العشرة بين الزوجين .. حقوق وواجبات الاسرة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العشرة بين الزوجين .. حقوق وواجبات الاسرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-07, 05:55   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة العشرة بين الزوجين .. حقوق وواجبات الاسرة

اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة

اهلا و مرحبا بكم في سلسلة جديدة




فكره نشر سلسله حقوق وواجبات الاسرة

عرض كل جذء يشمل علي سؤال وجواب
الغرض منه ان يستوفي الموضوع جميع جوانبه
فا يعرف المرء المسلم جميع حقوقه ووجباته تجاه الاخرين
كما اراد الله ذلك من الكتاب والسنه


الأسرة في الإسلام

لقد اعتنى الإسلام بالأسرة منذ بدء تكوينها فوضع الأسس والقواعد التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل وعواصف الأزمات .




فجعل الدين هو الأساس الأول في اختيار شريك وشريكة الحياة .

قال صلى الله عليه وسلم : [ تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات ا لدين تربت يداك ] رواه البخاري

وقد ورد النهي عن زواج المرأة لغير دينها ، ففي الحديث : [ من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذُلاً ، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرًا ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه ] (رواه الطبراني في الأوسط ) .

وقال صلى الله عليه وسلم : [ لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن . ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل ] (رواه ابن ماجة ) .

وعلى الطرف الآخر قال لأهل الفتاة في الحديث الشريف : [ إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض ] (رواه ابن ماجة والحاكم والترمذي ) .

فلو اتفق الطرفان على أن الدين أساس الاختيار واتفقت منابع الفكر وتوحدت مساقي الآراء وانبعثت من الشريعة ، صار الفهم واحدًا والتفاهم بينهما تامًا .


أما الطبائع فمن السهل تغييرها بالتعود والإصرار ، وما يصعب تغييره فلنتغاضى عنه

تكامل وتراحم



أولاً وأخيرًا نحن لسنا ملائكة ولكننا بشر نخطىء ونصيب . فالإسلام جعل العلاقة بين الزوجين علاقة تكامل لا تنافس ، قوامها المودة والرحمة ، قال تعالى : [ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتكسنوا إليها وجعلَ بينكم مودةً ورحمة ) (الروم : 21) .

وهذا التكامل أو الاندماج نتيجة أنهما من نفس واحدة ومن أصل واحد .

قال تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة ، وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ، إن الله كان عليكم رقيبًا ) (النساء : 1) ، وقوله تعالى في وصف العلاقة بين الزوج وزوجه : ( هُنَّ لباس لكم وأنتم لباسُ لهن ) (البقرة من الآية : 187) ، وفي آية أخرى : ( نساؤكم حرث لكم ) ( البقرة من الآية : 223)


فلا يوجد كلام أبلغ من هذا وأدق وأعمق في وصف العلاقة الزوجية

فاللباس ساتر وواق

والسكن راحة وطمأنينة واستقرار

وداخلهما المودة والرحمة.


واجبات وحقوق



ولاستمرار العلاقة كما بينتها الآيات ، حدد الإسلام دورًا ووظيفة لكل من الرجل والمرأة في الحياة الزوجية ، وذكر لكل منهما حقوقًا وواجبات ، إذا أدى كل منهما ما عليه سارت بهما السفينة إلى بر الأمان .

أسرة طيبة وأبناء صالحون

والأسرة الطيبة هي التي تنتج أبناء صالحين للمجتمع .

والطفل هذا المخلوق البرىء الذي ننقش نحن الآباء ما نؤمن به فيه ، ونسيّره في هذه الدنيا بإرادتنا وتفكيرنا وتنشئتنا وتعليمنا .

هذه العجينة اللينة التي نشكلها نحن كيفما نريد دون إزعاج منه أو إعراض .

وليس له مثل أعلى يُحتذى به إلا أهله يتأثر بهم تأثرًا مباشرًا ، ويتكرّس سلوكه الأخلاقي نتيجة توجيه الأهل ، ثم المجتمع من حوله وحسب تكيفه معهم يكون متأثرًا بالمبادئ والعادات المفروضة عليه ، ثم يصبح مفهوم الخير والشر عنده مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بحياة العائلة ومعتقداتها .


لذلك فلا بد في هذه المرحلة من حياة الطفل من أن تعلمه أمه مكارم الأخلاق .

ادعوكم لمعرفة المزيد

من حقوق وواجبات الاسرة



المقدمة


https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2131065

الخطبة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2131299

شروط النكاح

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2131507

عقد النكاح

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2131710

مبطلات النكاح

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2132368

>>>>>

واخيرا اسالكم الدعاء بظهر الغيب








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 05:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

تزوجت مؤخراً من امرأة تزوجت من قبل ثلاث مرات

وعندما تعارفنا في فترة الخطبة كانت أمينة معي

ولم تخفِ عني أي شيء احتجت إليه في أمر الزواج منها

وهي أم لطفل

وبعد أن أطلعتني على كل شيء صليت الاستخارة

وكنت سعيداً بزواجي منها

فهي على قدر من الدِّين وتتمتع بجمال خلاب

وأما أنا فمطلِّق ولدي طفل أيضا

وعندما جاءت للعيش معي وجدت الأفكار تدور برأسي حول علاقاتها بأزواجها السابقين

وأعرف مدى غبائي في التفكير في ذلك

وأن الشيطان يوسوس لي رغم أنها ما شاء الله لديها صفات حميدة

فهي زوجة مطيعة وتخاف الله

وكان هذا حلمي في زوجة أتزوجها

وشعرت أني لست عادلا معها في فترة الثلاث شهور الأولى من الزواج

فقد كنت فظّاً معها بسبب تلك الأفكار التي تساورني

مما كان يجعلني عصبي المزاج

وهي حامل الآن ، وأنا أحبها بشغف

وهي تساعدني على قربي من الله والجنة

فهي تدفعني للتمسك بديني

وهي ترتدي الحجاب ، وتقرأ القرآن كثيراً

وتحضر الصلوات في المسجد في وقتها

لكن مشكلتي معها هو التفكير في ماضيها

فلا أحب فكرة تخيل أنها كانت في حضن رجل آخر

وهو مرض أعاني منه ؛ فأحياناً أكون قويّاً

وأحياناً يتلاعب بي الشيطان حتى يصيبني الدوار من كثرة الأفكار

وأنا أحاول الإنابة إلى الله

وعندي يقين بأن الزمن خير علاج

فلو تنصحني أقدِّر لك ذلك . جزاكم الله خيراً .


