إخواني وأحبائي؛ إن الله -جل شأنه- جعل لنا في هذه الدنيا طريقا إليه ، وجعل للأعداء والمشركين والملحدين والجاحدين طريقا إلي جهنم ، هذا الطريق له علامات ، وهذا الطريق له إشارات وملامح ، والفارق بين الإثنين هو الفضائل والرذائل .... والقيم الأخلاقية القرآنية ، والرغبات الدنية السفلية الإبليسية .
فطريق الله لا يوضحه إلا قلب قد إستنار بنور الله فبين له نور الصدق فيتحراه ، وظلمة الكذب فيبتعد عنه لينال رضا الله ... نور الحلال في الأكل والنكاح والعمل ، فيبتغيه ويسعي فيه ولو كلفه في سبيل ذلك مشقة ...
فنبي الله موسي عليه السلام لكي يعف فرجه وينكح في حلال جعل مهره عشر سنين يرعي الغنم وأجره في العشر سنين هو الذي قدمه لصهره وأبو زوجته شعيب عليه السلام عشر سنين يرعي في الصحراء ليحقق لنفسه طريق الخير ويتزوج علي طريق البر والهدي والرشاد ....وطريق السعادة .. بأي نور ؟ ...
لا نور الكهرباء ولا نور الشمس وإنما نور الإيمان ونور القرآن ونور العلم ، ومصدر النور تحدث عنه الله عز وجل في قرآنه المصدر الأول وقال : ( الله نور السماوات والأرض ) ، ومنه إنشق النورإلي مصدرين : القرآن ، وسنة النبي العدنان صلي الله عليه وسلم ، أما القرآن فقد قال فيه الرحمن : Â وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا Á ( 52 الشورى ) ، ولم يجعل الهداية قاصرة عليه ، فسن لحبيبه صلوات الله وسلامه عليه وقال : Â وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ Á 52 الشورى ، فنحن جميعا في أمس الحاجة إلي نور العلم ، ونور تدبرالقرآن ونور سنة النبي العدنان ، حتي نمشي فيما يحبه الله ونترك الطريق الذي يمشي عليه من ضل سعيه في هذه الحياة ، وهو يحسب أنه يحسن صنعا ، وهو يحسب أنه علي خير أو علي بر..
فمن يحافظ علي الصلاة ، ويستقم علي قراءة كتاب الله ، ولكنه لا يتعامل مع عباد الله بالطريق المستقيم الذي وضحه الله ، فمن يحافظ علي الصلاة ، ويكذب علي عباد الله ، ويغش خلق الله ، ويخدع المساكين من عباد الله ، ويزور في الأقوال ، وفي الأفعال ، وفي الأوراق والستندات لينال حق ليس له ، وليس في كتاب الله عز وجل ، فإلي أين يكون مصيره ؟ ...
لقد سئل الحبيب صلوات الله وسلامه عليه عن إمرأة ، تقوم الليل وتصوم النهار ولكنها تؤذي جيرانها ، فقال في شأنها صلوات الله وسلامه عليه : ( لا خير فيها هي في النار ) ، لأنها سارت علي هذا المنهج ، الهوي علي غير سبيل ... وطريق النبي صلي الله عليه وسلم ، هو طريق الهدي والنورد في الأخلاق والمعاملات والعبادات والعقائد الصحيحات وكلها جملة واحدة .