حركة الإخوان المسلمين في إندونيسيا.. تاريخها وواقعها السياسي والاجتماعي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حركة الإخوان المسلمين في إندونيسيا.. تاريخها وواقعها السياسي والاجتماعي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-08-26, 04:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
محظور
 
إحصائية العضو










B11 حركة الإخوان المسلمين في إندونيسيا.. تاريخها وواقعها السياسي والاجتماعي

حركة الإخوان المسلمين في إندونيسيا.. تاريخها وواقعها السياسي والاجتماعي


05/08/2024
رغم تعدد التيارات الإسلامية المحلية في إندونيسيا، التي تضم 13% من إجمالي عدد المسلمين في العالم، إلى جانب عشرات الملايين من الأعراق والأجناس والقوميات المختلفة، نجحت جماعة الإخوان المسلمين في التسلل إلى الداخل الإندونيسي وضم العديد من الإندونيسيين إليها وتوظيفهم في خدمة أجندتها، وفق دراسة صدرت عن مركز "تريندز" للبحوث والاستشارات.


وحذّرت الدراسة التي أعدها مصطفى زهران، الباحث في الحقل الديني والتيارات الإسلامية المعاصرة، من تغلغل الإخوان في إندونيسيا وتحركاتهم المريبة في البلد الآسيوي.


ظاهرة الإسلام السياسي في إندونيسيا، تمثل واحدة من القضايا الكبرى التي تطفو على مسرح الأحداث في دولة متعددة الأعراق والأجناس والقوميات، ويعد حضور جماعة الإخوان المسلمين في نسختها الإندونيسية واحداً من تلك الإشكالات التي لا تزال تمثل جدلاً كبيراً حول تاريخها وواقعها السياسي والمجتمعي والديني ومآلاته، لما تمثله من موقف مناهض للأسس التي قامت عليها شكل الدولة الإندونيسية بعد الاستقلال.




وتشير الدراسة التي جاءت بعنوان "واقع الإخوان المسلمين في إندونيسيا: التجربة الدينية والسياسية ومآلاتها"، إلى أنّ حضور الإخوان في المشهد الإندونيسي يمثل معضلة كبرى خاصة بعد تموضعها الآني في المعارضة السياسية للرئيس "جوكو ودودو" واصطفافها مع بعض قوى الإسلام السياسي الأخرى -الوافدة- مثل التيار السلفي وحزب التحرير الإسلامي أمام قوى الإسلام التقليدي السابقة عليها، مثل الجمعية المحمدية "الإصلاحية" ونهضة العلماء (NU) التقليدية" وغيرها في المشهد الإندونيسي.


البدايات


ويقول الباحث في دراسته، إنّ "حركة التربية" أو "حركة الدعوة"، تعد أولى تمثلات الإخوان المسلمين في إندونيسيا، حيث تأثرت الحركة بشكل كبير بأدبيات الجماعة في حضورها المشرقي، بعد أن ساعدت حركة ترجمة كتب الإخوان المسلمين إلى اللغة الإندونيسية في الثمانينيات والتسعينيات على نشر فكر الجماعة توازياً مع التواصل المباشر والرحلات المتواصلة بين الوفود الإندونيسية والجماعة في مصر قبل ذلك.




ويمكن القول إنّ حركة التربية تعد نتاجاً للمشروع الذي شرع فيه "مجلس الدعوة الإسلامي الإندونيسي"، والذي أسسه عدد من قادة سابقين لحزب "الماشومي" الذي يعد من أول مظاهر العمل الإسلامي الجماعي، الذي كان بمنزلة القاعدة الأولى التي انطلقت منها بعد ذلك قيادات الحركات الإسلامية بشقيها السياسي والمجتمعي.


وتتعدد الروايات في تاريخ نشأة الإخوان المسلمين الفعلية في إندونيسيا، وأولى هذه الروايات أنّ الحركة كانت متجذرة في الأنشطة الدعوية التي بدأت داخل "مسجد سلمان" في معهد باندونغ للتكنولوجيا (ITB)، وكان أحد مؤسسيها الدكتور عماد الدين عبدالرحيم، المعروف باسم بانغ عماد أو الأخ عماد أيضاً – الذي قدم للمجتمع الإندونيسي الأفكار والتقاليد التنظيمية للإخوان المسلمين المصريين وسعى إلى تطبيقها في الداخل الإندونيسي كله على المستويين المجتمعي والسياسي، وفق الدراسة.