الجواب :

الحمد لله

مما يهوِّن علينا أمر نصحك وتوجيهك أنك تعلم من نفسك أنك مخطئ في تصرفاتك الفظة تجاه زوجتك

وأنها لا تستحق منك تلك المعاملة

وهي التي لم ترتكب معصية

بل كانت مع أزواج وفق كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

وهي لم تكن إلا مع زوج أحلَّ الله لها أن تكون فيه

كما كنت أنت أيضا في حضن زوجتك السابقة

بما أحل الله

فلا فرق بين ماضيك وماضيها

وكلاكما كنتما متقيان لله تعالى ربكما

ولم تصرِّفا شهوتكما إلا في الحلال .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 05:58   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أخي الفاضل :

لو سألناك أيهما أكثر غيرة أنت أم نبيك محمد صلى الله عليه وسلم :

لما ترددت في الإجابة أنه النبي صلى الله عليه وسلم

فهل تعلم أن كل نسائه رضي الله عنهن كنَّ متزوجات قبله إلا عائشة رضي الله عنها ؟!

ولو كان الزواج من مطلَّقة أو أرملة فيه ما يعيب الرجل

لما رضي الله تعالى بذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم

وهل تعلم أن إحداهن رضي الله عنهن وهي زينب بنت جحش رضي الله عنها قد زوَّجها ربُّها تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!

نعم ، قال الله تعالى ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ) الأحزاب/ 37

ولذا حُقَّ لها أن تفخر بذلك

كما جاء عن أنس رضي الله عنه في قوله " فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " .

رواه البخاري ( 6984 ) ، وروى مسلم ( 177 ) عن عائشة رضي الله عنها مثل قول أنس رضي الله عنه .

وهذه الصحابية الجليلة " أسماء بنت عميس " هل تعرف كم مرة تزوجت ؟

تزوجت ثلاث مرات من ثلاثة رجال أفاضل لم تنجب الأرحام بعد عصر الصحابة مثلهم

وكانوا على درجة عالية من العلم والدين والشجاعة والغيرة

فقد تزوجها أولاً جعفر بن أبي طالب

ثم مات عنها

فتزوجها أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه

ثم لما مات عنها

تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه

فما عابها ذلك بل رفع قدْرها

وما عابهم هؤلاء الأفذاذ أن تزوجوا بأرملة

ولا أنفوا من ذلك ، ولا أحرقت الغيرة الحمقاء قلوبهم

وقد رأوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فعل ذلك

ولو ذلك عيباً ومنقصاً للمروءة والغيرة – وحاشاه أن يكون كذلك – لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه .

بل نقول لك :

لو كان ذلك نقصا وعيبا ، لما شرعه الله أصلا ؛ فإن الله يغار ، والله أغير من عباده ، وغيرة الله أن تؤتى محارمه ، لا أن يستمتع العباد بما أحله لهم !!

أخي الفاضل :

الرجل العاقل ينظر إلى واقع امرأته الآن

فيحمد له طاعتها واستقامتها

ويعظها إن كان عندها تقصير

وأنت لم تذكر عن زوجتك إلا خيراً

فليس لك أن تعيش في قلق وهمٍّ دائمين لن يُجديا لك نفعاً

بل سيعودان على حياتك بالأسى

بل قد تهدم بذلك بيتك من أساسه ، فوق رأسك

وساعتها سوف تشعر بالندم الحقيقي على كفران النعمة التي معك ؛ لكن حين لا ينفع الندم !!

فدع عنك القلق والتفكير في تاريخها

فالقلق ليس يجلب لك إلا هموماً وغموماً وتاريخ زوجتك ناصع البياض ليس فيه ما يعيبها ولا يعيبك

فكن معها في تثبيتها على الاستقامة

وكن إلى جانبها في تقوية إيمانها

واجعل من أسرتك مثالا للأسرة الفاضلة المستقيمة على طاعة الله تعالى .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 05:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أخي الفاضل :

اعلم أنه سيكون لك – إن شاء الله – ذريَّة من البنات ، فإذا قدِّر الله تعالى لهن الزواج ، ومات أحد أزواج بناتك ، أو طلَّقها ؛ فكيف ستنظر إليها وإلى أمرها ؟ أنت – ولا شك – لن ترضى لابنتك المطلقة أو الأرملة أن تتزوج من آخر ، بل ستكون سعيداً بذلك ، والعقلاء يبحثون بأنفسهم عن زوج مناسب لابنتهم ، كما عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة - بعد وفاة زوجها - على عثمان ، ثم على أبي بكر ، رضي الله عنهم جميعاً .

فإذا كنت لا ترضى لابنتك ، أو أختك ، أن تبقى حبيسة بيتها ، يعاقبها الناس على أمر لا ذنب لها فيه ، ولا عيب عليه به ، فلم تعاقب زوجتك على أمر لم تذنب فيه ، وليس فيه عيب لدينها ، أو عرضها ، معاذ الله ؟!!

ألا تنصفها من نفسك ، يا عبد الله ؟!!

