودوخوا العالم بعلومهم وأخلاقهم وأعمالهم وحضارتهم .
▪️قلت ( بن سلة ) : فعند محطة الذكرى 59 من استقلال الجزائر الشامخة ، نذكر الجزائريين بأصلهم الذي غيب عليهم ، ويتكلف الإعلام ، ودكاترة الإجرام لطمسه ودفنه ، ألا وهو أن الجزائر في العصر الحديث هي من تمثل مدرسة أهل الحديث في العالم الإسلامي ، وهي من أحييت سنة مدارس أهل الحديث ، ولم تؤسس دولتها العصرية إلا من رحم مدرسة الحديث ، ولم ترجع استقلالها إلا من مدرسة الحديث .
▪️ قد يقول القائل : كيف ذلك ؟
الجواب : مدرسة الحديث الحديثة في الجزائر كان شيخها خاتمة الحفاظ أبو راس الناصري ، وهذه المدرسة تأسست في وادي الحمام ( القيطنة / معسكر ) .
فمن هذه المنطقة تأسست دولة الجزائر السلفية على يد سلطان الجزائر الأمير عبد القادر الحسني .
فهذه المدرسة أحيت في دولتها منهج المحدثين في الحكم والتعليم .
وإن خرج الأمير عبد القادر الحسني من الجزائر ، فلم يقطع صلته بهذه المدرسة ، بل لما توجه إلى الشام ومن الموافقة أنه استرجع دار الحديث الأشرفية التي درس بها الحافظ أبو عمرو ابن الصلاح وأبو شامة المقدسي والنووي والمزي وابن كثير وابن حجر العسقلاني .
استرجعها الأمير عبد القادر وأحيا فيها مجالس الحديث ، وكان يقدم فيها الإجازات في صحيح البخاري ويشرح كتب السنة .
▪️قلت ( بن سلة ) : هكذا تتأسس الدولة الجزائرية على منهج أهل الحديث .
ولم يقف قطار الجزائر عند وفاة الأمير عبد القادر ، بل يواصل سيره بقيادة جمعية العلماء المسلمين السلفية على يد الإمام ابن باديس والبشير الإبراهيمي .
فهذه النخبة الجزائرية الشريفة تواصل مشروع الأمير عبد القادر وتحيي تراث السلف بإنشاء وتأسيس مدارس الحديث ومن أشهرها مدرسة ( دار الحديث الأشرفية) بتلمسان التي كان شيخها وإمامها البشير الإبراهيمي .
أسس هذه المدرسة لتكن قلعة الجزائر والتحرير وإرجاع السيادة الجزائرية .
كانت إمبراطورية فرنسا تعدها أخطر عليها وعلى مصالحها في الجزائر من المدافع والطائرات والجيوش الجرارة ، وكان حكامها يرون أن نهايتهم على يد هذه المدرسة .
وكان الأمر كذلك فالذي حافظ على الثورة الجزائرية وعلى السيادة الكاملة وثوابت الجزائر من الإسلام والعروبة وأفسد مخططات الانقلابات التي كانت فرنسا تصنعها داخل أحزاب الجزائر هم جماعة تلمسان كما يقال .
وكما يعلم أن فرنسا لما أغلقت المدرسة طلابها كلهم أو غالبهم التحق بالثورة المسلحة .
الولاية الخامسة ( غرب الجزائر ) بقيادة هواري بومدين هو من أحتضن الثورة الجزائرية وحافظ عليها ، فكان لمدرسة تلمسان ، وأيضا مدرسة الإمام العربي التبسي بسيڨ دورهم في تعبئة الثورة بالعقيدة والجهاد والمحافظة على الإسلام والعروبة .
وساعدهم في ذلك الولاية الأولى التي كانت مسقط ولادة وظهور مشايخ السنة في الجزائر وانتشار الدعوة السلفية فيها .
جماعة تلمسان هم من استتب بهم الأمن في العاصمة بعدما أحدثه أولئك الشباب ، جماعة تلمسان أفسدت جميع مخططات فرنسا وانقلاباتها التي كانت تثيرها بأناس تصنعهم من داخل الصف الجزائري !
▪️الفضل في الأول والأخير يرجع إلى مدرسة أهل الحديث ، فهي ثورة في العلم والعقيدة والسياسة والجهاد ، ولكن إعلامنا ودكاترة البطن لا تسمع منهم تقرير هذه الحقائق ، كأن لا وجود لها في تاريخنا ومراجعنا ، مع أن هي أصل تاريخنا ، وأصل ثوابتنا .
إعلامنا صنع لنا جيلا ضائعا طائشا هشا يجهل تاريخه ومقاصده وعقيدته ، بل هذا الجيل أصبح يحارب عقيدته ويتنصل منها ، ويستحي منها ، مع أن عزه وتقدمه وهيمنته تكمن في مدرسته أهل الحديث ، والحمد لله رب العالمين .
حرره : بشير بن سلة الجزائري