وثانيهما أنّ حركة التربية بدأت من قبل خريجي جامعات الشرق الأوسط الذين عادوا إلى إندونيسيا في أوائل الثمانينيات، ومنهم "حلمي أمين الدين"– من مؤسسي حزب العدالة – و"سالم سجاف الجفري"، و"عبدالله سعيد بهرمس"، و"أسيف عبد الشكور" وانضم إليهم لاحقاً "عبدي السميثي"، و"رحمة عبدالله" و"يوسف سبندي".


وفي أعقاب سقوط نظام "سوهارتو" كانت جماعة "تربية" قد نضجت وأضحت تنظيماً قوياً ومتماسكاً ما أهّلها بعد ذلك لأن تستفيد بقدر كبير من مرحلة التحول الديمقراطي التي شهدتها إندونيسيا، فسعت نحو تجذير وجودها الشبكي بعد تدشينها عدداً من التنظيمات الأخرى الفرعية مثل "Nurul Fikr" في جاكرتا وهي جمعية تقدم المساعدة الدراسية لطلاب المدارس الثانوية وإعدادهم للالتحاق بالجامعة ورابطة الطلاب المسلمين.


قاد الحركة "وهارنا سوريابراناتا" بالتعاون مع حلمي أمين الدين – مؤسس حزب العدالة – ثم قام نشطاء التربية وبالتنسيق من أبو الحسيب حسن، بتأسيس مدرسة داخلية إسلامية أطلق عليها "الحكمة" في جنوب جاكرتا وأنشؤوا منظمة "خير الأمة"، وهي منظمة قدمت الدعاة للخطب والدعاية الدينية (لمباغا دكوة) بقيادة "يوسف سوبندي" و"روجوا" لنشر المجلات وأشهرها مجلة "سبيلي" التي أسسها "زين متقيان" و"رحمة عبدالله".


وإلى جانب ذلك أقاموا مركزاً للدراسات والمعلومات حول العالم الإسلامي المعاصر، والذي نظمه رئيس حزب العدالة والرفاه في البرلمان، محفوظ صديق – وهي مؤسسة فكرية قدمت معلومات وتحليلات عن الإسلام العالمي، خاصة في مناطق الصراع مثل فلسطين وأفغانستان والبوسنة وتحديداً في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.


كيف تعاظم النشاط الإخواني في إندونيسيا؟


بحلول منتصف التسعينيات، بدأ نشطاء التربية في السيطرة على المنظمات الطلابية الجامعية في الحرم الجامعي الرئيسي في مدن مثل "جاكرتا" و"باندونغ" و"يوجياكارتا" و"سورابايا".


وعندما تعرضت إندونيسيا للأزمة المالية وبدأ الاستياء تجاه الحكومة في التصاعد، شكلت شبكة نشطاء التربية من مختلف الجامعات في جميع أنحاء البلاد اتحاد العمل للطلاب المسلمين الإندونيسيين، وكان نائبا حزب العدالة والتنمية "فهري حمزة" الذي نظم مظاهرة ضخمة للمطالبة باستقالة الرئيس سوهارتو في نيسان (إبريل) 1998، و"عندي رحمت" رئيسين سابقين لـ "التربية".


والملاحظ أنّ النشطاء الذين انضموا إلى جماعة التربية تمكنوا من إحياء الأنشطة الإسلامية في العديد من الجامعات، وبذلك عززوا حضورهم بين الطلاب، وعملوا على إقامة الحلقات الدينية الأشبه بنظام الأسر التقليدية كما هي الحال في الآليات التنظيمية المتعارف عليها داخل الجماعة الأم لـ "الإخوان المسلمين" الذي يتكون من اجتماع عدد من الطلاب يترأسهم مسؤول، ومن أجل تعزيز برامجهم، قاموا بتأسيس منظمات داخل الحرم الجامعي تحت مظلة هيئة تسمى منتدى الدراسات الإسلامية (FIS) ونجحت حركة التربية في أن تكتسب حضوراً قوياً بين الطلاب خلال التسعينيات، وفاز العديد من نشطائهم في السيطرة على الهيئات التنفيذية الطلابية ووضعوا أفضل كوادرهم في منصب رئيس مجلس الطلاب، وفي عام 1993، فاز كادر جماعة التربية، مصطفى كمال، في انتخابات الطلاب في كلية العلوم الإنسانية في جامعة إندونيسيا، وأصبح أول طالب إخواني ينتمي إلى جماعة التربية يحصل على أعلى منصب حكومي طلابي على مستوى الكلية.