أخي الفاضل:

اعلم أن الشيطان إن تمكَّن منك لتطلقها – وهذا ما لا نرضاه منك ولا نتوقعه إن شاء الله – فقد تسبب لك ولها الضرر ، أما أنت فستكون هذه الزوجة الثانية التي تطلقها ، وقد تُعرف بهذا بين الناس فتقل أو تنعدم فرص تزوجك بأخرى ،

وأما هي فستكون أنت الزوج الرابع لها وقد تقل أو تنعدم فرص تزوجها بآخر ، فانظر في قرارك ، وتمهل كثيراً ، واعلم أن الفُرقة بين الزوجين من أجلِّ الأعمال عند إبليس ، فهو يقرِّب ويحب جنده من الشياطين الذي يفرِّقون بين المرء وزوجه . ولذلك كان الطلاق مرغوبا عنه في الشريعة ، منهيا عن كل أسبابه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الأصل في الطلاق الحظر، وإنما أبيح منه قَدْرُ الحاجة ، كما ثبت في الصحيح [ مسلم (2813)] عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : " إن إبليس ينصب عرشَه على البحر، ويَبعثُ سراياه ، فأقربهم إليه منزلةَ أعظمهم فتنةَ ، فيأتيه الشيطان فيقول : ما زلتُ به حتى فعل كذا، حتى يأتيه الشيطان فيقول: ما زِلْتُ به حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأتِه، فيُدنِيه منه ويلتزمه ويقول : أنت أنت !!".

وقال الله تعالى في ذم السحرة : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) " .

انتهى من "جامع المسائل" لابن تيمية (1/356) .

أخي الفاضل :

لقد طلقت امرأة قبلها ، ونظن أنها كانت بكرا ؛ فهل ستقضي حياتك هكذا ، تطلق بكرا ، لأنها لم توافقك ، وتطلق ثيبا ، لأنها كانت ذات زوج ؛ فأي عقل ، وأي دين يقبل منك ذلك ؟!

ألا تحمد الله على نعمة منحها لك ، امرأة ذات دين وجمال ؟

وصدق الله العظيم : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) سبأ/13 .

نسأل الله أن يهدي قلبك ، ويشرح صدرك ، ويصرف عنك كيد الشيطان ووسواسه ، وأن يصلح لك زوجك ، ويصلحك لها .

والله الموفق









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 05:59   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

إني متزوجة من رجل إذا غضب فإنه يقسو عليّ جداً ويضربني بل حتى إنني أنزف دماً جراء اعتدائه .

فهل يجوز لي والحالة هذه أن أتصل بالشرطة لحمايتي؟.


الجواب :

الحمد لله


أولا :

يجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف ؛ لقوله تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء/19 ، وقوله صلى الله عليه وسلم : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468) .

وقوله : (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

ولا يجوز له أن يضرب زوجته ضربا مبرحا يدميها ويؤذيها ، فإن هذا اعتداء وعدوان يأثم به ، لأن الأصل حرمة المسلم : دمه ، وعرضه ، وماله ، وبشرته ، فلا يجوز ضربه إلا فيما رخص فيه الشارع من الضرب غير المبرح إذا خيف نشوز المرأة ولم ينفع معها الموعظة ولا الهجر .

وقد روى البخاري عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : (أَلَا تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فَقَالَ : أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ؟ قُلْنَا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ ؟ قُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ وَأَبْشَارَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ) .

وأبشاركم : جمع بشَرة ، وهي ظاهر جلد الإنسان .

ثانيا :

إذا استمر الزوج في ضرب زوجته على النحو المذكور جاز لها طلب الطلاق لرفع الضرر الواقع عليها ، وجاز لها إبلاغ الشرطة لتحميها من اعتداء زوجها ، بأخذ تعهد عليه بعدم الضرب ، وتهديده بالحبس إن فعل ، لكن نظرا إلى أن قوانين البلاد التي تعيشين فيها قد تقضي بعقوبات لا تحل ، كمنع الزوج من دخول بيته أو الاقتراب منه ، أو الحكم بالبيت للزوجة ، أو حبس الزوج مدة لا تتناسب مع جنايته ، فإننا لا نشير عليك بإبلاغ الشرطة أولا ، بل ينبغي أن ترفعي أمرك إلى جهة إسلامية كالمنتدى الإسلامي بلندن ، فلعل الله أن يجعل الصلح على أيديهم ، وأن يكون في رجوعك إليهم الخير والاستقرار ، وقد يسدون إليك نصحا نافعا بشأن التعامل مع الشرطة والآثار المترتبة عليه .

وإذا استمر الزوج على حاله ، ولم ترغبي في الطلاق ، فلا حرج في إبلاغ الشرطة مع تجنب إيقاع عقوبة جائرة ، ولو فرض أن حُكم لك بما لا يحق كمنعه من دخول المنزل ، لم يجز لك العمل بهذا الحكم ، لأن حكم الحاكم - ولو مسلما - لا يحل حراما ، ولا يحرم حلالا .

ونسأل الله تعالى أن يهدي زوجك ويصلح حاله ويجعل لكما من أمركما رشدا .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 06:01   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل الشرع يمنع الزوجة من سؤال زوجها عن مكان ذهابه ؟

هل الشرع يحرِّم على الزوجة مثل هذه الأسئلة ؟ .


الجواب :

الحمد لله

أوجب الشرع على الزوجين عشرة كل واحد منها للطرف الآخر بالمعروف .

قال ابن كثير - رحمه الله - :

وقوله : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ ) النساء/ 19 أي : طيبوا أقوالكم لهن ، وحسنوا أفعالكم ، وهيئاتكم ، بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها ، فافعل أنت بها مثله ، كما قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ ) البقرة/ 228 .

" تفسير ابن كثير " (2 / 242) .

ولا شك أنه ثمة فروقات بين حقوق الزوج وحقوق الزوجة ، وبين طبيعة الزوج وطبيعة الزوجة ، فالزوجة لا تخرج – مثلاً – من بيت الزوجية إلا بإذن زوجها ، وليس الأمر كذلك بخصوص الزوج ، والمرأة لا تأذن لأحدٍ في بيت الزوجية ممن لا يرغب بهم الزوج ، وليس الأمر كذلك بخصوص الزوج ، وهكذا في كثير مما يعرفه الأزواج في عالَم الحياة الزوجية مما نصت عليه الشريعة المطهَّرة ، أو مما عُرف بالعادة والعُرف .

ولا يُعرف في شرع الله تعالى ، ولا في عادة غالب الأعراف الزوجية أن من حق الزوجة أن تعلم أين يخرج زوجها ولا أين يذهب ؛ ذلك أن الأصل في الزوج أنه يبرز من بيته ويخرج منه لمصالح كثيرة تتعلق : بالعمل والعبادة وصلة الرحم ، مما يجعل الأمر يشبه المستحيل أن يكون من حق الزوجة أن يُخبرها زوجها أين يذهب وإلى أين يخرج في كل مرة ! وليس الأمر كذلك – بالطبع – بخصوص الزوجة ؛ لندرة خروجها ، ولتعلق أعمالها الكثيرة والعظيمة ببيتها .

وفي الوقت نفسه لا نقول بأنه يَحرم على الزوجة أن تسأل زوجها إلى أين يخرج من بيته ، بل ما زال الناس يرون ذلك من الأزواج ، لا سيما في فترة الشباب ، أو حيث يكون لها تعلق خاص بزوجها ، أو تكون لها ضرة أخرى ، تخشى أن يذهب إليها في يومها ، أو تخشى من أن يكون له سلوك غير مرضي .

لكن ذلك يبقى في حدود المقبول ، والمحتمل ، إذا كان قليلا ، يحدث المرة بعد المرة ، لا أن يصبح طبيعة عامة ، كلما دخل أو خرج ، فمثل هذا لا يمكن أن يحتمله زوج ، أو تستقيم به عشرة .

إلا أننا ننبّه الأزواج أن من الأفضل لهم إخبار زوجاتهم بالمكان الذي يقصدونه إذا كان سيستغرق غيابه وقتاً طويلاً ، أو إن كان خروجه لمكانٍ فيه خطر عليه ؛ وفي ذلك فوائد كثيرة ، منها :

1. رفع قيمة زوجته وإعطاؤها الأهمية التي تستحقها كشريكة حياة .

2. دفع القلق الذي يمكن تسببه نتيجة طول غيابه عن البيت .

3. سرعة البحث عنه في حال طول غيابه المقلق إن كان قصد مكاناً فيه خطر عليه ، كمراجعة دائرة أمنية ، أو لقاء مع خصم يُخشى عليه منه ، أو قصد مكاناً فيه فوضى وفتن .

ومبادرة الزوج في إخبار زوجته بخروجه لبعض الأماكن خير من أن تبادر هي بسؤاله ، ونرى أن مثل هذا الإخبار منه يقوي العلاقة الزوجية بينهما ، ويزيد في محبتها له ، وتعلقها به .

ونحذِّر الزوجة أن تسأل زوجها في كل مرة أين يذهب وإلى أين يخرج ؛ فإن هذه الأسئلة مما يكرهه عامة الأزواج ، ولذا فإن الأمهات العاقلات المجربات يحذِّرن بناتهن من هذه الأسئلة قبل زواجهن .

كما ننبه الأخوات الفاضلات أن يوصين أزواجهن – أحياناً ولو كثرت - أن يتقوا الله تعالى في خروجهم للكسب أو للسهر أو لغير ذلك ؛ فلعلَّ هذه الوصية أن تمنع أحدهم أن يفعل محرَّماً أو يترك واجباً .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 06:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

كثير من الأحيان أقوم بربط الجماع مع زوجتي بصلاة الفجر أي بعد الصلاة أو أن نقوم بالاغتسال قبل موعد الصلاة لعلمي أنها قد تتكاسل عن الصلاة بعذر الجنابة فهل هذا جائز حيث إني ألاحظ امتعاضها في بعض الأحيان .

كما ألاحظ أيضاً أن زوجتي بارك الله فيها تقوم لصلاة الفجر فقط في الأيام التي يكون فيها الأولاد ذاهبون للمدرسة بحكم أن موعد ذهابهم قريب جداً من موعد الصلاة

أما في الأجازات أو الخميس والجمعة ألاحظها تصلى بعد شروق الشمس وقد نصحتها كثيراً في ذلك ولكن بدون استجابة منها إلا في مرات نادرة

فما هو الحل في ذلك بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين


الجواب :

الحمد لله

أولا :

لا حرج فيما ذكرت من ربط الجماع بوقت الفجر ، قبله أو بعده ، لإعانة أهلك على أداء الصلاة في وقتها ، فهذه نية صالحة ، لكن ينبغي مراعاة ما للزوجة من حق في الاستمتاع وقضاء الوطر ، وقد يكون في إيقاظها لذلك ما يقلل رغبتها ، ولا يحقق حاجتها ، فيلزم مراعاة ذلك حينئذ.

ثانيا :

على الزوج مسئولية كبيرة تجاه زوجته ، بحملها على الخير ، وتجنيبها للشر ، ووقايتها من أسباب الهلاك والبوار . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/6 .

وعَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ........... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ) رواه البخاري (7138) ومسلم (1829) .

وروى البخاري (7151) ومسلم (142) عن مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزنِيَّ رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) .

والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، والمتهاون فيها على خطر عظيم ، كما قال تعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) مريم/59

وإذا كانت زوجتك تنام عن صلاة الفجر في بعض الأيام ، فالواجب أن تنبهها وتوقظها ، وتبذل الأسباب في ذلك ، من بيان حكم التفريط في الصلاة ، والترغيب في فعلها ، وضرورة أن يتعاون الزوجان على الخير ، والبعد عما يوجب الإثم .

وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم من يوقظ زوجته لقيام الليل بنضح وجهها بالماء ، فكيف بإيقاظها للفريضة .

كما روى أحمد (7404) وأبو داود (1308) والنسائي (1610) وابن ماجه (1336) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
فهذا من وسائل الإيقاظ .

ومن ذلك : دعوتها للنوم المبكر ، وتحذيرها من السهر .

وليكن نصحك لها بالرفق واللين ، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه . وكافئها وشجّعها إذا صلت ، وذكِّرها بأن الصلاة هي مفتاح السعادة والتوفيق ، وسبب من أسباب سعة الرزق وهناءة العيش ، فإذا أثمر ذلك وأنتج صلاح حالها ، فهذا هو المطلوب ، وهو ما نرجوه ونحبه لها ، وإذا استمرت في تقصيرها ، فلا مانع من اللجوء إلى الشدة في الإنكار أحياناً ، كهجرها لذلك ، حسب ما يحقق المصلحة ، فقد تكون الشدة أحياناً هي المصلحة والحكمة ، كما قال القائل :
قسا ليزدجروا ومن يك حازماً ... فليقس أحياناً على من يرحم

والمقصود من ذلك كله هو إصلاحها ، ولذلك نوصيك بالصبر عليها ، وعدم الضجر ، قال تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) طـه/132 .

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 06:03   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

لدى ابن يبلغ من العمر 19 شهراً

وأودّ أن أعرف :

هل يجوز لي أن أحمل وأنا أرضع ابني؟

وما الحكم إذا حملت ولم أتمكن من الاستمرار في إرضاعه ؟

وهل يجب عليّ الانتظار لإتمام عاميّ الرضاعة

ثم أحاول أن أحمل ؟.


الجواب :

الحمد لله

يجوز للرجل أن يطأ زوجته المرضع ، ولا شيء عليه – ولا عليها – في ذلك ، ولا على المرأة بأس أن ترضع وهي حامل ؛ لما روى مسلم (1442) عَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّةِ رضِي الله عَنْها أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلا يَضُرُّ أَوْلادَهُمْ ) .

والغيلة : قال مالك في الموطأ والأصمعي وغيره من أهل اللغة : أن يجامع امرأته وهي مرضع ، وقال ابن السكيت : هو أن ترضع المرأة وهي حامل .

"شرح النووي على مسلم" (10/16) .

وقال ابن الأثير رحمه الله :

" الغِيلة بالكسر : الاسم من الغَيْل بالفتح ، وهو أن يجامع الرجُل زوْجَته وهي مُرْضِع ، وكذلك إذا حَملت وهي مُرْضِع " انتهى .

لكن ينبغي للمرأة النظر في حالها ، وقدرتها على تحمل ذلك ، والموازنة بين واجبها تجاه الرضيع ، وما تحتاجه هي في فترة الحمل ؛ فإن رأت أنها ربما عجزت عن الموازنة بين أمورها ، أو رأت في ذلك ضرراً عليها : فلا مانع من تأجيل حملها فترة تتمكن فيها إنهاء الرضاع ، ثم البدء في حمل جديد .

سئل ابن جبرين رحمه الله :

أنا امرأة عندي ستة أولاد ، وأكثرهم يتم الحمل به قبل أن تتم رضاعة أخيه - قبل انتهاء الحولين - فأردت أن أركِّب ما يسمى باللولب ، وهو مانع للحمل لمدة عامين فقط ، فما حكم الشرع في ذلك ؟

فأجاب :

" لا مانع من ذلك إذا تراضى عليه الزوجان ، وتأكدتما أن لا ضرر فيه على الرحم ، ولا على قطع النسل ونحوه " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن جبرين" (96 / 2)

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 06:04   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

امرأة متزوجة وزوجها يعمل طوال الأسبوع

في عطلة آخر الأسبوع

وفي ليلة آخر يوم في الأسبوع يذهب الزوج ويقضي وقته مع أصحابه ويدع زوجته لوحدها:

بحجة أن هذا من حقه وأن لها طوال الأسبوع ؟

فهل لها أن تعترض:

حيث أنه يدعها طوال الليل يسهر مع أصحابه ولا يضيع الصلاة

لكن يمضون الوقت بالحديث ولعب الشدة والأرجيلة وهم محافظون على الصلوات ولا يضيعونها؟

وإن كان السهر لشيء في طاعة الله وليس للهو والسهر مع الأصحاب هل له نفس الحكم ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

الواجب في أمور الحياة الزوجية أن تتم بالتفاهم والمودة ببن الزوجين

وأن يكون هناك فرصة للحوار

وتبادل وجهات النظر بينهما

وأن ينقل كل منهما للآخر ما في نفسه

وما يعانيه من مشكلات ومتاعب

وأن يجتهدا في التعاون على حل ذلك .

وليس من شك في أن الزوج الذي يعمل طوال الأسبوع

يحتاج إلى فترة من الترويح عن نفسه ،

وملاقاة إخوانه وأصدقائه

وربما لا يتيسر ذلك إلا في عطلة نهاية الأسبوع

ولذلك فليس هناك مانع من أن يجتمع الرجل مع أصدقائه ،

ليأنسوا ببعضهم ، ويتبادلوا الحديث المباح

لكن بشرط ألا يكون هناك منكر ولا معصية في هذا الاجتماع .

وبالنسبة لهذا الاجتماع فإن كان فيه أحد يشرب الأرجيلة ، كما ورد في السؤال ، فلا يجوز لزوجك أن يشاركهم فيه ، بهذه الصورة المعتادة ، حتى ولو لم يكن هو يشربها ، فإن المكان مكان منكر ، لا يجوز له أن يغشاه ، ثم إنه يوشك أن يعتاد شربها منهم .

وهكذا لعب الشدة هي دائرة بين الحرمة والكراهة ، في أقل أحوالها ، إذا لم يصاحبها شيء من القمار ؛ فأما إذا كان معها قمار : فهي محرمة بلا شك .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 06:04   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا :

الأصل في السهر بعد العشاء أنه مكروه ، لأنه يؤدي إلى التأخر في القيام إلى الصلاة ، وتضييع الحقوق ، ولهذا ترجم الإمام البخاري عليه : ( بَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ السَّمَر بَعْدَ الْعِشَاء ).

قال الإمام ابن حجر رحمه الله في شرحه : أَيْ بَعْدَ صَلَاتهَا ... ؛ وَالْمُرَاد بِالسَّمَرِ فِي التَّرْجَمَة مَا يَكُون فِي أَمْرٍ مُبَاحٍ ، لِأَنَّ الْمُحَرَّمَ لَا اِخْتِصَاص لِكَرَاهَتِهِ بِمَا بَعْدَ صَلَاة الْعِشَاء ، بَلْ هُوَ حَرَامٌ فِي الْأَوْقَات كُلِّهَا .

البخاري(599) ومسلم (647) من حديث أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم َكَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" لِأَنَّ النَّوْم قَبْلَهَا قَدْ يُؤَدِّي إِلَى إِخْرَاجهَا عَنْ وَقْتهَا مُطْلَقًا أَوْ عَنْ الْوَقْت الْمُخْتَار , وَالسَّمَر بَعْدَهَا قَدْ يُؤَدِّي إِلَى النَّوْم عَنْ الصُّبْح أَوْ عَنْ وَقْتهَا الْمُخْتَار أَوْ عَنْ قِيَام اللَّيْل .

وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ يَضْرِب النَّاس عَلَى ذَلِكَ وَيَقُول : أَسَمَرًا أَوَّلَ اللَّيْل وَنَوْمًا آخِرَهُ ؟ وَإِذَا تَقَرَّرَ أَنَّ عِلَّة النَّهْي ذَلِكَ " انتهى .

ثالثا :

السهر بعد العشاء كما قلنا مكروه من حيث الأصل ، فإذا اقترن السهر بشيء محرم ، كان لا شك في تحريمه ، خاصة إذا أدى إلى تضييع الصلاة ، أو إخراجها عن وقتها .

وأما السهر بعد العشاء في طاعة ، كأن يكون سهر للصلاة ، أو تلاوة القرآن ، أو طلب العلم النافع ، أو نحو ذلك من المقاصد الشرعية ، فهو أمر محبوب مطلوب ، لكن بشرط ألا يؤدي إلى تضييع طاعة أولى منها ؛ بمعنى أنه لا يسهر في طلب العلم أو تلاوة القرآن ، ثم ينام عن صلاة الفجر ، بل له أن يسهر في الطاعة التي يحتاج إلى السهر فيها ، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تضييع الصلاة ، أو التفريط في حق الأهل أو الضيف ، أو نحو ذلك .

ولذلك ترجم الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه : " باب السمر في العلم" ، وذكر بعض الأحاديث الدالة على ذلك .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" وقد سمر عمر مع أبي موسى في مذاكرة الفقه ، فقال أبو موسى "الصلاة" ؟ فقال عمر : إنا في صلاة " انتهى من "فتح الباري" .

روى أحمد (6589) ـ وصححه الألباني ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ . قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ ) .

والخلاصة :

أن اعتياد السهر بعد العشاء : مكروه من حيث الأصل ، فإن اقترن به أمر محرم : فلا شك في تحريمه ، وإن كان في طاعة ، فهو مباح ، أو مطلوب ، بحسب الحال .

ولا بأس أن يسهر زوجك أحيانا مع أصدقائه ، على ألا يضيع حق زوجه ، ولا يكون في السهر شيء محرم من الأقوال والأفعال .

وننصحك أن تتلطفي مع زوجك في التفاهم معه حول ذلك الأمر ، وأن ترفقي به في النصح ، وطلب تعديل ما يفعله .

والله أعلم .










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-07, 06:07   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

إذا كان الشخص يشك في زوجته فما العمل لقطع الشك باليقين ومعرفة الحقيقة والتخلص من القلق والتوتر الناشئ بسبب ذلك؟

الجواب :

الحمد لله

ينبغي للمؤمن إحسان الظن

وتغليب جانب الخير

والبعد عن الشك والظن الذي لا مستند له

لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ) الحجرات/12 .

وهذا الأدب القرآني من أسباب الراحة والسعادة والاطمئنان

فإن سوء الظن يدعو للبحث والتفتيش وربما قاد إلى التجسس

ويصحب ذلك غالبا توتر وقلق واضطراب .

لكن إن وُجدت أمور تدعو للشك والريبة فعلى الزوج أن يسعى للعلاج والإصلاح وسد الأبواب التي تأتي منها الفتنة والشر

فلو كانت الزوجة - مثلا - تتصل بأناس أو تراسلهم أو تتغيب عن البيت بلا مبرر مقنع أو نحو ذلك ،

فله أنه يمنعها من ذلك

وإن كان يخشى من بقائها في البيت منفردة أسكنها بقرب أهله أو بقرب جيران صالحين .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 05:59   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال:


العلاقة بين أمي وزوجتي ساءت جداً

لدرجة أن والدتي لا تريد أن ترى وجه زوجتي

وتريدنا أن نعيش بمفردنا

ولكني غير مستعد لترك والدتي

لأنني الابن الأكبر في الأسرة

كذلك لا أريد أن أغضبها

فهل أطلق زوجتي ؟


الجواب :

الحمد لله


أولا :

ليس من شك في أن الأم هي أعظم الناس حقا على ولدها ، وأن برها من أوجب الواجبات عليه ، قال الله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) الإسراء/23 .

وإذا كان الله تعالى قد أمر بالإحسان إلى غيرهما ، ممن يجب على العبد الإحسان إليه ، كما قال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) النساء/36 ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعطاء كل ذي حق حقه . [ ينظر : صحيح البخاري (1968) ] ؛ فإن حق الوالدين ، ولا سيما الأم مقدم على حقوق الناس جميعا :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ ) .

رواه البخاري (5971) ومسلم (2548) .

لكن ذلك لا يعني ألا يعطي الإنسان الآخرين حقوقهم ، بل الواجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه ، كما سبق ذكره ، ويوازن بين هذه الحقوق ، ويجمع بين ما يقدر عليه من المصالح ، ويحسن سياسة بيته وشأنه .

ثانيا :

هذه المشكلات بين الزوجة والأم مكرورة ، وقديمة أيضا ؛ لكن العاقل الموفق من يحسن النظر في أموره ، ويقلل منها قدر المستطاع ، ويغلق أبوابها ، ولأجل ذلك كان من حقوق الزوجة على زوجها أن يفردها بسكن مستقل .

جاء في "الموسوعة الفقهية" (25/109) :

" الْجَمْعُ بَيْنَ الأْبَوَيْنِ وَالزَّوْجَةِ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ لاَ يَجُوزُ ( وَكَذَا غَيْرُهُمَا مِنَ الأقَارِبِ ) ، وَلِذَلِكَ يَكُونُ لِلزَّوْجَةِ الاِمْتِنَاعُ عَنِ السُّكْنَى مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ؛ لأَِنَّ الاِنْفِرَادَ بِمَسْكَنٍ تَأْمَنُ فِيهِ عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِهَا حَقُّهَا ، وَلَيْسَ لأِحَدٍ جَبْرُهَا عَلَى ذَلِكَ .

وَهَذَا مَذْهَبُ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ .

وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى التَّفْرِيقِ بَيْنَ الزَّوْجَةِ الشَّرِيفَةِ وَالْوَضِيعَةِ ، وَقَالُوا بِعَدَمِ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الزَّوْجَةِ الشَّرِيفَةِ وَالْوَالِدَيْنِ ، وَبِجَوَازِ ذَلِكَ مَعَ الزَّوْجَةِ الْوَضِيعَةِ ، إِلاَّ إِذَا كَانَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْوَضِيعَةِ وَالْوَالِدَيْنِ ضَرَرٌ عَلَيْهَا . " . انتهى .

ولا شك أن الصورة التي ذكرتها للعلاقة بين أمك وزوجتك تدل على أن اجتماعهما في منزل واحد غير ممكن ، وأن التفريق بينهما واجب ، لا سيما وأن الأم هي التي طلبت ذلك ، فيتوجب عليك المسارعة به ، وليس من الرأي في شيء أن تفكر في الحل الآخر ، وهو طلاق زوجتك ، فإن هذا ليس حلا للمشكلة ، لا سيما إذا كان لك منها ولد ؛ ثم إن المشكلة قابلة لأن تتكرر مع أي زوجة أخرى تسكنها مع أمك في بيت واحد .

فالرأي الذي ينبغي عليك أن تسارع فيه ، قدر طاقتك ، هو أن تبحث عن سكن مستقل تجعل فيه زوجتك ، وإذا كنت راغبا في أن تكون قريبا من أمك ، دائم الصلة بها والرعاية لها : فاجتهد في أن يكون مسكنك الجديد أقرب ما يكون من مسكن أمك ، بحيث يمكنك الدخول عليها كلما جئت أو رحت . وبهذه الطريقة تستطيع الجمع بين الإحسان إلى أمك ، وإراحتها من عناء المشكلات مع زوجتك ، ودوام الصلة بها ، مع القيام بما يجب لزوجك عليك من العشرة بالمعروف ، وإسكانها حيث ينبغي لها .

نسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويصلح لك شأنك .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 06:01   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال:

أنا امرأة متزوجة من رجل ملتزم وفيه خير كثير ولله الحمد ولكن مشكلته أن نومه ثقيل فلا يستيقظ بسهولة لصلاة الفجر وغالبا إذا كان على جنابة لا يستيقظ فهل علي إثم في ذلك؟

وأنا أعلم يقينا أنه لن يستيقظ للصلاة مهما حاولت معه خاصة إذا جاء من سفر أو كان متعباً؟

وهل يجوز لي أن أمتنع عنه لأجل الصلاة ؟


الجواب :

الحمد لله

إذا دعا الرجل زوجته إلى فراشه وجب عليها أن تطيعه ؛ لما روى البخاري (3237) ومسلم (1436) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ) .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" يجب عليها أن تطيعه إذا طلبها إلى الفراش وذلك فرض واجب عليها ..

.. فمتى امتنعت عن إجابته إلى الفراش كانت عاصية ناشزة ...

كما قال تعالى : (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)

" انتهى من "الفتاوى الكبرى" (3 /145،146) .

فإن نام الزوج بعد ذلك فعلى الزوجة أن توقظه لصلاة الفجر ، فإن لم يستيقظ وكان مفرطا فإثمه على نفسه ، ولا يلحق الزوجة شيء من ذلك .

فعلى الزوجة أن تؤدي الحق الواجب عليها ، والزوج مسؤول عن صلاته وتفريطه إن حصل منه تفريط .

وقد صرح الفقهاء بالحكم في عكس هذه المسألة ، وهو مفيد هنا أيضا :

قال الرملي رحمه الله :

"ولو علم أنه إذا وطئها ليلا لا تغتسل وقت صلاة الصبح وتفوتها ، قال ابن عبد السلام : لا يحرم عليه وطؤها ويأمرها بالغسل وقت الصلاة , وفي فتاوى الأحنف نحوه "

انتهى من حاشيته على أسنى المطالب (3/430).

وفي نوازل البرزلي: (وسئل عز الدين أيضا عمن لا يمكنه قرب أهله إلا بالليل ، وإن فعل أخر أهله الصبح عن وقته لتكاسلها في الغسل ، فهل يجوز له فعل ذلك وإن أدى إلى إخلالها بالصلاة أم لا؟

فأجاب :

يجوز له أن يجامعها ليلا ويأمرها بالصلاة في وقت الصبح ، فإن أطاعته فقد سعد وسعدت ، وإن خالفت فقد أدى ما عليه "

انتهى من "فتاوى البرزلي" (1/ 202) .

والحاصل :

أنه لا يجوز لك الامتناع من زوجك ، ثم عليك إيقاظه للصلاة ، ولا إثم عليك إن فرَّط وأخَّر الصلاة عن وقتها .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 06:02   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

أختي متزوجة من 8 أشهر وتشتكي من عدم محبتها لزوجها وتريد الطلاق منه علماً بأنه من أفضل الشباب خلقاً وعلماً

فسؤالي هنا :

ماذا تنصحني في الإصلاح مثلاً أو إن كان لا يناسبهم إلا الطلاق ؟


الجواب :

الحمد لله

ما دمت تذكر أن زوجها من أفضل الشباب خلقاً وعلماً ، فالنصيحة لها أن تصبر ، ولا تتعجل في طلب الطلاق ، فقد تتغير الأحوال إلى ما تحب .

وعليها أن تبحث في أسباب ذلك وتحاول علاجها ، فقد يكون ذلك بسبب بعض تصرفات زوجها ، أو انشغاله عنها ..

فتحاول معه شيئاً فشيئاً ، فقد يكون لا ينتبه إلى خطأ ما يفعله ، فيحتاج من ينبهه عليه .

وإذا كان في زوجها بعض الصفات أو التصرفات التي لا تحبها فينبغي أن تتحمل ذلك في مقابلة ما فيه من الخير الكثير، فإنه لا يوجد شخص كامل في كل شيء .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لَا يَفْرَكْ [أي : لا يبغض] مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) . رواه مسلم (1469) .

قال النووي رحمه الله :

" أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضهَا , لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَه وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا بِأَنْ تَكُون شَرِسَة الْخُلُق لَكِنَّهَا دَيِّنَة أَوْ جَمِيلَة أَوْ عَفِيفَة أَوْ رَفِيقَة بِهِ أَوْ نَحْو ذَلِكَ " انتهى .

وقال ابن الجوزي رحمه الله :

" المراد من الحديث أن المؤمنة يحملها الإيمان على استعمال خصال محمودة يحبها المؤمن فيحتمل ما لا يحبه لما يحبه " انتهى .

"كشف المشكل" (ص 1044) .

وهذا الحديث ينطبق أيضا على الزوجة مع زوجها ، والصاحب مع صاحبه
.









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 06:02   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


قال القاري رحمه الله في "مرقاة المفاتيح" (10 / 181) :

"فيه إشارة إلى أن الصاحب لا يوجد بدون عيب ، فإن أراد الشخص بريئا من العيب يبقى بلا صاحب ، ولا يخلو الإنسان سيما المؤمن عن بعض خصال حميدة فينبغي أن يراعيها" انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"وهذا من الموازنة بين الحسنات والسيئات ، بعض الناس ينظر إلى السيئات والعياذ بالله فيحكم بها وينسى الحسنات ، وبعض الناس ينظر للحسنات وينسى السيئات ، والعدل : أن يقارن الإنسان بين هذا وهذا ، وأن يميل إلى الصفح والعفو والتجاوز ؛ فإن الله تعالى يحب العافين عن الناس ، فإذا وجدت في قلبك بغضاء لشخص فحاول أن تزيل هذه البغضاء وذكر نفسك بمحاسنه ، ربما يكون بينك وبينه سوء عشرة أو سوء معاملة لكنه رجل فاضل طيب محسن إلى الناس يحب الخير ، تذكر هذه المحاسن حتى تكون المعاملة السيئة التي يعاملك بها مضمحلة منغمرة في جانب الحسنات" انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (ص 1827) .

وقال أيضا :

"الحاصل : أن الإنسان ينبغي له أن يعامل من بينه وبينه صلة من زوجية أو صداقة أو معاملة في بيع أو شراء أو غيره أن يعامله بالعدل ، إذا كره منه خلقا أو أساء إليه في معاملة أن ينظر للجوانب الأخرى الحسنة حتى يقارن بين هذا وهذا ؛ فإن هذا هو العدل الذي أمر الله به ورسوله" انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (ص 324) .

هذا .. وقد قال الله تعالى :

(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة / 216 . وقال تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء/ 19 .

فالإنسان لا يدري أين الخير له ؟ وكثيراً ما يأتي الخير من حيث يظن الإنسان أنه شر .

قال ابن القيم رحمه الله :

"العبد لا يريد مصلحة نفسه من كل وجه ولو عرف أسبابها ، فهو جاهل ظالم ، وربه تعالى يريد مصلحته ويسوق إليه أسبابها ، ومن أعظم أسبابها : ما يكرهه العبد ؛ فإن مصلحته فيما يكره أضعاف أضعاف مصلحته فيما يحب" انتهى .

"مدارج السالكين" (2/ 205) .

فعليها أن تصبر وتدعو الله تعالى أن يوفق بينها وبين زوجها ويجمع بينهما في خير ، ولتستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقد يكون ما تجده من نفسها وسوسة منه ، وليس له سبب صحيح ، فإن الشيطان حريص على التفريق بين الزوجين .

نسأل الله تعالى أن يشرح صدرها وأن يجمع بينها وبين زوجها في خير .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال وجواب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc