فن الفقدان ليس صعباً تملّكه؛
بالرغم أن أشياء كثيرة تمتلئ بالمعاني
غير أن خسارتها لن تشكّل كارثة.
.
ولتفقد.. كل يوماً شيئاً ما.
ولتسلّم وترضى بفوضى مفاتيح الأبواب الضائعة،
وقضاء ساعة رتيبة.
فن الفقدان ليس صعباً تملّكه.
.
من ثم تمرّن فقداناً أبعد، فقداناً أسرع:
لأماكن ، وأسماء، وحيث كنت تنوي
أن تسافر.
كل ذلك لن يجلب الكارثة.
.
لقد فقدت يقظةَ أمي و سهَرها.
وانظر! حتى آخر وما يجاور
آخر ثلاثة منازل أحببت رحَل.
فن الفقدان ليس صعباً تملّكه.
.
لقد فقدت مدينتين جميلتين،
لطالما أحببتهما.
وأكثر اتساعاً من ذلك،
فقدت عوالم كنت أمتلكها،
قارّة و نهرين،
كم اشتقت لكل ذلك،
ولكن.. لم تقع الكارثة.
.
حتى وإن فقدت ذاتك
(بحّة ضحكتك، وإيماءتك
المحببة عندما تكذب) .
من الواضح،
أن فن الفقدان ليس من الصعب مطلقاً تملّكه،
بالرغم أن ذلك يبدو وكأنه (ولتكتب ذلك!) تماماً كالكارثة.