ومنذ ذلك الوقت أحكمت حركة التربية سيطرتها على مستوى الجامعات الإندونيسية في مجال النشاط السياسي، فيما تراجعت جمعيات إسلامية أخرى مثل رابطة الطلاب المسلمين. وحركة الطلاب.


وبعد انهيار نظام سوهارتو، قررت جماعة التربية التي نشأت كحركة اجتماعية الانتقال إلى مرحلة أخرى جديدة، خاصة بعد نجاحها بين الهيئات الطلابية ومنظماتها والتي كانت وجهة انطلاقها وتأسيسها للكثير من الفروع التنظيمية التعليمية في الجامعات الإندونيسية كلها فترة التسعينيات.


وذلك من خلال اتخاذ قرار التحول من العمل الاجتماعي العام إلى السياسي منه وهو الهدف الأساسي الذي سعى إليه الإخوان الإندونيسيون وانتظروا الوقت المناسب لتحقيقه منافسة لكل التيارات الإسلامية الإندونيسية الأخرى، خاصة المحلية منها وتحديداً نهضة العلماء والمحمدية، وقاموا عام 1998 بتأسيس "حزب العدالة" وحفزه وجود القاعدة المجتمعية التي حققتها الحركة ساعية إلى توظيفها بشكل براغماتي لصالح التوغل السياسي.


"حلمي أمين الدين عرّاب الإخوان في إندونيسيا"


يعد حلمي أمين أحد مؤسسي حركة جماعة التربية، التي جاءت كنتيجة لتسوية تفاوضية مع الرئيس سوهارتو في أوائل الثمانينيات لتوجيه النشاط الإسلامي إلى مسار مختلف يبتعد بالحركات الإسلامية عن النشاط السياسي، ويقترب من العمل المجتمعي الدعوي في محاولة لتدجين العمل الإسلامي في الداخل. وهو ما يفسر السماح من قبل السلطة السياسية بمنح حلمي مساحة كبيرة لبناء الحركة في حرم الجامعات والأسر الطلابية والمجتمعية وهياكلها الشبيهة بالحالة الإخوانية المصرية دون الاصطدام بها.


بدأ حلمي مسيرته في الفضاء الإسلامي الإندونيسي بالاتصال والمشاركة في الجمعيات الإسلامية وخاصة جمعيات الشباب، وكان عضواً في اتحاد الطلبة المسلمين في جاكرتا، واعتقل عام 1981 لخطاباته المتكررة والداعية لإقامة دولة إسلامية كان أبرزها محاضرته بالجامعة الإسلامية في جاكرتا.


ثم أصبح المراقب العام للجماعة في الداخل الإندونيسي، ونتيجة لذلك أضحى مرتبطاً بشكل مباشر بنظرائه في الفروع الأخرى للتنظيم في الشرق الأوسط الكبير والقيادة في مصر.


واللافت للنظر في هذا السياق ورغم انطواء حلمي تحت مظلة الإخوان المسلمين، فإنه لم يكن تبهره إحداثيات الحالة المصرية الإخوانية ونموذجها السياسي بقدر ما كان يجذبه نظيره التركي وتحديداً تجربة الإسلام السياسي هناك، وهو ما يفسر تأسيسه بعد ذلك حزباً سياسياً يحمل الاسم "العدالة" على غرار الآخر التركي.


وقد أوردت مجلة "Monograph on Politics & Government" البحثية الصادرة باللغة الإندونيسية عن جامعة گاجاه مادا، بمدينة يوجياكارتا مقالاً في غاية الأهمية عام 2008 كشفت خلاله أنّ حلمي أمين وأثناء دراسته في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ثم عمله ملحقاً ثقافياً في السفارة الإندونيسية في المملكة العربية السعودية في الفترة ما بين الأعوام من 1973 إلى 1980 التقى خلالها قيادات إخوانية بارزة في ذلك الوقت، على رأسهم القيادي الإخواني السوري سعيد حوى والمصري يوسف القرضاوي واللبناني فتحي يكن. إذ كانت تجمعه بهم علاقات وثيقة أهَّلته بعد ذلك وحين عودته إلى إندونيسيا أن يكون مراقباً عاماً للإخوان المسلمين ليس في إندونيسيا وحدها وإنما في جنوب شرق آسيا بأكملها.


استقال حلمي من منصبه القيادي في حزب العدالة والرفاه (PKS) عام 2015، وخلفه في قيادة الحزب سليم سجاف الجفري، وعلى الرغم من أنّ حلمي أكد في بيان الاستقالة أنها جاءت لإعطاء فرصة للشباب داخل الحزب للقيام بالدور المنوط بهم ولتعزيز أدوارهم السياسية، فإنّ بعض التفسيرات تشير إلى أنها كانت محاولة للتفرغ للشأن الإقليمي بتوجيه من التنظيم الدولي لجماعة لإخوان المسلمين بعدما تعرضت لهزة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.


وتوفي حلمي أمين في 30 حزيران (يونيو) 2020، بعد أن أصيب بفيروس كورونا عن عمر ناهز الـ 72 عاماً.


حزب العدالة PK
بعد استقالة سوهارتو في 21 آذار (مارس) 1998 كانت دولة إندونيسيا على موعد مع مرحلة سياسية جديدة من تاريخها تدخل فيها البلاد إلى أجواء ديمقراطية تختلف عن العقود السابقة، وأسهمت هذه الأجواء الديمقراطية الجديدة عقب سقوط سوهارتو في تحفيز الحركات الإسلامية نحو التمدد بشكل أكبر مما كانت عليه، وهو ما دفع حلمي أمين الدين ورفاقه نحو تأسيس حزب العدالة الذي تغير اسمه ليصبح بعد ذلك إلى "حزب العدالة والرفاه" عام 2002.


وارتكز الحزب على غرار حركة التربية التي أفرزته على الأنشطة الطلابية في المعاهد التعليمية والجامعات من أجل تحقيق الانتشار والتمدد، وكان لافتاً للنظر في خضم التفاعلات مع الأحداث السياسية المحلية والإقليمية وغيرها أنّ أعضاء الحزب الإخواني كانوا يستقدمون أسرهم وعائلاتهم وأطفالهم للمشاركة في كل تظاهراتهم الدعائية والاحتجاجية، الأمر الذي كان غريباً وجديداً في المشهد السياسي الإندونيسي، وهو أحد تأثيرات الحالة المشرقية على واقع الإخوان المسلمين في إندونيسيا، وكان بشكل براغماتي يسعى إلى التأكيد على سلمية حراكهم السياسي خاصة في الشارع من جهة والحؤول دون مواجهة القوى الأمنية لهم من جهة أخرى.


ومع ذلك، كان أداء حزب العدالة ضعيف في الانتخابات العامة عام 1999 وفشل في تجاوز الحد الأدنى للانتخابات بعد جمعه 1.7%من الأصوات الوطنية فقط، وما نتج عنه من عدم قدرته على المشاركة في الانتخابات التي ستليها – وفق القانون الانتخابي الإندونيسية.


حزب العدالة والرفاه PKS


بعد ذلك قامت حركة التربية بتأسيس حزب جديد في 2002 في جاكرتا؛ ليعاد بذلك تسميته من حزب العدالة إلى حزب العدالة والرفاه وكان محمد هداية نور رئيس مجلس الشورى الشعبي الأندونيسي في الفترة ما بين الأعوام من 2004 إلى 2009 أحد رؤسائه.


ويعيد الباحث زهران أسباب إخفاق الحزب في طوره الأول تحت مسمى "العدالة" إلى افتقاره إلى قاعدة انتخابية شعبية من جهة واقتصاره على الإسلاميين المنحدرين من حركة التربية والنشطاء الإسلاميين المتقاطعين معهم، فبدا وكأنه حزب ديني صرف يفتقد التشكيل الحزبي السياسي التقليدي، وذلك نظراً إلى برنامجه الانتخابي والحزبي الذي طغت عليه المفردات الدينية والمدونة الفقهية الأصولية.
ولم يكن الشق القانوني الدافع فقط نحو الانتقال إلى تسجيل الحزب بمُسمى جديد وخوض العمل السياسي برؤية قد تكون في ظاهرها مغايرة بل هناك اعتبارات داخلية كثيرة، وبشكل عام سعت "PKS" لخلق صورة جديدة كحزب إسلامي معتدل يتبنّى الخطاب الوطني الديمقراطي.


وما يدلل على ما يمكن تسميته التقية السياسية التي مارسها إخوان إندونيسيا، آنذاك، هو اعتراف قادة حزبهم بأنّ النضال – حسب وصفهم – من أجل تطبيق الشريعة يحتاج إلى أن يتم تقديمه بعبارات علمانية وليس المجاهرة المباشرة به.




انطلاقاً من ذلك، أصبح الحديث داخل أروقة الحركات والتيارات والتنظيمات الإسلامية في الداخل الإندونيسي عن وجود تمايز واضح بين هذه التيارات استدعى إعادة تعريف للوطني منها والدخيل، وللأصيل وذي التبعية للقوى الخارجية، حتى بات حزب العدالة في نسخته الجديدة في الداخل ينظر إليه على كونه يمثل اختراقاً خارجياً للدولة الإندونيسية من خلال انتماء قادته وأتباعه لفكر جماعة الإخوان المسلمين في نسختها المعولمة، مقارنة بنظرائهم من التيارات الإسلامية الأخرى، مثل: نهضة العلماء، وماشومي، وبارموسي، وحزب التنمية المتحدة (PPP)، وحزب الصحوة الوطنية (PKB)، وحزب الهلال والقمر (PBB)، الذين كانوا أقل تأثراً بمثل هذه القوى الخارجية كما هي الحال في حزب العدالة والرفاه.


ويترأس الحزب في اللحظة الراهنة السياسي الإندونيسي (أحمد شيخو) Ahmad Syaikhu الذي كان يشغل منصب نائب رئيس بلدية بيكاسي في جاوة الغربية للفترة ما بين الأعوام من 2013 إلى 2018، وفي كلمة له جمعته وأعضاء الحزب ناقش فيها استراتيجية الحزب خلال السنوات الخمس القادمة، وأبرز خلالها حث أعضاء الحزب وقادته نحو عقد جملة من التوافقات السياسية مع بقية الأحزاب الإندونيسية الأخرى، وذلك لتعزيز الشعور بالوحدة الوطنية والأخوة في المجتمع، حسب وصفه.


ويخلص الباحث في دراسته، إلى أنّ تجربة جماعة الإخوان في إندونيسيا لم تختلف كثيراً عن نظرائها في الشرق الأوسط وبلدان أخرى من العالمين العربي والإسلامي، ويرجع ذلك لسببين رئيسيين: أولهما: إنّ الجماعة وإن انتقلت نحو العمل السياسي الحزبي لم تقم بتطوير أدواتها السياسية وآلياتها التشاركية بالقدر الكافي، بل اتجهت نحو تحويل الممارسة الحزبية وصياغتها بشكل أقرب من العمل التنظيمي الجماعاتي، فلم تستطع أن تتطور أو تواكب تحولاتها وذلك لبقائهم أسرى لفكرة التنظيم، والجماعة، والبيعة وما شابه.


وثانيهما: إنه وفي سبيل تحققها في المشهد السياسي الإندونيسي قامت بعقد تحالفات غير مباشرة، فضلاً عن اصطفافات سياسية أثارت قدراً كبيراً من علامات الاستفهام والتعجب وذلك نظراً إلى وقوفها ومناوءتها للتيارات الإسلامية الرئيسية في إندونيسيا وقديمة النشأة التي تعتبر إندونيسيا وسطية معتدلة وتحديداً المحمدية الإصلاحية ونهضة العلماء رغم كونهما الأقرب إلى الفكر الإسلامي المحافظ والحداثي، في حين قبلت بالتحالف مع التحريريين – نسبة إلى حزب التحرير الإسلامي الذي ينادي بالخلافة الإسلامية – والسلفيين على اختلاف تنوعاتهم والتخندق في المعارضة السياسية في مواجهة الرئيس الإندونيسي الحالي جوكو ويدودو وهو رجل رغم انتمائه إلى الحزب الديمقراطي الإندونيسي فإن التيارات الإسلامية المحلية تعيش في فترة حكمه أزهى عصورها لما عرف عنه احترامه لها ما جعلهم على رأس الموالين والحلفاء السياسيين والدينيين له في الداخل.


وتشير الدراسة إلى أنّ قضية التصاق قضية الولاء الخارجي بالإخوان الإندونيسيين من الناحية المجتمعية جعل تجربتهم السياسية دائماً في موقف الاتهام من قبل خصومهم، فضلاً عن اعتبارهم نسخة مستوردة وأجنبية وليست وليدة سياقاتها المحلية والتربية الإسلامية الإندونيسية، وهو ما جعل من مفهوم إسلام سونتارا أو الإسلام الإندونيسي غير متوائم مع أطروحاتهم الفكرية والأيديولوجية وهو وحده كفيل بتضاعف عدم قبوله المجتمعي وتراجع حاضنته وفي الوقت ذاته ما يجعل بدوره مستقبل التنظيم في إندونيسيا محفوفاً بالكثير من العقبات والعراقيل مجتمعياً وسياسياً.


المصدر: حفريات








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc